قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

أعلنت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول أنها في حالة حرب على فصائل المقاومة الفلسطينية في سابقة لم تعهدها الحالة الفلسطينية؛ إذ يعود آخر إعلان للحرب من قبل إسرائيل إلى حرب أكتوبر 1973. منذ ذلك الحين، تمارس إسرائيل جرائمها تحت يافطة العمليات العسكرية مرورا من لبنان إلى فلسطين. ونجد أن سلطات الاحتلال استخدمت الأدوات العسكرية الممكنة كافة وبإمداد مفتوح، وغطاء سياسي غربي يوفر لها الصيانة والحماية في وجه الإرادة الدولية منذ إعلان حالة الحرب في قطاع غزة، الأمر الذي أودى بحياة أكثر من 41 ألف شهيد، منهم أكثر من 16 ألف طفل وما يزيد على 11 ألف امرأة، إضافة إلى أكثر من 96 ألف مصاب منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقد كان القطاع الصحفي من جملة المستهدفين بنيران الحرب الإسرائيلية، متمثلا في الصحفيين والمعدات والمكاتب والأستوديوهات الصحفية. وبلغت خسائر هذا القطاع أرقاما كبيرة جدا وغير معهودة في سياق النزاعات المسلحة. بناء على ذلك، سيركز المقال على قراءة مرجعية الحماية القانونية المقررة للصحفيين في النزاعات المسلحة، وأنماط الانتهاكات الإسرائيلية وكيفية إفلات إسرائيل من العقاب.

 

عن الحماية القانونية

أسهمت التطورات المتلاحقة في المنظومة الدولية في توفير حماية خاصة بالنشاط الصحفي في النزاعات المسلحة؛ إذ تكتسب الصحافة أهميتها من دورها في كشف الحقائق وإبراز الانتهاكات التي تقع بحق المدنيين الأبرياء والعزل. وانطلاقا من هذا الدور المهم، أسقَطَت اتفاقيات القانون الدولي الإنساني وصفَ المدني على الصحفيين، والأعيان المدنية على المرافق الصحفية، حتى يكونوا مشمولين بالحماية العامة التي يتمتع بها المدنيون والأعيان المدنية في ظل النزاعات المسلحة في إطار المادة "4" من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 المختصة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، والممتدة للحماية القادمة من المادة "4" بشأن المراسلين الحربيين بوصفهم مدنيين في إطار اتفاقية جنيف الثالثة بشأن معاملة أسرى الحرب لعام 1949.

شهدت المنظومة القانونية تطورا ملحوظا لتوفير حماية خاصة للصحفيين والنشاط الصحفي في أثناء النزاعات المسلحة. وقد تُوِّجت هذه الجهود بالنجاح خلال المؤتمر الدبلوماسي المنعقد في جنيف بين عامي 1974 و1977، الذي سعى إلى تحديث البروتوكولات الملحقة باتفاقيات جنيف لعام 1949. كان من بين هذه التحديثات تطوير المادة "4/أ/4" من اتفاقية جنيف الثالثة بهدف تعزيز حماية الصحفيين، وتُرجمت هذه المساعي إلى إنجاز فعلي من خلال المادة "79" في البروتوكول الأول لاتفاقيات جنيف، التي خصصت عددا من الأحكام لضمان حماية الصحفيين تحت عنوان "تدابير حماية الصحفيين."

يمكن ملاحقة الإسرائيليين سواء أكانوا أفرادا أو قادة أمام الجنائية الدولية عن طيف واسع من الانتهاكات؛ أولها جرائم استهداف الصحفيين في إطار جرائم الحرب بوصفها انتهاكات خطِرة للقوانين والأعراف السارية على المنازعات الدولية المسلحة.

وقد ترسخت الحماية المقررة للصحفيين في عدد من القرارات الدولية الصادرة عن الهيئات الدولية التابعة للأمم المتحدة أو المستقلة، إلى جانب النقابات المحلية أو الدولية المتعلقة بالصحافة، ومنها قرار مجلس الأمن 2222 (2015)، الذي ينص على "ضرورة حماية الصحفيين والإعلاميين والأفراد المرتبطين بهم الذين يغطون حالات النزاع كمدنيين". إلى جانب ذلك، فقد أشار القرار ذاته بوضوح وصراحة إلى أن "المعدات والمكاتب والأستوديوهات الإعلامية هي أصول مدنية وليست أصولا أو ممتلكات عسكرية ولا يجب أن تكون هدفا لهجمات أو أعمال انتقامية". 

ولم تقف الجهود عند هذا الحد، بل إن  هناك عددا من القرارات التي أشارت  إلى ضرورة توفير حماية للصحفيين والأدوات الصحفية مثل قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة رقم 33/2 المؤرخ في 29 أيلول/ سبتمبر 2016، وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 70/162 المؤرخ في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2015 بشأن سلامة الصحفيين ومسألة الإفلات من العقاب. إلى جانب قرار اليونسكو رقم 29 "إدانة العنف ضد الصحفيين" المؤرخ في 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 1997، وإعلان ميديلين "تأمين سلامة الصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب"، الذي أعلنته اليونسكو في 4 أيار/مايو 2007، إضافة إلى قرارات أخرى.

 

أنماط الانتهاكات

مارست سلطات الاحتلال الإسرائيلي انتهاكات متعددة بحق الصحافة في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال الحرب على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر 2023. لم تقتصر هذه الانتهاكات على الصحفيين فحسب، بل شملت أيضا استهداف مقارّهم وأدوات عملهم بهدف محاصرة الحقيقة وإسكاتها. وقد تعرض عدد من الصحفيين للاستهداف المباشر، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، إضافة إلى حالات اعتقال، وسط حملات تحريضية إسرائيلية واسعة. ووفقا لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، فقد وُثّق استشهاد 208 صحفيا وإصابة المئات، إلى جانب اعتقال 36 صحفيا معروفين بالاسم.

اتخذت عمليات استهداف الصحفيين أشكالا متعددة، سواء خلال ممارسة نشاطهم الصحفي في الميدان، أو خلال عودتهم إلى بيوتهم بين ذويهم. وفي هذا الصدد، نجد أن آخر عمليات استهداف الصحفيين كانت لمصورَي شبكة الجزيرة فادي الوحيدي، وعلي العطار، فقد استُهدف الوحيدي بطلق ناري في العنق، دخل في إثره إلى العناية المركزة وتسبب في إصابته بالشلل الرباعي ودخوله في حالة غيبوبة تامة. أما العطار، فقد أصيب بطلق ناري في رأسه. كذلك فإن الصحفيين في قطاع غزة تعرضوا لعمليات الإخفاء القسري، بعد اعتقالهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الهجوم البري على غزة، ولا يزال يخفي كثيرا منهم قسرا.

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات الاستهداف للحالة الصحفية لم تقف عند الصحفيين بأعينهم، بل امتدت إلى عوائل الصحفيين من أجل الضغط عليهم بالتهديد بالاستهداف أو بالاستهداف المباشر، وفي هذا الصدد استُشهد ذوو كثير من الصحفيين، ومنهم عدد واسع من مراسلي شبكة الجزيرة وغيرها من المنصات الصحفية في قطاع غزة.

ومن ضمن أنماط الانتهاكات الإسرائيلية الأخرى التي وقعت على النشاط الصحفي في قطاع غزة، تدمير المقار الخاصة بالوكالات الصحفية سواء المحلية أو الدولية، إلى جانب تدمير عربات البث الفضائي، علاوة على قطع الاتصالات والكهرباء لتعطيل العمل الصحفي في نقل الحقيقة التي تدور في قطاع غزة للعالم الخارجي. وفي الصدد ذاته، نجد أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أسهمت في إطار تعطيل العمل الصحفي على نحو متصاعد بالتعاون مع شركة ميتا.

 

جريمة ولكن؟

إن الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تُعد انتهاكات واضحة وجلية للقوانين والأنظمة الدولية كافة التي تنظم النزاعات المسلحة، والتي يجب على سلطات الاحتلال الإسرائيلي الالتزام بها، ويعكس ذلك النية الإسرائيلية لارتكاب أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية بحق سكان غزة، سواء على المستوى الأمني أو السياسي.

ويُمكن مُساءلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على صعيدين؛ الأول  يتمثل في المسؤولية الجنائية الفردية أمام المحكمة الجنائية الدولية، والآخر يتمثل في كيانها بصفتها دولة عضوا في هيئة الأمم المتحدة أمام محكمة العدل الدولية. وعليه، فإنه على صعيد الملاحقة عن المسؤولية الجنائية الفردية، فإنه يُمكن ملاحقة الإسرائيليين سواء أكانوا أفرادا أو قادة أمام الجنائية الدولية عن طيف واسع من الانتهاكات؛ أولها جرائم استهداف الصحفيين في إطار جرائم الحرب بوصفها انتهاكات خطِرة للقوانين والأعراف السارية على المنازعات الدولية المسلحة، وأيضا يمكن ملاحقتهم عن ارتكاب جرائم بحق الإنسانية بحكم أن عمليات الاستهداف أتت في إطار هجوم واسع النطاق ومنهجي موجه لمجموعة من السكان المدنيين "الصحفيين". إلى جانب ذلك، يمكن مساءلة إسرائيل عن انتهاكاتها بصفتها دولة أمام محكمة العدل الدولية بموجب مخالفتها لقواعد القانون الدولي وأحكام النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية الذي يوفر الاختصاص للمحكمة بموجب أحكام المادة "36".

الممارسات الإسرائيلية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر تُعد انتهاكات واضحة وجلية للقوانين والأنظمة الدولية كافة التي تنظم النزاعات المسلحة، والتي يجب على سلطات الاحتلال الإسرائيلي الالتزام بها، ويعكس ذلك النية الإسرائيلية لارتكاب أعمال ترقى إلى الإبادة الجماعية.

لملاحقة إسرائيل عن الجرائم المرتكبة، سواء على مستوى المسؤولية الجنائية الدولية أو بصفتها دولة، يجب الإشارة إلى أن السلطة الفلسطينية، التي تتمتع بعضوية في الجمعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية منذ 2018، قد قبلت اختصاص المحكمة عبر إعلان رسمي في 2015. وفي عام 2021، أعلنت المدعية العامة السابقة للمحكمة فتح تحقيق في الجرائم الإسرائيلية، ولكن هذا التحقيق لم يُفعّل حتى الآن. وآخر الإجراءات المتخذة في هذا الشأن كانت تقديم مكتب المدعي العام طلبات اعتقال إلى الدائرة التمهيدية الأولى، من دون صدور مذكرات اعتقال حتى لحظة إعداد هذه المقالة.

أما بشأن المسؤولية الدولية لإسرائيل بصفتها دولة عضوا  في الأمم المتحدة، ولا سيما فيما يتعلق بانتهاك حماية الصحفيين، فإن تفعيل اختصاص محكمة العدل الدولية يتطلب تقديم دعوى من دولة عضو في الأمم المتحدة. هذا الإجراء سيسمح للمحكمة بالنظر في الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل بحق القانون الدولي. تجدر الإشارة إلى أن هناك قضية مقدمة من جنوب أفريقيا للنظر في الجرائم الإسرائيلية بدعوى ارتكاب الإبادة الجماعية.

هناك تقاعس واضح من قبل دول العالم في تفعيل أنظمتها القضائية الداخلية لمحاسبة مرتكبي الجرائم من الإسرائيليين، ما يعكس غيابا حقيقيا للإرادة المنفردة لدى تلك الدول في ملاحقة هذه الجرائم.

 

الإفلات من العقاب

شكل الدعم الغربي منقطع النظير والقائم على السردية الإسرائيلية الداعية لاستباحة الدم الفلسطيني، إلى جانب الغطاء الأمني والسياسي على الصعيد الدولي، طوق النجاة لإفلات سلطات الاحتلال الإسرائيلي من العقاب كيانا وأفرادا. تصدرت الولايات المتحدة الأمريكية المشهد في تمكين سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تحدي الإرادة الدولية الداعية إلى وقف العدوان الحربي على قطاع غزة، إلى جوار الموقفين الألماني والإنجليزي. لقد سمح الدعم الغربي لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بالإمعان في استهداف الفلسطينيين والصحفيين منهم، وعطلت الولايات المتحدة مرارا وتكرارا القرارات الدولية، ولا سيما باستخدامها للفيتو في مجلس الأمن في وجه القرارات الداعية إلى وقف حرب الإبادة الجماعية.

كذلك تمددت العقبات الغربية لتشمل تهديد الأجسام الدولية والفاعلين فيها عبر تجميد الحسابات المالية أو المنع من السفر، وخصوصا ما حدث مع طاقم المحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي عطلها لأكثر من عام حتى هذه اللحظة عن استصدار قرار بإلقاء القبض على أعضاء القيادة الإسرائيلية وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير دفاعه. يضاف إلى ذلك تعطيل قدرة المحكمة على مباشرة إجرائها بالتحقيق في الجرائم المرتكبة داخل قطاع غزة، ومنها الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والمقارّ الصحفية.

 لا بد من التنويه إلى أن الإجراءات القضائية الدولية تستغرق وقتا طويلا؛ إذ يمكن أن يمتد النظر في الدعوى سنوات عديدة، فضلا عن الضغوط المستمرة التي تؤدي إلى تعطيل الإجراءات القانونية العاجلة، مثل إصدار أوامر إلقاء القبض، أو وقف العمليات العسكرية، أو التوقف عن استهداف المدنيين والمرافق المدنية. علاوة على ذلك، هناك تقاعس واضح من قبل دول العالم في تفعيل أنظمتها القضائية الداخلية لمحاسبة مرتكبي الجرائم من الإسرائيليين، ما يعكس غيابا حقيقيا للإرادة المنفردة لدى تلك الدول في ملاحقة هذه الجرائم.

 

الخاتمة

إن الحرب الدموية التي أطلقتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة خلفت نتائج صعبة القياس على صعيد الخسائر في المدنيين أو حتى الأعيان المدنية وغيرها من مظاهر الحياة؛ فقد كان من جملة هذه الخسائر ما تعرض له القطاع الصحفي على صعيد العاملين فيه أو أصوله الصحفية رغم الحماية التي أقرتها القواعد القانونية والقرارات الدولية. وقد أسهمت عدة عوامل في الإفلات المستمر لسلطات الاحتلال الإسرائيلي على المستويين السياسي والأمني من العقاب، ولا يزال هذا الإفلات قائما نظرا للغطاء الغربي على قاعدة تحدي الإرادة الدولية من خلال تشكيل غطاء عسكري وسياسي لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل.

المزيد من المقالات

تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025