التغطية الصحفية بلبنان.. مهنة المتاعب أم الأخطاء؟

هي في كل العالم مهنة المتاعب، غير أنها في لبنان مهنة المتاعب والأخطاء على السواء، فما يشهده عمل المراسلين الصحفيين من أخطاء مهنية فادحة، خصوصافي الأحداث الكبرى، يجعل المراسل ومؤسسته ومعايير وأخلاقيات المهنة عموما، محلّ امتحان دائم.. امتحان معروفة نتائجه سلفا.

في الانفجار الذي ضرب الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، ارتكب المراسلون وقنواتهم -كما لاحظ مراقبون كثر- كمّاً من الأخطاء يتطلب عمرا مهنيا كاملا لارتكابه. فقد نشرت مختلف القنوات المحلية صورا لأحد ضحايا الانفجار بوصفه "الانتحاري الثالث"، ليتبين لاحقا أن لا وجود لانتحاري ثالث. 

كما تم تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لمواطنين يعتدون بالضرب على أحد الشبان، فتبنته وسائل الإعلام مباشرة ودون تدقيق، وجرى تقديمه على أساس أنه لحظة إلقاء القبض على "الانتحاري الرابع"، وبقية القصة معروفة!

هذا غيض من فيض ما تقترفه وسائل الإعلام المحلية ومراسلوها أثناء التغطيات التي تقتضي أداء احترافيا عاليا يغلّب الدقة على السرعة، ومقتضيات المصلحة الوطنية العليا على ما عداها من اعتبارات.  

فلماذا ترتكب المؤسسات ومراسلوها هذه الأخطاء؟ وما العمل لتفاديها؟

دور المراسل إعلام الناس لا تعليمهم

يقول مذيع ومراسل قناة "أل.بي.سي.آي" والأستاذ الجامعي يزبك وهبة "إن دور المراسل الصحفي الإعلام، أي إعلام الناس بمشاهداته، لا تعليمهم".

ويضيف وهبة لمجلة "الصحافة" أنه في الأحداث الكبرى -كالانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2015- تصبح مهمّة الصحفي أصعب من الأوقات العادية، إذ "تتطلب تغطية من هذا النوع دقة استثنائية، والتأكد من مصادر المعلومات الكثيرة من أكثر من مرجع، الأمر الذي يؤدي إلى وقوع الصحفي في عدم الدقة الذي تزيد منه المنافسة الشرسة بين المراسين لنشر أول خبر يصل إليهم بلا تدقيق".

ويفضِّل وهبة "الانتظار قبل نشر معلومات غير مؤكدة، والتأكد منها من مصدرين حتى لو نشرتها مؤسسة منافسة، لأن المصادر الرسمية قد تخطئ في الأحداث الكبرى، كما جرى في انفجار الضاحية، حيث تحدثت مصادر رسمية عن وجود انتحاري ثالث، فتم تبني هذه المعلومة من قبل غالبية وسائل الإعلام دون أن يقال إنها غير مؤكدة".

على أن معيار الدقة في نقل المعلومة لا يلقى صدى لدى إدارة بعض المؤسسات -وفق وهبة- التي تضغط على مراسليها لتبني معلومات تبنتها قناة منافسة، خصوصا أثناء النقل المباشر. فهذا "النقل المباشر الذي يستمر لساعات، يمنع المراسل -الذي يكون في موقع الحدث بمفرده وبلا معاونة من منتِج (producer)- من البحث عن المعلومة، فيتورط على الهواء في نقل معلومات مغلوطة".

ويرى أن الخطورة كامنة في التنافس الحاد بين مراسلين لا يفرّقون بين السرعة والتسرّع، وينقلون أول معلومة تصلهم بلا حساب للدقة إطلاقا.

يقارن وهبة بين التغطية الصحفية أثناء هجمات باريس والتغطية الصحفية في لبنان، ليخلص إلى أن المعايير المهنية العالية التي حكمت عمل وسائل الإعلام الفرنسية والعالمية، ليس مردها إلى الضوابط المهنية الذاتية والتنظيمية الخارجية فحسب، وإنما إلى الثقافة العالية التي تميِّز الفرنسيين أيضا، حيث لم يقم أحد بنقل الجرحى والجثث إلى المستشفيات قبل وصول سيارات الإسعاف، كما أن المراسلين يبقون بعيدين عن مسرح الحدث حتى لا يعبثوا بالأدلة.

ويلفت إلى أن المراسل المحترف يبقى من تلقائه بعيدا عن مسرح الجريمة، ولا يصور صور الجرحى والقتلى على الهواء مباشرة حتى لو أتيح له ذلك.

ويرى وهبة أن أهم سمات المراسل المحترف التمتع بالدقة والمصداقية وعدم التسرع، مشيرا إلى أن على المؤسسات الإعلامية ألا ترسل صحفيين مبتدئين لتغطية الأحداث الكبرى كالتفجيرات، وإنما ترسل صحفيين لديهم خبرة لا تقل عن خمس سنوات لتغطية الكوارث والانفجارات.

ويحمِّل وهبة إدارات المؤسسات التلفزيونية المسؤولية عن الأخطاء المرتكبة أيضا، مشيرا إلى دورها في النقل المباشر لساعات أثناء أحداث خطيرة، مما يوقع المراسلين في أخطاء، إلى جانب بعثها المراسل بمفرده إلى مكان الحدث مما يعيق أداءه مهمته على أكمل وجه.

وبالنسبة للرقابة القانونية، يقول وهبة إنه على الرغم من أن القوانين اللبنانية مأخوذة بمجملها عن القوانين الفرنسية أثناء الانتداب، فإن دور المجلس الوطني للإعلام في لبنان لا يشبه بحالٍ دور المجلس الفرنسي، "ففي لبنان يُنتخب أعضاء المجلس على أساس مذهبي سياسي، ودوره استشاري وليس ملزما، بينما يجب أن يكون حاسما وقادرا على وضع الضوابط التنظيمية للقطاع وتطبيقها على وسائل الإعلام كافة. ومن تلك الضوابط -تمثيلا لا حصرا- منع نشر صور الجثث والجرحى أثناء التفجيرات، فضلا عن إلغاء مقدّمات نشرات الأخبار التي لا تلبّي وظيفة إعلامية، بقدر ما تسهم في الشحن المذهبي".

تجاوز المعايير المهنية هو القاعدة لا الاستثناء

يعترف مراسل قناة "الجديد" آدم شمس الدين بلا تردّد بأن التغطية الصحفية في لبنان تشوبها عيوب غير اعتيادية، مردُّها إلى أسباب ذاتية تتصل بالمراسل نفسه، وأخرى موضوعية تتعلق بالتنظيمات التي ترعى عمل وسائل الإعلام.

ويشير إلى أنه أثناء تغطية الأحداث الكبرى، كالانفجار الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت، يركز على نقل مشاهداته عن آثار الانفجار وطبيعته وموقعه، وعن حجم الضحايا والجرحى، لافتاً إلى أنه يسمح بنقل صور الجرحى، لكنه يرفض عرض صور الجثث.

ويؤكد شمس الدين ما لفت إليه وهبة أعلاه، حول "ضرورة عدم تأكيد معلومات في اللحظات الأولى لحصول انفجار، حيث تقع المصادر الرسمية في أخطاء عديدة، مثل القول أثناء انفجار الضاحية الجنوبية بوجود انتحاري ثالث، وأيضا مثل بث هويات الانتحاريين وعددهم على الهواء مباشرة، ليتبين لاحقا أن كل هذه المعلومات مغلوطة وغير صحيحة، برغم أن بعضها قيل على لسان وزراء وبعضها الآخر في بيان قيادة الجيش".

ويشرح أن المراسل يعجز أحيانا كثيرة عن التأكد من مصدر المعلومة أثناء تغطيته حدثا كبيرا، و"التحقق من المعلومة" هو دور غرف الأخبار والأستديو أثناء النقل المباشر، مشيرا إلى أن هذا الأمر يوقع المراسل في ارتباك كبير بفعل التناقض بين ما يراه وبين معلومات مذيع القناة في الأستديو. ويضرب مثالا على ذلك بالفيديو الذي نقلته مختلف وسائل الإعلام حول الانتحاري الثالث في انفجار الضاحية، حيث شاهد بأم عينه كيف أن أحد أبناء المنطقة كان يدافع عنه لأنه يعرف هويته ويعرف أنه من السكان، في حين كانت المصادر الأمنية تؤكد أنه الانتحاري الثالث.

ويرى شمس الدين أن تجاوز المعايير المهنية لا يقتصر على اللحظات الأولى للحدث، ولا على اليوم الأول وحسب، ففي الأيام التالية له ترتكب القنوات والمراسلون التابعون لها أخطاء غير مبرّرة تحت ضغوط وحش التصنيف (rating) وزيادة عدد المشاهدين.

ويعزو شمس الدين الارتفاع في مستوى الأخطاء إلى سببين، أولهما ضعف الضوابط المهنية والأخلاقية الذاتية، والثاني غياب دور الدولة، مما يغري الصحفيين بلعب دور المحققين، خصوصا أنهم يصلون مسرح الجريمة قبل الأجهزة الأمنية ويُتاح لهم الدخول، فيصبح المراسل مقصِّرا أمام إدارة المؤسسة إذا لم يقم برسالة من موقع الحدث، بينما يقوم مراسلو القنوات الأخرى المنافسة بالشيء نفسه. كما ينتقد فتح الهواء لساعات أمام المواطنين للإدلاء بشهاداتهم وآرائهم، فيغدو دور المراسل ضبط الآراء المتشنجة، مشيرا إلى أن تلك مهمة مستحيلة.

ويضيف "لو أن القوى الأمنية تضرب منذ اللحظة الأولى طوقا حول مسرح الحدث وتمنع كل المراسلين من الدخول إليه، فإن التغطية ستختلف إلى حد كبير، وستتحول إلى تغطية معلوماتية أكثر مما هي تحقيقية، وتصبح المنافسة بين وسائل الإعلام حول من يملك مصادر معلومات أقوى، ومن يستطيع توفير تغطية خبرية أوسع وأعمق للمشاهدين".

ويختم شمس الدين بالقول إن على المراسل ألا يقدم ما يطلبه المشاهدون، بل ما يجب أن يشاهدوه.

تصوير المَشاهد دون إيذاء المُشاهد

يقول مدير قسم التصوير في صحيفة المدن الإلكترونية المصور الصحفي علي علوش "إن دور المصور في الأحداث الكبرى أن ينقل صورة للقارئ أو المشاهد قادرة على تكوين انطباع لديه حول ماهية الحدث وطبيعته، لا أن يقدم صورة له قد تؤذي مشاعره أو تخدش حياءه".

ويضيف علوش لمجلة "الصحافة" أنه "في لحظة حصول انفجار على سبيل المثال، لا يكون لديّ هاجس إلا الوصول إلى موقع الحدث، وما هي المشاكل الأمنية التي سأواجهها، من دون أن تكون لديّ فكرة عما سأصور، فقد تعلمت من خبرتي أن كل حدث يوفر مادة بصرية جديدة".

في رأي علوش، يجب على المصوّر تصوير كل شيء، حتى الصور التي يجب أن لا تنشر لأسباب مهنية وأخلاقية، ويجب عليه ألا يتدخل في المشهد وأن يبتعد عن الناس قدر الإمكان. وإذا كان يتمنى ويحرص دائما على عدم نشر صور عنيفة، أو تتضمن وجوه أطفال في "المدن"، فإن القرار في غالبية وسائل الإعلام لا يعود إلى الصحفي أو المصور، بل إلى إدارة المؤسسة.  

ويرى أن الضوابط المهنية والأخلاقية تضعف كثيرا في التلفزيونات والمواقع الإلكترونية التي تستفيد من انتشار الهواتف الذكية بين أيدي المواطنين لتنقل عن وسائل التواصل الاجتماعي ما لا يجوز نقله، بلا تدقيق ولا احترام لحقوق الملكية الفكرية. لكنها في النهاية تعكس ثقافة شائعة في مجتمعاتنا لا تحترم عين المشاهد، وترى أن عرض صور جثث على الشاشات أو في المواقع أمر طبيعي، وهو جزء من وظيفة الصحافة.

ويختم علوش بالقول إن المصور المحترف يستطيع تصوير هول المشهد دون أن يؤذي مشاعر المشاهد، ودون أن يخرب مخيّلته.

وكالات أجنبية.. الدقة ثم الدقة ثم الدقة

لا يمكن للنقاش الدائر أعلاه أن يقف على أرضية تقييمية سليمة دون التطرّق إلى أداء وآلية عمل مراسلي الوكالات الأجنبية المحترفة. يقول أحد العاملين في وكالة أجنبية بالعاصمة بيروت -فضّل عدم كشف اسمه- إن عمل الوكالات يغلّب الدقة والمعايير الاحترافية الدولية في عمله، سواء أكان في بيروت أو في باريس.

فمراسل الوكالة الأجنبية ينطلق في تغطيته لأي حدث من قواعد عامة حيث يطلع المشاهد أو القارئ أولا على مشاهداته التي تترافق مع عرض صورة عامة لكل شيء، تبدأ من بعيد ثم تقترب شيئا فشيئا، مع الحرص التام على عدم نقل صور جثث، إلا بلقطات بعيدة وهي مغطاة. وفي المرحلة الثانية يبدأ المراسل استقاء المعلومات من شهود العيان ومن المصادر الرسمية، وفي المرحلة الثالثة في المستشفيات حيث يبدأ البحث عن عدد القتلى والجرحى ونوعية إصاباتهم.

ويركز المراسل في تغطيته للأحداث الأمنية على الدمار والجرحى والإسعاف ودور القوى الأمنية، ولا ينقل معلومات قبل التأكد منها عبر مصدرين مختلفين، وإذا شك فيها فإنه ينقلها مع تأكيد أنها غير مؤكدة، أو أنها نقلا عن الجهة الفلانية. كما أنه ينتظر صدور الرواية الرسمية للحدث من المصادر الرسمية، فلا يحلّل من رأسه أو يحاول لعب دور المحقّق.

ويضيف أن المراسل في الوكالة الأجنبية ينقل عن شهود العيان بلا تمويه للصوت أو للوجه، وإذا كان الموضوع يشكل خطرا على حياته، يستطيع الشاهد تغطية وجهه بحجاب، ويمنع عليه منعا باتا أخذ شهادة من هم دون الـ18 عاما، أو تصوير الأطفال دون إذن أهاليهم، وعليه دائما التأكد من الخبر من مصدرين، والانحياز الدائم إلى الدقة لا إلى السرعة.

الاحتراف مربح على المدى البعيد

يرى الأستاذ في كلية الإعلام بالجامعة اللبنانية أحمد زين الدين أن دور المراسل الصحفي أن ينقل الوقائع بتجرّد، ويضعها في قالب مهني، دون إعطائها أبعادا أو تفسيرها أو التدخل فيها. ويستدرك قائلاً "إن إعطاء أبعادٍ ممكنٌ في حالة واحدة؛ إذا قُدّمت في قالب مهني موضوعي كأن يقول المراسل نتيجة مشاهداته أو معرفته المسبقة بمكان الحدث: يبدو أن غالبية من الفقراء تقطن المكان".

ويشرح زين الدين لمجلة الصحافة أن الكثير من الصحفيين يتجاوزون معايير التغطية المهنية الحرفية البحتة، إمّا عن جهل بالقواعد المهنية، أو غالباً نتيجة غياب التوجيه المهني من قبل المسؤولين عنهم، مضيفاً "عندما تكون في الميدان وتغيب عنك القواعد والتوجيه، ستقع لا شك في الشطط".

ويشير إلى أنه "في أي بلد في العالم يحتكم عمل المهنة إلى المعايير المهنية والقوانين والأعراف الأخلاقية، وحين تكون في بلدٍ القوانينُ به غير مطبقة على كل المستويات، يصبح ارتكاب الأخطاء سهلا. فالأخلاقيات في أساسها ليست جبرية، لذا يسهل أمر تخطيها، وإذا تلازم هذه التخطي مع غياب المعايير المهنية، نصبح في حقلٍ الخطأُ فيه أقوى الاحتمالات".

ويرى زين الدين أن "الصحافة اللبنانية صحافة تمويل لا صحافة جمهور، فإذا أضيف هذا البعد إلى الأبعاد المذكورة أعلاه، يمكن الخلوص إلى نتيجة مفادها أن كل الشروط موفرة للصحفي كي يخطئ، لأن الجمهور الذي يُفترض به أن يحاسِب غير موضوع في الاعتبار".

كما يرى أن المشهد التنافسي السائد بين وسائل الإعلام في لبنان يوسع هامش الخطأ، حيث تؤدي السرعة في نقل الخبر بلا تدقيق من أجل زيادة عدد المشاهدين أو القراء، إلى أخطاء لا تحمد عقباها. كما أن القنوات ترسل مراسلين بلا خبرة مهنية لتغطية أحداث كبرى كالانفجارات، في حين أن وسائل الإعلام في العالم ترسل أكثر مراسليها خبرة لتغطية أحداث من هذا النوع.

"وفي ظل غياب الروادع التنظيمية، وفي ظل غياب هيئات تراقب وتحاسب وتتخذ إجراءات، وفي ظل عدم حرص وسيلة الإعلام على تقديم مادة قليلة الأخطاء، فإن المراسل لن يعدّ إلى العشرة قبل أن يرتكب خطأ"، وفق تعبير زين الدين.

"ففي فرنسا مثلاً، المجلس الموازي للمجلس الوطني للإعلام الموجود في لبنان يراقب على مدار الساعة أداء التلفزيونات ويتخذ إجراءات وقرارات قد تصل إلى حد سحب الرخصة، بينما المجلس اللبناني لا يستطيع القيام بدوره، بفعل طبيعة النظام السياسي اللبناني القائم على الحمايات، ويقتصر دور قانون المطبوعات على دعاوى القدح والذم والتعويضات".

ويلفت إلى أن القضاء مفتاح الازدهار، وأن اضطلاعه بدوره الرادع هو الذي يمنع مرتكبي الأخطاء -أياً كانت- من ارتكابها.

وإذ يدعو زين الدين إلى تفعيل دور "تلفزيون لبنان" الحكومي، نظرا لكون وظيفته تأمين تغطية وطنية ومتوازنة وغير طائفية للأحداث الكبرى، فإنه يستدرك قائلاً إنه في بلد تغيب فيه الخدمات العامة البديهية كالكهرباء والمياه.. من الطبيعي تغييب أدوار لا تقل أهمية، كإعلام الخدمة العامة.

ويرى الأستاذ الجامعي أن المشهد الإعلامي يشهد منافسة بين الإعلام العقلي والمنطقي والإعلام الذي يتلاعب بالعواطف،مشيرا إلى أن اللبنانيين ينحازون إلى المدرسة الثانية لكونها ديماغوجية وقائمة على استقطاب أكبر عدد من الجمهور كيفما اتفق.

ويختم بالقول إنه لا يمكن الارتقاء بمستوى المهنة بلا قوانين وهيئات ناظمة، ودون أن تعي المؤسسات أن الاحتراف أفضل لها، وأن دورها تأهيل محررين محترفين يعرفون القواعد ويلتزمون بها، وأن اللعب على العواطف لا يؤدي إلى الازدهار على المدى البعيد. ويشير إلى أن "الازدهار هو تراكم لبناء الثقة مع الناس، وعندما تصبح المؤسسة مرجعا لمعرفة معلومات عن أي حدث مستجد، حتى المُعلِن سيتوجه إليها، لأن الجمهور الأكبر والأكثر إخلاصا سيكون عندها". 

المزيد من المقالات

طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024