في باكستان.. الإعلام الرقمي يبحث عن موطئ قدم

تحتاج باكستان إلى المزيد من الوقت كي تحقق التحوّل المطلوب في مجال الصحافة الرقمية، لكنها على الطريق الصحيح. هذا ما تعتقده فاطمة شودري مؤسِّسة موقع "ذي كارانت" (The Current)، إذ ترى أن "الفهم يترسّخ تدريجيًّا في باكستان بأن الصحافة الرقمية لها ديناميكيات عمل مختلفة".       

تأسس موقع "ذي كارانت" الباكستاني يوم 23 مارس/آذار 2019، وأشرف عليه كلّ من فاطمة شودري ومحمال صارفراز، وهما صحفيان عملا في الصحافة التقليدية، ولهما خبرة ممتدة لسنوات في وسائل الإعلام المختلفة.

قررت فاطمة ومحمال اكتشاف مجال الإعلام الجديد والدخول إلى عالم الصحافة الرقمية، إدراكًا منهما لأهمية ذلك. وهكذا ولد موقع "ذي كارانت"، وقد ترك منذ انطلاقته بصمة في المشهد الإعلامي الباكستاني، عبر مزجه بين الأخبار التي يتم تناولها بطريقة جدية، مع جانب الترفيه والقصص الصحفية المصوّرة في مواضيع طريفة تهمّ الشباب.

استثمرت فاطمة مدخرات حياتها في هذا المشروع، وبدأت مع فريق صغير من الصحفيين الشباب هذه الرحلة الجديدة في عالم الصحافة الرقمية.

تقول: "لحسن حظي، كان الفريق صغيرًا ولكنه ذو كفاءة عالية، ففيه صحفيون شباب يحبون العمل الذي يقومون به.. لم نكن نتحمل الكثير من التكاليف الشهرية مثل مؤسسات إعلامية أخرى، وحققنا بعض الدخل عبر إعلانات الجهات الراعية ومقاطع الفيديو على يوتيوب والإعلانات على غوغل".

وترى أن معظم المواقع الإلكترونية التي تقدم المحتوى تكون عادة تابعة لوسائل إعلامية أخرى، وليست في الأصل منصة رقمية، مما يعني أنه لا يمكن اعتبارها صحافة رقمية، أو ليست الصحافة الرقمية المطلوبة على الأقل.

وعن تأثير جائحة "كوفيد-19" على العمل، لا تنفي فاطمة أنّه كان سيئا، وذلك لاضطرار الفريق إلى متابعة العمل من البيت في البداية، وهو ما انعكس سلبًا على إنتاج بعض أشكال المحتوى الذي كان يدرّ دخلا للموقع. كما أن تأثير الجائحة سيحدّ من سرعة التحوّل الرقمي، تبعًا لارتباط الأخير بالتطور الاقتصادي الذي تأثر هو أيضا سلبا بكورونا.

أما على صعيد تأسيس الشركات الناشئة في باكستان قبل الجائحة وبعدها، فتقول فاطمة: "لقد أتت انطلاقتنا في وقت صعب، ونجحنا في تحقيق نوع من التأقلم مع الوضع الراهن، ولكني لا أعتقد أن الجميع قادر على تحقيق ذلك، وسيحجم كثيرون عن تأسيس شركات ناشئة في هذه الظروف، ولاسيما في المنصات الرقمية. لستُ متأكدة إن كانت المنصات الرقمية ستكون هي السائدة فيما بعد، ولكني أعتقد أن معظم الناس لا يزالون يعتمدون على التلفاز لمعرفة الأخبار".

لكنها تشير في المقابل إلى أن الموقع كسب ما يكفي من الإيرادات عبر محتوى الفيديو على يوتيوب، مثل برنامج "مقابلات الأحد"، إذ وصفته بأنه مصدر الدخل الأساسي الذي يقوم عليه الموقع. لكن الآن وفي ظل الركود الاقتصادي الحاصل، فإن إيرادات الموقع تراجعت، ولم تعد مقاطع الفيديو تحقق إيرادات كما كانت في السابق.

وبالإضافة إلى مشروعهما الجديد الذي أحدث نقلة نوعية في المشهد الإعلامي الباكستاني، فإن فاطمة ومحمال حققا إنجازات كثيرة في غضون عام واحد على إطلاق هذا الموقع الناشئ، ولديهما طموحات كبيرة يسعيان إلى تحقيقها في الفترة المقبلة. تقول فاطمة معبرة عن فخرها بهذا الإنجاز: "موقع ذي كارانت هو المنصة الرقمية الإخبارية الوحيدة في باكستان التي حصلت على منحة مبادرة أخبار غوغل، ونحن نتلقى الدعم منهم حاليا لإنشاء أول نموذج للاشتراكات في باكستان والذي سيتم اعتماده في الموقع خلال عام تقريبًا. كما حصل الموقع على دعم من مبادرة "سبلايس لايتس أون" (Splice Lights On)".

وأكدت فاطمة على الفروق بين التلفاز والمنصات الرقمية، خاصة على صعيد الجمهور، قائلة إن "للمنصات الرقمية نوعًا جديدًا من الجمهور، فهي تستهدف أفراد جيل الألفية الذين يقضون أوقاتًا طويلة على هواتفهم ولا يجلسون أمام التلفاز كثيرًا، وتجذبهم القصص المختصرة ومقاطع الفيديو القصيرة، أي المحتوى الذي يحافظ على الجانب التفاعلي ويضمن التنوّع. فالشباب يحصلون على الأخبار عبر الإنترنت، وجائحة كوفيد-19 قد أثرت بالفعل على أنماط سلوكهم، فصاروا أكثر اهتمامًا بمتابعة الأخبار والتطورات، إلى جانب اهتمامهم الأساسي بمتابعة المحتوى الترفيهي. وهذا ما يدفع إلى التفكير في إنشاء المزيد من المنصات الخاصة بالمحتوى الترفيهي في مقابل المنصات الخاصة بالشؤون السياسية".

ويبدو أن عددًا آخر من الصحفيين الشباب في باكستان لديهم اهتمام بالتحول نحو المنصات الرقمية، والاهتمام بشكل أكبر بالجمهور الواسع لهذه المنصات من الشباب عبر تقديم محتوى قصير وممتع يمكن متابعته عبر الأجهزة المحمولة.

ثمة بعض الصحفيين المخضرمين أيضًا من الذين يؤمنون بأهمية التحول نحو الصحافة الرقمية، وقد صار لهم حضور شخصي على منصات يوتيوب وفيسبوك، إذ وجدوا أن هذه المنصات تمنحهم قدرًا أكبر من الحرية في ممارسة العمل الصحفي بالشكل الذي يرغبون فيه، وهي تجربة فريدة لم يسبق أن أتيحت لهم من قبل في وسائل الإعلام التقليدية.

أحد هؤلاء الصحفيين من كراتشي -وقد فضّل عدم ذكر اسمه- أخبرني بأنه اختبر شعور الحريّة أثناء العمل في المنصات الرقمية بعد أن ترك العمل مع وسائل الإعلام التقليدية، وبدأ الكتابة لبعض المواقع الرقمية الناشئة التي صار لها عدد كبير من المتابعين في غضون فترة قصيرة.

1

"تساعدني المنصات الرقمية على نشر قصصي الصحفية بشكل أسرع، كما أنها تصل إلى عدد أكبر من الناس في فترة قصيرة، وهذا أمر مثير بالنسبة إلي. لقد عملت في الصحافة طوال 20 عامًا، ولكنّي لم أشعر من قبل بأنني قادر على الوصول إلى هذا القدر من القراء وبهذه السرعة".

كما أخبرني بكونه معجبا بأن المشرفين على هذه المنصات الرقمية هم صحفيون شباب، وهو ما عزز شعوره بالحرية والقدرة على التعبير عن نفسه بعيدًا عن القيود التقليدية.

"لستُ مضطرًا الآن للانتظار يومًا كاملا لأحظى بتعليق من المحرر المسؤول بشأن ما كتبت، لأن المنصات الرقمية تتيح نشر قصتك الصحفية في وقت أسرع، مما يسمح لك بالتركيز على قصتك الصحفية التالية". ويضيف أن "الكثير من القضايا تحدث في باكستان، وهذه المنصّات الرقميّة هي المكان الأنسب لمتابعتها وتغطيتها"، وهو ما دفعه وعددا من الزملاء إلى التفكير في إنشاء موقع إلكتروني جديد لتغطية القصص الصحفية التي تهملها الصحافة التقليدية. "يمكن أن نرفع مقطع فيديو، أو ننشر مقال رأي، أو تقريرا صحفيا، أو مقالا مطولا، وهذا القدر من الحرية والمرونة مذهل جدًا، خاصة أننا في بيئة صعبة معتادة على الرقابة الذاتية. لو كانت هذه المنصات الرقمية متوفرة أثناء الحكم الدكتاتوري في السبعينيات والثمانينيات، لكان يمكن عبرَها أن نغيّر تاريخ الصحافة في باكستان".

أحمد علي رجل أعمال يتولى منذ 18 شهرا تطوير شركة ناشئة جديدة في الإعلام الرقمي في باكستان. وكان من المزمع إطلاق هذا المشروع مطلع العام الجاري، ولكن تم تأجيل ذلك بسبب جائحة "كوفيد-19". فكّر أحمد بداية في التخلي عن المشروع، ولكن مع تحسّن الأرقام في القطاع الرقميّ بدا أن المشروع لا يزال واعدًا بالنجاح، وقرر أن يستأنف العمل من أجل إطلاقه قريبًا.

يقول أحمد: "لقد شكّل تردّي الوضع الاقتصادي تحديًا كبيرًا منذ مطلع العام، وقد طلب مني المستثمرون تأجيل المشروع حتى يتسنّى لهم تقييم السوق. وبعد فترة قصيرة، ومع تواصل بقاء الناس في المنازل بسبب الجائحة، تزايد الإقبال على الإنترنت والمنصات الإلكترونية، وهذا ما شجعنا على استئناف العمل لإطلاق المشروع، ونأمل أن نتمكن من ذلك قريبًا جدًّا".

وقد أدت المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها باكستان في السنوات الأخيرة إلى التأثير على العاملين في المؤسسات الإعلامية، حيث تم تسريح الكثير منهم، أو خفض رواتبهم بشكل كبير، الأمر الذي دفع العديد من العاملين في هذا القطاع إلى البحث عن فرص مهنية في مجالات أخرى. لكن الفرصة مع ذلك ما تزال سانحة للتحوّل التدريجي إلى الإعلام الرقمي.

بدورها، تكتب غزالة سليمان في موقع "هيب إن باكستان"، بعد أن شغلت سابقاً منصب سكرتيرة التحرير في موقع "براندسيناريو"، وكتبت لسنوات في مجال الإعلام الرقمي.

وتقول إن تغيرًا كبيرًا قد طرأ على الجمهور، كما أن الإعلام الرقمي منح الصحفيين جميعًا -المخضرمين منهم والمبتدئين- مساحة واسعة من الفرص لنشر محتوى ذي جودة عالية والوصول إلى جماهير أوسع. وأضافت غزالة أن جائحة "كوفيد-19" أقنعت الكثيرين بأن الإعلام الرقمي هو المستقبل، بالنظر إلى مدى تأثيره وسرعة وصوله.   

"الكثير من التغييرات تطرأ وبسرعة في العالم الرقمي. إليك مثلا منصة تيك توك التي صار لها حضور واسع جدًّا بين الباكستانيين، ومنصة إنستغرام التي صارت إحدى المنصات المفضلة للتعليم.. إنها ظاهرة جديرة بالاهتمام، وذلك لأن المنصات الرقمية تقدم الأخبار والترفيه والنصائح والدورات التدريبية، وهو ما يجعل منها تجربة مذهلة بحق".

في المقابل، تعتقد غزالة أن ثمة مسائل لا بدّ من التنبه إليها بخصوص المحتوى الذي توفره المنصات الرقمية، وتؤكّد على ضرورة وضع معايير للحفاظ على جودة المحتوى وضمان أن يتمتع العاملون في هذا المجال بالمسؤولية. كما قالت إنه لا بدّ من وضع بعض المعايير والاتفاق عليها، ودراسة المعايير والقوانين والأنظمة المعمول بها في دول أخرى.

لقد دخلت باكستان في عصر الشركات الرقمية الناشئة بالفعل، ومن شأن ذلك أن يغير مستقبل الصحافة وطريقة التعاطي معها في البلاد عبر السنوات المقبلة. ومن المأمول أن يسهم هذا التحول في جعل العمل الصحفي أكثر حرية وتأثيرًا في المجتمع.

 

 

المزيد من المقالات

هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024
رواية فلسطين في وسائل الإعلام الغربية و"الأجندة المحذوفة"

تحاول هذه المقالة تقصّي ملامح الأجندة المحذوفة في المعالجة الإعلامية التي اعتمدتها وسائل الإعلام الغربية الرئيسية لحرب غزّة. وهي معالجة تتلقف الرواية الإسرائيلية وتعيد إنتاجها، في ظلّ منع الاحتلال الإسرائيلي مراسلي الصحافة الأجنبية من الوجود في قطاع غزّة لتقديم رواية مغايرة.

شهيرة بن عبدالله نشرت في: 11 فبراير, 2024