الإعلام الأكاديمي في لبنان.. علامَ نعوّل؟

يُعتبر لبنان من أوائل الدول العربية، التي عرفت صناعة الإعلام وتعليمه، وصدرت منها دوريات صحفية، وخرّجت أقلاماً لا تزال أسماؤها محفورة في التاريخ. وقد شهد العقدان الأخيران، مثله مثل عدد من الدول العربية، توسّعاً في قطاع الإعلام، متأثراً بالتطور التكنولوجي، وربما نتيجة لإدراك منافع وسائله في تحقيق غايات متعددة، قد تكون تجارية أحياناً، وسياسية أحياناً أخرى، وسط نظام طائفي.

ومع أنّ معظم الطلاب يتوجّهون لدراسة اختصاصات توفّر لهم مكانة اجتماعية تقليدية كالطب والهندسة والحقوق، فإنّ عدد الدارسين للإعلام شهد ارتفاعاً في السنوات الأخيرة عنه في السابق. وتشكّل نسبة الطلاب في تخصّصات الإعلام، حوالى 2,5 % من مجمل الطلاب في الجامعات في لبنان، بحسب دراسة صدرت في العام 2009 حول الصحافة والدراسات الإعلامية، أجراها رئيس قسم الإعلام في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جاد ملكي.

وبحسب الدراسة، توفّر 9 جامعات من أصل 41 جامعة معتمدة من قبل وزارة التربية والتعليم العالي، تخصصات في الإعلام، هي إضافة للجامعة اللبنانية (عامة)، الجامعة الأميركية في بيروت والجامعة اللبنانية الأميركية وجامعة سيدة اللويزة وجامعة البلمند وجامعة الجنان والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا والجامعة الأميركية للتكنولوجيا وجامعة بيروت العربية، (أضيف إليها الجامعة اللبنانية الدولية).

هل تطوّر الجامعات نفسها؟

ومع ما يشهده قطاع الإعلام من تطورات متسارعة، فرضتها الابتكارات التكنولوجية، يبرز سؤال، بل أسئلة عن مدى ملاحقة الجامعات لهذه التطورات، ومواكبتها في مناهجها وبرامجها التدريبية إن وجدت، وتزويدها لخريجها تنمية لمهاراتهم.

وفي هذا الإطار، ترى الباحثة وأستاذة الإعلام والتواصل بجامعة سيدة اللويزة، ربا الحلو أنّ "تطوير الجامعات لنفسها بطيء جداً أمام حتمية تكنولوجية فرضها تأثير التكنولوجيا على الإعلام"، مشيرة إلى أنّ "معظم الجامعات تعتمد على مناهج قديمة، أغلب مضمونها معرّب ويستند إلى ترجمات غير دقيقة، كون مفاهيم الإعلام هي مفاهيم وضعها متخصصون غربيون ولم يساهم فيها العرب".

وبينما تستند معظم الجامعات على مقرّرات نظرية في مناهجها الخاصّة بالإعلام، يتبنّى عدد محدود منها برامج تدريبية في مراكز تابعة لها، أو تفرض على طلابها ساعات تدريبية في وسائل إعلامية.

تؤكد الحلو على أهمية التمييز بين الإعلام الذي يشمل مجالات واسعة كالعلاقات العامة والإعلان وصناعة الأفلام والإخراج وبين الصحافة، مشدّدة على أنّ الصحافة "علم وتطبيق"، آسفة لإهمال معظم الجامعات للجانب العملي. 

فجوة بين مرحلتين:

ولعل من تخرّج من هذا التخصّص، مرّت على مسامعه عبارة إنّ ما يُدرس في الجامعة شيء، وما يطبّق في سوق العمل شيء آخر. وترى الصحفية المخضرمة والأستاذة السابقة في الجامعة الأميركية والجامعة اللبنانية الأميركية، ومديرة "إعلام بلا حدود" ماجدة أبو فاضل أنّ تلك "الفجوة" تبدأ من المناهج الجامعية، الشبيهة بـ"معلّقات عصر الجاهلية". وتستغرب أبو فاضل أنّ "معظم مواد الجامعات يدرسها أساتذة لم يمارسوا المهنة، ولم يعملوا ميدانياً، ولم يديروا غرفة أخبار"، مشيرة إلى عدم التواصل والتنسيق بين الجامعات وأرباب العمل لمعرفة احتياجات السوق.

وبدوره يؤكد ملكي، صاحب الدراسة أعلاه، على ضرورة اعتماد تدريس الصحافة على الجانبين النظري والعملي، إضافة إلى البحث العلمي والتفكير النقدي، لافتاً إلى أنّ معظم مقرّرات الجامعات لم تتطوّر لتواكب وسائط الإعلام المتعددة، كتعليم صحافة البيانات والتدريب على أساسيات إنشاء الصفحات الإلكترونية وتقديم مضمون خبري قصصي ومحتوى تشاركي يراعي شكل النص وأهمية الصورة والفيديو. كما يشير ملكي إلى أنّ المقرّرات بمعظمها لا تزوّد الطلاب بمهارات تمكّنهم من التخصص بتغطية مجالات معيّنة كصحافة العلوم وصحافة الاقتصاد وصحافة الثقافة وغيرها.

مدير مركز الإعلام في جامعة بيروت العربية إبراهيم شهاب، يرى أنّ باستطاعة معظم الجامعات تقديم المزيد لا سيما لناحية التدريب العملي، لكنّه يأسف لعدم إدراك أهمية هذا الجانب من قبل القائمين على الجامعات أحياناً، ومن قبل الطلاب أحياناً أخرى. ويلفت شهاب إلى عنصر الطلاب في معادلة اكتساب المهارات الإعلامية خلال سنوات الدراسة الجامعية، مشيراً إلى أنّ مستوى المقبولين في هذا التخصّص، غالباً ما يكون "دون المستوى المطلوب".

ويرى شهاب أنّ المركز التدريبي بالجامعة يطوّر غرفة التحكّم المخصصة لتدريب الطلاب، ومعداته من كاميرات وأنظمة تشغيل، لكنّه يسأل "هل الطلاب مؤهلون؟" لافتاً إلى تدنٍ بمستوى إتقانهم للغات سواء العربية أو الأجنبية، ومستواهم الثقافي بشكل عام.

ومن جهتها توافق الحلو، أنّ هناك ضعفاً في قدرات المدرَسين بتخصّصات الإعلام، الذين بمعظمهم "لم يمارسوا المهنة ويعملون فقط من وراء مكاتبهم"، مشيرة إلى أنّ العاملين في مجال الصحافة، يجب أن يخضعوا للتدريب بشكل دائم، مهما كان عمرهم، فهم كما تلفت، متدربون "دائمو التعلّم" Lifelong learners .

وتلاحظ الحلو، أنّ معظم الطلاب في قسم الإعلام يجنحون نحو حب الظهور، في وقت يفتقدون لمهارات أساسية، ويعانون ضعفاً في مهارات الكتابة والقراءة والبحث، وترى أنّ عليهم ألا يكتفوا فقط بما يتلقونّه من أساتذتهم، "فالأستاذ هو مجرّد وسيط بين المعلومة والمتلقي".

وتشدّد الحلو على أهمية تثقيف الطالب لنفسه، والخروج من دائرة الانتماء السياسي أو الطائفي، والتفكير نقدياً عبر محاولة القراءة بين السطور، والتمييز بين الخبر والرأي، والحقيقة والبروباغندا، مشيرة إلى أنّ معرفتهم القيم الأساسية وأخلاقيات المهنة، تنعكس على أدائهم مستقبلاً.

بدورها تقول أبو فاضل إنّ "خريج الصحافة والإعلام لم يكتسب فعلياً المهارات اللازمة لممارسة المهنة، لأنّ الشطارة ليست فقط في التمسّك بالقشور، مثل الهرولة وراء أحدث تكنولوجيا أو أجهزة تواصل، بل في معدن وأساس المهنة أياً تكن المنصّات". وترى أبو فاضل بدورها لدى الطلاب "تراجعاً كبيراً في إتقان اللغات، ونقصاً شنيعاً في تفكيرهم النقدي، وشبه انعدام بمعلوماتهم العامة، ناهيك عن الأخلاقيات التي اختفت كلياً، أما بديهيات الأمور كالدقة في نقل المعلومة والتوازن والتأكد من المصادر في ظل كل ما ينشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فعليهم السلام".

من المسؤول؟

وفي ظل ضعف إمكانات الإعلام الرسمي وانتشار وسائل إعلام مملوكة من سياسيين أو أحزاب في لبنان، أصبح من السائد استعانتها بخريجي إعلام وأحياناً خريجي تخصّصات أخرى لا يمتلكون مهارات كافية، لكنّهم يحقّقون هدف القائمين عليها، سياسياً وطائفياً، في حين قد يبقى خريجون مؤهلون على الهامش، نظراً لعدم انسجامهم مع هذه الأهداف، وتمسّكهم بمعايير مهنية، لم تعد لها الأولوية عند قائمين على هذه الوسائل.

لكن ألا تتحمّل وسائل الإعلام خطيئة الزج بإعلاميين غير مؤهلين في الواجهة؟ ترى أبو فاضل أنّ "الجميع مسؤول، فالإعلام بطبيعته يريد استقطاب الجمهور، لكن في زمن التقشّف وتراجع الإيرادات، والتحوّل إلى الإعلام الإلكتروني والجوال والتفاعلي هناك حاجة كبيرة لتغيير ذهنية أصحاب الشأن". وتؤكد أبو فاضل أنّ هدف أيّ وسيلة إعلامية هو "إفادة وتنوير القارئ والمستمع والمشاهد والمتصفّح، وليس صاحب الجريدة والمحطة والموقع"، وتأسف لأنّ هناك أيضاً "عوامل أخرى تحدّ من تحسين الأوضاع في هذا القطاع كالمصالح السياسية والطائفية والاقتصادية".

من جهتها تضع الحلو مسؤولية ما تصفه بـ"التشخيص المرعب" للوضع الإعلامي في لبنان، وتراجع مستوى المهارات المطلوبة، في سياق "غياب السياسات العامة للدولة التي تراعي حقوق المواطن، لا سيما منها حق الوصول إلى المعلومات وامتلاك الإنترنت، ومنها عدم إقرار سياسات إعلامية وقوانين عصرية، فضلاً عن غياب دور مجموعات الرقابة المتخصصة "watchdogs"، والنقابات التي يجب أن تحمي الصحفيين وتصوّب أداءهم، في ظل نظام محاسبة شامل".

أما ملكي فيحمّل الجامعات المسؤولية بالدرجة الأولى، لا سيما لجهة "الاعتماد في العملية التعليمية على أساتذة توقّف بهم الزمن عند المرحلة التي أنهوا خلالها دراساتهم العليا، ولم يعودوا مدركين للتحديات التي تواجه صناعة الإعلام"، مشيراً إلى خطورة الاعتماد على من يسمّيهم بـ"الدخلاء" على مهنة الإعلام، وأساتذة غير مهيئين لم يمارسوا المهنة.

مراكز تدريبية "بديلة"

أمام هذه الفجوة بين المرحلة الأكاديمية والإنتاجية بالعمل، يرى خريجون أنفسهم في سوق تنافسي، مفتقدين لمهارات أساسية لا تخوّل معظمهم المباشرة بممارسة المهنة بمجرّد تخرّجهم من الجامعة.

ولعلّ المراكز التدريبية، التي أسّس عدداً قليلاً منها إعلاميون متخصصّون، استغلّت هذه النقطة، وعملت في المقابل على تشكيل جسر عبور لملء الفراغ بين العالم الأكاديمي وعالم صناعة الإعلام. وتؤكد الإعلامية الدكتورة في جامعة سيدة اللويزة مي شدياق، بعد تأسيسها مؤسسة تدريبية باسمها، أنّ "الهدف هو إعداد برامج تدريبية تساعد الخريجين على تطوير قدراتهم وتأهيليهم للانخراط في ميدان العمل، من خلال استخدام تقنيات حديثة واستديوهات مجهزة".

ويستقبل المركز خريجين غير متخصصين بالإعلام، لكنّ شدياق تدافع عن ذلك، لافتة إلى تزويد هؤلاء بمهارات إعلامية تساعدهم على تغطية قصص تعني مجالهم، مثل صحافة الأعمال، والصحافة القضائية، وغيرها، بدل عودتهم لدراسة تخصص جديد من البداية.

وترفض شدياق اعتبار ما تقدّمه المراكز التدريبية بديلاً عن التعلّم الأكاديمي والنظري، مشيرة إلى أنّ الأساس هو "التكامل" بين الجامعات وهكذا مراكز. وتشدّد على أنّ "خريجي الإعلام بحاجة لتنمية قدراتهم مهما تعلّموا بالجامعة، وإضافة خبرات جديدة على سيرتهم الذاتية". وتلفت إلى أنّ التدريب يجب أن يتمّ على أيدي متخصّصين بهذا المجال مارسوا المهنة ولم يكتفوا بالتعليم النظري، "إذ ليس من السهل إعطاء وقت كاف من المدرسين لصقل مهارات كلّ الطلاب في الجامعة مقارنة بالدورات التدريبية".

لكنّ ملكي يعود ويلوم الجامعات، معتبراً أنّ "مجرّد وجود مراكز تدريبية هو دليل على أنّ الجامعات لا تخدم الطالب وتفشل بمهمتها الأساسية". ويأسف لأنّ "طلاباً يُجبرون أحياناً على دفع مبالغ باهظة خلال دراستهم الجامعية في جامعات خاصة، ثم يجدون أنفسهم مضطرين للالتحاق بدورات تدريبية تزوّدهم بمهارات يعوزونها".

البقاء للأفضل

وإضافة إلى الركائز النظرية والعملية، يشدّد ملكي على ضرورة تربية دارسي الإعلام "تربية إعلامية"، تحثّهم على التفكير النقدي، واستخدام المهارات الرقمية، والتركيز على تغطية مواضع تظهر التمييز الجندري والطائفي وغيرها.

بدورها  تشدّد أبو فاضل على "ضرورة الاهتمام بالبحث والتعمّق في المواضيع المغطاة"، مشيرة إلى أنّ "الأخطاء التي ترد في النشرات والتقارير والتحاليل لا تحصى وهذا غير مقبول، ولا أَجِد من يعترف بها، ونادراً ما يتم تصحيحها".

ويؤكد شهاب من جهته على أنّ "القيم الفنية والفكرية تبقى أساسية ويجب تزويدها للطلاب، ولذلك فإنّ وسائل الإعلام الحديثة ليست بديلة عن وسائل الإعلام التقليدية"، مشدّداً على "ضرورة تدريب الطلاب على الاهتمام بالمحتوى الإعلامي، في ظل إعلام لا يعكس صورة المجتمع، ويعمد إلى مخاطبة الغرائز أو التركيز على غايات سياسية، وينجح تقنياً في تطبيق نماذج برامج أجنبية، لا تعبّر بالضرورة عن معظم اللبنانيين".

أما الحلو فتؤكد على قيم "التدقيق بالمعلومات والمصادر، وتقديم المسؤولية على السرعة، أو snail journalism، والتفريق بين الخبر والخلفية والرأي، والتدريب على مفهوم الإعلام المجتمعي بعد اندثار الإعلام الجماهيري، والاهتمام بالمحتوى الرقمي لناحية الجذب وطريقة العرض وتأمين معلومات غنية في الوقت عينه"، لافتة إلى أنّ البقاء للأفضل ولمن يستطيع مواكبة ثورة التكنولوجيا.

أمام هذا الواقع بين مهارات مفتقدة في الجامعات، وقيم تتجاوزها وسائل إعلام، يبقى التعويل على أساتذة متخصصين ربما وجدوا بعد سنوات خبرة من ممارستهم المهنة، تجربة جديدة تفتح لهم الباب أمام تحدّي نقل مكتسبات نظرية ومهارات عملية قد لا تتوفر في الكتب، إلى جيل جديد، مزودين بحصيلة خبرات في الحياة وبالميدان وبين الناس، وأحياناً حتى في مؤسساتهم الإعلامية.

وعلى الجانب الآخر يبقى التحدّي الأكبر، اكتساب طالب الإعلام لمهارات متعددة، وبناء نفسه ومعرفته على أساس سليم ومواكبة كل جديد، في مجال يشهد تقدّماً أحياناً في بعض جوانبه إلى الأفضل، وأحياناً تراجعاً نحو الأسوأ، لكنّه حتماً ليس ثابتاً... ودائم التغيّر.

المزيد من المقالات

عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 11 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023