الفيلم الوثائقي.. ”لا مسطرة واحدة“ في البحث والإعداد

أهمل مخرجٌ النظر فيما قدمتُ إليه حول فيلم وثائقي، فراجعتُه بعد أن أصابني الملل من الانتظار. ولأننا محكومون بالوقتِ وليس بـ"الأمل" كما يرى الكاتب المسرحي سعد الله ونوس، فقد ألححت على زميلي المخرج وضع ملاحظاته – إن وجدت – حول البحث والإعداد، للأخذ بها وتعديلها أو مناقشتها، إلا أنه تأخر رغم متابعتي وتوصيتي بضرورة إنجاز المطلوب. وبعدَ جهدِ جهيد، فسَّر صاحبي الماء بالماء؛ إذ وضعَ ملاحظات تشير إلى أنه لم يقرأ المادة المقدمة إليه أصلاً.

هذه القصة استثناء لم يتكرر طوال فترة عملي حتى اليوم، ولم ألتقِ بهذا المخرج في أي عمل آخر، ورغم عدم أخذي بهذه التجربة، إلا أنها تؤشرُ على وجودِ هذا الصنف من المخرجين.

علاقة تكاملية.. خطوة بخطوة

علاقة المخرج مع الباحث تكاملية، إذ نجدُ على الضفة الأخرى، مخرجٌ لا يقبلُ "ترك الحابل على الغارب"؛ أي "اذهب أيها الباحث أنى شئت إني ها هنا بانتظارك"/ وإنما يشاركهُ "خطوةً بخطوة"، أينَ وصل، وماذا فعل؟ ومن ثم يقدم ملاحظاته أثناء هذه الفترة لضبط مسار العمل في إطاره الصحيح وفق رؤيته، من تعديلات وإضافات وحذف، الأمر الذي من شأنه اعتماد البحث والإعداد في وقت مبكرٍ، ما يعني جهدا ووقتا وتكلفة أقل.

أذكرُ هنا تجربة على سبيل المثال، حين بدأنا في شركة "نون فيلمز" العمل لإنتاج فيلم وثائقي حول كتاب سياسي/معرفي لبرنامج "خارج النص" (الحلقة لم تبث بعد)، أن طريقة العمل في هذا النمط مختلفةٌ عن تجاربي السابقة في برامج "تحت المجهر"، و"فلسطين تحت المجهر"، و"الطلبة والسياسة"، و"زمام المبادرة"، و"مكان من وطني"، و"حروب سلمية"، ولاحقا في "الصندوق الأسود"، و"تحقيق خاص"، و"كاميرا ومدينة"، و"للقصة بقية"، إذ أن البرامج المذكورة لا تناقشُ كتاباً، وإنما قضية محددة، وما يتفرعُ عنها من موضوعات ذات صلة، فيما الكتابُ قد يتضمنُ في فصولهِ قضايا وأطروحات متعددة، قد تصل حد التناقض.

قرأت الكتاب، وجزَّأتهُ إلى أربعة أقسام وفق فصولهِ، وبدأتُ في وضع الملخصات، واختيار الاقتباسات الخاصة بكل فصل، ومن ثم انتقاء الأكثر قوة وجدلا في الأطروحات، واستثناء المكرر. وقد أفادني كثيراً بعد ذلك، أثناء البحث والإعداد، النقاشات المتواصلة مع مخرجة العمل إيمان بن حسين، فعلاوة على كونها أخرجت من قبل فيلما في هذه السلسلة، فهي أيضاً اتبعت سياسة "خطوة بخطوة"، من حيث اعتماد الاقتباسات، ونوعية الضيوف، وأماكن التصوير، والاتفاق على زاوية المعالجة، الأمر الذي اختصر علينا كفريق عمل الجهد والوقت، ليكون البحث والإعداد، وفيما بعد الإنتاج، في نطاق واضح ومحدد.

لم يكن مستساغاً استنساخ تجارب لحلقات سابقة في برنامج "خارج النص"، هذا ما توصلتُ إليه، وتأكدت أن كل الطرق لا تؤدي إلى روما بالضرورة؛ فالكتاب هنا يفرضُ بمحتواهُ طبيعة الإنتاج، وكيفية البحث والإعداد، وفوق ذلك، لكل كتابٍ هويتهُ الخاصة المغايرة التي تميزهُ عن غيرهِ من الكتب، و"المقارنة لا تجوز إلا بين شبيهين".

 الحد الأدنى.. الحد الأقصى

ضمن الحد الأدنى من الإبداع، أجد أن على المخرج كسر تكتيكاته المتبعة من فيلم إلى آخر، فاستنساخ ذات خطواته في كل مرة من شأنه تنميط أعماله، فتبدو وكأنها حلقة واحدة مكررة رغم اختلاف الموضوعات.

المطلوب هنا الخروج عن القالب فقط، وليس الذهاب بعيدا في التفكير "خارج الصندوق"، الذي إن تحقق، يكون قد ترك لنفسه بصمة تميزه، وتعلي من شأن عمله.

الكلام يشمل أيضا الباحث، الذي بيدهِ – "لا بيدِ عمرو" المخرج – إيجاد زوايا جديدة ومغايرة عن المتداول في موضوع مشروع الفيلم، أو البحث عن إضافات مختلفة عن السائد المتصور، الباحث/المعد هنا، نقطة ارتكاز وبداية مهمة جدا في بناء الفيلم لاحقا، ومن شأن ضعفه أن ينعكس فيما بعد على المحتوى.

استنساخ التجارب السابقة في العمل، توفيرا للوقت والجهد، تعدُ مشكلة تحول دون الإبداع لدى المخرج أو الباحث، حين يبرمج نفسهُ ليعمل بشكلٍ تلقائيٍّ وفق تجاربهِ، إذ يمكنه الاستفادة من هذا المخزون، على أن يطوعه في سياق عملهِ، دون استنساخه.

ولحل إشكال الاستنساخ، يفضل أن ينطلق المخرج/الباحث من كون هذا العمل الجديد له فضاء مختلف، وخصوصية قد تتعارض مع تجاربه السابقة؛ فلكل تجربةٍ خصوصيتها وأدواتها، الأمر الذي يتطلب أحيانا تجديد أدوات العمل، والاستزادة من حقل المعرفة العلمية وليس النظرية فقط، والاضطلاع معرفيا وبصريا، على تجارب الآخرين في الإنتاج، مع ضرورة مراعاة الهوية والبصمة التي يتفرد بها المخرج/الباحث، كي لا يكونُ العمل اقتباساً، أو اقتفاءً لأثر الآخرين، وترجمة له.

ولأن الصورة على هذا النحو، أتعامل مع أي وثائقي جديدٍ بآلية تفكير مختلفة، أبحث خلالها عن زاوية مغايرة للمعالجة والمتابعة أو الانطلاق في البحث من نقطة غير مستنسخة؛ فلكل فيلم نكهة تختلف عن غيره من أفلام السلسلة الواحدة، مع الالتزام بالإطار العام ومحدداته، فكيف يكون الأمر عند مقارنة فيلم مستقل بآخر، أو بين مُنتجين من سلسلتين مختلفتين؟

في سلسلة "كاميرا ومدينة"، عملتُ في ثلاثية "سلطنة عُمان"، إخراج عايد نبعة، ومع المُنتج إيهاب خمايسة وإنتاج شركة "طيف". كنت في تجربةٍ مختلفةٍ، إذ لم يتقيد المخرج بمادة البحث والإعداد، المنجزة بالاتفاق والتنسيق معه، ولم يقف عند عتبات ما قدمتهُ من قصص ومعلومات، وإنما صهر ذلك كلهُ في بوتقةٍ واحدة ضمن ما يطلق عليه "الفيلم الوثائقي الإبداعي"، موظفا بذلك جماليات الطبيعة العُمانية الساحرة والمتنوعة بصريا، للخروج من طابع العرض الكلاسيكي والتقليدي للمكان.

عَمِدَ المخرج هنا – في حديثٍ لكاتب هذه السطور – إلى "إعادة إنتاج اللحظة، والتقاطها ضمن لقطة مرسومة، وحوار شبه متفق عليه، هو ليس نصا مكتوبا، بل على العكس؛ يعتمد على تلقائية الضيوف، ولكنه يصور ويقطع بطريقة الفيلم الروائي، الأمر الذي يخدم النصوص التي تقال، ويضعها في حالة من الديناميكية البصرية لتصل للمشاهد، وتخدم عملية التلقّي، فيمكن القول إن هذا العمل الوثائقي جاء في سياق درامي".

لا قوالب ثابتة

من تجارب متباينة ومختلفة، ليس ثمة مسطرة واحدة يمكن وضع عمليات البحث والإعداد التلفزيوني عليها، لنكون أمام "قالبٍ ثابتٍ"، ما يجعل من العمل في هذا الحقل يتباين حسب الشركة المُنتجة من جانب، وطبيعة الفيلم المراد إنتاجهُ، أو محتوى البرنامج ومواصفاته المحددة ضمن سياسة التحرير لهذه القناة أو تلك، والأهم من ذلك.. فريق العمل وخبرته.

بعض المؤلفات والمقالات وآراء صانعي الأفلام، تضع عمل الباحث والمعد ضمن إطار محدد، وفي أحسن الأحوال "خيارات محددة"، لنكون أمام طريقٍ إلزاميّ قد "لا تقود إلى روما"، وقد يكون في هذا الطريق المتبع الذي يصل إلى النتيجة المطلوبة، اختصاراً مُخلاً للعمل، ولا يقدم الأفضل.

تختلف آليات العمل (الطرق) من شركةٍ إلى أخرى، وأذكر هنا أن فيلما وثائقيًّا تاريخيا ومعاصراً حول القدس من جزأين، لم تطلب مني الشركة المنتجة له بحثاً، وإنما "إعداد الأسئلة" واختيار الضيوف والحضور أثناء التصوير، مقابل أفلام أخرى عملت خلالها كباحثٍ معد عن القدس وعكا والناصرة ونابلس، طلبت الشركة المنتجة جمع القصص والأرشيف المقترح والمعلومات والشخصيات وأماكن التصوير وأخذ الموافقات على الظهور.. إلخ.

أعتقد أن وظيفة الباحث والمعد تتجاوز مربع جمع المعلومات/القصص وإعداد الأسئلة، لدرجة أن بعض الشركات تُلحق في اتفاقية التعاقد مع الباحث كتابة التعليق والرؤية أو السيناريو الأولي، أو تقديم معالجة للموضوع (تحريرية)، علاوة على ترتيب مواعيد التصوير مع الضيوف، وتحديد وجمع الأرشيف، ووضع تصور للمخرج، أو تقديم تصور حول المعادل البصري، أو تفريغ المقابلات لاحقا. وثمة من يكتفي بعمل محدد يتعلق بتحديد الضيوف فقط مع كتابة الأسئلة الخاصة في المقابلات، وحضورها أحياناً، ما يعني أن العمل هنا يقتصر على الإعداد فقط دون البحث.

يضاف إلى ذلك أن معد البرامج يُطالب باختيار أفضل الضيوف، وتحديد بعض المداخلات من المختصين، وتحضير المحاور والأسئلة، الأمر الذي يتطلب من الباحث والمعد امتلاك مرونة عالية في العمل، وقدرة على تنفيذ هذه المتطلبات.

وفي السياق؛ يذهب بعض الباحثين نحو مساحات عمل جديدة، عند امتلاكهِ لخبرة أوسع في هذا المجال؛ صياغة الأفكار وتطويرها، وأحياناً ابتكارها، ووضع معالجة أولية لها، وتقديمها ضمن مشروع عمل. وذلك نطاق عمل مختلف نوعا ما، ويحتاج إلى مواصفات خاصة، لذا نجد أن بعض شركات الإنتاج الإعلامي، تُضمن في موقعها الإلكتروني، باباً خاصا بتقديم الأفكار والمقترحات المتعلقة بمشاريع الأفلام والبرامج، تحدد خلالها ضوابط العلاقة مع مقدم الفكرة/المقترح، بما يشمل حقوق وواجبات الطرفين (الأول والثاني)، والآلية الممكنة، أو المقترحة للتنفيذ.

الباحث والمعد.. الصحفي

أعتقدُ أن الصحفي الأكثر تأهيلاً للعمل كباحث ومعد في البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية، ويرجحُ لدي أنه الأكثر قدرة للعمل في هذا المجال، إن امتلك ميزات إضافية كوجود إمكانيات له في البحث الأكاديمي، أو امتلاكه خلفية أكاديمية تُعلي من شأن البحث العلمي.

يأتي ذلك الاعتقاد، انطلاقا من طبيعة عمل الصحفي اليومي، واشتباكه اللحظي مع أحداث المجتمع، وفعاليات ونشاطات المؤسسات المختلفة (الخاصة والحكومية)، وتطورا الحالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية، علاوة على وضعه رؤية لمعالجة هذه الحيثيات، وزاوية تناولها، والمفاضلة بينها من حيث الأهمية، ليحدد بذلك أولويات النشر، وتضمين أي تطور جديد في السياق؛ إنه باختصار يمتلك عقلا مدرّبا قادرا على التعامل مع الأحداث والقضايا.

وبناء على ذلك، يكون الصحفي أقرب إلى صدى المجتمع واهتماماته وتطلعاته، ما يكسبهُ مع الوقت عدة أدوات منها، الرصد والقياس والملاحظة، والقدرة على التحقق من المعلومات، وسرعته في بناء شبكة علاقاته وقاعدة بياناته بشكل أكثر تنظيما، ما يعني أن معالجته لموضوعات الفيلم الوثائقي، خلال "البحث والإعداد"، وبعد تمكنهِ من هذا المجال، تكون مبتكرة ومطورة وذات رؤية.

يمكن للصحفي أن يستفيد من طريقة عملهِ اليومية، في التحرير تحديداً، للتعامل مع الفيلم الوثائقي انطلاقاً من تقسيم "المادة البحثية"، وبناء وترتيب المحتوى، على نحوٍ يشبهُ "التقرير"، و"التحقيق"، وضرورة حذف الزوائد وتوفير البدائل والمصادر المختلفة في المرحلة الأولية، وتخطيط المادة (التقرير، التحقيق)، وإخراجها تحريريا لتكون في شكلها النهائي، وتوظيف ذلك كله في التفكير خلال البحث والإعداد، في ترتيب وتسلسل المعلومات وتبويبها، وسد النقص عبر جمع مختلف الآراء وما يلزم من أرشيف، والتقيد بزاوية محددة للمعالجة، أكانت مقرة مسبقاً، أو متفقا عليها، ويمكنهُ إن لم تكن موجودة، اقتراحها على المنتج، أو المخرج.

ورغمَ أهمية عمل الصحفي كباحثٍ ومعد، إلا أن عليه الإدراك، أن التعامل يتم مع "مادة بصرية" لا مكتوبة، وأن "لكل مقامٍ مقال"، ففي الصحافة المطبوعة يمكن استعراض الأحداث بما احتوتهُ دون عرضها، إلا أن هذا غير مقبول في الفيلم الوثائقي. وإن لم تتوفر المادة البصرية، فلا بد من إيجاد معادل بصري بديل لها، عبر الأرشيف، أو بناء تصور درامي.

 

 

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
قصتي مع "تركيز الصوت والإلقاء" ومعهد الجزيرة للإعلام

كيف بدأت قصة فادي مطر مع دورة "تركيز الصوت والإلقاء" بمعهد الجزيرة للإعلام؟ وإلى أي مدى يمكن أن تحسن مهارات الصحفيين؟ وما تأثيرها على على أداء وسائل الإعلام؟

فادي مطر نشرت في: 25 مايو, 2025
حسام شبات.. سيرة صحفي شجاع

منذ انطلاق حرب الإبادة الجماعية على غزة، قتل الاحتلال 208 صحفيا بنمط ممنهج لإسكات صوت الحقيقة، آخرهم كان حسام شبات مراسل الجزيرة. الزميل محمد الزعانين كان قريبا منه مهنيا وإنسانيا، كتب هذه الشهادة المزدوجة عن الصحفي والإنسان.

محمد الزعانين نشرت في: 25 مارس, 2025
عن أصول الانتقال الإعلامي في سوريا

في البدايات الأولى للمرحلة الجديدة في سوريا ظهر الكثير من الصحفيين والنشطاء و"المؤثرين" في السجون والمعتقلات ينقبون في الأوراق والمستندات التي قد تمثل أدلة هامة لكشف جرائم النظام السابق. هذه "الفوضى" التي عادة ما تلي الفترات الانتقالية، تدفع الدكتور عربي المصري إلى طرح سؤال جوهري: ماهي أصول الانتقال الإعلامي في سوريا؟

Arabi Al-Masri
عربي المصري نشرت في: 9 مارس, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

Hoda Abu Hashem
هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
هل تنقذ المصادر المفتوحة الصحفيين الاستقصائيين العراقيين؟

تصطدم جهود الصحفيين الاستقصائيين في العراق بالتشريعات التي لا تسمح بالولوج إلى المعلومات. مع ذلك، تبرز تجارب جديدة تتجاوز التعقيدات السياسية والبيروقراطية بالاعتماد على المصادر المفتوحة.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 5 يناير, 2025
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

Farhat Khedr
فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

Ahmad Al-Agha
أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

Mawadah Bahah
مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024