شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

استهدف الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية حرب الإبادة الجماعية عشرات الصحفيين حيث استشهد 125 صحفيًا وصحفيّة على الأقل، وأصيب آخرون في استهداف مباشر لهم ولعائلاتهم. من بين هؤلاء، كان أكرم البغدادي وعلي الطباطيبي ونهلة مشتهى، من شبكة قدس الإخبارية، التي تعرضت لحملة شديدة من التضييق والاستهداف على الميدان الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي، قبل أن تستهدف إسرائيل الصحفيين المتعاونين معها على الأرض. وهم صحفيون شباب يعملون بمبادرة شخصية وبحدّ أدنى من الإمكانيات المتاحة، من أجل المساهمة مع بقية الصحفيين في نقل صورة كاملة عن الحدث. في هذه الظروف المستحيلة، والمعاناة التي تبدو مضاعفة في ظل الاستهانة العامة بقيمة حياة الإنسان الفلسطيني، وبالنظر إلى التردّد بمنح الاعتراف المهنيّ اللازم، ارتأينا توثيق طرف من تجربة فريق شبكة قدس الإخبارية، من خلال مقالة رئيس تحرير الشبكة، يوسف أبو وطفة.

 

كاتم الصوت

عند الساعة 6:20 من صباح السبت 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تبدلت التغطية الصحفية الفلسطينية والعربية والدولية للقضية الفلسطينية بعد انطلاق معركة "طوفان الأقصى"، التي دشنتها المقاومة الفلسطينية رفضا لاستمرار الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.

وخلال عمر الحرب التي دخلت شهرها الخامس على التوالي عاش الصحفيون الفلسطينيون ظروفا صعبة وخطرة؛ إذ استشهد 125 على الأقل، وأصيب عشرات آخرون، وهي ظروف عاشها واختبرها الجميع في خضم حرب إبادة شعواء، بما في ذلك فريق العاملين في شبكة قدس الإخبارية.

لقد تعددت أشكال الاستهداف الذي تعرضت له شبكة قدس خلال الفترة الماضية، ضمن سلسلة ضربات متتالية كان غايتها إسكات الصوت الفلسطيني وكتم التغطية الإعلامية لمجريات العدوان على قطاع غزة. وقد بلغ الاستهداف بشكله الرقمي ذروته في 27 أكتوبر 2023؛ حين أقدمت شركة "ميتا" على حجب صفحة الشبكة بشكل تام ومجموعة صفحات أخرى تابعة لها.

اللافت أن إسكات وحظر الصفحة الأكبر والأولى فلسطينيا -التي يقترب عدد متابعيها من 10 ملايين متابع- حصل على نحو تعسّفي بائن، وفق دواعٍ واهية تتعارض حتى مع "إرشادات المجتمع" المعتمدة في منصة فيسبوك التي لطالما التزمت بها شبكة قدس خلال عملها الصحفي، وعيا من فريقها بمخاطر التضييق على الأصوات الفلسطينية في مثل هذه المنصات والتحيز ضدها، وهي ظاهرة باتت موثقة ومدروسة الآن، ورصدتها عدة مقالات وكشفت عن مداها تسريبات وشهادات كثيرة. 

لقد تعددت أشكال الاستهداف الذي تعرضت له شبكة قدس خلال الفترة الماضية، ضمن سلسلة ضربات متتالية كان غايتها إسكات الصوت الفلسطيني وكتم التغطية الإعلامية لمجريات العدوان على قطاع غزّة.

ولم يتوقف الأمر عند حدود التغطية الخاصة بالصفحة العربية؛ إذ بادرت "ميتا" إلى حذف النسخ الإنجليزية من حسابات الشبكة عبر منصة فيسبوك ومنصة إنستغرام التي تضم 1.2 مليون متابع، إلى جانب حذف صفحة "شارك - قدس الإخبارية" الخاصة بالمحتوى التفاعلي التي يتابعها 3.7 ملايين حساب عبر فيسبوك. 

وكان واضحا حرص الشركة الأمريكية على حجب تلك الصفحات من دون إبداء الأسباب أو حتى قبول النظر في الاعتراضات على القرار، خلافا لما كان متبعا في السابق، وفي تناقض مع التزامات المنصة تجاه المستخدمين، علما أن كل المنشورات على حساب الشبكة كانت ضمن طابع خبري تتيح نشره إرشادات المجتمع وسياسات الاستخدام المعتمدة في فيسبوك.

عكست تلك الخطوات حجم الرقابة الرقمية المفروضة على المحتوى الفلسطيني، في مقابل تساهل مع المحتوى الإسرائيلي على المنصات ذاتها، وهو ما امتد أيضا إلى تطبيق تيك توك، الأمر الذي اضطرنا أخيرا إلى الاتجاه لخيارات بديلة. كان أبرز هذه البدائل تطبيق تلغرام، الذي بات يشكل لناشطي الإعلام الاجتماعي في الآونة الماضية "خيمة" أخيرة في ضوء الاستهداف والحجب والحظر، ولا سيما فيما يتعلق برصد الانتهاكات الإسرائيلية ونقل صورة الجرائم التي ترتكبها بحق المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

الشبكة التي انطلقت بجهود شبابية في مارس 2011 تعرضت لحملة تشويه وتحريض من قبل مناصرين لإسرائيل وعبر ضغط من اللوبي "الصهيوني"، وذلك بادعاء الربط بين شبكة قدس وفصائل فلسطينية، رغم عدم توفر أي أدلة على ذلك.

لجأت شبكة قدس إلى تلك القنوات البديلة، فحققت خلال الشهور الثلاثة الممتدة ما بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ويناير/ كانون الثاني 2024 زيادة تجاوزت 1.15 مليون متابع على حساباتها في تلغرام ويوتيوب وتويتر، في حين بلغ الوصول اليومي لكل الأدوات الإخبارية زهاء 50 مليونا. أما مجموع مشاهدات الفيديو خلال الفترة المذكورة فبلغ أكثر من ١.١ مليار مشاهدة. وعلى قناة تلغرام وحدها، شوهدت منشورات الشبكة ملياري مرة، منها 600 مليون مشاهدة لمقاطع الفيديو، وهي أرقام تقدم دلالة واضحة على المصداقية وحجم التأثير الذي تحظى به شبكة قدس رغم الاستهداف، كما دل على توفر بدائل مجدية عن الحجب والحظر الذي فرضته المنصات الأخرى عليها.

بالتزامن مع ذلك، فإن الشبكة التي انطلقت بجهود شبابية في مارس 2011 تعرضت لحملة تشويه وتحريض من قبل مناصرين لإسرائيل وعبر ضغط من اللوبي "الصهيوني"، وذلك بادعاء الربط بين شبكة قدس وفصائل فلسطينية، رغم عدم توفر أي أدلة على ذلك؛ فكل العاملين في الشبكة شباب فلسطينيون يعملون بمهنية عالية ضمن الشبكة التي تأسست وتدار بجهود تطوعية.

 

ظروف عمل مستحيلة

ميدانيا، إن العمل في ظل الحرب الدائرة مثَّل بالنسبة لكل الزملاء الصحفيين في القطاع -بمن فيهم زملاؤنا من الشبكة- تحديا غير مسبوق؛ نظرا لوحشية هذه الجولة من العدوان ونطاقها الذي استباح فيه الاحتلال الإسرائيلي استهداف كل شيء ومحوه، فدمر المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والحدائق، وتعنت بلا رادع في القضاء على الحياة والأحياء معا وبأشد الأساليب وحشية، من دون تفريق بين صغير ولا كبير، فضلا عن اعتبار حرمة لصحفي أو سواه. بل إن واقع الحال في القطاع اليوم، وبعد استشهاد وإصابة مئات الصحفيين، يدل بوضوح على أن هذه الفئة من المدنيين قد تعرضت لاستهداف مباشر من آلة الحرب الإسرائيلية، وعلى نحو غير مسبوق في الذاكرة الحديثة. وقد نال الشبكة طرفٌ من هذا العدوان؛ فتعرض مكتبها في غزة للقصف، كما طالت الأضرار المعدات الأساسية التي كان الطاقم يعتمد عليها قبل اندلاع الحرب، عدا عن اضطرار كل الصحفيين إلى العمل في ظل انقطاع شبكات الاتصالات وإضعافها بفعل الغارات الإسرائيلية العنيفة، وهو ما أثر على كثافة التغطية وعرّض الزملاء في القطاع للخطر خلال سعيهم لتوفير بدائل بسيطة.

وعلى غرار مئات الشهداء الذين قضوا من الصحفيين الفلسطينيين، فإن شبكة قدس فقدت خلال هذه الحرب زملاء من العاملين في أقسامها المختلفة، أحدهم يعمل في قسم الإنتاج؛ وهو الشهيد الصحفي أكرم البغدادي، إضافة إلى الشهيدين علي الطباطيبي ونهلة مشتهى.

إن شبكة قدس الإخبارية ورغم كل هذه الصعاب وفي ظل ظروف يكاد يستحيل فيها مجرّد العيش فضلا عن العمل الصحفي، تواصل السير على درب طويل خاضه الصحفيون الفلسطينيون، من الالتزام بالمسؤولية المهنية والإنسانية لنقل الحقيقة وتوثيقها، وفضح جرائم الاحتلال، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني العادلة.

لقد بات بحكم المعلوم اليوم أن ظروف الحرب الحالية تختلف اختلافا كبيرا عن كل الحروب وجولات التصعيد التي عايشها الفلسطينيون في غزة على مدار 17 عاما؛ إذ لم يترك الاحتلال عمليا أي مكان آمن يكون الناس فيه بمنأى عن القصف، حتى مخيمات النازحين والمدارس والمستشفيات والمدارس والمنشآت الأممية.

أمّا الصحفيون والناشطون العاملون في الضفة الغربية المحتلة فلم يكونوا أفضل حالا بكثير من ناحية الظروف التي يتعرضون لها ويحاولون رصدها بشجاعة؛ فالضفة الغربية تشهد حملة متواصلة من الاقتحامات العسكرية وهجمات المستوطنين التي ازدادت شراسة وتطرفا في الشهور الماضية، ضمن مساعٍ ممنهجة لمضاعفة الضغط الإسرائيلي على الفلسطينيين. وقد زاد ذلك من صعوبة التغطية وضاعف من مخاطرها على العاملين في الميدان؛ فقد اعتقل الاحتلال الصحفي مصعب قفيش ومجموعة أخرى من المصورين الصحفيين المتعاونين مع الشبكة على خلفية عملهم الصحفي، وجرى وضعهم رهن الاعتقال الإداري، على نحو يذكر بسياسة "القبضة الحديدية" المتبعة إبان الانتفاضات الفلسطينية. كما تعرض عدد من المراسلين في الميدان للإصابة برصاص الاحتلال، من بينهم الزملاء معتصم سقف الحيط وعبد الله بحش ومحمد العابد في مناطق رام الله ونابلس وجنين.

علاوة على ذلك، فإن الحرب الحالية شهدت تزايد وتيرة التهديدات الإسرائيلية المباشرة للزملاء الصحفيين في الشبكة الموجودين في الضفة الغربية والقدس؛ إذ تلقى عدد منهم اتصالات من جهات أمنية إسرائيلية تتعلق بجوهر عملهم الصحفي وتشتمل على تهديدات بالاعتقال وتتوعد بالاستهداف لهم ولعوائلهم، وهي خطوة إسرائيلية تستهدف إسكات الصحافيين وقمعهم وترهيبهم، والتعامل معهم وكأنهم مجرمون.

 

صحفيون في مواجهة الإبادة

ورغم هذه الظروف التي تجعل مجرد العيش مستحيلا، ولا سيما مع التضييق المتواصل على دخول المساعدات الإنسانية العاجلة من طعام ودواء وخيام للنازحين وملابس ضرورية ونشوء حالة من المجاعة بين سكان القطاع، فقد أصر الصحفيون والناشطون ممن تبقوا على رأس عملهم على مواصلة التغطية وتوثيق المجازر ونقل معاناة الناس المتفاقمة بتجرد وموضوعية. كما واصلت شبكة قدس جهودها رغم الإمكانات المحدودة والمتضائلة بفعل الحرب، ملتزمةً بتقديم صورة فلسطين الكاملة، وهو الشعار الذي اتخذته شبكة قدس الإخبارية على مدار سنوات تغطيتها وعملها في مجال الإعلام الجديد والرقمي، وهي رسالة نعتزم الالتزام بها دائما رغم استمرار الاستهداف وصعوبة الظروف التي تعاني منها طواقمنا في القطاع والضفة الغربية والقدس، وجميعها تعاني من نير الاحتلال.

إن شبكة قدس الإخبارية ورغم كل هذه الصعاب وفي ظل ظروف يكاد يستحيل فيها مجرد العيش فضلا عن العمل الصحفي، تواصل السير على درب طويل خاضه الصحفيون الفلسطينيون، من الالتزام بالمسؤولية المهنية والإنسانية لنقل الحقيقة وتوثيقها، وفضح جرائم الاحتلال، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني العادلة. لذلك؛ أصر طاقم الشبكة في قطاع غزة على استئناف العمل ولو بشكل جزئي ومحدود، من داخل خيمة مؤقتة بالكاد تصلها الأساسيات الأولية من كهرباء وشبكة إنترنت. أما في الضفة الغربية والقدس المحتلة، فقد عمدت الشبكة إلى إعادة ترتيب طاقمها والاستعانة بزملاء متعاونين حتى من خارج فلسطين، على نحو يعزز من قدرتها على تكثيف التغطية الصحفية وتسليط الضوء على الوقائع كما تحصل على الأرض، واستكمال العمل على رسم الصورة الكاملة للحقيقة. 

 

المزيد من المقالات

الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024