استيراد المصداقية.. لماذا يستثمر الإعلام الخاص الأجنبي في السوق العربية؟

ما الذي جمع الروسي والأسترالي والأميركي في ساحة الإعلام العربي؟ وكيف باتت سوق صناعة الأخبار في العالم العربي بهذه الأهمية والتنافسية الاقتصادية لمؤسسات أجنبية خاصة، بعد أن كانت هذه السوق غير مرئية بالنسبة لهم؟ هذه الأسئلة وغيرها تبرز بعد الانبثاق المفاجئ لعدد من العلامات التجارية والأسماء الإعلامية الغربية بين وسائل الإعلام العربية.

دخول هذه المؤسسات الإعلامية جاء بدون أي أجندة دولية غربية، إما بدافع "ما بعد استعماري"، أو لنهج الدبلوماسية العامة للدول التي لها اهتمام بالجمهور العربي، على خلاف مؤسسات أجنبية ناطقة باللغة العربية ممولة من المال العام للدول الغربية مثل "بي.بي.سي" و"الحرة". كما لم يأتِ برغبة من المؤسسات بحد ذاتها، حيث كان بشراكة مع جهات عربية رسمية أو شبه رسمية. 

 

التغلغل البطيء

البداية كانت مع قناة "سكاي نيوز"، وهي قناة بريطانية منضوية تحت إمبراطورية روبرت مردوخ التي تملك عددًا كبيرًا من المؤسسات الإعلامية، منها "فوكس نيوز" الأميركية القناة المفضلة للرئيس دونالد ترامب، حيث عقدت صفقة دخول هذه المحطة إلى السوق العربية عام 2010 بين شبكة "بي سكاي بي" وشركة أبو ظبي للإعلام المملوكة للشيخ منصور بن زايد آل نهيان، بحصة 50% من القناة لكلتا الشركتين. 

حينها جرت الصفقة بين الشيخ منصور ورئيس مجلس إدارة "بي سكاي بي" جيمس مردوخ (نجل روبرت الثاني) الذي استقال من منصبه بعد سنتين، بسبب فضيحة متعلقة بقرصنة مؤسسات إعلامية تابعة لإمبراطورية مردوخ، هواتفَ مشاهير وسياسيين وأفراد من العائلة المالكة البريطانية.

ولا تبدو سياسات إمبراطورية مردوخ الإعلامية منصفة حتى لأفراد عائلته، حيث غادر جيمس شركة "نيوز كوربوريشن" في أغسطس/آب 2020 بسبب الإحباط من السياسات التحريرية في المؤسسات الإعلامية التي تديرها، وتحديدًا آلية تغطية القنوات الإعلامية التابعة للشركة لقضايا المناخ. وشكلت طريقة التعاطي مع حرائق أستراليا على شاشات الشركة والتشكيك في حقيقة تأثير التغير المناخي، الضربةَ القاضية بالنسبة لجيمس.

أما العلامة التجارية الإعلامية الثانية فكانت صحيفة "الإندبندنت". وما يثير التساؤل أن الصحيفة تخلّت عن الطباعة الورقية لنسخها وتحوّلت إلى موقع إخباري إلكتروني فقط منذ العام 2016 بسبب الخسائر التي تتكبدها الصحافة المطبوعة عالميًّا، فكيف لها أن تتوسع لإصدار أربع نسخ جديدة بالعربية والتركية والفارسية والأوردو؟ 

المواقع الأربعة الجديدة جاءت بعد صفقة بيع 30% من حصة الشركة الناشرة للصحيفة عام 2018، اشتراها المستثمر السعودي سلطان محمد أبو الجدايل من مالك الصحيفة الروسي إيفيجيني ليدبيديف، نجل المستثمر وضابط المخابرات الروسية ألكسندر ليدبيديف. وعقدت الصفقة عن طريق شركات مسجلة أوفشور في جزر سليمان البريطانية لإخفاء المالك الحقيقي. 

الصفقة أحدثت جدلا بين الأوساط الصحفية والحكومية البريطانية، ووصلت المخاوف إلى حد رفع الحكومة دعوى قضائية ضدها خوفًا من أن تمارس السعودية نفوذًا تحريريًّا على المنافذ الإخبارية البريطانية، واعتبار أن بيع أسهم الصحيفة له تأثيره على المصلحة العامة وحرية التعبير ودقة الأخبار، لكن المحكمة ردّت القضية بسبب تأخر الحكومة في رفعها.

هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" قالت في تقرير لها إن أبو الجدايل "قيل إنه ليس عضوًا في العائلة المالكة السعودية أو الحكومة. ولكن في ظل نظام ديني حيث تؤدي جميع الطرق إلى آل سعود، ستسلط الأضواء الآن على الروابط بين أبو الجدايل والنظام الملكي". كما أن قرار البيع سبّب عدم ارتياح بين الموظفين في الصحيفة.

أما المؤسسة الإعلامية الأخيرة التي تم إدخالها إلى السوق العربية فهي "بلومبيرغ" الأميركية، وذلك عن طريق صفقة بين المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق وشركة بلومبيرغ عام 2018، لكن صحيفة الأخبار اللبنانية ألمحت إلى احتمالية وجود خلافات مع بلومبيرغ الأم والمؤسسة الجديدة بسبب تغيير الاسم من "بلومبيرغ الشرق" إلى "الشرق". 

 

شراء العلامة لا يشتري المهنية

ما يمكن ملاحظته في الفروق بين النسخ الأصلية والنسخ المعرّبة، هو الغياب الواضح لمعايير العمل الأخلاقي والتجاوزات المهنية بالجملة، فعلى الرغم من أن وعود إدارات النسخ المعرّبة كانت باعثة على التفاؤل في البداية من الناحية المهنية، فإن الواقع خلق حالة من الصدمة في مواد صحفية مختلفة قدّمتها هذه المؤسسات. 

عند انطلاقتها بداية العام 2019، وعد رئيس تحرير "إندبندنت عربية" عضوان الأحمري القرّاء بالموضوعية وبأعلى المعايير الصحفية، وبأن الوقت سيثبت استقلالية الصحيفة. لكن الوقت لا يزال يثبت عكس وعود الأحمري، خصوصا بعد كشف تحقيق "رسائل سيتا" لتورّط الأحمري نفسه في الترويج لإشاعات ضد قطر ضمن الأزمة الخليجية، الأمر الذي يتعارض مع معايير الموضوعية والدقة والتحقق من المصادر.

"حُسم أمر مصدر فيروس كورونا المستجد بأنه من أحد مختبرات مدينة ووهان الصينية"، هذه الجملة هي افتتاحية تقرير نشرته الصحيفة في الأول من يونيو/حزيران 2020، جزم فيه كاتبه أن المختبرات الصينية هي المسؤولة عن ظهور الفيروس دون الاستناد إلى أي مصدر أو تصريح رسمي أو بحث أو غيره. ويبدو أن الصحفي الذي أنجز التقرير يدّعي امتلاك الحقيقة، في حين أنه لم يسع للبحث عنها أصلا. 

كما قدّمت الصحيفة اعتذارها للقراء خلال انفجار بيروت بعد نشرها أخبارا كاذبة حول سبب الانفجار، الأمر الذي استدعى رد السفير الكندي على الفور إزاء هذه الأخبار، واعتبرتها صحيفة التلغراف منخرطة في الترويج للدعاية السعودية في قضية الصحفي جمال خاشقجي. 

أما قناة "سكاي نيوز عربية" فقد تفاخر رئيس مجلس إدارتها سلطان الجابر بأنها تمتلك لجنة تحرير استشارية هي الأولى من نوعها في المنطقة، لضمان أن تقدّم القناة أخبارا متوازنة ودقيقة وذات سياق. لكن، يبدو أن اللجنة التحريرية لم تكن على المستوى المهني المطلوب حين نشرت الأخبار المتعلقة بطلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اللجوء إلى ألمانيا أثناء محاولة الانقلاب في بلاده. 

وعادت القناة لإغضاب الكثير من الجمهور العربي حين حذفت اسم فلسطين من عمل فنّي ظهر في خلفية مقابلة مع البروفيسور اللبناني فريدريك معتوق. وقبيل ذلك بأيام، روّجت القناة للسبق الحصري الذي حصلت عليه بمقابلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، لكنّها لم تفشل حتى في كتابة اسم نتنياهو بطريقة صحيحة، وإنما غيّبت صوت الطرف الفلسطيني الرافض لاتفاقيات التطبيع. كما وجّه الإعلامي نديم قطيش على شاشة القناة وصلة نقد حادّ للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس بسبب مواقفه الرافضة للتطبيع الأخير. فأين هي تلك القيم الصحفية التي وعد بها الجابر من توازن ودّقة واتساق اليوم؟

 

ما وراء الإعلام

خلال مناسبة عامة في 2019، قال الأحمري إن مشروع "إندبندنت عربية" "لا يركّز على الخبر، ولكن على خفاياه وخلفياته وما وراءه". وإذا جرى تطبيق نفس النهج على ظهور الصحيفة بالمجمل، فإن خلفيات عملية اختيار اللغات الأربع لصحيفة "الإندبندنت" توحي بالاهتمام بالاستثمار السياسي من خلال التأثير على الجمهور الناطق بهذه اللغات، أكثر من التركيز على المردود الاقتصادي. فأين الفائدة المرجوة من سوق الإعلانات ضمن العقوبات الاقتصادية التي تنهك الاقتصاد الإيراني؟ ولماذا تبدو باكستان أكثر ربحية من الهند التي تملك ناتجا محليا إجماليا أكبر من الناتج الباكستاني بعشرة أضعاف؟

وبالنسبة لقناة "سكاي نيوز" فإن تقييم مسيرة رئيس تحريرها المُعيّن عام 2018 الأسترالي أنجيلوس فرانغوبولوس، تكشف عن قدرته على صناعة مؤسسة إخبارية قوية بإمكانيات بسيطة. لكنّ سياسات القناة التي بدأها في أستراليا أيضًا تغيّرت لتصبح ذات خطاب يميني يهاجم المسلمين والمهاجرين وقضايا المناخ ووسائل الإعلام الليبرالية والمثلية الجنسية.

وتعرّض فرانغوبولوس وقناته الأسترالية إلى هجمة قوية قبل عامين بسبب استضافة أحد أبرز قيادات النازيين الجدد في برنامج حواري، الأمر الذي اعتُبر تطبيعا مع العنصرية والتعصب الأعمى في أستراليا. وعلى أثره، أزالت وزارة النقل العام القناة من جميع شاشات محطات قطار المترو. إذن، فالأمر بالنسبة لقناة "سكاي نيوز عربية" قد يكون مجرد مسألة وقت للتحول إلى الخطاب اليميني الفج.

قد تكون فكرة الاستعانة بعلامات تجارية عالمية لها سمعتها وحصتها من المشاهدات لدخول سوق الإعلام؛ جيدة ومثمرة أكثر من السعي إلى صنع العلامة الخاصة من الصفر، لا سيما مع ضيق الوقت والانفجار التقني الذي يتطلب سرعة في دخول السوق الإعلامية لأجل المنافسة الحقيقية. كما أن أسماء المؤسسات الضخمة قد تساعد في إضفاء الطابع المهني ورفع المصداقية التي تعني الكثير لمشاريع جديدة. لكن الوضع في ظل التجاوزات التي صعقت الجمهور مرارًا، من انحياز وقفز على المهنية لصالح بروباغندا سياسية والترويج للأخبار الكاذبة، يشير إلى أن الأسماء الضخمة ستتحول إلى مؤسسات مفرغة من مضمونها، وتكرار للبيادق الإعلامية لكن بأسماء غربية. 

 

 

 

المزيد من المقالات

الاحتلال الذي يريد قتل الصحافة في الضفة الغربية

"كل يوم يعيش الصحفي هنا محطة مفصلية، كل يوم كل ثانية، كل خروج من المنزل محطة مفصلية، لأنه قد يعود وقد لا يعود، قد يصاب وقد يعتقل"، تختصر هذه العبارة للصحفي خالد بدير واقع ممارسة مهنة الصحافة بالضفة الغربية خاصة بعد السابع من أكتوبر

هدى أبو هاشم نشرت في: 21 يناير, 2025
لماذا يجب أن يحْذر الصحفيون من المصادر الإسرائيلية؟

دعاية وإشاعات وأخبار متضاربة رافقت المفاوضات العسيرة لصفقة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اعتمدت خلالها الكثير من المؤسسات الإعلامية العربية على المصادر العبرية لمتابعة فصولها. ما هو الفرق بين نقل الخبر والرأي والدعاية إلى الجمهور العربي؟ وكيف أثرت الترجمة "العشوائية" على الجمهور الفلسطيني؟ وما الحدود المهنية للنقل عن المصادر الإسرائيلية؟

أحمد الأغا نشرت في: 20 يناير, 2025
هل ستصبح "ميتا" منصة للتضليل ونظريات المؤامرة؟

أعلن مارك زوكربيرغ، أن شركة "ميتا" ستتخلى عن برنامج تدقيق المعلومات على المنصات التابعة للشركة متأثرا بتهديدات "عنيفة" وجهها له الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. هل ستساهم هذه الخطوة في انتعاش نظريات المؤامرة وحملات التضليل والأخبار الزائفة أم أنها ستضمن مزيدا من حرية التعبير؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 يناير, 2025
التعليق الوصفي السمعي للمكفوفين.. "لا تهمنا معارفك"!

كيف تجعل المكفوفين يعيشون التجربة الحية لمباريات كأس العالم؟ وهل من الكافي أن يكون المعلق الوصفي للمكفوفين يمتلك معارف كثيرة؟ الزميل همام كدر، الإعلامي بقنوات بي إن سبورتس، الذي عاش هذه التجربة في كأسي العرب والعالم بعد دورات مكثفة، يروي قصة فريدة بدأت بشغف شخصي وانتهت بتحد مهني.

همام كدر نشرت في: 12 يناير, 2025
لماذا عدت إلى السودان؟

قبل أكثر من سنة من الآن كان محمد ميرغني يروي لمجلة الصحافة كيف قادته مغامرة خطرة للخروج من السودان هربا من الحرب، بينما يروي اليوم رحلة العودة لتغطية قصص المدنيين الذين مزقتهم الحرب. لم تكن الرحلة سهلة، ولا الوعود التي قدمت له بضمان تغطية مهنية "صحيحة"، لأن صوت البندقية هناك أقوى من صوت الصحفي.

محمد ميرغني نشرت في: 8 يناير, 2025
الصحافة العربية تسأل: ماذا نفعل بكل هذا الحديث عن الذكاء الاصطناعي؟

كيف أصبح الحديث عن استعمال الذكاء الاصطناعي في الصحافة مجرد "موضة"؟ وهل يمكن القول إن الكلام الكثير الذي يثار اليوم في وسائل الإعلام عن إمكانات الاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي ما يزال عموميّا ومتخيّلا أكثر منه وقائع ملموسة يعيشها الصحفيون في غرف الأخبار؟

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 2 يناير, 2025
ما ملامح المشهد الإعلامي سنة 2025؟

توهج صحافة المواطن، إعادة الاعتبار لنموذج المحتوى الطويل، تطور الفيديو، استكشاف فرص الذكاء الاصطناعي هي العناصر الأساسية لتوقعات المشهد الإعلامي لسنة 2025 حسب تقرير جديد لنيمان لاب التابع لجامعة هارفارد.

عثمان كباشي نشرت في: 31 ديسمبر, 2024
التضليل في سوريا.. فوضى طبيعية أم حملة منظمة؟

فيديوهات قديمة تحرض على "الفتنة الطائفية"، تصريحات مجتزأة من سياقها تهاجم المسيحيين، مشاهد لمواجهات بأسلحة ثقيلة في بلدان أخرى، فبركة قصص لمعتقلين وهميين، وكم هائل من الأخبار الكاذبة التي رافقت سقوط نظام بشار الأسد: هل هي فوضى طبيعية في مراحل الانتقال أم حملة ممنهجة؟

فرحات خضر نشرت في: 29 ديسمبر, 2024
طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الاستعمار الرقمي.. الجنوب العالمي أمام شاشات مغلقة

بعد استقلال الدول المغاربية، كان المقاومون القدامى يرددون أن "الاستعمار خرج من الباب ليعود من النافذة"، وها هو يعود بأشكال جديدة للهيمنة عبر نافذة الاستعمار الرقمي. تبرز هذه السيطرة في الاستحواذ على الشركات التكنولوجية والإعلامية الكبرى، بينما ما يزال الجنوب يبحث عن بديل.

Ahmad Radwan
أحمد رضوان نشرت في: 9 ديسمبر, 2024
الجنوب العالمي.. مناجم بوليفيا والإعلام البديل

هل أسست إذاعات المناجم في بوليفيا لتوجه جديد في دراسات الاتصال الواعية بتحديات الجنوب العالمي أم كانت مجرد حركة اجتماعية قاومت الاستبداد والحكم العسكري؟ وكيف يمكن قراءة تطور إذاعات المناجم على ضوء جدلية الشمال والجنوب؟

Khaldoun Shami PhD
خلدون شامي نشرت في: 4 ديسمبر, 2024
تحديات تدفق البيانات غير المتكافئ على سرديات الجنوب

ساهمت الثورة الرقمية في تعميق الفجوة بين دول الجنوب والشمال، وبعيدا عن النظريات التي تفسر هذا التدفق غير المتكافئ بتطور الشمال واحتكاره للتكنولوجيا، يناقش المقال دور وسياسات الحدود الوطنية والمحلية لدول الجنوب في في التأثير على سرديات الجنوب.

Hassan Obeid
حسن عبيد نشرت في: 1 ديسمبر, 2024
عمر الحاج.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون "داعش"

بين زمن الاعتقال وزمن الكتابة ست سنوات تقريبا، لكن عمر الحاج يحتفظ بذاكرة حية غنية بالتفاصيل عن تجربة الاعتقال في سجون تنظيم الدولة الإسلامية (المعروفة بداعش). "أسير الوالي.. مذكرات مراسل الجزيرة في سجون تنظيم الدولة الإسلامية"، ليس سيرة ذاتية بالمعنى التقليدي، بل كتاب يجمع بين السيرة الغيرية والأفق المعرفي والسرد القصصي.

محمد أحداد نشرت في: 27 نوفمبر, 2024
عن الصحافة الليبرالية الغربية وصعود الشعبويّة المعادية للإعلام

بنى إيلون ماسك، مالك منصة إكس، حملته الانتخابية المساندة لدونالد ترامب على معاداة الإعلام الليبرالي التقليدي. رجل الأعمال، الذي يوصف بأنه أقوى رجل غير منتخب في الولايات المتحدة الأمريكية، يمثل حالة دالة على صعود الشعبوية المشككة في وسائل الإعلام واعتبارها أدوات "الدولة العميقة التي تعمل ضد "الشعب".

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 24 نوفمبر, 2024
ازدواجية التغطية الإعلامية الغربية لمعاناة النساء في العالم الإسلامي

تَعري طالبة إيرانية احتجاجا على الأمن، و70 في المئة من الشهداء في فلسطين نساء وأطفال. بين الخبرين مسافة زمنية قصيرة، لكن الخبر الأول حظي بتغطية إعلامية غربية واسعة مقابل إغفال القتل الممنهج والتعذيب والاعتقال ضد النساء الفلسطينيات. كيف تؤطر وسائل الإعلام الغربية قضايا النساء في العالم الإسلامي، وهل هي محكومة بازدواجية معايير؟

شيماء العيسائي نشرت في: 19 نوفمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
كيف يقوض التضليل ثقة الجمهور في الصحافة؟

تكشف التقارير عن مزيد من فقدان الثقة في وسائل الإعلام متأثرة بحجم التضليل الذي يقوض قدرة الصحافة المهنية على التأثير في النقاشات العامة. حواضن التضليل التي أصبحت ترعاها دول وكيانات خاصة أثناء النزاعات والحروب، تهدد بتجريد المهنة من وظائفها في المساءلة والمراقبة.

Muhammad Khamaiseh 1
محمد خمايسة نشرت في: 11 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
التضليل والسياق التاريخي.. "صراع الذاكرة ضد النسيان"

ما الفرق بين السادس والسابع من أكتوبر؟ كيف مارست وسائل الإعلام التضليل ببتر السياق التاريخي؟ لماذا عمدت بعض وسائل الإعلام العربية إلى تجريد حرب الإبادة من جذورها؟ وهل ثمة تقصد في إبراز ثنائية إسرائيل - حماس في التغطيات الإخبارية؟

Said El Hajji
سعيد الحاجي نشرت في: 30 أكتوبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024