التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

 

يعيش المشهد الإعلامي التونسيّ حاليا، على وقع "تسجيلات صوتيّة"، يقف وراءها النائب راشد الخياري تحت عنوان "الغرف المظلمة". وهي تسجيلات سريّة لأحاديث منسوبة لأطراف برلمانية مُعارضة تتطرّق إلى واقع المشهد السياسي؛ بشقيه التشريعي والتنفيذي.

التسجيلات التي اختار مذيعها راشد الخياري، أن يكون نشرها على شكل حلقات متتابعة، وجدتْ طريقها، ليس إلى الجغرافيات السياسية والحزبية المتصارعة والمتصدّعة فحسب، بل إلى المشهد الإعلامي التونسي وصُلْب التّغطيات الصّحفيّة بكافّة محاملها التي اختارت أن تُطلق عليها مُسمّى "تسريبات".

إن هذا المسمى لا يعبّر عن إشكاليات "مفاهيمية" عميقة لدى الفاعلين الإعلاميين بتونس -حيث كثيرا ما يتمّ إسقاط عناوين على غير مدلولاتها الحقيقية والأصليّة- بل يعبّر أيضا عن راهنيّة مسألة التسريبات وحداثتها في المشهد الإعلامي والسياسي التونسي. 

لم تعرف تونس التسريبات، بالمعنى الذي عرفته الولايات المتحدة الأمريكية منذ بدايات منتصف القرن العشرين؛ فيما يُعرف بتسريب "وثائق البنتاغون" إلاّ بعد أحداث 14 يناير 2011 وفي قضايا قليلة وجدّ استثنائية. 

صحيح أنّ تونس كانت جزءا من شبكة تسريبات "ويكيليكس" - والتي تُعتبر واحدة من أكبر التسريبات في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية- حيث نشرت الوثائق الخاصة والسرية بالسفارة الأمريكية في تونس، غير أنّها في تلك الحالة كانت جزءا من كلّ وعلى هامش مركز التسريب الذي استهدف المؤسسات الرسمية الأمريكية وحلفاءها الإقليميين وخصومها الدوليين.

وكان على المشهد الإعلامي التونسي أن ينتظر أحداث 14 يناير 2011، حتى يكون على موعد مع تسريب وثيقة إقامة في فندق "الشيراتون" باسم وزير الخارجية الأسبق رفيق عبد السلام، لتحوم، وقتها، حوله شبهة إهدار مال عمومي. ثم تلا ذلك، إسهاب من الفضاء الإعلامي التونسي في نشر التسجيلات السرية والشخصية، الكثير منها لا يرتقي إلى مستوى التسريب في حدّه وحدوده الأخلاقية والمهنية. 

 

قيمة "المبلغين" في التسريبات 

 

ومكمن هذا "الانتظار الطويل" نسبيا، يعود لعدة أسباب؛ من أهمها: غياب ثقافة المساءلة والمحاسبة للفاعلين الرسميين، وتبعية قطاع الإعلام لفترة طويلة للطرف الحكومي، وتمثل وسائل الإعلام لدور الدعاية والدعاية المضادة. وقد أفضى ذلك إلى ندرة وجود "المبلغين عن الفساد" والذين يمثلون اللبنة الأساس لأي تسريب يؤدي إلى كشف التجاوز أو لأي تحقيق استقصائي يؤصل لفكرة المحاسبة. 

ارتبطت التسريبات الكبرى في العالم بفكرة "المبلغين عن التجاوزات les lanceurs d’alerte". من دانييل إيلسبيرغ، الموظف السابق في جهاز مجلس الأمن القومي الأمريكي، والذي كان عام 1971 وراء تسريب "وثائق البنتاغون" التي غيّرت الكثير من اتجاهات الرأي العام الأمريكي حيال الحرب في الفيتنام. مرورا بإدوارد سنودن الذي سرّب في 2013 مواد ومضامين مصنفة على أنها سرية للغاية من وكالة الأمن القومي، منها برنامج "بريسم" المختص في التجسس على الصحفيين إلى صحيفة "الغارديان" وصحيفة "الواشنطن بوست"، وليس انتهاء بـ"جون دوي" (اسم مستعار) الذي كان من بين مسربي وثائق بنما للصحافة العالمية، أو بـ"مارك ويليام فيلت" - تم الكشف عن هويته الحقيقية في 2005-، وهو الكنز المعلوماتي للصحفيين المتميزين بوب وودوارد وكارل برنستين في فضيحة "ووتر غايت  Watergate" والتي دفعت بالرئيس ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة من منصبه في الثامن من أغسطس/آب 1974. ولا ننسى أيضا العديد من المبلغين عن الفساد والتجاوزات -الذين لم تُكشف هوياتهم الأصلية إلى حدّ كتابة هذه الأسطر- بيد أنّهم وفروا المادّة الخامة لتسريبات كبرى غيّرت من مسار الإخبار وكشفت حقائق يخشى الفاعلون وأصحاب النفوذ من نشرها والتعريف بها لدى العموم، على غرار "ويكيليكس" و"تسريبات قيصر" التي كشفت عن صور الآلاف من المقتولين تحت التعذيب في السجون السورية الرسمية. 

ولم يجانب المُحقق الاستقصائيّ الأمريكي سيمور هيرش في كتابه الأخير "مذكرات صحفي استقصائي"، الصواب؛ حين عرّف المبلغين عن الفساد والتجاوزات، بأولئك المتيقنين تمام اليقين والإدراك بأنهم "أقسموا على الولاء للوطن وليس للأشخاص". 

ظهور هذه الطبقة من المصادر المهمة للغاية والأساسيّة، مرتبط أيضا بثقافة النفاذ إلى المعلومة وتملّك الرأي العام لهذا الحقّ وتمثل الفاعلين الرسميين لهذا الواجب. وهي ثقافة لا تزال بعيدة عن المنال في أقطارنا العربية التي -وإن سنت في منظومتها القانونية تشريعات تكفل هذا الحقّ- إلا أنّ التنفيذ يبقى بعيدا عن المنظّر إليه وعن المسوّق له وعن المأمول فيه.  

بهذا المستوى، ووفق هذه الاعتبارات، لم يكن من السهل أن يعرف السياق التونسيّ التسريبات بملحقاتها والصحافة الاستقصائية بتوابعها أيضا، وهي فنون تحقيقية وأجناس صحفيّة لها سياقات استنبات خاصة وفضاءات ممارسة محدودة. 

 

حد التسريبات وحدودها

 

وعلى هذا الأساس، بالإمكان القول: إنّ التسريبات كمفهوم وظاهرة تستلزم مجموعة من الشروط الموضوعية؛ أهمها: 

  1.  الانطلاق من عبارة "حقائق وليست آراء" News and not views، حيث يفضي التسريب إلى كشف وقائع ومعطيات تهم الرأي العام، كانت غائبة أو مغيبة عنه. بمعنى آخر؛ إنّ الآراء والتقديرات والتحليلات، لا تعتبر من مواضيع التسريبات، وهو بالضبط ما يمكن رصده في غالبية التسريبات الكبرى، انطلاقا من وثائق البنتاغون إلى وثائق بنما، حيث التركيز والاكتفاء بالمعلومة.

  2.  الاهتمام بمجال القضايا والشخصيات العامة خلال أدائها لواجباتها في الفضاء العام. وبناء عليه، فالحياة الخاصة للأشخاص ولعائلاتهم -ضمن الحيز الخاص- لا تعتبر مواضيع تسريبات. وهنا يمكن فهم الفرق بين التسريبات وبين صحافة الفضائح والتي تتطرق إلى نشر صور خاصة للمشاهير والشخصيات العامة. 

  3.  قوة الكشف من حيث الجدة والحداثة والأهمية والتأثير في مسار الأحداث، فلا يكون التسريب تسريبا إلا إذا ارتبط بالجديد وغير المعروف، وإلا افتقد التسريب أهميته وقوته الرمزية ضمن مكافحته لمبدأ السرية الحاكم للمعلومة الأصلية. فلا يكون التسريب مبنيا على معلومات معروفة ومعلنة وإلا انتهت قيمة التسريب، وهذا ما يفسر الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تكشف -مؤخرا- عن كافة الوثائق المرتبطة بوثائق "البنتاغون"، ذلك أن القضية قتلت بحثا واستيعابا.

  4.  كشف التشبيك القائم بين الفاعلين المؤثرين المعروفين وبين الفاعلين المؤثرين غير المعروفين، فالكثير من الأسماء المغمورة بأكوام الأخبار اليومية، كثيرا ما يقع كشف تورطها وحقيقة أدوارها في التسريبات مهما كان نوعها.

  5.  التحقّق، ونعني به تثبتّ الصحفي من صحة التسريب فلا يسقط بذلك في فخّ الوثائق المسربة المغلوطة على غرار الصحفية الاستقصائية الأمريكية السابقة ماري مابس والتي سقطت هي وفريقها الاستقصائي في برنامج 60 دقيقة في فخ نشر وثيقة مسربة غير صحيحة.  

  6.  الاستيعاب، بمعنى وضع التسريب في سياقه العامّ الزماني والمكاني والفاعلين المشاركين فيه، والسعي إلى ربطه بما سبق وبما لحق، فلا يكون التسريب معلومة مقتطفة أو مجتزأة عن سياقها. 

بهذه السُداسيّة، نفهم الأسباب التي تجعل التسريبات تنتصر في غالبية حروب النشر، وتكون كفة الإعلان والإعلام -وإن خرقت مقتضيات السريّة الإدارية والقانونية- أقوى من كفة الحَجْب، وإن نصت الأخيرة على قوانين الكتمان المهني.

ولئن كان للإدارة الحق في تصنيف المعلومة ضمن خانة الـ"سري للغاية"، فمن حق الشعب والرأي العام الحصول على المعلومة والنفاذ لها، فلا يغلب حق الإدارة، حقوق المواطنة. ولا يغلب استثناء الحجب قاعدة الإعلام والإعلان؛ ذلك أن الحجب يصنع عبودية رمزية جديدة في حين أن الصحافة تصنع المواطنة الحرة والعقلانية والمسؤولة.

تأسيسا على كل ما سبق، فإن إدراج التسجيلات المنشورة في الفضاء الإعلامي التونسي وخاصة تسجيلات راشد الخياري، في سياق "التسريبات" كما ظهرت في مهدها وتمظهرت في أشكالها المتطرق إليها آنفا، تبقى مجازفة غير آمنة علميا ومهنيا، بل نعتقد أننا لا نجانب الصواب إن اعتبرنا أن غالبيتها لا ترقى إلى حد التسريبات وإلى حدودها الاعتبارية والرمزية. 

 

أنواع "التسريبات" في السياق التونسي 

 

إن نظرة استقرائية لغالبية التسجيلات والوثائق المقدمة في المشهد الإعلامي والاتصالي التونسي -على أنها تسريبات- تسمح لنا بإدراجها ضمن 4 أنواع كبرى؛ وهي على الشكل الآتي: 

  • تسجيلات الآراء والتقديرات والتحليلات، وهي التسجيلات التي تعبّر عن توقعات أطراف سياسية في الغالب في جهات سياسية معارضة وغير مرتبطة عضويا بالواقعة المتحدث عنها. على غرار تسريبات "الغرف المظلمة" والتي يتحدث فيها نائب معارض في البرلمان عن حزب التيار الديمقراطي عن مآلات الحكومة ورئيسها، وهي في المحصلة خليط هجين من التقديرات والمعلومات والتطلعات والحسابات السياسية أكثر منها حقائق ثابتة ووقائع ملموسة. 

  • ما يمكن أن نسميه بـ "تسجيلات الصحافة الصفراء"، وهي تسجيلات الضجة الإعلامية، من حيث تركيزها على الحياة الشخصية للأفراد وكشفها لمواقف بعض الإعلاميين والمشاهير حيال مشاهير آخرين من عالم الفن والغناء.  

  • تسجيلات ووثائق تبرير وشرعنة سياسات الفاعل الرسمي، حيث تعمد هذه النوعية من التسريبات إلى تقديم الذرائع للفاعل الرسمي بعد اتخاذه قرارا سياسيا معينا، وبالإمكان تسميته بالتسريب المقلوب. إذ يقع التسريب لفائدة الفاعل الرسمي لتبرير قراراته وليس العكس. نقصد التسريب من داخل أجهزة الدولة ضد سياسات الفاعل الرسمي، وفي هذا الباب، وفيه ندرج تسريب وثيقة قرار وزير الداخلية المُقال السيد توفيق نور الدين نقْل بعض الأمنيين من مراكزهم إلى مراكز أخرى، وهو القرار الذي كان سببا في إقالته من قبل رئيس الحكومة هشام المشيشي.    

  • تسجيلات لبعض الاجتماعات الحزبية والإعلامية "شبه الخاصة وشبه العامة"، على غرار بعض التسجيلات المسربة من اجتماعات حركة النهضة وحركة نداء تونس. 

بمقتضى هذه الأنواع من التسجيلات، يتضح لنا أن المشهد الإعلامي التونسي لم يعرف التسريبات بمضمونها ومقاصدها الحقيقية، باستثناء حالات قليلة على رأسها حالتي "الشيراتون غايت"، و"وثائق بنما" والتي شاركت منصة "انكيفادا" في التحقق من مصداقية الوثائق الخاصة بتونس ووضعها ضمن قصص صحفية استقصائية قبل نشرها، في حين أن غالبيتها "تسجيلات يحسبها ظمآن المعلومة تسريبات".

وللأسف، ستبقى قطاعات كبيرة من الفاعلين في المشهد الإعلامي، تلحق تسجيلات الأحاديث الجانبية والخطابات الداخلية لبعض الأحزاب الفاعلة، والفيديوهات الشخصية المنتهكة لحرمة الحريات الفردية، والمكالمات الهاتفية الثنائية البذيئة والرديئة، ضمن إطار التسريبات السرية الخطيرة، مادامت معظم الحوامل الصحفية -حتّى لا نُعمّم- تستهلك المضامين الإعلامية بلا مهنية تفرز الخبر عن الرأي، وبلا أخلاقيات صحفية تنأى بالرسالة الإعلامية عن الحياة الشخصية للأفراد، وبلا ميثاقية تحرّ وتقص في المعطيات قبل تقديم الإقرار والتحليل. 

صحيح أنّ ظاهرة التسجيلات الساعية لإثارة الضجة، وتسجيل النقاط السياسية أو الاغتيال الرمزي للأفراد، موجودة في غالبية التجارب الصحفية بما فيها الدول ذات التقاليد الراسخة في الإعلام المهني والمحترف. غير أن الأصح يتمثل في قدرة وكفاءة الإعلاميين على التفرقة بين التسجيل الذي لا يرتقي إلى مستوى الخطاب الجانبي أو ما يمكن تسميته بالـ off record، وبين التسريب المبني على قوة كشف القضايا العامة الغائبة أو المغيبة عن الرأي العام. 

يقول روبرت فيسك، الصحافي البريطاني، "إن دور الصحفيين كامن في الحيلولة دون استفراد السياسيين بكتابة التاريخ، دون كبير احتفاء يرتضيه المزاج الصحفي". ونستطيع القول: إنّ كثيرا من التسريبات والقصص الصحفية الاستقصائية والتغطيات الصحفية الكبرى ساهمت في إحداث منعرجات سياسية كبرى، من وثائق البنتاغون وأثرها على مسار الحرب في الفيتنام إلى ويكيليكس وأثرها على الحرب في أفغانستان، وليس انتهاء بتسريبات صور تعذيب السجناء في أبو غريب وتأثيرها البالغ في المزاج الأمريكي في الحرب بالعراق، وتسريبات صور قيصر ودورها في صناعة الموقف الدولي حيال النظام السوري.  

بالتأكيد، هناك أسباب أخرى ساهمت بدورها في إحداث هذه المتغيرات، أو أنها كانت سببا في هذه التسريبات ولكن -وفي جميع الحالات- كانت الصحافة أداة لكتابة أخرى ولسردية مغايرة لما يريده السياسي من مؤرخي اللحظة ومن تمثل التاريخ لشخصه، ولسياساته.

هكذا نفهم التسريب ككشف لحقيقة الواقع بعيدا عن مراوغات الخطاب الاتصالي الرسمي، وقوة كشف في مقابل قوة الحجب الرسمية، أو هو بعبارة أدق "خطاب حق وحقيقة في مواجهة خطاب القوة"، على قول المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد.

 

المراجع: 

  • https://www.archives.gov/research/pentagon-papers رابط وثائق البنتاغون على شبكة الإنترنت. 

  • علام، هشام، وثائق بنما الحكايات التي لم تُرْوَ، مكتبة Telegram Network، 2020. 

  • سيمور هيرش، مذكرات صحفي استقصائي، الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، 2019. 

  • Lavoinne Yves. Le journaliste, l'histoire et l'historien. Les avatars d'une identité professionnelle (1935-1991). In : Réseaux, volume 10, n°51, 1992. Sociologie des journalistes. pp. 39-53.

  • Moisy, claude, Nixon et le Watergate, La chute d’un président, Hachette livre, paris, 1994.  

 

 

More Articles

Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024
Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Fact or Fiction? Quantifying the 'Truth' in True-Crime Podcasts

Over the centuries, true crime narratives have migrated across mediums—from tabloids and books to documentaries, films, and, most recently, podcasts. Despite these evolutions, one constant endures: the storytellers’ drive to detail the darkest corners of human behaviour and the insatiable curiosity of their audiences.

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 28 Nov, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Cameroonian Journalists at the Center of Fighting Illegal Fishing

While the EU’s red card to Cameroon has undeniably tarnished its image, it has paradoxically unlocked the potential of Cameroonian journalists and ignited a movement poised to reshape the future. Through this shared struggle, journalists, scientists, conservationists, storytellers, and government officials have united, paving the way for a new era of ocean advocacy.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 21 Aug, 2024
The Gaza Journalist and the "Heart and Mind" Struggle

Inside the heart of a Palestinian journalist living in Gaza, there are two personas: one is a human who wants to protect his own life and that of his family, and the other is a journalist committed to safeguarding the lives of the people by holding on to the truth and staying in the field. Between these two extremes, or what journalist Maram Hamid describes as the struggle between the heart and the mind, the Palestinian journalist continues to share a narrative that the occupation intended to keep "away from the camera."

Maram
Maram Humaid Published on: 18 Aug, 2024
Journalists Recount the Final Moments of Ismail Al-Ghoul

Journalists remembering the slain reporter of Al Jazeera in Northern Gaza, Ismail Al Ghoul. "He insisted on continuing his coverage from the northern part of the Gaza Strip, despite the challenges and obstacles he faced. He was arrested and interrogated by the Israeli army, his brother was killed in an Israeli airstrike, and his father passed away during treatment abroad."

Mohammad Abu Don
Mohammad Abu Don Published on: 11 Aug, 2024
Analysis: Media Disinformation and UK Far-Right Riots

Analysis on the impact of media disinformation on public opinion, particularly during UK riots incited by far-right groups. A look at how sensationalist media can directly influence audience behavior, as per the Hypodermic Needle Theory, leading to normalized discrimination and violence. The need for responsible journalism is emphasized to prevent such harmful effects.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Aug, 2024
Challenges for Female Journalists in Crisis Zones of Cameroon

Testimonies of what female journalists in Cameroon are facing and how they are challenging these difficulties.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jul, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
Daughters of Data: African Female Journalists Using Data to Reveal Hidden Truths

A growing network of African women journalists, data scientists, and tech experts is amplifying female voices and highlighting underreported stories across the continent by producing data-driven projects and leveraging digital technologies in storytelling.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 23 Jul, 2024
Are Podcasts the Future of African Broadcasting?

The surge of podcasts across Africa is a burgeoning trend, encompassing a wide array of themes and subjects, and swiftly expanding across various nations.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 11 Jul, 2024