مشوار الاستقصاء يبدأ بكلمة

في بلد طافح بالفساد، قد يخسر فيه الصحفي حياته لمجرد محاولة كسر الصمت.. لم يكن سهلا عليّ التفكير في خوض غمار الاستقصاء وتضمين كلماتي صرخات تشير بوضوح نحو الفاسدين وتدينهم، وتشخص بعض مظاهر الخراب والفساد. لكن المحاولة بحد ذاتها تمثل تحديا لا يقبل القسمة على التقاعس والصمت من أجل قضاء مشوار العمل الصحفي تبعا لروتين الصحافة المتحزبة اليومية.

في مشواري الصحفي كنت كثيرا ما أتطلع إلى حكايات الصحفي الاستقصائي يسري فوده، التي عشت لحظاتها كثيرا حتى قبل كل التحولات التي مرت وعصفت بأوضاع بلادي.. وبعد كل حلقة من حلقات "سري للغاية" كان الطموح والشغف يعتريان أحلامي لما كنت أرى من جرأة في الطرح وابتعاد عن الخوف.

منذ العام 2004 خطّت أولى كلماتي الصحفية مشوارها مع إحدى الإذاعات المحلية في العراق، ومضت تتدرج يوما تلو الآخر في محطة بعد محطة، أتنقل فيها بين قنوات محلية أغلبها حمل سمة الحزبية وتجنب الحديث عن أي مفردة استقصائية.

أولى المحاولات الفعلية التي سُجلت لي كانت تقريرا عن المتسولين في العراق وعصابات الاستغلال التي تقف وراءهم عام 2012.

من هناك وجدت أن المشوار لا بد أن يمضي قدما بين طيات صحافة أحقق معها حلمي الأول بين سطور صحافة اللاخوف وكشف المستور في وطني العربي الذي لا يكشف فيه شيء إلا بشق الأنفس.

بعدها اتجهت إلى التقصي عن واقع انتخابات لنقابة الفنانين جرت في بغداد وامتلأت بالمخالفات والغموض. وما إن أشرت إلى المتسبب بها، حتى أصبحت ملاحقا بالاتهامات والتهديدات.

قررت لاحقا البحث في عالم تجارة الأعضاء البشرية، وكان أول خطوط البحث التي قادتني إلى الفكرة هو ما تداول في محل الحلاقة بين الشباب عن فتاة باعت كليتها لدفع قسط جامعتها.. استفزني الأمر وسوء الحال الذي وصلت به البلاد إلى هذا المستوى وغياب الرادعين الأخلاقي والقانوني، حينها اكتشفت أن الاستقصاء لا يتوقف على مصدر بحد عينه؛ فكل كلمة أو أي تجمع قد يكون مصدرا بعد التدقيق لأساس فكرة استقصائية. رفضت الوسيلة التي أعمل معها أي حديث في الموضوع أو القبول بإجراء تحقيق في هذا الشأن، لا سيما أن البحث احتوى أسماء شخصيات طبية معروفة.

لم أستسلم حتى وجدت في أحد الأيام إعلانا للتقدُّم لورشة استقصائية تعلِّم أساسيات الاستقصاء، وتمول إنتاج التحقيق بعدها، كما تتكفل بنشره. تقدّمت للمشاركة بما لدي من فكرة وبحث على أمل أن يرى تحقيقي الاستقصائي النور.

اُختِرتُ مع 12 صحفيا من بين مئات المتقدمين، استنادا إلى الفكرة التي طرحتُها وطريقة البحث. وهكذا، التحقت بالورشة ووجدت فيها كل الأدوات التي تؤهل ما لديّ من طاقة استقصائية ناقمة على واقع بلدي الذي نخره الفساد من كل جانب. عدتُ من الورشة محملا بكل ما حصلت عليه، وانطلقت رحلتي مع مشوار الاستقصاء في حينها عام 2015.

المشروع رقم واحد

كان بحثي الدائم عن كل الملفات المتعلقة بالفساد والخراب يقودني من فكرة إلى أخرى، حتى استوقفني في أحد الأيام تقرير أجريته عن واقع التعليم في العراق، وزرت خلاله بعض المدارس. ما صدمني هو وجود المدارس الطينية قائمة حتى هذا العام، رغم كل مليارات الموازنات الحكومية، وذهلت من رؤية البؤس البادي على وجوه الأطفال وهم يفترشون الأرض ببردها القارس وحرِّها اللاذع.

واقع مأساوي أن تجد أطفال بلدك دون حق التعليم الصحيح والمعاناة التي حرمتهم من حقوقهم. اطلعت على الإحصائيات المتوفرة في وزارة التخطيط والتربية لأجد أن هناك ما بين 1000 إلى 2000 مدرسة طينية في البلاد، وأن العراق بحاجة لأكثر من 20 ألف بناية مدرسية، وأن أكثر من مليون طفل متسرب من المدارس ولا يلتحق بالتعليم لأسباب عدة أبرزها عدم وجود مدرسة قريبة على محل سكناه. كما أن العراق الذي كان في سبعينيات القرن الماضي البلد العربي الوحيد الخالي من الأمية، أصبحت فيه نسبة الأمية اليوم تتجاوز 20%. كل تلك الإحصائيات كانت مهمة لبداية البحث والتحقيق.

من هنا انطلقت للبحث أكثر وطرحت الفكرة على شبكة أريج والصحفي يسري فوده الذي أعلن عن ورشة بإشرافه في "أريج".. كانت الفكرة مميزة، فهي تعالج واقع التعليم وتظهر أساس تخلفه وما نخره من فساد.

أوصلني البحث إلى الكثير من الخيوط والمصادر الممكنة وغير الممكنة، والأهم أني عمدتُ إلى عملية توثيق تمكنني من حبك خيوط التحقيق، وإدانة من ثبت بالبحث تورُّطه في سرقة حق أطفال العراق في الحصول على تعليم جيد.

كان لا بد أن أوثق كل مرحلة وكل خطوة مر بها البحث، على الأقل بمستند أو وثيقة تثبت صحة ما ذهبتُ إليه.

زعمتُ في التحقيق أن هناك مشروعا أطلقته الدولة عام 2011 لبناء أكثر من 1700 مدرسة في عموم العراق، وخصصت له ملايين الدولارات، وبعد خمس سنوات اختفت الأموال، والأسوأ من ذلك أن المشروع عمد إلى تهديم مئات المدارس بحجة إعادة بنائها، لكنها تحولت إلى أرض جرداء يتحسر عليها طلابها حتى اليوم.

أبرز المقاولات في هذا المشروع كانت لرجل متنفذ على صلة وثيقة بالكثير من الأحزاب. أودِعَ أكثر من 200 مليون دولار كدفعة 60% لهذا المقاول، شرط عدم سحبها من المصرف الذي أودعت فيه إلا بحضور الطرف الحكومي والمقاول. وثقتُ كل ذلك بالمستندات والعقود التي أثبتّ من خلالها توقيع وزير التربية وممثل الشركتين التي يملكهما المقاول، ثم وثقت عملية اختفاء الأموال ورفع الكتب الرسمية إلى الحكومة من قبل بعض المفتشين تؤكد اختفاء الأموال.

أثبتّ أولا عدم صلاحية إعطاء الدفعة الأولى بنسبة تبلغ 60% إلا عن طريق إدخال شريك حكومي، وهو ما قام به المقاول للحصول على هذا الحجم من الأموال. وهنا تبادر إلى ذهني إثبات كيفية إمكان اختفاء الأموال رغم شرط حضور الجانب الحكومي، وبعد البحث لأشهر وصلنا إلى وثيقة حكومية تثبت أن صاحب المصرف هو نفسه والد المقاول.

الخطوة الثانية كانت التأكيد.. وهنا بحثتُ أكثر عن مصادر سرية توفر لي ما أبحث عنه، وبعد البحث وصلت إلى وثائق سرية صادرة من البنك المركزي وهيئة النزاهة التي رفضت مطلقا التصريح لي أو مساعدتي، لكنني حصلت على وثائق رسمية منها تؤكد أن ذلك المقاول هو من سرق الأموال. ثم وصلت إلى وثائق رسمية أخرى تؤكد أن نسب الإنجاز في المشروع لم تتجاوز 15% من المشروع بأكمله.

هيكل مدرسة وُضعت أساساتها قبل خمس سنوات، ورغم استلام المقاول للمبلغ ما زال الأساس على حاله.
هيكل مدرسة وُضعت أساساتها قبل خمس سنوات، ورغم استلام المقاول للمبلغ ما زال الأساس على حاله.

حاولت البحث عن المقاول لمنحه حق الرد، ومن أجل أن يكون التحقيق مهنيا ومتكاملا، وهنا تمكنت من الحصول حتى على مستمسكاته الشخصية وعقود شركاته، لكن الرجل كان أشبه بالشبح.. لا صورة ولا عنوان؛ فكل عنوان أذهب إليه أجده قد تركه، حتى انتقلت إلى الأردن للبحث عنه هناك، حيث توصلت إلى عنوانه عبر الإنترنت، لكن لم يكن له أثر. وبعد محاولات التقيت بممثله القانوني وكان يسكن عمّان، وتم الاتفاق على تسجيل مكالمة له بعد تعذر حضوره. وخلال الحوار وثقت اعترافه بأنهم أخذوا الأموال، لاقيا باللوم على جهات أخرى، وطالبا سؤال المصرف الذي أودعت فيه الأموال عن كيفية سحبها دون وجود الطرف الحكومي.

واقع مدرسة الطالبين بعد أن هُدمت في بداية المشروع لبناء مدرسة حديثة مكانها قبل خمس سنوات، لم تُبنَ المدرسة. وبعد سنوات من المعاناة، تبرَّع البعض بكرافانات ليدرس بها الطلاب.
واقع مدرسة الطالبين بعد أن هُدمت في بداية المشروع لبناء مدرسة حديثة مكانها قبل خمس سنوات، لم تُبنَ المدرسة. وبعد سنوات من المعاناة، تبرَّع البعض بكرافانات ليدرس بها الطلاب.

لم أترك جهة إلا ذهبت إليها واستمعت لشهادات الجميع في وزارة التخطيط ووزارة التربية ووزارة الإعمار ووزارة الصناعة، والحالات من أطفال المدارس الذين تضرروا بسبب ذلك المشروع، وتنقلت بين أكثر من محافظة لأظهر واقع أطلال المدارس التي شيدت لتبقى على شكل هياكل تذكّر بحجم الهدر والفساد.

بعد شهر من عرض التحقيق على قناة "دويتشه فيله" (DW) في برنامج "السلطة الخامسة" مع يسري فوده، تحرك ملف التحقيق في المشروع، وأخيرا أصدر القضاء حكما بالسجن سبع سنوات على المقاول ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة. كان ذلك الحكم في معاقبة الجناة أهم الجوائز التي حصدتها في مشوار حياتي، لأن إرجاع الحق وكشف المتورطين هما أساس صحافة الاستقصاء التي أحلم بها وأساس الصحافة التي أحلم بها، صحافة التغيير، وخاصة في بلداننا العربية التي تعاني مشكلة أزلية تتمثل في الفساد الذي نشأ من مخلفته "الإرهاب" نتيجة الظلم والفقر والجوع والاضطهاد.

لابد من التأكيد أن الخوض في غمار الاستقصاء جاذب للمخاطر، لهذا عليك كصحفي أن تؤمن بفكرتك أولا لتتمكن بشجاعة من إنجازها.

مصرف دار السلام الذي أودعت فيه الأموال من قبل وزارة التربية على ألَّا تُسلَّم للمقاول إلا بحضور جميع الأطراف. كشف التحقيق أن أكثر من 200 مليون دولار فيه اختفت وأن رئيس مجلس إدارته هو نفسه والد المقاول.
مصرف دار السلام الذي أودعت فيه الأموال من قبل وزارة التربية على ألَّا تُسلَّم للمقاول إلا بحضور جميع الأطراف. كشف التحقيق أن أكثر من 200 مليون دولار فيه اختفت وأن رئيس مجلس إدارته هو نفسه والد المقاول.

تعرضتُ لمحاولة اغتيال بإطلاق النار على مركبتي وكدت أفقد حياتي، ناهيك عن كمّ التهديدات التي تعرضت لها والتي أصبحت روتينا من بيروقراطية الحياة اليومية مع الصحافة، لكن وكما قلتها سابقا وأجيب عنها في كل مرة: هذا عملي وعليّ أن أكون أهلا له.

وكنتيجة أخرى للتحقيق، اعتُقل المقاول في العاصمة الأردنية من قبل الإنتربول بعد الحكم الصادر من القضاء العراقي، بحسب ما علمته خلال كتابتي هذا التقرير في ديسمبر/كانون الأول 2017.

أعيد جزء من الأموال المسروقة إلى الحكومة وأُعفي سبعة مدراء عامِّين وحقق التحقيق معظم أهدافه، لكن أطفال العراق ما زالوا يعانون الكثير من واقعهم المأساوي في مدارس طينية وحديدية، عدا عن أطفال المخيمات من النازحين، وهو ما يدفعني إلى البقاء في كلمة الاستقصاء والمضي بمشروعها الساعي إلى خلق صحافة رادعة ورقابية حقيقية تساهم في خلاص المجتمع العربي من كل آفاته الأزلية، وأولها وأهمها الفساد.

على أطلال مدرسته القديمة التي هُدمت قبل خمس سنوات في المشروع لتٌبنى أخرى مكانها، يتأمل الطفل كيف كان المشروع سبب حرمانه من الدراسة؛ إذ نُقل إلى مدرسة بعيدة، وفي الطريق تعرض لحادث سيارة حرمه من التعليم لبقية حياته.
على أطلال مدرسته القديمة التي هُدمت قبل خمس سنوات في المشروع لتٌبنى أخرى مكانها، يتأمل الطفل كيف كان المشروع سبب حرمانه من الدراسة؛ إذ نُقل إلى مدرسة بعيدة، وفي الطريق تعرض لحادث سيارة حرمه من التعليم لبقية حياته.

حصل التحقيق على جائزة "سمير قصير 2017" في لبنان عن فئة المرئي، وترشح ضمن قائمة الأفلام الثلاثة النهائية لجائزة "ديغ" (DIG) الإيطالي العالمية في العام نفسه وحصل على جائزة لجنة التحكيم. كما نال جائزة "الضوء الساطع" في جوهانسبرغ التي تنظمها الشبكة الدولية للصحافة الاستقصائية كل عامين، ولأول مرة يحصل عربي على هذه الجائزة العالمية منذ تأسيسها.

المزيد من المقالات

عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 11 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023