مصير الصحافة الورقية في ليبيا

بشيء من الحسرة، يقلب ببطء صفحات نسخة من الأعداد القديمة لصحيفة توقفت عن الصدور منذ أكثر من عام.

إبراهيم أبوعرقوب ترأس قسم التحرير في صحيفة "فبراير" لعامين قبل أن تتوقف عن النشر نتيجة غياب الدعم والتمويل عنها.

يعلق أبوعرقوب قائلا: "هو بالتأكيد شعور صعب ينتاب أي صحفي كان يجد صحيفة يعمل بها وتنشر له مقالاته أو لقاءاته أو تحقيقاته، يفتخر بانتسابه لها خاصة كصحيفة "فبراير" التي تعتبر صحيفة الدولة الأولى، نستهجن حقاً إهمال إصدارها ودعمها".

صدر أول عدد من صحيفة فبراير في منتصف سبتمبر/أيلول من عام 2011 قبل سقوط نظام القذافي بشهر تقريباً، وكانت تعتبر صحيفة رسمية تابعة للدولة وتشرف عليها هيئة دعم وتشجيع الصحافة في ليبيا.

ويضيف أبوعرقوب: "الصحيفة متوقفة عن الصدور منذ ما يقارب السنة نتيجة أعطال في المطبعة الرئيسة التابعة للدولة الليبية، صيانة هذه المطبعة تحتاج لمبلغ كبير من المال لا يتوفر عند هيئة دعم وتشجيع الصحافة التي تشرف على إصدار صحيفتنا".

وتشهد ليبيا في هذه الفترة تراجعاً كبيراً في عدد الصحف الورقية، بعد توقف العديد منها عن الطبع لأسباب مختلفة، ولم تسلم من هذه الظاهرة حتى الصحف الرسمية التابعة للدولة.

تاريخ

رغم قدم التجربة الصحفية في ليبيا إلا أنها ضعيفة مقارنة بجيرانها مصر وتونس وذلك بعد تدهور أوضاعها في أزمنة مختلفة من التاريخ الليبي.

ويعود تاريخ صدور أول صحيفة ورقية في ليبيا إلى عام 1866 حيث تأسست صحيفة "طرابلس الغرب" بأمر الوالي العثماني في ذلك الوقت، وكانت تتكون من ورقتين: الأولى باللغة التركية والثانية باللغة العربية، ثم توالت العديد من الصحف في الصدور قبل أن تنتكس الصحافة في عهد الاحتلال الإيطالي للبلاد عام 1911، حيث أوقفت بعض، خصوصاً في فترة الحكم الفاشستي في إيطاليا عام 1922.

وبعد هزيمة الإيطاليين في الحرب العالمية الثانية ودخول البلاد فيما يعرف بمرحلة الانتداب البريطاني والفرنسي 1943-1949، تحسن وضع الصحافة وتمكنت الأحزاب السياسية الجديدة من إنشاء بعض الصحف، والتي مارست إلى حد ما العمل الصحفي بحرية، كانت من أشهرها صحيفتا "الوطن" و"شعلة الحرية" في بنغازي وطرابلس.  

انتعاشة وانتكاسة

وتعتبر الفترة الذهبية للصحافة الليبية في عهد المملكة الليبية 1951-1969، حيث شهدت تلك الفترة حالة انتعاش كبيرة في العمل الصحفي، ووصل عدد المطبوعات الإعلامية في ذلك الوقت إلى أكثر من 35 صحيفة ومجلة يومية وأسبوعية.

وعلى النقيض، كانت الانتكاسة الأخطر في تاريخ الصحافة المطبوعة في ليبيا خلال فترة حكم العقيد الراحل معمر القذافي 1969-2011، حيث سحبت تراخيص الصحافة بناء على قرار محكمة الشعب التي اتهمت وحاكمت رؤساء ومديري تحرير بعض الصحف بإفساد الرأي العام إبان الحكم الملكي، وتجريم حرية الرأي والفكر تحت ما يسمى قانون "تجريم الحزبية"، ثمّ جرى تأميم الصحف وضمها للقطاع العام بعد إنشاء المؤسسة العامة للصحافة قبل أن تُحلَّ هي الأخرى، لتبدأ مرحلة صحافة النقابات والروابط والصحف الثورية والتعبوية التي كان أغلب مسؤوليها تابعين لمكاتب اللجان الثورية المنفذة لأفكار وتوجيهات العقيد القذافي، ووصلت حالة تردي وضع الصحافة في ليبيا إلى حد التهديد وحتى القتل كما هو الحال مع الصحفي "ضيف الغزال" الذي عثر على جثته مقطعة الأصابع في مدينة بنغازي عام 2005 وذلك بعد كتابته بعض المقالات الحادة، وتهديده بكشف ملفات الفساد في ليبيا.

وفي عام 2007، صدرت صحيفتان في بنغازي وطرابلس "قورينا" و"أويا". ورغم أن الصحيفتين اختلفتا من حيث الشكل والمضمون عن كافة الصحف والمطبوعات الأخرى بجماهيريّة القذّافي، وإصرار مسؤوليها على أنّهما قطاع خاص ولا علاقة لهما بالدولة وأجهزتها، إلا أنهما كانتا من ضمن مشروع ليبيا الغد التابع لنجل القذافي "سيف الإسلام".

صيف خانق

بعد ثورة السابع عشر من فبراير/شباط من عام 2011، شهد قطاع الصحافة المطبوعة حالة من الازدهار بعد تأسيس مئات الصحف الأسبوعية والشهرية، وانتشرت في أغلب مدن البلاد، وشكلت بريق أمل وحلم لخلق بيئة صحفية مستقلة ومهنية، لكن سرعان ما تعرضت الصحافة لحالة من التراجع في أعدادها بشكل مخيف خلال السنوات الثلاث الماضية لأسباب مختلفة.

يقول أبوعرقوب: "وضع الصحافة في ليبيا أضحى صعباً جداً، تشتت الصحفيون وضاعت أحلامهم في صحف تضمهم سواء كانت صحفا عامة أو خاصة في ظل غياب دعم الدولة، يعمل الصحفي في ظروف صعبة بمرتبات زهيدة وأحيانا حتى دون مقابل".

وتوقع كثير من المهتمين بالصحافة أنها كانت في طريقها إلى التحول الجذري نحو صحافة حرة ومستقلة لها تأثيرها وقادرة على فرض مصلحة الوطن على أرض الواقع، إلا أن الكثير من المشتغلين بالصحافة سقطوا في فخ الجهوية وسلطة المال وهو الأمر الذي عجل بنهايتها، كما إن الانتكاسة المالية وسوء الإدارة في البلاد أصابت القطاع الصحفي في مقتل فتحول ربيعه إلى صيف خانق.

وفي هذا الاتجاه تقول رئيسة تحرير صحيفة فسانيا الصادرة من سبها جنوب ليبيا سليمة بن نزهة: "إن الصحيفة اضطرت للتوقف عن الصدور عام 2015 بسبب ظروف مادية صعبة".

وأضافت بن نزهة: "لم تتعاون هيئة تشجيع ودعم الصحافة معنا في إصدار نسختنا الورقية مطلقا، وكان علينا البحث عن طرق خاصة للطباعة، وهذا ما حدث بالفعل وعدنا مجددا لإصدار النسخة الورقية الأسبوعية، بعد تكفل بعض التجار ورجال الأعمال بتكاليف الطبع مقابل نشرنا لإعلاناتهم التجارية على الصحيفة".

فساد إداري

ويرى متابعون أن العجز المالي لهيئة دعم وتشجيع الصحافة وعدم قدرتها على دفع مستحقات المتعاونين وقصورها عن الإيفاء بالتزاماتها للمطابع، تسبب في توقف صدور عدد كبير من الصحف، وهو أمر عزاه القائمون عليها إلى عدم حصول الهيئة منذ فترة على مخصصاتها المالية من قبل الدولة، ما أدى إلى تراكم الديون وعجزها التام عن تقديم واجباتها.

إلى جانب ذلك فإن توقف الصحف يرجع أيضا إلى أسباب إدارية وسياسية، جُل القطاعات الحكومية في ليبيا -بحسب تقارير ديوان المحاسبة الليبي- تشهد حالات من الفشل والفساد الإداري وقطاع الصحافة ليس بعيداً عنها بكل تأكيد، كما أن الصراع والانقسام السياسي الحاصل في البلاد أثر بشكل كبير على استمرارية وانتشار الصحف.

وفي هذا الصدد يشدد عضو نقابة الإعلاميين المستقلين رضا فحيل، على أن سوء الإدارة والفساد المالي أصاب القطاع الصحفي في مقتل.

ويضيف فحيل: "الاختيارات السيئة في المناصب العليا في المجال الصحفي والإعلامي والفساد المستشري داخل إداراته ألحقت الأذى بالقطاع وأفشلت كل المحاولات للنهوض به، الصحافة الرسمية شبه متوقفة وهذا أمر خطير جعل الصحفيين يتجهون نحو الصحف الخاصة ذات التمويل والأهداف الخفية".  

صعوبات أمنية

ويضاف إلى كل ذلك الوضع الأمني الصعب في ليبيا والذي يعرض حياة الصحفيين للخطر وهو ما يجعل العمل الصحفي أمراً مستحيلاً في بعض المناطق.

تقول بن نزهة "خلال مسيرتنا، فقدنا اثنين من زملائنا في الصحيفة وهما عبد الله بن نزهة والمصور الصحفي موسى عبد الكريم الذي اختُطف وقُتل أمام الناس، لقد تعرضنا باستمرار للتهديد وعانينا من وضع أمني خطير، الأمر الذي دفع زميلتين لنا في الصحيفة للهجرة إلى تونس وهما في وضع صعب للغاية".

العمل الصحفي في ليبيا بات محفوفاً بالمخاطر، ووصفت منظمة مراسلون بلا حدود في تقريرها لعام 2018 بأن ليبيا واحدة من أخطر دول العالم في ممارسة العمل الصحفي وأن الصحفيين ووسائل الإعلام يتعرضون لمضايقات من الأطراف المتناحرة من دون أي رادع.

ووجهت المنظمة انتقادات للسلطات في ليبية، قائلة إنها لم تتخذ خطوات كافية لتوفير الحماية للعاملين في الإعلام، وغالبا يصبح المنفى الاختيار الأفضل للعاملين في هذا المجال. هذا وتحتل ليبيا المرتبة 162 في مؤشر حرية الصحافة لعام 2018، بحسب المنظمة.

مشاكل وحلول

الانقطاعات المستمرة، والتذبذب في توجهات الصحافة، بالإضافة إلى التغييرات المتتالية والعميقة التي عرفتها الصحافة في ليبيا في أزمنة مختلفة كانت من أكبر أسباب إضاعة فرص بناء تجربة صحفية حقيقية تجمع القدرات والطاقات وتعمل لأجيال ولفترات طويلة، فيتحقق بذلك شرط التراكم الضروري لإنجاز أيّ تطور أو تقدم في هذا المجال.

يقول أبوعرقوب: "أنا ألوم الصحفيين في ليبيا أولاً، إذ عليهم أن يجمعوا أنفسهم قبل أن تجمعهم هيئة أو مصلحة أو وزارة، عليهم إيجاد نقابة قوية تجمعهم وتدافع عنهم وعن مصالحهم وتطالب بأسمائهم في كل قضاياهم أمام مؤسسات الدولة الليبية حتى يكون لهم شأن وقيمة بها".

وبالتأكيد فإن أولى الخطوات لتجاوز أزمة الصحافة الحالية ووضعها على المسار الصحيح تتمثل في عودة الاستقرار وإنهاء حالة الانقسام السياسي الذي تعيشه البلاد، بالإضافة إلى ضرورة تعديل القوانين لمنح الصحافة المزيد من التنظيم والمسؤولية، وإيجاد حلول للفوضى الأمنية وتوفير الحماية للصحفيين، والاعتراف بدورهم في تطوير الحياة السياسية والاجتماعية.. خطوات هامة وكبيرة علها تسهم في النهوض بالصحافة في بلد عانى الأمرَّين لسنوات وسنوات في هذا القطاع الحيوي.

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 26 مارس, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021