منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

"حماس تقطع رؤوس الأطفال"... "رأينا طفلا صغيرا وضعوه في الفرن لبضع ساعات"... "حماس تستغل المستشفيات داخل قطاع غزة في بناء أنفاق سرية لها وتحصينها"... "المقاومة هي التي قصفت المستشفى المعمداني عن طريق الخطأ"... "حماس نشرت مقطع فيديو لدمية على أنها من الإصابات الناجمة عن هجوم جيش الدفاع الإسرائيلي"... "صور لاستسلام أكثر من 70 ناشطا حمساويا مع أسلحتهم لقوات الجيش الإسرائيلي".

6 ادعاءات تلخص الرواية السياسية الإسرائيلية ضمن حملة البروباغندا التي مثلت غطاء لجرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب هجوم حماس على مستوطنات الغلاف يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولكن كيف نقرأ السردية الإسرائيلية؟ وكيف تورطت فيها الحكومة الإسرائيلية على نحو رسمي؟ وكيف كُشِف زيفُها؟ وكيف تحولت غرف تدقيق المعلومات إلى سلاح مضاد للبروباغندا العسكرية الإسرائيلية؟ هذا ما نحاول أن نجيب عنه في هذا المقال.

 

من أطلق السردية الإسرائيلية؟ وكيف انتشرت؟

كان يجب في البداية البحث عن مطلقي هذه الادعاءات لتحليل الجهة التي ترسم تلك السردية؛ هل هو الجمهور الإسرائيلي الغاضب؟ هل هي لجان إلكترونية تبحث عن حصد المشاهدات؟ أم أنها حملة تمثل الرواية السياسية الرسمية لإسرائيل؟ 

بالبحث عن تلك الادعاءات، نجد أن أول من نشرها هم: الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي"، والناطق باسم جيش الاحتلال "دانيال هاجاري"، والحسابان الرسميان لدولة الاحتلال الإسرائيلي على منصة X (تويتر سابقا) باللغتين العربية والإنجليزية، ونائب قائد الوحدة 71 من جيش الاحتلال الإسرائيلي ديفيد بن صهيون، وإيلي بير رئيس منظمة "United Hatzalah" الإسرائيلية.

مع تزايد العنف في حق المدنيين بغزة، وبدء منصات تدقيق المعلومات في كشف زيف الروايات الإسرائيلية، تراجع تأييد الرأي العام الدولي لإسرائيل.

تبع إطلاق تلك الادعاءات نشر مكثف من حسابات إسرائيلية وصحفيين وإعلاميين غربيين، دون أن يعمل أي منهم على تقديم أدلة تؤكدها أو حتى إتاحة المجال للجانب الآخر من الرواية التي يدافع عنها الفلسطينيون بشأن الأحداث نفسها. ثم تسارعت تلك الادعاءات في الانتشار بالإعلام الدولي والغربي لتشكيل رأي عام داعم لحق إسرائيل في تدمير قطاع غزة، ويشرعِن موقف الحكومات الغربية الداعم لإسرائيل في حربها. ونجحت تلك الادعاءات في دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن لتبنيها، ليخرج يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول ويتبنى رواية قطع حماس لرؤوس الأطفال الإسرائيليين.

 

كيف تمكنت السردية الإسرائيلية من حشد التأييد الدولي في بداية الحرب؟

أعقب هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة هجوم عنيف من جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع؛ إذ لم تكتف إسرائيل برد مكافئ لهجوم حماس أو أعنف قليلا، ولكنها شنت هجوما هدم مناطق كاملة داخل القطاع، وقتل فيه آلاف النساء والأطفال، وأجبر سكان شمال القطاع على النزوح إلى الجنوب، وسط تسريبات دولية بأن تل أبيب تسعى إلى تنفيذ مخطط تهجير أهالي غزة إلى سيناء، إلا أن هجوم حماس المحدود لم يكن مسوغا كافيا لشرعنة حجم القتل والتدمير الذي قررته إسرائيل. فكانت إسرائيل في حاجة إلى سردية إعلامية تصور فيها هجوم حماس على أنه هجوم بربري لتحظى بتأييد دولي لرد فعل أكثر عنفا.

من ضمن عشرات الادعاءات الزائفة التي أنتجتها الآلة الإعلامية والسياسية الإسرائيلية، يمكن لستة ادعاءات فقط أن تشرح خريطة الصورة الذهنية التي عملت إسرائيل على رسمها.

يمكننا أن نقول إن ما اضطلعت به - وما تزال - منصات تدقيق المعلومات في هذه الحرب يُعد تحولا ملحوظا في إستراتيجيات مواجهة البروباغندا السياسية والعسكرية.

بدأت السردية من المتطرف الإسرائيلي ديفيد بن صهيون، نائب قائد الوحدة 71 من جيش الاحتلال الإسرائيلي وأحد زعماء المستوطنين بغلاف غزة، الذي زعم أن حماس قطعت رؤوس 40 طفلا إسرائيليا، وتبعه إيلي بير، رئيس منظمة "United Hatzalah"، وهي منظمة طبية تطوعية تدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي ادعى أنه شاهد وضع جنود حماس لأحد الأطفال الإسرائيليين في الفرن قبل اغتصاب أمه.

يهدف الادعاءان اللذان تبنتهما قناة i24 الإسرائيلية الإخبارية ونشرتهما على نطاق واسع إلى وصف هجوم حماس بالبربري وغير الإنساني، وتصويرها بأنها قتلت الأطفال وقطعت رؤوسهم، وأحرقت الأطفال في الأفران كما فعل النازيون. لذلك؛ فإن حماس تستحق القتل والقضاء عليها بشكل تام كما قُضِيَ على النازيين.

يظهر هنا بوضوح رفض الجيش الإسرائيلي الإدلاء بحقيقة تلك المزاعم، ورغم تواصل وسائل إعلام عديدة مع إدارة الإعلام بجيش الاحتلال، فقد حرصوا على عدم النفي، واكتفوا بالقول إن تلك المعلومات لم يتم تأكيدها أو نفيها ليتيحوا الفرصة الكاملة لهذه الشائعات بالانتشار.

الرأي العام الدولي الذي تبنى تلك الروايات دفع جيش الاحتلال نحو مزيد من المجازر، التي وصلت إلى قصف المستشفيات في انتهاك للقانون الدولي الإنساني، فكان لا بد للاحتلال من أن يبرر هذه الجرائم؛ فخرج الحساب الرسمي لدولة الاحتلال على موقع إكس متهما حركة الجهاد بأنها تقف وراء قصف المستشفى المعمداني، ثم يعرض الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري خلال بث مباشر عبر صفحة جيش الاحتلال على فيسبوك بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني مقطع فيديو وصورا ادعى أنها لنفق سري لحماس أسفل أحد المستشفيات، ليبرر استهداف الاحتلال للمستشفيات بالقصف والاقتحام. 

ومع تزايد العنف في حق المدنيين بغزة، وبدء منصات تدقيق المعلومات في كشف زيف الروايات الإسرائيلية، تراجع تأييد الرأي العام الدولي لإسرائيل؛ فبدأت الآلة الإعلامية والسياسية الإسرائيلية في ترويج نوع جديد من الادعاءات التي تهدف إلى التشكيك في السردية الفلسطينية بشأن المجازر في غزة، ليخرج الحساب الرسمي لدولة الاحتلال على تويتر باللغة الإنجليزية بفيديو يشكك في وفاة طفل فلسطيني، ويزعم أنه دمية وليس حقيقيا، قبل أن ينشر الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي فيديو يزعم أنه لاستسلام 70 من عناصر حماس أمام القوات الإسرائيلية؛ سعيا لرسم صورة للانتصار العسكري بعد توجيه اللوم لإسرائيل على استهداف المدنيين من الأطفال والنساء، دون القدرة على تحقيق إنجاز عسكري ملموس بالقضاء على حماس أو اغتيال قياداتها.

 

غرف تدقيق المعلومات في مواجهة السردية الإسرائيلية

بعد ساعات من اندلاع الحرب، بدأت الشبكات الإقليمية لمدققي المعلومات في تنظيم الجهود لرصد الروايات المختلفة والتحقق منها، ومع تسارع انتشار الروايات الزائفة التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي، نظمت الشبكة العربية لمدققي المعلومات بالتعاون مع شبكات إقليمية أخرى غرفة مشتركة بين منصات تدقيق المعلومات العربية، ضمت نحو 57 منصة تدقيق معلومات تنتمي إلى 42 دولة من مختلف أنحاء العالم، وقد وفرت الغرفة فرصة لتوحيد الجهود بشكل كبير لتفنيد الروايات الزائفة بشأن الحرب.

أسهمت تلك الغرفة في كسر الحواجز بين الإعلام الغربي وحقيقة الأوضاع في غزة، وكسر حالة التعتيم التي تفرضها إسرائيل والشبكات الإعلامية المتحالفة معها بشأن حقيقة الأوضاع في الميدان، وأصبح مدققو المعلومات العرب رأس الحربة في مواجهة الروايات المضللة التي يطلقها الاحتلال لكسب شرعية دولية تغطي على جرائم الحرب التي يرتكبها.

 

الروايات الإسرائيلية تتهاوى

كشفت منصة تيقن، وهي منصة تدقيق معلومات فلسطينية، يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول، أن القصة المتداولة على نطاق واسع بشأن قطع حماس رؤوس الأطفال هي قصة مختلَقة ولا أدلة عليها، وأن جيش الاحتلال لم يتمكن من إثبات تلك الواقعة، قبل أن تخرج منصة Politifact التابعة لمعهد Poynter لتدقيق المعلومات، يوم 24 أكتوبر بتحقق مثير أكد ما ذهبت إليه منصة تيقن، وكشف كذب الرواية التي تبناها الرئيس الأمريكي حول قطع حماس لرؤوس الأطفال، وكشف أن أول من أطلقها هو ديفيد بن صهيون، نائب قائد الوحدة 71 من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأحد زعماء المستوطنين المتطرفين في غلاف غزة، ولا يوجد أي دليل على تلك الواقعة. 

كما تمكنت منصة "صواب"، وهي منصة تدقيق معلومات لبنانية، من كشف زيف ادعاء وضع حماس لطفل بالفرن، وكشفت أن أول من أطلق الادعاء هو إيلي بير رئيس منظمة "United Hatzalah" الإسرائيلية، خلال مؤتمر لليهود في الحزب الجمهوري الأمريكي في لاس فيغاس، زاعما أن دليله الوحيد على ذلك فيديوهات صورتها حركة حماس نفسها، ثم كشفت المنصة أن الادعاء كاذب، ولا يوجد أي دليل يدعم تلك الرواية، قبل أن تتبعها عدة وسائل إعلام غربية لنشر حقيقة الرواية.

تكتسب المواد المضللة قدرة أعلى على الانتشار الفيروسي، ولا سيما في حال تبني أنظمة أو دول لها، بينما تظل منصات تدقيق المعلومات تعاني قلة الموارد وعزوف الجمهور بشكل كبير عن إعادة نشر الروايات الصحيحة عوضا عن تلك المضللة.

كما تعاونت منصات كثيرة في تفنيد بقية الروايات الإسرائيلية، كان أبرزها منصة تحقق، وهي منصة تدقيق معلومات فلسطينية، وقد كشفت أن المستشفى المعمداني استُهدِف من الاحتلال الإسرائيلي ولا علاقة لحركة الجهاد باستهدافه. كذلك كشفت منصة "مسبار" زيف ادعاء استخدام دمية للترويج بأنها لطفل فلسطيني مقتول، وأن الفيديو الأصلي يعود إلى طفل صغير من عائلة البنا، توفي إثر استهداف طائرات إسرائيلية لمنزله بحي الزيتون شمالي قطاع غزة.

 

مستقبل البروباغندا الإسرائيلية في الحرب

لم تكن إسرائيل تتوقع أن تتهاوى روايتها بهذه السرعة؛ فقد كانت تُعول كثيرا -على ما يبدو- على استمرار حشد الرأي العام العالمي لحملتها العسكرية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. إلا أن ما اضطلعت به غرف تدقيق المعلومات المحلية والشبكات الإقليمية من تنسيق مستمر على مدار الساعة أسهم بشكل كبير في دحض الروايات الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى تكوين رأي عام دولي مضاد، ليس فقط بسبب المجازر الدامية في حق النساء والأطفال، ولكن أيضا شعر العالم بأن إسرائيل تمارس التضليل وتستخدمه لشرعنة جرائم الحرب، وهو ما أدى إلى خروج ما يمكن وصفه بأكبر تظاهرات مناهضة لإسرائيل في الغرب؛ وخاصة في لندن التي شهدت تحولا كبيرا في موقف الشارع هناك أدى إلى الإطاحة بوزيرة الداخلية المساندة لإسرائيل.

يمكننا أن نقول إن ما اضطلعت به - وما تزال - منصات تدقيق المعلومات في هذه الحرب يُعد تحولا ملحوظا في إستراتيجيات مواجهة البروباغندا السياسية والعسكرية؛ فلم يعد من المقبول أن يتبنى السياسيون والمنصات الإعلامية روايات غير مدعومة بأدلة، أو صادرة من جانب واحد في النزاعات، وهو ما يجعل مهمة إسرائيل في الحصول على تأييد عالمي لمد أمد الحرب مهمة صعبة للغاية، كما يجعل مهامها القادمة في التلاعب بالرأي العام الدولي فيما يخص القضية الفلسطينية أكثر صعوبة، ولكن هل ستقف إسرائيل عاجزة أمام منصات تدقيق المعلومات التي تحولت إلى ما يشبه القبة الحديدية ضد رشقاتها من التضليل؟ 

في ظل تقديرنا للجهود المبذولة من منصات تدقيق المعلومات، يجب علينا العمل من الآن على تعزيز الجهود مقابل ما ستبذله إسرائيل وغيرها من المنظمات والجهات التي تعتمد على التضليل لشرعنة تحركاتها غير الأخلاقية وغير الإنسانية.

لقد ظهر جليا في هذه الحرب كيف تدعم أغلب منصات التواصل الاجتماعي الرواية الإسرائيلية وتقمع الروايات المضادة، بما في ذلك جهود منصات تدقيق المعلومات التي تعمل بشكل حيادي، وتسعى إلى مجابهة حملات التضليل، وهو السلوك الذي قد يتعاظم مستقبلًا، لتُحَجَّم منصات تدقيق المعلومات بشكل كبير، في ظل الانتشار غير المتكافئ بين الروايات المضللة ومواد التحقق؛ إذ تكتسب المواد المضللة قدرة أعلى على الانتشار الفيروسي، ولا سيما في حال تبني أنظمة أو دول لها، بينما تظل منصات تدقيق المعلومات تعاني قلة الموارد وعزوف الجمهور بشكل كبير عن إعادة نشر الروايات الصحيحة عوضا عن تلك المضللة، فضلًا عن محاولات وسائل الإعلام المنحازة التشكيك في عمل منصات تدقيق المعلومات.

لذا؛ فإن الأثر الواضح لعمل منصات تدقيق المعلومات في هذه الحرب يدفعنا بقوة للعمل في ثلاثة اتجاهات:

  • التكاتف لتعظيم الاستفادة من الشبكات الإقليمية لمدققي المعلومات؛ إذ كان للتعاون الذي رعته الشبكة العربية لمدققي المعلومات لربط مدققي المعلومات العرب مع المنصات الأجنبية أثر عظيم في دحض الروايات الإسرائيلية، وهو ما يؤهل تلك الشبكات لتؤدي دورا أكبر في ترسيخ ثقافة تدقيق المعلومات في المنطقة العربية والمناطق المتاخمة للصراعات بالشرق الأوسط، ودعم جهود المنصات المحلية لتعظيم أثرها، وتشكيل جبهات إقليمية قوية لمنصات تدقيق المعلومات تدافع عنها وتمثلها أمام منصات التواصل الاجتماعي وتقدم لها الدعم المطلوب في مواجهة تحالف الشبكات الإعلامية المنحازة.
  • بدء مشروعات بحثية تعمل على تحليل هذه الجولة من المواجهة بين منصات تدقيق المعلومات والجهات الراعية للبروباغندا السياسية والعسكرية؛ للوقوف على نقاط القوة والضعف، ومعرفة كيفية تطوير العمل مستقبلا في مواجهة الجهود المحتملة من شبكات التضليل التي تضررت أثناء الحرب في سمعتها ومدى تأثيرها.
  • تنظيم الجهود الهادفة لتقييم عمل وسائل الإعلام الكبرى خلال الحرب، وكشف الانحيازات غير الأخلاقية التي مارستها بعض الشبكات الإعلامية لدعم الروايات الإسرائيلية المضللة، ونشرها لتقارير تحريضية للرأي العام الدولي ضد الفلسطينيين، لتبرير الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع.

هذه التجربة التي خاضتها منصات تدقيق المعلومات في الحرب تفتح آفاقا جديدة لمستقبل عمل تدقيق المعلومات بالمنطقة العربية، وتبرز أهمية هذا الحقل في العمل الإعلامي، كما أنها تجعلها هدفا للنفوذ الإسرائيلي الذي قد يؤدي إلى تضييق الخناق عليها واستهدافها، بدءا من التضييق القانوني على منصات تدقيق المعلومات في الدول ذات العلاقات الجيدة مع حكومة الاحتلال، ومرورًا بمزيد من التضييق على محتوى تدقيق المعلومات في منصات التواصل الاجتماعي، ولن تنتهي بالعمل على تقليص المنح الدولية الموجهة لمنصات تدقيق المعلومات العربية. يعني ذلك أن مجال تدقيق المعلومات بالمنطقة قد يكون في مفترق طرق؛ بين تنسيق العمل والتكاتف في مواجهة التحديات ليصبح قوة حقيقية في مواجهة حملات التضليل والبروباغندا السياسية والعسكرية، أو أن يتمكن النفوذ الإسرائيلي من تحجيم هذا العمل بالمنطقة.

 

More Articles

The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Invisible Crisis: The Deteriorating Mental Health Among African Journalists

The revealing yet underreported impact of mental health on African journalists is far-reaching. Many of them lack medical insurance, support, and counselling while covering sensitive topics or residing in conflicting, violent war zones, with some even considering suicide.

Derick Matsengarwodzi
Derick Matsengarwodzi Published on: 13 Feb, 2025
Will Meta Become a Platform for Disinformation and Conspiracy Theories?

Meta’s decision to abandon third-party fact-checking in favor of Community Notes aligns with Donald Trump’s long-standing criticisms of media scrutiny, raising concerns that the platform will fuel disinformation, conspiracy theories, and political polarization. With support from Elon Musk’s X, major social media platforms now lean toward a "Trumpian" stance, potentially weakening global fact-checking efforts and reshaping the online information landscape.

Arwa Kooli
Arwa Kooli Published on: 5 Feb, 2025
Charged with Being a Journalist in Sudan

Between the barricades of the conflicting parties, sometimes displaced, and sometimes hiding from bullets, journalist Iman Kamal El-Din lived the experience of armed conflict in Sudan and conveyed to Al-Sahafa magazine the concerns and challenges of field coverage in a time of deception and targeting of journalists.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
Eman Kamal El-Din Published on: 2 Feb, 2025
Sports Photojournalism in Cameroon: A Craft at Risk in the Digital Age

Sports photojournalists in Cameroon face growing challenges, from the rise of mobile photography and content creators to financial struggles, piracy, and a widespread expectation for free images. Despite these obstacles, professionals emphasise the need for innovation, investment in training, and greater respect for their craft to ensure the survival of photojournalism in a rapidly evolving digital landscape.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jan, 2025
The Occupation’s War on Journalism in the West Bank

Every day here is a turning point; every moment, every step outside the house could mean returning safely—or not. A journalist may be injured or arrested at any time.” This statement by journalist Khaled Bdeir succinctly captures the harsh reality of practicing journalism in the West Bank, particularly after October 7.

Hoda Abu Hashem
Hoda Abu Hashem Published on: 26 Jan, 2025
From Journalism to Agriculture or “Forced Unemployment” for Sudanese Journalists

How did the war in Sudan push dozens of journalists to change their professions in search of a decent life? In this article, colleague Muhammad Shaarawi recounts the journey of journalists who were forced by war conditions to work in agriculture, selling vegetables, and other professions.

Shaarawy Mohammed
Shaarawy Mohammed Published on: 23 Jan, 2025
October 7: The Battle for Narratives and the Forgotten Roots of Palestine

What is the difference between October 6th and October 7th? How did the media distort the historical context and mislead the public? Why did some Arab media strip the genocidal war from its roots? Is there an agenda behind highlighting the Israel-Hamas duality in news coverage?

Said El Hajji
Said El Hajji Published on: 21 Jan, 2025
Challenges of Unequal Data Flow on Southern Narratives

The digital revolution has widened the gap between the Global South and the North. Beyond theories that attribute this disparity to the North's technological dominance, the article explores how national and local policies in the South shape and influence its narratives.

Hassan Obeid
Hassan Obeid Published on: 14 Jan, 2025
Sound of Change: How Podcasting is Changing Journalism in India

India’s podcasting scene is on the rise, driven by affordable internet and changing content habits, yet still faces challenges like limited monetisation and urban-focused reach. Despite these hurdles, independent creators are using the medium to amplify grassroots narratives, shaping a more inclusive media landscape.

Hanan Zaffa
Hanan Zaffar, Jyoti Thakur Published on: 9 Jan, 2025
I Resigned from CNN Over its Pro-Israel Bias

  Developing as a young journalist without jeopardizing your morals has become incredibly difficult.

Ana Maria Monjardino
Ana Maria Monjardino Published on: 2 Jan, 2025
Digital Colonialism: The Global South Facing Closed Screens

After the independence of the Maghreb countries, the old resistance fighters used to say that "colonialism left through the door only to return through the window," and now it is returning in new forms of dominance through the window of digital colonialism. This control is evident in the acquisition of major technological and media companies, while the South is still looking for an alternative.

Ahmad Radwan
Ahmad Radwan Published on: 31 Dec, 2024
Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024
Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Bolivia’s Mines and Radio: A Voice of the Global South Against Hegemony

Miners' radio stations in the heart of Bolivia's mining communities, played a crucial role in shaping communication within mining communities, contributing to social and political movements. These stations intersected with anarchist theatre, educational initiatives, and alternative media, addressing labour rights, minority groups, and imperialism.

Khaldoun Shami PhD
Khaldoun H. Shami Published on: 16 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Is Pakistan’s Media Ignoring Climate Change?

Pakistan's media, despite its wide reach, largely neglects climate change in favor of political and economic issues, leaving the public under-informed about the causes and consequences of climate-related disasters. As a result, many Pakistanis remain unaware of the growing threats posed by climate change, which has devastating effects on the country's economy and population, as seen in the catastrophic floods of 2022.

Faras Ghani Published on: 3 Dec, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
How Does Misinformation Undermine Public Trust in Journalism?

Reports reveal a growing loss of trust in the media, driven by the extent of misinformation that undermines professional journalism's ability to influence public discourse. The platforms of misinformation, now supported by states and private entities during conflicts and wars, threaten to strip the profession of its core roles of accountability and oversight.

Muhammad Khamaiseh Published on: 13 Nov, 2024
What Explains the Indian Media’s Silence on Muslim Lynchings?

A review of why the Indian media is biased in its coverage of cow vigilantes' lynchings, highlighting how the killing of a Hindu boy by such vigilantes sparked widespread outrage, while the lynching of a Muslim man over similar allegations was largely ignored, reflecting deeper anti-Muslim bias under the ruling BJP government.

Saif Khaled
Saif Khalid Published on: 11 Nov, 2024