فابريزيو رومانو.. قصة صحفي رياضي أحدث ثورة في العلاقة مع المصادر 

في كل يوم، يخوض فابريزيو رومانو معركة مُطاردة أخبار انتقالات لاعبي كرة القدم، خاصة خلال شهر يناير/ كانون الثاني وفصل الصيف حيث يُفتح الباب لتسجيل اللاعبين الجدد. تظل عيناه طيلة ساعات اليوم تقريبا وأيام الأسبوع مُعلّقتان بشاشة الهاتف، تأهباً لاستقبال أنباء حصرية تَهُمُّ حركة اللاعبين بين الأندية ونشرها، ويتم ذلك طبعا بعد "تدقيقها وتمحيصها والتحري حولها من شبكة مصادر واسعة".

لم يكن من الحتمي استهلال هذه المقالة بمعلومات تعريفية عن رومانو، بل إلقاء الضوء على ما يُثير فضول الكثيرين بشأن عوامل نجاح هذا الإعلامي الإيطالي ومُقارباته في العمل. الشاب الذي لا يتعدَّى عُمره الـ 30 سنة بات يُضاهي نجوم كرة القدم شُهرة وانتشاراً، إذ يُتابعه عشرات الملايين من المُهتمين على منصات التواصل الاجتماعي، جاعلاً من نفسه علامة مُسجّلة ومقترنة بالموثوقية والمصداقية في عالم سوق الانتقالات أو ما يُعرف بـ "الميركاتو".

"آمل أن يتفهَّم كل أصدقائي تحديقي في الهاتف طيلة 24 ساعة وعلى امتداد أيام الأسبوع، حتى لو كنا نتناول العشاء، لأن كل رسالة وكل مكالمة، ليست مجرد عمل أو كرة قدم بالنسبة لي، إنها حياتي بكل بساطة" (1)، يتحدث هنا رومانو عن الشّغف والتضحية كصفتين يجب أن يتسلَّح بهما الصحفي خاصة الرياضي.

يتربَّع الشاب الإيطالي حالياً على عرش الصحفيين الرياضيين الأكثر تأثيراً على مستوى العالم، حيث أضحى مرجعاً بالنسبة للمهتمين وبوصلةً لهم لمواكبة ما يُستجدّ في سوق الانتقالات على مدار الساعة واليوم. وهنا يجدر التساؤل عن مكامن قوة رومانو في تكثيف المصادر ونسج علاقات معهم بما يسمح له في الحصول على "السّبق الصحفي" في أغلب الأحيان؟ وما هو أسلوبه في العمل وعلى ماذا يقوم من حيث المبادئ والوسائل؟ 

1
من صفحة رومانو علي فيسبوك

 

فن التعامل مع المصادر

كان رومانو منذ بداية مساره الإعلامي على دراية بأهمية المصادر الصحفية، لذلك ركّز جهوده على محاولة توطيد العلاقة معهم وكسب ثقتهم، لكنه دخل غِمار هذا التحدّي مُستعيناً بصفات إنسانية قائمة على الاحترام والصّدق والوضوح، ويتحدث الإيطالي عن ذلك قائلا:

"الاحترام هو كلمة السّر، أن تحترم مصادرك ولا تُسبّب لهم أية إشكالات وأن تحترم كذلك متابعيك بتزويدهم بأخبار موثوقة" (2).

لا يُخفي رومانو جدوى الجُرعة الإنسانية التي يجب وضعها في العلاقة مع مصادره سواء وكلاء الأعمال أو اللاعبين والمدربين أو مسؤولي الأندية، وينكب تبعاً لذلك على إبقاء خط التواصل قائماً معهم بشكل دوري ومنتظم، متفادياً ربط الاتصال بهم في فترات "الميركاتو" فقط أو حينما يرتفع عليهم الطلب من الصحفيين الآخرين للحصول على المستجدات.

لا يُخفي رومانو جدوى الجُرعة الإنسانية التي يجب وضعها في العلاقة مع مصادره سواء وكلاء الأعمال أو اللاعبين والمدربين أو مسؤولي الأندية.

أبصر رومانو النور في مدينة نابولي، ثم أمضى دراسته الجامعية بميلانو، حيث يستقر لحدود الآن، ومن هناك دشّن مسيرته الإعلامية، وقد أفنى أكثر من ثماني سنوات حسب قوله وهو يجوب أرجاء المدينة لمحاولة رصد اجتماعات الفاعلين في كرة القدم من وكلاء أعمال ومسؤولي الأندية، حتى يظل على اطلاع على جديد الصفقات ويبني العلاقات معهم.

"أدركت أنني كنت أود أن أكون صحفياً في سنٍّ مُبكِّرة، لأنني أحببت كرة القدم بجنون، وفي سن السادسة عشر خُضت تجربتي الأولى مع موقع رياضي صغير، وحينذاك عرفت أن هذا هو طريقي ومسلكي" (3)، يحكي الصحفي الإيطالي عن بداياته في المهنة، ويستحضر كذلك الدور الذي اضطلع به والده في تقريبه من كرة القدم، كونه كان بدوره مُحباً ومهووساً بهذه اللُّعبة.

يُطوِّق فابريزيو مصادره بسياجٍ من السّرية، ويضمن لهم الخصوصية مهما حدث، في قاعدة أساسية تنبني عليها الممارسة الصحفية، ويُصرّح في هذا الإطار: "لدي علاقات إيجابية مع وكلاء الأعمال والمديرين الرياضيين للأندية ومصادر أخرى لا أستطيع البوح بهويتها، كل شيء يقوم على الثقة المُشتركة".

لا زال فابريزيو يتذكّر عن ظهر قلب أول "سبق صحفي" حصل عليه ونشره، كان مُتعلّقاً بالنجم الأرجنتيني ماورو إيكاردي، حينما كان في أكاديمية "لاماسيا" التابعة لنادي برشلونة. في صيف 2011، أعلن رومانو أن إيكاردي سيُغادر النادي الكتالوني نحو سامبدوريا الإيطالي، وهو الخبر الذي ذاع على نطاق واسع ويعتبره صاحبه من أبرز الحصريات التي حصل عليها.

لكن قبل أن يحظى الإيطالي بهذا الإنجاز، كان لزاما عليه أن ينال ثقة وكيل الأعمال الذي يتحفَظ رومانو عن ذكر هويته، والذي زودَّه بهذا "السّبق الصحفي"، حيث طلب منه هذا الأخير تحرير مقالة من جنس "البورتريه" عن إيكاردي ولاعب آخر في "لاماسيا" آنذاك هو جيرارد دولوفيو. تم ذلك وحقّق وكيل الأعمال هدفه بتوقيع عقد مع اللاعبين لتمثيلهما في سوق الانتقالات.

5
من صفحة رومانو علي فيسبوك

التوظيف المثالي لمواقع التواصل الاجتماعي

فَطِن رومانو إلى المساحات التي تُوفِّرها منصات التواصل الاجتماعي وأَحْسَنَ الاستفادة من خصائصها. بدأ في موقع "تويتر" ثم وسّع من نشاطاته على مُختلف الوسائط الاجتماعية، ولم يكن لمسار الإعلامي الإيطالي أن يتّخذَ هذا المسلك بوتيرة سريعة لولا إدراكه لقوة هذه المنصات الافتراضية والمساعدة التي تُقدّمها على الانتشار.

يحوز فابريزيو حالياً أكثر من 16 مليون متابع على "تويتر"، وحوالي 18 مليون متابع على "إنستغرام"، إضافة إلى ما يفوق 11 مليون مُعجب على موقع "فيسبوك"، كما أنه يظل نشيطاً على منصات أخرى، إذ يُنتج فيديوهاته الخاصة على موقعيْ يوتيوب وتويتش. لقد جسَّد الإيطالي معنى "صحفي القُرب" الذي يُسجّل تواجده في كل الوسائط، مُستهدفاً بذلك جميع المهتمين على اختلاف المنصات التي يُفضِّلونها.

هذه الشعبية التي يتمتّع بها رومانو في المواقع الاجتماعية فتحت له آفاقا أوسع وضاعفت فرصه في الوصول إلى مصادر جديدة، إذ أصبح عُنصر جذب لكل الفاعلين الراغبين في ترويج أخبارهم وطرحها للعموم، خاصة وكلاء الأعمال الذين يسعون إلى تسويق لاعبيهم. كما تُعد منصات التواصل الاجتماعي بالنسبة إليه مصدراً تجعله مواكباً لما يعتمل داخل سوق الانتقالات، ونقطة انطلاق لإبراز تطورات ملفات سبقه صحفيون آخرون لإثارتها.

يقول ابن مدينة نابولي عن علاقته بالوسائط الاجتماعية: "كمثال، اعتدت في الأول على استخدام موقع أنستغرام استعمالا شخصياً فقط، كنت أنشر صورة للغروب أو توثيق عشاء جيد، لكن بعد ذلك، شرع المتابعون في التعليق على منشوراتي بطلب مستجدات أخبار الانتقالات، لا أحد كان مهتما بحياتي الشخصية، أنا لست نجما، أنا صحفي والصحفي هو وسيط وناقل".

كنت أنشر صورة للغروب أو توثيق عشاء جيد، لكن بعد ذلك، شرع المتابعون في التعليق على منشوراتي بطلب مستجدات أخبار الانتقالات، لا أحد كان مهتما بحياتي الشخصية، أنا لست نجما، أنا صحفي والصحفي هو وسيط وناقل.

ومن أبرز النجاحات التي يعتبر رومانو أنه حققها على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تلك المرتبطة برحيل الفرنسي زين الدين زيدان عن تدريب نادي ريال مدريد سنة 2021، كان أول من نشر الخبر وشكّل ذلك بالنسبة له مصدر اعتزاز بالغ، إذ يتحدث عن الأمر بقوله: "لقد كان خبرا حصريا خالصا، بدأت بعد ذلك في الاتصال بزملائي والتأكيد أمامهم بأنني أول من أثار خبر مغادرة أسطورة مثل زيدان لنادي ريال مدريد" (4).

أجاد فابريزيو قاعدة التوظيف الصحفي لوسائل التواصل الاجتماعي، وهو الآن من أبرز الوجوه في هذه المواقع، حتى إنه يفوق -على مستوى عدد المتابعين- نجوما بارزين، كما قدّم له كل هذا فرصة للترويج لبعض الشركات والحصول على عقود إعلانية، بالنظر إلى قوة التأثير الذي صار يملكه في المنظومتين الإعلامية والرياضية.

4
من صفحة رومانو علي فيسبوك

المهنية والتواضع

يؤمن رومانو رغم الانتشار الذي حقّقه بأخلاقيات الممارسة الصحفية، ويتجسَّد ذلك على سبيل المثال في لجوئه في بعض الأحيان إلى نشر أخبار حصرية استقاها صحفيون آخرون، ونسبها إليهم دون أدنى شعور بمركب نقص، في إطار التعاون الذي ينبغي أن يكون بين الزملاء الصحفيين في سبيل خِدمة العامّة والمتابعين.

يستحضر الإعلامي الإيطالي يدَ العون التي مُدّت إليه في بداياته بشبكة "سكاي سبورتس"، والتي قُدّمت له من طرف مواطنه جيانلوكا دي مارزيو، الذي يُعتبر بدوره من أبرز الصحفيين المختصين في أخبار انتقالات اللاعبين، ويعترف فابريزيو الذي كان مُساعداً لدي مارزيو في المؤسسة بذلك قائلاً: "إنه إعلامي خارق للعادة، لقد تعلّمت منه كل شيء".

التأثير الذي أضحى رومانو يملكه بلغ أقصى درجات القوة، إلى درجة أن الكثيرين باتوا يستخدمون لازمة "here we go" للدلالة على أن الصّفقة قد تمت، في محاكاةٍ لفابريزيو الذي اشتهر بها قبل سنوات، ويقول عن ذلك: "قبل سنوات خلت، كنت أنشر تحديثات حول إحدى صفقات مانشستر يونايتد على امتداد شهر كامل، ثم كتبت "here we go"،  أي  أن الصفقة قد اكتملت، ومنذ لك اليوم بدأ المتابعون يسألونني عن هذه اللازمة بشأن كل الصفقات، ويقولون لي هل بإمكانك كتابتها عن اهتمام برشلونة وأرسنال وليفربول ببعض اللاعبين؟"

في واقعة طريفة تعكس التشبيك الواسع لعلاقات فابريزيو مع مصادره، وصف اللاعب الياباني، مايا يوشيدا، الإعلامي الإيطالي بـ "الرجل الذي لا يُصدّق"، مُضيفاً: "حتى زوجتي لم تكن تعلم بأمر طرابزون سبور التركي". ويأتي ذلك بعدما كشف رومانو أن يوشيدا رفض عرضاً للتوقيع في كشوفات النادي التركي، مُفضّلاً الانتقال إلى صفوف شالكه 04 الألماني في الصيف الفارط (5).

في واقعة طريفة تعكس التشبيك الواسع لعلاقات فابريزيو مع مصادره، وصف اللاعب الياباني، مايا يوشيدا، الإعلامي الإيطالي بـ "الرجل الذي لا يُصدّق"، مُضيفاً: "حتى زوجتي لم تكن تعلم بأمر طرابزون سبور التركي"

مسّت درجة تأثير رومانو حتى أندية كرة القدم، ففي يناير/ كانون الثاني من سنة 2022، اختار نادي تورونتو الكندي الإعلان عن تعاقده مع الجناح الإيطالي، لورينزو إنسينيي مُستعيناً بلازمة "here we go" ومقطع فيديو يظهر فيه فابريزيو وهو يُردّدها، بعدما كان سباقاً إلى الكشف عن توصل أطراف الصفقة إلى اتفاق نهائي (6).

لكن رغم كل ما بلغه، يُحافظ صاحب الـ 30 سنة على تواضعه، مُعتبراً أنه من السّمات المطلوبة لجذب المصادر وتكثيف العلاقات وكذلك لرسم سمعة طيبة وسط المتابعين. يقول هنا رومانو: "أعتقد أنه من الصواب أن أتذكّر أنني مُجرد صحفي وأن كرة القدم مجرد لعبة. أولئك الذين لديهم القوة والضغط حقا هم الذين يقومون بوظائف أكثر تطلباً، أن تكون صحفيا في سوق الانتقالات هو عمل مرهق لكنه جميل".

 

المصادر:

 (1): https://www.flashscore.fr/actualites/here-we-go-comment-fabrizio-romano-est-devenu-le-journaliste-le-plus-respecte-du-monde-du-football/AR2ssGcJ/

 (2): https://www.skrill.com/en/skrill-news/football-news/fabrizio-romano-secret-football-clubs/

 (3): https://www.sportingnews.com/us/soccer/news/fabrizio-romano-twitter-transfer-news-journalism-here-we-go/cpce45g7rpixuchdynfufo2r

 (4): https://twitter.com/FabrizioRomano/status/1397664075488837635?s=20

(5): https://www.rtbf.be/article/fabrizio-romano-l-expert-mercato-a-encore-frappe-ce-gars-est-incroyable-meme-ma-femme-netait-pas-au-courant-11026007

(6): https://fr.football-italia.net/official-insigne-signs-for-mls-club-toronto-fc/

 

 

 

المزيد من المقالات

كيف تُعلق حدثاً في الهواء.. في نقد تغطية وسائل الإعلام الفرنسية للحرب في فلسطين

أصبحت وسائل الإعلام الأوروبية، متقدمةً على نظيرتها الأنغلوساكسونية بأشواط في الانحياز للسردية الإسرائيلية خلال تغطيتها للصراع. وهذا الحكم، ليس صادراً عن متعاطف مع القضية الفلسطينية، بل إن جيروم بوردون، مؤرخ الإعلام وأستاذ علم الاجتماع في جامعة تل أبيب، ومؤلف كتاب "القصة المستحيلة: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووسائل الإعلام"، وصف التغطية الجارية بــ" الشيء الغريب".

أحمد نظيف نشرت في: 2 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
ماذا تفعل غرف الأخبار بالذكاء الاصطناعي؟

نشر مشروع "الصحافة والذكاء الاصطناعي" مؤخرا تقريرا عن نتائج استطلاع شامل وصفه بالعالمي الجديد، وحمل عنوان "إحداث التغيير: ماذا تفعل مؤسسات الأخبار بالذكاء الاصطناعي" أشرف عليه البروفيسور تشارلي بيكيت مدير مركز البحوث الصحفية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، والباحثة الرئيسية في المشروع ميرا ياسين.

عثمان كباشي نشرت في: 2 أكتوبر, 2023
البودكاست في اليمن.. صوتٌ غير مسموع!

رغم كل المحاولات التي يقوم بها جيل جديد من الصحفيين في اليمن من أجل تطوير محتوى البودكاست، فإن ضعف الولوج إلى خدمة الإنترنت وإلى الوسائل التكنولوجية، يجعل المهمة صعبة. ظروف الحرب ساهمت أيضا في تأخير نمو هذه التجربة الفتية.

محمد علي محروس نشرت في: 27 أغسطس, 2023
الأفلام الوثائقية ومكافحة الأخبار الكاذبة.. "للقصة بقية" نموذجا

بات نشر الأخبار الكاذبة عملية منظمة أكثر من أي وقت مضى، ولم يعد التحقق التقني كافيا لمواجهة حملات تضليلية تقودها جماعات وكيانات. يبرز الفيلم الوثائقي كآلية تسمح بمحاربة الأخبار الكاذبة. يدرس المقال نموذج برنامج "للقصة بقية" الذي تنتجه قناة الجزيرة.

بشار حمدان نشرت في: 22 أغسطس, 2023
كيف تجري المقابلات مع الناجين من الكوارث والحوادث المؤلمة؟

كيف تجري المقابلات مع الناجين من الكوارث والحوادث المؤلمة؟ لماذا يلجأ بعض الصحفيين إلى مجاراة "الترند" بدل التركيز على قصص معاناة الضحايا؟ وماهي الحدود الأخلاقية والمهنية للتعامل معهم؟ 

أحمد حاج حمدو نشرت في: 20 أغسطس, 2023
كيف تستفيد الصحافة من السرد السينمائي؟

كيف يستفيد السرد في الصحافة من السينما؟ وماهي حدود "الاقتراض" من مجال رأسماله الخيال إلى أسلوب صحفي يوظف في بناء الحقائق؟ وما أبرز التقنيات التي استعارتها الصحافة من السينما؟

شفيق طبارة نشرت في: 6 أغسطس, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

إيليا توبر نشرت في: 30 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
"عاجل": كيف فقد الشريط الأحمر تأثيره؟

في التعريف الأساسي لمفهوم "عاجل"، فإنه يحمل خبرا جديدا يتضمن عنصر الجدة. في التعريف الذي تبرزه ممارسات وسائل الإعلام تحول إلى نوع من الاستعراض دون فائدة صحفية إما بنشر أشياء تبدو بديهية، أو اجتزاء خطابات الزعماء أو النقل من وكالات الأنباء.  

أسامة الرشيدي نشرت في: 9 يوليو, 2023
 الصحافة الاستقصائية.. الفجوة بين الجامعة والميدان 

لايزال تدريس الصحافة الاستقصائية في اليمن في بداياته الأولى، لكن المعضلة الحقيقية تتمثل في الفجوة الحاصلة بين التدريس النظري والميدان. يقول الصحفيون إن الدورات التدريبية القصيرة كانت أكثر فائدة من أربع سنوات من التعلم في الجامعة. 

أصيل سارية نشرت في: 8 مايو, 2023
 "ملفات حزب العمال".. كواليس تحقيق استقصائي أعاد ترتيب الحقائق 

أحدث تحقيق "The Labour Files" الذي بثته قناة الجزيرة الإنجليزية زلزالا كبيرا داخل حزب العمال البريطاني بعد نشر تسريبات تثبت تورط بعض قياداته وموظفيه في قمع حرية التعبير وتصفية المعارضين. فيل ريس، رئيس وحدة الصحافة الاستقصائية بالجزيرة، يكشف في هذا المقال كواليس إنجاز التحقيق، والتعامل مع التسريبات والتثبت منها.

فيل ريس نشرت في: 5 أبريل, 2023
زلزال تركيا.. أن تحكي القصة من الميدان

زار إيليا توبر، الصحفي بوكالة الأنباء الإسبانية، المنطقة التي ضربها الزلزال في تركيا في الساعات الأولى للفاجعة. وسط أنقاض الدمار والقصص الإنسانية للضحايا، يسرد تجربته الميدانية في تغطية كارثة أودت بعشرات الآلاف.

إيليا توبر نشرت في: 22 فبراير, 2023
 الصحة النفسية للصحفيين الفلسطينيين.. قصص مؤلمة  

يعاني الصحفيون الذين يغطون اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على فلسطين من آثار نفسية عميقة وبعيدة المدى. مشاهد الجثث والجرحى، قصف المقرات، الأجور الزهيدة، تفاقم "الأمراض النفسية" للصحفيين.

مرح الوادية نشرت في: 29 يناير, 2023
اتجاهات وتوقعات الصحافة والتكنولوجيا في 2023

أصدر معهد رويترز وجامعة أكسفورد تقريرا سنويا يرصد أهم توجهات الصحافة لسنة 2023. البحث عن اشتراكات جديدة يشكل التحدي الأساسي للمؤسسات الصحافية لضمان الاستدامة.

عثمان كباشي نشرت في: 18 يناير, 2023
سنة سوداء في تاريخ الصحفيين

الاغتيال، الاختطاف، الاعتقال، الحبس، المضايقات، الاختفاء، كلمات يمكن أن تختصر سنة أخرى سوداء في تاريخ الصحفيين. منظمة "مراسلون بلا حدود" ترسم في تقريرها السنوي صورة جد قاتمة عن واقع الصحفيين الذين يواجهون "شراسة" غير مسبوقة من السلطة أثناء مزاولتهم لعملهم.

هدى أبو هاشم نشرت في: 1 يناير, 2023
"زيزو".. مصور رياضي يطارد كأس العالم

في بلد مثل اليمن، من الصعب أن تمارس مهنة الصحافة الرياضية، والأصعب من ذلك أن تصبح مصورا رياضيا، لكن تجربة المصور عمر عبد العزيز في تغطية الأحداث الكبرى تستحق أن تروى.

بسام غبر نشرت في: 14 نوفمبر, 2022
الصحافة الاستقصائية الرياضية أسيرةً لرؤوس الأموال

مع تشعب فروع الرياضة وتشابكها بالسياسة والمصالح الاقتصادية، فإن دور الصحافة الاستقصائية في المجال الرياضي أصبح حيويا أكثر من أي وقت مضى. تقاوم بعض المنصات الجديدة في كشف الفساد الرياضي، لكن حصيلتها ما تزال ضعيفة.

إلياس بن صالح نشرت في: 13 نوفمبر, 2022
قضية براندون.. تحقيق استقصائي ينقب في جذور العنصرية بأمريكا

كان يكفي خيط واحد، ليشرع الفريق الاستقصائي للجزيرة في تتبع خيوط أخرى تكشف كيف يزج برجل أسود رغم غياب أدلة دامغة في السجن. برنامج "Fault Lines" قضى سنة كاملة ينقب في الأدلة ويبحث عن المصادر ليثبت براءة براندون إدانة "عنصرية" النظام الجنائي في لويزيانا.

جيرمي يونغ نشرت في: 27 أكتوبر, 2022
كيف تساهم الصحافة الاستقصائية الجادة في تحقيق العدالة؟

ترفض الصحفية كريستين لونديل تصديق الرواية الرسمية حول بيانات شركة سويدية للبترول تستثمر في السودان ثم تبدأ رحلة طويلة لاختبار الحقائق في الميدان. بعدها تشتري الأسهم في نفس الشركة لتحصل على حق الولوج إلى المعلومات وتنجز تحقيقا استقصائيا يفضح تواطؤ السياسيين والرأسمالية في سحق الفقراء. 

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 25 أكتوبر, 2022
صحفيو الميدان في فلسطين.. لا حماية ولا أمان

أعاد اغتيال الصحفية شيرين أبو عاقلة من طرف قوات الاحتلال نقاش السلامة المهنية للصحفيين الميدانيين الفلسطينيين. يواجه الصحفيون خطر  القنص والاستهداف المباشر بينما لا توفر بعض وسائل الإعلام أدوات الحماية لطاقمها.

هيثم الشريف نشرت في: 16 أكتوبر, 2022
 بين حق المعلومة وكرامة الضحايا: أخلاقيات التغطية الإعلامية لجرائم القتل

ماهو المعيار الأخلاقي والمهني الذي يحكم تغطية جرائم القتل؟ أين تبدأ الصحافة وأين تنتهي كرامة الضحايا، ومتى يتحول النشر إلى تشهير بالضحايا وانتهاك لخصوصياتهم؟ أسئلة تفرض نفسها بعد الجدل الكبير الذي رافق تغطية قضايا القتل بالكثير من الدول العربية.

هدى أبو هاشم نشرت في: 13 سبتمبر, 2022
الألتراس المغربي.. من تشجيع رياضي إلى حركة احتجاجية 

تحولت فصائل "الألتراس بالمغرب" إلى فضاء أكثر وضوحا في التعبير عن المطالب وفي ممارسة الفعل النقدي تجاه الواقع. إذ بدت المنصات الافتراضية والرياضية أكثر قدرة من الفاعلين السياسيين التقليديين على التعبير عن السيكولوجية العامة التي ولدتها الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المغرب، بل وصناعتها أحيانا وتوجيهها. 

خديجة هيصور نشرت في: 12 سبتمبر, 2022
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

إيليا توبر نشرت في: 7 أغسطس, 2022