منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

"حماس تقطع رؤوس الأطفال"... "رأينا طفلا صغيرا وضعوه في الفرن لبضع ساعات"... "حماس تستغل المستشفيات داخل قطاع غزة في بناء أنفاق سرية لها وتحصينها"... "المقاومة هي التي قصفت المستشفى المعمداني عن طريق الخطأ"... "حماس نشرت مقطع فيديو لدمية على أنها من الإصابات الناجمة عن هجوم جيش الدفاع الإسرائيلي"... "صور لاستسلام أكثر من 70 ناشطا حمساويا مع أسلحتهم لقوات الجيش الإسرائيلي".

6 ادعاءات تلخص الرواية السياسية الإسرائيلية ضمن حملة البروباغندا التي مثلت غطاء لجرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب هجوم حماس على مستوطنات الغلاف يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ولكن كيف نقرأ السردية الإسرائيلية؟ وكيف تورطت فيها الحكومة الإسرائيلية على نحو رسمي؟ وكيف كُشِف زيفُها؟ وكيف تحولت غرف تدقيق المعلومات إلى سلاح مضاد للبروباغندا العسكرية الإسرائيلية؟ هذا ما نحاول أن نجيب عنه في هذا المقال.

 

من أطلق السردية الإسرائيلية؟ وكيف انتشرت؟

كان يجب في البداية البحث عن مطلقي هذه الادعاءات لتحليل الجهة التي ترسم تلك السردية؛ هل هو الجمهور الإسرائيلي الغاضب؟ هل هي لجان إلكترونية تبحث عن حصد المشاهدات؟ أم أنها حملة تمثل الرواية السياسية الرسمية لإسرائيل؟ 

بالبحث عن تلك الادعاءات، نجد أن أول من نشرها هم: الناطق باسم الجيش الإسرائيلي "أفيخاي أدرعي"، والناطق باسم جيش الاحتلال "دانيال هاجاري"، والحسابان الرسميان لدولة الاحتلال الإسرائيلي على منصة X (تويتر سابقا) باللغتين العربية والإنجليزية، ونائب قائد الوحدة 71 من جيش الاحتلال الإسرائيلي ديفيد بن صهيون، وإيلي بير رئيس منظمة "United Hatzalah" الإسرائيلية.

مع تزايد العنف في حق المدنيين بغزة، وبدء منصات تدقيق المعلومات في كشف زيف الروايات الإسرائيلية، تراجع تأييد الرأي العام الدولي لإسرائيل.

تبع إطلاق تلك الادعاءات نشر مكثف من حسابات إسرائيلية وصحفيين وإعلاميين غربيين، دون أن يعمل أي منهم على تقديم أدلة تؤكدها أو حتى إتاحة المجال للجانب الآخر من الرواية التي يدافع عنها الفلسطينيون بشأن الأحداث نفسها. ثم تسارعت تلك الادعاءات في الانتشار بالإعلام الدولي والغربي لتشكيل رأي عام داعم لحق إسرائيل في تدمير قطاع غزة، ويشرعِن موقف الحكومات الغربية الداعم لإسرائيل في حربها. ونجحت تلك الادعاءات في دفع الرئيس الأمريكي جو بايدن لتبنيها، ليخرج يوم 12 أكتوبر/تشرين الأول ويتبنى رواية قطع حماس لرؤوس الأطفال الإسرائيليين.

 

كيف تمكنت السردية الإسرائيلية من حشد التأييد الدولي في بداية الحرب؟

أعقب هجوم حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة هجوم عنيف من جيش الاحتلال الإسرائيلي على القطاع؛ إذ لم تكتف إسرائيل برد مكافئ لهجوم حماس أو أعنف قليلا، ولكنها شنت هجوما هدم مناطق كاملة داخل القطاع، وقتل فيه آلاف النساء والأطفال، وأجبر سكان شمال القطاع على النزوح إلى الجنوب، وسط تسريبات دولية بأن تل أبيب تسعى إلى تنفيذ مخطط تهجير أهالي غزة إلى سيناء، إلا أن هجوم حماس المحدود لم يكن مسوغا كافيا لشرعنة حجم القتل والتدمير الذي قررته إسرائيل. فكانت إسرائيل في حاجة إلى سردية إعلامية تصور فيها هجوم حماس على أنه هجوم بربري لتحظى بتأييد دولي لرد فعل أكثر عنفا.

من ضمن عشرات الادعاءات الزائفة التي أنتجتها الآلة الإعلامية والسياسية الإسرائيلية، يمكن لستة ادعاءات فقط أن تشرح خريطة الصورة الذهنية التي عملت إسرائيل على رسمها.

يمكننا أن نقول إن ما اضطلعت به - وما تزال - منصات تدقيق المعلومات في هذه الحرب يُعد تحولا ملحوظا في إستراتيجيات مواجهة البروباغندا السياسية والعسكرية.

بدأت السردية من المتطرف الإسرائيلي ديفيد بن صهيون، نائب قائد الوحدة 71 من جيش الاحتلال الإسرائيلي وأحد زعماء المستوطنين بغلاف غزة، الذي زعم أن حماس قطعت رؤوس 40 طفلا إسرائيليا، وتبعه إيلي بير، رئيس منظمة "United Hatzalah"، وهي منظمة طبية تطوعية تدعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي ادعى أنه شاهد وضع جنود حماس لأحد الأطفال الإسرائيليين في الفرن قبل اغتصاب أمه.

يهدف الادعاءان اللذان تبنتهما قناة i24 الإسرائيلية الإخبارية ونشرتهما على نطاق واسع إلى وصف هجوم حماس بالبربري وغير الإنساني، وتصويرها بأنها قتلت الأطفال وقطعت رؤوسهم، وأحرقت الأطفال في الأفران كما فعل النازيون. لذلك؛ فإن حماس تستحق القتل والقضاء عليها بشكل تام كما قُضِيَ على النازيين.

يظهر هنا بوضوح رفض الجيش الإسرائيلي الإدلاء بحقيقة تلك المزاعم، ورغم تواصل وسائل إعلام عديدة مع إدارة الإعلام بجيش الاحتلال، فقد حرصوا على عدم النفي، واكتفوا بالقول إن تلك المعلومات لم يتم تأكيدها أو نفيها ليتيحوا الفرصة الكاملة لهذه الشائعات بالانتشار.

الرأي العام الدولي الذي تبنى تلك الروايات دفع جيش الاحتلال نحو مزيد من المجازر، التي وصلت إلى قصف المستشفيات في انتهاك للقانون الدولي الإنساني، فكان لا بد للاحتلال من أن يبرر هذه الجرائم؛ فخرج الحساب الرسمي لدولة الاحتلال على موقع إكس متهما حركة الجهاد بأنها تقف وراء قصف المستشفى المعمداني، ثم يعرض الناطق باسم جيش الاحتلال دانيال هاجاري خلال بث مباشر عبر صفحة جيش الاحتلال على فيسبوك بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين الثاني مقطع فيديو وصورا ادعى أنها لنفق سري لحماس أسفل أحد المستشفيات، ليبرر استهداف الاحتلال للمستشفيات بالقصف والاقتحام. 

ومع تزايد العنف في حق المدنيين بغزة، وبدء منصات تدقيق المعلومات في كشف زيف الروايات الإسرائيلية، تراجع تأييد الرأي العام الدولي لإسرائيل؛ فبدأت الآلة الإعلامية والسياسية الإسرائيلية في ترويج نوع جديد من الادعاءات التي تهدف إلى التشكيك في السردية الفلسطينية بشأن المجازر في غزة، ليخرج الحساب الرسمي لدولة الاحتلال على تويتر باللغة الإنجليزية بفيديو يشكك في وفاة طفل فلسطيني، ويزعم أنه دمية وليس حقيقيا، قبل أن ينشر الناطق باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي فيديو يزعم أنه لاستسلام 70 من عناصر حماس أمام القوات الإسرائيلية؛ سعيا لرسم صورة للانتصار العسكري بعد توجيه اللوم لإسرائيل على استهداف المدنيين من الأطفال والنساء، دون القدرة على تحقيق إنجاز عسكري ملموس بالقضاء على حماس أو اغتيال قياداتها.

 

غرف تدقيق المعلومات في مواجهة السردية الإسرائيلية

بعد ساعات من اندلاع الحرب، بدأت الشبكات الإقليمية لمدققي المعلومات في تنظيم الجهود لرصد الروايات المختلفة والتحقق منها، ومع تسارع انتشار الروايات الزائفة التي يطلقها الاحتلال الإسرائيلي، نظمت الشبكة العربية لمدققي المعلومات بالتعاون مع شبكات إقليمية أخرى غرفة مشتركة بين منصات تدقيق المعلومات العربية، ضمت نحو 57 منصة تدقيق معلومات تنتمي إلى 42 دولة من مختلف أنحاء العالم، وقد وفرت الغرفة فرصة لتوحيد الجهود بشكل كبير لتفنيد الروايات الزائفة بشأن الحرب.

أسهمت تلك الغرفة في كسر الحواجز بين الإعلام الغربي وحقيقة الأوضاع في غزة، وكسر حالة التعتيم التي تفرضها إسرائيل والشبكات الإعلامية المتحالفة معها بشأن حقيقة الأوضاع في الميدان، وأصبح مدققو المعلومات العرب رأس الحربة في مواجهة الروايات المضللة التي يطلقها الاحتلال لكسب شرعية دولية تغطي على جرائم الحرب التي يرتكبها.

 

الروايات الإسرائيلية تتهاوى

كشفت منصة تيقن، وهي منصة تدقيق معلومات فلسطينية، يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول، أن القصة المتداولة على نطاق واسع بشأن قطع حماس رؤوس الأطفال هي قصة مختلَقة ولا أدلة عليها، وأن جيش الاحتلال لم يتمكن من إثبات تلك الواقعة، قبل أن تخرج منصة Politifact التابعة لمعهد Poynter لتدقيق المعلومات، يوم 24 أكتوبر بتحقق مثير أكد ما ذهبت إليه منصة تيقن، وكشف كذب الرواية التي تبناها الرئيس الأمريكي حول قطع حماس لرؤوس الأطفال، وكشف أن أول من أطلقها هو ديفيد بن صهيون، نائب قائد الوحدة 71 من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وأحد زعماء المستوطنين المتطرفين في غلاف غزة، ولا يوجد أي دليل على تلك الواقعة. 

كما تمكنت منصة "صواب"، وهي منصة تدقيق معلومات لبنانية، من كشف زيف ادعاء وضع حماس لطفل بالفرن، وكشفت أن أول من أطلق الادعاء هو إيلي بير رئيس منظمة "United Hatzalah" الإسرائيلية، خلال مؤتمر لليهود في الحزب الجمهوري الأمريكي في لاس فيغاس، زاعما أن دليله الوحيد على ذلك فيديوهات صورتها حركة حماس نفسها، ثم كشفت المنصة أن الادعاء كاذب، ولا يوجد أي دليل يدعم تلك الرواية، قبل أن تتبعها عدة وسائل إعلام غربية لنشر حقيقة الرواية.

تكتسب المواد المضللة قدرة أعلى على الانتشار الفيروسي، ولا سيما في حال تبني أنظمة أو دول لها، بينما تظل منصات تدقيق المعلومات تعاني قلة الموارد وعزوف الجمهور بشكل كبير عن إعادة نشر الروايات الصحيحة عوضا عن تلك المضللة.

كما تعاونت منصات كثيرة في تفنيد بقية الروايات الإسرائيلية، كان أبرزها منصة تحقق، وهي منصة تدقيق معلومات فلسطينية، وقد كشفت أن المستشفى المعمداني استُهدِف من الاحتلال الإسرائيلي ولا علاقة لحركة الجهاد باستهدافه. كذلك كشفت منصة "مسبار" زيف ادعاء استخدام دمية للترويج بأنها لطفل فلسطيني مقتول، وأن الفيديو الأصلي يعود إلى طفل صغير من عائلة البنا، توفي إثر استهداف طائرات إسرائيلية لمنزله بحي الزيتون شمالي قطاع غزة.

 

مستقبل البروباغندا الإسرائيلية في الحرب

لم تكن إسرائيل تتوقع أن تتهاوى روايتها بهذه السرعة؛ فقد كانت تُعول كثيرا -على ما يبدو- على استمرار حشد الرأي العام العالمي لحملتها العسكرية لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. إلا أن ما اضطلعت به غرف تدقيق المعلومات المحلية والشبكات الإقليمية من تنسيق مستمر على مدار الساعة أسهم بشكل كبير في دحض الروايات الإسرائيلية، وهو ما أدى إلى تكوين رأي عام دولي مضاد، ليس فقط بسبب المجازر الدامية في حق النساء والأطفال، ولكن أيضا شعر العالم بأن إسرائيل تمارس التضليل وتستخدمه لشرعنة جرائم الحرب، وهو ما أدى إلى خروج ما يمكن وصفه بأكبر تظاهرات مناهضة لإسرائيل في الغرب؛ وخاصة في لندن التي شهدت تحولا كبيرا في موقف الشارع هناك أدى إلى الإطاحة بوزيرة الداخلية المساندة لإسرائيل.

يمكننا أن نقول إن ما اضطلعت به - وما تزال - منصات تدقيق المعلومات في هذه الحرب يُعد تحولا ملحوظا في إستراتيجيات مواجهة البروباغندا السياسية والعسكرية؛ فلم يعد من المقبول أن يتبنى السياسيون والمنصات الإعلامية روايات غير مدعومة بأدلة، أو صادرة من جانب واحد في النزاعات، وهو ما يجعل مهمة إسرائيل في الحصول على تأييد عالمي لمد أمد الحرب مهمة صعبة للغاية، كما يجعل مهامها القادمة في التلاعب بالرأي العام الدولي فيما يخص القضية الفلسطينية أكثر صعوبة، ولكن هل ستقف إسرائيل عاجزة أمام منصات تدقيق المعلومات التي تحولت إلى ما يشبه القبة الحديدية ضد رشقاتها من التضليل؟ 

في ظل تقديرنا للجهود المبذولة من منصات تدقيق المعلومات، يجب علينا العمل من الآن على تعزيز الجهود مقابل ما ستبذله إسرائيل وغيرها من المنظمات والجهات التي تعتمد على التضليل لشرعنة تحركاتها غير الأخلاقية وغير الإنسانية.

لقد ظهر جليا في هذه الحرب كيف تدعم أغلب منصات التواصل الاجتماعي الرواية الإسرائيلية وتقمع الروايات المضادة، بما في ذلك جهود منصات تدقيق المعلومات التي تعمل بشكل حيادي، وتسعى إلى مجابهة حملات التضليل، وهو السلوك الذي قد يتعاظم مستقبلًا، لتُحَجَّم منصات تدقيق المعلومات بشكل كبير، في ظل الانتشار غير المتكافئ بين الروايات المضللة ومواد التحقق؛ إذ تكتسب المواد المضللة قدرة أعلى على الانتشار الفيروسي، ولا سيما في حال تبني أنظمة أو دول لها، بينما تظل منصات تدقيق المعلومات تعاني قلة الموارد وعزوف الجمهور بشكل كبير عن إعادة نشر الروايات الصحيحة عوضا عن تلك المضللة، فضلًا عن محاولات وسائل الإعلام المنحازة التشكيك في عمل منصات تدقيق المعلومات.

لذا؛ فإن الأثر الواضح لعمل منصات تدقيق المعلومات في هذه الحرب يدفعنا بقوة للعمل في ثلاثة اتجاهات:

  • التكاتف لتعظيم الاستفادة من الشبكات الإقليمية لمدققي المعلومات؛ إذ كان للتعاون الذي رعته الشبكة العربية لمدققي المعلومات لربط مدققي المعلومات العرب مع المنصات الأجنبية أثر عظيم في دحض الروايات الإسرائيلية، وهو ما يؤهل تلك الشبكات لتؤدي دورا أكبر في ترسيخ ثقافة تدقيق المعلومات في المنطقة العربية والمناطق المتاخمة للصراعات بالشرق الأوسط، ودعم جهود المنصات المحلية لتعظيم أثرها، وتشكيل جبهات إقليمية قوية لمنصات تدقيق المعلومات تدافع عنها وتمثلها أمام منصات التواصل الاجتماعي وتقدم لها الدعم المطلوب في مواجهة تحالف الشبكات الإعلامية المنحازة.
  • بدء مشروعات بحثية تعمل على تحليل هذه الجولة من المواجهة بين منصات تدقيق المعلومات والجهات الراعية للبروباغندا السياسية والعسكرية؛ للوقوف على نقاط القوة والضعف، ومعرفة كيفية تطوير العمل مستقبلا في مواجهة الجهود المحتملة من شبكات التضليل التي تضررت أثناء الحرب في سمعتها ومدى تأثيرها.
  • تنظيم الجهود الهادفة لتقييم عمل وسائل الإعلام الكبرى خلال الحرب، وكشف الانحيازات غير الأخلاقية التي مارستها بعض الشبكات الإعلامية لدعم الروايات الإسرائيلية المضللة، ونشرها لتقارير تحريضية للرأي العام الدولي ضد الفلسطينيين، لتبرير الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع.

هذه التجربة التي خاضتها منصات تدقيق المعلومات في الحرب تفتح آفاقا جديدة لمستقبل عمل تدقيق المعلومات بالمنطقة العربية، وتبرز أهمية هذا الحقل في العمل الإعلامي، كما أنها تجعلها هدفا للنفوذ الإسرائيلي الذي قد يؤدي إلى تضييق الخناق عليها واستهدافها، بدءا من التضييق القانوني على منصات تدقيق المعلومات في الدول ذات العلاقات الجيدة مع حكومة الاحتلال، ومرورًا بمزيد من التضييق على محتوى تدقيق المعلومات في منصات التواصل الاجتماعي، ولن تنتهي بالعمل على تقليص المنح الدولية الموجهة لمنصات تدقيق المعلومات العربية. يعني ذلك أن مجال تدقيق المعلومات بالمنطقة قد يكون في مفترق طرق؛ بين تنسيق العمل والتكاتف في مواجهة التحديات ليصبح قوة حقيقية في مواجهة حملات التضليل والبروباغندا السياسية والعسكرية، أو أن يتمكن النفوذ الإسرائيلي من تحجيم هذا العمل بالمنطقة.

 

المزيد من المقالات

تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025