صحافة الفيديو.. عن إمكانية الموت قبل الولادة

في طريقي إلى منطقة البقاع اللبنانية.. ساعتان أو ربما ثلاثة من مقرّ سكني في بيروت.. في المقعد الخلفي، كاميرتي وحاملتها، رفاقي الجدد، وفي المقعد الجانبي فراغ يزيد من توتري. أقود سيارتي ذاهبة وحدي نحو قصة صحفية جديدة.. لم أكن حينها مستجدة على العمل الإعلامي، بل أذكر أنّه كان عامي الرابعفيه.. الجديد كان نوع المهمة؛ مصوّرة صحفية.. تجربة التخلي الأول عن زملائي المصورين، وهم -ليس بحكم الصدفة طبعا- دائما من الذكور، بل والتخلي أيضا عن مساعديهم الكثر.

فجأة، وجدتني أستبدل فريق العمل بنفسي.

العربة ما زالت في طريقها إلى التقرير.. هاتفي يرنّ: "وين صرتوا؟" يقول صاحب القصة التي أقصدها.. أجيب بصيغة المفرد لكي أمهد له مشهد قدومي إليه وحدي "دقائق وأصل إليك".

لم أستغرب مفاجأته: "أين الفريق؟"، أجبت: "أنا الفريق".. لم يتكلّف ابتسامة، ولم أتكلّف جهد طمأنته.. لا بأس، كنت مثله غير واثقة.

كان هذا قبل عامين.. وقبل يومين، قصدت طريقا مشابها نحو قصة أخرى.. وحدي مجددا، مع كاميرتي نفسها وحاملتها، وبعض المعدات الجديدة، فالعائلة لا بد أن تكبر.. هذه المرة، لم أقصد شخصا لتصوير "نجاحه"، بل قصدت بلدة كاملة.. كنتُ في مهمة قضاء يومين داخل قرية حدودية مع سوريا من أجل إنتاج سلسلة من القصص المصوّرة عن حياة اللاجئين فيها.

الجملة ذاتها مرة أخرى، إنما بدهشة أكبر: "أين الفريق؟"، "أنا الفريق".. مجددا، لم أتكلف جهد الطمأنة، لأنّ هذا ما كنت عليه بالفعل.

 

غموض المصطلح

الاستثناء وارد، لكن المؤكد أنّ مشهد المصوّر بكاميرته الضخمة، يجاوره صحفي -أو صحفية- بورقة وقلم، هي الصورة الذهنية عن المراسل التلفزيوني.. ليس لدى العموم فقط؛ فمفهوم "صحافة الفيديو" نادر الذكر في المقررات الجامعية بلبنان وفي المؤسسات المحلية أيضا.

قد تبدو المشكلة أنّها بطء في تبني التجربة، ففي أميركا نفسها -مكان ولادتها- ومن ثم في أوروبا، استغرقت صحافة الفيديو سنوات قبل أن تصبح بالأهمية التي هي عليها اليوم. لكنها تجربة جاوزت 30 عاما في تلك البلدان! قد لا يكون هذا بطئا منّا فحسب، بل جمودا مقلقا!

المفهوم شديد البساطة: صحفي الفيديو إعلاميّ كغيره، لكنّ مهمته جامعة، إذ عليه أن يختصر عدة أدوار في نفسه: أن يبحث عن القصة، يُقنع مدير تحريره بها، يصورها، يخضعها للمونتاج، ويكتب نصها؛ مع كل ما تشتمله هذه الخطوات من مهام تفصيلية. بمعنى آخر، صحفي الفيديو هو المنتج الوحيد لتقرير تلفزيوني كامل.

صاحب الفكرة هو الأميركي مايكل روزنبلوم.. كان شابا يافعا (32 عاما) حين التمس في هبوط أسعار معدات الفيديو فرصة لإطلاق فكرته: الصحافة للجميع.. حماسه لم يرُق لكثيرين، لكن كان كافيا أن يحظى بثقة مؤسسة عالمية واحدة -مثل البي.بي.سي- لتنطلق فكرته في التغيير جذريا في عمل الصحافة التلفزيونية في العالم.

 

صراع الصحفي والمصوّر

ليس مستغربا أن يشعر المصوّر بالخطر من هذه التجربة الحديثة في لبنان.. أتلمّس توجسا من زملائي المصورين، لا سيما أنّي أتقاضى أجرهم مقابل وظيفتين: الصحافة والتصوير.

مع ذلك، لا يمكن للصحفي أن يدّعي إتقان التصوير بمستوى أصحاب التخصص. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ما زال الإعلام متمسكا بالمعايير الفنية للصورة؟

أذكر جيدا أنّ في تدريبي الأول على صحافة الفيديو، عرضتْ المدربة نموذج تقرير لمناقشته.. كان العمل بلغتها الألمانية.. عقب مشاهدة التقرير سؤال: ماذا فهمتم؟ لم تكن الغاية اختبار مستوانا اللغوي في الألمانية طبعا، وإنما إثبات القاعدة الأولى في صحافة الفيديو: رسالة التقرير تصنعه الصورة.. اللغة عنصر ثانوي.

التقرير النموذج تخللته أخطاء تقنية واضحة؛ من كسر لقواعد الضوء ومشاكل في التأطير.. اللافت أن أحدا لم يكترث، فالقصة أحدثت إشباعا بصريا بصرف النظر عن تفاصيل الجودة.

لا شك أن صحافة الفيديو استثمار مادي لأصحاب المؤسسات.. عدّة وظائف لشخص واحد، معادلة مربحة. لكنّ المؤسسات الإعلامية الكبرى لم تتبنّ هذا المفهوم لتوفيره المالي فحسب.

نضجت القناعة بأنّ منتج الفكرة هو الأقدر على تنفيذها، بمعنى أنّ الصحفي أجدر باختيار صوره بما يتلاءم مع رسالته، وأنّ المصوّر -مهما بلغ احترافه- لن يكون بمستوى إدراك الصحفي بما يحتاجه التقرير من عناصر بصرية.. هذا توجه ليس عليه إجماع، لكنّ الأكيد أن مناصريه ليسوا بقلة.

هنا نصل إلى المفهوم الملازم لصحافة الفيديو: السرد القصصي من خلال الصورة.. إذًا، لا بد من تداخل وظيفي بين المصور والصحفي لإنجاح المفهوم. ولهذه الغاية، ترافقت صحافة الفيديو بقواعد ميّزتها، كاللقطات الخمس: صوّر الفعل أولا، ثم الوجه، ثم المكان، إلخ.. تقنيات أبسط بكثير مما يجيده المصوّر عادة، لكنها رغم ذلك تتحدد بحسب القصة. وقد لا يشعر المصور بقناعة هذا التسلسل، لأنّه بطبيعة الحال يولي للتقنية الأولوية على حساب الرسالة، في حين أن الصحفي يبقى المدافع الأول عنها.

 

--
خلال تقرير من بلدة عرسال اللبنانية المجاورة للحدود السورية، لتغطية ظروف اللاجئين المقيمين فيها. التقرير لصالح تلفزيون دويتشه فيليه الألماني. تصوير: فاتن الجباعي.

العمل محليا

بالوصول إلى السرد القصصي، ينبغي التأكيد أن مصطلح "قصة" لا يستخدم عبثا.. واحد من أهم مبادئ صحافة الفيديو هو تحويل الخبر الصرف إلى قصة متكاملة لا تخلو من عناصر التشويق.

قد يبدو الأمر مضحكا إذا ما أسقطناه على قضايانا المحلية.. فلنأخذ مثلا قضية كأزمة النفايات في لبنان: هل يمكن تحويل موضوع كهذا إلى ما يشبه فيلما قصيرا؟ هذه بالضبط الفكرة من صحافة الفيديو.

الخطوة الأولى تكون باختيار زاوية.. لا بد للتقرير أن يتناول فكرة واحدة تُبنى الصورة والنص على أساسها.. بعدها يتم اختيار "البطل"؛ شخصية جاذبة تقود القصة. في مثلنا السابق، قد يكون البطل صاحب مبادرة تسعى للحد من التلوث.. سنرافقه على طول الفيديو، ننتقل معه من مكب إلى آخر، نراه في معمله الخاص للتدوير، وبرفقة مختصين أو متضررين. بمعنى آخر، سيحكي لنا هذا البطل قصته التي تعبر في النهاية عن قضية تكبره.. الفكرة ببساطة إضفاء عنصريْ التشويق والبساطة على القضايا، لضمان تأثير أكبر على المشاهد.

هذا ما لا نراه إلا نادرا في القنوات المحلية.. لِنُجْرِ مسحا على تقارير نشرات المساء.. مجددا، مثال النفايات هذا، كيف يمكن أن نراه؟ مشاهد أرشيفية، لقطات بعيدة تخلو من الشخصيات، مقابلات مطولة مع مسؤولين، وحشو لأرقام ومعلومات.

بهذا، صحافة الفيديو لم تحدث تحولا وظيفيا أو تقنيا، بل تحولا جذريا في مفهوم الخبر الصحفي نفسه، إذ حوّلته من نص مقروء إلى صور شديدة التناسق.

الخلاصة أنّها فرصة لتأثير أكبر بتكلفة أقل!

 

تاء التأنيث.. فرصة أم تعقيد؟

لا تخلو التجربة من بعض المواقف المزعجة.. ثمّة جلبة يحدثها مشهد امرأة في يدها آلة؛ أيّا تكن هذه الآلة. لكن يمكن للجلبة هذه أن تكون فرصة بقدر ما هي تحدٍّ.

عموما، صحافة الفيديو تتميز بالخفّة.. عدد أقل من الأفراد والمعدات، بما يعني راحة وعفوية أكبر في العمل.. هذا النوع من العمل يعطي إحساسا بالخصوصية بين الصحفي المصور والشخصية التي يعمل معها، كأنّ العمل مساحة مغلقة بين طرفين.

يزيد من السهولة أحيانا كون المصور امرأة.. هذا استنتاج شخصي لا أدّعي تعميمه.. الجندرية هنا تنحاز إلى صالح المرأة إذا ما كانت القصة حساسة، كقصص الاغتصاب والزواج المبكر.

وجودي المستقل مع البطلة يمنحني فرصة إضافية للتعمّق في قصتها.. أمر لا أحصل عليه دائما برفقة زملاء. علاوة على أن الصحفية تعطي إحساسا أعلى بالأمان في الأماكن أو المواضيع التي تحمل حساسية أمنية.

لكنّ للتجربة جانبا لا يخلو من الصعوبة.. في التصوير جهد جسدي مضاعف رغم صغر الكاميرات، إلا أنّ وزن المعدات ككل غير هيّن، خاصة أن العمل قد يصل إلى 12 ساعة متواصلة! هذا إذا ما استثنيا جهد قيادة السيارة، والخطوات السابقة واللاحقة للتصوير. ولن يكون من المنطق الاستعانة "بصديق" للمساعدة، إذا ما أخذنا أن الربح النهائي للتقرير يصعب تقاسمه.

قد أكون أكثر حظوة من بعض الزميلات العاملات في مجتمعات أكثر انغلاقا من لبنان، لكن ذلك لا يلغي أن تجربة صحافة الفيديو تنحاز إلى صف الذكور في مسألة الأمان.

--
 أثناء مقابلة مع السويدي بنيامين ادرا الذي مشى من بلده إلى حدود فلسطين إيمانا بقضيتها. التقرير كان لصالح تلفزيون وزم إن الهولندي – تصوير: فاتن الجباعي.

موت قبل الولادة

يذكر مؤسس صحافة الفيديو روزنبلوم في إحدى مقالاته الحديثة لمجلة "هافينغ بوست" موقفا جمعه بصديقه بنتلي، المصور الفوتوغرافي لمجلة "التايم". عمر الموقف قريب من عمر تأسيسه لفكرة صحافة الفيديو.. كان حينها في أوج عمله على مفهومه الجديد.. دعاه صديقه المصور لمرافقته في تغطية مناسبة سياسية.. يقول روزنبلوم: "أخرج بنتلي من حقيبته قطعة أنيقة.. كانت أول كاميرا رقمية لشركة كانون.. أمسك بها ووجّهها للحدث، والتقط عددا مذهلا للصور بسرعة ودقة عالية".

يتابع: "لكن صديقي كان يحمل في يده بذور تدمير مهنته، لأنه إذا تمكن هو من التصوير بهذه السهولة فيمكن لأي شخص آخر القيام بذلك.. قد لا يملك الآخرون عينَه في التصوير، ولكن ربما لن تهتم مجلة التايم بذلك.. وتبين لاحقا، أنهم لم يهتموا بالفعل".

حقائبنا اليوم تُخرج آلات أقل تعقيدا من كاميرا صديق روزنبلوم، وكلما صغرت الآلة كبر السؤال عن قدرة صحافة الفيديو على الصمود.

هل تموت صحافة الفيديو حتى قبل أن تولد بشكل حقيقي في منطقتنا؟

"كم من الوقت يلزمنا قبل أن تحل مقاطع فيديو الآيفون محل أعمال محترفي الفيديو؟ أظن خمس سنوات وربما أقل".. بهذا يختم روزنبلوم مقالا كتبه قبل خمس سنوات.

 

المزيد من المقالات

إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024