لغة الصحافة في أدب كريستوف

 قيل "من بين روائيي القرن العشرين، إما أن تُكتب الرواية مثل أغوتا كريستوف، أو لا تكتب"، لكن ماذا عن الصحافة؟

أغوتا كريستوف ليست صحفية، لكنها أفضل صحفية في العالم كله، هذا انطباعي الشخصي بعد قراءة ثلاثيتها: الدفتر الكبير، والبرهان، والكذبة الثالثة.

كتبت الكاتبة الهنغارية رواياتها بلغة بسيطة جدا، وجُملٍ قصيرة ومباشرة، وكلمات لا تحتمل التأويل، وقدمت نصوصها للقراء من دون زوائد في السرد، ومن دون وصف ما لا يوصف؛ لم تصف المشاعر بل وصفت الأشياء.

الكاتبة الهنغارية أغوتا كريستوف، وقد كتبت ثلاثيتها: الدفتر الكبير، البرهان والكذبة الثالثة بلغة بسيطة مباشرة وتناولت الحرب في بلادها بوصفها كما هي دون إصباغ صفات أو إطلاق أحكام. تصوير/ أولف أندرسن - غيتي
الكاتبة الهنغارية أغوتا كريستوف، وقد كتبت ثلاثيتها: الدفتر الكبير، البرهان والكذبة الثالثة بلغة بسيطة مباشرة وتناولت الحرب في بلادها بوصفها كما هي دون إصباغ صفات أو إطلاق أحكام. تصوير/ أولف أندرسن - غيتي

قلت لنفسي مستحيل أن لا تكون كريستوف صحفية بارعة. عندما وصلت إلى الصفحة 35 في روايتها الأولى "الدفتر الكبير" والتي سأنقل منها نصا حرفيا كيف يتعلم الطفلان -بطلا الرواية- على كتابة يومياتهما في الحرب:

"ولكي نحكم على الموضوع بأنه جيد أو ليس جيدا، هناك قاعدة بسيطة: على التأليف أن يكون حقيقيا، أي أن يطابق الواقع.

ينبغي أن نصف ما هو كائنٌ فعليا، أن نصف ما نراه، وما نسمعه، وما نفعله.

مثلُ ذلك، ممنوع أن نكتب: "الجدة تشبه مشعوذة"؛ بيد أنه من المسموح كتابة "الناس ينعتون الجدة بالمشعوذة". ممنوع كتابة: "المدينة الصغيرة جميلة"، لأن المدينة الجميلة قد تكون جميلة في أعيننا، قبيحة في أعين غيرنا.

قِس عليه أن نكتب "الجندي الوصيف لطيفٌ"، هذا الكلام ليس حقيقيا، لأن من الوارد أن يكون الجندي الوصيف قادرا على ارتكاب الشرور التي لا قبل لنا بها. سنكتب إذن ببساطة: "أعطانا الجندي الوصيف أغطية".

سنكتب: "نأكل الكثير من البندق"، وليس "نحب البندق"، لأن الفعل "أحبًّ"، فعل غير مضبوط، فعل تعوزه الدقة والموضوعية. "أن نحب البندق"، و"أن نحب أمنا"، صيغتان لا تنطويان على المعنى نفسه. فالصيغة الأولى تقصد مذاقا رائعا في الفم، بينما تشير الثانية إلى إحساس.

الكلمات التي تصف الأحاسيس تظل مبهمة؛ الأحرى إذن الإعراض عنها، والانصراف إلى وصف الأشياء، ووصف الآدميين ووصف أنفسنا، لنقل الانصراف إلى وصف الوقائع وصفا أمينا".

إن لم تكن هذه هي لغة الصحافة فكيف يمكن أن تكون؟ بحثت في ماضي كريستوف ووجدت أنها لم تكن صحفية، بل كانت عاملة في مصنع ساعات في سويسرا بعدما هربت من بلدها هنغاريا إثر الحرب العالمية الثانية.

بالنسبة لها، كما قالت في حوار صحفي قبل وفاتها "مهما كانت الكتابة قاسية فإنها أقل من قسوة الحياة"، ربما لهذا السبب كتبت ثلاثيتها عن ظروف الناس في الحرب بلغة بسيطة وحقيقية. الواقع الذي كتبت عنه مؤلم ولا يحتاج لغة بكائية لشرح قسوته، لا يحتاج إلا لوصف أمين.

مَنْ مِنَ الصحفيين اليوم يصف الواقع وصفا أمينا؟ من يصف الأشياء لا الأحاسيس؟ ولماذا يكتب الأدباء رواياتهم بلغة من المفترض أنها لغة صحافة وينجحون في فنهم، في حين يكتب الصحفيون موادهم بلغة من المفترض أنها لغة أدب ويفشلون في مهنتهم؟ ما هذا الإنقلاب؟

ولأنني واحد من الذين انقلبوا على لغة الصحافة وغرقوا غالبا في وصف المشاعر لا الأشياء، بدأت بنفسي وفتحت أرشيف تقاريري وقصصي التلفزيونية التي أنجزتها على مدار 8 سنوات مضت، للوقوف على أخطائي الكارثية في الوصف.

بعد فحص عينة عشوائية من التقارير وخاصة تلك التي اشتغلتها في السنوات الخمس الأولى من العمل في الصحافة، خجلت من نفسي. كنت أقتبس أبياتا لمحمود درويش (مع أنني والله العظيم لا أحب شعره) وأحشوها في تقارير لا علاقة لكلامه بها، لكي أظهر بأنني شاطر ومثقف. كنت أصف أضرار مكب نفايات على الناس بالقول "لو استطاعت هذه الوردة أن تتكلم لقالت لَكُم كم هي تعاني".

ورغم أنني في مرحلة علاج نصوصي من مرض "اللغة العاطفية" الذي اعترى بعضها، إلا أنه ما زال ظاهرا حتى الآن فيما أكتب..  ففي آخر القصص التي أنجزتها عن احتلال المستوطنين لمدينة أثرية فلسطينية، قلت واصفا جلوسهم في أحد مقاهيها لشرب فنجان قهوة "فنجان القهوة الذي تركوه يبدو أثرا تافها في تاريخ سبسطية". أسأل نفسي الآن (كنت سأكتب: أجلد نفسي بسؤال ثم حذفت هذه الصيغة لأن السؤال ليس سوطا للجلد) كيف حكمت بأنه أثر تافه؟ هم الذين يقتلون ويحتلون ويأخذون أي مكان يريدونه ويشربون القهوة فوق طاولة وُضعت لنا، ثم آتي أنا وأقول عن نتيجة ذلك كله: "أثر تافه"، يا للهول!

عدت إلى حوارات كريستوف مع الصحفيين قبل وفاتها، تقول "كنت أكتب وأحذف ما أكتبه في نفس الوقت، وقد حذفت الكثير وخصوصا الصفات والأشياء غير المحسوسة التي تقبع في المشاعر. على سبيل المثال، أذكر بأني كتبت هذه العبارة: "عيناها اللامعتان"، ومن ثم فكرت: هل تلمع العينان حقًا؟ ونتيجة لذلك قمت بحذف هذه الصفة".

وفيما كنت مذهولا أمام دقة الدقة في لغة كريستوف، دخلت إحدى زميلاتي في وكالة "وفا" إلى مكتبي وناولتني تقريرا لها كي ألقي عليه نظرة.

قرأت تقرير الزميلة، وعندما وصلت إلى فقرة بدايتها: "التمعت في عيني صاحب المنزل الذي استولى عليه المستوطنون نظرة قهر"، سألتها: "وهل تلمع العينان حقاً؟ وكيف عرفت بأنها نظرة قهر؟ بماذا تختلف نظرته عن غيرها من النظرات؟ إحذفي هذه الجملة كلها، أنت تتحدثين عن شخص فقد منزله، وعند باب مقهاه الذي كان يعتاش منه تقف اليوم دبابة إسرائيلية بشكل دائم لحماية المستوطنين الذين احتلوا منزله، هل هناك أقسى من وصف هذه الأشياء كما هي؟.

قبل أن تعود الزميلة إلى مكتبها مقتنعة بكلام الروائية كريستوف الذي قدمته وكأنه كلامي، قلت لها: "هذا كلام أغوتا كريستوف، أنصحك بقراءة مؤلفاتها، لغتها مهمة جدا للصحفيين قبل غيرهم، مؤكد أنك لا تعرفينها، أنا أيضا لم أكن أعرفها".

من سوء حظي كصحفي أنني لم أقرأ لكريستوف مبكرا ولم أسمع بها إلا مؤخرا عندما قرأت منشورا في صفحة  الكاتب محمد هديب على فيسبوك يقول فيه: "أول درس ينبغي تعلمه حين تقرأ رواياتها أن تخرس لمدة أسبوع وترى كمية الشحوم في منشوراتك، فما بالك بالرواية التي تنوي تقديمها لجائزة. ستفوز روايتك التي تزن رطلين لأن القائمين على الجوائز يؤمنون بأن الكرش وجاهة".

قصة هراء منشوراتنا على فيسبوك أمر مفروغ منه، لكن ماذا عن الصحافة؟ وماذا عن القائمين على الإعلام؟ هل يؤمنون هم أيضا بأن وجاهة النص الصحفي تكون في كرش اللغة المنفوخ ومصارينها المتفرعة وتعقيداتها التي يخطأ في فكها حتى المتخصصون في البطن؟

نعم معظم القائمين على الإعلام يؤمنون بذلك، وتستهويهم اللغة المعقدة والخيال، لذلك صارت معظم الصحافة العربية هراء. معظم الجمهور العربي أيضا يطرب على اللغة التي لا تطابق الواقع في الوصف، لذلك يصعد صحفيون يخلطون بين لغة الأدب من استعارة وكنايات وتشبيهات ومجاز ووصف ما لا يوصف صعود الصاروخ، في حين يظل على الأرض معظم المتمكنون من لغتهم الدقيقة في وصف ما يشاهدون ويسمعون ويفعلون على أرض الواقع.

أعتقد أن الصحفيين يلجؤون للغة مخاتلة تأويلية أكثر كلما كانت معلوماتهم عن الموضوع الذي يحكون فيه أقل، شاهدت تقريرا يقول معدِّه: "يعاني الأسرى الفلسطينيون ويتألمون كثيرا في موجات الحر"دون أن يحدد كيف ولماذا يتألمون؟ أعتقد أنه لا يعرف شيئا عن ظروف اعتقالهم لذلك اختصر وصف حياتهم الصعبة بوصف مشاعرهم "يتألمون ويعانون".

هناك أمر آخر ربما يدفع الصحفيين اليوم للاستعانة بلغة أدبية في سرد مجريات الأمور، إذ كلما فقد الصحفي إحساسه في قسوة ما يجري في الواقع كالقتل مثلا، يعوض عدم تأثره بوصف ما جرى بلغة أدبية. مثلا في فلسطين عندما يَقتل جنود الاحتلال شابا أعزل، يكتب معظم الصحفيين نصوصهم بطريقة: "وانطلقت رصاصة غادرة، من فوهة بندقية حاقدة، يحملها جندي خائف، قبل أن تخترق صدره العاري وينول شرف الشهادة في الميدان".

هل تغدر الرصاصة؟ وهل تحقد البندقية؟ وكيف عرفنا بأن الجندي خائف ومن ماذا؟ ألم يكن الشهيد يلبس قمصا يغطي صدره؟ ثم كيف قررنا بأنه كان خاسرا قبل أن يفوز بالاستشهاد؟ ولماذا لا نضع احتمال أنه نزل يلقي الحجارة ليوقف زحف الدبابات الإسرائيلية على قريته دفاعا عن حياته ولكي يفوز بعيش كريم في وطنه؟ هل خسر كل الذين يراوغون الجنود المحتلين ويعودون إلى بيوتهم سالمين بعد جولات المواجهات؟

صرت أطرح أسئلة كثيرة بعدما فرغت من قراءة روايات أغوتا كريستوف، سؤال واحد حيرني: لماذا انقلب الصحفيون على لغتهم البسيطة التي كانت وربما ما زالت رأس مال نجاح الكثير من الأدباء؟

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 26 مارس, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021