طلبة الصحافة في فلسطين والاقتراب من المناطق المعتمة

تَستهدف مؤسسات رسمية وأهلية دوائر الصحافة في الجامعات الفلسطينية التي تعج بطلبة متحمسين تجاه تخصصهم كي ينجزوا تحقيقات صحفية في موضوعات الفساد وقضاياه.. حاولتُ إشراك طلبتي في قسم اللغة العربية والإعلام بالجامعة العربية الأميركية للكتابة عن هذه القضايا ضمن مسابقة كانت هيئة مكافحة الفساد الفلسطينية طرفا رئيسيا فيها.. حاولت جاهدا دفعهم للمشاركة، لكن ذلك لم يثمر رغم الرغبة الكبيرة التي كانت لديهم، فلماذا لم ينتجوا أي تحقيق صحفي عن الفساد وقضاياه في تلك المحاولة؟

التجربة غير الناجحة وضعتني على مجموعة من الأسباب التي أعاقت -جلها أو بعضها- رغبة الطلبة في العمل على إنجاز تحقيق حول موضوع الفساد في فلسطين، كما أنها جعلت من وجودها سببا حرمهم ذلك الانخراط الصعب والمثقل بالمسؤولية واللذة معافي عمل قصص صحفية تعالج قضايا فساد هم أنفسهم يعانون من ثقلها. وفيما أحسب أن معرفة ذلك والوقوف على التجربة الفاشلة مهم جدا كي لا نجلد أنفسنا كصحفيين نعمل على تعميم هذا الفن أو القالب الغائب فلسطينيا، وكي لا نخطئ في تقييم طلبتنا المتحمسين للعمل الصحفي أيضا، فهؤلاء هم مستقبل المهنة من دون مبالغة أو تضخيم.

 ما هو الفساد؟ وما هي قضاياه؟

ما هو الفساد؟ وما هي قضاياه التي على الطلبة الاهتمام بها؟ بالتجربة وجدنا أن هناك خللا في إدراك الطلبة لماهية قضايا الفساد.. عناوين مثل: إساءة الائتمان، الواسطة والمحسوبية، إساءة استعمال السلطة، الرشوة، مساس بالمال العام، كسب غير مشروع، اختلاس، تزوير، تهاون في الواجبات الوظيفية، الامتناع عن تطبيق أمر قضائي، استثمار وظيفي.. إلخ. كل هذه بالنسبة لطلبة غير متمرسين إعلاميا هي عناوين مبهمة وغير محددة المعنى، وهي كقضايا فساد غالبا ما تكون بعيدة عن النظر أو تعيش في مناطق معتمة، مختبئة خلف ربطات العنق لمسؤولين ينظر إليهم نظرة احترام وتقدير وربما شموخ!

كان التحدي بالنسبة إلى طلبتي في مساق "صحافة استقصائية" ضمن مستوى السنة الثالثة، هو كيف أقرّب هذه العناوين إليهم؟ وكيف أجعلهم يدركونها من خلال واقعهم؟ وأيّ من هذه العناوين يمكن للطلبة محاولة تناولها والاقتراب منها؟ فهم يعرفون العناوين الكبيرة عندما نتحدث عن الفساد، لكنهم يجهلون الغوص في تفاصيلها، كما أنهم الأكثر إدراكا ووعيا لكل ما له علاقة بالاحتلال واعتداءاته أو معاناة الناس الاجتماعية. أما الفساد بمفهومه العلمي ومجالاته الجديدة فجلهم عانوا من إدراكه.

 

طلاب الصحافة أكثر إدراكا ووعيا لكل ما له علاقة بالاحتلال واعتداءاته أو معاناة الناس الاجتماعية أكثر من مفاهيم الفساد. تصوير: موسى قواسمة – رويترز.
طلاب الصحافة أكثر إدراكا ووعيا لكل ما له علاقة بالاحتلال واعتداءاته أو معاناة الناس الاجتماعية أكثر من مفاهيم الفساد. تصوير: موسى قواسمة – رويترز.

 

 بين البُعد والقلة

أغلب الطلبة في أقسام الصحافة شمال الضفة الغربية وجنوبها أيضا، يعيشون في بيئة بعيدة كثيرا عن قضايا الفساد، وجزء كبير منهم غير منخرطين في المجتمع وتعقيداته تماما.. هذا إشكال حقيقي أمام من يُدرِّس الصحافة، إنه خلل آخر مرتبط بآليات تدريس الصحافة نفسها في الجامعات الفلسطينية، وقصور من طلبة يطمحون إلى تحقيق أنفسهم.

تتعمق المشكلة السابقة مع عدم معرفة الطلبة بالنظام القائم داخل كل مدينة أو محافظة وعلاقات القوى المتداخلة وصراعاتها داخله، إذ بدون هذه المعرفة لن يتمكن الطلبة من رؤية مظاهر الفساد ولا تحالفاته. ويضاف إليه أن قضايا الفساد تحضر حسب همة المحاضر الأكاديمي في المساقات العملية، وغالبا ما لا يتم التطرق إليها بصفة محددة.

غياب الحامي المباشر

علينا الاعتراف بأن قضايا الفساد ومن يقف خلفها هي قضايا خطرة، وأن الأشخاص المرتبطين فيها خطرون، والأهم أن لديهم نفوذا واسعا وعلاقات ممتدة قد تتحول إلى يد باطشة غالبا ما تبدأ بالتهديد. هنا سيكون المحاضر أو المشرف على عمل الطلبة في حيرة من أمره، فهو لا يمتلك عمليا مصادر حماية لطلابه، إلا من نسَجَ علاقات واسعة مع النظام السياسي الحاكم بمسؤوليه وأجهزته الأمنية في فعل يتناقض مع المهنية الصحفية والأكاديمية، أما الجامعات فلا يخطر ببالها إطلاقا أن حماية طلبتها جزء من دورها التعليمي.

قبول الفساد وتقبله

بعض القضايا التي تصنف على أنها فساد تعتبر مقبولة عند المجتمع المحلي، وبالتالي مقبولة عند بعض الطلبة، فمثلا قسم كبير من الطلبة لا يعتبرون الغش أمرا سلبيا، وحتى لو نظروا إليه على أنه سلبي، فإنهم لا يمتنعون عن ممارسته. يمكن القياس على ذلك حين يعتبر البعض الواسطة، والاستثمار الوظيفي، أو إساءة استخدام السلطة؛ "شطارة". ومردّ ذلك إلى مفاهيم راسخة مجتمعيا، لم ينظر الطلبة من قبل على أنها فساد وجزء من معاول هدم المجتمع، حيث الأخير يتسامح معها ويتصالح مع أطرافها.

ومن هنا، يقع على عاتق المحاضر الجامعي جهد كبير في زرع قيم جديدة وإقصاء القيم السلبية التي لا تجعل من الصحفي غير المتحقق (الطالب) عنصرَ تغيير ودفع في مواجهة الفساد والفاسدين.

يضاف إلى ذلك أن هناك إحساسا لدى الطلبة -يمكن تعميمه على جزء كبير من الصحفيين- مفاده أن الفساد في فلسطين غول، جبل كبير لا يمكن هدمه، وهو ما يولد يأسا وإحباطا عاما يمنع الطلبة من الاقتراب منه.. إنه أكبر من قدراتهم، فهو تصور ذهني موجود وراسخ تقريبا، بغض النظر عن مقدار الدقة في ذلك.

وقت التحقيق ووقت المساق

مع الزمن هناك تحديات كثيرة، إنه سيف حقيقي وحاد، أي تحقيق حول موضوع فساد يتطلب زمنا يطول ونادرا ما يقصر، وغالبا يطول ويطول.. الزمن الآخر مرتبط بالمساق الدراسي الذي ينجز الطالب التحقيق كأحد متطلباته (4 أشهر كحد أقصى).

غالبا ما يتعارض الزمنان ولا يتوافقان، ونخسر عندها فرصة إنجاز تحقيق صحفي متكامل أمام ضغط الزمن. وإن كانت هناك مسابقة يريد الطالب الاشتراك فيها كنوع من التشجيع، فتكون هي ذاتها زمنا ثالثا ضاغطا يعمل ضد العمل الصحفي الاستقصائي.

فقدان المهارات الخاصة

تتبع أغلب قضايا الفساد يحتاج إلى مهارات وقدرات خاصة، أغلب الجامعات لا تمنحها للطلبة عبر مساقات، حتى إن بعض المدرسين لا يمتلكون هذه القدرات الجديدة. التعريف بقضايا الفساد جانب ضئيل من منظومة عمل متكاملة ترتبط بالخبرة القانونية، ومهارات الكتابة، وطرق البحث والتحقق، واستخدام التكنولوجيا الحديثة للتتبع والملاحقة، والأمان الرقمي.. إلخ.

هذه مهارات جديدة على بيئة العمل الصحفي التقليدية، وهي أصيلة في أي عمل استقصائي ناجح، فكيف يتزود الطلبة بها في ظل أن المناهج التدريسية لا تمكنهم منها؟

ماجد العاروري الإعلامي المختص بالجانب الحقوقي، الذي عمل منسقا لمسابقة خاصة بطلبة الصحافة في الجامعات الفلسطينية والهيئة الأهلية لاستقلال القضاء وسيادة القانون بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد (هيئة رسمية)، قال إن التجربة لم يكتب لها النجاح رغم وجود مجموعة لا بأس بها من التحقيقات المتباينة المستوى.

والعاروري يرى أن التخصص هو ما ينقص أقسام الصحافة في الجامعات الفلسطينية، كي تتمكن من رفد السوق بصحفيين محققين متمكنين ومتسلحين بالمهارات المطلوبة، ومن دون ذلك ستقتصر علاقة الطالب مع التحقيقات الصحفية في مساق دراسي واحد لا يمكّنهم من خوض غمار تجربة العمل الاستقصائي.

واقع الحريات المتراجع جدا

لا نستطيع فصل الطلبة أو بيئة الجامعة عن واقع الحريات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهو واقع لا يشجع على انخراطهم في العمل على قضايا الفساد، حالات لا حصر لها تدلل على أن القمع في تزايد، وأن الحرية لها سقف منخفض جدا، ينتج ذلك حالات خوف عامة أو تَهيّب وتراجع أمام أول عقبة أو تحذير في ظل عدم وجود جهة تساند الطلبة وتدعمهم.. هنا لا تقوم الجامعات بدورها المتوقع أيضا في حماية الطلبة والدفاع عنهم.

مواجهة الفساد تحتاج إلى مؤمنين يمتلكون الجرأة والرغبة والقدرة على تحمل الضريبة، وفي ظل واقع الحريات كالذي نعيش فيه تعتبر الضريبة عالية جدا. صحفيون كثر اعتقلوا خلال العام الحالي لأسباب لها علاقة بمنشورات على صفحاتهم على شبكات التواصل الاجتماعي أو بتصوير موكب شخصية عامة، أو بنشر معلومات مالية عامة، وذلك بالاعتماد على قانون القبضة الحديدية (قانون الجرائم الإلكترونية) وكل ذلك يضاعف من مرض الرقابة الذاتية ويضاعف الخوف في نفوس طلبة لم يختبروا ويلات مجتمع الصحافة بعد.

غياب المعلومات وسهولة حجبها

أغلب قضايا الفساد كي يتم الحكم عليها تحتاج إلى معلومات، قد يمنحنا مصدرٌ ما طرف خيط، لكن من دون معلومات لا يمكن أن نسير على الطريق، هذا أمر يعاني منه الصحفيون المتمرسون، فكيف بطلبة الصحافة في الجامعات!

كما أن هناك نظرة متعالية من المسؤول تجاه الصحفي المحلي، فكيف بطالب الصحافة المحلي، إذ غالبا ما يتهرب المسؤول من مقابلة الطالب الصحفي، ولا يمنحه الاهتمام أو الوقت المناسبين، ويُستهتر به من خلال عدم الرد على اتصالاته أو التذرع بالانشغال دوما.

تكتمل الحلقة في ظل غياب القانون الخاص بحق الحصول على المعلومات الذي يُنادى بإقراره، ويقابل ذلك صمت القبور من الجهات الرسمية.

العلاقات الاجتماعية

التداخل المفرط العائلي والاجتماعي والسياسي والأمني في مجتمع تقليدي صغير، أمر قد يوفر حماية للطالب الصحفي في ظل غياب القانون، لكنه بالمرتبة الأولى يعيق عمله على قضايا الفساد. فطوال مرحلة البحث ومن ثم جمع المعلومات، وأخيرا كتابة المادة الصحفية، يتعرض الطالب لمجموعة من الضغوط التي قد تدفعه للتوقف عن إكمال تحقيقه.

قبل أيام وأثناء زيارة لنفق أثري كنعاني في مدينة فلسطينية، اتصلت صحفية تخرجت حديثا بالمسؤول مستفسرة عن أسباب غياب مصادر الإضاءة التي تجعل من إمكانية دخول النفق ممكنة، ودار هذا الحوار:

الصحفية: أنا صحفية...، واسمي كذا.

المسؤول: أهلا وسهلا.

الصحفية: أنا على مدخل النفق الأثري ولكن الإضاءة غير متوفرة.

المسؤول: أهه..أهه.. والمطلوب؟

الصحفية: كيف سيأتي السياح لرؤية النفق طالما هو بلا إضاءة؟

المسؤول: مممم.. اسمعي: أنا من عائلة كذا من بلد كذا.. وأنت من عائلة كذا في بلد كذا.

الصحفية: أنا صحفية سيدي.

المسؤول: بلدنا صغيرة وبنعرف بعض.

وأغلق الهاتف.

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 26 مارس, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021