تكلفة باهظة للصحافة الاستقصائية في المغرب

عرف المشهد السياسي المغربي العديد من التغيرات الجوهرية والتطورات المتسارعة خلال أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقب ماجاء في خطاب الملك المغربي محمد السادس في سياق افتتاح السنة البرلمانية الجديدة. وحمل هذا الخطاب إشارات واضحة إلى ضرورة محاربة كل أشكال الفساد واستغلال السلطة لتحقيق مآرب شخصية وتفعيل المبدأ الدستوري الرابط بين المسؤولية والمحاسبة.

أيام قليلة بعد الخطاب الملكي، تفاجأ الرأي العام المغربي ببلاغ للديوان الملكي يصرح بإعفاء الملك عددا من الوزراء والمسؤولين الحكوميين ومسؤولي الإدارة الترابية (وزارة الداخلية)، بعد ثبوت تورطهم -حسب تقرير صادر عن المجلس الأعلى للحسابات- في تأخير إنجاز مشاريع "منارة المتوسط"(1)، وهو يمثل سببا مباشرا من أسباب تزايد رقعة احتجاجات ساكنة الحسيمة -المدينة المتواجدة بمنطقة الريف- في تلك الفترة.

لم تخرج تغطية الإعلام العمومي المغربي لهذه التطورات عن سياق عمله الروتيني الخاضع لسيف السلطة، باعتبار أن الإعلام العمومي في المغرب يتبع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، وتمتلك الدولة الحصة الأكبر في أسهم الشركة، وبالتالي يتعين على العاملين بهذه المؤسسات الالتزام بنظرة حارس البوابة أو بالرؤية الرسمية للأخبار والأحداث ومجمل ما يمور من تغييرات في المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي داخل المملكة.

وقد عمدت قنوات القطب العمومي -خصوصا القناة الأولى وقناة 2 M- إلى جعل أخبار منطقة الحسيمة في مستهل نشراتها الإخبارية اليومية، لكن من دون الغوص في خبايا الأمور وتعرية الواقع، وأعملت -بدلا من ذلك- على توجيه المتلقي نحو التركيز على المجهودات المبذولة من طرف الحكومة لتنمية المنطقة وإخراجها من دائرة التهميش والفقر.

عمدت قنوات القطب العمومي المغربية إلى جعل أخبار منطقة الحسيمة في مستهل نشراتها الإخبارية اليومية، دون الغوص في خبايا الأمور وتعرية الواقع، يوليو/تموز 2017. تصوير: يوسف بودلال – رويترز.
عمدت قنوات القطب العمومي المغربية إلى جعل أخبار منطقة الحسيمة في مستهل نشراتها الإخبارية اليومية، دون الغوص في خبايا الأمور وتعرية الواقع، يوليو/تموز 2017. تصوير: يوسف بودلال – رويترز.

سلة قرارات الإعفاء ومحاسبة المسؤولين لم تتوقف عند هذا الحد، بل لا تزال التقارير الصادرة عن المجلس الأعلى للحسابات بخصوص عمل المجالس المنتخبة في المحافظات والجماعات المحلية بالمملكة تحصد مزيدا من الرؤوس وتزكي نوعية القرار الديمقراطي المتخذ من أعلى سلطة في البلاد، من أجل تنظيف الحقل السياسي المغربي. لكن أين موقع الإعلام العمومي والخاص من كل ذلك؟ أليست نوعية صنع القرار الديمقراطي ترتبط ارتباطا وثيقا بنوعية الإعلام، حسب كاترين فولتمن (2)؟

تثير تلك المستجدات التساؤلات بشأن دور الإعلام كآلية للرقابة استنادا إلى نظرية صحافة الرقابة التي تعتبر أن الصحافة يتعين عليها أن تنتقد وتقيّم أداء الحكومات والمؤسسات الأخرى من أجل التأكد من أن أحدا لم يتورط في الفساد، أو يتجاوز مهام منصبه.

واعتبارا لأهمية صحافة التحقيق أو الصحافة الاستقصائية في القيام بهذا الدور، فإننا نطرح التساؤل بشأن حضور هذه الصحافة بالمغرب وتوجه الفاعلين المهنيين في المجال الإعلامي في القطاعين العام والخاص نحو ممارسة هذا الصنف من الصحافة، والعمل على القيام بدور محوري في الكشف عن قضايا الفساد، وفضح كل أشكال التحايل والتلاعب بالقانون وإهدار المال العام.

الحاجة إلى مقومات النمو

قبل عقدين من الزمن، شهدت الصحافة المغربية تطورات متلاحقة خصوصا مع بروز الصحافة المستقلة عام 1996، وتلا ذلك حرص النظام الجديد -عهد الملك محمد السادس- على توفير الأرضية القانونية لانتعاش الصحافة عبر السماح لمجموعة من الإعلاميين المستقلين بتأسيس مؤسسات إعلامية لقيت صدى لدى المتلقي المحلي الذي تجاوب مع جرعة ومنسوب زائد من الجرأة.

وتعزز ذلك التوجه بتنزيل قانون تحرير القطاع السمعي البصري -السمعي فقط في مرحلته الأولى- عام 2006، وبدأت تلوح في الأفق بوادر عمل صحفي استقصائي من خلال تجربة مجلة "تيل كيل" وتناولها لمواضيع حساسة بنفس استقصائي؛ إذ سبق أن أعدت تلك المجلة تحقيقات صحفية حول مواضيع كانت تعد خطوطا حمراء في المغرب، مثل التحقيق الذي نشرته بخصوص النشاط التجاري لأفراد من الأسرة المالكة. لكن هذه التجربة لم تدم بعد توقيف مجموعة من المنابر الإعلامية التي استطاعت أن تثبت قدمها في المشهد الإعلامي المغربي.

هناك بعض المحاولات الاستقصائية من خلال برامج التحقيق بقنوات القطب العمومي (الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية) مثل برنامج "تحقيق" بقناة M2 وبرنامج "45 دقيقة" بالقناة الأولى وبرنامج "المحققون" بقناة "ميدي1". بيد أن كل تلك البرامج تركز على القضايا ذات الطابع الاجتماعي، ولا تغوص بشكل أعمق في القضايا الحساسة التي باتت ضمن خانة المقدسات والثوابت، من قبيل قضايا الفساد التي تطال كبار المسؤولين.

وفي الآونة الأخيرة، أسس الإعلامي رشيد نيني -المعروف بجرأة قلمه في طرح ومناقشة التابوهات في مقالاته خلال مسيرته الصحفية- قناة "تيلي ماروك"، وهي قناة خاصة تبث من إسبانيا، وتقدم فيها الإعلامية غزلان أنوار برنامجا خاصا بصنف التحقيق "طابو"، بيد أنها تشتغل وفق خط التماس ذاته من دون الغوص في ملفات تمس "الثوابت" أو المؤسسات التي لا يطالها النقد، من قبيل المؤسسة الملكية ومؤسسة الجيش و"أصحاب الحظوة" القريبين من صنع القرار السياسي.

ورغم محاولات التأسيس هذه لصحافة استقصائية بالمغرب، فإن إبراهيم الشعبي الباحث في الإعلام والاتصال والمدير الجهوي لوزارة الاتصال بطنجة يرى أن "الصحافة الاستقصائية في بلدنا، التي تعتبر عصب مهنة المتاعب، ما زالت محتشمة في مختلف وسائل الإعلام محليا، رغم أن لها أهمية محورية في الكشف عن الحقائق في قضايا تهم الشأن العام الوطني، سواء أكانت هذه القضايا سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية؛ لأن الصحفي المحقق لا يكتفي بنشر الخبر، بل يتجاوزه إلى استنطاق الأحداث والفاعلين المباشرين فيه".

بدوره يذهب حسن اليوسفي المغاري الكاتب العام للمعهد العالي للإعلام والاتصال بالدار البيضاء، إلى أبعد من ذلك حين يقر بأن "جنس التحقيق الصحفي يكاد يكون منعدما بالمغرب، وهناك خلط ملحوظ يقع فيه العديد من الإعلاميين المحليين لكونهم لا يفرقون بين جنس التحقيق الصحفي وجنس الربورتاج". ويضيف أنه "من المستبعد في الوقت الحالي توفر صحافة استقصائية في المغرب تضاهي مثيلاتها بالدول الغربية؛ تبحث في قضايا فساد عالمية وعابرة للحدود مثل تحقيق وثائق بنما".

لذلك يقترح اليوسفي أن يعمل الإعلاميون المغاربة من ذوي الخبرة والباع الطويل في مجال الصحافة على اختلاف أجناسها؛ على تطوير مهاراتهم في صنف الصحافة الاستقصائية، والتزود من معين ذوي الاختصاص على المستوى الإقليمي والدولي من أجل إشراك معارفهم مع الإعلاميين الشباب الراغبين في ولوج عالم الصحافة الاستقصائية الذي -حسب رأيه- يتطلب مهارات عدة، في إشارة إلى واقع تدريس هذا الصنف في المعاهد والمؤسسات المختصة بالمملكة، بحيث يؤكد اليوسفي على أهمية توفر الطاقات المتخصصة من أجل تسهيل تدريس الصحافة الاستقصائية، خصوصا أنه ليس هناك مقرر خاص بها في المؤسسات والمعاهد المختصة بالإعلام والصحافة أو بوحدات الدراسات العليا في المؤسسات الجامعية.

عقبات في طريق التأسيس

ينطلق عمل الصحفي الاستقصائي من المعلومة، ولا يكتمل عمله إلا بالحصول على قدر أكبر من المعلومات لتعزيز فرضيته والتحقق منها والوصول إلى النتائج المتوخاة بشكل علمي دقيق. ورغم أن الدستور المغربي ينص في الفقرة الثانية من الفصل 27 على حق الحصول على المعلومة، فإن ذلك يقيّد بمجموعة من الالتزامات والتقييدات. في المادة السادسة من قانون الصحافة والنشر يشار إلى أنه "يحق للصحفيات والصحفيين ولهيئات ومؤسسات الصحافة الولوج إلى مصادر الخبر والحصول على المعلومات من مختلف المصادر، باستثناء المعلومات التي تكتسي طابع السرية.. إلخ". وعبَّر اليوسفي عن استغرابه بشأن استمرار النقاش حول قانون الحصول على المعلومة وتأخر تنزيل القانون التنظيمي، وهو الذي يكفل وضع النقاط على الحروف وتوضيح كيفية الحصول على المعلومة بشكل قانوني من دون توظيف مصطلحات فضفاضة وغامضة تترك مجالا للمشرع للتأويل والاجتهاد.

إشكالية أخرى تخص استقلالية الإعلام في المغرب ترتبط بمسألة التمويل، حيث ينص قانون الصحافة والنشر على ضرورة توفير الدعم من قبل الجهات المختصة والمتدخلة في القطاع للمؤسسات الإعلامية على اختلاف أجناسها وفق شروط ومعايير محددة. وتكفي الإشارة هنا إلى أن الوزارة الوصية -وزارة الاتصال– تقدم دعما سنويا للصحف والجرائد الورقية وكذلك الإلكترونية وفق العقد/البرنامج. ويشترط في هذه المنابر التوفر على الخضوع للشروط والضوابط المنظمة لهذه العملية. كما أن قانون الصحافة والنشر يقنن بشكل كبير حصول المؤسسات الإعلامية الخاصة على الدعم الأجنبي ومصادر التمويل الخارجية، وهنا تبرز معضلة ظهور صحافة استقصائية مهنية في المغرب، باعتبار أن ذلك يتطلب صحافة مستقلة لا تأبه بالخطوط الحمراء ولا تخضع لسيف السلطة. وحتى في حال توفر ممول من القطاع الخاص، فإنه لن يغامر بالسماح لإعداد تحقيقات استقصائية يمكن أن تسبب له مشاكل يجد أنه في غنى عنها، ويُحتمل أن تُحدث له صراعات وعلاقات متوترة مع أشخاص نافذين في البلاد، أو مع السلطة السياسية ذاتها.

تكلفة الصحافة الاستقصائية أغلى من باقي الأجناس الصحفية الأخرى، ويفترض في الصحفي الاستقصائي الحصول على التمويل الكافي لإنجازها.

تفاؤل حذر

ثمة مستجدات طرأت على مستوى المشهدين السياسي والإعلامي في الفترة الأخيرة، فقد بادرت أعلى سلطة في البلاد إلى التعبير عن نيتها تفعيل المبدأ الدستوري بشأن ربط المسؤولية والمحاسبة بشكل صارم يأخذ بعين الاعتبار معاقبة من يثبت تورطهم في قضايا فساد أو اختلاس أو إهدار المال العام. ولن ندخل في تفاصيل الشكوك التي حامت حول خلفيات ومبررات هذه القرارات من طرف متتبعين ومهتمين بالشأن السياسي المغربي بحجة أن سلسلة الإعفاءات والإقالات استهدفت أطرافا وأحزابا بذاتها، بيد أنه لا بد من الإشارة إلى تفاعل الرأي العام والمواطن العادي مع هذه القرارات التي رأى فيها بارقة أمل تلوح في الأفق.

 

 هوامش

 

1- أعطى الملك محمد السادس الانطلاقة لبرنامج "الحسيمة منارة المتوسط" يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وهو برنامج خصصت له اعتمادات مالية تفوق 6.5 مليارات درهم، على أن يتم الانتهاء من إنجاز مشاريعه التي تهدف إلى تحقيق التنمية المجالية بإقليم الحسيمة خلال العام 2019. ويهدف هذا البرنامج إلى تنمية الوسطين الحضري والقروي للإقليم، كما يقوم على خمسة محاور أساسية هي: التأهيل الترابي، والنهوض بالمجال الاجتماعي، وحماية البيئة وتدبير المخاطر، وتقوية البنيات التحتية، إلى جانب تأهيل المجال الديني.

2- Bullets and Bulletins Media and Politics in the wake of the Arab uprising, part1 (Fatima Elissawi :a comparative analysis of traditional media industry transitions in Tunisia , Lybia , and Egypt , Mohamed Zayani and Suzi Mirgani (eds) 2016

المزيد من المقالات

نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
قصتي مع "تركيز الصوت والإلقاء" ومعهد الجزيرة للإعلام

كيف بدأت قصة فادي مطر مع دورة "تركيز الصوت والإلقاء" بمعهد الجزيرة للإعلام؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحسن مهارات الصحفيين؟ وما تأثيرها على على أداء وسائل الإعلام؟

فادي مطر نشرت في: 25 مايو, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024