التمويل الجماعي.. القراء يصنعون الحل

في عصر تداعت فيه العائدات الإعلانية، التي تشكّل أحد الأركان الأساسية لتمويل الصحافة، أضحت الكثير من المؤسسات الإعلامية تعاني مادياً ومنها من أُجبرت على تسريح العشرات ومنها من اضطرت إلى التخلّي عن نسختها المكتوبة والاقتصار على نسخة إلكترونية. أسباب تراجع العائدات الإعلانية متعددة، منها المنافسة الشديدة بين وسائل الإعلام وبين مواقع عملاقة تقدم خدماتها الإعلانية بأسعار منخفضة كفيسبوك وغوغل، إذ لم تعد الشركات ترى في وسائل الإعلام وسيلة مثلى لترويج منتجاتها أو خدماتها.

لذلك تبحث بعض وسائل الإعلام عن طرق جديدة للتمويل. وإذا كنت من قراء الصحافة البريطانية، وتحديدا الغارديان، فالأكيد أنك ستلاحظ نصا مثبتا على كل الصفحات، تطلب فيه إدارة الجريدة منك أن تتبرّع بأي مبلغ لأجل المساهمة في ضمان مستقبلها. تحتوي هذه الرسالة على فكرتين أساسيتين: الأولى أن الجريدة لا تعمل بمنطق الاشتراك المادي مقابل القراءة، أي أن قراءة المقالات مجانية على الإنترنت، والثانية أن الجريدة تريد الحفاظ على استقلاليتها التحريرية تماماً ولا ترغب أن تقع ضحية مموّل يتحكم في خطها التحريري.

رسالة الغارديان تحيلنا إلى فكرة التمويل الجماعي أو الجماهيري (Crowdfunding) التي انتشرت كثيراً مؤخراً، فاليوم هناك جمهور يدعم مشاريع إعلامية بالمال اللازم لأجل إطلاقها أو ضمان استمرارها، ويتم ذلك عبر التبرع المباشر في مواقع هذه المشاريع، أو التبرّع عبر منصات متخصصة في التمويل الجماعي كــ Kickstarter وindiegogo أو عبر بوابات خاصة بالصحافة كـ Press Start.

ما هو التمويل الجماعي؟

من أبرز خصائص هذا التمويل، أن يكون هو حجر الأساس في تمويل المشروع بحيث لا يبحث أصحاب هذا الأخير عن الإعلانات التجارية أو المنح الحكومية. ويمكن أن يكون المموّلون أفراداً ويمكن كذلك أن يكونوا مؤسسات، شريطة عدم ربط هذا التمويل بشروط خارج ما أعلنه أصحاب المشروع الراغبين في الدعم.

وتجدر الإشارة إلى أن التمويل الجماعي ينقسم لنوعين، الأول تمويل لا يجعل مشاهدة المواد الصحفية حكراً على المموّلين، والثاني يقوم بالعكس. وشخصياً أميل أكثر لتشجيع النوع الأول الذي ينفتح على الجمهور ككل، بينما أعتبر النوع الثاني مماثلاً للاشتراكات المعروفة في الصحافة التقليدية ولا يعدّ جديداً، اللهم إن كان ذلك ضرورياً وحاسما لاستمرار المشروع والحفاظ على استقلاليته المالية.

وحسب دراسة أنجزها مركز PEWللأبحاث عن موقع Kickstarter، امتدت من أبريل/نيسان 2009 إلى سبتمبر/أيلول 2015، نجح 658 مشروعاً إعلامياً من أصل 2975 في تلقي الدعم الكامل، وتوصلت هذه المشاريع بما مجموعه 6,3 مليون دولار أميركي، رغم أن هذه المشاريع لم تكن تطلب مجتمعة إلا 4,9 مليون دولارا، وتبيّن الدراسة أن أغلب الدعم اتجه نحو مشاريع أطلقها أفراد لا ينتمون لمؤسسات إعلامية معروفة.

أمثلة ناجحة

ليس جديداً التمويل الجماهيري لصحافة الإنترنت، فالباحثون في المجال يتذكرون موقعاً يعدّ من أول وأهم التجارب الإعلامية الرقمية عبر العالم، هو الموقع الكوري oh my news، الذي انطلق عام 2000 واشتهر بطلبه من الجمهور تقديم تبرّعات لكتاب القصص الإخبارية التي تعجبهم، علماً أن جزءاً كبيراً من طاقم الموقع كان يندرج في إطار "المواطنين الصحفيين".

ورأت عدة مقاولات صحفية عبر العالم النور بفضل التمويل الجماعي، منها الموقع الجنوب -السوداني Nuba Reports الذي حصل على 44,8 ألف دولار، والموقع المجري Atlatszo الذي حصل على 164 ألف دولار، والموقع السلفادوري El Faro الذي حصل على 26 ألف دولار. ومن أكبر نجاحات التمويل الجماعي، هناك الموقع الهونغ كونغي FactWire الذي نال 585 ألف دولار، والموقع الهولندي De Correspondent الذي توصل بـ1,7 مليون دولار في ظرف قياسي لم يتعدّ 8 أيام!

والملاحظ أن هذا التمويل لا يتم في بعض الحالات مرة واحدة، بل هناك مموّلون يختارون أن يكون ذلك دورياً (شهرياً أو سنوياً) كما عليه الحال بالموقع الإنجليزي The Bristol Cable الذي يدعمه مادياً ألفا مشترك كل شهر، علماً أن الموقع ينشر قصصه للجميع مجاناً.

هشام منصوري، صحفي مغربي يقطن في فرنسا، حصل على تمويل جماهيري لتحقيق صحفي يشتغل عليه حول تجارة الممنوعات في السجون المغربية عبر موقع Press Start. يقول لمجلة الصحافة إن ما حمسه لطرق باب التمويل الجماهيري، هو الاستقلالية الكبيرة التي يضمنها، فضلاً عن أنه يشكل امتحاناً أوليا للتأكد من مدى اهتمام الجمهور بمشروع التحقيق.

أسباب النجاح

أضحت الحاجة ضرورية في هذا العصر لصحافة مستقلة عن الجهات الرسمية وعن المعلنين وعن كلّ من يتحكم بالخطوط التحريرية للمؤسسات الصحفية ويجعل منها أداة للدعاية أو سلاحاً للهجوم على أطراف أخرى أو يفرض عليها التعتيم في قضايا معينة، لذلك هناك اقتناع لدى الكثير من مموّلي المشاريع الإعلامية حالياً بأن من يريد صحافة ذات جودة عليه أن يساهم في دعمها ماديا.

وتزداد الحاجة لهذه الصحافة في عصر انتشرت فيه الأخبار الكاذبة، وبات فيه انتهاك أخلاقيات المهنة أمرا شبه عادي في الكثير من المواقع التي تبحث عن رفع عدد الزيارات بأيّ طريقة، فضلاً عن أن اللهاث المتواصل وراء الزوار يجعل المؤسسات الإعلامية تهمل أجناساً صحفية كالبورتريه والتحقيق الاستقصائي والريبورتاج، ويجعلها تتغافل عن قضايا حيوية داخل المجتمع، كالتعددية والملفات التربوية والحقوقية وغير ذلك ممّا يحفظ للصحافة وظائفها التقليدية.

تقول ماريا تيريزا رونديريس، مسؤولة في مؤسساتOpen Society الأميركية، إن التمويل الجماعي يعدّ أداة لدمقرطة المجتمعات بما أنه يعطي السلطة المباشرة للجمهور، فهذا الأخير يموّل الصحافة ويطالبها جرّاء ذلك أن تكون صحافة قوية بدل صحافة "الوجبات السريعة"، كما من شأن هذا التمويل الاختياري أن يساهم في استمرار الصحافة التي تتعرض لضغوط وهجمات، حسب رأي رونديريس.

أسباب نجاح مشروع التحقيق الذي اشتغل عليه هشام منصوري في الوصول إلى التمويل المنشود تعود، حسب قوله، إلى نوعية التحقيق، بما أن الصحفي ذاته كان سجينا لفترة من الزمن، وإلى طبيعة الموضوع الذين وجد فيه المانحون مصلحة عامة. ويقتنع منصوري أن هذا النوع من التمويل قد يشكل بديلاً جزئيا لتمويل المشاريع الصحفية الاستقصائية بعيداً عن الرقابة، ليس فقط في الدول التي تعاني تراجعا في حرية الصحافة، بل حتى في الدول المتقدمة.

النجاح ليس مضموناً

لكن الصورة ليست وردية تماماً في مجال التمويل الجماعي، فمجموعة من المواقع التي كانت تجمع التبرّعات للمشاريع الإعلامية أغلقت أبوابها أو اتجهت لجمع تبرّعات أخرى. منها Contributoria الذي أطلقته مجموعة الغارديان، وموقع Spot الذي حصل في بداياته على دعم كبير من مؤسسة نايت الدولية، والمثال الأكبر هو Beacon الذي أعلن نهايته رغم أنه شهد حملات تبرّع ناجحة.

كما أن المشاريع الإعلامية المدعومة عبر موقع Kickstarter تبقى أقل بكثير من مشاريع أخرى في مجالات معينة تلقت دعماً أكبر كالفيديو والألعاب حسب دراسة لمركز PEW. ويُشير تقرير رويترز للأخبار الرقمية لعام 2018، أن نسبة من يتبرّعون للمؤسسات الإخبارية لا تتعدى 1% في بريطانيا و3% في الولايات المتحدة.

أسباب عدم انتشار فكرة التمويل الجماعي متعددة، منها أن هناك من ينظر إليه كنوع من الإحسان، وفق ما تؤكده ماريا تيريزا رونديريس التي تشير إلى وجود "فوارق ثقافية بين المجتمعات" في جمع التبرّعات، إذ إن هناك من يعتقد أنه الصحفيين يطلبون من خلال هذا التمويل خدمة شخصية لهم.

وهناك أسباب أخرى تخصّ طبيعة المشاريع التي تطلب الدعم، إذ لا يحمل عدد منها مقومات الجذب التي ستجعل زائراً ما يُدخل أرقام بطاقته البنكية أو حسابه على PAYPAL حتى يدعم المشروع، فجولة على بعض المشاريع الصحفية في Kickstarter تجعلك تقتنع أنها لن تقنع القراء حتى بالولوج إليها مجانيا. كما أن بعض هذه المشاريع تبتغي الربح السريع من تمويل المتتبعين، ولا تدرك أن الربح، وإن كان أمرا عادياً، لا يجب أن يكون المحرّك الأساسي، بل ما الذي يمكن أن يقدمه المشروع من إضافة بدل أن يكون كغيره من المواقع الموجودة.

لذلك يقدم الموقع الهولندي De Correspondent مجموعة من النصائح لكل صحفي يرغب في الاستفادة من التمويل الجماعي، منها: أن تسأل ما الذي بإمكانك تقديمه للجمهور وليس العكس، فهذا الموقع مثلا وعد متتبعيه بأنه سيقدم لهم تغطية إخبارية تجعلهم يفهمون العالم بشكل أفضل. ومنها أن يعمل معك في المشروع صحفيون محترفون يعرفهم الجمهور بجديتهم، وأن تبدأ حركة جديدة في الإعلام بدل مجرد مشروع، وأن تُقنع المتتبعين أنهم لن يتحولوا يوما إلى كتلة قراء تباع بياناتها للمعلنين، وأن تخطط لحملة ترويجية محكمة للمشروع، وأن تفكر في استراتيجية دائمة لاستمراره، فضلاً عن التواصل الدائم مع المموّلين أو المتبرعين.

ختاما، يحمل تقرير مؤسسة رويترز بشرى للباحثين عن التمويل الجماهيري، مفادها أن حوالي الربع ممّن استجوبتهم أبانوا عن استعدادهم لدعم الصحافة مادياً، كما أن غالبيتهم من فئة الشباب التي تعودت على ثقافة التبرّع عبر الانترنت. كذلك تحمل الأرقام التي كشفت عنها الغارديان نهاية عام 2017 تطورا كبيراً في عدد المتبرّعين بـ800 ألف متبرّع خلال 12 شهرا، ما جعل المؤسسة تخطو نحو تجاوز أزمتها التي كلفتها الاستغناء عن الكثير من الصحفيين قبل مدة.

لكن يجب الانتباه إلى أن التمويل الجماهيري ينجح أكثر في البلدان التي تشهد ثقافة الدفع للأخبار، أي البلدان التي ازدهرت فيها الصحافة المطبوعة وتتوفر فيها الصحف على مشتركين بمئات الآلاف. وفي ظل تعوّد القارئ العربي على الأخبار المجانية وتعثر عدة مشاريع إعلامية في المنطقة عملت بمنطق الدفع مقابل القراءة، يخلق التمويل الجماعي تحدياً كبيراً لدى الصحفيين العرب.

بيدَ أن ذلك لا يعني فقدان الأمل، فالأكيد هناك قراء كثر في المنطقة مستعدون لدعم المشاريع الجادة التي تعنى بمشاكلهم الحقيقية وتمكنهم من تغطية إخبارية متوازنة وموضوعية بدل عشرات المواقع التي لا تجد حرجا في وضع عنوان كاذب ومحتوى ضعيف، ثم تشتكي لاحقاً من الضعف الذي بات ينخر الجسد الصحفي.

 

مصادر:

 

1- https://gijn.org/2016/03/04/why-crowd-funding-can-keep-journalism-true-…

2- http://theconversation.com/will-crowdfunding-save-journalism-54070

3- https://medium.com/de-correspondent/a-short-guide-to-crowdfunding-journ…

4- http://theconversation.com/will-crowdfunding-save-journalism-54070

5- http://www.journalism.org/2016/01/20/crowdfunded-journalism/

6- http://www.digitalnewsreport.org/survey/2018/overview-key-findings-2018/

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 26 مارس, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021