رحلة الصورة الصحفية في الجزائر

في الذكرى السبعين لإنشاء هيئة الأمم المتحدة، طلبت عدة وكالات إعلامية دولية وجرائد من مصوريها في أكثر من 80 بلدا، التقاط صور لبعض المباني التي ستضاء وتُزيّن باللون الأزرق ليلا، احتفاء بتلك المناسبة. ومن بين 350 معلما اختير في جميع أنحاء العالم، كان للجزائر العاصمة نصيب وافر، إذ تقرّر إضاءة خمسة من معالمها.

وفي الموعد المحدد، توجَّهت مجموعة من المصورين الصحفيين الجزائريين إلى مناطق تلك المباني لأخذ صور خارجية لها وتنفيذ المهمة. وبطبيعة الحال، ابتدأ العمل ليلا في تصوير أول مبنى، لكنهم ما لبثوا أن وجدوا أنفسهم محاطين وممنوعين من التصوير من طرف رجال الأمن بالزي المدني والبدلة الزرقاء، وهو اللباس الرسمي للشرطة الجزائرية. وبعد أخذ ورد، طلبوا منهم مغادرة المكان ومنعوهم من التقاط صور بدون تصريح، مع أن رجال الشرطة أنفسهم لا يعلمون من أين يؤخذ التصريح!

حينها، خاطب أحد المصورين زملاءه مازحا "جئنا لنصور مباني زرقاء فوجدنا أنفسنا محاطين باللون الأزرق من كل مكان".. غادر المصورون الصحفيون المكان وكلهم أسى لعدم ظهور صور المعالم الجزائرية مع نظيراتها في الدول الأخرى، وحسرة لا توصف إلى ما آلت إليها مهنتهم، بعد ما كان للصورة الصحفية في الجزائر من ثقلٍ في وقت مضى.

 أول الحكاية

 

للصحافة والتصوير الصحفي في الجزائر تاريخ قديم يقسم إلى مراحل، أولها: مرحلة ما قبل الاستقلال، أي إبان الاستعمار الفرنسي، حيث كانت الصحافة قومية جماهيرية تحررية شعبية، وكان الاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية في مضمونها كتابة وصورة؛ من أهم مطالبها. في تلك الحقبة الاستعمارية، ورغم أن المصورين الصحفيين الجزائريين كانوا قلة، فإنهم كانوا جزءا لا يتجزأ من النضال الثوري والسياسي. أما سلاحهم، فقد كان "آلات التصوير". بذلك السلاح، خلدوا أهم أحداث ثورة التحرير، إلى جانب بعض المصورين الأجانب الذين عملوا في سرية تامة داخل المجتمع الجزائري، فكان عمل الصحافة ينصب على تقوية الوعي والحس السياسي والثوري، وهو ما ساعد على التعريف بالقضية الجزائرية لدى الرأي العام العربي والدولي. وشهدت جل الصحف في تلك الفترة -سواء الناطقة باللغة العربية أو الفرنسية- مضايقات من طرف المستعمر، فكانت تطبع وتوزع وتنشر داخل الجزائر وخارجها بسريَّة.

ما بعد الاستقلال

في المرحلة الثانية وهي مرحلة ما بعد الاستقلال، أي بعد عام 1962، عرفت الجزائر صحافة حكومية، وكانت الجرائد وطنية نظامية مهمتها تعبئة الجماهير حول برامج سياسية واقتصادية وحكومية وحتى ثقافية.. جرائد ذات اتجاه واحد يمجد ولا ينتقد النظام الحاكم، وكل المواضيع تصب في مسار إيجابي، وكانت معالجة المواضيع السياسية تتم من زاوية واحدة هي زاوية سياسة الحزب الواحد آنذاك؛ أي أنها كانت تلعب دورا ترويجيا للمشاريع التنموية للبلاد اجتماعية كانت أو اقتصادية أو لقضايا دولية. وفي الوقت نفسه، لم تكن تتبع وتيرة الشعب الذي صار معظمه متفتحا على مجتمعات الدول الأخرى.

ومن هذه الرؤية جاءت مطالب داخلية تطالب بالانفراج الاجتماعي والسياسي، فانفجرت عنها أحداث وثورة شعبية ضد النظام الحاكم في 5 أكتوبر/تشرين الأول 1988، وأصبح هناك انفتاح أكثر في المجالين السياسي والإعلامي. وقد مثلت تلك الأحداث منعرجا حاسما وتغيرا جذريا انبثقت عنه التعددية الحزبية والإعلامية، وأعطى انطلاقة للصحافة الخاصة الحرة التي بدورها صارت تعالج المعلومة بصيغة جديدة تحمل وجه الإعلام المستقل، فصار للرأي العام منبر للنقد والتعبير عن رأيه، لكن هذه الفترة لم تدم طويلا.

 آلاف الصور الصحفية في "العشرية السوداء"

في بداية التسعينيات عرفت الجزائر موجة عنف ودخلت في دوامة من "الإرهاب" أو ما يعرف "بالعشرية السوداء"، وهو صراع مسلح قام بين النظام الجزائري وفصائل متطرفة مسلحة تتبنى أفكارا إسلامية متشددة وعدوانية لكل من له صلة بالدولة ومؤسساتها، فلم يسلم من هذه المجموعات "الإرهابية" أحد، من أبسط مواطن إلى أكبر مسؤول في الدولة. 

وكان من ضحايا هذه المأساة الأسرة الإعلامية، فقتل ما لا يقل عن 100 إعلامي جزائري من مذيعين ومدراء جرائد ووكالات وتقنيين ومقدمي نشرات.. إلخ.

ومن بين الكم الهائل من الضحايا، اغتيل أكثر من 60 صحفيا ومصورا صحفيا، كانوا يزاولون مهنتهم في مختلف الجرائد الصادرة بالعربية أو الفرنسية، وهذا ما دفع الكثير منهم إلى مغادرة مساكنهم وأهاليهم، ومنهم من غادر الوطن إلى بلدان أجنبية أكثر أمانا. 

كانت يوميات الجرائد الجزائرية تفتح صفحاتها الأولى بصور الدمار والقتلى وخراب السيارات المفخخة، وكان للمصور الصحفي مكانة أساسية في الجرائد اليومية، فكان عملهم في الميدان تحديا لكونهم لم يكونوا مدرَّبين على تغطية مناطق النزاعات المسلحة، أو مؤهلين للعمل في ظروف حرب، وبجملة بسيطة فرضها الميدان كانوا "مصوري حروب".

اقتصر عمل المصورين الصحفيين خلال تلك العشرية على تصوير الدمار والموت في عدة مناطق من الجزائر دون أدنى شروط الحماية المعتمد عليها في مثل هذه النزاعات المسلحة، فلم يكن لهم سترات أو خوذات واقية للرصاص.

لنتخيل كيف لمصور صحفي في بلاده أن يأخذ صورا لجيرانه أو عائلته التي قتلت على أيدي مسلّحين؟ ومن أين استمد القوة النفسية والعقلية لرؤية زميله في نفس الجريدة أو المكتب وهو جثة هامدة بعد اغتياله؟ وكيف له أن يأخذ صورا لزملائه وهم أشلاء متناثرة بعد تفجير مكان عملهم بسيارة مفخخة أو قنبلة، في حين أنهم -كمصورين صحفيين- كانوا هم أيضا معرضين للقتل أو الاختطاف في أي مكان أو زمان.

في أحيان أخرى، كان المصورون الصحفيون يصلون إلى أماكن التفجيرات والاغتيالات قبل وصول الإسعافات والتعزيزات الأمنية إلى تلك الأحياء أو القرى المتضررة. لنقل إن المصورين الصحفيين -من الرجال والنساء- في تلك الأزمة أثبتوا عصاميّتهم، وإن كان بينهم مخضرمون، إذ لم يكونوا خريجي جامعات أو معاهد إعلام أو تصوير صحفي، إلا أنهم عملوا -ولا يزالون- في أكبر الوكالات الإعلامية العالمية، ويغطون أكبر الصراعات والثورات والحروب سواء في العالم الغربي أو العربي، فأعمالهم الفوتغرافية تنشر في أكبر الجرائد والمجلات العالمية الأميركية والأوروبية والعربية، ومنهم من نال جوائز دولية في مجال التصوير الصحفي العالمي.

كانت الغلبة في تلك الفترة للصورة الصحفية، وكانت هيئة التحرير تتعاون مع المصور الصحفي في اختيار الصورة المرافقة للمادة المكتوبة، سواء أكان موضوعها أمنيا أو سياسيا أو حتى ثقافيا، وكانت أبسط صورة التقطت في إحدى الحفلات الفنية لمغنٍّ أو فنان جزائري أو أجنبي في الجزائر أثناء تلك الفترة المتأزمة، تطاولها مكانة وقيمة ولها قراءة سوسيولوجية وأمنية؛ فتلك الصورة البسيطة في مضمونها تمثل بصيص أمل للشعب الجزائري الذي ينتظر الأمن والطمأنينة والخروج من تلك الدوامة، وكان الجميع في هيئة التحرير من مدير إلى مركِّب الصفحات يعمل باستشارة المصور قبل تركيب الصور في الجريدة أو بعدها.

أمانٌ في البلاد وفوضى في الصحافة

في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثالثة، بدأت بوادر السلم والمصالحة تطفو على سطح المجتمع الجزائري، وهنا عرفت الصحافة المكتوبة انفتاحا وتدفقا هائلا لمختلف العناوين المقروءة، فأصبحت توزع أكثر من 120 جريدة يومية وأسبوعية ومجلة متخصصة، ولكن كل هذا الكم كان بعيدا عن التأطير والتنظيم، وكان للصحافة الجزائرية حق النقد والتعبير، أو بعبارة بسيطة "حرية التعبير"، لكن بدون المساس برموز الدولة والحريات الأساسية.

أعطت الدولة الجزائرية أهمية كبيرة للإعلام والصحافة بترسيم اليوم الوطني للصحافة الجزائرية يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام، إلا أنه ما زالت أمام الصحافة رهانات وتحديات وفراغات قانونية، كما أنها تعاني من نقص التأطير.

أما بالنسبة لحرية الصحافة دوليا فالجزائر في ذيل الترتيب العالمي. صحيح أنه لم يسجن أو يعاقب أي مصور صحفي في الجزائر، لكن عمل المصور حاليا تراجع كثيرا، سواء في الميدان أو في الجرائد، بسبب عدم إعطاء أهمية للصورة في مختلف الجرائد باستثناء عدد منها لا يتجاوز أصابع اليد. كما بات المصور الصحفي مطاردا من قبل عدة عواقب مهنية واجتماعية خلّفت أوضاعا حرجة بالنسبة له، إضافة إلى الدخل المتواضع جدا مقابل عملهم. كما أن بعضهم غير مشمول بالتأمين الاجتماعي رغم المخاطر التي تحدق بهم يوميا، وهم يفتقرون إلى أدوات العمل والحماية الميدانية من سترات أو قبعات أثناء تغطيتهم لمختلف الاحتجاجات أو التظاهرات الرياضية التي تتخللها أعمال عنف من رشق بالحجارة أو الغازات المدمعة. أما بالنسبة للجانب النقابي أو الجمعوي، فهم يفتقرون إلى نقابة أو فدرالية أو حتى جمعية خاصة بهم للدفاع عنهم وحمايتهم أو إعطائهم فرصا لإعادة التكوين.

وللإشارة، فإن الجزائر ليس بها جامعات أو مدارس خاصة بالتصوير الصحفي، ما خلا بعض مراكز التكوين المهني التي تعطي تكوينا في التصوير الفني بأسلوب نظري خال من أي تخصص. فمعظم المصورين في الجزائر يغطون مختلف الخرجات الرسمية الحكومية والمقابلات الرياضية في نفس اليوم، ورغم كل هذا النقص فإنهم لا يتفانون في تأدية عملهم بكل صرامة وروح المغامرة في الميدان. كما أن بعض هيئات التحرير لها دور بارز في تراجع عمل المصور وتردي أوضاعه، بسبب دخول بعض الانتهازيين وناقصي المهنية إلى مجال الصحافة المكتوبة، وبينهم مدراء نشر ومدراء تحرير، وهؤلاء ليس لهم أي علاقة قريبة أو بعيدة مع عالم الصورة الصحفية، بل همهم الوحيد ملء صفحات الجرائد بصور دون مراعاة النوعية أو حتى أخلاقيات المهنة؛ من بث مصدر الصورة أو حقوق ملكية المصور أو الوكالة.

كما أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث -مثل "غوغل"- منافسين للمصور الصحفي الجزائري، وصارت هيئات التحرير تعتمد على كل ما ينشر على مواقع الإنترنت وتأخذ تلك الصور بدون أي إذن أو تدقيق فيما يخص المكان والزمان، سواء أكانت وطنية أو دولية، وهو ما خلق نقصا في التنسيق بين هيئة التحرير والمصورين في نفس الجريدة أو المجلة، فصارت جلها خالية من التقارير المصورة على صفحاتها.

أما إذا تحدثنا عن العوائق الميدانية، فالقصة التي جاءت في بداية التقرير تصور الحال، إذ تكمن المضايقات في عدم السماح بالتصوير ومنع المصورين من العمل بحرية في عدة أماكن أو مناسبات، وفي أكثر الحالات يُمنعون من طرف رجال الأمن وبعض المسؤولين والمنظِّمين حتى لو كان التصوير في أماكن عمومية التبعية، ورغم امتلاكهم البطاقات الصحفية المهنية أو توكيلات المهام، فقد أصبح إخراج آلة التصوير هاجسا وخطرا على المصور الصحفي في بعض الأماكن.

وحاليا، تعمل الحكومة الجزائرية والوزارة الوصية جاهدتين من أجل إعادة التنظيم وهيكلة الحقل الإعلامي في الجزائر، لكن دون إعطاء أي تصنيف أو تقنين لمهنة المصور الصحفي، وتركه في الخانات الأخيرة في سلم المهن، رغم أهمية الصورة الصحفية التي تشكل ذاكرة جماعية للإنسانية عبر الزمن.

-----

 

المزيد من المقالات

حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024