فابريزيو رومانو.. قصة صحفي رياضي أحدث ثورة في العلاقة مع المصادر 

في كل يوم، يخوض فابريزيو رومانو معركة مُطاردة أخبار انتقالات لاعبي كرة القدم، خاصة خلال شهر يناير/ كانون الثاني وفصل الصيف حيث يُفتح الباب لتسجيل اللاعبين الجدد. تظل عيناه طيلة ساعات اليوم تقريبا وأيام الأسبوع مُعلّقتان بشاشة الهاتف، تأهباً لاستقبال أنباء حصرية تَهُمُّ حركة اللاعبين بين الأندية ونشرها، ويتم ذلك طبعا بعد "تدقيقها وتمحيصها والتحري حولها من شبكة مصادر واسعة".

لم يكن من الحتمي استهلال هذه المقالة بمعلومات تعريفية عن رومانو، بل إلقاء الضوء على ما يُثير فضول الكثيرين بشأن عوامل نجاح هذا الإعلامي الإيطالي ومُقارباته في العمل. الشاب الذي لا يتعدَّى عُمره الـ 30 سنة بات يُضاهي نجوم كرة القدم شُهرة وانتشاراً، إذ يُتابعه عشرات الملايين من المُهتمين على منصات التواصل الاجتماعي، جاعلاً من نفسه علامة مُسجّلة ومقترنة بالموثوقية والمصداقية في عالم سوق الانتقالات أو ما يُعرف بـ "الميركاتو".

"آمل أن يتفهَّم كل أصدقائي تحديقي في الهاتف طيلة 24 ساعة وعلى امتداد أيام الأسبوع، حتى لو كنا نتناول العشاء، لأن كل رسالة وكل مكالمة، ليست مجرد عمل أو كرة قدم بالنسبة لي، إنها حياتي بكل بساطة" (1)، يتحدث هنا رومانو عن الشّغف والتضحية كصفتين يجب أن يتسلَّح بهما الصحفي خاصة الرياضي.

يتربَّع الشاب الإيطالي حالياً على عرش الصحفيين الرياضيين الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، حيث أضحى مرجعاً بالنسبة للمهتمين وبوصلةً لهم لمواكبة ما يُستجدّ في سوق الانتقالات على مدار الساعة واليوم. وهنا يجدر التساؤل عن مكامن قوة رومانو في تكثيف المصادر ونسج علاقات معهم بما يسمح له في الحصول على "السّبق الصحفي" في أغلب الأحيان؟ وما هو أسلوبه في العمل وعلى ماذا يقوم من حيث المبادئ والوسائل؟ 

1
من صفحة رومانو علي فيسبوك

 

فن التعامل مع المصادر

كان رومانو منذ بداية مساره الإعلامي على دراية بأهمية المصادر الصحفية، لذلك ركّز جهوده على محاولة توطيد العلاقة معهم وكسب ثقتهم، لكنه دخل غِمار هذا التحدّي مُستعيناً بصفات إنسانية قائمة على الاحترام والصّدق والوضوح، ويتحدث الإيطالي عن ذلك قائلا:

"الاحترام هو كلمة السّر، أن تحترم مصادرك ولا تُسبّب لهم أية إشكالات وأن تحترم كذلك متابعيك بتزويدهم بأخبار موثوقة" (2).

لا يُخفي رومانو جدوى الجُرعة الإنسانية التي يجب وضعها في العلاقة مع مصادره سواء وكلاء الأعمال أو اللاعبين والمدربين أو مسؤولي الأندية، وينكب تبعاً لذلك على إبقاء خط التواصل قائماً معهم بشكل دوري ومنتظم، متفادياً ربط الاتصال بهم في فترات "الميركاتو" فقط أو حينما يرتفع عليهم الطلب من الصحفيين الآخرين للحصول على المستجدات.

لا يُخفي رومانو جدوى الجُرعة الإنسانية التي يجب وضعها في العلاقة مع مصادره سواء وكلاء الأعمال أو اللاعبين والمدربين أو مسؤولي الأندية.

أبصر رومانو النور في مدينة نابولي، ثم أمضى دراسته الجامعية بميلانو، حيث يستقر لحدود الآن، ومن هناك دشّن مسيرته الإعلامية، وقد أفنى أكثر من ثماني سنوات حسب قوله وهو يجوب أرجاء المدينة لمحاولة رصد اجتماعات الفاعلين في كرة القدم من وكلاء أعمال ومسؤولي الأندية، حتى يظل على اطلاع على جديد الصفقات ويبني العلاقات معهم.

"أدركت أنني كنت أود أن أكون صحفياً في سنٍّ مُبكِّرة، لأنني أحببت كرة القدم بجنون، وفي سن السادسة عشر خُضت تجربتي الأولى مع موقع رياضي صغير، وحينذاك عرفت أن هذا هو طريقي ومسلكي" (3)، يحكي الصحفي الإيطالي عن بداياته في المهنة، ويستحضر كذلك الدور الذي اضطلع به والده في تقريبه من كرة القدم، كونه كان بدوره مُحباً ومهووساً بهذه اللُّعبة.

يُطوِّق فابريزيو مصادره بسياجٍ من السّرية، ويضمن لهم الخصوصية مهما حدث، في قاعدة أساسية تنبني عليها الممارسة الصحفية، ويُصرّح في هذا الإطار: "لدي علاقات إيجابية مع وكلاء الأعمال والمديرين الرياضيين للأندية ومصادر أخرى لا أستطيع البوح بهويتها، كل شيء يقوم على الثقة المُشتركة".

لا زال فابريزيو يتذكّر عن ظهر قلب أول "سبق صحفي" حصل عليه ونشره، كان مُتعلّقاً بالنجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي، حينما كان في أكاديمية "لاماسيا" التابعة لنادي برشلونة. في صيف 2011، أعلن رومانو أن إيكاردي سيُغادر النادي الكتالوني نحو سامبدوريا الإيطالي، وهو الخبر الذي ذاع على نطاق واسع ويعتبره صاحبه من أبرز الحصريات التي حصل عليها.

لكن قبل أن يحظى الإيطالي بهذا الإنجاز، كان لزاما عليه أن ينال ثقة وكيل الأعمال الذي يتحفَظ رومانو عن ذكر هويته، والذي زودَّه بهذا "السّبق الصحفي"، حيث طلب منه هذا الأخير تحرير مقالة من جنس "البورتريه" عن إيكاردي ولاعب آخر في "لاماسيا" آنذاك هو جيرارد دولوفيو. تم ذلك وحقّق وكيل الأعمال هدفه بتوقيع عقد مع اللاعبين لتمثيلهما في سوق الانتقالات.

5
من صفحة رومانو علي فيسبوك

التوظيف المثالي لمواقع التواصل الاجتماعي

فَطِن رومانو إلى المساحات التي تُوفِّرها منصات التواصل الاجتماعي وأَحْسَنَ الاستفادة من خصائصها. بدأ في موقع "تويتر" ثم وسّع من نشاطاته على مُختلف الوسائط الاجتماعية، ولم يكن لمسار الإعلامي الإيطالي أن يتّخذَ هذا المسلك بوتيرة سريعة لولا إدراكه لقوة هذه المنصات الافتراضية والمساعدة التي تُقدّمها على الانتشار.

يحوز فابريزيو حالياً أكثر من 16 مليون متابع على "تويتر"، وحوالي 18 مليون متابع على "إنستغرام"، إضافة إلى ما يفوق 11 مليون مُعجب على موقع "فيسبوك"، كما أنه يظل نشيطاً على منصات أخرى، إذ يُنتج فيديوهاته الخاصة على موقعيْ يوتيوب وتويتش. لقد جسَّد الإيطالي معنى "صحفي القُرب" الذي يُسجّل تواجده في كل الوسائط، مُستهدفاً بذلك جميع المهتمين على اختلاف المنصات التي يُفضِّلونها.

هذه الشعبية التي يتمتّع بها رومانو في المواقع الاجتماعية فتحت له آفاقا أوسع وضاعفت فرصه في الوصول إلى مصادر جديدة، إذ أصبح عُنصر جذب لكل الفاعلين الراغبين في ترويج أخبارهم وطرحها للعموم، خاصة وكلاء الأعمال الذين يسعون إلى تسويق لاعبيهم. كما تُعد منصات التواصل الاجتماعي بالنسبة إليه مصدراً تجعله مواكباً لما يعتمل داخل سوق الانتقالات، ونقطة انطلاق لإبراز تطورات ملفات سبقه صحفيون آخرون لإثارتها.

يقول ابن مدينة نابولي عن علاقته بالوسائط الاجتماعية: "كمثال، اعتدت في الأول على استخدام موقع أنستغرام استعمالا شخصياً فقط، كنت أنشر صورة للغروب أو توثيق عشاء جيد، لكن بعد ذلك، شرع المتابعون في التعليق على منشوراتي بطلب مستجدات أخبار الانتقالات، لا أحد كان مهتما بحياتي الشخصية، أنا لست نجما، أنا صحفي والصحفي هو وسيط وناقل".

كنت أنشر صورة للغروب أو توثيق عشاء جيد، لكن بعد ذلك، شرع المتابعون في التعليق على منشوراتي بطلب مستجدات أخبار الانتقالات، لا أحد كان مهتما بحياتي الشخصية، أنا لست نجما، أنا صحفي والصحفي هو وسيط وناقل.

ومن أبرز النجاحات التي يعتبر رومانو أنه حققها على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تلك المرتبطة برحيل الفرنسي زين الدين زيدان عن تدريب نادي ريال مدريد سنة 2021، كان أول من نشر الخبر وشكّل ذلك بالنسبة له مصدر اعتزاز بالغ، إذ يتحدث عن الأمر بقوله: "لقد كان خبرا حصريا خالصا، بدأت بعد ذلك في الاتصال بزملائي والتأكيد أمامهم بأنني أول من أثار خبر مغادرة أسطورة مثل زيدان لنادي ريال مدريد" (4).

أجاد فابريزيو قاعدة التوظيف الصحفي لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو الآن من أبرز الوجوه في هذه المواقع، حتى إنه يفوق -على مستوى عدد المتابعين- نجوما بارزين، كما قدّم له كل هذا فرصة للترويج لبعض الشركات والحصول على عقود إعلانية، بالنظر إلى قوة التأثير الذي صار يملكه في المنظومتين الإعلامية والرياضية.

4
من صفحة رومانو علي فيسبوك

المهنية والتواضع

يؤمن رومانو رغم الانتشار الذي حقّقه بأخلاقيات الممارسة الصحفية، ويتجسَّد ذلك على سبيل المثال في لجوئه في بعض الأحيان إلى نشر أخبار حصرية استقاها صحفيون آخرون، ونسبها إليهم دون أدنى شعور بمركب نقص، في إطار التعاون الذي ينبغي أن يكون بين الزملاء الصحفيين في سبيل خِدمة العامّة والمتابعين.

يستحضر الإعلامي الإيطالي يدَ العون التي مُدّت إليه في بداياته بشبكة "سكاي سبورتس"، والتي قُدّمت له من طرف مواطنه جيانلوكا دي مارزيو، الذي يُعتبر بدوره من أبرز الصحفيين المختصين في أخبار انتقالات اللاعبين، ويعترف فابريزيو الذي كان مُساعداً لدي مارزيو في المؤسسة بذلك قائلاً: "إنه إعلامي خارق للعادة، لقد تعلّمت منه كل شيء".

التأثير الذي أضحى رومانو يملكه بلغ أقصى درجات القوة، إلى درجة أن الكثيرين باتوا يستخدمون لازمة "here we go" للدلالة على أن الصّفقة قد تمت، في محاكاةٍ لفابريزيو الذي اشتهر بها قبل سنوات، ويقول عن ذلك: "قبل سنوات خلت، كنت أنشر تحديثات حول إحدى صفقات مانشستر يونايتد على امتداد شهر كامل، ثم كتبت "here we go"،  أي  أن الصفقة قد اكتملت، ومنذ لك اليوم بدأ المتابعون يسألونني عن هذه اللازمة بشأن كل الصفقات، ويقولون لي هل بإمكانك كتابتها عن اهتمام برشلونة وأرسنال وليفربول ببعض اللاعبين؟"

في واقعة طريفة تعكس التشبيك الواسع لعلاقات فابريزيو مع مصادره، وصف اللاعب الياباني، مايا يوشيدا، الإعلامي الإيطالي بـ "الرجل الذي لا يُصدّق"، مُضيفاً: "حتى زوجتي لم تكن تعلم بأمر طرابزون سبور التركي". ويأتي ذلك بعدما كشف رومانو أن يوشيدا رفض عرضاً للتوقيع في كشوفات النادي التركي، مُفضّلاً الانتقال إلى صفوف شالكه 04 الألماني في الصيف الفارط (5).

في واقعة طريفة تعكس التشبيك الواسع لعلاقات فابريزيو مع مصادره، وصف اللاعب الياباني، مايا يوشيدا، الإعلامي الإيطالي بـ "الرجل الذي لا يُصدّق"، مُضيفاً: "حتى زوجتي لم تكن تعلم بأمر طرابزون سبور التركي"

مسّت درجة تأثير رومانو حتى أندية كرة القدم، ففي يناير/ كانون الثاني من سنة 2022، اختار نادي تورونتو الكندي الإعلان عن تعاقده مع الجناح الإيطالي، لورينزو إنسينيي مُستعيناً بلازمة "here we go" ومقطع فيديو يظهر فيه فابريزيو وهو يُردّدها، بعدما كان سباقاً إلى الكشف عن توصل أطراف الصفقة إلى اتفاق نهائي (6).

لكن رغم كل ما بلغه، يُحافظ صاحب الـ 30 سنة على تواضعه، مُعتبراً أنه من السّمات المطلوبة لجذب المصادر وتكثيف العلاقات وكذلك لرسم سمعة طيبة وسط المتابعين. يقول هنا رومانو: "أعتقد أنه من الصواب أن أتذكّر أنني مُجرد صحفي وأن كرة القدم مجرد لعبة. أولئك الذين لديهم القوة والضغط حقا هم الذين يقومون بوظائف أكثر تطلباً، أن تكون صحفيا في سوق الانتقالات هو عمل مرهق لكنه جميل".

 

المصادر:

 (1): https://www.flashscore.fr/actualites/here-we-go-comment-fabrizio-romano-est-devenu-le-journaliste-le-plus-respecte-du-monde-du-football/AR2ssGcJ/

 (2): https://www.skrill.com/en/skrill-news/football-news/fabrizio-romano-secret-football-clubs/

 (3): https://www.sportingnews.com/us/soccer/news/fabrizio-romano-twitter-transfer-news-journalism-here-we-go/cpce45g7rpixuchdynfufo2r

 (4): https://twitter.com/FabrizioRomano/status/1397664075488837635?s=20

(5): https://www.rtbf.be/article/fabrizio-romano-l-expert-mercato-a-encore-frappe-ce-gars-est-incroyable-meme-ma-femme-netait-pas-au-courant-11026007

(6): https://fr.football-italia.net/official-insigne-signs-for-mls-club-toronto-fc/

 

 

 

المزيد من المقالات

كيف تغطي الألعاب الأولمبية؟

تمنح تغطية الألعاب الأولمبية للإعلامي الشغوف فرصة لا تُضاهى كي يستعمل كل الأجناس/ الأنماط الصحفية التي درسها، ولا سيما الأجناس الكبرى منها، من ربورتاج، وحوار، و

يونس الخراشي نشرت في: 26 يوليو, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024