الصحافة المتأنية في عصر شبكات التواصل: ما إمكانيات نجاحها؟

عندما ظهر التلفزيون في خمسينيات القرن الماضي، تكهّن العديد من الخبراء في الإعلام بأن مستقبل الصحف الورقية والراديو بات مجهولاً. الأمر ذاته وقع مع ظهور الإنترنت وتقنياته الحديثة مطلع القرن 21، حيث ظن كثيرون أن وظيفة ودور وسائل الإعلام الجماهيرية (الصحف، الراديو، التلفاز) قد انتهت(1). غير أن واقع الحال كذب كل التوقعات؛ ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي قد ساهمت سواء في تزايد وتيرة نشر الخبر ومشاركته أو تغيير عادات القراءة لدى الجمهور، إلا أن الحاسم في بقاء وسيطرة أي من هذه الوسائل ظل دائماً مرتبطاً بجودة واحترافية المحتوى(2).

وهكذا، فلم يتوقف النقاش الأكاديمي حول سؤال "من سيقضي على من؟" في سياق صراع وسائل الإعلام في ما بينها من أجل كسب معركة البقاء. وقد لحق هذا النقاش أيضاً بالصحافة المتأنية التي سجلت عودة قوية إلى الساحة الإعلامية.  

وتركز النقاش حول فرص نجاح هذا النمط الجديد من الصحافة في ظل سيطرة وسائل التواصل الاجتماعي، نستعرض في هذا التقرير بعض المعطيات ونتائج الأبحاث حول مدى إمكانية صمود الصحافة المتأنية في خضم مجموعة من التحديات.  

  1. المقالات الطويلة تنال قسطاً كبيراً من المشاركات (Share):  

أثبتت دراسة أعدتها إحدى شركات تحليل محتوى الويب (SERPIQ) أن المواد الصحفية الطويلة التي يتجاوز عدد كلماتها 2000 كلمة تنال قسطاً كبيراً من المشاركات وإعادة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي(3).   

 

 

وتعكس هذه النتائج اتجاهاً جديداً لدى الجمهور مخالف تماماً لما هو معهود ومتفق عليه. فالجمهور، وبسبب كمية المحتويات الإعلامية القصيرة والمفصولة عن سياقها التي يتعرض لها يومياً في مواقع التواصل الاجتماعي؛ أصبح يدرك قيمة المنتج الإعلامي المتأني ولا يكتفي فقط بقراءته أو استهلاكه، بل يقترحه أو يشاركه مع أصدقائه الافتراضيين على منصات التواصل الاجتماعي.

  1. المقالات الطويلة صديقة لمحركات البحث (SEO):

توصلت الدراسة نفسها التي أنجزتها شركة SERPIQ عام 2012، بالاعتماد على تحليل 20 ألف كلمة مفتاحية، أنه كلما كان المقال طويلاً، كلما ارتفعت فرص ظهوره في النتائج الأولى في محركات البحث العالمية. وتشير الدراسة إلى أن معدل كلمات المقالات العشر الأولى التي تظهر  في محرك البحث هو ما يتجاوز 2000 كلمة(4).  

 

باتت فكرة أن المقالات الطويلة تحقق ظهوراً أوسع في محركات البحث تلقى قبولاً كبيراً حتى من طرف شركة غوغل التي تدرس إمكانية تعديل خوارزمياتها لتدعم فكرة الأولوية للمقالات الطويلة. هذا ما اعترف به عضو الفريق التقني لمحرك البحث الشهير، حيث قال "يلجأ مستخدمو غوغل إلى محرك البحث للإجابة عن أسئلة سريعة، غير أن دراسة تشير إلى أن 10% من المستخدمين الباحثين عن المعلومات يريدون فهم موضوعات بشكل موسع، لهذا نقوم في الوقت الحالي بإجراء بحث بهدف مساعدة المستخدمين على الوصول لمقالات معمقة"(5).

  1. المقالات الطويلة تحظى بتفاعل أكبر (Interaction):

من أفضل الطرق للوصول إلى جمهور أوسع وتعزيز التفاعل هي إنتاج محتوى قابل للمشاركة على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد أثبت المحتوى الطويل جدارته وتفوقه على المحتوى القصير والسريع؛ ذلك ما توصلت إليه دراسة تجريبية أجراها نيل باتل (Neil Patel)، المتخصص في تحليل محركات البحث، والتي خلصت إلى أن 327 من المقالات التي كتبها على مدونته (Quick Sprout)، والتي تتكون من أقل من 1500 كلمة حصلت على معدل إعادة تغريد بلغ 174 مرة في تويتر، و59 إعجابا على فيسبوك. في حين نالت المقالات التي يتجاوز عدد كلماتها 1500 معدل تفاعل مرتفع وصل إلى 293 تغريدة على تويتر و75 إعجابا على فيسبوك(6).  

 

وتبرز هذه المعطيات اتجاهات جديدة في عالم الصحافة؛ إذ أنها تعاكس ما يعتقده معظم الناس أن الجمهور يفضل محتوى قصير ومختصر.  

تحديات الصحافة المتأنية

وعلى الرغم من أن الصحافة المتأنية بدأت تحظى بإقبال متزايد من طرف الجمهور الذي أبدى تفاعله مع المحتويات الطويلة والمتأنية والتحليلية، كما أظهرت الدراسات السابقة، إلا أن الصحافة المتأنية مازلت تواجه تحديات كثيرة متعلقة بكل من الجانب المالي والزمني والتنافسي.

  1. التمويل:

إن الاستثمار في مجال الصحافة بشكل عام يعد مخاطرة في الآونة الأخيرة، حيث تعرضت مجموعة من النماذج الاقتصادية لوسائل الإعلام للانهيار بسبب تغيرات كبيرة وقعت على سوق الإعلانات ودخول فاعلين جدد دوليين كشركة غوغل؛ و هو ما ألحق أضراراً بالغة بالمؤسسات الإعلامية التقليدية(7). يضاف إلى ذلك نفور المستثمرين من المشاريع الإعلامية المستقلة عن السلطة والجادة في تعاطيها مع القضايا السياسية لما قد يسببه ذلك لهم من مشاكل مع أجهزة  الحكم(8). في هذا السياق، يمكن القول إن أحد أكبر التحديات التي من الممكن أن تحد من انتشار الصحافة المتأنية وازدهار مشاريعها هو التمويل، هذا دون إغفال التكلفة العالية للمحتوى الإعلامي المتأني؛ إذ تحتاج المؤسسة الإعلامية إلى توظيف أحسن الكفاءات الصحفية بحكم أن هذا النمط الصحفي يتطلب موارد بشرية مؤهلة بشكل جيد ومتمرسة على العمل الصحفي الذي يمكن أن يستغرق وقتاً طويلا لإنجاز مادة مفصلة  واحدة.

  1. الآنية وإكراهات السبق الصحفي:     

كما تمت الإشارة سابقاً، تبرز السرعة والآنية كإحدى المرتكزات الأساسية للعمل الصحفي حتى قبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي. وبناء عليه، يعتبر عامل السبق الصحفي من العوامل التي تشكل تحدياً كبيراً أمام الصحافة بشكل عام(9) والصحافة المتأنية بشكل خاص؛ إذ إن هذا النوع من الصحافة يعتمد على البطء والتأني في نشر الأخبار حيث يوظف الوقت الإضافي الذي يحظى به المحرر في البحث والتنقيب في الخبر وخلفياته(10). إلا أن امتياز الوقت الإضافي قد يأتي على حساب السبق الصحفي في بيئة إعلامية سمتها الأساسية هي المنافسة الشديدة بين المؤسسات الإعلامية حول من ينقل الخبر أولا(11). وبالتالي، يعتبر عنصر السرعة والآنية في نقل الخبر من الإكراهات التي تواجه الصحافة المتأنية اليوم، خصوصاً في زمن انتشار مواقع التواصل الاجتماعي.

  1. المنافسة:

قد ينظر إلى الصحافة المتأنية على أنها مكمل لخدمات الأخبار العاجلة بل وتصحيحا لها في بعض الأحيان. إلا أن المنافسة من أجل كسب معركة الوجود والبقاء تبقى قائمة بينهما(12). لكن ومع ذلك فإن مستقبل الصحافة المتأنية يبقى غير واضح في الوقت الراهن على الأقل. وذلك راجع إلى سطوة مواقع التواصل الاجتماعي وتأثيراتها الممتدة على مناحي حياة الفرد ومساهمتها البارزة في تغيير أنماط القراءة واستهلاك المحتوى الإعلامي. فبينما يرى الداعمون لفكرة أن مستقبل الإعلام وصناعة الأخبار ستحدده بشكل حصري شبكات التواصل بفعل ميزاتها المتمثلة في السرعة والآنية والتفاعلية، فإن هناك من يؤمن بأنه "لو تابعنا الأخبار يومياً في عصر الحمولة الإعلامية الزائدة، الذي تنهال فيه علينا الكثير من المعلومات بسرعة، فسنحصل على المستجدات، لكننا لن نحصل على الحقيقة الكاملة عن أسباب التطورات". وفي ظل بيئة إعلامية شديدة المنافسة ومتعددة المصادر يصعب فيها ضبط مزاج الجمهور، فإن مسيرة الصحافة المتأنية قد لا تكون يسيرة.

ختاماً، تبدو الصحافة المتأنية مطلباً ملحاً في الوقت الراهن حيث نعيش في زمن ما بعد الحقيقة الموسوم بانتشار الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وثقافة التبسيط والتسطيح الناتجة عن السرعة. ولعل عودة الصحافة المتأنية قد يعيد للعمل الإعلامي قيمته وجدواه. وفيما تدعم الدراسات والبيانات التي استعرضناها في سياق هذا التقرير فرضية أن الصحافة المتأنية تجد قبولاً ملحوظاً لدى الجمهور، إلا أنه ومع ذلك يبقى مستقبل هذا النمط الجديد من الإعلام مجهولاً.  

 

1- Newman, Nic. "The rise of social media and its impact on mainstream journalism." (2009)

2- Tandoc Jr, Edson C., and Tim P. Vos. "The journalist is marketing the news: Social media in the gatekeeping process." Journalism Practice 10, no. 8 (2016): 950-966.

 

3- فرح عصام، "صحافة النمط الطويل: هل ترسم مستقبل الإعلام القديم"، موقع ميدان، تاريخ الزيارة 4 ديسمبر 2018، الرابط: https://bit.ly/2yDkabe

 

4- John E Lincoln, The SEO and User Science Behind Long-Form Content, Search Engine Land, 2015 (Retrieved from https://selnd.com/2QiqLCR, Visited on 9 December 2018)

 

5- Ibid

6- Neil Patel, How Content Length Affects Rankings and Conversions, Quick Sprout, 2012. Retrieved from https://bit.ly/1Tw6rrR

7- Kaye, Jeff, and Stephen Quinn. Funding journalism in the digital age: Business models, strategies, issues and trends. Peter Lang, 2010.

8- أحمد الزاهراني، "السلطة السياسية والإعلام في الوطن العربي"، (بيروت، مركز دراسات الوحدة العربية، مارس 2015).

9- Lee, Angela Min-Chia. "How fast is too fast?: examining the impact of speed-driven journalism on news production and audience reception." PhD diss., 2014.

10- Le Masurier, Megan. "What is slow journalism?." Journalism Practice 9, no. 2 (2015): 138-152.

11- Cohen, Elisia L. "Online journalism as market-driven journalism." Journal of Broadcasting & Electronic Media 46, no. 4 (2002): 532-548.

12-  Blanding, Michael. "The value of slow journalism in the age of instant information." Nieman Reports 19 (2015).

 

المزيد من المقالات

إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024