يأخذ الفيلم المصور بتنقية الواقع الافتراضي مشاهده إلى قلب دلتا النيجر، ويسلط الضوء على نضال شابة، تدعى ليسي، في عاصمة النفط في نيجيريا، التي دُمرت بفعل تسربات النفط المتعددة خلال العقود الماضية.
يتشابك الفيلم في نواحٍ كثيرة مع التاريخ الشخصي للفريق العامل على الوثائقي. غالبية الفريق كانوا من النيجيريين الذين استثمروا خلفياتهم وتجاربهم في القصة، بالإضافة إلى حماسهم لاستخدام تقنية الواقع الافتراضي كأداة لتقديم القصة إلى المنصات الدولية.
تقول المخرجة زهرة رسول إن "العمل مع الكثير من النيجيريين في الفيلم ساعد على فهم القضية بشكل أعمق وأدق".
"النفط في جداولنا" وثائقي شارك في إنتاجه أوزودينما ايويلا مؤلف كتاب "Beasts of No Nation" بمساعدة من Sustainability International وهي منظمة غير ربحية تعمل على التخفيف من حدة الفقر والفساد في إفريقيا.
قابلنا بعض أعضاء طاقم العاملين على الوثائقي للحديث عن تجاربهم وما حثهم على المشاركة في الفيلم.
بالنسبة إلى شنيري ناندي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Sustainability International، فإن التسريبات النفطية لعبت دوراِ كبيراً ليكون الوضع على ما هو عليه اليوم: "أصبح والداي مهندسان بيئيان بسبب تسرب النفط في الدلتا. لقد عاشا وهما يشهدان انتقال الدلتا من مرحلة الانسكاب النفطي إلى مرحلة التسرب النفطي. كان ذلك خلال طفولتهما، لقد استثمرا فيه، وهو جزء مما هم عليه الآن. لذلك عندما نعود، سيشرحان لنا عن السم في الأرض".
وعن التقنية يقول ناندي "رأيت في تقنية الواقع الافتراضي وسيلة ليعيش الجميع هذه التجربة".
أما أمارا أويانا فقد قدمت تجربتها في الفيلم وساعدت في التنسيق على أرض الواقع. مع خلفية في الهندسة الكيميائية، ساهمت أمارا في زيادة الوعي بانسكابات النفط وكيفية تأثيرها على الاقتصاد.
في الماضي، قضت وقتاً جيداً في دلتا النيجر من خلال عملها في شركة إكسون موبيل، تقول "لقد رأيت شركات النفط والغاز، رأيت كسب المال. وعلى الجانب الآخر، رأيت كيف تعرض السكان للحرمان. كان من المهم العودة إلى الجانب الآخر، إلى الجانب المتأثر، لمعرفة كيف يمكننا إحداث فرق، وكيف يمكننا أن نكون جزءًا من الحل ".
عادت ليسي فيليبس، الشخصية الرئيسية في الفيلم، إلى بلدتها التي دمرتها انسكابات النفط قبل عقد من الزمن تقريبًا.
ساهمت المشاركة في دعم المجتمعات المتضررة من شركات النفط، في تغيير الطريقة التي فهمت بها أمارا هذه القضية. "كانت لدي فكرة كبيرة عما كان يحدث، لكن بالتأكيد كانت تجربة العمل على فيلم النفط في جداولنا أكثر عمقاً وتخصصاً. أتاحت لي رؤية هؤلاء الناس بطريقة مختلفة، الناس أولا قبل كل شيء آخر".
يتحدث ري أولونجا، الملحن الكلاسيكي للفيلم الذي يتخذ من لاجوس مقراً له، عن الطريقة التي تعمق بها الواقع الافتراضي في القضية بشكل أعمق وأكبر. "إنها قصة تعرض لها معظم النيجيريين، أرى هذا من حولي، وأعيش في لاغوس، وأزور الأصدقاء والعائلة في جميع أنحاء البلاد وأرى المعاناة. الفيلم يضفي طابعًا شخصيًا على أحد المشاركين وأنا سعيد لأنني شاركت في ذلك. لقد وجدت قصة ليسي ملهمة للغاية".
تدرك أمارا أيضًا أن الكثير من الناس، سواء داخل نيجيريا أو خارجها، لا يزالون غير قادرين على فهم القضية بشكل كامل. ولهذا السبب، ستوفر التجربة الافتراضية في هذا الفيلم "وسيلة لسد فجوة التعاطف هذه، ولإعادة الناس إلى دلتا النيجر للعيش من خلال هذه التجربة".
بالنسبة إلى أوكورو كاتشي، المخرج والناشط في الدلتا والمساهم في الفيلم الوثائقي، فإن الواقع الافتراضي كان أيضًا عاملاً رئيسيًا في زيادة أهمية الفيلم "لقد تم سرد قصة الانسكابات النفطية وتأثيراتها المستمرة على الأشخاص الذين يعيشون داخل مجال إنتاجها مرارًا وتكرارًا، ولكن لم يحدث أبدًا باستخدام وسيط أو تقنية كهذه".
توفر التقنية الإحساس الغامر المطلوب للأشخاص الذين لم يروا قط أو تعرضوا لأي انسكاب نفطي لفهم آثاره بشكل أفضل على البيئة وحياة أفراد المجتمع الذين يعتمدون بشكل رئيسي على الصيد والزراعة من أجل الحصول على قوتهم اليومي".
يأخذ فيلم "النفط في جداولنا" المشاهد بنظرة حميمية دقيقة حول كيف يعتبر نضال دلتا النيجر نضالاً طويل الأمد وشاملًا للجميع، وفي الوقت ذاته منبعاً للصمود والأمل.