وهم ”المصادر الخاصة“ في تركيا

منذ وصول حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى السلطة قبيل 15 عاماً، بدأ الاهتمام العربي بتركيا على كافة المستويات بشكل أكبر من السابق، وتزايد هذا الاهتمام تدريجياً مع انخراط تركيا في الأحداث المتلاحقة التي عاشها العرب منذ ثورات "الربيع العربي" وما نتج عنها من انتقال قرابة 4 مليون لاجئ عربي للعيش في تركيا.

تَزايد الاهتمام على المستوى الشعبي رافقه بالطبع تصاعد في اهتمام الإعلام وتركيزه على الشأن التركي بشكل عام وظهرت تدريجياً وسائل إعلام مختصة بالشأن التركي وزاد اهتمام الوسائل الكبرى بأخبار تركيا، وهو ما نتج عنه طبقة واسعة من الصحفيين والمحللين والكُتاب الذين يقدمون أنفسهم على أنهم مختصون بالشأن التركي.

ومع حداثة المعرفة بالشأن التركي لشريحة واسعة من الصحفيين، وضعف الخبرة ومعضلة اللغة وعدم فهم التركيبتين السياسية والإعلامية في تركيا، المختلفتين تماماً عن نظيراتيهما في العالم العربي، ظهرت العديد من المشاكل والمعضلات، أبرزها ما سأطلق عليه اسم "وهم المصادر الخاصة".

تركيبة سياسية وإعلامية مختلفة

اعتاد الصحفيون العاملون في وسائل الإعلام بالعالم العربي الحصول على أخبار حصرية وسريعة ومهمة من مصادر خاصة بهم، وهو أمر موجود بقوة في الكثير من الدول العربية، حيث يستطيع الصحفي الذي يمتلك شبكة قوية من العلاقات الحصول على معلومات حصرية من وزراء أو قيادات أحزاب أو مسؤولين كبار في الدولة والأحزاب والسياسية.

لكن هذا الأمر لا ينطبق بالطبع على الحالة التركية، فنحن هنا نتحدث عن تركيبة مختلفة إلى حد كبير، فتركيا دولة كبيرة تحكمها المركزية والبيروقراطية بدرجة كبيرة جداً، وبالتالي فإن الأغلبية الساحقة من الأخبار الهامة التي تتعلق بالرئاسة والحكومة والجيش لا تصدر إلا عن المسؤول نفسه بشكل مباشر أو المتحدث الرسمي وتكون في متناول جميع وسائل الإعلام في الوقت نفسه.

وبينما تتركز المنافسة بين وسائل الإعلام العربية حول القدرة على الحصول على أخبار وتسريبات ومعلومات خاصة من مصادر التفافية، فإن المنافسة في الإعلام التركي تتركز بشكل أكبر حول القدرة على استضافة المسؤولين أنفسهم للحصول منهم على تصريحات حصرية مباشرة، دون اللجوء بشكل واسع لتذييل المعلومات المنشورة بعبارة "مصادر خاصة" و"مصادر رفضت الكشف عن اسمها".

معضلة المصادر الخاصة في تركيا

يعاني الصحفي العربي العامل بالشأن التركي من صعوبة بالغة في الحصول على معلومات خاصة أو إجراء مقابلات حصرية مع المسؤولين الأتراك، والأمر هنا متعلق بعوائق كبيرة تتمثل أولا بالتركيبة السياسية والإعلامية في البلاد وثانياً بالإمكانيات المتاحة للصحفي العربي العامل في تركيا، وثالثاً بالقدرات والمهارات التي يتمتع بها الصحفي نفسه.

التركيبة السياسية والإعلامية في تركيا معقدة إلى حد كبير، فكبار السياسيين المنشغلين على مدار الوقت في متابعة التطورات السياسية في بلادهم وجولاتهم الخارجية، لا يجدون الوقت للظهور في لقاءات خاصة وفرعية ومحاولة التواصل الجزئي مع وسائل الإعلام، فتراهم يركزون على الخطابات العامة والمؤتمرات الرسمية. أما التواصل مع وسائل الإعلام فيقتصر على كبرى الفضائيات التركية التي تصل إلى أوسع شريحة ممكنة من الجمهور، وكثيراً ما يظهر كبار السياسيين في لقاء مع أكثر من وسيلة إعلام في آن واحد وتضطر العديد من الفضائيات لتوحيد بثها كون اللقاء موحدا مع وسائل إعلام أخرى.

أما فيما يتعلق بالإمكانيات، فمحاولة وسائل الإعلام العربية إجراء حوارات خاصة مع كبار المسؤولين والسياسيين الأتراك أمر يحتاج الكثير من الإمكانيات، لاسيما فيما يتعلق بالقدرة على التنسيق والسفر والإعداد، وهو ما يتطلب بدوره ميزانية عالية لا توفرها معظم الوسائل العربية التي تمتلك في أغلبها مراسلا واحدا فقط في تركيا.

على سبيل المثال، المقابلات المحدودة جداً التي أجرتها بعض الفضائيات العربية الكبرى مع مسؤولين أتراك رفيعي المستوى جرى التنسيق لها على مستويات سياسية عالية قبل المستويات الإعلامية، وسُخِّرت لها إمكانيات ضخمة ومترجمين ومختصين خارجيين، رغم امتلاك هذه الفضائيات أعداداً كبيرة من العاملين معها.

مشكلة الإمكانيات السابقة مرتبطة بشكل كبير بالنقطة الثالثة المتعلقة بقدرات وإمكانيات الصحفي نفسه وبشكل أدق "مشكلة اللغة التركية"، حيث تعتبر اللغة التركية من أصعب اللغات بالترجمة لأسباب تتعلق باكتمال معنى الجملة عقب اكتمالها تماماً لوجود الفعل في نهايتها، وهو ما يجعل من إمكانية إجراء الصحفي العربي مقابلة مع مسؤول تركي - لو أتيح له ذلك- أمراً معقداً ويحمل مخاطرة كبيرة.

الهروب من "المعضلة" إلى "الوهم"

في الوقت الذي لا يجيد فيه أغلب المسؤولين الأتراك اللغة الإنجليزية ولا العربية بالطبع، يفتقر كثير من الإعلاميين العرب لـ"لغة تركية متقدمة"، وبالتالي يلجأ الكثير منهم إلى عدد قليل جداً من المسؤولين الأتراك وبعضهم ربما لم يعد على رأس منصبه من الناطقين بالعربية، للحصول على أخبار خاصة أو حصرية من أشخاص لم يعودوا في مواقع صنع القرار ويدلون بتحليلات تُنشر على أنها معلومات هامة وحصرية.

فالمعضلات السابقة والرغبة في إظهار التغطية الأقوى للشأن التركي دفعت -على ما يبدو- بالكثير من الصحفيين والمحلليين ووسائل الإعلام إلى ما أطلقنا عليه "وهم المصادر الخاصة"، وذلك من خلال ادعاء امتلاك أخبار أو معلومات أو تفاصيل خاصة عن شؤون تركية مهمة، بما يتنافى مع الأسس المهنية والأخلاقية للصحافة.

هذا الادعاء وإن كان ينطلي على المتابع العادي، فإن جميع العاملين في سوق الإعلام بتركيا يعلمون جيداً أنه مجرد بيع للوهم يصل في كثير من الأحيان إلى "الادعاء" و"الكذب" و"التضليل"، وأن وجود مشكلة وصعوبة في الحصول على مقابلات ومصادر خاصة ليس مبرراً للانحدار إلى هذا المستوى.

وتظهر هذه المشاكل على أكثر من صعيد، أبرزها

في كثير من الأحيان تلجأ وسائل إعلام عربية إلى نشر أخبار منسوبة إلى "مصادر تركية خاصة" و"مصادر تركية رفضت الكشف عن اسمها" و"مسؤول في الحكومة التركية رفض الكشف عن اسمه"، والكثير من هذه المسميات الغامضة التي تنسب لها أخبار تكون إما من محض خيال الكاتب أو هي أخبار منشورة أصلاً ويعاد نشرها بنسبتها إلى مصدر خاص لإظهار القوة والخصوصية.

يتطور الأمر في بعض الأحيان لينقل البعض "أخباراً خاصة" منسوبة إلى "ضباط كبار في الجيش التركي"، وهو أمر مثير للسخرية حقاً، سيما وأن جميع من يعمل في تركيا يعلم جيداً تركيبة منظومة الجيش في البلاد التي لا يمكن معرفة أي شيء عنها إلا من خلال البيان الرسمي الذي يصدر عن هيئة أركان الجيش فقط لا غير، وادعاء الحصول على معلومات حصرية من ضباط الجيش خطوة لم تتجرأ عليها الصحافة التركية نفسها.

وتظهر هذه المشكلة على مستوى آخر، حيث يلجأ البعض إلى نسب "تحليلات" بعض المحللين الأتراك الناطقين بالعربية على أنها تصريحات رسمية صادرة عن مسؤولين أتراك ويكتب عنهم "مسؤول مقرب من الحكومة رفض الكشف عن اسمه"، وهو أمر مناف للحقيقة والواقع؛ فالمحليين الأتراك الناطقين بالعربية عددهم محدود ومعروفين للجميع ولا أحد فيهم تولى أو يتولى حالياً أي منصب رسمي في الدولة، وهم على الأغلب لا يعلمون أصلاً أن تحليلاتهم تنشر على أنها تسريبات وتصريحات خاصة رسمية!

كما أن جزءاً كبيراً من المحللين الأتراك الناطقين بالعربية لا يتمتعون بهذه المكانة في الإعلام التركي نفسه، وبعضهم لم يظهر ولو لمرة واحدة على أي فضائية تركية أو معروف في الوسط السياسي التركي، وتقتصر شهرته ومكانته على الإعلام العربي فحسب، وهي ليست مشكلتهم فهم يقدمون أنفسهم كمحللين أتراك ناطقين بالعربية ولا يدعون أنهم يتولون مناصب رسمية.

ويصل الأمر أن تجد عناوين من قبيل "مصدر تركي خاص يكشف.."، وفي التفاصيل تكون التصريحات منسوبة إلى محلل سياسي ما باسمه، ولا تقتصر هذه المشاكل على الصحفيين فحسب، بل تمتد لتشمل بعض الكتاب المختصين بالشأن التركي الذين يحاولون في بعض الأحيان إضافة معلومة ينسبونها أيضاً إلى "مصادر تركية خاصة بهم".

وهنا وجب التنويه إلى أن الاستثناء الأبرز عن هذه القاعدة هي وكالة الأناضول الرسمية التي تنشر في كثير من الأحيان معلومات تنسبها إلى مصادر خاصة، وربما يندرج ذلك في إطار السياسة الرسمية في نشر بعض المعلومات بالتنسيق مع الوكالة الرسمية، وهو أمر مختلف عن الطرح العام هنا.

وباتجاه آخر، يلجأ البعض أيضاً إلى نسب بعض التقارير المهمة التي تنشرها الصحافة التركية، خصوصا فيما يتعلق بالعالم العربي والعمليات العسكرية في سوريا والعراق وغيرها على أنها تحليلات خاصة أو معلومات حصرية حصلت عليها الوسيلة الإعلامية، وهي في الحقيقة معلومة منقولة مترجمة من مصدر تركي معلن ومنشور في النسخة الأصلية باللغة التركية، ويقع الخلط هنا بين الخصوصية في الترجمة أم الخصوصية في المصدر.

يضاف إلى ذلك الأخطاء الشائعة بقصد أو بدون قصد، من حيث إلصاق مسميات غير دقيقة بأسماء بعض الشخصيات التركية لتضخيم حجمها وتصريحاتها، وبعض هذه المسميات ليس لها أساس من الصحة، وبعضها مسميات سابقة لم تعد سارية على هذه الشخصيات كالمسمى الشهير "مستشار رئيس الوزراء التركي".

يبقى أيضاً أن نشير إلى أن الكثير من الصحفيين والكتاب العرب الذين يزورون تركيا أيضاً ويرغبون بلقاء بعض المحلليين الأتراك الناطقين بالعربية يقعون أيضاً في نفس المشكلة، ويعودون إلى كتابة تقارير أو مقالات مستنبطة ممن يصفونهم بأنهم "مسؤولون أتراك" أو "مقربون من الحكومة التركية" وهي توصيفات غير دقيقة ولا تنطبق على المصدر الحقيقي للتحليلات التي استمعوا إليها.

مثال حديث

وعلى سبيل المثال أظهرت الأخبار المتعلقة بتركيا والأزمة السورية طوال السنوات الماضية حجم الأخطاء التي نشرت طوال هذه المدة، ويمكن إحصاء مئات الأخبار التي ثبت مع الوقت عدم دقتها وبعدها عن الواقع وكانت تتعلق بخطط وعمليات الجيش التركي في سوريا، حيث نشرت على الدوام أخبارا تتعلق بقرب تنفيذ عمليات عسكرية وتحديد وطبيعتها وحتى مواعيدها.

وحديثاً، نُشرت الكثير من "الأخبار الخاصة" والتحليلات عن قرب مهاجمة الجيش التركي للوحدات الكردية في مدينة عفرين السورية، وطبيعة التدخل التركي في إدلب، ورغم أن تصريحات كبار المسؤولين الأتراك كانت تُلمح إلى ذلك، لكن ضُخِّمت الكثير من الأخبار ونُسب الكثير من المعلومات غير الدقيقة إلى "مصادر خاصة"، وجرى الخلط بين خطط عزل عفرين أو مهاجمتها، وبين خطط إقامة مناطق عدم اشتباك في إدلب أو الدخول في حرب مفتوحة ضد هيئة تحرير الشام.

وبغض النظر عما إذا كان عزل عفرين سيتحول لاحقاً إلى هجوم، وما إن تحولت مناطق عدم الاشتباك لمعركة ضد هيئة تحرير الشام، فإن الحديث يدور هنا عن إشكالية تتعلق بالدقة والمصداقية في نسب المصادر الصحفية عبر نشر التحليل على أنه معلومة، وتحويل المحلل إلى مسؤول، والترجمة إلى "مصدر خاص" والكثير من الإشكاليات الأخرى التي تندرج تحت عنوان "وهم المصادر الخاصة في تركيا".

 

المزيد من المقالات

حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024