هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

استمع إلى المقالة

على مر السنوات طالت الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة الكثير من الصحفيين، إذ بدا جليًا أن قوات الاحتلال تتخذ من الطواقم الصحفية هدفًا لها، وعمدت إلى تدمير المباني الإعلامية بكوادرها والبنى التحتية، في محاولة لمنع نشر انتهاكاتها تجاه الشعب الفلسطيني.

هي سلسلة من الممارسات التي كان آخرها مقتل  20 صحفيًّا وإصابة عشرات آخرين، إضافة إلى تدمير 50 مؤسسة صحفية بالكامل، أو التي دمرت جزئيًّا، خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفق أرقام نقابة الصحفيين الفلسطينيين، ليطرح سؤال جديً حول موقف القانون الدولي الإنساني من انتهاكات إسرائيل؟

 

كيف يحاصر الاحتلال الحقيقة؟

"الاحتلال يستهدفنا كصحفيين بشكلٍ مباشر سواء بالرصاص الحي أو الصواريخ، الصحفي في الميدان يَنقل الخبر ولا يعلم هل سيبقى حيا أم سيعلن شهيدًا ويصبح هو الخبر"، بهذه العبارة بدأ محمد صبح الصحفي الفلسطيني في قطاع غزة، حديثه عن الانتهاكات التي يتعرض إليها الصحفيون.

يسرد صبح التحديات التي تواجهه بمعية زملائه أثناء تغطيتهم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ تتمثل في انقطاع الإنترنت وفصل الكهرباء المستمر الذي يحول دون عمل الصحفي بسرعة، ويمنعه من القيام بمهامه وإيصال ما يحدث في الميدان.

 يستهدف الاحتلال أسر الصحفيين، فينشغل الصحفي بالبحث عن الأمان لعائلته، أكثر من سعيه لتغطية الأحداث، كما يخشى الصحفيون من استهدافهم أثناء سيرهم في المركبات أو تواجدهم في أماكن الحدث المباشر، وعدم توفر المكاتب، ونقص الكاميرات والمعدات الصحفية والأجهزة  وعربات البث، وعربات نقل الأخبار بعد أن تم استهداف الكثير منها، وفق صبح.

تعليقًأ على ذلك، يرى أستاذ القانون - المختص في قضايا حقوق الإنسان - سيف الجندي أن الاستهداف المباشر المقصود بحقّ الصحفيين يُشكّل قتلا للحقيقة، ويمثّل جريمة حرب، بموجب نظام المحكمة الجنائية الدولية – نظام روما الأساسي لسنة 1998، إذ إنّ الاعتداء على الصحفيين لا يؤخذ بسياقٍ أحاديّ لمجرّد اعتباره جريمة، بل يدخل في إطار تصنيف أشد انتهاكاً بموجب هذه القواعد المشار إليها.

 يستهدف الاحتلال أسر الصحفيين، فينشغل الصحفي بالبحث عن الأمان لعائلته، أكثر من سعيه لتغطية الأحداث، كما يخشى الصحفيون من استهدافهم أثناء سيرهم في المركبات أو تواجدهم في الميدان.

ويضيف الجندي أن "العالم العربي يعيش اليوم حالة أزمة مبرّرة مع مفهوم القانون الدوليّ بسبب إفلات الاحتلال الإسرائيليّ من المساءلة - أو حتى المسؤولية - تجاه جرائم الحرب المرتكبة بحقّ المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، وكذلك غياب التدابير الفعليّة على الجرائم المرتكبة بحقّ الصحفيين. تداعيات هذه الأزمة ستجد لها أفقاً أوسع ما بعد الأزمة والكارثة الإنسانيّة في قطاع غزة".

 

هل يحمي القانون الدولي الإنساني الصحفيين؟

لم تتضمن قواعد القانون الدولي الإنساني الذي ينسحب على حالة الحروب والنزاعات المسلحة، إلا إشارتين إلى العاملين في الحقل الصحفي والإعلامي وهما (المادة 4) من اتفاقية جنيف الثالثة التي شملت الأشخاص الذين يرافقون القوات المسلحة دون أن يكونوا في الواقع جزءاً منھا، كالأشخاص المدنيين الموجودين ضمن أطقم الطائرات الحربية، والمراسلين الحربيين، وغيرهم من الأشخاص.

وثمة أيضا المــادة 79 من البروتوكول الإضافي الأول التي أشارت إلى تدابير تتمثل في  حماية وإجازة الحصول على بطاقة هوية تصدرها حكومة الدولة التي يكون الصحفي من رعاياها، أو التي يقيم فيها، أو التي يقع فيها جهاز الأنباء الذي يستخدمه، وتشهد على صفته كصحفي. 

الباحث الصحفي حسين شرايرة  في حديثه لـ "مجلة الصحافة " يقول إن الصحفييين يتمتعون بالحماية العامة الممنوحة للمدنيين بصورة أساسية وفقًا لاتفاقيات جنيف الرابعة لعام 1949 والبرتوكولين الإضافيين الملحقين بها لعام 1977، وتمثل هذه الاتفاقيات أفضل وسيلة عمومية لحماية الصحفيين الذين يعملون في مناطق الخطر.

الاستهداف المباشر المقصود بحقّ الصحفيين يُشكّل قتلا للحقيقة، ويمثّل جريمة حرب، بموجب نظام المحكمة الجنائية الدولية – نظام روما الأساسي لسنة 1998.

 وفيما يتعلق بالصحفيين الذين يقومون بمهام خطرة أثناء النزاعات المسلحة وفي مناطق التوتر، فإنهم يُعتبرون أشخاصًا مدنيين وفقًا لأحكام المادة 79 من البروتوكول الأول لعام 1977. وبناءً على ذلك، تجب لهم الحماية القانونية الدولية ضد أي اعتداء قد يتعرضون له. هذه الحماية مشروطة بعدم مشاركتهم في أي نشاط يمكن أن يضر بوضعهم كمدنيين أو كصحفيين، وفق شرايرة.

ويشرح شرايرة أن على "الصحفي الحرص على قراءة أهمية المعلومة قرب الدبابة وبعيداً عنها، ومعرفة قيمتها المضافة والمصلحة منها، حيث إن ثمة صحفيين يتورطون في تفاصيل غير مهمة للجمهور، لكنها مهمة استخبارتياً، مما يوقعهم في مرمى العمليات العسكرية".

ونص  قرار  مجلس الأمن رقم 2222 على ضرورة  حماية الصحفيين والإعلاميين والأفراد المرتبطين بهم الذين يغطون حالات النزاع كمدنيين، ويشير القرار أيضا إلى أن المعدات والمكاتب والأستوديوهات الإعلامية هي أصول مدنية وليست أصولا أو ممتلكات عسكرية، وبالتالي، يجب ألا تكون هدفا لهجمات أو أعمال انتقامية.

 

ما قواعد الحرب التي تطبق على الصحفيين في غزة ؟  

وجه أحد الصحفيين سؤالا للرئيس الأمريكي بايدن وهو على متن طائرة الرئاسة في طريقه إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، من تل أبيب، حول ما إذا كانت إسرائيل تلتزم بقوانين الحرب خلال هجومها على قطاع غزة، مكتفيا بهذه بالإجابة: "كان من اللطيف التحدث معكم"، وفقا لبيان من البيت الأبيض، فما هي قواعد الحرب التي ينبغي على إسرائيل احترامها وهل نصت على حماية الصحفيين؟ 

أستاذ القانون الدولي العام، دكتور عمران محافظة يعتبر في حديث لـ "مجلة الصحافة" أن "القواعد التي يجب تطبيقها على الصحفيين تتمثل في عدم استهدافهم بالقتل والتشويه والتعذيب أو أخذهم كرهائن ومعاملتهم معاملة قاسية مهينة للكرامة أثناء العمليات العسكرية وكذلك عدم استهداف مقراتهم ووسائلهم التي يستخدمونها في نقل أخبار الحرب، وفي حال أملت الضرورات الحربية التعرض بالهجوم لأماكن قد يتواجد فيها صحفيين، يتوجب على قوات الاحتلال أن توجه إنذارا بوسائل مجدية حتى يتسنى لهم مغادرة المكان المستهدف".

نص  قرار  مجلس الأمن رقم 2222 على ضرورة  حماية الصحفيين والإعلاميين والأفراد المرتبطين بهم الذين يغطون حالات النزاع كمدنيين، ويشير القرار أيضا إلى أن المعدات والمكاتب والأستوديوهات الإعلامية هي أصول مدنية وليست أصولا أو ممتلكات عسكرية ولا يجب ألا تكون هدفا لهجمات أو أعمال انتقامية.

وتشمل قواعد القانون الدولي الإنساني التي تحمي الصحفيين، وفق الباحث الصحفي حسين شرايرة "حماية المَرافق والأماكن الإعلامية المدنية، منع معاملة الصحفيين بشكل قاس أو غير إنساني في حال التوقيف، ومنع مصادرة أو تدمير المعدات والوثائق الصحفية".

 وفيما يتعلق باتفاقية جنيف الرابعة  لعام 1949 فهي تعنى بحماية المدنيين وقت النزاعات الدولية، وتتضمن مادة – كما في كل اتفاقيات جنيف الأربع – للحماية في حالة النزاعات المسلحة غير الدولية. كما أنها تحمي المدنيين تحت الاحتلال، والأعيان المدنية أي المساكن والمدارس والمنشآت، وتحمي أيضا المستشفيات وأماكن العبادة و تحمي هذه الاتفاقية الصحفيين بوصفهم مدنيين فقط، حيث إن تعريف الشخص المدني ينطبق على الصحفيين، فقد عرفت الاتفاقية المدني بأنه الشخص الذي لا ينطبق عليه تعريف المقاتل.

بالرغم من أن مهمة الصحفي تتضاعف في الحروب وتصبح أكثر خطورة  لأنه يقوم بمهمته تحت النار، إلا أن القانون الدولي الإنساني أغفل توفير الحماية له باعتباره شخصًا يقوم بأداء مهام خطرة في أثناء تغطية النزاعات المسلحة والحروب (قد تؤدي إلى مقتله)، إذ يتمتع بالحماية القانونية العامة التي تشمل المدنيين، باعتباره شخصًا مدنيًا وليس هدفًا عسكريًا.

المزيد من المقالات

مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024