حبل الكذب القصير في الإعلام

الطموح المبالغُ فيه والممزوج بالكسل والرعونة، قد يقود الصحفيين إلى البحث عن طرق سهلة وسريعة لكتابة قصص تحقق الانتشار الواسع وتقود إلى الشهرة. هذا الطريق قد يضمن للصحفيين فترة جيدة من الحفاوة والامتيازات وربما الجوائز، لكن نهايته عادة ما تكون مليئة بالكثير من العار والسقوط في الهاوية والخروج من دائرة الإعلام تماما، أو ما يسمى الانتحار المهني في الإعلام (Career Suicide). 

 

الكذب في الإعلام لا يدوم طويلا، وسيكون أقصر في السنوات القادمة؛ مع ازدياد أدوات التحقق من المعلومات، سواء من قبل الصحفيين الآخرين أو المتابعين أنفسهم، الأمر الذي يجب أن يدفع الصحفيين إلى الالتزام بالحقيقة، دون محاولة خلق أي أحداث أو إضافة معلومات زائفة، حتى وإن كانت بهدف تدعيم رسالة القصّة الإخبارية، لأن غاية خدمة القضايا الإنسانية العادلة لا تكون عبر وسيلة الكذب والتضليل. 

 

فيلم "قصّة حقيقية".. العار بعد الغرور! 

يروي فيلم "قصة حقيقية" (True Story) المبني على أحداث واقعية، قصة الصحفي الأميركي مايكل فينكل الذي عمل في صحيفة "نيويورك تايمز"، وعلاقته مع أحد المتهمين بقتل عائلته. تلك العلاقة بدأت في فترة كانت حياة فينكل المهنية قد شارفت على الانتهاء، بسبب اكتشاف الصحيفة أنه زيّف حقائق في عدد من القصص التي كتبها، الأمر الذي انتهى بإقالته ورفض التعامل معه من قبل بقية المؤسسات الصحفية الأخرى، وما كان ليعود إلى عالم الصحافة لولا صدفة العلاقة بهذا المتهم الذي انتحل اسم فينكل حين تم إلقاء القبض عليه. 

 

الفيلم يضع أمام المشاهد شخصيتين تستخدمان نفس التقنية للخداع؛ إجادة التزييف عبر الكتابة القصصية الاحترافية، حيث وجد المتهم بقتل زوجته وأطفاله من علاقته مع فينكل، فرصة لتحسين مهاراته الكتابية وإغراق فينكل بالتفاصيل المختلقة، بهدف التأثير على سير العدالة عبر كتاب أو قصة صحفية سينشرها فينكل لاحقا. 

 

ينجذب فينكل نحو علاقته مع القاتل بشدّة، بسبب اليأس الشديد الذي أصابه بعد طرده من الصحيفة. ذاك الطرد الذي جاء بسبب اكتشاف الصحيفة تلاعب فينكل بالمعلومات المتعلقة بشخصية الطفل "يوسف مالي" التي بنى عليها قصّته التي أثارت الكثير من الجدل "هل كان يوسف مالي عبدًا؟"(1).

 

الاكتشاف جاء بعد نشر فينكل قصة مصوّرة عام 2001، تناولت قضية عبودية الأطفال العاملين في زراعة الكاكاو في ساحل العاج وركّزت على الطفل يوسف كأبرز شخصية في القصة، لكن سرعان ما تواصلت منظمة "إنقاذ الطفل" مع الصحيفة لتؤكد أن الطفل الظاهر في الصور ليس يوسف، ليعترف بعدها فينكل بأن يوسف كان واحدا من مجموعة أطفال قابلهم، وأن المعلومات المنشورة عنه مركّبة ومجمّعة من عدّة مقابلات لأطفال مختلفين.

 

على إثر ذلك، باشرت الصحيفة بالتحقيق في كل القصص السابقة التي عمل عليها فينكل، لتكتشف أخطاء في قصص أخرى وتعتذر عنها للجمهور، وينتهي به المطاف خارج العمل الصحفي. لكن، وبعد عدة شهور، رمت الصدفة بهذا القاتل في طريق فينكل كي يعود بعدها إلى دائرة الأضواء، حيث انتحل القاتل شخصيته خلال فترة هروبه إلى المكسيك، الأمر الذي جذب فينكل إليه وإلى قصّته ودفعه للقائه عدّة مرات.

 

القاتل طلب من فينكل أن يساعده في صقل مهارته في الكتابة لكي يستطيع رواية "القصة الحقيقية" لما جرى معه كي تتم تبرئته من التهم الموجهة إليه "ظلما" حسب ادعائه، موهمًا فينكل بأنه بريء تماما من قتل زوجته وأطفاله الثلاثة. وبالفعل، بدأ فينكل بالعمل معه على تحسين آليات السرد القصصي وتقنيات الكتابة الصحفية، ليكتشف في وقت متأخر أن مساعي القاتل ما هي إلا محاولة لتضليل العدالة وخلق شكوك توصله إلى البراءة، لكن المحكمة أدانته في النهاية وحكمت عليه بالإعدام. 

 

نشر مايكل قصّة القاتل كريستيان لونغو في كتاب حمل اسم "القصة الحقيقية"، مما ساعده على العودة إلى طريق الكتابة الصحفية مجددًا، لكن الخطأ الصحفي الذي ارتكبه لا يزال يلاحقه إلى اليوم(2).

 

قلب ناصر خضر المحروق

حصل ناصر خضر السياسي والإذاعي الدنماركي من أصول فلسطينية سورية، على العديد من الجوائز والأوسمة تكريمًا لكتبه التي تناول فيها الاختلافات الثقافية بين الشرق والغرب ومفاهيم الشرف وغيرها، حيث لاقت صدى واسعا مشابها للصدى الذي حققه ناصر في الأوساط الدنماركية كمهاجر جدلي معادٍ للمهاجرين وللمسلمين. 

 

لكن تلك الحفاوة بخضر بين أوساط المثقفين والأكاديميين الدنماركيين، سرعان ما تحولت إلى خيبة أمل لدى الكثير منهم، بعد اكتشاف (2) ممارسة خضر لسرقة فكرية في كتبه التي استخدم فيها جملاً مقتبسة من مصادر أخرى دون الإشارة إليها في كتابه "الشرف والعار" في طبعته الأولى عام 1996. تلك الانتهاكات لحقوق الملكية نُشرت بشكل مفصّل في كتاب صدر عام 2001 بعنوان "الشرف والعار.. احتيال أم حقائق؟".

 

النقاش الواسع الذي فتحه اكتشاف السرقة الأدبية جعل ناصر خضر عرضة للانتقاد، وأجبره على الاعتراف بالخطأ والاعتذار وتقديم نسخة منقّحة من الكتاب عام 2002.

 

أعاد خضر الكرّة مرة ثانية بعد سنوات في كتاب "القلب ينزف" المنشور عام 2015، والذي كتبه حين كان عضوًا في البرلمان الدنماركي بالتعاون مع الصحفي ستيغ ماتيسين. ويتحدّث الكتاب ضمن 76 فصلا عما بعد أربع سنوات من الربيع العربي واحتمالات الضوء في نهاية النفق، منتقدًا فيه العديد من الظواهر كالدكتاتورية ورجال الدين وعلاقة العرب بالخبز وأساليب الحوار في الوطن العربي وغيرها. 

 

لم يستغرق اكتشاف سرقة خضر الثانية وقتا طويلا مثل المرّة الأولى، حيث أجرت صحيفة "ويكاند" مراجعة شاملة للكتاب عام 2017، لتكشف أن أحد عشر من فصوله احتوت على جمل مأخوذة من كتب ومقالات دون الإشارة إليها، وصلت في بعض الفصول إلى 83% من النص الكامل للفصل، كان خضر خلالها قد أخذ فصولا مكتوبة بالإنجليزية من كتب منصات مختلفة من الإنترنت -منها ويكيبيديا- وترجمها إلى اللغة الدنماركية.

اعترفت دار النشر بذنبها في السرقة الأدبية (3) وقررت سحب الكتاب وإحراق النسخ المتبقية منه بعد الاعتذار، في حين بقي خضر يلقي باللوم على الصحفي الذي حرر الكتاب، والذي أكد بدوره أنه لم يترجم كلمة واحدة من الإنجليزية، وأنه اعتمد على المراسلات بينه وبين خضر لتحرير الكتاب.

 

المثير للانتباه في قصّة خضر أن شريكه في العمل الثاني ستيغ ماتيسين صحفي استقصائي ومدرّس للصحافة في كلية رودنغ، فكيف استطاع خضر تمرير كل ذلك من تحت أنفه!

 

بطل "دير شبيغل" المزيف

على الرغم من أن اكتشاف التزوير الذي مارسه الصحفي كلاس ريلوتيوس، كان خلال فترة عمله بصحيفة "دير شبيغل"، فإنه يمكن أن يكون لقصة البطل المزيف فصول أخرى في الصحف التي نشر فيها ريلوتيوس تحقيقاته حين كان صحفياً حرًّا، والتي لم تجرِ تحقيقا حول المعلومات الواردة في قصصه. 

 

ويبدو أن المجد المهني الذي يتمتع به ريلوتيوس، كان أعلى من أن يضعه ضمن دائرة الشكوك طيلة سنوات عمله، فهو لم يغب عن منصات تكريم الصحفيين منذ العام 2013، الأمر الذي أكسبه نوعًا من المنعة والحصانة بين زملائه ومدرائه في العمل. لذلك، كان صعبًا على شريكه في العمل خوان مورينيو إثبات عدم مهنية كلاس.

بدأت شكوك مورينيو في بمهنية ريلوتيوس بعد نشر "دير شبيغل" قصة أعدها الصحفيان سويا بعنوان "حدود الصياد"، حول مجموعة أهلية تقوم بدوريات على الحدود المكسيكية الأميركية للحد من عبور اللاجئين، حيث شعر خوان أن القصة مختلفة عمّا تم جمعه من معلومات، وأن الاقتباسات والشخصيات في القصة غير واقعية.

 

بعد ذلك بدأ خوان بالاستقصاء حول الجهد الصحفي الذي بذله كلاس (4)، مستغلا زيارة عمل قام بها إلى الولايات المتحدة للبحث عن الشخصيات التي ذكرها كلاس في قصته، ليكتشف أنه لم يُجرِ المقابلات على أرض الواقع. بعد ذلك أرسل خوان ما توصل إليه إلى إدارة "دير شبيغل" التي بدأت بالتحقيق مع كلاس الذي أنكر في البداية، لكنه اعترف في النهاية بارتكابه الكثير من الأخطاء عن قصد وبطريقة منهجية.

 

اعترف كلاس أنه ضمّن في العديد من قصصه تصريحات لأشخاص لم يلتقِ بهم ولم يتحدّث إليهم قط، وأنه كان يجمع التصريحات لأشخاص من على وسائل الإعلام الأخرى وتسجيلات الفيديو، وكذلك خلق شخصيات مركبة، كما ألّف حوارات واقتباسات كاملة.

 

شكّلت "دير شبيغل" لجنة من الصحفيين المخضرمين للتحقيق في قصص كلاس التي أنجزها مع الصحيفة، وعليه نشرت اعتذارًا تفصيليا ضمن تقرير(5) موسّع من 220 صفحة، جرى إعداده بعد مراجعة جميع أعماله. ولولا أنها فعلت ذلك لكانت خسرت الكثير من مصداقيتها التي خُدشت بالفعل.

 

أما كلاس فأرجع سبب قيامه بهذه الكوارث المهنية إلى "الخوف من الفشل" بعدما أصبح "ناجحاً"، لكن ما قام به أجبره على الاستقالة وإعادة جميع الجوائز التي فاز بها مسبقا، وأصبح كل ما تجده عند البحث عن كلاس على الإنترنت يتعلق بالفضيحة.

 

بثرة لا تزول في وجه جونسون

كثيرة هي البثور التي تشوه صورة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون كسياسي، سواء بسبب اتهامه بإدخال بريطانيا في حالة من عدم الاستقرار، أو بسبب تصريحاته الجدلية ومواقفه الصارمة من المهاجرين والمنقبات. لكن الكارثة المهنية التي لا تزال تلاحق جونسون إلى اليوم، هي تلاعبه واختلاقه بتصريحات صحفية أوردها في مواد أنجزها أثناء فترة عمله كصحفي. 

 

خلال عمله في صحيفة "التايمز" عام 1988، كُلّف جونسون -وهو بعمر الثالثة والعشرين- بالكتابة حول اكتشاف بقايا قصر الملك إدوارد الثاني الذي يعود للقرن الرابع عشر. وفي القصة التي كتبها، أورد جونسون اقتباسًا على لسان المؤرخ البريطاني المعاصر كولين لوكاس، مفاده أن الملك إدوارد كان يستمتع بوجوده في القصر مع عشيقه بيرز غافيتسون، وهو أحد النبلاء الإنجليز. 

 

كان اكتشاف تلاعب جونسون غاية في السهولة بالنسبة لأي مؤرخ أو مهتم بالتاريخ في بريطانيا، فالسير غافيتسون تم إعدامه قبل أكثر من عشر سنوات من بناء القصر، الأمر الذي لم يعجب المؤرخ لوكاس الذي كان حساسًا حول سمعته الأكاديمية، فأعلمَ الصحيفة بذلك، وحين حاول جونسون إصلاح الأمر، كتب متابعة للقصة شملت اقتباسًا آخر من لوكاس، لكنّ الأخير نفى الاقتباس الجديد أيضا، هنا ضاق المحرر تشارلز ويلسون ذرعًا بجونسون وطرده من العمل(6).

 

وعلى الرغم من أن الواقعة حدثت عام 1988، فإنها تعود إلى الواجهة دوما مع كل عودة لجونسون، حيث أجاب في مقابلة على قناة "البي.بي.سي" عام 2013 عند سؤاله عن هذه الواقعة بأنه قام "صَنْفرَ شيئاً قاله أحدهم"، أي أنه مزج اقتباسين للمؤرخ لوكاس في اقتباس واحد، معترفا بأنه "أمرٌ محرج، وأنا آسف"(7).

 

خداع الذات

في الكثير من حوادث التلاعب الصحفي، يعتمد الصحفيون على أن اللغة المغايرة التي يكتبون بها أو المنطقة التي يكتبون عنها، أصعب من أن تصل إلى أناس قادرين على كشف الحقيقة. لكن، في الواقع، هذا غير صحيح؛ فسهولة تقنيات الترجمة وتناقل المعلومات، جعل التوصل إلى الحقيقة أسهل، ومن طرف أناس عاديين أحيانًا، خصوصًا مع انتشار التكنولوجيا المساعدة لذلك. 

 

خوان مورينيو الذي كشف قضية "دير شبيغل" يقول "لستُ فائق الذكاء ولستُ مثاليا"، الأمر الذي يعني أن كشف الزيف قد يحتاج إلى جهد بحثي حثيث، لكنّه لن يحتاج إلى عقول خارقة لإثبات الحقيقة. ولذلك، فإن محاولة خداع الجمهور لن تكون سوى خداع من الصحفي لنفسه، وإطالة لأمد الكذبة التي ستنكشف يومًا ما.

 

وفي هذا السياق، يحدد المحرر الصحفي أحمد الخضري الخطوات التي يستخدمها للتحقق من المعلومات الواردة في الأخبار التي تثير الشكوك، وذلك عبر التقنيات التالية: 

  • البحث عن المصادر المذكورة في الأخبار على محركات البحث، ومقارنة تصريحاتهم السابقة بالتصريحات المنشورة.

  • التواصل مع المصادر إذا كانوا متاحين، وسؤالهم عن تصريحاتهم. 

  • تدقيق النص سطرا بسطر على محركات البحث.

  • ترجمة بعض الكلمات المفتاحية في الخبر إلى لغات مختلفة، مثل لغة البلد الواردة منه القصة، أو اللغة الأصلية للأشخاص الذين تمت مقابلتهم؛ للتحقق من نشر أي أخبار عن هذه القضية بلغات مختلفة. 

 

وبإمكان الصحفيين أيضا البحث عن مصادر الصور الواردة في الأخبار والبحث عن الأشخاص الظاهرين فيها، ومحاولة الوصول إلى منظمات ومؤسسات عاملة في الميدان لغايات الوصول إلى الأشخاص المذكورين في القصص أو التحقق من المعلومات الواردة فيها.

 

كما يمكن الاسترشاد بكتاب "دليل التحقق للصحافة الاستقصائية"(8) الذي أصدره مركز الصحافة الأوروبي، وترجمه إلى اللغة العربية معهد الجزيرة للإعلام، إلى جانب كتاب "البحث عن الحقيقة في كومة الأخبار الكاذبة"(9)، ودليل "التحقق من الأخبار"(10) اللذيْن صدرا عن المعهد. 

 

المراجع: 

  1. https://www.nytimes.com/2001/11/18/magazine/is-youssouf-male-a-slave.html

  2. https://politiken.dk/kultur/boger/art5678677/Naser-Khader-skriver-af-fra-sine-kritikere 

  3. https://nyheder.tv2.dk/samfund/2017-05-05-forlag-traekker-khader-bog-tilbage-braender-hvad-der-er-tilbage-af-den 

  4. https://www.biography.com/news/true-story-movie-michael-finkel-christian-longo 

  5. https://www.thelocal.com/20181223/im-no-mother-teresa-spiegel-reporter-juan-moreno-on-how-he-broke-germanys-biggest-media-scandal

  6. https://www.spiegel.de/international/zeitgeist/claas-relotius-reporter-forgery-scandal-a-1244755.html

  7. https://www.theguardian.com/politics/2013/mar/25/boris-johnson-eddie-mair-interview 

  8. https://www.theguardian.com/politics/2013/mar/24/boris-johnson-interview-eddie-mair

  9. https://bit.ly/2Qrz38h 

  10. https://bit.ly/2kOCp9R 

https://bit.ly/2ZgXng7

المزيد من المقالات

إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024