كيف اختلفت التغطية الإخبارية للحرب على غزة بين شبكتي الجزيرة وسي أن أن؟

استمع إلى المقالة

 

طوال الأسابيع التسعة الأولى وعلى مدار الساعة، قدمت شبكتا الجزيرة وسي أن أن تغطية إعلامية واسعة للحرب على غزة. لقد أعطت الجزيرة مزيدا من الاهتمام لهذه الحرب، لكن أيضا حجم الاهتمام الذي أولته "سي أن أن" كان كبيرا مقارنة بالشبكات الإعلامية الأخرى.

لا شك أن تنوع الخطاب والتقارير في الممارسات الصحفية التي تغطي الحدث نفسه يعد أمرا طبيعيا، لكن ما يلفت الانتباه هو أن الخطاب الإعلامي لشبكتي الجزيرة وسي أن أن اختلف بشكل جذري في المحتوى نفسه والاعتماد على المصادر؛ فرغم أنهما تنقلان الحدث من الميدان نفسه، فقد خرج كل واحد بنسخة ورواية مختلفة للمعركة نفسها.

 

تحليل المحتوى: نهج معاكس

غطت شبكة الجزيرة الحرب تحت عنوان "الحرب الإسرائيلية على غزة"، بينما غطتها سي إن إن تحت عنوان "الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي". 

غطت شبكة الجزيرة الحرب تحت عنوان "الحرب الإسرائيلية على غزة"، بينما غطتها سي إن إن تحت عنوان "الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي".

الملحوظ أن شبكة سي أن أن في تغطيتها للحرب بأوكرانيا لم تسمها بتسمية حرب غزة نفسها، إنما فرقت بين جيش غازٍ ودولة تدافع عن نفسها، مع الفارق الكبير بين غزة وأوكرانيا، لكن الشاهد أن المعايير التي استخدمتها سي أن أن في حرب أوكرانيا اختفت في حرب غزة، وتحولت التغطية من حرب تشنها إسرائيل على غزة إلى صراع متكافئ بين طرفين، وفي بعض الأحيان تطلق عليها عبارة "حرب إسرائيل ضد حماس".

الملحوظ أن شبكة سي أن أن في تغطيتها للحرب بأوكرانيا لم تسمها بتسمية حرب غزة نفسها، إنما فرقت بين جيش غازٍ ودولة تدافع عن نفسها، مع الفارق الكبير بين غزة وأوكرانيا، لكن الشاهد أن المعايير التي استخدمتها سي أن أن في حرب أوكرانيا اختفت في حرب غزة، وتحولت التغطية من حرب تشنها إسرائيل على غزة إلى صراع متكافئ بين طرفين، وفي بعض الأحيان تطلق عليها عبارة "حرب إسرائيل ضد حماس".

لم تتفق الشبكتان على المصطلحات التحريرية، وعند النظر إلى الطريقة التي تصاغ بها تقارير سي أن أن نجد أنها اعتمدت على تصنيفات "الإرهاب" الأمريكية – الإسرائيلية.

فعلى سبيل المثال، قصف الجيش الإسرائيلي واحتلاله لغزة تطلق عليه سي أن أن مسميات "عملية عسكرية - اشتباك - الجيش الإسرائيلي يطارد - إسرائيل تصعد الحرب - الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته - استئناف الغارات الجوية الإسرائيلية - توسيع العملية البرية" بينما تطلق على المقاومة مصطلحات "المهاجمين - المقاتلين - المحاربين – المسلحين". 

وفي تناول سي أن أن لـ قتلى جنود الاحتلال، تقول على سبيل المثال: "فتح مسلحون من حماس النار على الجنود، وقُتلا بن زوسمان وبنيامين يهوشوا، في المقابل تقول مثلًا في أحد تقاريرها عن الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال: "مقتل 931 فلسطينيا"، أي إن الإسرائيلي مبني للمعلوم والفلسطيني مبني للمجهول.

أما الجزيرة فقد تعاطت مع الحرب من منطلق أنها احتلال وعدوان؛ إذ أشارت إلى المقاومة الفلسطينية باسمها واستخدمت مصطلحات "الاحتلال - المقاومة - شهداء - قصف - قوات الاحتلال – العدو"، وقد دفع ذلك الحكومة الإسرائيلية إلى اتهام الجزيرة بالتحيز وبأنها صوت "الإرهابيين"، كما تلقى مراسلو الجزيرة عدة تحذيرات إسرائيلية، وبالفعل استهدفت عائلات بعضهم. 

تقارير الجزيرة ركزت بشكل أكبر على معاناة الشعب الفلسطيني في غزة، وتغطية الأحداث مثلما وقعت، وعَدّ الجيش الإسرائيلي محتلا، وأشارت إلى الجرائم التي ارتكبها الاحتلال بمسمياتها، كما عدّت حماس مكونا أساسيا من المجتمع الفلسطيني.

بينما سي أن أن، ومنذ البداية وإلى اليوم، أعطت المساحة والصوت الأكبر للجيش الإسرائيلي، وأشارت إليه في كثير من الأحيان باسم "قوات الدفاع" ورأت أن توغل القوات الإسرائيلية في غزة ليس احتلالا أو غزوا، وأن كل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال هي رد على "هجوم حماس في 7 أكتوبر".

ورغم تعدد جرائم الاحتلال، كانت نبرة سي أن أن الانتقادية تجاه الاحتلال خفيفة جدا بل وشبه منعدمة، بعكس نبرة الغضب تجاه حماس، وهي نبرة ما زالت حتى الآن هجومية. في الواقع، معظم تقارير سي أن أن كانت أكثر من مجرد تقارير إخبارية تحتوي على معلومات، بقدر ما كانت دفاعا عن جيش الاحتلال.

انتقدت "سي أن أن" ما سمّته "بروباغندا حماس"، روجت في المقابل بشكل مباشر لـ فيديوهات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولم تعدها دعاية.
بينما انتقدت "سي أن أن" ما سمّته "بروباغندا حماس"، روجت في المقابل بشكل مباشر لـ فيديوهات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولم تعدها دعاية.

نأتي بعد ذلك إلى المحتوى والإنشاءات الخطابية؛ إذ استخدمت كلتا الشبكتين أدوات أسلوبية مختلفة تماما في تصوير الحرب والضحايا، ولعل الفارق الرئيسي الأكبر هو اعتماد "سي أن أن" على إعادة صياغة الحدث وإضفاء الشرعية على إجراءات الاحتلال وإلقاء اللوم على الفلسطينيين؛ فما يقرب من ثلث تقارير سي أن أن كانت تبريرا لتصرفات الجيش الإسرائيلي وإجراءاته تجاه غزة، وبأسلوب يجعل الخطاب الرسمي الإسرائيلي أكثر عقلانية، كما قلَّلت من شأن الضحايا الفلسطينيين.

في تناول سي أن أن لـ قتلى جنود الاحتلال، تقول على سبيل المثال: "فتح مسلحون من حماس النار على الجنود، وقُتلا بن زوسمان وبنيامين يهوشوا، في المقابل تقول مثلًا في أحد تقاريرها عن الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال: "مقتل 931 فلسطينيا"، أي إن الإسرائيلي مبني للمعلوم والفلسطيني مبني للمجهول.

بينما تغطية الجزيرة كانت داعمة لغزة وأدانت جرائم الاحتلال، وفي حين فسرت الجزيرة بوضوح الأسباب التي أدت إلى 7 أكتوبر، لم تقدم سي أن أن أي تفسير سوى اللازمة المعروفة: "الهجوم الدموي الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر".

وفي تناولها للتصريحات والإحصاءات الصادرة عن حكومة غزة، تنقلها بصيغة التشكيك؛ فعلى سبيل المثال، عند الحديث عن أعداد القتلى الذين قتلهم الاحتلال، دائمًا ما ترفق سي أن أن في كل تقاريرها هذه العبارة "بحسب وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس" لخلق تشكيك بأن هذه الأرقام وإن كثرت فهي غير صحيحة، لكن في المقابل لا يوجد تقرير واحد شكك في أرقام الاحتلال وإحصاءاته التي ذكرتها أكثر من مرة.

لا يوجد تقرير واحد شكك في أرقام الاحتلال وإحصاءاته التي ذكرتها أكثر من مرة
رغم أن العاملين في وزارة الصحة بغزة أطباء وليسوا عسكريين، ورغم أن وزارة الصحة طبعت كشوفات بأسماء الشهداء ووزعتها على الصحفيين، فإن سي أن أن لجأت إلى التشكيك.

بجانب أن الشخصية الفلسطينية التي تعتمد عليها سي أن أن –سواء أكانت مصدرا أو مقابلات أو تحليلات للضيوف- تكون مختارة بعناية؛ فلا يُختار من قد يتعاطف مع وجهة نظر المقاومة أو من يفسر الأحداث التي أدت إلى 7 أكتوبر، بل معظم الضيوف لديهم موقف سلبي تجاه المقاومة، ويُؤتى بهم بشكل خاص لتُنتزَع منهم إدانة أو وجهة نظر معينة.

44

كان ثمة اختلاف أيضا في عدد كلمات التقارير واستخدام الوسائط المتعددة (فيديو، صورة، منشورات مواقع التواصل الاجتماعي...). استخدمت سي أن أن عدد كلمات أقل من الجزيرة، وضمنت في تقريرها اقتباسات ومنشورات لقادة الاحتلال على مواقع التواصل، إضافة إلى الصور والفيديوهات المختارة بعناية والمؤيدة للرواية الإسرائيلية بشكل لا يقارن بالرواية الفلسطينية.

في المقابل، كانت تقارير الجزيرة أكبر من حيث عدد الكلمات، وضمت في غالبيتها صورا ومقاطع الفيديو ومنشورات من وسائل التواصل الاجتماعي متبوعة بالنص، كما دمجت مصادر المواطنين مع مصادرها، وكانت التقارير والقصص الإخبارية للجزيرة أطول وأكثر تفصيلا من سي أن أن.

44

ويُلحَظ أن الصور التي أرفقتها سي أن أن مع محتوى حماس وبيانات الحركة وتصريحاتها التي أطلقها قادة سياسيون، كلها كانت صورا عسكرية تظهر الحركة في وضع متوحش، وحتى في لقاءاتها مع شخصيات سياسية من حماس، فإنها لم تدرج صورهم، وهو ما يجرد الحركة من أي بعد إنساني ومدني، وهذا بعكس تناول الجانب الإسرائيلي الذي قُدِّم بصورة مثالية وحظي بصور ومقاطع فيديو متعاطفة، ولا سيما مع الاستخدام المكثف واللافت للفيديوهات والصور التي تظهر التعاطف مع الأسرى الإسرائيليين.

في المجمل، انحازت شبكة الجزيرة إلى موقف غزة والمقاومة الفلسطينية، وكان الشكل الإعلامي لها شاملا من الجوانب السياسية والعسكرية والإنسانية؛ إذ نقلت الواقع من على الأرض كما هو. وجدير بالذكر أن الجزيرة استخدمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مكثف وفعال، وكان أيضا لمراسليها دور كبير في التفاعل على وسائل التواصل.

ورغم أن الجزيرة أعطت أيضا مساحة إعلامية للخطاب الإسرائيلي، واستضافت متحدثين إسرائيليين مدربين، فإنها مساحة تأتي في سياق تغطية واسعة للحرب، ولا تقارن على الإطلاق بمساحة الجانب الفلسطيني ونسبته، وهذا طبيعي بحكم أن هناك محتلا وشعبا محتلا، والموضوعية تقتضي عدم المساواة بينهما. 

في المقابل، حرصت سي أن أن على تقريب الخطاب والمحتوى الإسرائيلي قدر الإمكان وتبرئة إسرائيل وربط حربها بحق الدفاع عن نفسها أكثر من مجرد نقل الخبر، إلى جانب الاعتماد على الأصوات القوية والمسؤولين بالجيش الإسرائيلي بوصفهم مصادر أولية؛ لتجمع ما بين التفسير السلبي والتقييم غير الأخلاقي. 

45

كما لوحظ عدم توازن سي أن أن في عرض "طرفي الصراع" واستخدام مصطلحات منحازة للطرف الإسرائيلي، وحرمان الفلسطينيين من المساحة نفسها التي أعطيت للاحتلال، وفي بعض الأحيان جرى تشويه الفلسطينيين والتقليل من شأن ضحاياهم ومهاجمة المواقف الإنسانية لكتائب القسام في التعامل مع الأسرى. وبشكل لافت، لوحظ كذلك تحاشي ذكر أي انتصار عسكري للمقاومة أثناء التصدي للاحتلال.

عن طبيعة المصادر

الاختلاف بين الشبكتين ظهر أيضا في عدد المصادر وطبيعتها وأنواعها؛ ذلك أنه يلاحظ أن عدد المصادر الفلسطينية بمختلف توجهاتها كان أكبر بكثير في الجزيرة من سي أن أن، بينما كان عدد المصادر الإسرائيلية في الأخيرة أكبر بكثير من الجزيرة.  

لقد اعتمدت تقارير سي أن أن ومقالاتها على خمس فئات من المصادر؛ أولها مصادر الجيش الإسرائيلي، تليها مصادر من مؤسسات صحفية إسرائيلية، ثم مصادر المسؤولين الأمريكيين، ثم مصادر مؤسسية وغير رسمية، وفي الأسفل نجد المصادر الفلسطينية. وفي الواقع، كانت "سي أن أن" أقل اعتمادا على المنافذ الإخبارية الأخرى، وأكثر اعتمادا على الجيش الإسرائيلي تحديدا والمسؤولين الأمريكيين.

في المقابل، اعتمدت الجزيرة على مصادر فلسطينية أولا وعلى إجراء مقابلات مع مواطنين من غزة بجانب مراسلي الشبكة وتقاريرهم الحصرية، كما اعتمدت الجزيرة في كثير من الأحيان على مصادر إخبارية غير رسمية؛ مثل رويترز، وأسوشيتد برس، واستخدمت أيضا المعلومات الواردة من صحفيين آخرين ومصادر إسرائيلية وأمريكية، لكن كان العدد الأكبر للمصادر الفلسطينية. 

لعل نقطة تميز الجزيرة الأساسية هي في استخدام مراسلين وشهود عيان من غزة في تغطية الأخبار، على عكس شبكة سي أن أن التي اعتمدت بالدرجة الأولى على المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين. صحيح أن سي أن أن أجرت مقابلات مع فلسطينيين واستخدمت مصادر فلسطينية، لكنها لا تقارن على الإطلاق بالمساحة نفسها التي أعطتها للاحتلال والمسؤولين الأمريكيين. 

وكان الاختلاف الأكبر بين الشبكتين في طريقة استخدام المصدر؛ على سبيل المثال: عند الحديث عن حصيلة الشهداء والجرحى الفلسطينيين، اعتمدت الجزيرة على مصادر فلسطينية رسمية، وأشارت إليها بمسمياتها، بينما كانت سي أن أن، في معظم الأحيان، عندما تشير إلى مصدر فلسطيني رسمي ومدني من غزة، ترفق معه جملة "التابع لحماس" أو الجهة "التي تديرها حماس" أو "وفقا لمعلومات من سلطات حماس".

وعلى هذا الأساس، تلاعبت سي أن أن بالمصادر، واستخدمت المعلومات بشكل نمطي لتعزيز وجهة نظر الاحتلال وتضليل الجمهور. ويمكن القول إن سي أن أن حددت من البداية اختيار مصادر معينة وأسكتت بعض المصادر لتخرج بالإطار الذي خرجت به.

نموذج من أحد تقارير "سي أن أن" المتحيزة لرواية الاحتلال ومقارنتها بالجزيرة
نموذج من أحد تقارير "سي أن أن" المتحيزة لرواية الاحتلال ومقارنتها بالجزيرة

لا شك أن هناك فرقا شاسعا بين تغطية سي أن أن للأحداث والقضايا السياسية الكبرى كحالة أوكرانيا مثًلا مقارنة بغزة؛ ففي الأولى كانت المعايير واضحة بشكل كبير، بينما في الثانية التزمت بالخط الرسمي للسياسة الأمريكية. 

كان الاختلاف الأكبر بين الشبكتين في طريقة استخدام المصدر؛ على سبيل المثال: عند الحديث عن حصيلة الشهداء والجرحى الفلسطينيين، اعتمدت الجزيرة على مصادر فلسطينية رسمية، وأشارت إليها بمسمياتها، بينما كانت سي أن أن، في معظم الأحيان، عندما تشير إلى مصدر فلسطيني رسمي ومدني من غزة، ترفق معه جملة "التابع لحماس" أو الجهة "التي تديرها حماس" أو "وفقا لمعلومات من سلطات حماس".

ومع هذه المقارنة التي ذكرناها، فـحجم الأخبار والتقارير وعدد المصادر المستخدمة في شبكة الجزيرة إلى جانب ميل الجماهير العربية لمتابعتها - رغم حظرها في العديد من البلدان العربية - لا يقارن حقيقة بـ سي أن أن؛ ربما لأن الجزيرة خرجت عن الإطار الدولي للإعلام في تناول أحداث الحرب على غزة، وقدمت كذلك دروسا مهنية (حالة "وائل الدحدوح" على سبيل المثال).

المزيد من المقالات

طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
أدوار الإعلام العماني في زمن التغيرات المناخية

تبرز هذه الورقة كيف ركز الإعلام العماني في زمن الكوارث الطبيعية على "الإشادة" بجهود الحكومة لتحسين سمعتها في مقابل إغفال صوت الضحايا والمتأثرين بالأعاصير وتمثل دوره في التحذير والوقاية من الكوارث في المستقبل.

شيماء العيسائي نشرت في: 21 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
نصف الحقيقة كذبة كاملة

في صحافة الوكالة الموسومة بالسرعة والضغط الإخباري، غالبا ما يطلب من الصحفيين "قصاصات" قصيرة لا تستحضر السياقات التاريخية للصراعات والحروب، وحالة فلسطين تعبير صارخ عن ذلك، والنتيجة: نصف الحقيقة قد يكون كذبة كاملة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 14 أكتوبر, 2024
النظام الإعلامي في السودان أثناء الحرب

فككت الحرب الدائرة في السودان الكثير من المؤسسات الإعلامية لتفسح المجال لكم هائل من الشائعات والأخبار الكاذبة التي شكلت وقودا للاقتتال الداخلي. هاجر جزء كبير من الجمهور إلى المنصات الاجتماعية بحثا عن الحقيقة بينما ما لا تزال بعض المؤسسات الإعلامية التقليدية رغم استهداف مقراتها وصحفييها.

محمد بابكر العوض نشرت في: 12 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
الذكاء الاصطناعي "المسلح".. "ضيف" ثقيل على منصات التدقيق

تعقدت مهمة مدققي المعلومات في حرب الإبادة الجماعية على فلسطين بعدما لجأ الاحتلال إلى توظيف الذكاء الاصطناعي بشكل مكثف لممارسة التضليل. كيف أصبح الذكاء الاصطناعي قادرا على التأثير زمن الحروب، وماهي خطة مدققي المعلومات لمواجهة هذا "الضيف الثقيل" على غرف الأخبار؟

أحمد العرجا نشرت في: 30 سبتمبر, 2024