"إذاعة المنسِّق" الإسرائيلية.. احتلال الأثير في فلسطين

يحاول الاحتلال الإسرائيلي تسخير كافة إمكانياته لاختراق المجتمع الفلسطيني، لعكس وجهة النظر "الإسرائيلية"، وآليات الدفاع عنها. ورغم أنه يجد في مواقع التواصل الاجتماعي طريقة ناجحة للتقرب من الفلسطينيين والتغلغل في المجتمع لزيادة النفوذ "الإسرائيلي" في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإنه يستخدم وسائل الإعلام الأخرى التي يجد فيها وصولاً جيداً في المجتمع الفلسطيني؛ كالإذاعات المحلية التي يمكنها الدخول إلى كل بيت وسيارة ومقهى.  

دشن الاحتلال الإسرائيلي عام 2015 صفحة على فيسبوك باسم "المنسق" يديرها منسّق أنشطة الحكومة الإسرائيليّة في الأراضي الفلسطينيّة التابع لوزارة الدفاع، حيث يحاول من خلالها "التواصل الإنساني" مع الفلسطينيين بذريعة تقديم الخدمات وتسهيل تنقلهم عبر المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال، وتقديم النصائح والإرشادات. وتظهر هذه الصفحة لكافة الفلسطينيين بواسطة الإعلان الممول.

وباستمرار يظهر منسق أنشطة حكومة الاحتلال الجنرال كميل أبو ركن الذي يتقن اللغة العربية الفصحى، في مقاطع مصورة على صفحة "المنسق"، متحدثاً عن التسهيلات التي يمكن تقديمها للفلسطينيين، ويدعوهم إلى التعايش السلمي مع "الإسرائيليين".

ولم تقتصر أنشطة المنسق الإسرائيلي على بث المقاطع المصورة عبر صفحته الخاصة على فيسبوك، ففي 20 ديسمبر/كانون الأول 2018 كانت انطلاقةالبث الأول لراديو "المنسّق" على الإنترنت، وهي وسيلة جديدة للتواصل مع الفلسطينيّين، يوم الخميس من كل أسبوع.

تبث "إذاعة المنسق" برامج لعرض المشاكل التي يعاني منها الفلسطينيون وإيجاد حلول لها، من خلال البث الذي يستمر على مدار الساعة. أما في الأسابيع الأولى من افتتاحها فقد اكتفت ببث الأغاني العربية القديمة كأغاني صباح فخري وعبد الحليم حافظ وأم كلثوم على مدار أربعة أسابيع.

ملامسة الحياة اليومية

ورغم أن "إذاعة المنسق" الإلكترونية حديثة النشأة، فإنها مشابهة للإذاعة الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية التي أطلقت في ثمانينيات القرن الماضي، وكانت تبث برامج قريبة من الجمهور العربي وتقدم لهم حلولاً في كافة القضايا التي تلامس حياتهم اليومية، حيث كان لها جمهور واسع من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس المحتلة.

وتعد "إذاعة المنسق" إحدى الوسائل الحديثة التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي للوصول إلى الفلسطينيين والتواصل معهم والتأثير عليهم، حيث يتمكن الفلسطينيون من استخدام شبكة الإنترنت عند الحواجز، وفي صالات الانتظار في المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال.

وكرد فعل مضاد، حذّر موقع "المجد" الأمني المقرب من كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- من التعاطي مع هذه الإذاعة والاتصال على الأرقام المجانية، لكونها تخدم سياسة الاحتلال الإسرائيلي، وتهدف إلى استغلال الفلسطينيين.

التغلغل في المجتمع الفلسطيني

وفي هذا السياق يقول عميد كلية الإعلام بجامعة القدس المفتوحة في غزة الدكتور حسين سعد لمجلة "الصحافة" إن "الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال تدشين إذاعة المنسق إلى مخاطبة المجتمع الفلسطيني بأضعف حالاته، في ظل الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها. ومن خلال هذه البرامج والمواد الصحفية المنتقاة، يستطيع التغلغل في المجتمع الفلسطيني، فهذه الإذاعة تعمل وفق أجندة أمنية، وتتركز أعمالها على إسقاط الفلسطينيين وتجنيد العملاء".

ويضيف أن "المجتمع الفلسطيني في ظل الحالة التي يعيشها سوف يتجاوب مع البرامج التي تبثها هذه الإذاعة، لكونها تستهدفهم بشكل مباشر، وتقدم لهم خدمة الاتصال المجاني والبرامج التي تعالج القضايا المجتمعية التي يعانون منها، فهناك نسبة كبيرة جداً من الفلسطينيين يتابعون الأخبار الإسرائيلية ويتجاوبون معها، في ظل عدم تطرق وسائل الإعلام المحلية إلى هذه القضايا وانشغالها بالتراشق الإعلامي".

وشدد الدكتور سعد على أن الصحفيين ونشطاء التواصل الاجتماعي يعتمدون بشكل كبير على الأخبار المنشورة على المواقع الإسرائيلية الناطقة باللغة العربية، وهذا يعني أن المجتمع الفلسطيني متابع ومستهلك بشكل كبير للإعلام العبري، وينشر الأخبار والمعلومات دون التأكد من مدى مصداقيتها، فهم أصبحوا أداة لتوصيل الرسالة الإعلامية الإسرائيلية إلى المجتمع الفلسطيني بدون مقابل وبدون وعي.

إيجاد بدائل

يؤكد سعد على ضرورة التوعية الإعلامية في المجتمع الفلسطيني، وإيجاد بدائل قوية للإعلام الإسرائيلي، وبث حملات توعية عبر الإذاعات والفضائيات المحلية، إضافة إلى توعية النشطاء والإعلاميين الذين يتابعون الأخبار الواردة من وسائل الإعلام الإسرائيلية، ويتولّون نشرها دون تدقيق بهدف السبق الصحفي والسرعة في نقل الأخبار.

ويقول الصحفي الفلسطيني والمتابع للصحافة الإسرائيلية محمد جربوع في حديثه لمجلة "الصحافة" إن "الاحتلال الإسرائيلي يسعى بشتى الطرق إلى التأثير في المجتمع الفلسطيني، بالتزامن مع مسيرات العودة والأحداث الأخيرة. وتعد الإذاعة من أقدم وسائل الإعلام وأكثرها تأثيراً ووصولاً إلى المواطنين بكافة شرائحهم، في حين تجد قراء الصحف الورقية والإلكترونية من المثقفين والقراء غالباً".

ويضيف أن "إذاعة المنسق محاولة للتقرب من الفلسطينيين، فبث الأغاني المحببة لدى المجتمع الفلسطيني مثل أم كلثوم وصباح فخري، ومناقشة المشاكل الاجتماعية والسياسية التي يعاني منها الفلسطينيون، ستعود بالإيجاب على الإذاعة وبالسلب على المجتمع الفلسطيني، وستزيد من شعبية هذه الإذاعة لملامستها احتياجاتهم".

نظام مجاني

يقول الصحفي جربوع إن "المواطن الفلسطيني يفضل المشاركة المجانية، والإذاعات المحلية تفرض الرسوم على الاتصال للمشاركة في البرامج اليومية التي تبثها لحل المشاكل التي تطرحها تلك البرامج؛ ولكن إذاعة المنسق تتيح للمستمعين الاتصال مجاناً، لمساعدتهم في حل القضايا التي تطرحها من خلال برامجها، الأمر الذي سيزيد من أعداد المتابعين، وسيكون لها تأثير على المجتمع الفلسطيني في الفترة الحالية والفترات القادمة".  

ويعزو جربوع سبب إنشاء الإذاعة الإسرائيلية الجديدة إلى إدراك المنسق الإسرائيلي سهولة وصوله من خلال هذه الإذاعة إلى أكبر عدد من الفلسطينيين، خاصة رواد المقاهي الشعبية وسائقي التاكسي وكبار السن، فالإذاعة في قطاع غزة والضفة الغربية تحظى بمتابعة واسعة رغم وجود ما يزيد عن 60 إذاعة محلية.

ويلفت إلى أن ما يجعل لإذاعة "المنسق" أهمية كبيرة لدى الاحتلال الإسرائيلي، أن الفلسطينيين يهتمون كثيراً بالإذاعات المحلية، وتشكل بالنسبة لهم مصدرا فعالا وسريعا للحصول على المعلومات، كما تُعد المحور الرئيسي لتشكيل الوعي لديهم، بصرف النظر عن التطور الإلكتروني وانتشار التطبيقات والبرامج المتنوعة.

توعية

ويرى جربوع أنه من الضروري توعية المواطن الفلسطيني من مخاطر هذه الإذاعة والمشاكل التي ستظهر على الفلسطينيين، خاصة سكان قطاع غزة، كما فعلت إذاعة "كان" الإسرائيلية التي حظيت باهتمام كبير من المواطن الفلسطيني، وهي الآن تبث الأخبار الكاذبة والإشاعات، خاصة بعد الأحداث الجارية على حدود غزة.

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي الدكتور مأمون أبو عامر "أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى للتواصل مع السكان المحليين في قطاع غزة والضفة الغربية، لدافع استخباراتي ومعرفة نقاط الضعف والقوة لديهم، ومعرفة إمكانيات التواصل مع الأشخاص للحصول على معلومات أمنية عن الأمور الفلسطينية غير المعروفة لدى الاحتلال".

ويقول أبو عامر في حديثه لمجلة "الصحافة" إن "إذاعة المنسق بوابة جديدة يسعى الاحتلال الإسرائيلي من خلالها إلى جمع المعلومات وتوجيه الرأي العام الفلسطيني، ونشر الأخبار لتعميق الخلاف بين حركتي فتح وحماس، فهناك أطراف يتابعون الأخبار التي ينشرها الإعلام الإسرائيلي الناطق باللغة بالعربية على أنها موثوقة، ويتم تداولها بينهم، وهذا ما يزيد إصرار الإسرائيليين على ابتكار وسائل إعلامية جديدة".

البوابة الإنسانية

ويضيف أبو عامر أن "الاحتلال أراد الدخول والتغلغل في المجتمع الفلسطيني من البوابة الإنسانية لاستغلال الأوضاع الراهنة التي يعيشها الفلسطينيون، وهي محاولة لإغراء المواطن الفلسطيني بأن بإمكانه السفر عبر المعابر التي يسيطر عليها الاحتلال مقابل إدلاء معلومات، وهي قوة إرغام ولكن بشكل غير مباشر، وربط الناس بحاجاتهم مع الاحتلال".

ويتابع أن "إذاعة المنسق" قد تؤثر على فئات معينة من المجتمع الفلسطيني من أصحاب الحاجات ومن وصفهم "بالجهلاء"، ولكن بنسبة ضعيفة، بسبب "وجود تيار وطني ومقاومة فلسطينية، وهذا يضعف دورها ولا يلغيه". وعليه فإن هذه الإذاعة قد تُسقط بعض الأشخاص، وتروج لبعض الأفكار المضللة حول المجتمع الفلسطيني.

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025