تجربة منسقة صحفية في غزة

كانت البداية مختلفة. فأنا فلسطينية ولدت في ليبيا عام 1983 حيث عاشت عائلتي في المنفى. فبعد تأسيس إسرائيل هجّر العديد من الفلسطينيين من أرضهم. وبلغ عدد من أجبروا على المغادرة بعد حرب 47/48 نحو المليون، ومئات الآلاف بعد حرب 1967. وبعد نزاع متواصل وانتفاضات شعبية، وافقت إسرائيل أخيراً على السماح لبعض الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم مقابل الاعتراف بدولة إسرائيل.

في عام 1993، نشأت السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو. ومع بلوغي الثالثة عشر، في مطلع العام 1996، أجريت أول انتخابات للمجلس التشريعي الفلسطيني. وفي العام نفسه، عادت عائلتي إلى فلسطين وحينها بدأ فصل مختلف كلياً من حياتي.

حين وصلت إلى غزة، لم أجد الحرية التي نعمت بها في الخارج. فآثار الاحتلال تسللت إلى جميع مناحي الحياة، وتركت سنواته الطويلة، إلى حد ما، أثراً سلبياً هائلاً على المجتمع الغزّي الذي كان أكثر انفتاحاً في فترة سابقة. لقد دمّر الاحتلال العسكري النسيج الاجتماعي.

كنت أحلم في طفولتي بأن أقود طائرة، وأسافر بحرية من بلد إلى آخر، ولكن كل ما تمنّيته وحلمت به تلاشى حين عدنا إلى غزة. فالمدينة كانت محاطة بإسرائيل من الأرض والبحر وحتى من الجو. أما على الصعيد الشخصي، اصطدم سلوكي بالتقاليد الاجتماعية. وببساطة لم يسمح للفتيات على ما يبدو بتحقيق طموحاتهن في ذلك الوقت. ولكنّي لم أقبل ذلك الواقع، وقد ولّد صراعاً شاقاً بيني وبين التقاليد السائدة.

في عام 2000، بدأت العمل مع "تلفزيون فلسطين" التابع للحكومة، كمقدّمة برنامج للأطفال. وكنت أكتب لصالح مجلّتين جامعيتين. وخلال جميع أنشطتي، حاولت أن أغيّر الطريقة التي ينظر فيها الناس إلى الفتيات والنساء، وأردت أن أقلّص القيود المفروضة علينا.

في الفترة اللاحقة وتحديداً بين عامي 2004 و2005، زارت غزة العديد من المؤسسات الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية. وأمضيت معظم وقتي مع الممثلين عنها، محاولة فهم وجهة نظرهم تجاه بلادي وتجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. واكتشفت أن معظمهم لم يكن على اطلاع كاف بما يجري في منطقتنا. وأدركت بشكل خاص أنه كان من الضروري لفت نظر وسائل الإعلام الأجنبية إلى القصص التي لا يُسلّط عليها الضوء في غزة. وفي العام 2005، حين احتاجت صحفية ألمانية من "دير شبيغل" إلى منسقة محلية، لم أتردد في العمل معها. أتاحت هذه التجربة لي دخول عالم المراسلين الدوليين. ومنذ ذلك الوقت بدأت تطوير شبكة معارف، والتقيت العديد من الصحفيين الأجانب الآخرين، لأصبح أول منسقة صحفية في غزة.

تتّسم تغطية الحرب بالخطورة بكل المقاييس. كما أن إرسال الصحفيين الدوليين إلى مناطق حرب أو نزاع يعدّ انتحاراً إذا لم يكونوا عارفين بطبيعة المنطقة. وهذا يعني أن يعرفوا أموراً أساسية، مثلاً: كيف تدخل بلداً معيناً من الجو أو البر؟ ما هي أماكن الإقامة؟ بمن يمكن الوثوق؟ من سيعرّف عنك ويصلك بشخصيات رئيسية على الساحة السياسية؟ كيف ستتواصل مع الناس إن لم تكن تتحدث اللغة المحلية؟ هذه الأسئلة والكثير غيرها يمكن أن يجيب عنها زملاء صحفيون أو أصدقاء. غير أنه في معظم الحالات، لا يمكن إعداد التقارير الإخبارية التي ينشرها المراسل الأجنبي من منطقة تشهد حرباً مثل قطاع غزة دون الاستعانة بالمنسقين الصحفيين، أي أولئك الأشخاص الذين يسهلون عمل الصحفيين الذين يغطون أحداثاً في بلدان أجنبية. وقد يكونوا أحياناً صحفيين محليين أو مترجمين أو أشخاصاً لديهم شبكة معارف ويتمتعون بمعرفة جيدة بالمنطقة. بذلك يكون المنسق الصحفي عيون وآذان الصحفيين الأجانب الذين يعملون خارج نطاق خبرتهم. فيكون هؤلاء الأشخاص حلقة وصل بين الصحفيين والقصص التي يغطونها والناس والمعارف الذين يحتاجون إليهم لإجراء التغطية.

 الحواجز الجندرية

 ليس سهلاً أن يكون المرء منسقاً صحفياً في غزة، فكيف الحال إذا كان امرأة؟! فإضافة إلى المسؤولية الكبرى التي ينطوي عليها هذا العمل، يولّد وجود امرأة في هذا الموقع الكثير من الأحكام المسبقة. وفي الواقع، لم يكن الناس يستسيغون العمل مع الأجانب سيما وأنّ الناس في تلك الفترة كانوا يعتقدون بأنهم يخدمون مصالح إسرائيل. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فعملي معهم حتى ساعة متأخرة من الليل مستنكر ثقافياً كوني امرأة. وبالفعل حاول معظم أقاربي إقناع والدي بإيقافي عن العمل. غير أن والدي فاجأهم بردة فعله إذ كان دائم التشجيع والدعم، وكان أحياناً يرافقني خلال ساعات العمل الليلية أو يطلب من شقيقي ذلك. الصحافة هي مهنة الرجال في مجتمعي، كما أن بعض الناس في غزة لا يصدقون أننا نحن النساء قادرات على العمل في هذا المجال. وبالفعل عرّضني العمل مع صحفيين رجال للمضايقات ولكنّي أثبتّ مع الوقت مجدداً أنني قادرة على النجاح حتى في الأوقات التي لم ينجحوا هم فيها. وغالباً ما يغطي التمييز ضد المرأة حتى الآن على الجدارة والقدرات التي تتمتّع بها.

غير أن العمل كمنسّقة صحفية لا يخلو من الفوائد في البيئة التي أعمل فيها. فالنساء يستطعن الدخول إلى بعض الأماكن والوصول إلى بعض الأشخاص بشكل أفضل من الرجال. على سبيل المثال، من السهل عليّ الوصول إلى العائلات وجعل النساء والأطفال يفتحون قلوبهم لي. وهذا يتطلب تعاطفاً ورغبة صادقة في الإصغاء، ولكن لو كنت رجلاً، مهما بلغت من التفهّم والإنسانية، لن يقبل بعض الناس التحدث إليّ كما لو كنت امرأة.

لحسن حظي أيضاً أن زوجي يدعمني كثيراً ويساندني في جميع الأوقات حتى لو تعرّض أحياناً للانتقاد من المجتمع لكونه متزوجاً منّي ويسمح لي بالعمل كمنسّقة صحفية. فالمجتمع الغزّي المحافظ، يعتبر أن عائلتنا تكسر القوالب الاجتماعية لأن الرجل (زوجي) هو الذي يمكث في المنزل ويرعى الأطفال أثناء تغطيتي الحرب والنزاع. إنه سندي، ودائماً أزوّده بمعلومات الاتصال بالوسيط بيني وبين القصة الصحفية للتواصل معه في حال لم أتّصل أنا كل ساعتين وفقاً لاتفاقنا، ولكي يتحقق إن أصابني أي مكروه. في الواقع، يكمن الجزء الأصعب من عملي في ترك زوجي في المنزل مع الأطفال أثناء تغطيتي قصص الحرب.  

 العمل في ظل الحرب والاحتلال: خطر مضاعف ودائم

 كفلسطينية تعيش تحت الاحتلال، أتعاطف أوّلاً وأخيراً مع عائلتي، وكمنسّقة صحفية لديّ مسؤولية تجاه بلدي وشعبي. هذا يعني أنني لن أوافق دائماً على العمل على قصص حساسة من شأنها الإساءة إلى سمعة شعبي. كما عليّ أن أحمي مصادري أثناء عملي على قصة صحفية، فحين يكون نطاق عملك ضمن منطقة نزاع، يمكن أن تتعرض مصادرك للقتل إذا تحدثت. لذلك أحاول جاهدة عدم المخاطرة بحياة أي شخص من أجل قصة صحفية، ويجب أن أكون حذرة تجاه الأشخاص الذين أعمل معهم. على سبيل المثال، عليّ أن أحذر من الصحفيين الإسرائيليين الذين ينتحلون صفة صحفيين غربيين. فغالباً ما يرغب الناس الذين يعارضون حقوق الشعب الفلسطيني، بإلصاق صورة سيئة بنا على الصعيد الدولي. وهؤلاء يريدون تصويرنا على أننا إرهابيون، وأن غزة مصدر الشر والرجعية. لذلك لن أسمح لنفسي بأن أكون أداة في يد صحفيين لديهم مآرب سياسية واضحة. في الوقت نفسه لا أستطيع أن أخفي بالطبع بعض الحقائق السلبية في هذا المجتمع. السياق أساسي ولكنّك كمنسّق ليس لديك سلطة تحريرية أو رقابة على ما ينشر لذلك يجب أن تختار بعناية الأشخاص الذين تعمل معهم والقصص التي تغطيها.

 من الأساسي أيضاً أن أوثّق كل ما يحصل وأن ألتزم الصدق والحياد. وإحدى الطرق لبناء مقاربة محايدة والمحافظة عليها، هو عدم الانحياز وقراءة ما بين السطور أثناء نقل معلومات من تقارير إخبارية لأن كل قناة تلفزيونية محلية وكل صحيفة وكل إذاعة لديها وجهة نظر مختلفة، وغالباً ما يكون لديها أجندة مختلفة أيضاً.

 غطّيت كل الحروب الإسرائيلية على غزة وكل الهجمات واسعة النطاق التي شنّتها إسرائيل على القطاع. لم يكن ذلك بالأمر السهل، إذ نجوت من غارات جوية واغتيالات موجّهة وتفجيرات سقط فيها آلاف الضحايا. لذلك أعتبر نفسي محظوظة ولكنّ ذلك يأخذني إلى نقطة أخرى بالغة الأهمية ألا وهي الحماية.

يعد غياب الحماية، وهو الخطر الدائم المحدق بالصحفيين المحليين في بيئات النزاع، جزءاً صعب من عملي، فمعظم المجموعات التي أعمل معها تأتي إلى غزة في مهمة قصيرة في حين أعيش هنا طوال الوقت. في الواقع لا يغيب الخطر عن حياتي وحياة زملائي أبداً. ونحن لا نستطيع العودة إلى بلادنا مثلاً واتخاذ ملاذ آمن والاسترخاء لأن غزة هي بلادنا. ولم يكن لدينا حتى أي عدة حماية أساسية كدرع للجسد أو خوذة للرأس خلال الاجتياحات الاسرائيلية للقطاع.

 بالإضافة إلى ذلك، فإن العمل كمنسّق صحفي مع مراسلين دوليين، يزيد من الصعوبات. ففي غزة، لا يمكن للمراسل الأجنبي ببساطة أن يذهب بعيداً في أي قصة صحفية من دون منسق صحفي. وتفرض السلطات أن يكون لديك منسّق محلي لديه موافقة ليقوم بمساعدتك وتحمل مسؤولية الاهتمام بك. وغالباً ما يتحمّل المنسّق المسؤولية عن عمل الصحفيين الزائرين الذين غالباً ما يوظفونه لفترات قصيرة، ما قد يرتب عليه تداعيات عظيمة إذا سارت الأمور بشكل خاطئ.

يستهدف القصف معظم مناطق غزة سواء كانت عسكرية أو مدنية. وذلك يعني أنه خلال الهجوم، يستهدف العنف معظم القطاع على مساحة 360 كيلومتر مربع ويؤثر على عدد كبير من سكانه البالغ عددهم 1.7 مليون. لذلك فإن محاولة التوفيق بين كل ما يجري بشكل متزامن أثناء حماية الصحفيين الذين ترشدهم وتوجههم، تتطلّب الكثير من الجهد وتعرّضك كمنسّق للكثير من الإجهاد.

من الضروري أيضاً أن يعرف المنسّق الميداني جيداً وأن يحدد دائماً موقع الدخول والخروج في أي مكان يستهدفه القصف أو أي منطقة يغطّي فيها حدثاً ما. فإذا شعرت أن المنطقة خطرة جداً بما لا يسمح للصحفي الأجنبي بمرافقتي، أشرح الوضع له وأتركه يقرر. فإذا قرر الانضمام إليّ لا أفكّر أبداً بالمخاطرة التي يقوم أو نقوم بها وإلاّ أضع نفسي ومن معي في خطر، لأني سأصاب بالهلع ولا أعود قادرة على التفكير الصحيح أو التصرّف في الوقت المناسب.

ثمة اعتبار آخر يجب التنبّه إليه وهو بناء شبكة صلبة من المعارف المحليين. فهذا شرط أساسي لتكون منسقّاً ناجحاً. وهذا أمر مهم من أجل تطوير علاقة حقيقية وإنسانية وصادقة مع الناس تتجاوز أهدافك الصحفية، وتشجعهم على أن يفتحوا لك قلوبهم ويخبروك قصصهم. فهذه الفرصة التي يتيحونها لك ستعطيك معلومات لا تتوفر لأي كان. ولكن بالطبع هذا الأمر لا يخلو من المسؤولية؛ فهؤلاء بشر مثلي، وليسوا ضحايا ولا مآسي أو أرقاماً، ونحن جميعاً فلسطينيون نعيش في غزة. ثانياً، وجود هذه الشبكة من المعارف هو بمثابة دعم احتياطي. فإذا واجهت مشكلة في أي مكان، يمكنني أن أجد شخصاً ألجأ إليه ليساعدني ويكون أهلاً للثقة. وغني عن القول إنه يجب أن تحرص دائماً ألّا تعرّض أياً من هؤلاء للخطر.

من مهامي كمنسّقة أيضاً، أن أعمل على زيادة الوعي لدي المراسلين بالمخاطر التي تنطوي عليها تغطية بعض القصص. فعليّ أن أدق ناقوس الخطر إذا دخلنا في مواضيع أو جوانب قد تغضب من يتولّون السلطة في غزة. ففي النهاية، يقضي عملي بتقليص المخاطر التي قد يتعرض لها الصحفي الأجنبي في أرض أجنبية، ويقع جزء كبير من المسؤولية على عاتقي كمنسّقة صحفية.

 الدوافع

في مقابل كل ذلك، ثمة ما يبدد كل الصعوبات التي تواجهني كامرأة صحفية ومنسقة صحفية في غزة وهو أنّني أستطيع إخبار العالم بشأن ما يحصل هنا، وما الذي نعيشه وما الذي يعبّر عنّا بشكل أفضل وما الذي نعاني منه بشدة.

بنيت ولا أزال شبكة كبيرة مع المجتمع المدني ومع مختلف الفصائل الفلسطينية، وهو ما سمح لي بتكوين صورة شاملة وثاقبة عمّا يحصل في مدينتي ولشعبي. ورغم أن الأصعب في عملي هو مشاهدة معاناة الناس إلاّ أنّ عليّ أن أخبر قصصهم. فهذا التزامي تجاه نفسي وتجاه مجتمعي. القصص التي أسمعها والصور التي أراها بأم عيني حقيقية ولا يمكنني نسيانها. وما زلت أتذكر تفاصيل كل قصة تركت أثراً عميقاً في نفسي. وأنا حتى اليوم لا أستطيع العثور على الكلمات المناسبة لوصفها.

يعرقل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة جميع نواحي الحياة هنا، تاركاً أثراً وخيماً على الاقتصاد والثقافة وحرية التنقّل وعلى الناس أنفسهم. والضائقة الاقتصادية هي دافع أساسي لكثيرين للعمل في هذا المجال رغم المخاطرة اليومية التي يعرضون أنفسهم لها. وبالفعل يعمل كثيرون اليوم كمنسّقين صحفيين، ولكننا كل يوم نعيش يوماً جديداً آملين بأن تتحسّن الأمور.  

في الختام لا بدّ من القول إنه بالرغم من تلف معظم أرشيفي بسبب الحروب، فلي ذكريات حزينة وسعيدة في كل زاوية في غزة ولا يوجد مكان واحد لا يذكرني بعائلات وأشخاص التقيت بهم.

أميرة مع طفليها ليان وآدم في حفل عيد ميلاد على الشاطئ. الصورة من إدمي فان ريجن.
أميرة مع طفليها ليان وآدم في حفل عيد ميلاد على الشاطئ. الصورة من إدمي فان ريجن.

* المقال السابق هو فصل من كتاب "الصحافة في زمن الحرب" الصادر عن معهد الجزيرة للإعلام. لقراءة الكتاب كاملا، اضغط/ي هنا:

 

النسخة الإنجليزية، من هنا:

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 6 أبريل, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024