في باكستان.. الإعلام الرقمي يبحث عن موطئ قدم

تحتاج باكستان إلى المزيد من الوقت كي تحقق التحوّل المطلوب في مجال الصحافة الرقمية، لكنها على الطريق الصحيح. هذا ما تعتقده فاطمة شودري مؤسِّسة موقع "ذي كارانت" (The Current)، إذ ترى أن "الفهم يترسّخ تدريجيًّا في باكستان بأن الصحافة الرقمية لها ديناميكيات عمل مختلفة".       

تأسس موقع "ذي كارانت" الباكستاني يوم 23 مارس/آذار 2019، وأشرف عليه كلّ من فاطمة شودري ومحمال صارفراز، وهما صحفيان عملا في الصحافة التقليدية، ولهما خبرة ممتدة لسنوات في وسائل الإعلام المختلفة.

قررت فاطمة ومحمال اكتشاف مجال الإعلام الجديد والدخول إلى عالم الصحافة الرقمية، إدراكًا منهما لأهمية ذلك. وهكذا ولد موقع "ذي كارانت"، وقد ترك منذ انطلاقته بصمة في المشهد الإعلامي الباكستاني، عبر مزجه بين الأخبار التي يتم تناولها بطريقة جدية، مع جانب الترفيه والقصص الصحفية المصوّرة في مواضيع طريفة تهمّ الشباب.

استثمرت فاطمة مدخرات حياتها في هذا المشروع، وبدأت مع فريق صغير من الصحفيين الشباب هذه الرحلة الجديدة في عالم الصحافة الرقمية.

تقول: "لحسن حظي، كان الفريق صغيرًا ولكنه ذو كفاءة عالية، ففيه صحفيون شباب يحبون العمل الذي يقومون به.. لم نكن نتحمل الكثير من التكاليف الشهرية مثل مؤسسات إعلامية أخرى، وحققنا بعض الدخل عبر إعلانات الجهات الراعية ومقاطع الفيديو على يوتيوب والإعلانات على غوغل".

وترى أن معظم المواقع الإلكترونية التي تقدم المحتوى تكون عادة تابعة لوسائل إعلامية أخرى، وليست في الأصل منصة رقمية، مما يعني أنه لا يمكن اعتبارها صحافة رقمية، أو ليست الصحافة الرقمية المطلوبة على الأقل.

وعن تأثير جائحة "كوفيد-19" على العمل، لا تنفي فاطمة أنّه كان سيئا، وذلك لاضطرار الفريق إلى متابعة العمل من البيت في البداية، وهو ما انعكس سلبًا على إنتاج بعض أشكال المحتوى الذي كان يدرّ دخلا للموقع. كما أن تأثير الجائحة سيحدّ من سرعة التحوّل الرقمي، تبعًا لارتباط الأخير بالتطور الاقتصادي الذي تأثر هو أيضا سلبا بكورونا.

أما على صعيد تأسيس الشركات الناشئة في باكستان قبل الجائحة وبعدها، فتقول فاطمة: "لقد أتت انطلاقتنا في وقت صعب، ونجحنا في تحقيق نوع من التأقلم مع الوضع الراهن، ولكني لا أعتقد أن الجميع قادر على تحقيق ذلك، وسيحجم كثيرون عن تأسيس شركات ناشئة في هذه الظروف، ولاسيما في المنصات الرقمية. لستُ متأكدة إن كانت المنصات الرقمية ستكون هي السائدة فيما بعد، ولكني أعتقد أن معظم الناس لا يزالون يعتمدون على التلفاز لمعرفة الأخبار".

لكنها تشير في المقابل إلى أن الموقع كسب ما يكفي من الإيرادات عبر محتوى الفيديو على يوتيوب، مثل برنامج "مقابلات الأحد"، إذ وصفته بأنه مصدر الدخل الأساسي الذي يقوم عليه الموقع. لكن الآن وفي ظل الركود الاقتصادي الحاصل، فإن إيرادات الموقع تراجعت، ولم تعد مقاطع الفيديو تحقق إيرادات كما كانت في السابق.

وبالإضافة إلى مشروعهما الجديد الذي أحدث نقلة نوعية في المشهد الإعلامي الباكستاني، فإن فاطمة ومحمال حققا إنجازات كثيرة في غضون عام واحد على إطلاق هذا الموقع الناشئ، ولديهما طموحات كبيرة يسعيان إلى تحقيقها في الفترة المقبلة. تقول فاطمة معبرة عن فخرها بهذا الإنجاز: "موقع ذي كارانت هو المنصة الرقمية الإخبارية الوحيدة في باكستان التي حصلت على منحة مبادرة أخبار غوغل، ونحن نتلقى الدعم منهم حاليا لإنشاء أول نموذج للاشتراكات في باكستان والذي سيتم اعتماده في الموقع خلال عام تقريبًا. كما حصل الموقع على دعم من مبادرة "سبلايس لايتس أون" (Splice Lights On)".

وأكدت فاطمة على الفروق بين التلفاز والمنصات الرقمية، خاصة على صعيد الجمهور، قائلة إن "للمنصات الرقمية نوعًا جديدًا من الجمهور، فهي تستهدف أفراد جيل الألفية الذين يقضون أوقاتًا طويلة على هواتفهم ولا يجلسون أمام التلفاز كثيرًا، وتجذبهم القصص المختصرة ومقاطع الفيديو القصيرة، أي المحتوى الذي يحافظ على الجانب التفاعلي ويضمن التنوّع. فالشباب يحصلون على الأخبار عبر الإنترنت، وجائحة كوفيد-19 قد أثرت بالفعل على أنماط سلوكهم، فصاروا أكثر اهتمامًا بمتابعة الأخبار والتطورات، إلى جانب اهتمامهم الأساسي بمتابعة المحتوى الترفيهي. وهذا ما يدفع إلى التفكير في إنشاء المزيد من المنصات الخاصة بالمحتوى الترفيهي في مقابل المنصات الخاصة بالشؤون السياسية".

ويبدو أن عددًا آخر من الصحفيين الشباب في باكستان لديهم اهتمام بالتحول نحو المنصات الرقمية، والاهتمام بشكل أكبر بالجمهور الواسع لهذه المنصات من الشباب عبر تقديم محتوى قصير وممتع يمكن متابعته عبر الأجهزة المحمولة.

ثمة بعض الصحفيين المخضرمين أيضًا من الذين يؤمنون بأهمية التحول نحو الصحافة الرقمية، وقد صار لهم حضور شخصي على منصات يوتيوب وفيسبوك، إذ وجدوا أن هذه المنصات تمنحهم قدرًا أكبر من الحرية في ممارسة العمل الصحفي بالشكل الذي يرغبون فيه، وهي تجربة فريدة لم يسبق أن أتيحت لهم من قبل في وسائل الإعلام التقليدية.

أحد هؤلاء الصحفيين من كراتشي -وقد فضّل عدم ذكر اسمه- أخبرني بأنه اختبر شعور الحريّة أثناء العمل في المنصات الرقمية بعد أن ترك العمل مع وسائل الإعلام التقليدية، وبدأ الكتابة لبعض المواقع الرقمية الناشئة التي صار لها عدد كبير من المتابعين في غضون فترة قصيرة.

1

"تساعدني المنصات الرقمية على نشر قصصي الصحفية بشكل أسرع، كما أنها تصل إلى عدد أكبر من الناس في فترة قصيرة، وهذا أمر مثير بالنسبة إلي. لقد عملت في الصحافة طوال 20 عامًا، ولكنّي لم أشعر من قبل بأنني قادر على الوصول إلى هذا القدر من القراء وبهذه السرعة".

كما أخبرني بكونه معجبا بأن المشرفين على هذه المنصات الرقمية هم صحفيون شباب، وهو ما عزز شعوره بالحرية والقدرة على التعبير عن نفسه بعيدًا عن القيود التقليدية.

"لستُ مضطرًا الآن للانتظار يومًا كاملا لأحظى بتعليق من المحرر المسؤول بشأن ما كتبت، لأن المنصات الرقمية تتيح نشر قصتك الصحفية في وقت أسرع، مما يسمح لك بالتركيز على قصتك الصحفية التالية". ويضيف أن "الكثير من القضايا تحدث في باكستان، وهذه المنصّات الرقميّة هي المكان الأنسب لمتابعتها وتغطيتها"، وهو ما دفعه وعددا من الزملاء إلى التفكير في إنشاء موقع إلكتروني جديد لتغطية القصص الصحفية التي تهملها الصحافة التقليدية. "يمكن أن نرفع مقطع فيديو، أو ننشر مقال رأي، أو تقريرا صحفيا، أو مقالا مطولا، وهذا القدر من الحرية والمرونة مذهل جدًا، خاصة أننا في بيئة صعبة معتادة على الرقابة الذاتية. لو كانت هذه المنصات الرقمية متوفرة أثناء الحكم الدكتاتوري في السبعينيات والثمانينيات، لكان يمكن عبرَها أن نغيّر تاريخ الصحافة في باكستان".

أحمد علي رجل أعمال يتولى منذ 18 شهرا تطوير شركة ناشئة جديدة في الإعلام الرقمي في باكستان. وكان من المزمع إطلاق هذا المشروع مطلع العام الجاري، ولكن تم تأجيل ذلك بسبب جائحة "كوفيد-19". فكّر أحمد بداية في التخلي عن المشروع، ولكن مع تحسّن الأرقام في القطاع الرقميّ بدا أن المشروع لا يزال واعدًا بالنجاح، وقرر أن يستأنف العمل من أجل إطلاقه قريبًا.

يقول أحمد: "لقد شكّل تردّي الوضع الاقتصادي تحديًا كبيرًا منذ مطلع العام، وقد طلب مني المستثمرون تأجيل المشروع حتى يتسنّى لهم تقييم السوق. وبعد فترة قصيرة، ومع تواصل بقاء الناس في المنازل بسبب الجائحة، تزايد الإقبال على الإنترنت والمنصات الإلكترونية، وهذا ما شجعنا على استئناف العمل لإطلاق المشروع، ونأمل أن نتمكن من ذلك قريبًا جدًّا".

وقد أدت المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها باكستان في السنوات الأخيرة إلى التأثير على العاملين في المؤسسات الإعلامية، حيث تم تسريح الكثير منهم، أو خفض رواتبهم بشكل كبير، الأمر الذي دفع العديد من العاملين في هذا القطاع إلى البحث عن فرص مهنية في مجالات أخرى. لكن الفرصة مع ذلك ما تزال سانحة للتحوّل التدريجي إلى الإعلام الرقمي.

بدورها، تكتب غزالة سليمان في موقع "هيب إن باكستان"، بعد أن شغلت سابقاً منصب سكرتيرة التحرير في موقع "براندسيناريو"، وكتبت لسنوات في مجال الإعلام الرقمي.

وتقول إن تغيرًا كبيرًا قد طرأ على الجمهور، كما أن الإعلام الرقمي منح الصحفيين جميعًا -المخضرمين منهم والمبتدئين- مساحة واسعة من الفرص لنشر محتوى ذي جودة عالية والوصول إلى جماهير أوسع. وأضافت غزالة أن جائحة "كوفيد-19" أقنعت الكثيرين بأن الإعلام الرقمي هو المستقبل، بالنظر إلى مدى تأثيره وسرعة وصوله.   

"الكثير من التغييرات تطرأ وبسرعة في العالم الرقمي. إليك مثلا منصة تيك توك التي صار لها حضور واسع جدًّا بين الباكستانيين، ومنصة إنستغرام التي صارت إحدى المنصات المفضلة للتعليم.. إنها ظاهرة جديرة بالاهتمام، وذلك لأن المنصات الرقمية تقدم الأخبار والترفيه والنصائح والدورات التدريبية، وهو ما يجعل منها تجربة مذهلة بحق".

في المقابل، تعتقد غزالة أن ثمة مسائل لا بدّ من التنبه إليها بخصوص المحتوى الذي توفره المنصات الرقمية، وتؤكّد على ضرورة وضع معايير للحفاظ على جودة المحتوى وضمان أن يتمتع العاملون في هذا المجال بالمسؤولية. كما قالت إنه لا بدّ من وضع بعض المعايير والاتفاق عليها، ودراسة المعايير والقوانين والأنظمة المعمول بها في دول أخرى.

لقد دخلت باكستان في عصر الشركات الرقمية الناشئة بالفعل، ومن شأن ذلك أن يغير مستقبل الصحافة وطريقة التعاطي معها في البلاد عبر السنوات المقبلة. ومن المأمول أن يسهم هذا التحول في جعل العمل الصحفي أكثر حرية وتأثيرًا في المجتمع.

 

 

المزيد من المقالات

البروباغندا بين الضمير المهني والأجندة المفروضة

حين فكرت وسائل الإعلام في صياغة مواثيق التحرير والمدونات المهنية، كان الهدف الأساسي هو حماية حرية التعبير. لكن التجربة بينت أنها تحولت إلى "سجن كبير" يصادر قدرة الصحفيين على مواجهة السلطة بكل أشكالها. وهكذا يلبس "الأخ الأكبر" قفازات ناعمة ليستولي على ما تبقى من مساحات لممارسة مهنة الصحافة.

فرح راضي الدرعاوي Farah Radi Al-Daraawi
فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 15 أكتوبر, 2025
عن تداعي الصحافة الثقافية.. أعمق من مجرد أزمة!

ترتبط أزمة الصحافة الثقافية في العالم العربي بأزمة بنيوية تتمثل في الفشل في بناء الدولة ما بعد الاستعمار، وقد نتج عن ذلك الإجهاز على حرية التعبير ومحاصرة الثقافة واستمرار منطق التبعية والهيمنة والنتيجة: التماهي التام بين المثقف والسلطة وانتصار الرؤية الرأسمالية التي تختزل الثقافة في مجرد "سلعة".ما هي جذور أزمة الصحافة الثقافية؟ وهل تملك مشروعا بديلا للسلطة؟

هشام البستاني نشرت في: 12 أكتوبر, 2025
آليات التكامل بين الدعاية العسكرية والعمليات الميدانية ضد الصحفيين الفلسطينيين في غزة

مراكز استخبارات ومنظمات ضغط وإعلام إسرائيلية عملت منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على غزة بالتوازي مع آلة الحرب في استهداف الصحفيين مهنيًا ومعنويًا. الإعلام الإسرائيلي، بنسختيه العبرية والإنجليزية، عزّز روايات المؤسستين العسكرية والأمنية وروّجها عالميًا، عبر حملات تشويه ممنهجة أغرقت الصحفيين باتهامات فضفاضة بلا أدلة. كيف أصبح استهداف الصحفيين إستراتيجية ممنهجة؟ وما آليات التنسيق بين الدعاية العسكرية وقتل الصحفيين الفلسطينيين؟

إبراهيم الحاج نشرت في: 8 أكتوبر, 2025
جندي برتبة مراسل أو صحافة على مقاس الجيش الإسرائيلي

يقدّم المقال قراءة تاريخية في أثر المراسل العسكري الإسرائيلي وأدواره المتماهية مع الفعل الحربي منذ ما قبل النكبة، عبر نقل أخبار العصابات الصهيونية وخلق حالة من التماهي بين الصحافة والعنف. وقد تحولت هذه "الوظيفة" لاحقا إلى أداة لتدويل الرواية الإسرائيلية، قبل أن تصبح مرجعًا أساسيًا في تغطية الحروب مثل العراق وأوكرانيا.

سجود عوايص نشرت في: 1 أكتوبر, 2025
دينامية "الاقتباس": التأثير المتبادل بين الصحافة والعلوم الاجتماعية

تقارب هذه المقالة مسألة "الاقتباس" بوصفها ضرورة إبستمولوجية ومنهجية، وتدعو إلى تجاوز الثنائية الصارمة بين الحقلين من خلال تبني منهج "التعقيد" الذي يسمح بفهم تداخلهما ضمن تحولات البنى الاجتماعية والمهنية. كما يجادل المقال بأن هذا التفاعل لا يُضعف استقلالية أي من الحقلين، بل يُغنيهما معرفيًا، ويمنح الصحافة مرونة أكبر في إنتاج المعنى داخل عالم تتسم فيه المعلومة بالسيولة والتدفق.

أنس الشعرة نشرت في: 28 سبتمبر, 2025
الصحفي السوري بين المنفى والميدان

كيف عاش الصحفي السوري تجربة المنفى ؟ وما هي ملامح التجربة الصحفية السورية بعد ثورة 2011: هل كانت أقرب إلى النشاط أم إلى المهنة؟ الزميل محمد موسى ديب يحاول في هذا المقال قراءة هوية المهنة المتأرجحة بين المنفى والميدان خاصة في ظل حكم نظام الأسد.

محمد موسى ديب نشرت في: 23 سبتمبر, 2025
تدقيق المعلومات والذكاء الاصطناعي والشراكة "الحذرة"

هل ستساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مدققي المعلومات، أم ستضيف عليهم أعباء جديدة خاصة تلك التي تتعلق بالتحقق من السياقات؟ ما أبرز التقنيات التي يمكن الاستفادة منها؟ وإلى أي مدى يمكن أن يبقى الإشراف البشري ضروريا؟

خالد عطية نشرت في: 14 سبتمبر, 2025
نجونا… وبقينا على قيد الحياة!

في العادة يعرف الصحفيون بمساراتهم وصفاتهم المهنية، لكن يمنى السيد، الصحفية التي عاشت أهوال الحرب في غزة، تعرف نفسها بـ: ناجية من الإبادة. وربما يفسد أي اختصار أو تقديم عفوية هذه الشهادة/ البوح الذي يمتزج فيه الصحفي بالإنساني وبالرغبة الغريزية في النجاة..

يمنى السيد نشرت في: 10 سبتمبر, 2025
محمد الخالدي ومروة مسلم.. "منسيون" أنكرتهم الحياة وأنصفهم الموت

قتل الاحتلال الصحفيان محمد الخالدي ومروة مسلم ضمن نسق ممنهج لاستهداف الصحفيين، لكن في مسيرتهما المهنية واجها الإنكار وقلة التقدير. الزميلة ميسون كحيل تحكي قصتهما.

ميسون كحيل نشرت في: 4 سبتمبر, 2025
الصحافة ومناهج البحث الاجتماعية

عكس ما يشاع من تنافر نظري بين الصحافة والعلوم الاجتماعية، فإنهما يتداخلان على نحو معقد ومفيد لكليهما، خاصة بالنسبة للصحافة التي لا ينبغي أن تتعلق فقط بتغطية الحقائق، بل أن تنشغل أيضا بالتحقيق بشكل منهجي في الظواهر المجتمعية لإعلام الجمهور وتثقيفه. يجيب المقال عن سؤال محوري: كيف يمكن أن نُجسّر الهوة بين الصحافة والعلوم الاجتماعية؟

أحمد نظيف نشرت في: 2 سبتمبر, 2025
المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

لا يتوفرون على أي حماية، معرضون للقتل والمخاطر، يواجهون الاستهداف المباشر من الاحتلال، يبحثون عن حقوقهم في حدها الأدنى.. عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

Jenin Al-Wadiya
جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025