مباشر من بغداد.. أن تكون القصة

تبدأ الحرب كما تفعل عادة بكسرٍ لهدوء حياة الناس وعاداتِ أيامهم، وتبدأ في فيلم "مباشر من بغداد" ( Live from Baghdad ) بمشهد استهلالي يخلط صخب قاعة سينما تعرض مشهدا من فيلم "تريمورس" ( Tremors ) تخرج فيه مخلوقات غريبة من تحت الأرض لتحتل قرية صغيرة بصمت مدينة الكويت الوادعة، إذ زحفت عليها الدبابات وفرق الجيش العراقي ذات خميس دافئ من أيام أغسطس/آب الأولى عام 1990. تختلط الأصوات العالية في الفيلم المعروض، بأصوات القصف وزحف المدرعات على عاصمة الكويت.. يمتزج المشهدان بسينمائية بالغة، فيخرج الناس ذعرا إلى الشوارع مسابقينَ الجنودَ إلى البيوت، لعل بها بقية أمانٍ فرَّ من قاعة السينما على أزيز المدافع والراجمات.

صناعة القصة

كان ذلك عندما بدأت "حرب الخليج الثانية" باحتلال العراق للكويت. وعلى طرفِ الدنيا الآخر، في مقر قناةِ "سي.أن.أن" ( CNN ) بأتلانتا في الولايات المتحدة، كان المنتج روبرت وينر يقنعُ مديريه بإرساله إلى بغداد لتغطية الحرب الدائرة هناك - كان يرى أن تلكَ المَهَمة ستكون أشبه بالمشي على المريخ بالنسبة له- بعدما أرسلت بقية القنوات الأميركية الكبرى "سي.بي.أس" ( CBS ) و"أي.بي.سي" ( ABC ) مراسليها إلى العراق. ينجح وينر في إقناع القناة، ويصل فريق السي.أن.أن إلى "مطار صدام حسين" في بغداد يوم 23 أغسطس/آب، بعد ثلاثة أسابيع من دخول القوى العراقية الكويت، لتبدأ بوصوله قصة خبرية ربما تكونُ الأهم في تاريخ السي.أن.أن التي بالكاد مرَّ عقد من الزمن على إنشائها آنذاك.

يحكي فيلم "مباشر من بغداد" القصة التي كتبها المنتج روبرت وينر عن ستة أشهر قضاها متنقلا بين شوارع بغداد وفندق الرشيد، حاكيا مع فريقه يوميات الحرب والتوتر والخوف والألم التي عاشتها بغداد والكويت، عبر عدسة المصور وحروف المنتج. يأخذنا الفيلم خلف شاشات التلفزيون والصور والبيانات المتبادلة عليها بين الحكومة العراقية وحلف "عاصفة الصحراء"، يُدخلنا في تفاصيل العملية الإعلامية التي قفزت بقناة السي.أن.أن من مجرد وسيلة إعلام أميركية متوسطة الحجم والوصول، إلى قناة عالمية لها صوت ينتظر الجميع سماعه، لأنها كانت في ليلة من منتصف يناير/كانون الثاني 1991؛ القناةَ الأميركية الوحيدة التي تبث مباشرة من بغداد إلى كل العالم أضواءَ السماء وهزات الأرض.

لقطة من الفيلم، يوتيوب.
لقطة من الفيلم، يوتيوب.

يبدأ فريق السي.أن.أن عمله بتقرير عن الأجانب "الرهائن" الذين كانت الحكومة العراقية تحتفظ بهم تحسبا لأي اشتباك عسكري مع الغرب، ويتدرج عمل الفريق يوما بعد يوم إلى بث قصص مختلفة، تصل بروبرت وينر إلى مقابلة وزير الإعلام العراقي في تلك الحقبة ناجي الحديثي، وطلبِ مقابلة مع صدام حسين.. مقابلة سيفشل في الحصول عليها أول مرة، لكنه يحصل بالمقابل على صداقة مع الحديثي وفرصة لزيارة الكويت والتصوير في ثلاثة مستشفيات، أحدها انتشرت عنه أخبار متعلقة بموت أطفال فيه نتيجة إخراجهم من محاضنهم، فيكونُ روبرت وزملاؤه -بدخولهم ذاك- الفريقَ الصحفي الأميركي الوحيد على الأراضي الكويتية. لكن بعد وصولهم الكويت وتصوير تقريرٍ أول، يكتشفونَ أن تسهيل دخولهم إلى هناك لم يكن من أجل عملهم الصحفي، وإنما ليكونوا أداة بروباغندا إعلامية محايدة تبرّئ حكومة العراق من تهمة قتل الأطفال. وتنقل لنا تلك الحادثة جزءا مما يحدث في الحرب، عندما تتلاعب الأنظمة بالمتاح لها من وسائل، لتبلغ أهدافها الدعائية والسياسية، وتوضح لنا أيضا أن الصحافة مهما كانت حذرة ومحترفة، فهي دائما عرضة للفشلِ والاستغلال، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحروب التي يجد الصحفي نفسه فيها بين معسكرين متقابلين، فتكون التغطية والتمسك بموقف موضوعي مما يجري أمرا صعبا، إن لم يكن مستحيلا.

بعد عودة فريق السي.أن.أن من الكويت يحصلونَ هذه المرة على مقابلة مع صدام حسين، نُقلت للعالم يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 1990، وأعلنَ فيها صدام رفضه الخروج من الكويت، ضاربا المثال بخروج أميركا من هاواي إذا تعرضت لضغوط من أجل ذلك.

التحول إلى قصة

في "مباشر من بغداد" نرى تعقيدات عمل المراسلين الحربيين، وإكراهات الواقع السياسي والاستخباراتي والدبلوماسي التي تجعل الصحفي يتحول من مجرد ناقل للخبر ومحلل للحدث، إلى جزء من الخبر نفسه وأداة بيد نفسه وبيد غيره لتمرير الرسائل وإيصال الإشارات، بين المتحاربين من جهة، وبين وسائل الإعلام نفسها من جهة أخرى.

نرى في الفيلم طبيعة الصراع النفسي وصعوبة العمل الصحفي عندما يتعلق مباشرة بأرواح الناس وحيواتهم، ونرى أيضا كيف تضيف الحرب إلى أي صحفي يغطيها شيئا آخر غير عمله المهني، طبقة من التعلق بالحدث والاندماج فيه والارتباط العضوي معه، تجعل نجاحه في تغطيته مسألة وجودية له، حتى لو جلبت معها احتمال الموت بين نيران المتحاربين.

مع تقدم "عاصفة الصحراء" واحتدام التصريحات المتبادلة، وإعلان جورج بوش الأب من السعودية موعدًا للتدخل العسكري الأميركي إذا لم يسحب العراق جيشه من الكويت، ومع اقتراب ساعة الصفر لذلك التدخل، واشتداد التوتر بين جميع الأطراف، وخلو شوارع بغداد من مارّتها يوم 13 يناير/كانون الثاني 1991، ومغادرة جميع الفرق الصحفية للعراق إلا فريق السي.أن.أن، يلجأ صدام حسين إلى ذلك الفريق لإجراء مقابلة ثانية يحاول فيها كسب بعض الوقت، محددا موعدها بالتزامن مع انتهاء المهلة الأميركية.

صحفيون يطرحون أسئلتهم على ريتشارد تشيني، سكرتير الدفاع في مؤتمر عقدته الولايات المتحدة مع السعودية خلال عملية عاصفة الصحراء، السعودية، 1 فبراير/شباط 1991-غيتي.
صحفيون يطرحون أسئلتهم على ريتشارد تشيني، سكرتير الدفاع في مؤتمر عقدته الولايات المتحدة مع السعودية خلال عملية عاصفة الصحراء، السعودية، 1 فبراير/شباط 1991-غيتي.

في خضم تلك التداعيات، يجد وينر وزملاؤه أنفسهم عالقين في بغداد، بعضهم يريد الرحيل ليعود إلى أهله، وبعضهم يريد البقاء ليغطي ما يُتوقع أن يحدث، لكن مرةً أخرى تبدأ الحرب فجأة، هذه المرة على أرض العراق. في فجر 17 يناير/كانون الثاني 1991، تبدأ طائرات "أف-117" المُتخفية عن مراصد الرادارات بقصفها لبغداد، فيرد الجيش العراقي بإضاءة سماء العاصمة بآلافٍ من القذائف المضادة للطيران، عندها تتحول نافذةُ جناح فريق السي.أن.أن في الطابق التاسع من "فندق الرشيد" إلى "شاشةٍ" للعالم كله، يسمع عبرها التفاصيل المباشرة لما يحدث، حيث يتبادل ثلاثة من مراسلي القناة التعليقَ الصوتي على القصف من السماء للأرض ومن الأرض للسماء، وتستمر تغطيتهم حتى الصباح، حيث ينكشف النهار عن دمار المباني وخراب المنازل والدخان الذي يملأ الأجواء.

في تلك الليلة بالذات أثبتت السي.أن.أن جدارتها بالسبق والصبر الصحفييْن، وحقق وينر "مشيتَه على المريخ" التي كانَ يحلم بها حين تمكّن من إقناع مديريه في أتلانتا باختياره لتغطية الحرب. ما حدث في تلك الليلة ذاتِ "العتمة الباهرة"، أن السي.أن.أن صنعت الخبر، وكانت هي الخبر.

بين السينما والصحافة والتأريخ

من الناحية السينمائية، يعتمد الفيلم كثيرا على الموسيقى التصويرية لإحداث التأثير الدرامي المناسب في مشاهده المختلفة، وتكون تلك الموسيقى غالبا ملازمة للتحولات السردية التي ترافق التأثر النفسي للممثلين بما يجري من حولهم أثناء تطور القصة وتعقدها، وما تحركه في نفس كل واحد منهم. وينقل أيضا بعض الصور الواقعية لحياة البغداديين في بداية التسعينيات، ويصور جزءا من طبيعة النظام السياسي القائم حينها، وكيف كان يتعامل مع الأشخاص والأحداث. كما ينقل صورا ومقاطع وحقائق وثائقية عن الحرب في الكويت، وما كانت تفعله، ليس بالكويتيين فقط، بل بالعراقيين الذين وجدوا أنفسهم بعد أشهر من بدئها، تحت قصف 34 دولة تحالفت على إنهاء احتلال الكويت.

مايكل كايتون من اليسار وبجانبه روبرت وينر، إنغريد فورمانيك وهيلينا كارتر خلال عرض الفيلم بنيويورك. 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، تصوير إيفا أغوستيني-غيتي.
مايكل كايتون من اليسار وبجانبه روبرت وينر، إنغريد فورمانيك وهيلينا كارتر خلال عرض الفيلم بنيويورك. 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2002، تصوير إيفا أغوستيني-غيتي.

أنتجَ فيلم "مباشر من بغداد" بين مناطق في المغرب وأستوديوهات هوليود ومواقع تصويرية في أميركا، وعرضَ يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2002، بعد 11 عاما على نجاح "عاصفة الصحراء" في تحرير الكويت.. عُرض الفيلم وصدام حسين لا يزال رئيسا للعراق، بينما تحول الحديثي من وزارة الإعلام إلى وزارة الخارجية العراقية، عاما قبل غزو الولايات المتحدة بقيادة جورج بوش الابن للعراق بحجة امتلاك نظام صدام أسلحة دمار شامل. لم يركز الفيلم كثيرا على تفاصيل "حرب الخليج الثانية" في الكويت، رغم اعتماده على صورها الحقيقية لسرد قصته، على طريقة الأفلام التلفزيونية، وإنما ركز على الجانب الصحفي من تلك الحرب، جانب نقلها وتوثيقها وبثها للعالم، جانب الإعلام فيها، وكيف كانَ تأثير الصحافة على تلك الحرب، وتأثرها بها.

لاقَى "مباشر من بغداد" ردودَ أفعالٍ نقدية إيجابية، وبلغ تصنيفه 7.4 على موقع "آي.أم.دي.بي" ( iMDB )، والفيلم من بطولة مايكل كيتون وهيلينا بونام كارتر.

 

المزيد من المقالات

عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 11 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023