مقدم البرامج الإذاعية.. صمام أمان الراديو

مع مرور الوقت وفي ظل تزايد الأبحاث والدراسات التي تحاول الإجابة على أسئلة من قبيل: كيف نحافظ على الراديو؟ ما مستقبل الراديو في العالم الرقمي؟ وغيرها من الإشكالات المتعلقة بصناعة العمل الإذاعي، ظهر جليا دور مقدم البرامج في المحافظة على مكانة الراديو لدى المستمعين، وبدا أن العلاقة بين المقدّم ومستمعيه من أهم عوامل استمرار البث الإذاعي وانتشاره.

وبغض النظر عن بديهيات التكوين والتمكن والحضور والخبرات الضرورية التي يجب أن يتحلى بها كل من يعمل في هذا المجال، وغيرها من كلاسيكيات التقديم الإذاعي وتقنيات الإعداد والتقديم، فهناك عوامل تبدو اليوم أكثر أهمية، من أجل إيجاد علاقة متينة بين مقدم البرامج ومستمعيه، وهي العلاقة التي وصفها أحد خبراء الراديو في إنجلترا بـ"غسيل الدماغ" (1)، وصنفتها عدة بحوث على أنها واحدة من أهم ركائز انتشار الراديو. ومن ضمن تلك العوامل:

  • إظهار الشخصية الحقيقية 

فمقدم البرامج الإذاعية الذي يرغب في شد المستمعين، وإيجاد تواصل حقيقي وعلاقة متينة معهم، يحتاج إلى أن يعاملهم وفق خريطة شخصيته الحقيقية، بمعنى ألا يتحول إلى "كراكتير" أو "شخصية"، فيفصل بين شخصيته الحقيقية وشخصية المقدم، كمن يرتدي معطف التقديم ثم ينزعه بمجرد خروجه من الأستوديو.

ويقصد بإظهار الشخصية الحقيقية التعامل المتبسط والأريحي النابع من قناعات ومشاعر وأفكار حقيقية وليست متبناة أو مسقطة، أي أن يكون مقدم البرامج قريبا من نفسه ولا يتشبه بغيره ولا يتصف بما ليس فيه، وأن يتصرف كأنه يجلس بين أصدقائه أو عائلته، يتحدث بنفس الروح المنفتحة على الآخر، دون تكلف أو تصنع أو ما يسمى مهنيا "الأداء".

بات من المهم اليوم أن يعرف المستمعون بعض تفاصيل الحياة الشخصية لمقدم البرامج منه تحديدا وبشكل عفوي أثناء لقائه بهم، أي ليس في تصريح أو حوار معه، بما يوحي لهم أنه واحد منهم ولا يجد حرجا في إشراكهم ببعض التفاصيل المتعلقة به وبعائلته أو بانشغالاته، كأن يعرفوا أسماء أبنائه، سنهم، نوع الرياضة التي يمارسها، ماذا تناول هذا الصباح قبل دخوله الأستوديو؟ ومع من اختلف؟ وغيرها من المعلومات القابلة للتداول بين "الأصدقاء".

باختصار، على مقدم البرامج الإذاعية أن يكون فخورا بشخصيته الحقيقية، وسعيدا بتقديمها للآخرين.

  • عدم الظهور بمظهر الخبير

يعتقد بعض مقدمي البرامج الإذاعية أنهم مطالبون بأن يكونوا على معرفة ودراية بكل شيء مما يمنحهم درجة متقدمة على مستمعيهم، فيتحولون إلى مرشد/ملقن، وبالتالي تتحول العلاقة إلى علاقة عمودية بين طرف فوقي وطرف سفلي، فيشعر المقدم أنه فوق مستمعيه ويشعرون هم بهذا التفوق، سواء اللغوي أو الفكري أو الطبقي.

والحال أن المذيع الناجح هو الذي يستطيع أن "يوهم" مستمعيه بأنه في نفس مستواهم، وأن يمرر المعلومة ليس بوصفها "درسا"، وإنما بشكل يوحي لمن يستمع أنه "شريك معرفي"، وأن الجميع يتعلم من بعضهم البعض.

وهنا تأتي أهمية الاستماع المتبادل كعامل مساعد في توطيد العلاقة بين مقدم البرنامج ومستمعيه، ففي الغالب هو من يتكلم وهم من يستمعون، لكن استماع المقدم لمن يتابعونه لا يقل أهمية، وهو استماع عضوي (عبر الهاتف أو الرسائل)، أو "حسي" أي أن يتعامل مع من يخاطبهم كأنه يراهم ويرى ردود أفعالهم ويفهم لغة أجسادهم. هذا الرابط "الحسي" بينه وبينهم موجود بالفعل، وما على المقدم إلا تلمس أطراف الخيط الذي يربطه بمتابعيه، والتحكم التدريجي فيه بحيث يصبح قادرا على شده وإرخائه بالشكل والوسائل المناسبة.

ولا ينفي عدم الظهور بمظهر الخبير في كل شيء وجوب حرص المقدم على الاطلاع، والبحث في المواضيع التي يطرحها أثناء الإعداد للبرنامج، وهذه واحدة من أساسيات العمل الإذاعي، أي البحث والإعداد المسبقين للمواضيع.

ولكي لا يحصل خلط هنا: لنفرض أن مستمعا سأل أو عرّج على نقطة خارج سياق الموضوع المطروح للنقاش، وليس لمقدم البرامج علم كاف بها، فمِن الأفضل ألا يتظاهر بأنه يعرف.

  • اللغة

يُطرح في هذا الجانب موضوع اللغة كعامل تقارب رئيسي بين مقدم البرامج ومستمعيه، ففي وقت سابق من تاريخ الراديو كانت اللغة الفصحى هي اللغة المستعملة في جميع البرامج ولكل الشرائح، غير أن البرامج الحديثة الأكثر تركيزا على الفئات المستهدفة ومراعاة لاحتياجاتها، باتت تعي أن اللغة أداة تواصل بالدرجة الأولى وليست غاية في حد ذاتها، أي أن مهمتها أن تسهل التواصل لا أن تعقده، فإذا كان جمهور البرنامج من الشباب والمراهقين الذين جاؤوا إلى الراديو لمتابعة آخر "الكليبات"، فليس من المعقول أن نخاطبهم بلغة فصيحة. إما إذا كان البرنامج يستهدف فئة المثقفين والكتاب والشعراء، فالأفضل والحال هذه استعمال اللغة الفصحى، ليس باعتبارها أداة تواصل فقط، وإنما أيضا كأداة ربط ووصل بين فئة مشتركة (كوميونيتي).

  • أنسنة الحوارات

عندما يكون على مقدم البرنامج محاورة شخص ما في برنامجه، فإن أقرب طريقة لتلمس الأجوبة واستخراج حقيقة الشخص الذي أمامه هي إيجاد ما يسمى في اللغة الإنجليزية "contact"، أي تماس واختراق الشخصية التي أمامه، إلى جانب امتلاك تقنيات الحوار وأساليبه التقليدية بتوخي نفس أساليب التقديم التي سبق الحديث عنها، وإظهار الشخصية الحقيقية لتشجيع المُحاوَر على القيام بنفس الشيء، وعدم اعتماد الجدية الصارمة أو التكبر أو الغرور أو الإحساس بالأهمية أمام من حولنا.

اعتدنا القول بأن الشخصية القوية واحدة من ركائز التقديم الإذاعي، واليوم نستطيع القول إن الشخصية الهشة أفضل من يقدم البرامج الإذاعية، والهشاشة هنا بمعنى الشفافية والتبسط والتفاعل.

  • النوستالجيا (الحنين إلى الماضي)

في واحد من البرامج الموسيقية، يعرض مقدم البرنامج "توب 40" مثلا، مستعرضا الأغاني الأربعين التي تأتي في المراتب الأولى، يفعل ذلك على مدى أسبوع ويضطر لتكرار نفس الكليبات الخمسة أو العشرة الأوائل. لكن إن تحلّى هذا المقدم بنوع من النوستالجيا (الحنين إلى الماضي) فإنه سيجرؤ على بث أغنية لأم كلثوم مثلا، وسط هذه التخمة من الأغاني الشبابية الصاعدة، وهي تعتبر خطوة جريئة ومجازفة لا يمكن أن يغفرها مستمع في سن الـ15 أو الـ18 عاما لا يعرف من هي أم كلثوم. غير أن روح النوستالجيا التي يتحلى بها مقدم البرنامج تجعل هذا الشيء ممكنا ومقبولا، بل وضروريا من حين إلى آخر لتعريف الأجيال الجديدة بإنجازات الأجيال السابقة، دون المسِّ بذائقتها أو فرض خيارات بعينها عليها. يمكن أن تكون النوستالجيا للفن، لكن أيضا للماضي ككل.. للعلم والفن والفكر والأدب وغيرها.

  • المشاركة أو التفاعل، الانخراط (عكس الحياد) 

وهو أن يبدي مقدم البرامج اهتماما حقيقيا بما يسمعه أو يراه أو يصل إليه من معلومات، ويفسح المجال للانفعال والتفاعل الصادق، فيكون أصيلا (Authentic)، فيغضب ويتأثر ويبكي إذا لزم الأمر، عكس الاعتقاد الذي كان رائجا عن ضرورة التحلي بالحياد.

الحياد مطلوب كواحدة من ركائز وأخلاقيات العمل الصحفي، وهو حياد في المواقف، ولا ينبغي خلطه هنا مع الحياد في المشاعر أو الانفعالات.

في حادثة هولندية فريدة، أقدم مقدم برامج معروف  يدعى جيل بيلن على الاعتكاف داخل غرفة زجاجية، والصوم لعدة أيام من أجل حملة تبرعات لمحاربة الفقر في أفريقيا، أسفرت عن التحاق شخصيات معروفة به وبحملته.

لا يقصد هنا أن يتحول مقدم البرنامج إلى ناشط حقوقي، لكن أن يتحلى بجانب إنساني يجعل كل من يستمع إليه يشعر برابط قوي بين الطرفين.

  • السرد القصصي

طريقة الإخبار أو رواية القصص هي من الأساليب المستحدثة في مهنة الصحافة، بحيث بات معروفا أن السرد القصصي (story telling) أفضل طريقة لإيصال المعلومات حتى وإن تعلق الأمر بأرقام أو معلومات علمية أو تقنية وجب تضمينها في قصة لضمان وصولها بشكل أفضل. السرد القصصي من الخبراتالتي أصبح على مقدم البرامج الناجح التحلي بها، وهي متاحة عبر تدريبات ودورات توضح كيفية صياغة القصة الناجحة التي تتضمن المعلومة دون إشعار المتلقي بالملل، إضافة إلى ضمان وصولها وترسخها لديه.

  • المرح

لا أحد يرغب في الاستماع إلى شخصية مملة جادة وجافة، لذا يجب أن يكون بإمكان مقدم البرنامج أن ينتقد نفسه قبل غيره، وأن ينظر إلى نقائصه وأخطائه، يذكُرُها على أنها جانب إنساني مهم، وألا كمال في أي مهنة، وأن الكمال يعني موت المبدع.

  • الجمهور = شخصا واحدا

جمهور المستمعين الذي يصل إلى عشرات وربما مئات الآلاف هو بالنسبة لمقدم البرنامج شخص واحد في مخيلته. عند مراعاة هذه الصورة، يحدث التقاء وتقارب أفضل، فالمقدم لا ينبغي أن يفكر في كل هذه الآذان التي تتابعه والوجوه التي تتحرك -سلبا أو إيجابا- متفاعلة مع كلامه لأن ذلك عامل تشتيت، بل عليه أن يفكر في شخص واحد هو مجموع البشر الذين يستمعون له، وهو عامل تركيز. وهنا يستحسن استعمال صيغة المخاطب المفرد: "أعددت لك اليوم"، "ابق قريبا".. إلخ.

  • القدرة على رسم صور 

رغم أن أداتيْ مقدم البرنامج الإذاعي هما الصوت والكلمة، فإن واحدا من أسباب  تميز مقدم عن آخر هو القدرة على رسم صور ومشاهد حية أمام المستمعين، أو خلق صورة ذهنية بملامح وأبعاد حسية واضحة أمام أعينهم.

 

 

هوامش

 

1- You’ve got to brainwash your audience to always think of you. Thomas Giger 

?http://www.radioiloveit.com/radio-future-radio-trends/how-to-reach-a-young-audience-with-radio-and-make-young-people-listen-to-radio-longer/

 

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 18 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021
الصحفي وامتحان "الوثائقي"

ما لم تحفز الأفلام الوثائقية المشاهد على "عمل شيء، أو توسيع مدارك المعرفة والفهم الإنسانية"، فإنه لا يضيف أي قيمة للممارسة الصحفية. البعض يعتقد أن صناعة الفيلم الوثائقي ليست مهمة، لذلك يسقطون في أخطاء، يحاول هذا المقال أن يرصد أبرزها خاصة التي تفتقر للحد الأدنى من لغة الوثائقي.

بشار حمدان نشرت في: 16 مارس, 2021