أطراف النزاع السوري لا ترحب بالصحافة الاستقصائية

يتفاجأ زملائي الصحفيون عندما أسرد لهم قصّتي مع "الصحافة الاستقصائية" في سوريا، فالبعض منهم ينتقدني، وآخر لا يصدّقني، وثالث يطالبني بالكف عن الهراء.

لم أمارس مهنة الصحافة قبل عام 2012.. كنت كحال أي مواطن سوري، لا أسمع بمصطلح "الصحافة الاستقصائية" ولا أعرف معناها أو أي شيء عن ماهيتها. درستُ في كلية الإعلام بجامعة دمشق ولم يتغيّر أي شي في السنوات الأولى، كان جل ما أعرفه عن الأنواع الصحفية هو الخبر والتقرير والمقال، فضلاً عن التحقيقات السطحية التي كانت تجريها الصحف السورية المحلية المترهّلة التي لا تزال تعيش حقبة الخمسينيات، ولا تملك حتى صفحةً على مواقع التواصل الاجتماعي.

في عام 2013 عندما كنت في السنة الثالثة بالجامعة، سمعتُ لأوّل مرّة عن الصحافة الاستقصائية.. أغواني اسمها، رُبّما كنتُ محظوظا أنّني بدأتُ مسيرتي المهنية مع منصّة تُعتبر الوحيدة التي كانت تعمل بالصحافة الاستقصائية في سوريا، وإن لم تكن الوحيدة فإنها حتماً واحدة من منصّتين أو ثلاث تختص بهذا النوع من الصحافة.

لم أجلس على "ديسك التحرير" سابقاً، لم أحرّر أخباراً ولا تقارير، فمنذ أن سمعت بالصحافة الاستقصائية وأنا أساهم بجهود فردية مع قلّة من الصحفيين آمنتْ بها، الأمر الذي لا يزال يدفع كل من أحكي له قصّتي للسؤال: "كيف تعمل بالتحقيقات الاستقصائية قبل أن تجلس في غرف الأخبار؟"، كنت أتحاشى الخوض في النقاش طويلاً لكوني مُقتنعًا بما أفعل.

صحافةٌ لا يُعوَّل عليها

دخلنا عام 2018 ولا يزال قليل من السوريين فقط يعرفون الصحافة الاستقصائية ولا يعوِّلون عليها، ربّما لأن القبضة الأمنية في البلاد تقزّم دورها، وقد اعتاد السوريُّون أن يجدوا في الصحافة السورية دعاية بيد السلطة الحاكمة.

اعتاد السوريُّون أن يجدوا في الصحافة السورية دعاية بيد السلطة الحاكمة – رويترز.
اعتاد السوريُّون أن يجدوا في الصحافة السورية دعاية بيد السلطة الحاكمة – رويترز.

في عام 2006، كُسرت هذه القاعدة بعد أن دخلت "الصحافة الاستقصائية" إلى سوريا، بالطريقة ذاتها التي دخلت بها إلى معظم الدول العربية الأخرى، أي عبر أول شبكة عربية متخصّصة في الصحافة الاستقصائية "أريج".

أنتجت "أريج" عدداً من التحقيقات الاستقصائية التي تُحاكي جوانب هامة في حياة السوريين ابتداء من عام 2006، حيث عالجت المواضيع أموراً خدمية وطبّية وكشفت جوانب فساد تهم السوريين.

كما درّبت عددا كبيرا من الصحفيين السوريين على مساقها "على درب الحقيقة"، وهو ما ساهم في بدء انتشار هذا النوع من الصحافة، وسط الرقابة العالية التي كانت تُفرض على وسائل الإعلام السورية.

بعد النزاع

طرق الربيع العربي أبواب عدّة دول عربية، وكانت سوريا واحدة منها، وعلى خلفية ذلك تأسّست عشرات المؤسسات الإعلامية السورية التي باتت تُعرف باسم "الإعلام البديل" أو "الإعلام الجديد"، غير أن هذه المؤسسات لم تقدّم أي شيء يُذكر في مجال الصحافة الاستقصائية المهنية حتى عام 2016، وبعده اقتصر العمل في هذا المجال على عدّة مؤسسات تُعدّ على أصابع اليد الواحدة.

بالمقابل، فشلت التجربة الأولى لإطلاق أول برنامج تلفزيوني استقصائي عبر التلفزيون السوري الرسمي الذي ينخره الفساد والواسطة والمحسوبية وصعود غير المهنيين فيه، حيث كان مقرّراً إطلاق برنامج يحمل اسم "نصف الحقيقة" عام 2015، ولكنه توقّف في ظروفٍ غامضة، دون أن يبث أي حلقة.

وفي عام 2015 أيضاً، خصّصت كلية الإعلام بجامعة دمشق -وهي الكلية الإعلامية الوحيدة في سوريا- مادة متخصّصة في الصحافة الاستقصائية حملت اسم "مواد استقصاء"، لكنها عبارة عن مساق من 20 محاضرة.

تجارب سورية

في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أعلن عدد من الصحفيين الاستقصائيين السوريين -جُلّهم ممن تدرّبوا على هذا النوع الصحفي في شبكة "أريج"- عن إطلاق أول وحدة تحقيقات استقصائية سورية حملت اسم "سراج"، وهي اختصار لجملة "Syrian Reporting For Accountability Journalism".

وجاء تأسيس هذه الوحدة "بهدف إجراء نقلة جديدة تجاه خلق نوع جديد من الإعلام في سوريا، بحيث يكون مغايراً عمّا كان سائداً".. يشرح رئيس الوحدة محمد بسيكي.

وأردف: "مع تعاظم الأحداث على الساحة السورية وظهور مستوى عال من الفساد لدى مختلف الجهات الفاعلة على الأرض السورية، تعزّز دورنا كصحفيين من أجل تسليط الضوء على ما يحدث في الأرض وعرضها على الشارع السوري والرأي العام العالمي"، موضحاً أن هدف "سراج" الأساسي هو "خلق الوعي لدى السوريين ومساعدتهم على اتخاذ القرار، وخاصة في مرحلة التحول الحالية التي تشهدها البلاد".

واعتبر بسيكي أن للحالة السورية خصوصية تتمثّل في مزيد من الصعوبة بسبب غياب قانون النفاذ إلى المعلومات، وعدم وجود بيئة آمنة للعمل تحمي الصحفي من تهديدات الأطراف السورية التي تعتبره هدفا أساسيا لها إن كشف ما لا تريد، وهو ما جعل عمل الصحفيين الاستقصائيين في سوريا كمن يحفر في الحجر. واستدرك: "رغم هذا الواقع تمكنا قبل تأسيس سراج وبعدها من تحقيق خطوات مهمة ساهمت في وضع سكة للصحافة الاستقصائية".

وقال أيضاً "نحن الجيل الثاني الذي واكب الصحافة الاستقصائية في سوريا بعد عام 2010، وتمكّن من إدخال مستويات متطورة أكثر ممّا كان موجودا سابقاً"، موضحاً أنه بعد الاحتجاجات التي اندلعت عام 2011 توفَّر هامش من الحرية، لكن المشهد ما لبث أن عاد إلى المربّع الأولى بعد أن علت أصوات الأسلحة، لكون جميع الأطراف السورية تسعى لقتل الصحافة الاستقصائية التي لا تخدم أي طرف ولا تنخرط في ماكينته الإعلامية.

ولم تكن وسائل الإعلام السورية خارج المشهد، حيث انخرطت أيضاً في تجارب إدخال الصحافة الاستقصائية إلى مؤسساتها، ومن بينها راديو "روزنة"، وهو إذاعة سورية تأسست عام 2013 بهدف "تسليط الضوء على ما يحدث في سوريا بطريقة مهنية، مع إعطاء الأولوية القصوى في الأخبار والمواد الصحفية لصوت المدنيين".

وشاركت "روزنة" في كشف ملفات الفساد الخاصة بالجزء السوري ضمن تحقيقات "وثائق بنما" الشهيرة التي تفجّرت عام 2016، كما وضَّحت مديرة موقع الإذاعة ميس قات.

وقالت ميس إن "روزنة نشرت تحقيقاً ضمن 30 تحقيقاً عُرفوا باسم المغسلة الروسية التي تتحدّث عن تورّط شركات في الإمارات العربية المتحدة بملفات غسيل الأموال، كما أنجزت سابقاً عدداً من التحقيقات ضمن المجموعة السورية المستقلة للتحقيقات الاستقصائية، وتشارك حالياً بعدد من التحقيقات في مشروع، نحو صحافة عمق أخلاقية للصحفيين السوريين".

و"نحو صحافة عمق أخلاقية للصحفيين السوريين" مشروع أطلقته شبكة "أريج" للصحافة الاستقصائية مع مؤسسة الغارديان البريطانية ومنظمة دعم الإعلام الدولي، بهدف تمكين الصحفيين السوريين من إنجاز تحقيقات استقصائية بشكلٍ عميق.

وتُشير ميس إلى أن سوريا "تفتقر إلى تجارب استقصائية عميقة وقوية، كما تفتقر إلى صحفيين خبراء في هذا المجال"، لافتةً إلى أن الصحفيين السوريين دخلوا مجال العمل الاستقصائي في السنوات القليلة الماضية فقط.

وعلى غرار روزنة، أدخلت وسائل إعلامية سورية أخرى الصحافة الاستقصائية إلى عملها، حيث شهدت السنتان الماضيتان عدة تجارب في هذا المجال، من أبرزها تجربة صحيفة "عنب بلدي" التي أطلقت وحدتها الاستقصائية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016.

تحقيقات أحدثت أثرها

في عام 2014، أنجزتُ أوّل تجربة لي في الصحافة الاستقصائية بدعمٍ من شبكة "أريج".. كنتُ حينها طالباً في السنة الرابعة بكلية الإعلام، وحاز التحقيق على جائزة "أفضل تحقيق استقصائي عربي عن فئة المطبوع" ضمن مؤتمر "أريج" السنوي السابع.

التحقيق تحدّث عن انتشار مافيات تنقلُ ملكية منازل المهجّرين والنازحين وتبيعها دون علمهم، وبعد نشره بعدة أيام تجاوبت وزارة العدل السورية مع التحقيق، وأصدرت تعميماً مخصّصاً لخطاب التحقيق، أغلقت من خلاله الثغرات التي تساعد المزوّرين، وبالفعل انخفض معدَّل الاستيلاء على العقارات بشكلٍ كبير.

في عام 2016، أنجزت شبكة "أريج" تحقيقاً استقصائياً بعنوان "أطفال بلا نسب"، وبعد فترة من نشره طُرحت فكرة إقرار مشروع قانون خاص برعاية الأطفال المجهولي النسب في سوريا.

وعلى غرار هذين التحقيقين، أثبتت عدة تحقيقات أخرى فاعليتها في تحقيق هدفها الأساسي المتمثّل في "تغيير الواقع وليس نقله وحسب".

تزوير وكالات سورية، تحقيق لموقع الاقتصادي.
تزوير وكالات سورية، تحقيق لموقع الاقتصادي.

مساندة

تشهد الصحافة الاستقصائية في سوريا مساندة من بعض المنظمات الدولية المتخصّصة في هذا المجال. وعلى غرار مشروع "نحو صحافة عمق أخلاقية للصحفيين السوريين" الذي يسعى لتدريب صحفيين سوريين على إنتاج تحقيقاتٍ استقصائية، تقوم "الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية" بمد يد العون للجهات والأفراد العاملين في هذا المجال.

وأطلقت هذه الشبكة قسماً عربياً منها، وهو مبادرة تهدف إلى تعزيز ونشر ممارسة الصحافة الاستقصائية بين الصحفيين في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، وتعزيز البنية التحتية والتكنولوجيا التي تدعمها، وبناء شبكات تواصل مع الصحفيين المهتمين في المنطقة، وإيجاد فرص ارتباط مع زملائهم في جميع أنحاء العالم.

تقول محرّرة القسم العربي في الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية مجدولين حسن: "تصلنا طلبات من قبل العديد من المنظمات السورية المتخصصة في تطوير الصحافة، معظمها ترغب في تطوير عملها في هذا المجال بسبب الحرب والصراع الممتد منذ سنوات".

وتضيف "هناك جوانب غير محكية في الحرب السورية، وتتداخل الأطراف الضالعة بها، وترى المؤسسات السورية أن هذه الجوانب تستحق أن يعرفها العالم، وتعتقد أن الصحفي السوري الموجود في الميدان هو فقط من يمكنه أن يرويها".

وتابعت مجدولين "ما نحاول فعله كمنظمة هو ربط تلك المؤسسات السورية مع جهات عربية أو عالمية بحيث يعمل الطرفان على إنتاج التحقيقات الصحفية معاً أو بناء قدراتها عبر تقديم الاستشارات التدريبية التي تحتاجها، ومساعدتها لإيجاد مصادر تمويل يساعد على بناء قدراتها وضمان استمراريتها".

 

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 26 مارس, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021