”البودكاست“.. فرصة ذهبية تهدرها الصحافة العربية

”البودكاست“.. فرصة ذهبية تهدرها الصحافة العربية

لا يزال "البودكاست" (Podcast)مجهولا وغير متداول من قبل وسائل الإعلام العربية لأسباب تبدو غير منطقية، بالأخص في ظل ما توفره هذه الوسيلة السهلة من مداخيل إضافية للصحف والمواقع الإلكترونية التي تواجه مشكلة الدخل.

يحدث هذا في الوقت الذي يحتفل فيه "البودكاست" بمرور أكثر من اثني عشر عاما على إطلاقه أول مرة في عام 2004، وفي الوقت الذي اعتُبرت فيه كل من2015 و2016 سنتي البودكاست بامتياز بعد أن ظهرت عدة نماذج من بودكاستات ناجحة لفتت إليها الأنظار، ويتابعها الملايين على غرار "مخزِ" في بريطانيا الذي يقرأ فيه المشاركون مقاطع من مذكرات طفولتهم على الجماهير، و"القلب" الذي يتناول مواضيع الصداقة والحب والعلاقات، حسب قائمة الغارديان البريطانية لأفضل 50 بودكاست في سنة 2016 (1)،  وكذلك Modern love أو "الحب العصري" الذي تشرف عليه صحيفة النيويورك تايمز الأمريكية، أو سامبلر (sampler) (2)، الذي يتعرض لموضوع البودكاست في حد ذاته وأنواعه والمستجد عليه، أو "هير إيز ذي ثينغ"  (Here is the thing)  الذي يقدمه الممثل الأمريكي المعروف “أليك بالدوين”، ويحاور فيه مشاهير الفن والثقافة والسينما، وغيرها من مئات البودكاستات التي وجدت طريقها إلى المستمع واستطاعت أن تضمن مكانا لها ضمن مختلف وسائط الإعلام المتعددة.

تقرير حديث صادر في 2017 عن منظمة إيديسون الأميركية، أفاد بأن 40? ممن سنهم فوق 12 سنة استمعوا إلى بودكاست مرة واحدة في حياتهم على الأقل، وأن 24? استمعوا  إلى بودكاست قبل شهر من البحث، بنسبة ارتفاع بلغت 21? عن السنة التي قبلها. كما أشار التقرير نفسه إلى أن نسبة الذين يستمتعون إلى البودكاست أعلى من نسبة مستمعي الراديو بـ 9?، حيث بلغت نسبة متابعي البودكاست 30? بينما لم تتجاوز نسبة مستمعي الراديو العادي 21?،  ومستمعي المحطات الموسيقية الخاصة 24? وهي أرقام جاءت مفاجئة حول حجم انتشار البودكاست. 

ما هو البودكاست؟

أول من استعمل هذه التسمية هو الصحفي والإعلامي البريطاني "بان هامرسلي" (Ben Hemmersley)في واحد من مقالاته لصحيفة الغارديان البريطانية، عندما أشار إلى أنه يبحث عن تسمية لوسيط جديد يعمل على اكتشافه، وأنه فكر في استعارة كلمة "بود" من شركة آبل (Ipod) وكاست (Cast) القادمة من        برودكاستنغ (Broadcasting)التي تعني البث أو الإذاعة..  بودكاست إذن هو مزيج من كلمتين هما: "أيباد" و"برودكاست". ولتسهيل تعريف البودكاست يمكن تشبيهه براديو إنترنت، وإن اختلف عنه في العديد من الجوانب، فضلا عن اختلافه الكلي مع الراديو العادي، سواء على موجات “AM" أو "FM" لأن البث العادي يهدف إلى الوصول لأكبر عدد من المستمعين، وهو ما يجلب إليه شركات الدعاية، في حين أن الدعاية في البودكاست مضمنة في المحتوى. والبودكاست –عكس الراديو- يقصر نفسه على فئة معينة من المستمعين المهتمين بالمحتوى الخاص والضيق الذي يقدمه. في المقابل يمكن القول إن عدد مستمعيه بدؤوا يفوقون مستمعي الراديو العادي في الأعوام الأخيرة، فضلا عن أن نوعية المستمع مختلفة، ففي حالة البودكاست يأتي المستمع من تلقاء نفسه ليشترك في البودكاست الذي يلبي اهتماماته وحاجياته أي أنه مستمع مهتم على عكس مستمع الراديو الذي يُفرض عليه الاستماع.

البودكاست يختلف عن الراديو العادي أيضا في كونه ينتج "تحت الطلب" أي في سياق الثيمة التي يتوقعها منخرطيه ووفق احتياجاتهم ومطالبهم التقنية مثلا أو الرياضية.

كل بودكاست ملزم بأن تكون له صفحة إنترنت خاصة به، ينزل عليها حلقاته، ويطرح مواضيعه ويتفاعل من خلالها مع مستمعيه، لكن الاستماع إليه لا يتم بالضرورة من خلال هذه الصفحة وحدها، إذ يمكن تحميله على أي جهاز استماع أو جهاز هاتف أو تاب أو غيرها، من خلال التطبيقات الخاصة بتحميل البودكاست، غير أن ما يجعل البودكاست وسيطا فريدا من نوعه حقا هو قابليته لأن يُبث بشكل مباشر وسريع على نقاط توزيع متعددة مثل "أي تيونز" (Itunes)و"ستيكرراديو" (Sticker Radio) و"بودكاتشر" (Podcatcher) عبر الـ"أر أس أس" (RSS). 

بإمكان المستمعين الاشتراك في البودكاست الذي يرغبون في متابعته -وأغلبها مجاني- عبر الضغط على أيقونة أر إس إس الخاصة به أو زر الاشتراك (subscribe). بمجرد الضغط يتلقى المستمع الخيارات المتاحة لتنزيل البودكاست بالطريقة التي يرغب بها، ويتلقى مع ظهور كل حلقة جديدة إشعارا، بحيث لا يضطر لفتح الموقع الخاص بالبودكاست لتنزيله.

البودكاست كوسيلة ربح

في الأعوام الأخيرة زادت معاناة الصحف الورقية والمواقع الإلكترونية ومحطات الإذاعة والتلفزيون في توفير العائد المادي الذي يضمن استمرارها في ظل صعود منصات بديلة لفتت إليها أنظار المتابعين، وجعلت دور الصحافة التقليدية ينحسر ويتراجع إلى أدنى مستوياته. هذا الأمر أجبر العديد من الصحف الورقية وغيرها على غلق أبوابها نهائيا، أو التحول إلى مواقع إلكترونية، وألزم الشق الآخر باتباع خطط تسويقية مختلفة أثرت على المحتوى بدرجة أساسية، ولم تؤد إلى نتائج ملموسة. في ظل هذا السباق الشاق نحو الزيادة في مداخيل وسائل الإعلام، يعتبر البودكاست واحدا من بين الحلول الفعالة القادرة على حل مشكل العائدات المادية للصحافة المقروءة والمرئية والمسموعة على حد سواء. وقد انتبهت الصحافة الغربية إلى أهميته فسعت منذ بداية ظهوره، إلى استغلاله في هذا الجانب، مثل صحيفة النيويورك تايمز الأميركية التي تقدم مجموعة من البودكاستات الناجحة على غرار "لوف ماترز". إذا تمكن البودكاست من لفت انتباه المتابعين، فإن عدد منخرطيه قد يصل إلى الملايين، ما من شأنه أن يوفر عائدا جيدا من قيمة الاشتراكات.

المحتوى

المحتوى بالنسبة للبودكاست مهم ورئيسي ويعتبر نقطة التركيز الأولى، عكس الوسائط الأخرى التي تهتم بطريقة التقديم ووسائل الإيصال وجودة التقنية وطرق الجذب وشد الانتباه. في حالة البودكاست فإن وسيلة شد الانتباه الأهم هي المحتوى، تأتي بعد ذلك الاعتبارات التقنية والفنية الأخرى مثل صوت مقدم البودكاست وشخصيته ومهاراته وقدرته على شد الانتباه، إضافة لجودة الموسيقى والتمريرات الصوتية داخله وغيرها.

متابعو البودكاست يتميزون بكونهم "منخرطين"، لأنهم يشتركون في بودكاست معين برغبة حقيقة واهتمام حقيقي، ولا يفرض عليهم الاستماع إليه كما هو شأن برامج الراديو مثلا. الدافع الحقيقي للانخراط والتفاعل هو نوعية المحتوى الذي يقدمه البودكاست، لذلك فإن أول عامل من عوامل نجاح البودكاست هو تقديم محتوى متميز وجذاب للمستمعين، أما باقي العوامل الأخرى فهي وإن ظلت مهمة، إلا أنها تبقى ثانوية بالنسبة للمحتوى، وربما لهذا السبب سمي البودكاست في بداية ظهوره بـ"راديو الهواة"  أو "إذاعة القبو" أو غيرها من التسميات التي تدل على أن جودته التقنية لم تكن مهمة في بداية ظهوره، ثم مع تطوره وزيادة الاهتمام به وانتشاره وبلوغه ملايين المشتركين اهتمت شركات الصناعات الإلكترونية والهواتف النقالة بتطوير التقنيات الخاصة به وتنزيله وأصبحت الجودة عاملا مميزا للبودكاست الناجح أيضا.

يستطيع البودكاست أن يركز على مواضيع وثيمات محددة يُعتقد أنها تجلب اهتمام المستمع، مثل رسائل محبين أو حكايات للأطفال أو حوارات مع مشاهير أو قصص لناجحين أو تجارب لسيدات متميزات أو غيرها من المواضيع المختلفة. ويبقى الأسلوب الأقرب للبودكاست هو السرد القصصي (Storytelling) لما فيه من تشويق وحبكة وتصاعد درامي قادر على شد الانتباه، لكن الحوارات واللقاءات يمكنها كذلك أن تحقق نجاحا جيدا إذا توفرت فيها عوامل النجاح الأساسية.

من الصحيفة إلى الميكروفون

لا تزال الصحافة الإذاعية تحمل الكثير من عناصر جاذبيتها وأهميتها بالنسبة للجمهور، وفي المدن المزدحمة مروريا مثل القاهرة وعمان ودبي تحقق المحطات الإذاعية نسبة استماع عالية، عندما تمزج بين الإخبار والتسلية والخدمات، وهي بذلك أيضا تحقق إيرادات عالية. وتحتل الصحافة الإذاعية مكانة كبيرة أيضا بين شريحة واسعة من الجمهور تعمل في أماكن بعيدة كالحقول والمناطق الصناعية. كما أنها تتمتع بميزة مهمة لا تتوفر لغيرها من الوسائط، وهي إمكانية الاستماع لها أثناء القيام بمهمات أخرى، وخصوصا عند هؤلاء الذين يحتاج عملهم إلى مجهود يدوي أو بدني.

لهذه الأسباب يجب على غرف الأخبار الحديثة أن تولي اهتماما كبيرا، بالمحتوى الصوتي كعنصر أساسي لجذب الجمهور. وسواء كانت الخدمة المقدمة على الموجات الإذاعية أو على الإنترنت أو من خلال البودكاست فإن هذا المحتوى يوفر إيرادات جيدة تساعد على تعظيم هامش الربح الإجمالي للمؤسسة، فضلا عن إعادة تدوير المحتوى المكتوب للصحيفة، وهو ما من شأنه أن يأخذنا عمليا إلى غرفة الأخبار المدمجة أو الرقمية التي تعمل على الدمج بين الوسائط المتعددة. وهكذا يمكن لمقال ناجح حقق نسبة قراءة عالية أن تتم إعادة تدويره واستغلاله سمعيا من خلال بثه على شكل مادة مسموعة أيضا على البودكاست.

ويمكن للصحفي نفسه كاتب المقال أو الفيتشر الناجح أن يحوله إلى مادة مسموعة بعد الحصول على القليل من المهارات التي تخوله لذلك، والتي من أهمها معرفة الفرق بين الكتابة للصحيفة والكتابة للراديو، ومهارات التحرير الصوتي والصوت والأداء وبعض المهارات التقنية الأساسية، علما بأن إنتاج البودكاست يمكن أن يتم بتقنيات بسيطة وباستعمال بعض البرامج المتوفرة مجانا على الإنترنت وأجهزة الهاتف، أو من خلال توفير أستوديو صغير يلحق بالمؤسسة الإعلامية لإنتاج المحتوى الصوتي.

كانت بعض المؤسسات الاعلامية قد بدأت بالفعل في عملية تطوير المهارات المتعددة لصحفييها وإيجاد ما يسمى بالصحفي الشامل، في إطار الحد من تكاليف الإنتاج الإعلامي للمؤسسات. وتعتبر مهارات إنتاج وإعداد وتحرير وتقديم البودكاست من الأساسيات التي يجب أن يأخذها صحفي المستقبل الذي يرغب في أن يكون شاملا وملما بالإنتاج للوسائط المتعددة، خصوصا في ظل انتقال أغلب مواقع الإنترنت إلى الديجيتال.

الفرصة الضائعة

بعد أكثر من ثلاثة عشر عاما من ظهوره، لا تزال الصحافة العربية تتجاهل البودكاست، وتضيِّع على نفسها فرصة الانتفاع منه ومن قدرته على بلوغ شريحة واسعة من المتابعين والمهتمين الذين لا يمكن بلوغهم عبر أي وسيلة أخرى. في البدء كان يمكن أن نعزو هذا التجاهل إلى قلة انتشار الإنترنت، لكن بعد ما بلغته سرعة تداول الإنترنت وانتشارها في المناطق النائية، فقد أصبحت هذه الحجة غير منطقية على الإطلاق، وبات لزاما على المؤسسات الصحفية أن تولي اهتمامها لهذا الوسيط المهمش الذي يبدو أنه يأخذ تدريجيا مكان البث التقليدي بعد أن تفوق عليه في نسبة الاستماع، وهو في خط تصاعدي مستمر منذ اكتشافه أول مرة. كما أن الاستماع إلى البودكاست أصبح اليوم أسهل ما يمكن، سواء في السيارة أو البيت أو العمل أو أي مكان آخر، لأن تطبيقات تنزيله أصبحت تضاف بشكل آلي لأجهزة الهواتف وغيرها من وسائل الاستماع.

 

هوامش

(1)https://www.theguardian.com/tv-and-radio/2016/dec/21/the-50-best-podcas…

 

(2)https://itunes.apple.com/gb/podcast/sampler/id1068516341?mt=2

 

More Articles

Cameroonian Journalists at the Center of Fighting Illegal Fishing

While the EU’s red card to Cameroon has undeniably tarnished its image, it has paradoxically unlocked the potential of Cameroonian journalists and ignited a movement poised to reshape the future. Through this shared struggle, journalists, scientists, conservationists, storytellers, and government officials have united, paving the way for a new era of ocean advocacy.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 21 Aug, 2024
Daughters of Data: African Female Journalists Using Data to Reveal Hidden Truths

A growing network of African women journalists, data scientists, and tech experts is amplifying female voices and highlighting underreported stories across the continent by producing data-driven projects and leveraging digital technologies in storytelling.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 23 Jul, 2024
How AI Synthesised Media Shapes Voter Perception: India's Case in Point

The recent Indian elections witnessed the unprecedented use of generative AI, leading to a surge in misinformation and deepfakes. Political parties leveraged AI to create digital avatars of deceased leaders, Bollywood actors

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 12 Jun, 2024
This Indian fact-checking newsroom is at the forefront of the fight against disinformation on the war in Gaza

In the digital battleground of Gaza's war, a surge of disinformation, primarily from Indian Hindu nationalists, paints Palestinians negatively, fueled by Islamophobia and pro-Israeli sentiments; yet, Alt News emerges as a crucial counterforce, diligently fact-checking and debunking these misleading narratives, even in Arabic, amidst a sea of manipulated social media content.

Meer Faisal
Meer Faisal Published on: 5 Dec, 2023
When Journalism and Artificial Intelligence AI Come Face to Face

What does the future really hold for journalism in the age of artificial intelligence AI?

Amira
Amira Zahra Imouloudene Published on: 12 Oct, 2023
How to use data to report on earthquakes

Sifting through data sounds clinical, but journalists can use it to seek out the human element when reporting on natural disasters such as earthquakes

Arwa
Arwa Kooli Published on: 19 Sep, 2023
‘I had no idea how to report on this’ - local journalists tackling climate change stories

Local journalists are key to informing the public about the devastating dangers of climate change but, in India, a lack of knowledge, training and access to expert sources is holding them back

Saurabh Sharma
Saurabh Sharma Published on: 13 Sep, 2023
‘Don’t let someone else narrate your stories for you’ - travel journalists in the global south

THE LONG READ: Life as a travel journalist isn’t just for privileged Westerners ‘discovering’ quaint parts of south-east Asia and Africa

Anam Hussain
Anam Hussain Published on: 1 Sep, 2023
‘People need to stop blindly obeying the law’ - journalists fighting on the fringes in Vietnam

THE LONG READ: Imprisoned, exiled and forced to base themselves overseas, independent journalists in Vietnam are punished harshly if they publish the ‘wrong’ sort of content. Some, such as Luật Khoa tạp chí, are fighting back

headshot
AJR Correspondent Published on: 25 Aug, 2023
Ethics and safety in OSINT - can you believe what you see?

OSINT is increasingly important for journalists in a digital world. We take a look at ethics, safety on the internet and how to spot a ‘deepfake’

Sara
Sara Creta Published on: 15 Aug, 2023
‘Other journalists jeer at us’ – life for mobile journalists in Cameroon

Journalists in Cameroon are using their phones in innovative ways to report the news for many different types of media, but major news organisations have still not caught up

Akem
Akem Nkwain Published on: 1 Aug, 2023
Analysis: Could AI replace humans in journalism?

Recent advances in AI are mind-blowing. But good journalism requires certain skills which, for now at least, only humans can master

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 17 Jul, 2023
Understanding the pitfalls of using artificial intelligence in the news room

We’ve all been amazed by new advances in AI for news rooms. But we must also focus on ensuring its ethical use. Here are some concerns to address

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 10 Jul, 2023
AI in the newsroom - how to prompt ChatGPT effectively

Interested in using ChatGPT in your work as a journalist? Here’s how to do it more efficiently

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 29 Jun, 2023
AI in the newsroom - how it could work

AI is now our colleague in the newsroom and is poised to become even more helpful as it gets smarter and we see more opportunities - we look at the potential uses and problems

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 22 Jun, 2023
What is ChatGPT and why is it important for journalists?

AI is taking the world by storm. In the first of a series of articles about the latest developments, we explain what it's all about

KA
Konstantinos Antonopoulos Published on: 13 Jun, 2023
'Rebuilt memory by memory' - recreating a Palestinian village 75 years after the Nakba

REPORTER'S NOTEBOOK: How it took the collective memories of several generations, painstaking interviews and a determined search through tall grass and prickly plants to recreate a destroyed community

Amandas
Amandas Ong Published on: 4 Jun, 2023
How to analyse satellite imagery

When you have a story, but still need to tie up loose ends to answer where or when a particular event occurred, satellite imagery can point you in the right direction

Sara
Sara Creta Published on: 25 May, 2023
OSINT: Tracking ships, planes and weapons

Tracking ships and planes is an increasingly valuable technique in open-source investigations carried out by journalists. In part 4 of our special series, we examine how it works

Sara
Sara Creta Published on: 18 May, 2023
Planning and carrying out an open-source investigation

Part three of our special series of articles on using OSINT in journalism. This time, follow our four steps to completing an open-source investigation

Sara
Sara Creta Published on: 9 May, 2023
What is an open-source investigation?

In the second part of our special series on using open-source intelligence in journalism, we look at what constitutes and open-source investigation

Sara
Sara Creta Published on: 4 May, 2023
Using Open-Source Intelligence (OSINT) in Journalism

Where once journalists relied on sources for information - also known as ‘human intelligence’ (HUMINT) - they now increasingly rely on ‘open-source’ intelligence (OSINT) gathered from the internet, satellite imagery, corporate databases and much, much more

Phil
Phil Rees Published on: 12 Apr, 2023
Getting started on your data story

In the third and final part of our special series of articles on data journalism, we look at how to work as a team and get started on a data-driven story

Mohammed Haddad
Mohammed Haddad Published on: 30 Mar, 2023
How to produce data-based stories

Follow our four steps to successful data journalism - from the story idea through to publication. Part two of our special series

Mohammed Haddad
Mohammed Haddad Published on: 23 Mar, 2023