حراك الجزائر.. حرر الإعلام وعرّاه

تنويه: المقال يعبّر عن وجهة نظر الكاتب الذي اختار اسمًا مستعارًا له. 

 

الثاني والعشرون من شباط/فبراير 2019، تاريخ لا يريد الجزائريون أن يُمحى من سجل الإنجازات السياسية الحديثة لبلدهم. ففي يوم جمعة، خرج الملايين تلقائيا عبر أرجاء الجزائر، للتظاهر رفضا لاستفزاز السلطة وترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة. المطالب كانت واضحة: التغيير الشامل للنظام، القطيعة مع النخبة الفاسدة والانتقال الديمقراطي الحقيقي.

بعد أكثر من تسعة أشهر، وبالرغم من زخم المسيرات، إلا أن الوضع السياسي لا يزال مبهما بالنسبة للمتظاهرين، بينما هو أكثر وضوحا بالنسبة للسلطة، التي تمكنت من لملمة صفوفها، وفرض الثاني عشر من كانون الأول/ديسمبر، موعدا للانتخابات الرئاسية.

 أبعد من ذلك، أن النظام الجزائري يبدو أكثر تماسكا وصلابة وقسوة من عهد بوتفليقة، حيث يتجسد ذلك في الطوق الكامل الذي ضُرب على العمل الصحافي والإعلامي المواكب للحراك. المظاهرات الحاشدة التي نقلها التلفزيون العمومي مباشرة في البداية، اختفت تماما، المعارضون للانتخابات وتدخل العسكر في الشأن السياسي، مواضيع غابت عن برامج القنوات الخاصة. بل إن التخويف والترهيب عادا بقوة لقاعات التحرير، دون نسيان الاعتقالات والاعتداءات التي طالت صحافيين لمجرد نقلهم صور المتظاهرين أو نشرهم ملفات فساد النظام السابق. وسط الضغوطات والتضييقات، يحاول بعض الصحافيين الجزائريين المقاومة ومزاولة مهنة الإعلام بحرية.

 

الصحافة تستعيد كرامتها ولكن..

مع بداية الانتفاضة الجزائرية، ارتبك الإعلام بقطاعيه العام والخاص، واحتار في كيفية التعامل مع ملايين المتظاهرين من المناوئين للرئيس بوتفليقة، وعهدته الرئاسية الجديدة. ازدياد حدة الهتافات، وقوة الإعلام البديل بفضل منصات التواصل الاجتماعي، إضافة لتصدع حلف الرئيس، وتخلي القيادات العسكرية عنه، حوّل بعض القنوات الخاصة بقدرة قادر، من أبواق للسلطة إلى "متحدث باسم الحراك" ينقل نبض الشارع وانتفاضته السلمية. 

حتى وسائل الإعلام الرسمية، التي كانت تفتح على صورة الرئيس المُقعد، وتمتهن خط التضليل الإعلامي، أرسلت طواقمها للتغطية المباشرة، وفتحت مبنى التلفزيون العمومي لأصوات المعارضين، وبدا للجزائريين، وقتها، وكأنهم استرجعوا الفترة الذهبية للإعلام، نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات، أيام زوال الحزب الواحد وأولى الانتخابات التعددية.

كان من الصادم للمتابعين رؤية هذا التحول المفاجئ في موقف وسائل الإعلام التقليدية، غير أن الديناميكية التي شهدها الشارع الجزائري، فاجأت الجميع. وعليه، رسخ الانطباع أن رياح الحراك التي طالت مجالات السياسة والاقتصاد والمجتمع، ستطال هي الأخرى قطاع الإعلام وتحرره من هيمنة نظام بوتفليقة. 

صالح الحراك الصحافيين مع مهنتهم وصالح الإعلام مع الشعب والمواطنين، بعد أن كان يُعتبر أداة في يد السلطة تستخدمه في التطويع والتمييع، وبعد نفور شعبي من وسائل الإعلام، التي كانت بحسب شريحة واسعة، مجرد امتداد للمؤسسات السلطوية الفاسدة.  

 

رقابة أمنية و ذاتية

ست جُمعات كانت كافية للمتظاهرين الجزائريين، ليدفعوا الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لتقديم الاستقالة في الثاني نيسان/أبريل. هل تمّ ذلك بفضل ضغط الشارع أم بسبب ضغط قيادات الجيش؟ المهم أن عشرين عاما من حُكمه انتهت في بضعة أسابيع مما منح المتظاهرين رغبة في رفع سقف المطالب، بتغيير كامل لمنظومة مترهلة فشلت طيلة فترة حكمها.

نتائج الحراك لم تؤثر مباشرة في كامل الواقع السياسي، لكنها انعكست بوضوح على الخطاب الإعلامي، الذي تحرر من قيود الرقابة، وتذوق طعم الكتابة والتغطية بحرية، وأصبح هاجسه، استدراك ما فات، واستعادة المصداقية والموضوعية التي فُقدت في علاقته بالقارئ والمشاهد والمُستمع.  المفارقة، أن هذه الفُسحة لم تدم طويلا. وعاد الإعلاميون إلى طرح السؤال الأزلي: هل يمكن نقل هذا الخبر أم لا؟ 

سؤال يجد تفسيرا، في تطور الأزمة الجزائرية. فتغيير بوتفليقة مؤقتا بشخصية من محيطه، والتضييق على التظاهرات واعتقال رموز الحراك، وتركيز الجيش على الحديث عن "العصابة" وملفات فساد محيط بوتفليقة، جعل الانطباع يسود، أن النظام الذي جاء ببوتفليقة وغيره من الرؤساء، مازال قويا، وأن الخطوط الحمراء مازالت موجودة، وأن حرية الإعلام يجب ألا تخرج عن هذا الإطار. 

في هذه المرحلة، فهِم معظم الصحافيين، أن مؤسسة الرئاسة التي كانت تراقب العمل الإعلامي، انتقلت صلاحياتها إلى المؤسسة العسكرية، وأن سيف الإعلانات سيبقى مسلطا على الرقاب، إذا ما لم يتم الترويج للتعليمات الجديدة. 

بعض مدراء الشركات الإعلامية الخاصة، لم ينتظروا وصول الأوامر، وراحو يبادرون ويجتهدون من تلقاء أنفسهم، من خلال منع كلمة المناهضين للانتخابات والمنتقدين للسلطة والمطالبين بمرحلة انتقالية. إنها مبادرة مجانية، ورقابة ذاتية تعّود بعض المنتسبين لمهنة الصحافة في الجزائر، ممارستها مع مختلف واجهات النظام، أملا وطمع، في عدم لفت الأنظار، وضمان تدفق أموال الإشهار. 

الحراك إذا، حرر الإعلام، وعراه أيضا من شوائبه، وتبيّن أن المعضلة الجزائرية التي دفعت الملايين من الناس للخروج والهتاف للتغيير الشامل، لم تكن لرفض النخبة الفاسدة، التي بددت الأموال، ومنعت العيش الكريم. مايحدث في الجزائر، هو انتفاضة شاملة، هدفها القطيعة مع ممارسات نظام تغيرت أوجهه، لكنه ظّل يستخدم نفس القواعد التي عممت التعليم دون الوعي، وأفسدت المجتمع أخلاقيا وكّونت نخباً، امتهنت الكذب والدَرْوشة والتضليل، ومن بين هذه النخب نخبة المنظومة الإعلامية.

 

صرخة الصحافيين الجزائريين الأحرار

قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية، وتحت عنوان "صرخة الصحافيين ضد القمع والتعسف ومن أجل الحريات “، أطلق مئات الصحافيين المستقلين مبادرة لإنقاذ مهنتهم، ولدّقِ ناقوس الخطر لما آل إليه حال الإعلام في الجزائر. 

التضييق على عمل الإعلاميين بدأ تقريبا من الشهر الثالث للحراك، ومنذ أن غير قائد الجيش الجزائري لهجته في الخطابات الموجهة للمتظاهرين ووصفهم بـ"العاملين وفق أجندة أجنبية" أو "أ

ذناب العصابة". حتى أنه وعلى غير عادة المؤسسة العسكرية، أثنى قائد الأركان في خطاب رسمي، على أحد برامج الحوار التلفزيوني العمومية، وعلى مهنية ووطنية مقدم البرنامج، الذي استضاف شخصيات من السلطة والعسكريين لمدح "جاهزية الجيش الجزائري وتفوقه وامتيازه"! 

من الواضح أن التعتيم الإعلامي بات نموذجا تشجع عليه السلطات الرسمية، وأنه صُنف حسب معاييرها، إلى إعلام وطني يذهب في سياق ما تقوله السلطة، وإعلام غير وطني ينقل أخبار الحراك ويستضيف النشطاء والمحتجين. قبل اعتصام الصحفيين المستقلين، كانت هناك محاولات لرفض مقص الرقيب، حيث امتنع بعض صحافيي التلفزيون والإذاعة الرسميين، وخاصة من العاملين باللغة الفرنسية الانصياع لأوامر المدراء وتوجيهاتهم، وواصلوا مواكبة الحراك، ومنهم من استقال احتجاجا على المنع، ومنهم من أوقفت برامجهم من دون مبرر على العموم، الإكراهات والضغوطات لم تثن بعض الصحافيين من نقل صور تظاهرات الجمعة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، أو تغطيتها لصالح القنوات الدولية. لهذا عندما وقّع الصحافيون "صرختهم" عبروا أن الوضع لم يعد يُطاق، وكتبوا أنهم ضاقوا ذرعا من التضييق ومن عرقلة عملهم وتهديد واعتقال الصحافيين. 

الصحافيون الجزائريون يعيشون تناقضات حقيقية، بين واقع معيش، يتميز بالمظاهرات العارمة والسّخط الشعبي، الرافض لإجراء الانتخابات، وبين مؤسسات إعلامية موّجهة، تطلب من مراسليها تزييف الحقيقة، والقول إن هذه المسيرات هي لتأييد الجيش ولتنظيم الاقتراع بأسرع وقت. 

مطرقة السلطة يقابلها أيضا سندان المتظاهرين والحراكيين، الذين باتوا يرون في الصحافي إما "كّذاباً متواطئاً" أو "خاضعا" يُضحي بالحقيقة مقابل راتبه الشهري. والواقع أن معظم التُهم تخلط بين مالك الصحيفة أو التلفزيون، الذي اكتنز الأموال من خلال التنسيق مع السلطات، وبين الصحافي المسحوق الذي يعمل براتب زهيد وغالبا من دون راتب.     

يمكن القول إن الحراك الشعبي في الجزائر هو بمثابة نعمة على الإعلام، فعلى الرغم من تضييقات السلطة ومنع نقل الحقيقة للمواطنين إلا أن هذه الحقيقة وصلت ولن تتوقف، بفضل وسائل الإعلام التقليدية والرقمية. الحراك وضع الإعلاميين أمام مسؤولياتهم المهنية والأخلاقية، للاعتراف بأن المهنة تعيش أزمة حقيقة، منها ما يتعلق بالإطار السياسي المجتمعي، ومنها ما يتعلق بالفرد وتكوينه واطلاعه على تجارب الآخرين. 

الانفراج الذي شهده الإعلام في بداية الحراك، كشف عن وجود نواة حقيقة من الشبان والشابات الصحافيين، المتشبعين بنفس مبادئ الحرية والكرامة التي ألهمت الجزائريين للخروج في شباط/فبراير ورفض النظام المتسلط والفاسد. وعودة الرقابة تؤكد أن هذا النظام الذي اكتسب مشروعيته من نشرة أخبار المساء، ليس مستعدا لرفع يده عن هاته الوسيلة الدعائية. كل المؤشرات تدعو للتفاؤل وتوضح أن الحراك الإعلامي الجزائري بات جاهزا للانطلاق، وأن معظم أصحاب المهنة أدركوا، أن لا سبيل للتحرر من قبضة السلطة وهيمنتها إلا بكسر حاجز الخوف والانهزامية، والدخول في مرحلة تتشكل فيها تكتلات تتحدث بصوت واحد لتفرض حق ممارسة المهنة بكل حرية.  

المزيد من المقالات

محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025