كيف يقتل راسموس 10 ذبابات بضربة واحدة؟! عن حدود السخرية في الإعلام

قد يبدو غريبا أن تسمع هذا السؤال عبر التلفاز: "كيف تقتل 10 ذبابات بضربة واحدة؟"، لكن الإجابة هي الأغرب، ببساطة: "اضرب شخصًا صوماليًّا على عينه!". 

هذا السؤال الذي طرح على أساس أنه "نكتة"، كان جزءًا من برنامج جديد بدأ بإنتاجه تلفزيون الإعلام العمومي الدانماركي "دي.آر"، حيث يعمل البرنامج على استضافة أشخاص من أقليات المجتمع العرقية أو السياسية في مقابلات تبدو حقيقية، ثم يُسألون بعض الأسئلة الفجّة المتعلقة بأصولهم أو مواقفهم.

الهدف من البرنامج هو كسر المحرّمات المفروضة على الإعلام بسبب "الصواب السياسي" الذي تمارسه مجموعات مثل ناشطي العدالة والمساواة أو الجمعيات النسوية. وعلى الرغم من أن الحلقة التي تضمنت هذا السؤال لم تُبث، فإن الحادثة شكلت صدمة للكثير من أبناء الأقليات في الدانمارك.

فكرة النكتة تأتي من الصورة النمطية للشخص الصومالي في الإعلام الغربي، فمنذ تسعينيات القرن الماضي وحتى اليوم، ترتبط غالبية التغطية الإعلامية الغربية في هذا البلد بالمجاعات، وتنتشر بشكل واسع صور الأطفال ذوي الأجسام النحيلة والبطون المنتفخة بسبب مرض "الكواشيوركور" والذبابُ يحوم حول رؤوسهم أثناء معاناتهم من سوء التغذية. 

فكيف تحولت مأساة وفاة أكثر من 600 ألف صومالي بسبب الجوع إلى أمر مضحك وعامل صدمة تشويقي وترفيهي بالنسبة للإعلام الدانماركي؟ وهل في هذا حرية رأي وتعبير أم أنها عنصرية ممنهجة مغلفة برداء الحريات؟ 

 

ندافع عن حقنا في التعبير

الشابة الصومالية التي تعمل ممثلة واستضافها البرنامج المذكور انهارت وبدأت تبكي عند سماعها السؤال، مما اضطر التلفزيون الدانماركي إلى "التفكير" في وقف البرنامج وعدم بث الحلقة. ولو أن الشابة لم تبكِ أو تصرّفت بطريقة أخرى، لكانت النكتة قد بُثّت على الأغلب.

أما مقدّم البرنامج الكوميدي راسموس برون فقد برّر الأمر في مقابلة صحفية بقوله: "ربما يكون الأمر جدليًّا بالنسبة إلى إدارة التلفزيون.. من الواضح أنني خشنٌ للغاية في نكاتي، لكني آسف إذا طلبوا برنامجًا لم يكونوا مستعدين له على أي حال". 

بالنسبة للمفكر الليبرالي جون ستيوارت ميل فإنه لو كانت البشرية ما عدا شخصا واحدا متفقة على رأي معين، وكان لذلك الشخص الواحد رأي مغاير فلا يحق للبشرية إسكاته. 

لكن ستيوارت ميل وضع معايير للأخلاق الحقيقية للمناقشة العامة، وهي تقوم على إعطاء الاحترام المستحق لكل فرد مهما كان الرأي الذي يحمله، والشرف والنزاهة في ذكر ماهية الخصوم وآرائهم كما هي في الواقع، وعدم المبالغة بأي شيء ضد مصلحتهم، وعدم إخفاء أي شيء يمكن أن يُقال لافتراض أنه قد يكون لمصلحة الخصوم. 

كما أرسى المفكر مفهوم "المناقشة غير المعتدلة" وعرّفه بأنه الإهانة والتهكّم والشخصنة أثناء النقاش، حيث يرى أنها يجب ألا تُستخدم ضد الآراء غير السائدة وإنما ضد الآراء السائدة، محذّرًا من أن استخدامها ضد الأشخاص العزّل أو الضعفاء سيؤدي إلى أذى أكبر مما لو تم استخدامها على أشخاص ذوي قوة ونفوذ. 

في قضية النكتة وحسب مفاهيم ميل، يمكن اعتبار أنها خرجت عن سياق الأخلاق الحقيقية للمناقشة العامة ودخلت في سياق المناقشة غير المعتدلة، فالشابة الصومالية شخص أعزل وضعيف بلا أي تمثيل رسمي أو قانوني، فهي ليست رئيسة رابطة الصوماليين في الدانمارك مثلا، وتنتمي إلى الفئة غير السائدة في المجتمع وهي الأقلية الصومالية. 

 

"وسائل الإعلام ليست بريئة"

تعتبر دراسة "وسائل الإعلام والسخرية من الحالات الخطيرة سياسيًّا" الصادرة عن جامعة أوتاوا الفنلندية، أن وسائل الإعلام تلعب دورًا حاسمًا في جعل المواقف الحساسة سياسيًّا تبدو ساخرة، وأن وسائل الإعلام لا تفعل ذلك ببراءة، وإنما تتعمد ذلك لخدمة أنظمة قيم تخدم وسائل الإعلام، وتسعى عبر السخرية إلى تمديد حدود الاحتمال (المقصود بها حدود احتمال النقد).

وتضع الدراسة يدها على جرح التناقض بين دور وسائل الإعلام في الإبلاغ عن "الحقيقة" كما هي، وبين ما تقوم به حين تعمل على عرض الحقائق بطريقة يستطيع الناس العاديون استيعابها بما يتناسب مع رؤيتهم للعالم، إذ تعني طبيعة السخرية أن معاني الأشياء لا يمكن الوثوق بها، خصوصا أنها تأتي بدون تفسير كافٍ لهذه المعاني.

وتشير دراسة أخرى لجامعة الناصرة في نيويورك إلى أن "برامج الكوميديا تمتلك قوة محتملة لتشجيع المشاهدين على تغيير موقفهم الحالي، سواء نحو موقف تقدمي أو رجعي، لأنه يمكن تلقي الرسائل الاجتماعية المغطاة بالقالب الكوميدي بشروط المشاهدين الخاصة، وتدعوهم إلى ذلك بمهارة، ولا تتطلب جهدًا لإقناعهم بها". 

في حالة الشابة الصومالية فإن ظهورها بأدوار جانبية غالبيتها "كومبارس" لم يحولها إلى شخصية عامة بعد، وهي تنتمي إلى فئة مهمشة أصلا، وفي الوضع الطبيعي تتعرض لعنصرية مركّبة لأنها أنثى أوّلا، وبسبب لون بشرتها ثانيا، وبسبب ديانتها ثالثا، أي أنها قد تكون من أضعف فئات المجتمع. 

تكشف عدّة دراسات أن العديد من المآسي السياسية المختلفة باتت تُطرح بقوالب ساخرة في وسائل الإعلام أو ضمن الثقافة الشعبية حتى داخل مجتمعات من تعرّضوا لتلك المآسي، بما فيها أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 أو المحرقة (الهولوكوست)، الأمر الذي يبقي التساؤل حول مدى أخلاقية عدم الالتفات إلى الضحايا المتضررين من مثل هذه الأحداث، ومشاعر أهاليهم مقابل حرية التعبير، مفتوحًا أمام وسائل الإعلام.

 

الفئات المستضعفة كمادة دسمة للسخرية دائما

حالة السخرية من الفئات المستضعفة لا تقتصر على الدانمارك وليست حالة فريدة من نوعها، حيث إن وسائل الإعلام العربية تنزلق كثيرًا إلى هذا الخطأ، لكن بشكل أكثر منهجية. ففي العام 2018 أثارت أغنية ذات طابع كوميدي بثّتها قناة "الجديد" اللبنانية جدلا بعد تطرّقها لقضية اللجوء السوري في لبنان بشكل يصوّر اللاجئين على أنهم يهددون ديمغرافية البلد ويسيطرون على أغلب الوظائف فيها. 

كما وقع تلفزيون "فلسطين" في خطأ مشابه عام 2020 حين بث حلقة من برنامج "الكاميرا الخفية" تمسّ الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ طلب مقدم البرنامج من أشخاص عشوائيين بالتظاهر بالمعاناة من إعاقة بهدف إضحاك المشاهدين على هيئتهم. 

وفي العام ذاته، تلقت قناة "نيوميديا" الجزائرية إنذارًا من سلطة الضبط السمعي البصري بعد بثها برنامجا كوميديا يدعى "أنا وراجلي" (أنا وزوجي) بسبب تضمّن البرنامج مخالفاتٍ جسيمة مسّت بقواعد المهنة وأخلاقياتها، وأخلّت بأسس النظام العام والمساس بالحياة الخاصة وشرف وسمعة الأشخاص وعدم احترام الكرامة الإنسانية، حسب بيان السلطة، حيث كان البرنامج يقوم على استضافة شخص وإبلاغه بأنه فاز بهدية هي عبارة عن سيدة لديها مرتب شهري ومنزل وسيارة، ثم يجبرونه على التعرّف عليها بهدف الزواج بها، وإبلاغه بالتكفل بجميع تجهيزات الزفاف. وبعد إقناعه بأن الزواج حقيقي، ينتهي به المطاف إلى اكتشاف أن كل ذلك عبارة عن مقلب. واعتمد البرنامج على استضافة أشخاص بسطاء وعاديين والتلاعب بمشاعرهم، بالإضافة إلى إساءته لصورة المرأة. 

 

أخلاقيات السخرية

تحدد منظمة "مركز الأخلاقيات" من خلال مقابلة بعض العاملين في الكوميديا، عددًا من الأسس الأخلاقية التي يتم أخذها بعين الاعتبار حين كتابة النكتة أو تداولها إعلاميا، وهي:

الأول- أن تتجنب النكتة الصور النمطية الكسولة التي تعتمد بشكل أساسي على السخرية من القوالب التي يتم وضعها للناس والفئات المجتمعية مسبقًا. 

الثاني- أن حرية التعبير لا تعني أن يقول الشخص كل ما يخطر في باله، خصوصا حين يتم الحديث عن أشياء لا يملك المقدمون أو الكوميديون خبرة عنها، مما يحوّل النكات إلى تعليقات غبية تنتهك حقوق أشخاص آخرين. 

الثالث- الضرب للأعلى لا للأسفل، والوعي بوجود فئات كثيرة تكافح ضد التمييز الاجتماعي الذي يتم فرضه عليها من قبل الأغلبية المجتمعية، وذلك حتى لا تكون السخرية والكوميديا جزءًا من المشكلة بدلا من نقدها، حيث يجب استخدام تسلسل هرمي للفئات الأكثر تضررًا من قمع الأغلبية، وتجنّب وضعها في دائرة السخرية في جوانب متعلقة بالقمع الواقع عليها.

الرابع- الاستماع إلى الجمهور، فالكوميدي الأخلاقي هو الذي يستمع ويأخذ على محمل الجد إمكانية وقوعه في الإساءة، والتعلم من الجمهور، وأن يكون على استعداد للاعتراف بأنه ارتكب خطأ حين وقوعه. 

 

المزيد من المقالات

تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025