الصحفيون الاستقصائيون في غزة يفتقرون إلى قوانين تحميهم

استطاعت الصحفية الفلسطينية هاجر حرب عبر تحقيق استقصائي أعدّته مؤخراً، أن تكشف فساداً طال المنحة العُمانية المخصَّصة لإعمار وترميم عدد من المنازل المدمَّرة في قطاع غزة، وأثبتت تورط مسؤولين في وزارة التنميَّة الاجتماعية في منح عددٍ من المنازل المقدَّمة من المنحة العُمانية لغير مستحقيها.

ونال تحقيق "مساكن الغلابة" الذي بُثَ عبر فضائية "النجاح" المحلية تفاعلاً كبيراً من قبل أهالي القطاع ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ طالبوا على إثره بمحاسبة كافة المتورطين في هذه القضية.

عملت هاجر في مجال الصحافة الاستقصائية منذ العام 2015، وأنجزت ثلاثة تحقيقات مصورة ومكتوبة، في حين كشف تحقيقها الأول فساداً في مستشفيات حكومية في القطاع، تعرّضت على أثره للملاحقة القانونية والأمنية من قِبل الحكومة الفلسطينية في القطاع، وحُكم عليها بالسَّجن غيابياً أثناء سفرها للعلاج في الخارج.

ملاحقة قانونية وأمنية

لم تلتفت هاجر إلى المضايقات التي تعرضت لها، ولا حتى ملاحقتها القانونية والأمنية، "واصلتُ العمل على إعداد مزيد من التحقيقات لكشف ملفات الفساد، فأنا ارتضيت العمل في هذا المجال، ويجب أن أكمل المشوار لمكافحة الفساد وكشف الحقائق".

الصحافة الاستقصائية في قطاع غزة تواجه عراقيل وتحديات بحسب حرب، لكونها أداة جديدة فرضت نفسها بقوة بين الصحفيين. ورغم ذلك، استطاعوا إنجاز عدد كبير من التحقيقات الاستقصائية، مظهرين الوجه الحقيقي للصحافة باعتبارها سلطة رابعة، ومدى تأثيرها على المجتمع.

وتتلخص التحديات في تعرض الصحفيين للملاحقة الأمنية، وعدم وجود قانون يحمي المُبلِّغين عن الفساد، إضافة إلى غياب القوانين الخاصة بقانون حق الحصول على المعلومات والوثائق لكون التحقيقات تحتاج إلى كم كبير من المعلومات، "فنحن نواجه عراقيل من بعض المصادر التي ترفض التعاطي مع الصحفيين، ولهذا السبب تأخذ التحقيقات وقتاً طويلاً لإنجازها، إضافة إلى افتقار الصحفيين الاستقصائيين في غزة إلى كثير من الأدوات المساعدة في العمل الاستقصائي".

تطوير بيئة الاستقصاء

تدعو حرب إلى اتخاذ عدد من الخطوات لتطوير بيئة الاستقصاء في قطاع غزة، ومنها تعديل القوانين ذات العلاقة بالصحافة الاستقصائية، وحماية الصحفيين الاستقصائيين وحماية مصادرهم الخاصة، وسن قوانين خاصة بهم.

كما تدعو الجامعات الفلسطينية إلى تدريس الصحافة الاستقصائية، والتركيز على الجانب العملي، وأن يكون هناك توجه حقيقي لدى العاملين في مجال الصحافة الاستقصائية للكشف عن الفساد، فلا يكون هدفهم البحث عن الشهرة، بالإضافة إلى الاستفادة من التجارب الدولية والعربية في مجال الاستقصاء، وفهمها ودراستها جيداً لمعرفة كيفية تقديم نموذج متقدم في الصحافة الاستقصائية.

من جهته، تناول الصحفي محمود هنية الصيد الممنوع في حوض ميناء غزة البحري، الذي يحتوي كمية كبيرة وعالية جداً من التلوث والمواد المعدنية الخطرة.

وأظهر التحقيق أن الشرطة البحرية هي من تتولى عملية الصيد بالتنسيق مع الصيادين مقابل عائد مالي. وعلى إثر نشر التحقيق، تم تشكيل لجنة تقصٍّ برلمانية من المجلس التشريعي، وباشرت عملها في غضون شهر، وأجرت العديد من التحقيقات المنفصلة مع الصيادين والجهات ذات العلاقة، وأثبتت الحقائق الواردة في التحقيق، وأوصت بإحالة مسؤولي جهاز البحرية الفلسطينية إلى التحقيق القضائي.  

وقد فاز تحقيق هنية بجائزة أفضل تحقيق استقصائي على مستوى الوطن العربي في المسابقة السنوية التي تعدها مؤسسة "أريج" للصحافة الاستقصائية.     

قضايا فساد

وبرأي هنية، فإن الصحافة الاستقصائية أعادت هوية الصحافة كسلطة رابعة في المجتمع، تحديداً في ضوء الاضطراب السياسي والقانوني في البيئة المحلية، وضعف أو شبه غياب لفعالية المؤسسة الرقابية المناط بها التحقيق في قضايا تتعلق بشبهات فساد.   

وطالب بقوانين حامية للمصادر وللمبلّغين عن الفساد، وبحق الحصول على المعلومة، وبرفع الحصانة الإدارية عن الشخصيات التي يثبت تورطها في قضايا فساد ومخالفات، لافتاً إلى أن البيئة القانونية في قطاع غزة ليست حامية للصحفي رغم الدعم السياسي للتحقيقات المهنية الاستقصائية.

ويؤمن هنية بأن تراكم نجاحات الصحافة الاستقصائية في محاسبة ومساءلة وملاحقة الفاسدين والكشف عنهم، جعل من الصحفي ملاذاً آمناً للمواطن الذي يلجأ بدوره إليه لكشف الحقائق المتعلقة بدوره وعمله.   

ويعتبر أن السبب الرئيسي في جعل التحقيق مؤثراً هو مدى ملامسته ومطابقته لأوجاع وهموم واحتياجات الناس، ومدى قدرته على الولوج إلى عمق قضاياهم الرئيسية، وقدرته على كشف الحجم الأكبر من الفساد والمتورطين فيه.   

تجاذبات سياسية

ينتقد هنية نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إذ يرى أنها تخضع لتجاذبات سياسية مختلفة أثّرت على دورها الحقيقي في الدفاع عن الصحفيين، بمعزل عن التفاصيل، لافتاً إلى أن النقابة  وإلى هذه اللحظة لم تمثل جسماً قوياً حقيقياً مدافعاً عن الصحفيين، لأسباب عديدة منها ذاتية وأخرى موضوعية بالنسبة لها.

مشاكل أخرى تواجه العاملين في مجال الاستقصاء بغزة، منها تهرب المسؤولين وعدم إجابة المؤسسات الأهلية والمدنية على الأسئلة الموجهة إليها، وعدم ذكر المتضررين لأسمائهم الحقيقية في التحقيق، تحسباً للملاحقة القانونية.    

مساعدة النيابة العامة

التحقيقات الاستقصائية تساعد النيابة العامة في الإفصاح عن جوانب مظلمة من مخالفة القانون، كما أن الصحفيين بحاجة إلى بيئة قانونية متكاملة تشكل سنداً لهم، بدءاً من النص القانوني مروراً بالآليات، وليس انتهاء بالدور القانوني في مجمله، بحسب هنية.

ولحماية الصحفيين الاستقصائيين والدفاع عنهم، كان ضرورياً وجود مرجعية لهم، لذلك تم تأسيس شبكة الصحفيين الاستقصائيين الفلسطينيين منتصف العام 2018، دعماً لدور الصحافة الاستقصائية في الكشف والتطوير من الأوضاع الحياتية في فلسطين، ولحماية الصحفيين العاملين في هذا المجال وتشجيعهم. يقول حسن دوحان، نائب رئيس الشبكة، إن "دورنا يتمحور في الدفاع عن الصحفيين الاستقصائيين وشرح عملهم أولاً للصحفيين، وضمان عدم تعرضهم لأي انتهاكات والعمل لتسهيل مهامهم، وتوفير بيئة استقصائية ملائمة".

ممارسة المساءلة والرقابة

وبحسب دوحان، تهدف الشبكة إلى تعظيم دور الصحافة الاستقصائية في خدمة المجتمع الفلسطيني، وتعزيز الدور المهني للصحفيين في ممارسة المساءلة والرقابة على الأداء العام والخاص، وتصويب السياسات والأخطاء في عملهم. كما تسعى الشبكة إلى خدمة الصحفيين الاستقصائيين من خلال تدريبهم وتأهيلهم، والتعاون مع الجهات الأخرى لتوحيد عمل التحقيقات الاستقصائية والتدريب، وإتاحة المجال لطلبة الإعلام والصحفيين الجدد للحصول على التدريبات المهنية والتقنية.

وهنا يشير إلى أن عدد العاملين في الصحافة الاستقصائية بقطاع غزة لا يتجاوز الأربعين صحفياً من أصل أربعة آلاف صحفي يعملون في القطاع، وذلك بسبب الجهد الكبير الذي تحتاجه التحقيقات لإنجازها والتدريبات المكثفة، إضافة إلى المضايقات التي يتعرض لها معد التحقيق.

تحقيقات متنوعة

ويشير دوحان إلى أنه منذ العام 2008، تمكّن عدد من الصحفيين في قطاع غزة إنجاز ما يقارب مئتي تحقيق استقصائي تناولت قطاعات مختلفة أمنية، مثل تعذيب الموقوفين، والقتل خارج القانون للعملاء، وأيضاً تحقيقات عن قطاع الصحة والتعليم والخدمات والبيئة، وجميعها أثمرت نتائج ملموسة مثل جلب الأدوية وتقليل الوفيات، أو جلب أجهزة لفحص الخضار أو تفعيل الرقابة في كل القطاعات التي تم التطرق لها، حتى إن عدداً من المسؤولين فقدوا مناصبهم لعدم التزامهم بالأسس المهنية.

وبحسب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات العالمية "مدى"، فإن إجمالي الاعتداءات الإسرائيلية والفلسطينية ضد الحريات العالمية في الضفة الغربية وقطاع غزة -بما فيها مدينة القدس المحتلة- خلال النصف الأول من العام 2018؛ بلغت 277 انتهاكاً، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي 208انتهاكاً منها، بينما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة في الضفة والقطاع ما مجموعه 96 انتهاكاً.     

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025