الفيلم الوثائقي.. في البدء كانت الفكرة

"أقوى شيء في الكون كله، أقوى من الجيوش، وأقوى من القوة المجتمعة للعالم بأسره، هي فكرة آن أوان خروجها إلى النور".

فيكتور هوجو

 

خلال عملية نقاش وفي "تواردِ خواطر"، طرح زميل لي فكرة كنت قد تحدثتُ بشأنها، كمقترحٍ لمشروع فيلم خاص ببرنامج "الصندوق الأسود"، إلا أن السؤال حينها كانَ يلحُّ: ما الجديد الذي يمكن أن نقدمهُ؟، فالشخصية التي سيتناولها الفيلم مشهورة، كُتبَ عنها الكثير في الصحافة، وألِّفَ بشأنها، وبشأن التنظيم الذي تزعمته الكثير أيضاً.

علاوة على ذلك؛ فقد قُتلت تلك الشخصية عام 2002 في ظروفٍ غامضة، ونحنُ طرحنا الفكرة في العام 2014، فثمة فارق زمني كبير قد يجعل من فتح هذا الملف مثاراً للتساؤل.. لماذا الآن؟

وفي ضوء هذه الأسئلة التي تستقصي عن الجديد وتبحثُ عن التوقيت لطرح هذه الفكرة، جاءت الإجابة، إذ اقترحتُ أن نقدِّمُ معالجةً لتطوير مسار الفكرة، تستندُ إلى سؤالٍ حول "مآل التنظيم الذي تزعمته هذه الشخصية الجدلية"؛ "هل ما زالَ قائماً أم اندثر؟". ويشتق من هذا السؤال تساؤلات أخرى: "أين ذهبت خبرات التنظيم في المجالين الحزبي، والأمني؟"، و"هل للتنظيم علاقة بجماعات العنف اليوم؟"، و"ما مصيرُ أموالهِ؟"، و"هل ثمةَ تقديرات لحجمها؟".

تعكسُ هذه الأسئلة، جدلية الفكرة، وكيف يمكن أن تتطور في ضوء الإجابات والبحث.

وفي المقابل، ثمةَ أفكار تمتلك الجاذبية، إلا أنها ترفضُ؛ إذ لا يكفي طرحها للقبول بها، وإنما هنالك حاجةٌ إلى تطويرها والوصول بها إلى مرحلةٍ من النضج والوضوح. ورغم ذلك فقد ترفضُ لأسبابٍ أخرى تتعلقُ بالتكلفةِ مثلاً، أو بطبيعة المعالجة الفنية.

حائط صدِّ للأفكار

لا يعني أن تمتلك فكرةً، وإن كانت رائدةً أو مبتكرةً أو غير مسبوقةٍ، أن الطريق أمامكَ مفروشةٌ بالورود، وأن تنفيذها إلى مشروع وثائقي "قابَ قوسينِ أو أدنى" من التحقق.

عام 2010 طرحتُ فكرة فيلم وثائقي عن "ظاهر العمر الزيداني.. شيخ الجليل"، على شركة عربية رائدةٍ في الإنتاج الإعلامي، وقد اعتذرت الشركة، وما زلتُ أحتفظُ بردها إلى اليوم.

وقد كانت أسباب الرفض تعود إلى أن هذه الفكرة تنتمي إلى نمط إنتاج مكلف (ديكودراما)، وتحتاج بالتالي "للكثير من التفاصيل والميزانيات".

بعدَ ذلك، طرحتُ فكرةً أخرى غير مطروقة على نفس الشركة واعتذرت لأن "التصوير سيكون في أكثر من بلد؛ في فلسطين ومصر ولبنان والأردن والكويت.. وهذا يمثل كلفة طائلة، وثمة مسألة أخرى تتعلق بحقوق "ملكية الأرشيف"، إذ "من الصعب جدا الحصول على حقوقها وعرض لقطات منها؛ أولا لعدم معرفة من صاحب هذه الحقوق كي نأخذ موافقته"، و"ثانيا بعض الحقوق قد تكون مكلفة في حال شرائها".

هذه بعض التحديات التي قد تواجه "صانع الأفكار" في تعاملهِ مع شركات الإنتاج، أو لنقل "حائط صد" قد يقف في طريقه، لكن رغمَ ذلك فالمهمة ليست مستحيلة. فالفكرة الأولى، تم إنتاجها من قبل "الجزيرة الوثائقية" عام 2013.. فكرة إياد برغوثي، وإخراج رامز قزموز. والفكرة الثانية، يتم العمل على إنتاجها منذ عام ونصف.. ولأنها لم تصل إلى مرحلة الإنتاج النهائي والتسليم ومن ثم العرض، فإني أفضِّل عدم ذكرها.

ما أود قوله انطلاقا من هذه التجربة، أن طرح الفكرة بعد بلورتها في مشروع، أو تقديمها في ملخص، يُفترض ألا يتوقف عند ردِّ شركةٍ واحدة؛ فلا بأس من المحاولة، كما أن الرفض الأول لها لا يعني أن هذا المشروع غير قابل للإنتاج، مهما كانت الأسباب، إلا في حالةٍ واحدةٍ، أن تكون الفكرة مستهلكةً ودارجةً.

جنة وجحيم الأفكار

ما كتب حول "الفكرة" و"تطويرها"، عربيا، يكاد أن يكون نادرا إن لم يكن معدوما، وكثيراً ما تذكر الفكرة بسطرٍ، أو أقل، باعتبار أنها "تحصيل حاصل"، أو كما قال الجاحظ فهي "ملقاةٌ على قارعة الطريق". ويحدثُ أحياناً، ومن باب النكايةِ، أن يلمزَ أحدهم ضدَّ مخرج أو منتج فيلمٍ، أن هذه الفكرة "موجودة"، وكأنهُ يقول: لم تأتِ بجديد!.

ورغم هذه الصورة النمطية، فإن "الأفكار هي الجنة، والجحيم هو إخراجها"، كما يرى الشاعر والكاتب المسرحي البلجيكي موريس مترلينك، وليس أدلُّ على أهمية الفكرة، ومشتقاتها، من ربطِ الفيلسوف رينيه ديكارت الوجود بها، حينما قال "أنا أفكر، إذاً أنا موجود"، لكن هذه القناعة ليست راسخةً بما يكفي لدى شركات الإنتاج التلفزيوني، فثمة حاجةٌ ملحةٌ لأن تكون هنالك "وحدةٌ لتطوير الأفكار"، لا أن تكون مجرد "تحصيل حاصل" لإنتاج أي فيلم وثائقي، أو عمل فني.

تولدُ الفكرةُ نتيجةَ انشغالٍ داخليٍّ حول قضيةٍ ما، أو عبر التقاطِ العين لملاحظةٍ ما، بيدَ أن هذه الولادة لا تكفي للإقرارِ بها، فثمةَ حاجةٌ إلى تطويرها، لاسيما إن كانت مطروقة من قبل في مدونة الأفلام الوثائقية.

تسبقُ الفكرةُ كلَّ شيء؛ فهي التكوين الأول الذي سيتوسعُ لاحقاً ضمن مجموعةِ عمليات، ستنتهي بطبيعة الحال إلى معالجةِ المحتوى وترجمته إلى تصور فني؛ الأمر الذي يعني أن فكرةً مبتورة أو ناقصة ستؤدي بطبيعة الحال إلى إنتاج ضعيف أو دونَ المستوى المأمول لأنه ارتكزَ على أساسٍ هش، والأصل أن تكون الفكرة منذُ اقتناصها قد تبلورت، وعولجت بشكل متقن وطُوِّرت بشكل يعكسُ تكاملها وصياغتها بإتقان.

ويتضح من واقع التجربة، أن الأفكار تنقسمُ إلى قسمين؛ فهي إما أن تكون مبتكرة، وغير مسبوقة، وهذا يتطلب في حال الوصول إليها، الإمساك بها جيِّداً، ومعالجتها برؤية تليقُ بتفردها، وتميُّزها، وإما أن تكون أفكارا سائدة، ومطروقة، ولهذه متطلبات مختلفة، وملخصات الأفكار تقع في ثلاث نماذج؛ موجزة، ومتوسطة، وطويلة.

وللفكرةِ هيكلٌ يُبنى عليه المشروع؛ العنوان الواضح المعبر عنها، والعناوين الفرعية الدالة، والمضمون الذي يكتبُ حولها يجب أن يتسم بالتسلسل والتناسق، وأن تكون عناصر القصة الرئيسية حاضرة، وغير منقوصةٍ، والأهم من ذلك.. قابليةُ التنفيذ بصريًّا، وإمكانية انتقال تلك "الخاطرة" من الذهن إلى التنفيذ عبر عين الكاميرا.

صائد الأفكار المبتكرة

ومن أجل الوصول إلى الأفكار المبتكرة، فمن الضروري، أن يكون لدى "صائد الأفكار" قدرةً بحثيةً عالية على التنقيب في مختلف المصادر عما هو مختلف عن السائد والمألوف وقوَّة ملاحظة، وعين تتقن قراءة ما بين السطور وما وراء الخبر، وتكرار القراءة لأكثر من مرة، لتفحص النص/الوثيقة عبر أكثر من زاوية. وينسحب ذلك أيضاً على متابعة ما توفرهُ الإذاعة والتلفزيون ووسائط الإعلام الجديد من مستجدات وأخبار وتقارير.

ومن المهم أن يتتبع "صائد الأفكار" تفاصيل الحياة اليومية في مجتمعهِ، أو المجتمعات المستهدفة بالبحث والدراسة من قبله، يضاف إلى ما سبق إلمامهِ بما أنتجَ في السوق من أفلام وثائقية، وحتى تقارير تلفزيونية كي لا يكرر القديم.

ولأن أي فكرة، تكون نتاج انشغال داخلي حول قضيةٍ ما، هي في الأصل محطَّ اهتمامِ الرأي العام أو التقاط العين لملاحظةٍ ما في المجتمع أو الحياة، فإن عرض الفكرة على المحيط الاجتماعي المُقَرَّب في العائلة أو الأصدقاء يكونُ مُهمًّا؛ لأنكَ في هذه الحالة تقيسُ مدى التجاوب معها أو الاهتمام بها آخذاً بعين الاعتبار أن "المجاملات" في هذه الحالة، تضرُّ ولا تنفع.

وفي حال لم نصل إلى فكرة مبتكرة كما نطمح، فما الذي يمكننا القيام به حيال السائد من الأفكار؟

معالجة الفكرة الدارجة أو السائدة برؤية جديدة ومبتكرة، يؤثثها بالضرورةِ لأن تكون نواةً لعمليةِ إنتاج فيلم وثائقيٍّ مختلفٍ ومتميزٍ؛ إذ أن إنتاج القديم كما هو، سيجعل من الفكرة في هذه الحالة "تحصيلا حاصلا"، ليس أكثر.

لا تستعجل في الصياغة

يخطِئ البعض في استعجال صياغة الفكرة، فيلجأ في سبيل ذلك، إلى "النسخ واللصق"، مما يوفرهُ محرك البحث في الإنترنت (غوغل)، الأمر الذي يجعل من "مشروع الفكرة" ضمن تلك الصياغةِ ركيكاً في المبنى والمعنى، يستند إلى محتوى إلكتروني عام، ويفتقرُ إلى خصوصية التكوين؛ إذ ينصحُ في أعقاب التقاط الفكرة، التفكير بها على نحوٍ يشبهُ "الطهي على نارٍ هادئة"، وذلك بالإجابةِ عن الأسئلة التالية؛ هل هي مبتكرة؟، وإن كانت سائدة.. فما الجديد الذي سأقدمهُ؟، هل تثير اهتمام الجمهور؟، ما هي أكثر جوانب الفكرة جاذبية؟، وهل ترتبط بواقعنا اليوم، أم لا؟، لماذا هذه الفكرة بالذات؟.

لا بأس في أخذ استراحةٍ، تكونُ فاصلاً لتجديد مساجلة الفكرة لاحقا، لكن من المهم أثناء الانشغال الداخلي بتلك الأسئلة، تدوين النقاط الناتجة عنها، وما قد تثيرهُ من استنتاجات، أو ما قد يتقدُ في الذهن، نتيجة "العصف الذاتي"، ومن ثم الاحتفاظ بما سبق، تمهيداً لجمع شتات تلك النقاط أو الخطوط العريضة لصياغتها في المشروع.

ربما لا تكون تلك الصياغة، بعد معاينة الفكرة ذاتيا، نهائية؛ إذ يلزمُ بالضرورةِ، قراءة ما يتعلق بالفكرة من مصادر متعددة، وقد يتطلب الأمر، البحث الأولي، وما يحتاجهُ من اتصالات مع المعنيين مباشرةً للإستئناسِ برأيهم، وذلك بهدفِ إضاءةِ مناطق معتمةٍ، لم نصل إليها، لعدم الاختصاص في الموضوع الذي نعمل على تكوينه.

صياغة مشروع الفكرة كمقترح، يتطلبُ ابتداءاً، مهارةً في ترتيب وتبويب مكونات المشروع؛ إذ ننطلق عادةً من الجديد، والمتميز في هذه الفكرة، وأهميتها، وفرادتها – إن كانت مبتكرة –، أو ما سنضيفهُ للمشاهد – إن كانت سائدة –، ثم تأخذ عملية الصياغة سياقها في البناء، شريطة الانتباه إلى التسلسل والتناسق في العرض، وسبك نص المشروع على نحوٍ يخلو من نقصٍ قد يثير التساؤل حول غياب هذا الجانب، أو ذاك.

وبما أننا نتحدث هنا عن "فكرة لفيلم وثائقي"، من المستحسن أن يؤثث المشروع بمفردات تجعل "الفكرة مرئية"، تصاغ فيها الكلمات بالصور، والوصف للبيئة المكانية – دون إسهاب، وإنما وضع الجهة المعنية بالفكرة، في إطار تصور مرئي، يسهم في تفاعلها، وتجاوبها، بشكل أفضل مع المقترح.

ولا ننسى أثناء الصياغة، مراجعة مسودة المشروع من حين لآخر خلال الكتابة، لضمان عدم التكرار ولحذف الكلام الزائد الإنشائي، ولزيادة ما يلزم من معلومات قد تسقط سهواً خلال الكتابة، وهذا يعني أن هذه المسودة، يجب أن تقرأ أكثر من مرَّة.

جلسات العصف الذهني

الخروج بأفكار جديدة يتطلب تغيير "التكتيك"؛ إذ من المهم أن تشهد شركات الإنتاج التلفزيوني من وقت لآخر جلسات "عصف ذهني"، تشبه تماماً ما يحدث في الدراما، عندما تُنظم ورشات لكتابة القصة، وتطويرها بين فريق العمل، فتكون الخلاصة، خطوطا عريضة، وأفكار جديدة، يعمل كاتب واحد، أو أكثر على ترجمتها وصياغتها في سيناريو سيتحول لاحقاً إلى فيلم روائي أو مسلسل تلفزيوني.

جلسات "العصف الذهني" بدأت تاريخيًّا عام 1939م، عندما سعى الباحث أليكس أوزبورن إلى كسر القالب النمطي للحملات الإعلانية، فوجد أن هذه الجلسات أكثر "كفاءة من العمل الفردي لإنتاج الأفكار".. وهي فرضية عارضها آخرون.

يحدد أوزبورن قواعد ذهبية لجلسات العصف الذهني، يتقدمها "منع النقد"، ويوصي بالتوسع في إضافة الأفكار وترك النقد لمرحلة لاحقة يتطلبها، ويشدد على أهمية الترحيب بالأفكار "غير الاعتيادية"، وضرورة تطويرها خلال النقاش.

في الفيلم الوثائقي، ثمة ضوابط خاصة تحدد مسار جلسات النقاش، فلا مجال لتغيير الواقع بالخيال، وإن سمح أحياناً بوجود "خيط درامي" لتعزيز جمالية الفيلم أو لكسر رتابة العرض؛ فإن مناقشة الفكرة وتداولها بين المعد والباحث والمخرج و"مسؤول تطوير الأفكار" –إن وجد– تعملُ على إشباعها بحثاً، كلٌّ وتخصصه ورؤيته ومقاربته للمسألة، فـ"عينان ترى أفضل من عين واحدة"، كما يقول المثل الإنجليزي.

المزيد من المقالات

عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 11 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023