دراسة الصحافة في البرازيل.. عقبات ما بعد التخرّج

يوجد في البرازيل 300 كلية إعلام خاصة وعامّة في كل ولايات البلاد، يتخرج منها حوالي 6000 طالب سنوياً، 25,2% من هؤلاء يُسجّلون في نقابة الصحفيين بحسب دراسة أعدّها "الاتحاد الوطني للصحفيين FENAJ" و نشرها عام 2012، بينما يضطر بقية الخريجين للعمل بعقود عمل فردية، لا تلتزم وسائل الإعلام تجاههم بأي ضمانات، بل تستغلّهم بساعات عمل تمتد بين 10 و12 ساعة يومياً.

 تستهدف وسائل الإعلام الطبقات الفقيرة التي تعيش أوضاعاً بائسة، حيث هنالك 12 مليون برازيلي تحت خط الفقر، أي ما نسبته 5,9% يعيشون بأقل من 1.25 دولار يومياً، و18% يعيشون على خط الفقر أو فوقه بقليل بحسب دراسة أعدّتها مجموعة "Cepal" الاقتصادية الشهيرة على مستوى عموم أميركا اللاتينية، ونشرتها صحيفة "Estadao" الخاصة في منتصف 2015.

في تلك البيئة ينتعش منسوب العنف والجريمة والمخدرات والسطو المسلح، في حين تمتلك ست عائلات متنفّذة وقريبة من السلطة 70% من مجمل وسائل الإعلام البرازيلية، في مخالفة واضحة للمادة 220 من دستور البلاد، والتي تنص على: "عدم السماح باحتكار وسائل الإعلام من أي أقلية كانت، بشكل مباشر أو غير مباشر". مخالفة هذه المادّة نتاج جملة من العوامل التي تتشابك مع مشاكل تاريخية أخرى، أنتجت فيما بعد الإعلام البرازيلي بشكله الحالي، وأنتجت أيضاً تعايشاً حذراً بين احتكار هذه العائلات للإعلام، وأغلبية يسارية من الصحفيين البرازيليين الرافضين لهذا الواقع، تتجاوز نسبتهم  49% بحسب دراسة أعدها "الاتحاد الوطني للصحفيين" (FENJA) بالتعاون مع "الملتقى الوطني لأساتذة الصحافة" (FNPJ)، فيما تصل نسبة الصحفيين المستقلين إلى 30% والباقي للصحفيين المنتمين لتيارات اليمين بمختلف تصنيفاته.

بدايات نشوء وسائل الإعلام

تمتد مسيرة الإعلام البرازيلي إلى أكثر من مائتي عام خلت، بعد أن صدرت صحيفة "correio Braziliense"، أو "بريد البرازيل" عام 1808 كأول صحيفة خارج  البلاد، وتحديداً في لندن بسبب معارضة مؤسّسها هيبوليتو خوسيه داكوستا للملك جواو السادس، والذي كان قد نقل مركز حكمه من البرتغال إلى البرازيل  خوفاً من أطماع نابليون بونابرت في شبه الجزيرة الأيبيرية. إلا أن حكمه لم يستمر طويلاً، حيث نالت البرازيل استقلالها عن البرتغال عام 1822، لتنتعش الصحافة فيما بعد، وتنطلق العديد من الصحف من داخل البرازيل.

بينما انطلقت أول محطة راديو في البرازيل في 7 سبتمبر/أيلول 1922، أي في الذكرى المئوية الأولى لاستقلال البرازيل في مدينة ريو دي جانيرو بمبادرة من "الأكاديمية البرازيلية للعلوم"، قبل أن ينتشر بعدها بأعوام قليلة في أغلب ولايات البلاد، ابتداء من ولاية باهيا ثم ساوباولو وريو غراندي دي سول وغيرها، في حين أصبحت المؤسسة العامة للبريد والبرق الفدرالية هي المسؤولة عن خدمات  البث الإذاعي لإذاعة "EMC" بعد أن أصبحت منذ العام 1940 الإذاعة الرسمية للحكومة البرازيلية.

عام 1950 افتُتحت أول محطّة تلفزيونية بساوباولو "قناة 3"، وبعدها بعام واحد افتتحت "القناة 6" في ريو دي جانيرو، وكانت القناتان تبثان ما بين 18 إلى 22 ساعة يومياً أخباراً منوعة.

وعام 1959، سنّت وزارة العدل أول تشريع ينظم رقابة التلفزيون في البرازيل، إلا أنه بعد سقوط الدكتاتورية العسكرية عام 1985، سقطت الرقابة وأعيد تقييم البرامج التلفزيونية، وبهذا تم تسليط الضوء على قضايا كثيرة لم يكن بالإمكان الحديث عنها فيما مضى، كقضايا السياسة والثقافة والإبداع والحريات والمرأة التي أفردت لها شبكة "غلوبو" قناة خاصة.

حتى هذا التاريخ، لم يكن هنالك أي كليّة للصحافة والإعلام في البرازيل، حيث افتتحت أول كلية حكومية للإعلام عام 1958 بمبادرة من الحكومة الاتحادية في مدينة "جويس دي فورا" (Juiz De Fora) في ولاية ميناس جيرايس، لتتبعها كلية الإعلام في جامعة ساوباولو في العام 1966. أما أول كلية إعلام خاصة، فقد نشأت بعد أن أوصى بها الصحفي كاسبر ليبيرو رئيس تحرير جريدة "غازيتا" والتي كانت أكبر صحيفة في  أميركا اللاتينية  في أربعينيات القرن الماضي، أوصى قبل موته بإنشائها في ساوباولو وهي كلية "آ غازيتا" (A Gazeta)، وتضمنت الوصية وقتها أن تقوم الجامعة بتدريس كل العلوم الإنسانية، كالأدب والفلسفة وغيرها، وأن تكون هذه الجامعة على علاقة مع الصحيفة التي كان يترأس تحريرها بالإضافة للإذاعة التي كان يملكها وتحمل نفس الاسم، والمجلة الرياضية الأسبوعية "gazeta esportiva".

بدأت الجامعة العمل بشكل رسمي عام 1974 بالتعاون والتنسيق مع جامعة خاصة أخرى هي "الجامعة الكاثوليكية" التي لم يكن بها كلية صحافة، وذلك لتجاوز مسألة الترخيص والعقبات البيروقراطية في ذلك الوقت.

الطريق إلى كلية الصحافة

لا يحتاج الطالب الراغب بالانتساب إلى كليات الصحافة، العامّة أو الخاصة، لمجموع محدّد من العلامات بعد إنهاء مرحلة التعليم الثانوي، بل تعتمد هذه الكليات على مسابقات الدخول، وهي عادة ما تكون أصعب في الجامعات الحكومية المجّانية، حيث على الطالب إنهاء الأربع سنوات في ست سنوات كحد أقصى. تنقسم كل سنة دراسية إلى فصلين، مجموع الساعات النظرية التي على الطالب إنجازها طوال فترة الأربع سنوات هي 2370 ساعة من الدراسة النظرية داخل قاعات المحاضرات، و3240 ساعة في التطبيق العملي خارجها. يدرس الطالب فيها النظريات الاقتصادية وتقنيات الطباعة والتصوير والفلسفة والتاريخ واللغة وغيرها.

بينما لا تعتمد الجامعات الخاصة، كجامعة "Faculdade casper libero" الخاصة على نظام الفصول، مع أن المواد متشابهه إلى حد بعيد مع المواد التي تدرّس في الجامعات العامّة،  بل على الطالب حضور 2592 محاضرة، مدّة كل محاضرة 50 دقيقة، وهو ما يعادل 2160 ساعة في الأربع سنوات، عدا عن التطبيق العملي 310 ساعات و210 ساعات من التدريب في أي وسيلة إعلام و320 ساعة للاختصاص، أي أن مجموع الساعات يجب أن يقارب الـ3000 ساعة.

يتم تجديد المختبرات وكل التقنيات والاستوديوهات والكاميرات التي يتدرّب عليها الطلاب سنويا، سواء في الجامعات العامّة أو الخاصة. بينما تعتمد كل جامعات البرازيل على مشاريع التخرّج، والتي قد تكون برنامجاً تلفزيونياً أو إذاعياً أو صحيفة أو كتاب لتخريج الطلاب.

يستطيع الطالب بعد إنهاء السنوات الأربع، متابعة دراساته العليا (دبلوم/ ماجستير/ دكتوراه) مباشرة دون أي شروط.

الصعوبات التي تواجه المهنة

وهي تنقسم إلى فترتين:

 فترة الحكم الدكتاتوري 1964 – 1983:

كانت بداية التضييق على الصحفيين قد بدأت منذ 13 ديسمبر/كانون أول 1968، عندما أصدرت السلطات العسكرية الحاكمة في البرازيل قانون "الرقابة المسبقة"  والذي اشتهر فيما بعد بقانون "AI - 5"  للحد من حرية الصحافة، وقد تولّت الشرطة الاتحادية تطبيق هذا القانون، فأصبحت هي الجهة الوحيدة المشرفة على عمليات النشر والبث، فكانت أعلى نسبة اضطهاد تعرض لها الصحفيون في ولايتي ريو دي جانيرو وساوباولو لأنهما مركز النشاط السياسي ضد الحكم الدكتاتوري، حيث وصلت نسب الاضطهاد إلى ما بين 20% و 34% من الصحفيين. حوالي 10% من هذه النسبة تعرّضوا لمصادرة حقوقهم السياسية، بينما تعرّض 23.3% للاعتقال و12% للتعذيب، قُتل في هذه الفترة العشرات من الصحفيين، كان أشهرهم "فلاديمير هيرتسوغ" و"جايمي أمورين دي ميراندا"، بحسب التقرير الذي نشره "لوسيانو ناسيمنتو" مراسل وكالة أنباء البرازيل على موقع "agencia brasil" يوم 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.

ما زال قسم كبير من صحفيي البرازيل الذين لوحقوا في تلك الفترة يعانون إلى اليوم، وهو ما حدث مع الصحفية "لوسيا رودريغوس" التي كانت تعمل في "Radio Brasil Atual "، عندما انتقدت عام 2013 الكولونيل باولو تيليادا، وهو المتهم بقتل حوالي 36 شخصاً في فترة الحكم الدكتاتوري، بعد أن ترشّح لبرلمان ساوباولو، فاتهمته بتوظيف أناس في البرلمان مقابل بعض المال الذي قبضه منهم لدعم حملته الانتخابية، ليقوم برفع دعوى قضائية ضدها، اتهمها فيها بتشويه سمعته. خسر القضية، لكنه استخدم نفوذه لفصلها من عملها، وهو ما سلّط الضوء على استمرار نفوذ رجالات تلك المرحلة وهيمنتهم على وسائل الإعلام  إلى اليوم.

المرحلة الثانية وتمتد من العام 1983 إلى اليوم:

تميزت هذه المرحلة بصدور العديد من القرارات التي لاقت سخطاً كبيراً من شريحة واسعة من الصحفيين، فحتى تاريخ 17 يونيو/حزيران 2009 كانت ممارسة مهنة الصحافة تحتاج لشهادة من إحدى كليات الصحافة المنتشرة في البلاد، بالإضافة إلى بطاقة تعريف من نقابة الصحفيين أو إحدى وسائل الإعلام،  إلا أن "شركة راديو وتلفزيون الاتحاد" في ولاية ساوباولو تقدّمت بدعوى قضائية تطالب فيها بإلغاء إلزامية الحصول على دبلوم الصحافة لممارسة المهنة وكسبت الدعوى، فأصبح بإمكان أي مواطن برازيلي ممارسة المهنة دون قيود.

وتؤكد المادّة الرابعة من القرار رقم (1) الصادر في 27 سبتمبر/أيلول 2013 عن غرفة التعليم العالي في وزارة التعليم، على ضرورة إعداد الصحفيين وتدريبهم، إلا أن وسائل الإعلام لم تكترث به، وهو ما أثار زوبعة من الاحتجاجات، إذ اعتبر فرانسيسكو خوسيه كرم، أستاذ الصحافة في جامعة سانتا كاتارينا الاتحادية، أنه "ما زال هناك حاجة ملحة للدراسة الأكاديمية كي يفهم الطالب آداب وأخلاق المهنة، ويكتسب الخبرة والقدرة على التمييز والتفريق بين النصوص المكتوبة للتلفزيون والراديو والصحيفة والمجلة أو الإنترنت".

بينما تعطي دنيز أودريسي وهي مراسلة قناة "هيكورد" التلفزيونية "record" الخاصة مثالاً.. "30% من الصحفيين العاملين في جريدة "فوليا دي ساوباولو" لم يدرسوا الصحافة.. المسألة صعبة بالنسبة لخريجي الصحافة، لكن ذلك ليس سيئاً بشكل دائم، بمعنى أن هنالك بعض الاقتصاديين الذين يعملون في مجال الصحافة الاقتصادية، وهم الأقدر في الحديث عن الأسعار والضرائب والأموال من غيرهم".

العنف ضد الصحفيين

"تعتبر البرازيل واحدة من أكثر دول أميركا اللاتينية عنفاً وخطورة على الصجفيين في ظل عدم وجود آلية وطنية لحمايتهم في مناخ الإفلات من العقاب الذي يغذيه الفساد في كل مكان".

بهذه النبذة تفتتح " منظمة مراسلون بلا حدود" شرحها عن واقع الصحافة في البرازيل على موقعها الإلكتروني.

مجموعة "المادّة 19"، منظمة مستقلة لحقوق الإنسان وجزءٌ كبير من أعضائها صحفيون في البرازيل، وهي منتشرة في عدة دول في العالم، اتخذت اسمها من  المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يضمن حرية التعبير. وثقت هذه المجموعة نسبة 56% من حالات الاعتداء على الصحفيين في عموم البرازيل عام 2013  التي تم الحكم فيها على المعتدين، فيما لم تصدر أي أحكام في النسبة الباقية 54%. تعزو المجموعة هذه المشكلة إلى العلاقة الوثيقة بين السلطات السياسية والاقتصادية وبعض أعضاء السلطة القضائية وتورّطهما بالفساد معاً.

تأثير مستمر لتداعيات الحكم الدكتاتوري

مازالت تداعيات الحكم الدكتاتوري مؤثّرة وتفرض سطوتها على الإعلام البرازيلي إلى اليوم، هذه هي الصورة العامّة للإعلام في البلاد، وهذا ما يؤكّده جواو براغا، أستاذ التاريخ في كلية بيدرو الثاني في مقال نشره على موقع "capitalismo em desencanto" بتاريخ 1 أبريل/نيسان 2015، إذ اتهم فيه روبيرتو مارينيو، رئيس مجلس إدارة شبكة غلوبو (راديو وصحيفة حتى ذلك الوقت) بـ"مساعدة العسكر على الانقلاب عام 1964، بما أنه  يعتبر شخصية نافذة  بسبب تشعب علاقاته مع السلطة العسكرية، ولهذا، افتتح روبيرتو مارينيو قناة "غلوبو" التلفزيونية بالتعاون مع مؤسسة "time life" الأميركية في العام التالي للانقلاب العسكري عام 1965، قبل أن تتحول غلوبو إلى إمبراطورية بالغة الضخامة مستفيدة من التقدمات المالية الحكومية في حينها. اكتشف فيما بعد أن هنالك العديد من المخالفات في العقد بين شركتي غلوبو وتايم لايف الأميركية، إلا أن السلطات العسكرية تجاهلت الموضوع بسبب حاجتها لشبكة إعلامية تروج لها وتتجاهل انتهاكاتها".

وقد استخدمت شبكة غلوبو وغيرها من وسائل الإعلام التي كانت على علاقة جيدة بالسلطة العسكرية، للهجوم على المنظمات اليسارية كحزب العمال الذي استلم السلطة فيما بعد "اتحاد نقابات العمال"، وهو ما أثر بالفعل على ترشح لولا دا سيلفا في العام 1989 وأدى لسقوطه في تلك الانتخابات، حيث وصف لولا وقتها على شبكة غلوبو بأشنع الأوصاف كـ "الفاشي" و"هتلر".. إلخ.

بعد سقوط الحكم العسكري، استمرت شبكة غلوبو بنفس القوة، وقد تضخّمت لتمتلك عدّة إذاعات وصحف وقنوات تلفزيونية في الوقت الحاضر.

ما ينطبق على شبكة "غلوبو" العملاقة، ينطبق على العديد غيرها، في مخالفة واضحة للدستور والقوانين المتضاربة أصلاً، وتعارض واضح بين ميل الغالبية العظمى من الصحفيين ووسائل الإعلام التي يعملون بها، والتي لا تكترث في الغالب للمعايير المهنية بقدر ما يعنيها تقديم مواد توجّه المتلقي حسب ما تقتضيه مصالح مالكي وسائل الإعلام.

يمكن القول أيضاً، إن العبور باتجاه إصلاح الإعلام البرازيلي سيقتضي بالضرورة المرور بتغيير اجتماعي كبير، ليعبّر عن واقع البلاد بشكل سليم. هذا ما أكّدته الأحداث بعد الإطاحة بالرئيسة السابقة ديلما روسيف، عندما فُصل العديد من الصحفيين العاملين في القطاع العام من وظائفهم بسبب تضامنهم مع روسيف، أو مهاجمتهم العهد الجديد.

 

المزيد من المقالات

في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023