آليات التنظيم الذاتي للصحفيين.. حماية للمهنة أم للسلطة؟

آليات التنظيم الذاتي للصحفيين.. حماية للمهنة أم للسلطة؟

في سنة 2008، رفضت محكمة محلية بلجيكية أن تنظر في قضية مرفوعة من مسؤول جهوي ضد صحفي كتب أن "المسؤول الأصلع سيجعل الاقتصاد أصلع". اعتبر الاجتهاد القضائي أنه حتى وإن تحققت جنحة القذف، فإنها تقع ضمن حدود حرية التعبير، وأن المكان الحقيقي لحل هذه المنازعات هو مجالس الصحافة وليس مجالس القضاء. 

في وقت لاحق، وداخل الفضاء الأوروبي أيضا، أصدرت محكمة إسبانية بإجماع الآراء حكما يقضي بإدانة صحفيين (بعد التشاور مع هيئة التنظيم الذاتي للصحفيين)، لنشرهم معطيات اعتبرت سرية حول مراسلات بين عسكريين تحرض على العنصرية والكراهية ضد المهاجرين والأجانب بشكل عام.

بين الحكمين، تتأرجح تجربة آليات التنظيم الذاتي للصحفيين، وإن كانت وظيفتها الأساسية هي حماية حرية التعبير ومراقبة المعايير الأخلاقية والمهنية وصيانة حق المجتمع في الإخبار، فقد تحولت في بعض البلدان إلى سيف مسلط ضد الصحفيين المزعجين للسلطة.

لم تفضِ الثورة التكنولوجية فقط إلى تطور الممارسة الصحفية، بل إلى إحداث شرخ عميق بين وسائل الإعلام والجمهور، والتشكيك الدائم في مصداقية الصحفيين. 

في هذا السياق، يتم الترويج بشكل متزايد لآليات التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام، التي أسستها مهنة الصحافة نفسها لاحترام أخلاقيات المهنة كعلاج لأزمة مصداقية الصحفيين.

يمكن أن تتخذ هذه الآليات أشكالا مختلفة، لكنها تتجسد بشكل أساسي في مجالس الصحافة. عادة ما يتم إنشاء هذه الهيئات على المستوى الوطني للتعامل مع الشكاوى الواردة من مستخدمي وسائل الإعلام بشأن الانتهاكات المحتملة لأخلاقيات الصحافة. ظهرت هذه المجالس الصحفية لأول مرة في السويد عام 1916، ثم تأسست فيما بعد في غالبية دول الاتحاد الأوروبي وبعض دول العالم.

 

"التنظيم الذاتي القسري"

إن المنظمات الدولية المعنية بحرية وسائل الإعلام، مثل مجلس أوروبا، أو اليونيسكو، أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحرية وسائل الإعلام، أقرت أن التنظيم الذاتي هو الشكل التنظيمي الذي يضمن أفضل حرية للصحفيين عندما يقترن بضمانات دستورية وتشريعية صارمة ومحدودة، لحماية حرية وسائل الإعلام وضمان حرية الوصول إلى المعلومات وكذلك حماية المصادر. 

بالنظر إلى أن استغلال الحكومة لتنظيم وسائل الإعلام يحتمل أن يكون أكثر خطورة من استغلال وسائل الإعلام لتنظيم وسائل الإعلام، فقد أوصى تقرير تم تقديمه في 21 يناير 2013 إلى المفوضة الأوروبية نيلي كروس بأنه "يجب أن يكون لدى جميع دول الاتحاد الأوروبي مجالس إعلامية مستقلة، يكون تكوينها متوازنا سياسيا وثقافيا ومتنوعا اجتماعيا، مختصا بالتحقيق في الشكاوى، ولكنه مسؤول أيضا عن ضمان أن وسائل الإعلام قد نشرت مدونة لقواعد السلوك ...".

إنشاء مجالس للتنظيم الذاتي لمراقبة المعايير الأخلاقية والمهنية لدى الصحفيين لا يمكن أن يقوم في مجتمع لا يتوفر على آليات تحترم الحد الأدنى من الديمقراطية السياسية. لذلك، تجد في الدول التي تعيش تحولات سياسية أو ديمقراطية، أن مجالس الصحافة مفرغة من محتواها الحقيقي أو أنها تصير تابعة بشكل مباشر أو غير مباشر للسلطة السياسية.

بالاستناد على هذه التخوفات، فإن سلطة مجالس الصحافة قد تتجاوز دورها التعديلي التنظيمي إلى القضاء على الصحافة المستقلة، كأن تطالب المجالس بعملية مراجعة ضريبية لبعض الصحف واستدعاء صحفيين بعينهم، واستهداف وسائل الإعلام الأكثر إزعاجا للسلطة السياسية. 

لكن هل هذه التخوفات مشروعة ويجب أن تجعلنا نخشى من فكرة التنظيم الذاتي؟ أم أنها فقط ذريعة توظفها وسائل الإعلام بمنطق أن الصحفي "فوق المحاسبة؟

بشكل عام، بينت الوقائع أن البلدان التي تمر بفترة انتقال مع نزوع نحو الاستبداد تصر بشكل مفرط على الانتهاكات المزعومة لأخلاقيات الصحافة، من أجل تشويه سمعة الصحفيين المحرجين، أو منع الصحافة من تغطية مواضيع حساسة مثل الفساد والدين والقوميات أو القضايا العرقية. بمعنى أدق، يمكن اعتبار الدعوات التي تطالب الصحفيين بتحمل المسؤولية على أنها طريقة ملتوية لفرض الرقابة عليهم.

إنه في النهاية نوع من "التنظيم الذاتي الإجباري"، تمارس من خلاله السلطة ضغوطا على ملاك وسائل الإعلام. وتصبح هذه المهمة سهلة جدا في بيئة مطبعة مع الفساد، تؤول فيها ملكية وسائل الإعلام إما لرجال الأعمال أو لشخصيات سياسية قريبة من السلطة.

في بلدان غير مستقرة مثل بعض دول العالم العربي، أو دول الاتحاد السوفياتي السابق وأوروبا الشرقية، لا توفر البيئة المناسبة لدعم مبادئ التنظيم الذاتي، يبرز هذا الوعي نسبيا داخل بعض المنظمات المعنية بحرية الصحافة. هكذا، سلط ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا المعني بحرية وسائل الإعلام الضوء على مخاطر التنظيم الذاتي الإجباري الذي تروج له الحكومات وتستخدمه، مما يجعل من الممكن تحويل هذا النظام إلى شكل من الرقابة الذاتية يكون أكثر "نعومة" من أي شكل آخر من أشكال الرقابة.

يعتمد تعزيز التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام في نهاية المطاف على التوجه السياسي والديمقراطي للحكومات الوطنية. وبناء على ذلك، لن تنجح الجهود المبذولة لإقرار مجالس للصحافة، أو ستفشل جزئيا إذا لم تدعم سلطات الدولة وتحفز، في المقام الأول، تطوير وسائل الإعلام الحرة والمستقلة.

 

لماذا التنظيم الذاتي؟

في نظام ديمقراطي يضمن سيادة القانون، يتمتع نظام التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام بالعديد من المزايا، ففي بداية القرن العشرين، ظهر مفهوم المسؤولية الجماعية لمهنة الصحافة كجواب لـ "الاندثار" التدريجي للمسؤولية الفردية للصحفيين داخل المؤسسات الصحفية. وبينما دعت النظريات الليبرالية منذ القرن الثامن عشر إلى فك ارتباط الدولة وتنظيم الصحافة باعتبار وسائل الإعلام جزءا من قانون السوق (العرض والطلب)، من خلال المراهنة على ذكاء الأفراد لمعاقبة الانتهاكات المحتملة للصحفيين، فإن ظهور الصحافة "الشعبية" (أو الشعبوية)، والإمعان في انتهاكاتها الأخلاقية سرعان ما أدى إلى التشكيك في مبدأ "دعه يعمل باسم الحرية" الذي يؤطر القيم الليبرالية.

اليوم، وفي عصر الإنترنت والشبكات الاجتماعية، وقد أصبح للجميع حرية تقديم المعلومات ونقلها أيضا، عادت قضية المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام إلى قلب الجدل من جديد.

 تتعارض الصحافة التقليدية، التي ترتكز على قيم الحيادية وتدقيق الحقائق وتعددية الأفكار، بشكل متزايد مع ثقافة الصحافة الرقمية التي تقوم على الفورية والشفافية. ومع انحدار مصداقية الصحافة لدى الجمهور، وتحميلها المسؤولية في الفشل في حماية أخلاقيات المهنة بشكل ذاتي دون رادع (إما من المجتمع أو من السلطة عبر سن قوانين)، يقدم نظام التنظيم الذاتي نفسه قارب نجاة مهني وأخلاقي.

 

هكذا، فإن فكرة تعزيز المسؤولية الجماعية للصحفيين في مواجهة "اندثار" المسؤوليات الفردية تكتسب زخما، ومعها، تكتسب فكرة "وظيفية" لحرية التعبير التي تتمتع بها الصحافة. معنى ذلك أن ​​تعزيز الحماية، بقدر ما يخدم النقاش الديمقراطي ويحقق المصلحة العامة، فإنه يؤسس لتعاقد مهني وأخلاقي جديد محوره مؤسسات التنظيم الذاتي.

في هذا السياق بالذات، يؤكد القانون القضائي للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بشكل أكثر وضوحا، على أهمية الصحافة الجيدة في الأنظمة الديمقراطية، ويجعل احترام أخلاقيات الصحافة أولوية في الممارسة المهنية، ووسيلة لتعزيز الدفاع عن الصحفيين في أوروبا. يذهب هذا القانون أبعد من ذلك، حين يعتبر أن السلطة القضائية لا ينبغي عليها في الأنظمة الديمقراطية أن تستجيب للشكاوى المتعلقة بأخلاقيات المهنة؛ لأنها من اختصاص الصحفيين أنفسهم، وكلما فتح الباب أمام الاجتهاد القضائي، وجد الصحفيون أنفسهم أمام تغول السلطة التي ستستثمر قضية الأخلاقيات لضرب حرية الصحافة.

بالإضافة إلى استعادة مصداقية الصحافة، فإن آليات التنظيم الذاتي مثل مجالس الوساطة أو مجالس الصحافة تحقق فوائد ملموسة لمستخدمي وسائل الإعلام، فهي توفر بديلا لمحاكم العدل، التي يلجأ إليها عدد قليل من المواطنين في نهاية المطاف، لأسباب مالية أو ثقافية، وتمنح الحق للجمهور في الحصول على معلومات جيدة. 

يظهر تحليل تاريخ إنشاء مجالس الصحافة في أوروبا (الغربية) أن هذه الهيئات أسست في الغالب لتجنب تهديد تدخل الدولة في مجال حرية الإعلام، وأنها ساهمت أحيانا في إلغاء تجريم السب والقذف الذي استغل في مرات كثيرة من أجل تكميم حرية الصحافة. في أيرلندا، على سبيل المثال، تم قبول إلغاء تجريم التشهير مقابل إنشاء هيئة ذاتية التنظيم في عام 2007. 

 

درع لحرية التعبير

لا شك، إذن، في أن نظام التنظيم الذاتي يمكن أن يشكل درعا لحرية الصحفيين داخل الأنظمة الديمقراطية. تستدعي قوانين العديد من مجالس الصحافة حماية حرية الإعلام كإحدى وظائفها الأساسية، بل إن بعضها طور أنشطة في هذا الاتجاه. في سويسرا، على سبيل المثال، ينص المجلس السويسري للصحافة في المادة الأولى والثانية من قانونه الداخلي أن "مجلس الصحافة يتخذ موقفا، بناء على شكوى أو بمبادرة منه، بشأن القضايا المتعلقة بأخلاقيات المهنة في وسائل الإعلام حماية لحرية الصحافة دون الإخلال بأخلاقيات المهنة". 

أما في بلجيكا، يعتبر عضو مجلس الصحافة هو الأصل في قانون حماية المصادر الصحفية الذي اعتمده البرلمان في عام 2005، بل إن مجلس الصحافة يدعى بانتظام إلى البرلمان لإبداء رأيه في مشاريع القوانين التي قد تشكل خطرا على حرية التعبير.

بكل هذه الفرص التي توفرها مجالس التنظيم الذاتي، فإنها تواجه اتهامات بأنها شكلية وتدافع عن مصالحها النقابية الخاصة عوض الدفاع عن المصلحة العامة للمجتمع، المتمثلة في ضمان الحق في الإخبار. إن الصحفيين الأعضاء في آليات التنظيم الذاتي يجدون أنفسهم قضاة وأصحاب مصلحة، وقد تحوم حولهم الشكوك بشأن استقلاليتهم أو حيادهم، خاصة في التعامل مع القضايا المرتبطة بأخلاقيات المهنة أو الدفاع عن مصالح ملاك وسائل الإعلام.

بعض مجالس الصحافة استبقت هذه الاتهامات بإنشاء آليات لتحصين نفسها من المهنيين ومن الدولة، من بينها اختيار تركيبة أعضاء مجلس الصحافة وطريقة تعيينهم. ولهذا السبب، فإن غالبية مجالس الصحافة لا تضم ​​ممثلين عن الصحفيين فحسب، بل تشمل أيضا ممثلين عن مالكي وسائل الإعلام وممثلين عن المجتمع المدني. 

في بعض البلدان، مثل هولندا عُين قاض لرئاسة هيئة التنظيم الذاتي، فيما عمدت مجالس أخرى إلى تأسيس آليات لضمان الاستقلال المالي، وعلى هذا النحو لا يجب، بنص القانون، أن تتجاوز المساهمة المالية للدولة في ألمانيا الثلث من ميزانية مجلس الصحافة، أما في بلجيكا، لا يقدم التمويل مباشرة إلى هيئات التنظيم بل عبر جمعيات تمثل الصحفيين.

رغم كل هذه التحصينات التي أقرتها هيئات التنظيم الذاتي، تبرز تهديدات جادة تمس نظام التنظيم الذاتي لوسائل الإعلام. فلجوء القضاة إلى الاستعانة بآرائها في قضايا مطروحة أمام العدالة، يضرب فكرة الحرية المقرونة بالمسوؤلية التي تنطلق منها أخلاقيات المهنة.

 

في إنجلترا، ينص النظام الجديد لتنظيم وسائل الإعلام المنصوص عليه في الميثاق الملكي على عقوبة مزدوجة وغرامات نموذجية، لأي وسيلة إعلام لا تحترم المبادئ الأخلاقية مثل احترام خصوصية الأفراد أو رفض الانضمام إلى مجلس الصحافة.

يطرح الموضوع إشكالا مهنيا وقانونيا في نفس الوقت، فالقضاة الذين يصدرون أحكامهم بالتشاور بعض الأحيان مع مجالس الصحافة، يحولون المعايير الأخلاقية لمهنة الصحافة إلى مرتبة القواعد القانونية التي قد تؤسس لأحكام تمثل اختصاصا حصريا لمجالس الصحافة. ذلك أن انتهاك معيار أخلاقي لا يعني بالضرورة وجود انتهاك لمعيار قانوني، ومن الشائع إيجاد قواعد أخلاقية تحظر ما لا يحظره القانون. نقصد أن الصحفي الذي ينتمي إلى مؤسسة إعلامية تدعي أنها مستقلة بينما تشجع التحيز السياسي وتلغي الآراء المختلفة، لا يرتكب جرما قانونيا، بل ينتهك معيارا أخلاقيا.

مجالس التنظيم الذاتي لم تأت لسن القواعد القانونية أو لمحاسبة الصحفيين بمقاربة جنائية، بل لإيجاد صيغة مهنية لاحترام أخلاقيات الصحافة. وأمام هذا الوضع الذي أصبح سائدا يجب ألا تصبح آليات التنظيم الذاتي بديلا للمحاكم أو آليات "سابقة للمحاكمة" توظف قرارتها في المحاكم من قبل المدعين أو القضاة.

الذين يزعمون احترام حرية الصحافة هم أول من ينتهكونها، فهاهي المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي ينظر إليها كخط الدفاع الأخير عن الحريات داخل الفضاء الأوروبي، تدين حكما قضائيا إسبانيا يضرب حرية الصحافة. لقد نشرت صحف إسبانية مقالات تشير إلى مراسلات بين مسؤولين عسكريين يسيئون إلى الأجانب والمهاجرين. بعد طلب رأي مجلس الصحافة، أدانت محكمة محلية الصحف لنشرها معلومات سرية، وهو حكم أقره القضاء في مدريد. 

الحكم بحماية سرية المعلومات العسكرية، أصبح محط انتقاد حاد من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي اعتبرت أن إصدار الحكم بناء على رأي مجلس الصحافة، دون استحضار "المصلحة العامة" من وراء نشر الوثيقة والمتمثلة في فضح الترويج لخطاب الكراهية والعنصرية، يعد حكما لاغيا ولا يحترم حرية الصحافة وحق المواطنين في الإخبار.

ينطوي الحكم على استنتاج أساسي وهو أنه ليس من دور القضاء أن يستولي على أدوار مجالس التنظيم الذاتي في إملاء أساليب العمل التي يجب أن يلتزم بها الصحفيون.

يتعرض الصحفيون يوميا لضغوطات ملاك وسائل الإعلام والقيود الزمنية للبث التلفزيوني المباشر، ويتوسع بذلك هامش الخطأ وانتهاك قواعد السلوك المهني والمعايير الأخلاقية، وفي ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت تنافس الصحفي في أدواره التقليدية، لا يملك الصحفيون اليوم إلا تنظيم أنفسهم بأنفسهم أو انتظار عصا السلطة وأحكام القضاء. 

 

المراجع

 

  1. https://repository.upenn.edu/cgi/viewcontent.cgi?article=1143&context=a…

  2. http://www.senat.fr/rap/r12-443/r12-443_mono.html

  3. Autorégulation de l'information: Comment incarner la déontologie? Marie Sirinelli, Rapport remis au ministre de la culture Aurélie Filipetti, 2014

  4. Freedom House, Freedom of the Press reports, 2012

  5. https://www.csa.be/document/rapport-annuel-conjoint-csa-cdj-2017/

  6. https://www.hrw.org/fr/news/2012/02/16/hongrie-la-liberte-de-la-presse-est-menacee

  7. https://ec.europa.eu/commission/presscorner/detail/en/IP_13_1211

 

More Articles

Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Sound of Change: How Podcasting is Changing Journalism in India

India’s podcasting scene is on the rise, driven by affordable internet and changing content habits, yet still faces challenges like limited monetisation and urban-focused reach. Despite these hurdles, independent creators are using the medium to amplify grassroots narratives, shaping a more inclusive media landscape.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 9 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024
Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Is Pakistan’s Media Ignoring Climate Change?

Pakistan's media, despite its wide reach, largely neglects climate change in favor of political and economic issues, leaving the public under-informed about the causes and consequences of climate-related disasters. As a result, many Pakistanis remain unaware of the growing threats posed by climate change, which has devastating effects on the country's economy and population, as seen in the catastrophic floods of 2022.

Faras Ghani Published on: 3 Dec, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh 1
Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
What Explains the Indian Media’s Silence on Muslim Lynchings?

A review of why the Indian media is biased in its coverage of cow vigilantes' lynchings, highlighting how the killing of a Hindu boy by such vigilantes sparked widespread outrage, while the lynching of a Muslim man over similar allegations was largely ignored, reflecting deeper anti-Muslim bias under the ruling BJP government.

Saif Khaled
Saif Khalid Published on: 11 Nov, 2024
Freedom of the Press in Jordan and Unconstitutional Interpretations

Since the approval of the Cybercrime Law in Jordan, freedom of opinion and expression has entered a troubling phase marked by the arrest of journalists and restrictions on media. Musab Shawabkeh offers a constitutional reading based on interpretations and rulings that uphold freedom of expression in a context where the country needs diverse opinions in the face of the Israeli ultra right wing politics.

Musab Shawabkeh
Musab Al Shawabkeh Published on: 8 Nov, 2024
Corporate Dominance and the Erosion of Editorial Independence in Indian Media

Corporate influence in Indian media has led to widespread editorial suppression, with media owners prioritising political appeasement over journalistic integrity, resulting in a significant erosion of press freedom and diversity in news reporting.

headshot
AJR Correspondent Published on: 3 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
Atrocity Inc.: What Max Blumenthal's New Documentary Reveals About Western Media's Complicity in Israeli Propaganda

A digest of Max Blumenthal's new documentary, Atrocity Inc., in which he uncovers how the Israeli PR machinery and propaganda efforts were carefully and intentionally designed to manufacture consent for a campaign of mass death against Palestinians. It reveals how the Western media, especially in the United States, supported Israel's misinformation war.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 13 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Failing Gaza: Pro-Israel Bias Uncovered Behind the Lens of Western Media

Journalists at CNN and the BBC expose the inner workings of their newsrooms, a year into Israel’s war on Gaza.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 8 Oct, 2024
Guns, Threats, and Poverty: The Daily Struggles of an African Journalist

The welfare of African journalists continues to deteriorate, from poor wages to security risks, arrests, detention, and even death. This common, ongoing trend generally affects the wellbeing of journalists during their discharge of duties, and these overlooked difficulties tend to affect the quality and output of their work.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 26 Sep, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024