التمويل الجماعي.. القراء يصنعون الحل

في عصر تداعت فيه العائدات الإعلانية، التي تشكّل أحد الأركان الأساسية لتمويل الصحافة، أضحت الكثير من المؤسسات الإعلامية تعاني مادياً ومنها من أُجبرت على تسريح العشرات ومنها من اضطرت إلى التخلّي عن نسختها المكتوبة والاقتصار على نسخة إلكترونية. أسباب تراجع العائدات الإعلانية متعددة، منها المنافسة الشديدة بين وسائل الإعلام وبين مواقع عملاقة تقدم خدماتها الإعلانية بأسعار منخفضة كفيسبوك وغوغل، إذ لم تعد الشركات ترى في وسائل الإعلام وسيلة مثلى لترويج منتجاتها أو خدماتها.

لذلك تبحث بعض وسائل الإعلام عن طرق جديدة للتمويل. وإذا كنت من قراء الصحافة البريطانية، وتحديدا الغارديان، فالأكيد أنك ستلاحظ نصا مثبتا على كل الصفحات، تطلب فيه إدارة الجريدة منك أن تتبرّع بأي مبلغ لأجل المساهمة في ضمان مستقبلها. تحتوي هذه الرسالة على فكرتين أساسيتين: الأولى أن الجريدة لا تعمل بمنطق الاشتراك المادي مقابل القراءة، أي أن قراءة المقالات مجانية على الإنترنت، والثانية أن الجريدة تريد الحفاظ على استقلاليتها التحريرية تماماً ولا ترغب أن تقع ضحية مموّل يتحكم في خطها التحريري.

رسالة الغارديان تحيلنا إلى فكرة التمويل الجماعي أو الجماهيري (Crowdfunding) التي انتشرت كثيراً مؤخراً، فاليوم هناك جمهور يدعم مشاريع إعلامية بالمال اللازم لأجل إطلاقها أو ضمان استمرارها، ويتم ذلك عبر التبرع المباشر في مواقع هذه المشاريع، أو التبرّع عبر منصات متخصصة في التمويل الجماعي كــ Kickstarter وindiegogo أو عبر بوابات خاصة بالصحافة كـ Press Start.

ما هو التمويل الجماعي؟

من أبرز خصائص هذا التمويل، أن يكون هو حجر الأساس في تمويل المشروع بحيث لا يبحث أصحاب هذا الأخير عن الإعلانات التجارية أو المنح الحكومية. ويمكن أن يكون المموّلون أفراداً ويمكن كذلك أن يكونوا مؤسسات، شريطة عدم ربط هذا التمويل بشروط خارج ما أعلنه أصحاب المشروع الراغبين في الدعم.

وتجدر الإشارة إلى أن التمويل الجماعي ينقسم لنوعين، الأول تمويل لا يجعل مشاهدة المواد الصحفية حكراً على المموّلين، والثاني يقوم بالعكس. وشخصياً أميل أكثر لتشجيع النوع الأول الذي ينفتح على الجمهور ككل، بينما أعتبر النوع الثاني مماثلاً للاشتراكات المعروفة في الصحافة التقليدية ولا يعدّ جديداً، اللهم إن كان ذلك ضرورياً وحاسما لاستمرار المشروع والحفاظ على استقلاليته المالية.

وحسب دراسة أنجزها مركز PEWللأبحاث عن موقع Kickstarter، امتدت من أبريل/نيسان 2009 إلى سبتمبر/أيلول 2015، نجح 658 مشروعاً إعلامياً من أصل 2975 في تلقي الدعم الكامل، وتوصلت هذه المشاريع بما مجموعه 6,3 مليون دولار أميركي، رغم أن هذه المشاريع لم تكن تطلب مجتمعة إلا 4,9 مليون دولارا، وتبيّن الدراسة أن أغلب الدعم اتجه نحو مشاريع أطلقها أفراد لا ينتمون لمؤسسات إعلامية معروفة.

أمثلة ناجحة

ليس جديداً التمويل الجماهيري لصحافة الإنترنت، فالباحثون في المجال يتذكرون موقعاً يعدّ من أول وأهم التجارب الإعلامية الرقمية عبر العالم، هو الموقع الكوري oh my news، الذي انطلق عام 2000 واشتهر بطلبه من الجمهور تقديم تبرّعات لكتاب القصص الإخبارية التي تعجبهم، علماً أن جزءاً كبيراً من طاقم الموقع كان يندرج في إطار "المواطنين الصحفيين".

ورأت عدة مقاولات صحفية عبر العالم النور بفضل التمويل الجماعي، منها الموقع الجنوب -السوداني Nuba Reports الذي حصل على 44,8 ألف دولار، والموقع المجري Atlatszo الذي حصل على 164 ألف دولار، والموقع السلفادوري El Faro الذي حصل على 26 ألف دولار. ومن أكبر نجاحات التمويل الجماعي، هناك الموقع الهونغ كونغي FactWire الذي نال 585 ألف دولار، والموقع الهولندي De Correspondent الذي توصل بـ1,7 مليون دولار في ظرف قياسي لم يتعدّ 8 أيام!

والملاحظ أن هذا التمويل لا يتم في بعض الحالات مرة واحدة، بل هناك مموّلون يختارون أن يكون ذلك دورياً (شهرياً أو سنوياً) كما عليه الحال بالموقع الإنجليزي The Bristol Cable الذي يدعمه مادياً ألفا مشترك كل شهر، علماً أن الموقع ينشر قصصه للجميع مجاناً.

هشام منصوري، صحفي مغربي يقطن في فرنسا، حصل على تمويل جماهيري لتحقيق صحفي يشتغل عليه حول تجارة الممنوعات في السجون المغربية عبر موقع Press Start. يقول لمجلة الصحافة إن ما حمسه لطرق باب التمويل الجماهيري، هو الاستقلالية الكبيرة التي يضمنها، فضلاً عن أنه يشكل امتحاناً أوليا للتأكد من مدى اهتمام الجمهور بمشروع التحقيق.

أسباب النجاح

أضحت الحاجة ضرورية في هذا العصر لصحافة مستقلة عن الجهات الرسمية وعن المعلنين وعن كلّ من يتحكم بالخطوط التحريرية للمؤسسات الصحفية ويجعل منها أداة للدعاية أو سلاحاً للهجوم على أطراف أخرى أو يفرض عليها التعتيم في قضايا معينة، لذلك هناك اقتناع لدى الكثير من مموّلي المشاريع الإعلامية حالياً بأن من يريد صحافة ذات جودة عليه أن يساهم في دعمها ماديا.

وتزداد الحاجة لهذه الصحافة في عصر انتشرت فيه الأخبار الكاذبة، وبات فيه انتهاك أخلاقيات المهنة أمرا شبه عادي في الكثير من المواقع التي تبحث عن رفع عدد الزيارات بأيّ طريقة، فضلاً عن أن اللهاث المتواصل وراء الزوار يجعل المؤسسات الإعلامية تهمل أجناساً صحفية كالبورتريه والتحقيق الاستقصائي والريبورتاج، ويجعلها تتغافل عن قضايا حيوية داخل المجتمع، كالتعددية والملفات التربوية والحقوقية وغير ذلك ممّا يحفظ للصحافة وظائفها التقليدية.

تقول ماريا تيريزا رونديريس، مسؤولة في مؤسساتOpen Society الأميركية، إن التمويل الجماعي يعدّ أداة لدمقرطة المجتمعات بما أنه يعطي السلطة المباشرة للجمهور، فهذا الأخير يموّل الصحافة ويطالبها جرّاء ذلك أن تكون صحافة قوية بدل صحافة "الوجبات السريعة"، كما من شأن هذا التمويل الاختياري أن يساهم في استمرار الصحافة التي تتعرض لضغوط وهجمات، حسب رأي رونديريس.

أسباب نجاح مشروع التحقيق الذي اشتغل عليه هشام منصوري في الوصول إلى التمويل المنشود تعود، حسب قوله، إلى نوعية التحقيق، بما أن الصحفي ذاته كان سجينا لفترة من الزمن، وإلى طبيعة الموضوع الذين وجد فيه المانحون مصلحة عامة. ويقتنع منصوري أن هذا النوع من التمويل قد يشكل بديلاً جزئيا لتمويل المشاريع الصحفية الاستقصائية بعيداً عن الرقابة، ليس فقط في الدول التي تعاني تراجعا في حرية الصحافة، بل حتى في الدول المتقدمة.

النجاح ليس مضموناً

لكن الصورة ليست وردية تماماً في مجال التمويل الجماعي، فمجموعة من المواقع التي كانت تجمع التبرّعات للمشاريع الإعلامية أغلقت أبوابها أو اتجهت لجمع تبرّعات أخرى. منها Contributoria الذي أطلقته مجموعة الغارديان، وموقع Spot الذي حصل في بداياته على دعم كبير من مؤسسة نايت الدولية، والمثال الأكبر هو Beacon الذي أعلن نهايته رغم أنه شهد حملات تبرّع ناجحة.

كما أن المشاريع الإعلامية المدعومة عبر موقع Kickstarter تبقى أقل بكثير من مشاريع أخرى في مجالات معينة تلقت دعماً أكبر كالفيديو والألعاب حسب دراسة لمركز PEW. ويُشير تقرير رويترز للأخبار الرقمية لعام 2018، أن نسبة من يتبرّعون للمؤسسات الإخبارية لا تتعدى 1% في بريطانيا و3% في الولايات المتحدة.

أسباب عدم انتشار فكرة التمويل الجماعي متعددة، منها أن هناك من ينظر إليه كنوع من الإحسان، وفق ما تؤكده ماريا تيريزا رونديريس التي تشير إلى وجود "فوارق ثقافية بين المجتمعات" في جمع التبرّعات، إذ إن هناك من يعتقد أنه الصحفيين يطلبون من خلال هذا التمويل خدمة شخصية لهم.

وهناك أسباب أخرى تخصّ طبيعة المشاريع التي تطلب الدعم، إذ لا يحمل عدد منها مقومات الجذب التي ستجعل زائراً ما يُدخل أرقام بطاقته البنكية أو حسابه على PAYPAL حتى يدعم المشروع، فجولة على بعض المشاريع الصحفية في Kickstarter تجعلك تقتنع أنها لن تقنع القراء حتى بالولوج إليها مجانيا. كما أن بعض هذه المشاريع تبتغي الربح السريع من تمويل المتتبعين، ولا تدرك أن الربح، وإن كان أمرا عادياً، لا يجب أن يكون المحرّك الأساسي، بل ما الذي يمكن أن يقدمه المشروع من إضافة بدل أن يكون كغيره من المواقع الموجودة.

لذلك يقدم الموقع الهولندي De Correspondent مجموعة من النصائح لكل صحفي يرغب في الاستفادة من التمويل الجماعي، منها: أن تسأل ما الذي بإمكانك تقديمه للجمهور وليس العكس، فهذا الموقع مثلا وعد متتبعيه بأنه سيقدم لهم تغطية إخبارية تجعلهم يفهمون العالم بشكل أفضل. ومنها أن يعمل معك في المشروع صحفيون محترفون يعرفهم الجمهور بجديتهم، وأن تبدأ حركة جديدة في الإعلام بدل مجرد مشروع، وأن تُقنع المتتبعين أنهم لن يتحولوا يوما إلى كتلة قراء تباع بياناتها للمعلنين، وأن تخطط لحملة ترويجية محكمة للمشروع، وأن تفكر في استراتيجية دائمة لاستمراره، فضلاً عن التواصل الدائم مع المموّلين أو المتبرعين.

ختاما، يحمل تقرير مؤسسة رويترز بشرى للباحثين عن التمويل الجماهيري، مفادها أن حوالي الربع ممّن استجوبتهم أبانوا عن استعدادهم لدعم الصحافة مادياً، كما أن غالبيتهم من فئة الشباب التي تعودت على ثقافة التبرّع عبر الانترنت. كذلك تحمل الأرقام التي كشفت عنها الغارديان نهاية عام 2017 تطورا كبيراً في عدد المتبرّعين بـ800 ألف متبرّع خلال 12 شهرا، ما جعل المؤسسة تخطو نحو تجاوز أزمتها التي كلفتها الاستغناء عن الكثير من الصحفيين قبل مدة.

لكن يجب الانتباه إلى أن التمويل الجماهيري ينجح أكثر في البلدان التي تشهد ثقافة الدفع للأخبار، أي البلدان التي ازدهرت فيها الصحافة المطبوعة وتتوفر فيها الصحف على مشتركين بمئات الآلاف. وفي ظل تعوّد القارئ العربي على الأخبار المجانية وتعثر عدة مشاريع إعلامية في المنطقة عملت بمنطق الدفع مقابل القراءة، يخلق التمويل الجماعي تحدياً كبيراً لدى الصحفيين العرب.

بيدَ أن ذلك لا يعني فقدان الأمل، فالأكيد هناك قراء كثر في المنطقة مستعدون لدعم المشاريع الجادة التي تعنى بمشاكلهم الحقيقية وتمكنهم من تغطية إخبارية متوازنة وموضوعية بدل عشرات المواقع التي لا تجد حرجا في وضع عنوان كاذب ومحتوى ضعيف، ثم تشتكي لاحقاً من الضعف الذي بات ينخر الجسد الصحفي.

 

مصادر:

 

1- https://gijn.org/2016/03/04/why-crowd-funding-can-keep-journalism-true-…

2- http://theconversation.com/will-crowdfunding-save-journalism-54070

3- https://medium.com/de-correspondent/a-short-guide-to-crowdfunding-journ…

4- http://theconversation.com/will-crowdfunding-save-journalism-54070

5- http://www.journalism.org/2016/01/20/crowdfunded-journalism/

6- http://www.digitalnewsreport.org/survey/2018/overview-key-findings-2018/

 

المزيد من المقالات

نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
قصتي مع "تركيز الصوت والإلقاء" ومعهد الجزيرة للإعلام

كيف بدأت قصة فادي مطر مع دورة "تركيز الصوت والإلقاء" بمعهد الجزيرة للإعلام؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحسن مهارات الصحفيين؟ وما تأثيرها على على أداء وسائل الإعلام؟

فادي مطر نشرت في: 25 مايو, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024