دراسات الجمهور الإعلامي العربي ومأزق المقاربة السوسيولوجيّة

دراسات الجمهور الإعلامي العربي ومأزق المقاربة السوسيولوجيّة

ليس هناك أصعب من الكتابة في المواضيع الإشكاليّة التي تتعدّد مقارباتها العلميّة وتختلف الاستخدامات الخاصّة بالمفاهيم التي تحكمها، ومسالك التفكير التي تدرسها.

الجمهور، هو أحد هذه المواضيع الإشكاليّة التي لم يستطع مفهومه أن يحظى بإجماع الباحثين في شتى العلوم.  والواقع، أنّ هناك مساحة من التداخل الموضوعي والمنهجي (إن لم نقلْ التباساً) بين مفهومَي "الجمهور" و"الرأي العامّ"؛ وقد حاول علماء السياسة والاجتماع والإعلام حسم هذا الالتباس، من خلال تمييزهم، بين: الإطار العامّ للجمهور باعتباره يضمّ الغالبيّة الصامتة، فضلاً عن الأقليّة النشطة المشاركة في صنع الأحداث والقادرة على التعبير عن آرائها، وبين الإطار الخاصّ الذي يضمّ الأفراد المشاركين في صنع الرأي العامّ، أي أولئك الذين يجمعهم الإدراك المشترك بوحدة مصالحهم، وتُحرِّكهم الآراء والمواقف المشتركة. وفي محاولة لضبط تعريفه نقول، إنّ الجمهور بناءٌ اجتماعي يتشكّل حول "أمرٍ ما" (حدث، قضيّة، مبدأ، عقيدة، اهتمام، موقف، سلوك، هدف...إلخ)، وتتأثّر العلاقات التي تنشأ بين مكوّناته بمتغيّراتٍ وتناقضاتٍ عديدة. قد يكون الجمهور متحرّكاً أو ثابتاً، صغيراً أو كبيراً، محدوداً بمكان أو مترامي الأطراف، مباشراً أو غير مباشر، مرئيّاً أو متوارياً، عامّاً أو خاصّاً، مفترَضاً أو فعليّاً، واقعيّاً أو افتراضيّاً، متعرِّضاً أو فعّالاً... إلخ. ما يعنينا من كلّ ما سبق هو الجمهور الذي تتمّ "دعوته" إلى مجموعة من التشكيلات الإعلاميّة التي يطمح مُنتِجو محتواها ومُرسِلوه إلى كسب رضاه وثقته وتأييده لضمان النجاح والاستمراريّة (1). 

 

المحتوى الصحفي وتأثيره على الجمهور

للعمليّة الاتصاليّة الجماهيريّة خاصّيّتان تجعلانها عمليّة متشابكة وشائكة، ولو أنّها تُعتبَر عمليّة منظَّمة. تكمن الخاصّيّة الأولى، في كون الاتصال الجماهيري يسلك اتجاهاً واحداً نحو الجمهور، ولا تتحقّق فيه التغذية المرتدّة (feedback) إلا بنسبةٍ تكاد لا تُذكَر (من هنا كانت الحاجة لـ"دراسات جمهور وسائل الإعلام" في محاولةٍ لسدّ هذه الثغرة). أمّا الخاصّيّة الثانية، فهي أن الجمهور ضخم وغير متجانس (التركيب) ومتباين الاتجاهات والمستويات ومشتّت في الزمان والمكان ولا يعرف بعضُه بعضاً؛ والأهمّ، أنّه جمهورٌ لا يعرفه المُرسِل ولا يمكن له، بالتالي، أن يتوقّع مدى قابليّته لاستقبال المحتوى الذي يرسله إليه، أو كيفيّة تعاطيه مع هذا المحتوى أو حجم تأثّره به. فصانع المحتوى، في وسائل الإعلام، يُطلق رسائله في الأثير كمَن يُطلق الرصاص العشوائي فلا يعرف مَن يصيب. أي إنّه لا يستطيع التكهّن، بمَن سيقرأه أو سيسمعه أو سيشاهده، وهذه مسألة في غاية الأهميّة والدقّة إنْ لم نقلْ "الخطورة" وتطرح تحدّياً أمام الصحفي لاختيار ما يجب أو لا يجب أن يضمّن محتوى موادّه (2).

يحدّد الصحفيون إمكانيّة قبول الجمهور لقصصهم الإخباريّة أو عدمها عن طريق ما يُسمّى بـ"التوقّعات الاجتماعيّة"، والتي تتكون من ردود أفعال الجمهور إزاء رسائل اتصاليّة سابقة. وتمثّل هذه التوقّعات، عادةً، مقياساً أو معياراً يعمل وفقه القائمون بالاتصال بهدف التناغم مع القيم الاجتماعيّة السائدة، ما يُسهم في تحقيق انسجام بين محتوى القصص الإخباريّة ورغبات الجمهور المتلقّي التي تبقى، غالباً، "مبهمة". وعندما يُحكى عن الدور الكبير للإعلام كـ "سلطة مسيطرة" في المجتمعات، فيكون المقصود بذلك تحديداً التأثيرات التي تُحدِثها الرسائل الإعلاميّة (العلنيّة والعامّة) في منظومة القيم وأنماط التفكير وأساليب الحياة لدى جميع الفئات الاجتماعيّة التي تنبثق عن هذه المجتمعات.

 

 

الجمهور بناءٌ اجتماعي يتشكّل حول "أمرٍ ما" (حدث، قضيّة، مبدأ، عقيدة، اهتمام، موقف، سلوك، هدف...إلخ). 

 

وحتّى في أربعينيّات القرن الماضي، كانت القناعة راسخة لدى منظّري العلوم الاجتماعيّة والاتصاليّة، بأنّ سلطة وسائل الإعلام على الناس إنّما هي سلطةٌ مطلقة وخارقة وقادرة على البناء كما على الهدم، وأنّ تأثير الرسائل الإعلاميّة هو بمثابة قدرٍ لا يُرَدّ! ويستمرّ الجدال بين المنظّرين العلميّين حول تأثيرات المحتوى الذي تقدّمه وسائل الإعلام إلى حدود اليوم. وهذا الجدال، في أصله، ليس حول وجود التأثيرات الإعلاميّة أو عدمها، إنّما حول نوع هذه التأثيرات ومجالها وحجمها ومداها والظروف التي تحدث فيها وكيفيّة تمظهرها والقدرة على قياسها وضبطها.

فرصد التأثيرات الإعلاميّة على الجمهور عمليّة ذات صعوبة استثنائيّة، بالنظر إلى استعصاء فهم سلوك هذا الجمهور والإحاطة بخصائصه وظروفه (أثناء التلقّي) وإدراك مدى تفاعله واستجابته وردّة فعله حيال الرسالة الإعلاميّة التي يستقبلها. ومن المهمّ التذكير في هذا الصدد بأنّ تأثير الرسالة الإعلاميّة لا يتوقّف على خصائص محتوى هذه الرسالة فحسب، بل أيضاً على الظروف التي يتمّ فيها إنتاجها وإيصالها، وعلى البيئة التي يُصنع ويُستهلَك فيها المحتوى الصحفي (ونسمّيها "البيئة الصحفيّة")، وعلى شخصيّة المتلقّي كذلك (3).

 

الجمهور وتشكيل اتجاهاته

 تستبعد معظم التعريفات العلميّة الحديثة التي تناولت مفهوم "الجمهور"، الرؤية التي تستند على الثبات والتجانس؛ وتركِّز بالمقابل على عوامل التغيير والتنوّع في إطار السياق الثقافي والمصالح الاقتصاديّة والمعتقدات الدينيّة والسياسيّة والتنشئة الاجتماعيّة، والقيم المتوارثة، وسائر العوامل التي تُسهِم، بمستوياتٍ ودرجاتٍ مختلفة، في تشكيل وتصنيف هذه الكتلة البشريّة المُسمَّاة - تجاوزًا - بـ"الجمهور".

أبرزت التوجّهات الحديثة لدراسات تشكّل اتجاهات الجمهور تيّارين بحثيّيْن أساسيّيْن؛ التيّار الأوّل الذي يمكن تسميته بـ"نموذج التأثير" (ظهر في سبعينيّات القرن الماضي)، أحدث قطيعة مع ما كان سائداً من مفاهيم وأطروحات حول تأثيرات وسائل الإعلام، حيث تخلّى عن تحليل التأثير القصير المدى للعمليّة الاتصاليّة ليهتمّ بالتأثير الإدراكي على المدى البعيد. أمّا التيّار البحثي الثاني - الذي يمكن تسميته بـ"نموذج التلقّي" (بدأ في الثمانينيّات) - فقد ركّز جلّ اهتمامه بالكيفيّة التي يؤوّل بها المتلقّي الرسائل الإعلاميّة ويبني معانيها.

لا يمكن لأيّ صحفي التوهّم بأنّ الجمهور الذي يتوجّه إليه هو كتلة متجانسة (كما يعتقد بعض القادة السياسيّين والاجتماعيّين والإعلاميّين)، وسلبيٌّ بالمطلق وفاقدٌ للإرادة ويستجيب لما تقدّمه وسائل الإعلام إليه من دون تفكير! فسلوك الجمهور مسألة نسبيّة ومتفاوتة بين شخصٍ وآخر، وبين جماعةٍ وأخرى؛ وكثيراً ما تكون استجابة هذا الجمهور متناقضة مع أهداف الرسائل الإعلاميّة التي تصله عبر وسائل الإعلام، وغالباً ما يكون التأثير عليه بطيئاً وليس فوريّاً (كما يظنّ البعض)، وقد يكون مؤقّتاً وليس دائماً، وقد يتّخذ موقف اللامبالاة من الرسالة ولا يتفاعل معها، وقد يرفضها أو قد يستجيب لها (4).

 

 

حتّى في أربعينيّات القرن الماضي، كانت القناعة راسخة لدى منظّري العلوم الاجتماعيّة والاتصاليّة، بأنّ سلطة وسائل الإعلام على الناس إنّما هي سلطةٌ مطلقة وخارقة وقادرة على البناء كما على الهدم.

 

 

 

أثبتت دراسات ميدانيّة عديدة في مجال علوم الإعلام والاتّصال وبعض فروع العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة، أنّ الجمهور المتعدّد ثقافيّاً وأنثروبولوجيّاً تتشكّل فيه اتجاهات مختلفة يفسّر كلٌّ منها المادّة الإعلاميّة في سياقٍ اجتماعي خاصّ "يلغِّم" خطاب الهيمنة (الأيديولوجيّة) الذي تمارسه وسائل الإعلام.

سعت أكثر من عشرين نظريّة علميّة إلى تعليل وتأطير التغيّرات التي تظهر على الجمهور بعد تعرّضه الطويل والانتقائي لوسائل الإعلام، وحاولت تقديم تصوّراتٍ عن كيفيّة عمل المؤسّسات الإعلاميّة وإيجاد أجوبة على فرضيّات وتساؤلاتٍ حول العلاقة بين المحتوى الذي يسعى الصحفي عبره إلى "الهيمنة" على جمهوره المتلقّي، وبين رغبات هذا الجمهور وميوله وتطلّعاته وانتظاراته واتجاهاته التي ارتبط بها قياس الرأي العامّ ارتباطاً وثيقاً.

 

إنّ الأسئلة واحتمالات الأجوبة في الاستبيانات التي تستطلع الآراء في قضايا الإعلام، تركّز على النظرة الخاصّة لأفراد الجمهور، فتبدو وكأنّها أُعِدَّت لخدمة أهدافٍ ترويجيّة وتسويقيّة أو لتقييم الأعمال والإنجازات، لا أكثر.

 

 وتشير الطروحات الكلاسيكيّة لمفكّري المدرسة النقديّة في العلوم الاجتماعيّة، وبوضوحٍ شديد، إلى المصالح الماليّة والسلطويّة المتشابكة بين وسائل الإعلام وبين السلطة السياسيّة للدولة، أيّاً كانت هذه الدولة؛ فالجهتان "تتعاونان" - برأيهم - على ترويض الجمهور وكبت مشاعره المعترضة وتدجين عبوديته وتجميلها بحيث تصير مقبولة، وعلى توجيه مشاعر الخوف لديه بحيث يتّفق بعدئذٍ مع أيّ إجراء تتّخذه السلطة في ما بعد (5). وهذه الفرضيّات لا تنفكّ تخيف الكثير من الباحثين الذين يجدون صعوبة في التعامل مع الجمهور ودراسته؛ ولا سيّما بعدما أظهرت الدراسات الاجتماعيّة الميزة التي يتفوّق فيها الجمهور على المرسِل؛ وتتمثّل في القدرة على التعرّض للرسالة الإعلاميّة وفق اعتباراتٍ خاصّة يملكها الجمهور ويستطيع التحّكم فيها بخلاف المُرسِل (مثل آرائه واتجاهاته الخاصّة وظروفه الآنيّة حين الاتصال).

 

سوسيولوجيا الجمهور ودراساته

 تُعَدّ الدراسات المتعلّقة بجمهور وسائل الإعلام مجالاً بحثيّاً مهمّاً للغاية؛ ليس لأنها تسهم في التعرّف على سلوك التعرّض للإعلام فحسب، بل في استكشاف حدود ما يترتّب عن هذا التعرّض من آثار ظاهرة وخفيّة وأخرى آنيّة ومستقبليّة، إضافةً إلى إدراك آليات تفاعلها مع باقي الأنساق الاجتماعيّة والثقافيّة، تأثيراً وتأثّراً. غير أنّ دراسة  الجمهور في بحوث الإعلام العربيّة تُعتبَر من دراسات الـ macro (أي الدراسات الاجتماعيّة) التي تعتمد على دراسة عيّنات كبيرة الحجم نسبيّاً من جمهور وسائل الإعلام، تتحقّق فيها صفة الانتشار التي ترتبط بالأُطر الجغرافيّة للبثّ أو التوزيع. بمعنى أنّ هذه الدراسات المسمّاة "بارومتر القراءة أو الاستماع أو المشاهدة"، إنّما تنشط في مجال القياسات الإحصائيّة التي تُجريها أجهزة البحوث في المؤسّسات الصحفيّة أو الإذاعيّة أو التلفزيونيّة للتعرّف على مستويات القرّاء أو المستمعين أو المشاهدين وتفضيلاتهم واهتماماتهم (6). أي إنّ الأسئلة واحتمالات الأجوبة في الاستبيانات التي تستطلع الآراء، تركّز على النظرة الخاصّة لأفراد الجمهور، فتبدو وكأنّها أُعِدَّت لخدمة أهدافٍ ترويجيّة وتسويقيّة أو لتقييم الأعمال والإنجازات، لا أكثر.

ثمة ندرة في البحوث العربيّة التي تركّز على المنظور الاجتماعي في تلك الدراسات؛ فلا تتناول الدراسات السمات الاجتماعيّة للجمهور التي تُسهم، إلى حدٍّ كبير، في تفسير العلاقة بين هذه السمات وبين السلوك الاتصالي مع وسائل الإعلام وتطوير المفاهيم والأُسس الخاصّة بالتخطيط الإعلامي ودراسة الأثر في الظروف الإعلاميّة المختلفة.

وفي عصرنا الراهن، باتت أبحاث الجمهور "تتطلّب عدسة تاريخيّة" كما تقول الباحثة في علم النفس الاجتماعي في الأكاديميّة البريطانيّة صونيا ليفينغستون؛ إذ أضحى فهم جمهور وسائل الإعلام أمراً معقّداً للغاية مع التحوّلات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة في المجتمعات، وتطوّر التكنولوجيّات الجديدة في منظومة الإعلام والاتصال. أفضى ذلك إلى تغييرات سياقيّة متقاربة جداً في طبيعة الجمهور وخصائصه وأدواره وديناميّاته وشروط وظروف تشكّله وتعدّد وسائط وطُرق تلقّيه للرسائل الاتصاليّة؛ ما جعل هذا الجمهور نطاقاً متذبذباً للدراسة والبحث، ولا سيّما مع التباينات الموجودة في الآراء والمواقف والرؤى بين الإعلاميّين والسياسيّين والاقتصاديّين والاجتماعيّين من جدوى القيام بدراسات الجمهور التي كانت قد نشأت وتطوّرت في بيئاتٍ اجتماعيّة اتّسمت، عموماً، بالمنافسة الاقتصاديّة والسياسيّة الليبراليّة.

 

 

المراجع

1) ستيفن كولمان & كارين روس، "الإعلام والجمهور"، ترجمة: صباح حسن عبد القادر، القاهرة، دار الفجر للنشر والتوزيع، 2012.

2) Dominique Wolton, "L'audience- presse, radio, télévision, internet", Paris, CNRS Éditions, 2005.

3) Cécile Méadel (coordonné par), "La réception, Paris, CNRS Éditions, 2009.

4) Éric Maigret, Sociologie de la communication et des médias, 3e édition, Paris, Armand Colin, 2015.

5) J.-P. Esquenazi, Sociologie des publics, Paris, La Découverte, 2003.

6) Luc Van Campenhoudt et Jacques Marquet et Raymond Quivy, "Manuel de recherche en sciences sociales" 5e édition, Dunod, 2017.

 

 

 

 

 

 

 

 

More Articles

What Explains the Indian Media’s Silence on Muslim Lynchings?

A review of why the Indian media is biased in its coverage of cow vigilantes' lynchings, highlighting how the killing of a Hindu boy by such vigilantes sparked widespread outrage, while the lynching of a Muslim man over similar allegations was largely ignored, reflecting deeper anti-Muslim bias under the ruling BJP government.

Saif Khaled
Saif Khalid Published on: 11 Nov, 2024
Corporate Dominance and the Erosion of Editorial Independence in Indian Media

Corporate influence in Indian media has led to widespread editorial suppression, with media owners prioritising political appeasement over journalistic integrity, resulting in a significant erosion of press freedom and diversity in news reporting.

headshot
AJR Correspondent Published on: 3 Nov, 2024
MSNBC Deletes Interview with Journalist Criticising Western Media’s Bias Towards Israeli Narrative

MSNBC deleted an interview with journalist Jeremy Scahill after he criticised American media’s biased portrayal of Israeli actions in Gaza, condemning the framing of civilian casualties as "self-defence." Scahill argued that any discussion of Gaza’s leaders must address the broader context of occupation and longstanding injustices faced by Palestinians.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 27 Oct, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
Voting in a Time of Genocide

The upcoming U.S. presidential election occurs against the backdrop of the ongoing genocide in Gaza, with AJ Plus prioritising marginalised voices and critically analysing Western mainstream media narratives while highlighting the undemocratic aspects of the U.S. electoral system.

Tony Karon Published on: 22 Oct, 2024
A Half-Truth is a Full Lie

Misinformation is rampant in modern conflicts, worsened by the internet and social media, where false news spreads easily. While news agencies aim to provide unbiased, fact-based reporting, their focus on brevity and hard facts often lacks the necessary context, leaving the public vulnerable to manipulation and unable to fully grasp the complexities of these issues.

Ilya
Ilya U Topper Published on: 30 Sep, 2024
How to Bring more Balance to Western Media Coverage of Israel and Palestine

How can journalists accurately cover Palestine without becoming unbalanced or biased? Here are some concrete tools and techniques for reporters to keep in mind.

A picture of the author, Megan O'Toole
Megan O'Toole Published on: 16 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 5 Sep, 2024
Bangladesh: Why Were Foreign Correspondents Absent?

In the recent political upheaval in Bangladesh, many foreign journalists were reporting from nearby regions like New Delhi. In this absence, local journalists played an important role in conveying firsthand accounts of the events that unfolded to the world.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 26 Aug, 2024
Analysis: Media Disinformation and UK Far-Right Riots

Analysis on the impact of media disinformation on public opinion, particularly during UK riots incited by far-right groups. A look at how sensationalist media can directly influence audience behavior, as per the Hypodermic Needle Theory, leading to normalized discrimination and violence. The need for responsible journalism is emphasized to prevent such harmful effects.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Aug, 2024
Challenges for Female Journalists in Crisis Zones of Cameroon

Testimonies of what female journalists in Cameroon are facing and how they are challenging these difficulties.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jul, 2024
From TV Screens to YouTube: The Rise of Exiled Journalists in Pakistan

Pakistani journalists are leveraging YouTube to overcome censorship, connecting with global audiences, and redefining independent reporting in their homeland.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 28 Jul, 2024
Press Freedom in Multiple EU Countries on the "Verge of Collapse" Reports Show

The European Civil Liberties Union's Media Freedom 2024 report highlights a decline in press freedom and media pluralism in several EU countries, with calls for comprehensive reforms. The report also points out biases in Western media coverage of the Israeli offensive in Gaza, including restrictions on certain terms and unbalanced reporting. It raises concerns about diminishing media pluralism, journalist prosecution and surveillance, and declining public trust in the media.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 13 May, 2024
Amid Increasing Pressure, Journalists in India Practice More Self-Censorship

In a country where nearly 970 million people are participating in a crucial general election, the state of journalism in India is under scrutiny. Journalists face harassment, self-censorship, and attacks, especially under the current Modi-led government. Mainstream media also practices self-censorship to avoid repercussions. The future of journalism in India appears uncertain, but hope lies in the resilience of independent media outlets.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 25 Apr, 2024
Journalism in chains in Cameroon

Investigative journalists in Cameroon sometimes use treacherous means to navigate the numerous challenges that hamper the practice of their profession: the absence of the Freedom of Information Act, the criminalisation of press offenses, and the scare of the overly-broad anti-terrorism law.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 12 Apr, 2024
The Perils of Journalism and the Rise of Citizen Media in Southeast Asia

Southeast Asia's media landscape is grim, with low rankings for internet and press freedom across the region. While citizen journalism has risen to fill the gaps, journalists - both professional and citizen - face significant risks due to government crackdowns and the collusion between tech companies and authorities to enable censorship and surveillance.

AJR Contributor Published on: 6 Apr, 2024
Silenced Voices: The Battle for Free Expression Amid India’s Farmer’s Protest

The Indian government's use of legal mechanisms to suppress dissenting voices and news reports raises questions about transparency and freedom of expression. The challenges faced by independent media in India indicate a broader narrative of controlling the narrative and stifling dissenting voices.

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 17 Mar, 2024
Targeting Truth: Assault on Female Journalists in Gaza

For female journalists in Palestine, celebrating international women's rights this year must take a backseat, as they continue facing the harsh realities of conflict. March 8th will carry little celebration for them, as they grapple with the severe risks of violence, mass displacement, and the vulnerability of abandonment amidst an ongoing humanitarian crisis. Their focus remains on bearing witness to human suffering and sharing stories of resilience from the frontlines, despite the personal dangers involved in their work.

Fatima Bashir
Fatima Bashir Published on: 14 Mar, 2024
A Woman's Journey Reporting on Pakistan's Thrilling Cholistan Desert Jeep Rally

A Woman's Voice in the Desert: Navigating the Spotlight

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 8 Mar, 2024
Breaking Barriers: The Rise of Citizen Journalists in India's Fight for Media Inclusion

Grassroots journalists from marginalized communities in India, including Dalits and Muslims, are challenging mainstream media narratives and bringing attention to underreported issues through digital outlets like The Mooknayak.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 3 Mar, 2024
Silenced Voices and Digital Resilience: The Case of Quds Network

Unrecognized journalists in conflict zones face serious risks to their safety and lack of support. The Quds Network, a Palestinian media outlet, has been targeted and censored, but they continue to report on the ground in Gaza. Recognition and support for independent journalists are crucial.

Yousef Abu Watfe يوسف أبو وطفة
Yousef Abu Watfeh Published on: 21 Feb, 2024
Artificial Intelligence's Potentials and Challenges in the African Media Landscape

How has the proliferation of Artificial Intelligence impacted newsroom operations, job security and regulation in the African media landscape? And how are journalists in Africa adapting to these changes?

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 18 Feb, 2024
Media Blackout on Imran Khan and PTI: Analysing Pakistan's Election Press Restrictions

Implications and response to media censorship and the deliberate absence of coverage for the popular former Prime Minister, Imran Khan, and his party, Pakistan Tehreek-e-Insaf (PTI), in the media during the 2024 elections in Pakistan.

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 14 Feb, 2024