هندسة العنوان في البناء الصحفي

أول ما يلتقي به الصحفي قراء جريدته هو العنوان، فإذا استثنينا المواد المختصرة التي يتم تجميعها في ركن معين من الجرائد تحت اسم لا يتغير، فكل المواد التي تنتجها الصحف تحتاج عناوين، بل أضحت هذه الأخيرة ضرورة قصوى في عصر الصحافة الرقمية، إذ تحتاج كل مادة عنوانا حتى يتم تمييز رابطها عن آلاف الروابط الأخرى التي تدور في الفضاء الإلكتروني.

وكثيرة هي المحاولات التي تبتغي تعريف العنوان الصحفي، غير أنه يمكن القول -وانطلاقا من غالبية المحاولات الأكاديمية والمهنية- إن العنوان الصحفي يشكّل بطاقة تعريف مصغرة للمادة الصحفية. وبتعبير آخر، فالعنوان يعرّف مضمون المادة الصحفية وزاوية معالجتها ونوعيتها حتى يُفردها عن بقية المواد الأخرى، وهو أساسا يهدف إلى الإخبار في الأجناس الخبرية، وجذب انتباه القارئ في كافة الأجناس الصحفية. ومن خلال العنوان، يمكن أن نعرف الخط التحريري للمؤسسة الإعلامية، كما يمكن أن نستشف مدى مهنيتها.

وكحال المواد الصحفية، هناك عناوين رديئة وأخرى جيدة، وعموما فإن العنوان الرديء يقتل المادة الصحفية وإن كانت جيدة، بينما لا يتيح العنوان الجيد إنقاذ المادة الرديئة. بل إن وضع عنوان ناجح لمادة غير ناجحة، يؤكد قصور المهنية عند الجريدة، ممّا يسبّب خللا في الممارسة الصحفية، لذلك يبقى الحرص على المهنية في العنوان ومضمون المادة من أدوات نجاح الصحفي في بلوغ مقاصده، وبالتالي نيله احترام القارئ وتقديره.

وتبقى سمات العنوان الجيد متعددة، ويرى أستاذ الصحافة المغربي عبد الوهاب الرامي (1) أن العنوان الجيد يجب أن يكون حاملا للجديد وراهنا على مستوى الرأي والخبر، وأن يكون دقيقا ومتضمنا لمعلومات أو أخبار بما يُجنّب العناوين الفضفاضة والشاملة، وأن يكون وفيا للمقال سواء لمضمونه أو لجنسه، وأن يكون سهل الإدراك وبسيطا ومفهوما، وأن يحترم ضرورة أن يكون قريبا من اهتمامات من يتوجه إليهم (ما يعرف بقانون القرب)، زيادة على أن يكون حيويا عبر توظيف الاختزال والأسلوب المباشر وتجنب اللعب بالألفاظ. ويمكن أن نضيف كذلك أن يكون موضوعيا ومتزنا، وأن يحترم أقصى شروط السلامة اللغوية.

وللتركيز على سمة الوفاء للمقال، فالصحفي المغربي خالد بنشريف يشير في بحث له إلى أن العلاقة بين مضمون المقال والعنوان تتحدد على ثلاثة أقسام: الأول هو العلاقة الجزئية، وفيها يُحيل المحرّر إلى جزئية وردت في المقال ويركز عليها. وهناك العلاقة الكلية، وفيها يَختزل العنوانُ النصَّ بناء ودلالة بشكل كامل. وهناك علاقة إيحائية وفيها تُترك للقارئ مهمة استنباط المعنى الذي يرتبط بالنص معتمدا على خلفياته. ويمكن القول إن العلاقة الكلية يمكن أن تُحيل إلى مضمون النص دون اختزاله كما هو الحال في العناوين الاستفهامية وعناوين الاستطلاعات "الريبورتاجات"، بينما يمكن الإشارة إلى أن العلاقة الإيحائية تظهر أكثر في بعض أجناس الرأي، خاصة العمود الصحفي.

هفوات مشتركة بين الصحافة الرقمية والمطبوعة

هناك أخطاء مشتركة بين العناوين الصحفية بصنفيها الرقمي والمطبوع، ويعود ذلك أساسًا إلى ضعف الإلمام بالقواعد الصحفية أو التسرع في الإنجاز أو عدم إيلاء العنوان ما يستحقه من عناية أو عدم اهتمام المؤسسة الصحفية بثقافة العنونة، وهذا النوع من الأخطاء يبقى بنيويًا في الصحافة العربية التي تعاني من مشاكل كثيرة جعلتها تتخلّف عن الصحافة العالمية، لا سيما أن المحرّر كثيرًا ما يُترك لوحده أمام إكراه وضع عنوان مناسب دون تأطير من رئيس أو سكرتير التحرير، ونجد أحيانا أنه رغم تدخلهما في الصياغة فإن العنوان يبقى قاصرًا، خاصة عندما لا يدقق في المعلومات التي حملتها المادة.

ومن هذه الأخطاء خلط عناوين المواد الخبرية بالرأي أو أدلجتها أو تضمينها أحكاما قيمية ووضع عناوين طويلة لمواد إخبارية قصيرة، والسقوط في الإثارة بقصد التشويق، وتضمين العنوان الكثير من المعطيات، واستخدام أدوات النفي، وكتابة عناوين غير متجانسة مع نوعية أو جنس المادة، ووضع مفردات تحمل التباسا في المعنى، وإغفال المصدر في حال معطيات لم يتم التأكد من دقتها، والوقوع في الحشو والإطناب، فضلا عن أخطاء إملائية وتعبيرية أو صياغة العنوان صياغة ركيكة.

نقائص منتشرة في عناوين المواقع الإخبارية

 

• عدم الوفاء لمضمون المقال

يرى المتتبع للصحافة الرقمية، دون أن تكون لديه بالضرورة ثقافة صحفية قوية، أنها تزخر بالنقائص الكثيرة على مستوى العناوين الصحفية، فعوض أن تقرّب هذه الأخيرة القارئ من مضمون المادة، تجعله ينفر منها وأحيانا يندم على نقره على الرابط، إذ تمارس الكثير من المؤسسات نوعا من الاحتيال على القارئ، فهو يقرأ في العنوان معلومة معيّنة أو يدفعه إلى تكوين فكرة ما، وعندما يقرأ المادة يجدها غير وفية أبدا للعنوان. وهذه الظاهرة السلبية انتشرت بشكل واضح مؤخرا، إذ ترغب بعض المواقع في جلب الزوار بأي وسيلة كانت، حتى لو اقتضى الحال ممارسة الخداع، وهو ما ينتفي تماما مع وظائف الصحافة.

ويمكن القول إن سمة عدم الوفاء لمضمون المقال هي الغالبة في خرق قواعد كتابة العنوان في الصحافة الرقمية، وينقسم هذا الخداع إلى شكلين: الأول ذكر معلومة غير صحيحة في العنوان وتصحيحها في مضمون المقال، ومن ذلك كتابة ما يشير إلى وفاة فلان، وعندما تنقر على المادة تجد أن الوفاة مجرد إشاعة. أما الشكل الثاني فهو المبالغة في العنوان، إذ يتحوّل التشويق إلى إثارة أو تهويل، ومن ذلك مثال: "عاجل.. مجلس الأمن يصفع الدولة الفلانية"، فعندما تنقر تجد أن لا شيء في المادة يستحق كلمة الصفع، أو تجد نعوتا غير مطابقة لمضمون المادة من قبيل: خطير ومأساة ومجزرة وصدام وفضيحة.. إلخ.

• غلبة العناوين التقديمية

ظاهرة أخرى انتشرت مع عناوين الصحافة الرقمية، هي ظاهرة العناوين التقديمية التي لا تحمل أي معلومة، وهي ظاهرة ترغب في حث القارئ على الدخول إلى المواد الإخبارية، ومن ذلك عناوين: "هذا ما قررته المحكمة في قضية فلان"، و"لهذا السبب لم ينعقد اجتماع مجلس كذا". والواضح أن هذه العناوين تخرق مبدأ ضرورة تضمين عنوان المادة الخبرية المعلومة الأساسية، كما أن هذه الظاهرة تتجنى على حق القارئ في معرفة أهم ما في المادة عبر عنوانها، فالقارئ يختار قراءة المادة انطلاقا من أهميتها بالنسبة إليه، ولا يقرأ إلا عندما يخلق له العنوان الفضول، أما عندما تجبره المادة على النقر عليها باتباع تحريض هذه العناوين التقديمية ثم يكتشف أن المادة غير مهمة، كأن يقرأ أن ما قررته المحكمة في القضية السابقة هو التأجيل، فحينئذ يحس أنه كان ضحية عنوان مضلل.

غير أنه وجب الاستدراك بأن بعض العناوين في الصحافة الرقمية تحتّم فعلا أن تكون تقديمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بمقال إخباري يتضمن الكثير من المعلومات على القدر ذاته من الأهمية، مما يجعل عملية تلخيصها جد صعبة، ومن ذلك مثلا خروج هيئة رسمية بعدة قرارات لا يستطيع الصحفي في بعض المنابر أن يختار الأهم من بينها، أو إصدار تقرير يحمل الكثير من المعلومات. وأحيانا، يضع الصحفي عنوانا مشابها لتصريحات شخصية معينة حتى يتيح للقراء متابعة كل ما جاء في التصريح بدل أن ينتقي الأهم.

• التقصير الشديد للعنوان

صحيح أن الاختزال يعد من سمات العنوان الصحفي الجيد، لكن قدرة الجرائد المطبوعة على وضع عناوين ثنائية (عنوان رئيسي وآخر فوقه) خاصة عندما يتعلّق الأمر بالحوارات والتقارير الصحفية المعمقة والمقالات التحليلية والتحقيقات والريبورتاجات، يُتيح لها مساحة أكبر توفّي تطلعات المحرر. بينما في الصحافة الرقمية، لا تتوّفر في الغالب إمكانية العناوين الثنائية من سطرين، لا سيما أن الجريدة ملزمة بعنوان واحد يظهر عند مشاركة الرابط في الشبكات الاجتماعية أو لأرشفته في محركات البحث. وحتى لو استدعت الضرورة عنوانا ثنائيا، فالمحرّر يكتبه في سطر واحد.

لذلك تجنح المواقع الإلكترونية نحو الاختزال في العنونة، مع ما يستدعيه ذلك من حرص شديد على اتساق العنوان مع النص، بيد أن هذا الاختزال الشديد كثيرا ما يتحول إلى تقصير للعنوان ممّا يُضيّع تفاصيل مهمة، ومن ذلك عدم ذكر المصادر التي تُنسب إليها المعلومة أو التصريحات، أو عدم الإشارة إلى مكان الواقعة، أو تقديم عناوين شاملة (يسميها عبد الوهاب الرامي عناوين الإطار)، أو الاقتصار على جزء من السياق، ممّا يخلق الالتباس ولا يتناسب مع الموضوعية المطلوبة.

السبيل إلى عناوين رقمية جيّدة

من الصعب أن ندعي امتلاك وصفة سحرية لعناوين صحفية قوية في الصحافة الرقمية، فالثابت أن اكتساب مهارة العنونة الجيدة يأتي مع الخبرة المهنية، ولا يمكن لمجرد قواعد مكتوبة أن تمنح لأي كان إمكانية النجاح في تحدي العنوان القوي. ويتعزز ذلك مع حقيقة أن الصحافة الرقمية لا تزال تعيش مراحلها الأولى بالنظر إلى حداثتها النسبية، لذلك خلت الكثير من مؤلفات الصحافة حول العنوان من الإحاطة بمعايير العنوان الرقمي الناجح.
وزيادة على معايير العنونة الناجحة التي ذكرها الرامي أعلاه، وتنطبق كذلك على العنوان الرقمي، يمكن أن نضيف خمسة معايير لجعل هذا العنوان أكثر قوة:

• تطوير الملكات الصحفية: يمكن القول إن تطوير ثقافة العنونة الصحفية ينطلق أساسا من الإلمام بقواعد الكتابة الصحفية وأخلاقياتها، فاستيعاب هذه القواعد والأخلاقيات ينعكس إيجابيا على طريقة تحرير العناوين. ومرد ذلك أن هذه الأخيرة تعدّ جزءا من العملية الصحفية التي تبدأ من تجميع المعلومات ثم تحريرها وبعدها إيصالها إلى المتلقي، والصحفي الذي يطوّر إمكانياته المهنية تصير قابليته لصياغة عناوين جيدة أمرا يسيرا، لأنه ركز على الأساس، أي الزاد المهني الرصين، وبعدها يمكنه أن يركز أكثر على متطلبات الوسيط الإلكتروني.

• التمرّن على الاختزال الشديد، وذلك عبر حذف كثرة أدوات الربط والكلمات المكرّرة، ووضع عنوان تركيبي في حالة وجود تصريحات من مصادر متعارضة داخل المادة، عوض أن يتضمن العنوان جزءا من كلام كل مصدر. ويمكن الاعتماد على ما تقوله الصورة الرئيسية لتقليل حجم العنوان، ومن ذلك الاكتفاء بلقب الشخصية المحاوَرة ووضع صورتها بدل كتابة اسمها الكامل وصفتها في العنوان، كما يمكن الاستعانة بأول جملة من المادة لذكر تفاصيل تعطي للعنوان دلالة أكبر، فعند مشاركة المواد في الشبكات الاجتماعية، يمكن للمتلقي أن يقرأ أول جملة من المواد دون النقر عليها، ممّا يتيح فهما أكبر لطبيعة الموضوع قبل النقر عليه.

• استخدام الكلمات المفاتيح: العنوان يستمر مصاحبا للمادة الصحفية في محركات البحث، ويمكنه أن يتحوّل إلى مرجع لمعلومة يبحث عنها الناس في هذه المحركات، لذلك من الأفضل استخدام كلمات مفاتيح قوية تعرفها محركات البحث، خاصة أسماء الشخصيات والأماكن والمؤسسات.

• استخدام الأرقام: تفضل محركات البحث العناوين التي تتوفر على أرقام تختزل معلومات كثيرة، من ذلك مثلا: "خمسة أفلام حققت أعلى إيرادات لهذا العام" أو "عشرة مؤشرات تربط مورينيو بمانشستر يونايتد". صحيح أن هذه المواد ليست إخبارية، وكثيرا ما ترتبط بمجال الترفيه، لكنها تجذب القارئ وتمكّنه من توسيع معارفه، ويكون أفضل لو ارتبطت هذه الأرقام بكلمات من قبيل أفضل، أقوى، أكثر، لكن شريطة أن يرتبط هذا التقييم بمصادر لها مصداقية عوض أن تدخل في الإثارة المجانية.

• تحديث معطيات العنوان: خلافا للعنوان في الجريدة المطبوعة، على الصحفي العامل في جريدة رقمية ألا يجد حرجا من تحديث معطيات العنوان في حال وقوع أي جديد، لا سيما عند تغطية الأحداث المتجددة، فمثلا عند تغطية عدد ضحايا هجوم ما، لا يصح الإبقاء على الرقم القديم عند ورود رقم جديد، فذلك يؤثر على مصداقية المؤسسة عند إيجاد القارئ للرابط عبر محركات البحث، حتى لو نشرت المؤسسة مادة جديدة تتوفر على الأرقام الصحيحة.

ختامًا، يبقى من الضروري التأكيد أن جنوح بعض المؤسسات الصحفية عن قصد إلى ارتكاب إخلال بقواعد كتابة العنوان، يعود إلى رغبتها في تحقيق توازن مالي، بما أن الصحافة الرقمية تبقى مجانية في غالبيتها، وبالتالي تعتمد على عدد الزيارات لجلب المعلنين، غير أن الإصرار على جذب القراء بأساليب غير احترافية يضرّ بالمؤسسة ويخدش صورتها لدى القراء.

وعموما، فعلى المواقع والصحف أن تتفهم حقيقة تاريخية، أن نسبة القراء الذين يكتفون بقراءة العنوان كانت وستبقى أكبر من نسبة من يقرؤون المادة، فحتى عندما يشتري القارئ الجريدة المطبوعة ويكون لديه متسع من الوقت لقراءة كل موادها، يتحاشى قراءة كل شيء ويعتمد على العنوان بوصلة لتحديد حاجياته، ومتى اختلت هذه البوصلة، فالعلاقة بين القارئ والصحافة ستتأثر، وسيتحول عنوان غير مهني إلى رصاصة جديدة تنخر جسد الصحافة الذي يعاني كثيرا من الثقوب.

 المراجع

(1) عبد الوهاب الرامي: "العنوان الصحفي، أقصر الطرق إلى القارئ".

المزيد من المقالات

عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 11 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023