أردوغان والإعلام الأوروبي.. المواجهة مستمرة

 شكّل فوز رجب طيب أردوغان بولاية ثانية على رأس الدولة التركية حدثاً عالمياً اهتمت به الكثير من وسائل الإعلام الدولية، خاصة وأن الأمر يتعلّق بأردوغان، الشخصية السياسية المثيرة للجدل وذات الشعبية الواسعة في العالمين العربي والإسلامي، ولأنه (أردوغان) أضحى في هذه الولاية الجديدة، يملك صلاحيات واسعة نقلت النظام السياسي للبلاد من البرلماني إلى الرئاسي، بعد الاستفتاء الدستوري الذي أجراه الأتراك عام 2016.

لكن الاهتمام الإعلامي في أوروبا بالرئيس التركي، ليس وليد الانتخابات الأخيرة، بل يعود لسنوات خلت، ووصلت التغطيات الأوروبية للشأن التركي حدّ التوتر الديبلوماسي بين أنقرة وبعض العواصم، ممّا يطرح الأسئلة حول أسباب هذا الاهتمام الإعلامي بالرئيس التركي، وهل يتعلّق الأمر بمجرد رجع لصدى شعبية السلطان العثماني الجديد، أم أن هناك عوامل أخرى؟

يبقى التأكيد بأن الدور الإقليمي لتركيا ونفوذها السياسي والاقتصادي يجعل الإعلام في أكثر من منطقة مهتما بها، ومن ذلك الإعلام الأوروبي، غير أن هذا الأخير يركز كثيراً على انتقاد أردوغان، ولو أن الطريقة تختلف عن طريقة الهجوم عليه من طرف إعلام بعض البلدان العربية التي دخلت في خصام في تركيا كالإمارات ومصر.

الإعلام الألماني وأردوغان.. الحرب متواصلة!

 يهتم الإعلام الألماني كثيراً برجب طيب أردوغان لأسباب متعددة، منها: أن الجالية التركية هي الأكبر في ألمانيا، وأن ألمانيا تستضيف قيادات تركية معارضة كثيرة، خاصة الكردية، فضلاً عن التجاذب الواقع بين الدولتين حول رغبة أنقرة بالدخول إلى الاتحاد الأوروبي الذي تعدّ برلين أهم عواصمه. ويسود اتجاه واضح في الإعلام الألماني، يرّكز بشكل كبير على انتقاد أردوغان وتبيان مساوئه، خاصة ما يتعلّق بسجن الصحفيين وانتهاك حرية الرأي والتعبير.

أدت هذه الانتقادات الإعلامية الألمانية إلى حوادث سياسية أكثر من مرة، فقد سبق للسفارة الألمانية في أنقرة أن أغلقت أبوابها ليومين عام 2016 تخوّفاً من تعرّضها لهجمات، بعد نشر مجلة "دير شبيغل" لغلاف وضعت فيه صورة أردوغان، مرافقة لصورة مسجد تركي، تحوّلت صوامعه الصغيرة إلى ما يشبه صواريخ أُطلقت من مكانها، تحتها مباشرة عبارة "بلد يفقد حريته"، وقد احتجت تركيا رسمياً على هذا الغلاف.

لم تبق هذه الانتقادات حبيسة الإعلام المكتوب؛ فالإعلام الألماني المرئي بدوره هاجم أردوغان، ومن ذلك ما خلقته قصيدة الإعلامي الألماني، بان بومرمان، عندما ألقى عام 2016 قصيدة تسخر من أردوغان في قناة "ZDF" بشكل اعتبره مُراقبون" مُسيئا ومُهينا، وهو ما دفع الرئيس التركي إلى رفع دعوى ضد الإعلامي، وانتهت القضية بحكم قضائي يحظر بث جزءٍ من القصيدة، رغم أن محامي أردوغان حاول الدفع نحو قرار يحظر بث القصيدة بالكامل.

ووصل الغضب التركي حدّ إعلان أردوغان اعتزامه مقاضاة المجموعة الألمانية "أكس سبرينغر" بعد نشر مقالٍ في جريدة "دي فيلت"، يدعم صاحب القصيدة الساخرة. وتوترت نظرة أردوغان أكثر بهذه المؤسسة الإعلامية إثر نشرها عام 2017 مقالاً يُشبِّه داعمي أردوغان في ألمانيا بداعمي هتلر خلال الثلاثينيات.

أما القصة الثانية، فتخصّ أغنية بعنوان "أردوي أردوو أردوغان" بثها تلفزيون "NDR" في برنامج "أكسترا 3" خلال عام 2016، وهي أغنية تسخر من أردوغان وسياساته. ورغم أن السلطات التركية احتجت رسمياً لدى نظيرتها الألمانية، إلّا أن الحكومة الألمانية ردت بالقول إن حرية الصحافة غير مطروحة للنقاش في البلد. كما قرّر تلفزيون "NDR" إعادة بث الأغنية بالترجمة التركية لمزيد من استفزاز أردوغان، فيما باءت جميع محاولات تركيا بحذف الأغنية من موقع "يوتيوب" بالفشل.

أمثلة أخرى من فرنسا وبريطانيا

لا يختلف الحال كثيراً في فرنسا عن ألمانيا، وإن كانت اللهجة أقل حدة، بما أن الاهتمام الفرنسي بتركيا ليس كمثيله في ألمانيا. أكبر مثال فرنسي ظهر في مجلة "لوبوان" الذي وصفت أردوغان بالديكتاتور في أحد أعدادها، ما أدى إلى سخط بين عدد من المتعاطفين مع الرئيس التركي داخل فرنسا، وصل حدّ قيام مجموعة منهم بالضغط على صاحب محل لبيع الجرائد بحذف ملصق العدد المثير للجدل، الأمر الذي انتقدته السلطات الفرنسية على أعلى مستوى.

كما خصصت مجلة "ليكسبريس" أكثر من عدد لانتقاد أردوغان، كعددها الذي حمل ملفاً بعنوان: "أردوغان يهدّد أوروبا"، جاء فيه أن "أردوغان يحكم كل شيء في تركيا، لدرجة أنه يتدخل في حياة النساء بالشكل الذي يتدخل فيه في السياسة المالية للبنك المركزي"، كما نشرت مجلة "فالور أكتييل" غلافا بعنوان "أردوغان.. الرجل الذي يريد أسلمة أوروبا".

وفي بريطانيا، توجِّه العديد من اليوميات والمجلات الأسبوعية مدافع انتقاداتها لأردوغان، وقد أوردت جريدة الغارديان في افتتاحية لها، مباشرة بعد فوز الرئيس التركي بولاية ثانية، أن هذا الأخير، وبعدما "صار هو حزب العدالة والتنمية، يحاول حالياً أن يكون هو الدولة ككل، ممّا يعدّ تطورا مثيراً للقلق". أما روبرت فيسك، الكاتب المعروف في الإندبندنت، فقد كتب ذات مرة أن الانقلاب في تركيا سينجح يوماً ما بسبب سياسات أردوغان الداخلية والخارجية.

لماذا كلّ هذا الهجوم على أردوغان؟

ينظر جزء واسع من الإعلام الأوروبي إلى أردوغان كمعادٍ لحرية الصحافة، خاصة مع الاعتقالات الواسعة التي يعرفها هذا القطاع داخل البلد منذ محاولة الانقلاب الفاشل، إذ تصف منظمة مراسلون بلا حدود تركيا بأكبر سجن للصحفيين عبر العالم، ما جعل هذه الأخيرة تتبوأ مركزاَ جد متدنٍ في الترتيب العالمي (157)، بينما تضع منظمة فريدوم هاوس تركيا في قائمة البلدان "غير الحرة على الإطلاق". والملاحظ أن الإعلام الأوروبي ينظر إلى تركيا كبلد أوروبي لا يُعقل أن يشهد مثل هذه الظواهر التي تضرب حرية الصحافة، بينما يجد الإعلام ذاته مبرّرات لرفض دخول أنقرة إلى الاتحاد القاري، ويدافع ويل جور، من يومية الإندبندنت، عن انتقاد الإعلام الغربي لأردوغان، إذ يكتب في مقال له؛ إن تحكم أردوغان في تركيا جعل من الصعب على الصحافة التركية أن تنتقده، في ظل ضعف المعارضة المحلية وغياب أيّ ضغط من البلدان الغربية التي ترى في أنقرة حليفاً لها. لذلك، وحسب ويل جور، فدور الإعلام الغربي مهم هنا. ويتحدث الصحفي عن أن انتقاد أردوغان لا يعني شجباً للإسلام، ولا يعني وجود مؤامرة ضد حكومة منتخبة ديمقراطياً، بل هو "انتصار لحرية التعبير غير المسموح بها في تركيا، وهو نقل للحقائق بدل الدعاية، وتسمية الأشياء بمسمياتها، ومن ذلك أن أردوغان يريد أن يكون ملكاً".

كما تسود نظرة داخل الإعلام الأوروبي مفادها أن أردوغان يحاول إخراج تركيا من ردائها العلماني وإدخالها في جلباب إسلامي، وهو ما سيكون له أثر سيء على الحريات الفردية، حسب رأي الإعلام الأوروبي. ويعدّ هذا السبب من الجوانب الخفية التي تحول دون دخول تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فهناك حرص من بعض الدول الأوروبية على الحفاظ على مسيحية الاتحاد باعتبارها عامل تجانس، رغم أن القادة الأوروبيين يبتعدون تماماً، في التصريحات العلنية، عن استحضار العامل الديني، ويركزون على العوامل السياسية والاقتصادية في الحديث عن قوة اتحادهم.

ويستحضر الإعلام الأوروبي أسباباً سياسية أخرى داخلية في انتقاداته لأردوغان، منها مزاعم تدخله في المؤسستين القضائية والتشريعية، وإطلاقه حملة تطهير واسعة ضد كل من يشتبه في تعاطفه أو انتمائه لجماعة فتح الله غولن، إذ سُرِّح الآلاف من وظائفهم وسُجِن الآلاف. كما يسود انتقاد كبير للتدخل العسكري التركي في سوريا والعراق، ومن ذلك الحملة العسكرية ضد المسلّحين الأكراد في شمال سوريا.

هل يظلم الإعلام الأوروبي أردوغان؟

يتغافل الإعلام الأوروبي عن أمر مهم داخل تركيا، وهو أن أردوغان يملك حقاً شعبية واسعة بين المواطنين، وما يعكس ذلك هو فوزه في جميع الانتخابات التي شارك فيها منذ عام 2002 بغض النظر عن الملاحظات التي مسّت العملية الانتخابية، إذ لم تصل انتقادات المراقبين الدوليين لآخر انتخابات رئاسية حدّ الطعن في نتيجتها النهائية. كما أن ما يعكس شعبية أردوغان الطريقة التي خرج بها جزء كبير من المواطنين الأتراك لأجل رفض محاولة الانقلاب، رغم أن ذلك كلف العشرات منهم القتل برصاص الانقلابيين.

وكما أوردت ذلك سمية الغنوشي، الخبيرة في قضايا الشرق الأوسط في مقال لها، فانتقاد محاولة الانقلاب الفاشلة التي كانت ستمهد لحكم عسكري لتركيا، كان بارداً في أكثر من مؤسسة إعلامية غربية، بل هناك مقالات التمست الأعذار لمنفذي محاولة الانقلاب، رغم أن المفروض في هذه الحالة، الثبات على مبدأ راسخ هو رفض الأنظمة العسكرية. ويعترف ويل جور في مقاله المذكور آنفاً أنه توصل غداة محاولة الانقلاب ببريد إلكتروني يوضح كيف فشل الصحفيون البريطانيون في إعلان تنديد واضح بما وقع، لأنهم اختلفوا كثيراً حول طريقة إدارة أردوغان لتركيا.

كما أن البحث عن مواضيع تخصّ تركيا في مواقع جلّ وسائل الإعلام الأوروبية المعروفة يُظهر تركيزا على السلبيات، ومن ذلك تغطية كلّ ما يتعلق بانهيار الليرة التركية والصعوبات التي عاناها الاقتصاد التركي هذا العام، وقليلاً جداً ما يتم استحضار الإنجازات الاقتصادية الكبيرة التي حققتها الدولة التركية في عهد أردوغان، ومن ذلك ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي أكثر من ثلاث مرات، وتطوّر بنيات الاستقبال في تركيا التي غدت إحدى أفضل بلدان العالم جذباً للسياح.

وتقول الغنوشي:" المفارقة أنه لم يُشيطن أيّ زعيم في الشرق الأوسط من قبل الإعلام الغربي كما يحدث مع أردوغان، بينما هذا الأخير هو واحد من رؤساء الدول القليلين الذين انتُخبوا بشكل ديمقراطي في هذا الجزء من العالم". وتربط الغنوشي بين التغطيات الإعلامية الغربية وبين سياسات هذه الدول حتى تخلص إلى أن الغرب لا يهتم للديمقراطية ولا لحقوق الإنسان، ويعتبر مثل هذه المواضيع غير ذات صلة عندما يتعلّق الأمر بأصدقائه وحلفائه، بينما تُستدعى عندما يخصّ الأمر خصوم الغرب، متحدثة أن الهجوم على أردوغان يعود لرفض هذا الأخير الانحناء لتعليمات الغرب.

بعيداً عن "تقديس" أردوغان

في الجانب الآخر، سيكون من الإجحاف الحديث عن أن أردوغان هو الزعيم الإسلامي الوحيد الذي يتعرّض لنيران الإعلام الأوروبي، فمقالات "دير شبيغل" و"لوموند" و"الغارديان" انتقدت كثيراً ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وركزت كثيراً على السعودية بالنظر إلى مشاريع بن سلمان التي تبتغي تغييرا اقتصاديا واجتماعيا بالبلاد، والأمر ذاته يصدق على جلّ الدول العربية والإسلامية المؤثرة إقليميا، ويصدق كذلك على الأنظمة السياسية الغربية، فأنجيلا ميركل تتعرّض بشكل شبه يومي لقصف إعلامي داخل بلدها، بينما وصل انتقاد دونالد ترامب حدّ كتابة نيويورك تايمز أنه مسح بسمعة أميركا الأرض.

ختاما، يبقى صحيحاً أن انتقاد أردوغان داخل الإعلام الغربي يحظى بحصة الأسد لعوامل كثيرة سبق ذكرها، لكن في الآن ذاته، هناك تضخيم في المواقع الاجتماعية حول وجود مؤامرة إعلامية غربية ضد أردوغان، خاصة مع بحث مستخدمي الإإنترنت في المنطقة الإسلامية عن زعيم قوي مثل أردوغان في ظل حالة التشظي التي تشهده المنطقة، لذلك يُبالغ أحيانا في تعديد مناقب أردوغان والتعامل مع كلّ رأي ينتقده بمنطق المؤامرة، بل وهناك من لا يجد غضاضة في التماس الأعذار لاعتقال الصحفيين في تركيا، بينما يعتبر وقوع ذلك في بلاده مؤشراً خطيراً على تراجع الحريات.

 

 

المزيد من المقالات

طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024