ليبيا.. إمّا صحافة تقليدية أو مواطنة صحفية

"يراقب بقلق تلك الطائرة الحربية في الأجواء وهي تقصف مواقع عدة، يتحرك بين المباني المتهالكة حاملاً كاميرته بحذر، لعل الحظ يحالفه ويلتقط مشهداً مميزاً. فجأة، تتهاوى تلك الطائرة من السماء بعد إصابتها، فيوثق بعدسة كاميرته لحظة سقوطها وخروج الطياريْن منها بالمظلات ليسقطا في عرض البحر.

حدثٌ وثَّقه الشاب الليبي الثلاثيني سراج الدين مختار الذي مارس الصحافة دون دراسة، مبتدئاً طريقها من بوابة المواطنة الصحفية، ليوثِّقَ العديد من الأحداث خلال الاشتباكات التي اندلعت في بنغازي عام 2014 بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومجموعات الثوار.

 لا يوجد تاريخ محدد لدخول صحافة المواطن -أو ما يعرف بالإعلام البديل- إلى ليبيا، لكنه برز بشكل واضح في ثورة 17 فبراير 2011 وما صاحبها من توثيق لأغلب أحداثها، بل كان إعلام المواطن هو الوسيلة الأولى لنقل الوقائع في تلك الفترة نظراً لصعوبة وصول الصحفيين إلى الكثير من أماكن الاقتتال والاشتباك، بالإضافة إلى عدم وجود أي وسائل إعلام محلية في ليبيا خلال تلك الفترة ما عدا التابعة لنظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

انتشاروتوثيق

مع انطلاق الثورة الليبية لجأ المقاتلون والمواطنون على حد سواء إلى توثيق ما يحدث عبر كاميرات بدائية ما لبثَت أن تطورت رويداً رويداً، لتفتح الأحداثُ البابَ أمام دخول المواطنين الصحفيين عالم نقل المعلومة عبر وسائل الإعلام البديل.

ومع انتهاء أحداث الثورة وما لحقها من إنشاء العديد من وسائل الإعلام المحلية المختلفة، لم يتوقف هذا النوع من الإعلام، بل في كثير من الأحيان أصبح المصدر الأول لأخبار جُل الوقائع والحروب التي حدثت في شتى مناطق البلاد.

لحظات فارقة

يقول مختار الذي ترك عمله كمواطن صحفي عقب انتهاء الحرب "لحظة لا تغيب عن ذهني في توثيقي لمجريات المعارك، كانت في بداية فبراير/شباط 2016 حين أسقط الثوار طائرة تابعة لقوات حفتر، وهو حدث مفاجئ.. كانت الكاميرا بيدي في تلك اللحظة فوثقت اللحظات التي أعقبت سقوط الطائرة وهبوط الطيارين بالمظلات، أذكر يومها كيف انتشر الخبر بين وسائل الإعلام بين مثبت له وناف، حتى جاءت صورنا لتصنع الخبر الذي لا يقبل النفي.. كان إنجازاً فرحنا به وقتها، كوننا نريد إظهار الحقيقة التي عادة ما تختفي وراء مآرب مثيري الحروب ومموليها".

أسهمت صحافة المواطن في نقل الكثير من الأحداث والوقائع في ليبيا بشكل كبير وأظهرت العديد من الأمور التي كان يصعُب على الإعلام التقليدي أن يخرجها إلى العلن، كما هو الحال في بعض مناطق الاشتباكات في مدينتي بنغازي ودرنة، وأيضاً الاقتتال القبلي الذي يحدث بين الفينة والأخرى في مناطق الجنوب الليبي، فهذه الأحداث يصعب بل يستحيل تغطيتها عبر وسائل الإعلام الاعتيادية لحساسية وخطورة تلك المناطق.

ويتابع مختار قائلا: "مجرد العمل في بيئة حرب ضارية طوال ثلاث سنوات، مع وجود قصف لطيران أجنبي لا يفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية، هو ذاته تحدٍّ كبير وعمل شاق كان هدفنا من خلاله نقل الحقيقة كاملة كما حدثت، وأعتقد أننا نجحنا في ذلك إذا ما نظرنا إلى حجم المواد المصورة التي وفرناها خلال هذه الحرب".

عمل المواطن الصحفي في ليبيا في بيئة حربية صعبة، وأثبت قدرته على نقل كثير من الوقائع. تصوير: غوران توماسيفيك – رويترز.
عمل المواطن الصحفي في ليبيا في بيئة حربية صعبة، وأثبت قدرته على نقل كثير من الوقائع. تصوير: غوران توماسيفيك – رويترز.

أهمية وخطورة

أخذ الإعلام البديل مكانته بقوة في ليبيا نظراً لما تعيشه البلاد من تسارع كبير في الأحداث، حيث يصعب توفير مراسلين في كل منطقة وكل حي أثناء وقوع أحداث مفاجئة، لذا اعتُبر هذا الإعلام مصدراً هاماً للأخبار، ليس على مستوى الجمهور فقط وإنما أيضاً على مستوى وسائل الإعلام التي اعتبرته مصدرا يضاهي وكالات الأخبار العالمية، ناهيك عن فقدان الثقة بشكل شبه كامل في وسائل الإعلام المحلية.

غير أن الكثير من المضامين التي يبثها إعلام المواطن تمثل تهديداً للصحافة كمهنة وللقواعد المهنية المعمول بها في الإعلام، لأنه يسمح لكل مواطن أن يصبح صحفياً يجمع الأخبار ويحررها وينشرها بغض النظر عن صدقيتها، وهو ما يخلق واقعاً فوضوياً لتداول الأخبار وربما الإشاعات. وقد استغلت بعض الأطراف المتصارعة في ليبيا هذه الثغرة لنشر وتمرير أخبار وشائعات محددة لضرب شخصيات وكيانات عديدة، وبطبيعة الحال كان المواطن الصحفي ضحية هذه الأخبار الكاذبة، إلى جانب كثير من وسائل الإعلام التي وقعت في ذات الفخ، ونشرت بالاعتماد على مصادرها في الإعلام البديل كثيراً من الأخبار والمشاهد التي انتشرت كالنار في الهشيم على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي أضحت تنشر الأخبار بشكل يومي دون التأكد من مصداقيتها.

نظرة من الداخل

بنظرة بانورامية على المشهد، سأستعرض حادثتين أثارتا الرأي العام الليبي بشكل كبير بعد تداولهما على مواقع التواصل الاجتماعي، الأولى: مشهد لفتاة تستنجد بأهالي مدينة طرابلس من العصابة التي تختطفها، إذ انتشر هذ المشهد بشكل سريع ووصل إلى وسائل الإعلام التي خصصت له حلقات مباشرة وعواجل مثيرة للحديث عن هذه الحادثة، وساد التوتر بين الناس في المدينة إلى أن اتضح بعد فترة كذبه وتلفيقه.

الحادثة الثانية وقعت مؤخراً بعد انتشار خبر يفيد بحصول طالبة ليبية على دكتوراه فخرية من جمهورية ألمانيا الاتحادية، لتخرج وزارة التعليم في ليبيا ببيان رسمي لها تشيد بالمجهود الذي قامت به هذه الطالبة، لكن الخبر اتضح فيما بعد أنه عارٍ عن الصحة.

رغم كل ذلك لا يمكننا أن ننكر الدور الإيجابي الذي قدمته صحافة المواطن في ليبيا من توثيق لأحداث مهمة والكشف عن جرائم مروعة ما كان لها أن تخرج إلى العلن لولا هذا الإعلام الذي ساهم بشكل كبير في إدانة العديد من مجرمي الحرب بليبيا على المستويين المحلي والدولي.

تعاون وشراكة

إنَّ تحقيق التعاون والتشارك بين إعلام المواطن والإعلام التقليدي في ليبيا -وفي مختلف دول العالم- يتطلب تقديم تنازلات من الطرفين. فالأول عليه تعلم مهارات قواعد العمل الصحفي، خصوصاً ما يتعلق بتحري الدقة قبل النشر، واحترام قوانين حماية الخصوصية، وتفهم ثقافة حق الرد للمنتقَدين. وفي المقابل ينبغي أن يتعامل الإعلاميون المحترفون باحترام مع المواطنين الصحفيين والمدونين وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يحتاج بالطبع إلى جهد من المؤسسات الإعلامية التي يقع على عاتقها مسألة قبول وجود شركاء أصغر يتميزون بالتعدد والتنوع والقدرة على الحركة السريعة في جغرافيات متنوعة.

إنَّ تحقيق التعاون والتشارك بين إعلام المواطن والإعلام التقليدي في ليبيا، يتطلب تقديم تنازلات من الطرفين. تصوير: إسماعيل زيتوني – رويترز.
إنَّ تحقيق التعاون والتشارك بين إعلام المواطن والإعلام التقليدي في ليبيا، يتطلب تقديم تنازلات من الطرفين. تصوير: إسماعيل زيتوني – رويترز.

 

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
قصتي مع "تركيز الصوت والإلقاء" ومعهد الجزيرة للإعلام

كيف بدأت قصة فادي مطر مع دورة "تركيز الصوت والإلقاء" بمعهد الجزيرة للإعلام؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحسن مهارات الصحفيين؟ وما تأثيرها على على أداء وسائل الإعلام؟

فادي مطر نشرت في: 25 مايو, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024