احتضار الصحف اللبنانية يعيد تشكيل المهنة

احتضار الصحف اللبنانية يعيد تشكيل المهنة

يميل البعض إلى اختصار أزمة الصحافة اللبنانية بمنافسة وسائط الإعلام الحديثة. لكن للأزمة التي زاد الحديث عنها مؤخراً، مع تزايد الحديث عن التوقف عن دفع الرواتب وتسارع عمليات الصرف الأخيرة أسباب عدة، يمكن اختصارها بحسب أستاذ الصحافة في الجامعة اللبنانية راغب جابر، بثلاثة عوامل.

ترتبط الأزمة أولاً بالوضع الاقتصادي في لبنان وفي المنطقة. فالصحف الورقية اللبنانية لا تقوم على المبيع، بل على الإعلانات و"الهبات" إذا جاز التعبير، أي المساعدات التي تأتي من مصادر سياسية، محلية وعربية. وإذا كان تمويل الصحف من الجانب الإعلاني متوقفا تقريباً بسبب الحالة الأمنية والاقتصادية في لبنان وفي منطقة الخليج العربي، المصدر الأساسي للإعلانات في الصحافة اللبنانية، فإن التمويل السياسي قد تراجع أيضاً إلى حدوده الدنيا. فالدول التي تموّل في العادة، منشغلة اليوم بقضاياها وهمومها الاقتصادية والأمنية. أما المنافسة، العامل الثالث في الأزمة، فلا تقتصر على الرقمي بل أيضاً وأساساً على التلفزيون.

ثلاث حلقات متصلة إذا تقف خلف أزمة الصحافة اللبنانية، وإن كان غياب التمويل السياسي أبرزها، ليس فقط بسبب تأثيره المباشر، بل لأنه كشف الغطاء عن مكامن الخلل في المهنة. من هنا يمكن القول إن أزمة الصحافة ناتجة أيضا عن عدم تطوّر الصحافة بالشكل وبالمضمون وبالأدوات، بما ينعكس على عمل الصحفي نفسه.

الفئة الأضعف

تعدّ صناعة الصحافة في لبنان من "الصناعات الثقيلة"، فالصحف الكبرى توظف مئات الأشخاص، وبعضهم من الكوادر العليا من تقنيين ومحررين وصحفيين وكتّاب، فضلاً عن كلفة العمليات التقنية المرتبطة بالطباعة والتوزيع.

مع الأزمة المالية، بدأت عمليات الصرف تدريجياً، بموازاة عمليات إعادة هيكلة المؤسسات الصحفية الساعية إلى تخفيف النفقات. وإن كانت هذه العمليات ليست موحّدة في جميع الصحف، لكنها تتقاطع في نقاط محددة. فعمليات الصرف طالت بشكل أكبر الكادر الأساسي، بسبب ارتفاع رواتبه.. "يبقى الكادر الحديث -صاحب الخبرة القليلة والرواتب المنخفضة- ومن الطبيعي إذا أن ينخفض مستوى الأداء، فتغيب المادة الخاصة والمادة الإبداعية عن الصحيفة المعرضة للأزمة" بحسب جابر.

والأزمة لا تنعكس على الخريجين الجدد مثلما تنعكس على سواهم من الصحفيين. فهؤلاء، أكثر استعدادا لقبول شروط العمل ومفاهيمه الجديدة والمتبدلة بحسب تبدلات التمويل والمنافسة. الفئة الأكثر تأثراً هي فئة الصحفيين ممن هم في منتصف مسيرتهم المهنية. هؤلاء اختبروا المهنة إلى حد ما، وهم أمام منعطف صعب في مسار الاستمرار في الإنتاج والعمل.. فالأزمة المطروحة على الصحفي اليوم هي حالة عدم اليقين، بحسب الصحفية في جريدة النهار اللبنانية، سوسن أبو ظهر. والسؤال هو كيف يواجه ذلك؟ بأي أسلوب وبأية شروط؟

أزمة مصداقية

في موازاة أزمة الصحف، برزت مفارقة تمثّلت بغياب التضامن بين صحفيي المؤسسات المتعثرة. وبعيدا عن جانب العمل النقابي في حماية الصحفي وحقوقه، يطرح التهديد بالصرف أو التأخير في دفع الرواتب والمستحقات على الصحفيين معضلة مهنية. يقول أحمد (اسم مستعار لصحفي لبناني عمل في صحف عدة، فضّل عدم الكشف عن اسمه): "في المبدأ، يفترض بالصحفي أن يكتب عن مشاكل مماثلة في شركات تجارية مثلاً أو أن يسلط الضوء على حقوق العمال وسوء تطبيق قانون العمل.. لنفترض مثلاً أن شركة ما أعلنت إفلاسها، أو أرادت صرف عدد كبير من الموظفين. كنا سنقرأ في جميع الصحف مقالات عن الأزمة، وعن الحقوق. وهو ما يعطي للصحفي مصداقية ما أمام القارئ.. يختلف الأمر عندما يتعلق بحقوق الصحفيين. فتحت تهديد الصرف أو خوفاً من ضياع الحقوق المتأخرة وأولها الرواتب، يعمد بعض الصحفيين إلى تجاهل الأزمة أو الامتناع عن تناولها في مقالاته. حتى أن البعض يقبل بشروط جائرة، مثل تخفيض الرواتب، الإجراء المخالف أساسا لقانون العمل، وهي شروط كان الصحفي نفسه سيندد بها لو حدثت في شركات أو مؤسسات أخرى".

واستعداد بعض الصحفيين للمساومة على حقوقهم يمتد عند آخرين ليصل إلى تسويات تتعلق بمضمون ما ينتجونه. فالقدرة على مخالفة توجهات الصحيفة أو تجاوزها، سواء أكانت سياسية أو ذات صلة بمصالحها المرتبطة بالمعلنين ورجال الأعمال، تراجعت تحت "سيف" التهديد بالصرف.

يزيد من حجم المعضلة أن الأزمة عامة. فهي تطال أكثر من مؤسسة، ولا سيما الصحف الرئيسية التي كانت سابقاً تستقطب بل وتتنافس فيما بينها على استقطاب الصحفيين. وهذا الصمت أو الاستعداد للمساومات والتسويات المهنية يفاقم أزمة المصداقية، المهتزّة أصلاً، تبعاً لتوجهات الصحف والانتماءات السياسية للقراء. يضيف أحمد: "لهذا السبب، ربما، ظهر بعض التضامن العام، القليل أصلاً، مع الصحف وليس مع الصحفيين في موازاة أشكال من الشماتة، أساسها سياسي على الأغلب، تشاركها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضهم قال صراحة بعدم اكتراثه لما يحدث مع ما سمّاه صحافة مأجورة وصحفيين مأجورين".

وللعلاقة بين الصحفي ومؤسسته جانب آخر. يقول جابر: "إذا أخذنا نماذج من الصحافة اللبنانية تظهر واضحة قضية الانتماء. فالكثير من الصحفيين في لبنان هم أشبه بالحزبيين. وعلاقة الصحفي بالصحيفة في جانب منها هي علاقة سياسية مع صاحب الصحيفة. وهناك أشخاص ينتمون إلى الصحف بغض النظر عن المردود. هؤلاء يعتبرون أنفسهم مناضلين في حزب أو تيّار تتبع له الصحيفة أو تتبنّاه. أما الصحفيون المحترفون، الذين لا يقبلون بأن تهضم حقوقهم، فهم في الحقيقة أمام أفق مسدود إذ تركوا يخسرون استقرارهم الوظيفي وتعويضاتهم وامتيازاتهم، ولا يوجد مكان آخر. لا يوجد بديل".

يقود هذا الحديث إلى حديث آخر عن ارتباط الصحفي بالمصدر المباشر للمال متخطياً صاحب المؤسسة. وهذا يؤكد الـتأثير المباشر للممولين، سواء كانوا من السياسيين أو من كبار الاقتصاديين ورجال الأعمال، على مسار الصحافة. لتصبح قضية "إفلاس الصحافة" أكثر تعقيدا، بحسب توصيف جابر.

المساومة على المضمون

لا تعد الرواتب في الصحف اللبنانية مرتفعة عموماً. ويرتبط التفاوت في الرواتب بالتصنيف نفسه، بين الكادر الأساسي، ممن هم على عتبة سن التقاعد، وهؤلاء هم أصحاب الرواتب المرتفعة -نظرياً على الأقل- وبين الصحفيين والمحررين المبتدئين أو الخريجين الجدد، أصحاب الرواتب المنخفضة، وبينهما الفئة التي راكمت خبرة سنوات في المهنة.

يقول أحمد إن ممارسة عمل إضافي مسألة ليست جديدة بالنسبة لهذه الفئة تحديدا. بل إن الأمر يكاد يكون سياسة متبعة من قبل إدارات الصحف التي تسمح، ضمنياً، لصحفييها بالبحث عن مردود إضافي لتفادي المطالبة بزيادة الرواتب. الجديد المرتبط بالأزمة هو اضطرار الصحفي إلى مضاعفة جهده في المؤسسة ذاتها. فتخفيض النفقات الذي تمارسه الصحف انعكس نقصاً في الكادر، وللمحافظة على وتيرة الإنتاج، تعمد الإدارة إلى تكليف الصحفي بالمزيد منه. هكذا يجد الصحفي نفسه أمام خيارين، إما التخلي عن عمله الإضافي، وبالتالي عن مردود مالي هو بأمس الحاجة إليه، خصوصا بالنسبة لهؤلاء الذين لا يتقاضون رواتبهم بشكل منتظم، أو المساومة على مستوى المضمون.

وتراجع مستوى المضمون ليس مسألة فردية، بحسب أحمد. فالمؤسسات تعرف أن سياستها في زيادة الإنتاج من دون زيادة التكلفة ستنعكس على المضمون، وهي ضمنياً تقبل ذلك. وهذا القبول يساعد بدوره الصحفيين على الاستسهال. أي أنه، في الوقت الذي يفترض بالمؤسسات الصحفية وبالصحفيين رفع مستوى المضمون في مواجهة المنافسة مع التلفزيون ومع الوسائط الرقمية، وفي مواجهة عزوف القراء عن شراء الصحف، تقع المؤسسات، ومعها الصحفيون في حلقة مفرغة، تؤدي مع العوامل الأخرى للأزمة إلى مزيد من التراجع.

الرقمي أولاً

ترفع إدارات الصحف اليوم شعار "الرقمي أولا"، في تقليد لمنحى تطوّر الصحافة في الغرب. إلا أن تطبيق هذا الشعار، الذي تخضع أدواته إلى نقاشات مستفيضة في الصحافة الغربية، سلك مسلك التركيز على "المحتوى الخفيف" في الكثير من المواقع الإلكترونية، وبعضها مواقع لصحف أساسية، بهدف تحقيق زيادة سريعة في عدد القراء، وتحقيق مردود مالي من إعلانات المواقع الإلكترونية، وهو مردود لا يزال شبه معدوم  لبنان. وصناعة هذا المحتوى تقع على عاتق الصحفيين الذين وجدوا أنفسهم أمام المعضلة نفسها مرّة أخرى: إما استجابة الصحفي إلى "شعار المرحلة"، مع ما يعنيه ذلك من القبول بتراجع نوعية إنتاجه لصالح كميته، أو رفض ذلك والتضحية باستقراره الوظيفي.

تفصيل إضافي لا يقلّ أهمية يرتبط بنمو المواقع الإلكترونية في لبنان. يقول جابر "للأسف الصحافة الرقمية، في لبنان، وفي العالم العربي بشكل عام، لا تقدم الخدمات الإعلامية بشكل محترف. هناك عشرات المواقع الإلكترونية التي تقدم مادة إعلامية "هابطة"، بعضها منقول عن مصادر أخرى خارجة عن ضوابط المهنة وأخلاقياتها، وبعضها يعتمد أساليب الإثارة، مع ضعف في اللغة وفي المبنى وفي المعلومات. إذا نظرت إلى المواقع الإلكترونية، تجد أنها توظف صحفيين مبتدئين تدفع لهم رواتب ضئيلة. لذلك أزمة الصحفيين المحترفين أن الإعلام الرقمي لا يستوعبهم. فالإعلام الرقمي هو إعلام بموازنات ضئيلة وإمكانات ضئيلة، أو أنه قائم على خلفية الربح السريع".

هذه المعضلة ليست جديدة كلياً، بحسب أحمد، لكنها صارت تأخذ حجما أكبر بكثير، مع اتساع أزمة الصحف وتشعبها. سابقاً، أتاح توفّر السيولة إلى حد ما لدى المؤسسات وجود ليونة في شروط العمل، أفسحت المجال للتركيز على جودة المضمون وفرادته، وهو ما سمح ببروز صحفيين تميزوا بإجراء التحقيقات والتقارير المعمّقة. في غياب التمويل الآن، وبافتراض أن الأزمة لن تنتهي في المدى المنظور، يمكن توقع بروز جيل جديد أو تعريف جديد، هو صحفي المقالات السريعة أو "اللايت".

تعريف جديد

في مقابل هذه النظرة المتشائمة، تتحدث أبو ظهر عن تعريف جديد لدور الصحفي وشروط ممارسة عمله "قد يكون من المبالغة القول إن المهنة تحتضر.. هناك أزمة، ولا أحد ينكر وجودها. لكن الأقرب إلى الواقع أن مؤسسات المهنة هي التي تحتضر". وتشرح أبو ظهر "الصحفي الذي يريد الاستمرار في العمل كصحفي، يحتاج إلى مراجعة خياراته بواقعية.. الزمن تغيّر، وعليه أن يعرف كيف يستطيع التكيّف مع هذا التغيير، وكيف يطور أدواته ويستفيد منها".

وفي السياق نفسه، تتحدث أبو ظهر عن المستقبل القريب للصحافة اللبنانية، كما تتوقعه، وهو العمل بصيغة "الصحفي الحرّ" أو الـ"فريلانسير"، في مقابل العمل بصيغة ثابتة في مكان واحد. هذا الشكل يحمل احتمالات تطوير الصحافة وما تقدمه من محتوى، رغم تفاوت مردوده المالي على الصحفي. "يمكن للصحفي المستقل أو الفريلانسر أن يختار نشر مواضيعه في أكثر من صحيفة محلية أو عربية أو حتى في الصحافة الأجنبية. هذا الأمر يمكن أن يشكّل فرصة مهنية للصحفيين تدفع باتجاه تطوير الإنتاج. كما أنه يسمح بتجاوز الاعتبارات السياسية أو الاجتماعية أو الدينية أو الاقتصادية للمؤسسات الصحفية، بسبب تعدد هذه المؤسسات واتجاهاتها، وكذلك بسبب عدم ارتباط الصحفي بالمؤسسة نفسها، وبالتالي عدم خضوعه لشروط العمل فيها.

دعم المهنة

بدأت بعض الصحف البحث عن آليات تمويل ذاتية تحاول التحرّر من التمويل السياسي من خلال إشراك القارئ بالتمويل. وتقوم على إقناع القارئ بدفع المال مقابل خدماتها الإلكترونية، أسوة بالمبدأ القائم بالنسبة للنسخ الورقية. وتصطدم هذه الآلية حتى الآن بعاملين: أولاً عدم اعتياد القرّاء في لبنان على الدفع الإلكتروني، سواء بسبب ضعف البنية التقنية، أو عدم الثقة بوسائل الدفع. وثانيا، إن التوجه نحو بيع المحتوى الإلكتروني يَفترض تقديم محتوى خاص، يغري القارئ ويقنعه بفوائد الاشتراك المدفوع في الموقع، وهو ما يفترض بدوره رفع الموازنات الخاصة بالإنتاج، وليس تقليصها.

وفي موازاة البحث عن "دعم القراء" للصحف المتعثرة، يتزايد الحديث عن "دعم الدولة". قبل أشهر، وبالتزامن مع الحديث عن نية "السفير" تعليق نسختها الورقية، أعلن وزير الإعلام اللبناني رمزي جريج عن "وضع خطة لأزمة الصحافة الورقية تتضمن اقتراحات عملية من شأنها دعم هذه الصحافة ومساعدتها على تخطي الأزمة التي تتخبط فيها". استندت خطة الوزير على مساهمة الدولة بدفع مبلغ معين عن كل عدد يباع من كل صحيفة، بالإضافة إلى إعفائها من بعض الضرائب والرسوم الجمركية، وإلزام الدولة بأن تدفع كلفة الإعلانات التي تقوم بنشرها في الصحف. وكذلك التزام الإدارات العامة والمؤسسات العامة بالاشتراك في الصحيفة وتوزيعها على العاملين لديها، فضلا عن تخفيض فواتير التلفون والإنترنت على الصحف وتأجيل الديون المترتبة وتسهيل حصول أصحاب الصحف على قروض ميسرة بفوائد مخفضة.

هذه الحلول التي يعترف الوزير نفسه بأنها لا تكفي على المدى الطويل للخروج من الأزمة، تنطلق من دعم الصحف وليس العاملين فيها. "مبدأ الدعم ليس خاطئا، لكن دعم الصحف يكون بدعم العاملين في الصحف، وليس دعم صاحب الصحيفة. ودعم العاملين يكون بتعزيز التقديمات والخدمات الخاصة، كأن يعفى من رسوم محددة، أو يحظى بضمانات صحية مثلا"، بحسب جابر.

وجود تقديمات خاصة بالصحفيين، سواء من قبل النقابة أو عبر تسهيلات من قبل الدولة، يجعل الصحفي أقل ارتباطا بالوظيفة، بالمعنى المالي، وأكثر ارتباطا بالمهنة، بحسب أحمد، كما أنه يحدّ من ارتباط الصحف نفسها بالمال السياسي. ويلتقي هذا الأمر مع تصوّر أبو ظهر لمستقبل العمل في القطاع. فالتوجه نحو "العمل الحر" أو "الفريسلانسر"، يكتسب دفعاً إضافياً في حال تحقق للصحفيين بعض الدعم من الدولة، وقبلها من النقابة.

 

More Articles

Journalists in DR Congo Face New Threats, Censorship in a Decades-long Conflict

Countless journalists have been arbitrarily arrested, kidnapped or have disappeared in the fog of the protracted war tearing the eastern Democratic Republic of Congo apart. The renewed M23 offensive augurs a more uncertain future for these ‘soldiers of the pen’.

Nalova Akua
Nalova Akua Published on: 3 Mar, 2025
The Whispers of Resistance in Assad’s Reign

For more than a decade of the Syrian revolution, the former regime has employed various forms of intimidation against journalists—killing, interrogations, and forced displacement—all for a single purpose: silencing their voices. Mawadda Bahah hid behind pseudonyms and shifted her focus to environmental issues after a "brief session" at the Kafar Soussa branch of Syria’s intelligence agency.

Mawadah Bahah
Mawadah Bahah Published on: 18 Feb, 2025
Charged with Being a Journalist in Sudan

Between the barricades of the conflicting parties, sometimes displaced, and sometimes hiding from bullets, journalist Iman Kamal El-Din lived the experience of armed conflict in Sudan and conveyed to Al-Sahafa magazine the concerns and challenges of field coverage in a time of deception and targeting of journalists.

Iman Kamal El-Din is a Sudanese journalist and writer
Eman Kamal El-Din Published on: 2 Feb, 2025
Sports Photojournalism in Cameroon: A Craft at Risk in the Digital Age

Sports photojournalists in Cameroon face growing challenges, from the rise of mobile photography and content creators to financial struggles, piracy, and a widespread expectation for free images. Despite these obstacles, professionals emphasise the need for innovation, investment in training, and greater respect for their craft to ensure the survival of photojournalism in a rapidly evolving digital landscape.

Akem
Akem Nkwain Published on: 30 Jan, 2025
The Occupation’s War on Journalism in the West Bank

Every day here is a turning point; every moment, every step outside the house could mean returning safely—or not. A journalist may be injured or arrested at any time.” This statement by journalist Khaled Bdeir succinctly captures the harsh reality of practicing journalism in the West Bank, particularly after October 7.

Hoda Abu Hashem
Hoda Abu Hashem Published on: 26 Jan, 2025
From Journalism to Agriculture or “Forced Unemployment” for Sudanese Journalists

How did the war in Sudan push dozens of journalists to change their professions in search of a decent life? In this article, colleague Muhammad Shaarawi recounts the journey of journalists who were forced by war conditions to work in agriculture, selling vegetables, and other professions.

Shaarawy Mohammed
Shaarawy Mohammed Published on: 23 Jan, 2025
Fake Accounts with Arab Faces: "A Well-Organized Cyber Army"

Israel has launched a digital war against Palestinians by flooding social media with fake accounts designed to spread disinformation, distort narratives, and demonize Palestinian resistance. These accounts, often impersonating Arabs and mimicking regional dialects, aim to create fake public opinion, promote division among Arab nations, and advance the Israeli agenda in the digital space.

Linda Shalash
Linda Shalash Published on: 29 Dec, 2024
Citizen Journalism in Gaza: "The Last Witness"

With a phone camera, Abboud Battah appears every day from northern Gaza, documenting the crimes of the occupation in a language that is not devoid of spontaneity that led to his being arrested. When the Israeli occupation closed Gaza to the international press, killed journalists, and targeted their headquarters, the voice of the citizen journalist remained a witness to the killing and genocidal war.

Razan Al-Hajj
Razan Al-Hajj Published on: 25 Dec, 2024
A Survivor Interview should not be Considered a Scoop

Do ethical and professional standards allow for interviewing survivors while they are in a state of trauma? How should a journalist approach victims, away from sensationalism and the pursuit of exclusivity at the expense of their dignity and right to remain silent?

Lama Rajeh
Lama Rajeh Published on: 23 Dec, 2024
Censorship, Militarisation, and Dismantlement: How Public Media Became a Political Battlefield in Latin America

Public media in Latin America, such as Brazil's EBC and Argentina's Télam, are being undermined through militarisation and dismantlement, threatening their role as public institutions. These actions jeopardise media independence and weaken their ability to serve the public interest, posing a serious risk to democracy.

Rita Freire Published on: 19 Dec, 2024
Independent Syrian Journalism: From Revolution to Assad's Fall

Independent Syrian journalism played a pivotal role in exposing regime corruption and documenting war crimes during the 13-year revolution, despite immense risks to journalists, including imprisonment, assassination, and exile. Operating from abroad, these journalists pioneered investigative and open-source reporting, preserving evidence, and shaping narratives that challenged the Assad regime's propaganda.

Ahmad Haj Hamdo
Ahmad Haj Hamdo Published on: 17 Dec, 2024
Journalists and the Gen–Z protest in Kenya

Caught between enraged protesters and aggressive police officers, journalists risked their lives to keep the world informed about the Gen–Z protests in Kenya. However, these demonstrations also exposed deeper issues regarding press freedom, highlighting a troubling aspect of Ruto’s government.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 12 Dec, 2024
Behind the Burka: Journalism and Survival Under Taliban Rule

An account of a female Afghan journalist who persisted in her work in spite of the Taliban's comeback, using her writing to expose the harsh realities of oppression and promote women's rights. In defiance of the Taliban government's prohibitions on female education, she oversaw underground schools for girls and reported under a pseudonym while constantly fearing for her safety.

Khadija Haidary
Khadija Haidary Published on: 8 Dec, 2024
Fact or Fiction? Quantifying the 'Truth' in True-Crime Podcasts

Over the centuries, true crime narratives have migrated across mediums—from tabloids and books to documentaries, films, and, most recently, podcasts. Despite these evolutions, one constant endures: the storytellers’ drive to detail the darkest corners of human behaviour and the insatiable curiosity of their audiences.

Suvrat Arora
Suvrat Arora Published on: 28 Nov, 2024
Why Are Journalists Being Silenced in Kashmir?

Since the revocation of Article 370 in 2019, press freedom in Indian-administered Kashmir has sharply declined, with local journalists facing harassment, surveillance, and charges under anti-terror laws, while foreign correspondents are denied access or deported for critical reporting. These measures, aimed at controlling the region’s narrative and projecting normalcy, have drawn widespread criticism from international watchdogs, who warn of increasing suppression of both domestic and foreign media.

headshot
AJR Correspondent Published on: 27 Nov, 2024
Gender Inequity in Sports Reporting: Female Journalists Demand Equality

Gender inequality persists in sports journalism, with female reporters significantly under-represented, as shown by studies revealing that only 5.1% of sports articles are written by women. Advocates call for equal representation, more inclusive hiring practices, and a broader focus on women's sports to challenge stereotypes, improve coverage, and give women a stronger voice in shaping sports narratives.

Akem
Akem Nkwain Published on: 18 Nov, 2024
Challenging the Narrative: Jeremy Scahill on the Need for Adversarial Journalism

Investigative journalist Jeremy Scahill calls for a revival of "adversarial journalism" to reinstate crucial professional and humanitarian values in mainstream Western media, especially regarding the coverage of the Gaza genocide.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 10 Nov, 2024
Monitoring of Journalistic Malpractices in Gaza Coverage

On this page, the editorial team of the Al Jazeera Journalism Review will collect news published by media institutions about the current war on Gaza that involves disinformation, bias, or professional journalistic standards and its code of ethics.

A picture of the Al Jazeera Media Institute's logo, on a white background.
Al Jazeera Journalism Review Published on: 23 Oct, 2024
A Year of Genocide and Bias: Western Media's Whitewashing of Israel's Ongoing War on Gaza

Major Western media outlets continue to prove that they are a party in the war of narratives, siding with the Israeli occupation. The article explains how these major Western media outlets are still refining their techniques of bias in favor of the occupation, even a year after the genocide in Palestine.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 9 Oct, 2024
Testimonies of the First Witness of the Sabra & Shatila Massacre

The Sabra and Shatila massacre in 1982 saw over 3,000 unarmed Palestinian refugees brutally killed by Phalangist militias under the facilitation of Israeli forces. As the first journalist to enter the camps, Japanese journalist Ryuichi Hirokawa provides a harrowing first-hand account of the atrocity amid a media blackout. His testimony highlights the power of bearing witness to a war crime and contrasts the past Israeli public outcry with today’s silence over the ongoing genocide in Gaza.

Mei Shigenobu مي شيغينوبو
Mei Shigenobu Published on: 18 Sep, 2024
Journalist Mothers in Gaza: Living the Ordeal Twice

Being a journalist, particularly a female journalist covering the genocide in Palestine without any form of protection, makes practicing journalism nearly impossible. When the journalist is also a mother haunted by the fear of losing her children, working in the field becomes an immense sacrifice.

Amani Shninu
Amani Shninu Published on: 15 Sep, 2024
Anonymous Sources in the New York Times... Covering the War with One Eye

The use of anonymous sources in journalism is considered, within professional and ethical standards, a “last option” for journalists. However, analysis of New York Times data reveals a persistent pattern in the use of “anonymity” to support specific narratives, especially Israeli narratives.

Mohammad Zeidan
Mohammad Zeidan Published on: 8 Sep, 2024
Cameroonian Journalists at the Center of Fighting Illegal Fishing

While the EU’s red card to Cameroon has undeniably tarnished its image, it has paradoxically unlocked the potential of Cameroonian journalists and ignited a movement poised to reshape the future. Through this shared struggle, journalists, scientists, conservationists, storytellers, and government officials have united, paving the way for a new era of ocean advocacy.

Shuimo Trust Dohyee
Shuimo Trust Dohyee Published on: 21 Aug, 2024
The Gaza Journalist and the "Heart and Mind" Struggle

Inside the heart of a Palestinian journalist living in Gaza, there are two personas: one is a human who wants to protect his own life and that of his family, and the other is a journalist committed to safeguarding the lives of the people by holding on to the truth and staying in the field. Between these two extremes, or what journalist Maram Hamid describes as the struggle between the heart and the mind, the Palestinian journalist continues to share a narrative that the occupation intended to keep "away from the camera."

Maram
Maram Humaid Published on: 18 Aug, 2024