يقوض تركيز وسائل الإعلام في يد عدد صغير من رجال الأعمال الأغنياء، الوظيفة الأساسية للصحافة: مراقبة السلطة. هكذا تصبح "الصحافة" مجرد سلعة خاضعة لمنطق الربح والخسارة تقتل التنوع وتهدد المسار الديمقراطي. يختصر إمبراطور الإعلام موردوخ التحكم في وسائل الإعلام بعبارة واضحة: "الاحتكار شيء سيئ...إلا إذا حاز المرء شيئا منه".

الإمبراطوريات الإعلامية.. الصحافة تحت رحمة رجال الأعمال

التعددية الإعلامية مطلب ديمقراطي لفتح الفضاء السياسي، وإملاء اقتصادي تفرضه حكامة النظام الرأسمالي. لكن تبادل الخدمات بين السلطتين السياسية والاقتصادية وتكاملهما أفضيا إلى مسلسل ينقض المبدأ الأصلي للتعددية؛ من خلال تراكم الاتجاه نحو التركيز الاقتصادي لوسائل الإعلام في يد جماعات المصالح، مما يكرس تعددية متحكماً فيها.

في بلدان الجنوب والشمال على السواء، ترفع الضمائر اليقظة والنخب المهمومة بمستقبل الديمقراطية شعارات الحذر من القبضة المالية الاحتكارية على الإعلام التي تشكل خطرا على بنيات النظام السياسي وقيمه، وعلى حقوق الإنسان بوجه عام والحق في الخدمة العمومية بشكل خاص. لكن الواقع عنيد، وازدهار العقيدة النيوليبرالية ينتج موجات دفع معنوية وبنيوية تكرس الأحادية والتنميط وتبتلع هوامش التعددية.

 

في قبضة الأخطبوط

ليس تركيز ملكية وسائل الإعلام مجرد انحراف اقتصادي، بل هو مشكلة أساسية بالنسبة للديمقراطية بالنظر إلى الإمكانيات المتاحة أمام تحويل السلطة الاقتصادية إلى سلطة سياسية، ومخاطر التأثير على الرأي العام وعلى سير المؤسسات الديمقراطية.

يؤدي التركيز أيضا إلى إعادة النظر في قيمة المادة الإعلامية التي تصبح سلعة خاضعة لمصلحة المقاولة خارج منطق المصلحة العامة. وأول من يدفع الثمن هو الصحافة المهنية المضطرة إلى التأقلم مع أهداف التدبير المقاولاتي المهووس بالأرقام وإكراهاته، فتكون النتيجة بالنسبة للمحتوى ضغطاً أكبر في اتجاه تبني أنظمة التدبير الاقتصادية المتمركزة حول الربح؛ عبر تقليص البعد الإخباري والتحليلي وتقزيم مساحات قضايا الشأن العام.

أسماء مثل موردوخ وبرلسكوني وكونراد بلاك استثمروا في هذا الباب وتحكموا في مجموعات اختلط فيها النفوذ الاقتصادي بالأجندات السياسية. من جهة أخرى، يؤدي التركيز إلى تكريس الاتجاه نحو إرضاء المعلنين، ما يفرز في النهاية نوعا من التماثل في المضامين الإعلامية. إنه منتوج سيصبح تلقائيا متجها إلى خدمة مصالح المالكين، في أجواء من الرقابة الذاتية، وتغييب الروح النقدية، وتنميط المنتوج، ونقص في الجودة تمليه قوانين السرعة وصناعة الفرجة الرخيصة، فضلا عن التداعيات السوسيو مهنية المتمثلة أساسا في تقليص مناصب الشغل.

يؤدي التركيز الإعلامي، أيضا، إلى نسف المنافسة الاقتصادية بين المؤسسات الإعلامية، وضرب الحدود بين الصحافة التي تخدم الجمهور والعلاقات العامة الموجهة لخدمة العملاء، كما يضع عراقيل أمام ولوج السوق بالنسبة للمقاولات الجديدة، ما يعني ضربا لإمكانيات التنوع في سوق المتعهدين.

وبالطبع لا يمكن إغفال الأبعاد السياسية الخطيرة التي يحذر منها الكثير من الباحثين والديمقراطيين، بخصوص تداعيات التركيز على السلطة السياسية؛ فانبثاق مجموعات كبرى تحتكر المشهد الإعلامي يفسح المجال أمام فرض المصالح الخاصة في الفضاء العمومي، وتوسيع نطاق تأثير المالكين والمساهمين، وعرقلة السياسات العمومية الرامية إلى ضبط المشهد الإعلامي وتوجيه النقاش حول السياسات الصناعية والضرائب... إلخ، ليس من منطلق ما ينتظره الجمهور بل وفق منظور فئوي مصلحي.

وفي المجال الثقافي، يفرض التركيز تأثيرا متناميا على مسلسل تشكيل الرأي العام ويؤدي إلى تضاؤل فرص التعبير الثقافي بسبب نقص المنصات المناسبة، كما يسهم في تشكيل أنظمة مرجعية إعلامية بالنسبة للأطفال والشباب من خلال برامج موجهة يتزايد فيها حضور المرجعيات الغربية الأحادية في الثقافة الوطنية (1).  

 

أجراس إنذار

يرى المفكر الفرنسي آلان تورين أن وسائل الإعلام اليوم - وخصوصا التلفزيون القائم على الجماهيرية- لا تخدم الفعل الديمقراطي، بل تسهم في إفقار الفضاء العمومي أمام غزو الإعلان للحقل الإعلامي. هكذا، اشتدت المنافسة من أجل البقاء والصدارة اعتمادا على عائداته التي تَدفَع بدورها الإعلام إلى المراهنة أكثر على محتوى أكثر استهلاكية في مضامينه الثقافية والإخبارية. 

ويستفيض المفكر الخبير في التواصل يورغن هابرماس في توصيف هذا الوضع المختل؛ بالنسبة له، يتمثل الهدف الأساسي للمؤسسات الإعلامية التجارية في الحفاظ على مستوى محدد من الاستهلاك عبر قوانين السوق. والنتيجة هي انتشار المحتوى المسلي الذي يتصل عضويا بالإعلان، ولا يسهم في إغناء الفضاء العمومي للنقاش والتحفيز على المبادرة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. 

إن المعلنين ومتعهدي العلاقات العامة يتقاسمون الهدف من خوض اللعبة الإعلامية: بناء انخراط الرأي العام المستهدف أو الشريحة المصوتة في مسارات معينة مبرمجة نتيجة لتلقي المادة الإعلامية، سواء من حيث صياغة الأخبار أو منظومة البرمجة ككل (2). 

أما عن تأثير التركيز على الممارسة الإعلامية نفسها، فيتساءل الصحفي والكاتب سرج حليمي: "في ظل الشركات الاحتكارية العملاقة والمليارديرات من أمثال بيل غيتس وروبرت مردوخ وجان لاغاردير وغيرهم ممن يملكون الصحف ودُور الطبع التي نكتب فيها ولها، كما يملكون الإذاعات وقنوات التلفزيون التي نتحدث ونظهر عبرها، هل ما نزال نحن الصحفيين والمفكرين قادرين على أن نؤدي دورنا المعارض للسلطة، وأن نكون صوت من لا صوت لهم؟".

ويربط الكاتب الأمريكي نعوم تشومسكي بين ظاهرة التركيز في ملكية وسائل الإعلام الدولية والزيادة الضخمة في مساحات الإعلان، وبالتالي انخفاض عنصر التنوع ومصداقية المعلومات، فضلا عن اكتساح التيار الاستهلاكي للمجالات القومية من خلال مجموعات عملاقة شاملة ومهيمنة يحركها الربح ووسيلتها تشكيل الجمهور وفق نمط خاص؛ حيث يدمن أسلوب حياة قائما على حاجيات مصطنعة ونزعة فردية كاسحة. إنه جمهور يراد له ألا يدخل بصفته معاملا في الساحة السياسية، وألا يزعج أو يهدد نظام القوى أو السيطرة في المجتمع (3). 

ويتوقف السوسيولوجي الإنجليزي أنتوني غيدنز عند العلاقة الملتبسة لمجموعات الاتصال مع الديمقراطية. هذه المجموعات لا تسعى بالنسبة له إلى التعبير عن حقائق الفضاء العمومي وتوازناته، بل تتيح التركيز لعمالقة صناعات الاتصال، الذين لم يجربوا يوما رهان التصويت الديمقراطي، والسيطرة على سلطات هائلة. ومن هذا المنطلق، يدافع غيدنز عن مسار يعزز إدارة هذه المؤسسات الهوجاء من قبل المؤسسات الديمقراطية؛ لأن تركيز وسائل الإعلام يعني تركيز السلطة الاقتصادية والمجتمعية في يد المؤسسات المهيمنة. وهذا خطر قاتل بالنسبة للديمقراطية؛ سواء على صعيد المؤسسات أو الثقافة.

ومن اللافت أن نقد التركيز لا يصدر فقط من الباحثين المعنيين بمصير المجتمع الديمقراطي وقضايا الإعلام وغيرها، بل من صانعي هذه الظاهرة الاقتصادية الإعلامية أنفسهم؛ يقول إمبراطور الإعلام موردوخ بلهجة لا تخلو من سخرية: "الاحتكار شيء سيئ...إلا إذا حاز المرء شيئا منه". ومن جانبه يعترف تيد تورنر، مالك أول مجموعة للاتصال في العالم، أن من الصعب إيجاد جوانب إيجابية لهذا الوضع: "هناك فعلا 5 شركات تتحكم في 90 في المئة مما نقرأ ونشاهد ونسمع. هذا ليس أمرا صحيا" (4). 

 

خطر في الشمال.. خطر في الجنوب

في أبريل/نيسان 2004، صادق البرلمان الأوروبي على قرار حول مخاطر انتهاك حرية التعبير والإعلام في الاتحاد الأوروبي، ويروم هذا القرار بلورة توجيهات متعلقة بحماية التعددية في الإعلام الأوروبي في سياق تركيز قوي. وحذر البرلمانيون من أن الديمقراطية تصبح مهددة إن أصبح صوت واحد يملك سلطة بث وجهة نظر وحيدة في وضع هيمنة شديدة.

واعتبر القرار أن حركة الشركات الإعلامية عبر القومية والتي تهيمن على السوق تمثل تهديدا للصناعة الأوروبية ولحماية التعددية في الآن ذاته.

لقد أصبحت تلك المؤسسات أقل عددا، وأصبح ولوج السوق أكثر صعوبة، والحريات التحريرية أكثر تعرضا للضغط والتضييق. كل ذلك يؤدي إلى تقليص هامش حرية التعبير عن آراء مستقلة وتقليص تنوع الحياة الثقافية والاجتماعية.

وظهرت هذه المشاكل مع تحول الشركات الإعلامية عبر القومية إلى مؤسسات مهيمنة. وأثار البرلمان الأوروبي الانتباه إلى الانعكاسات السلبية للتركيز عبر القومي للمؤسسات الإعلامية، خصوصا على صعيد التعددية الإعلامية والتنوع الثقافي واللغوي في أوروبا.

هذا التركيز يثير نوعين من القلق: الأول يهم تناقص عنصر التنوع في الإنتاج، والثاني يحيل إلى التأثير المحتمل على مساهمة الإعلام في تنشيط الفضاء العام، وهو دور مرتبط بالوظيفة الديمقراطية للإعلام.

إن ظاهرة التركيز الإعلامي باتت من الخطورة بمكان بالنسبة للممارسة المهنية؛ ففي دراسة تبنتها "مراسلون بلا حدود" وأنجزتها خبيرة اقتصاد الإعلام جوليا كاجي، كُشِفَت مخاطر تركيز وسائل الإعلام في فرنسا في يد بعض المليارديرات، بناء على معطيات جُمِعَت بين ديسمبر/أيلول 2015 وأغسطس/آب 2016.

وسجلت الدراسة أن التركيز المتنامي لقطاع الإعلام بفرنسا يخفي الكثير من الغموض ونقص الشفافية بخصوص عمليات حيازة الأسهم في المؤسسات. وخلصت إلى أن 51 بالمئة من المؤسسات الإعلامية بفرنسا يمتلكها مساهمون ينحدرون من قطاع المال والتأمينات، ممن وضعوا بنيات مراقبة معقدة تجعل من الصعب تحديد المساهم النهائي. ويشكل المساهمون المنحدرون من المال والتأمين ثلاثة أضعاف المساهمين من قطاع الإعلام والاتصال الذين لا يحوزون إلا 18 في المائة من القطاع (5).

وقد تسارعت دينامية التركيز في فرنسا منذ بداية العقد الثاني من الألفية، حتى إن عشر المليارديرات أصبحوا يملكون معظم المؤسسات الصحفية في البلاد، منهم اثنان من عمالقة الصناعات الحربية: داسو ولاغاردير، اللذان يسيطران على أغلب الصحف الجهوية والمجلات، حتى باتت استثناءات قليلة تصنع الاستقلالية في المشهد الفرنسي؛ من قبيل ميديابارت وإن إر جي ولوكانار أونشيني. وهو واقع حمل كثيرا من المثقفين الفرنسيين على التحذير من تأثير التركيز وامتداداته من خلال الرقابة والرقابة الذاتية ومخاطر تعميق الانحدار نحو حالة انكماش ديموقراطي (6).  

في الجنوب، يكتسي توجه التركيز الاقتصادي لوسائل الإعلام مفعولا سياسيا مباشرا في خدمة تيارات سياسية بعينها، على غرار أمريكا الجنوبية؛ حيث الزواج الكاثوليكي بين التيارات اليمينية والمؤسسات الإعلامية الكبرى التي شرعنت معظم الحركات الانقلابية على الحكومات المنتخبة. 

في البرازيل، أفرز اتفاق الجيش مع مجموعة تايم لايف بناء إمبراطورية غلوبو ذات السطوة الإعلامية الواسعة. في تشيلي، تسيطر مجموعتا الميركوريو/ El Mercurio وكوبيسا Copesa على 90 بالمئة من الصحف وعلى صناعة الإعلام الرقمي. أما في البيرو، فإن مجموعات الكوميرسيو وATV ولاتينا تهيمن على 84 بالمئة من سوق الإعلام. في فنزويلا، دعمت وسائل الإعلام الخاصة المحاولة الإنقلابية على تشافيز عام 2002، واتخذت المجموعات الكبرى في البرازيل موقفا مناهضا لحكومات لولا وديلما روسيف، بل لعبت دورا حاسما في المسلسل الذي أطاح بديلما روسيف عام 2016. 

 

التركيز الاقتصادي إذن ظاهرة ديناميكية تجتاح المشهد الإعلامي في مختلف الدول بتفاوت في الحدة والأشكال، مستندة على نوع من التغذية المتبادلة بين القدرة الاقتصادية التي تتخذ يوما بعد يوم مظهرا احتكاريا، والسلطة السياسية التي تجتذب بوتيرة متنامية جماعات المصالح الواعية بالإمكانيات المتاحة للتأثير في المشهد السياسي والحزبي وتوجيهه. وبين هذين القطبين الصلبين اللّذين يتكاملان في صناعة بنية الهيمنة على المجتمعات في زمن العولمة والنيوليبرالية، يواجه الفعل الإعلامي تحديات نوعية تضغط على تمثل مهمته الاجتماعية والثقافية والتربوية أيضا. ولعل مستقبل الإعلام عبر العالم سيتوقف على مدى قدرة القوى الحية في المجتمعات على بلورة وتنشيط آليات مقاومة من داخل أنظمة التشريع والتقنين، تستعيد مساحات الخدمة العمومية والمعايير المهنية والجودة، تكريسا للدور التقليدي للصحافة بصفتها رافعة للديموقراطية ودعامة للتنوير والنقد والنقاش الحر الذي يعكس مختلف حساسيات المجتمع وشرائحه.

 

مراجع:  

 

1- 

 Fabrice Lequeux et Yves Thepault : L’influence des MAJORS en communication. Trente ans de construction d’une dominance informationnelle et économique mondiale. AFRI, Volume XII, 2011. https://www.afri-ct.org/wp-content/uploads/2015/03/65-_Article_Lequeux_et_Thepaut.pdf

 Werner A. Meier : Media concentration governance: Une nouvelle plateforme pour débattre des risques? « Réseaux » 2005/3 no 131. Pages 17 à 52. p 40 

2- Habermas, Jürgen (1988). L’espace public : archéologie de la publicité comme dimension constitutive de la société bourgeoise, Paris, Payot, coll. « Critique de la politique », 324 p. p 177. 

3- سميرة بلعربي: المجموعات الاعلامية الاحتكارية.. دراسة في العلاقة بين الاعلام و المجموعات الاقتصادية. جامعة البويرة، الجزائر. 2016.

 https://samc.ksu.edu.sa/sites/samc.ksu.edu.sa/files/imce_images/bhth-smyr_blrby.pdf

4-  Werner A. Meier. Media concentration governance op. cit. P :23

5- Reporters sans frontières : Qui possède les médias en France ?, 7 décembre 2017.

6-  Le Monde Politique : Medias sous influence. https://www.lemondepolitique.fr/cours/culture-generale/themes-de-culture-generale/medias-et-communication/medias-sous-influence

 

 

المزيد من المقالات

إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024
صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

يوثق التقرير قصص عدد من الصحفيات الفلسطينيات في قطاع غزة، ويستعرض بعضاً من أشكال المعاناة التي يتعرضن لها في ظل حرب الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.

فاطمة بشير نشرت في: 12 مارس, 2024
عن العنف الرقمي ضد الصحفيات في الأردن

تبرز دراسة حديثة أن أكثر من نصف الصحفيات الأردنيات تعرضن للعنف الرقمي. البعض منهن اخترن المقاومة، أما البعض الآخر، فقررن ترك المهنة مدفوعات بحماية قانونية ومهنية تكاد تكون منعدمة. هذه قصص صحفيات مع التأثيرات الطويلة المدى مع العنف الرقمي.

فرح راضي الدرعاوي نشرت في: 11 مارس, 2024
الصحافة المرفقة بالجيش وتغطية الحرب: مراجعة نقدية

طرحت تساؤلات عن التداعيات الأخلاقية للصحافة المرفقة بالجيش، ولا سيما في الغزو الإسرائيلي لغزة، وإثارة الهواجس بشأن التفريط بالتوازن والاستقلالية في التغطية الإعلامية للحرب. كيف يمكن أن يتأثر الصحفيون بالدعاية العسكرية المضادة للحقيقة؟

عبير أيوب نشرت في: 10 مارس, 2024
وائل الدحدوح.. أيوب فلسطين

يمكن لقصة وائل الدحدوح أن تكثف مأساة الإنسان الفلسطيني مع الاحتلال، ويمكن أن تختصر، أيضا، مأساة الصحفي الفلسطيني الباحث عن الحقيقة وسط ركام الأشلاء والضحايا.. قتلت عائلته بـ "التقسيط"، لكنه ظل صامدا راضيا بقدر الله، وبقدر المهنة الذي أعاده إلى الشاشة بعد ساعتين فقط من اغتيال عائلته. وليد العمري يحكي قصة "أيوب فلسطين".

وليد العمري نشرت في: 4 مارس, 2024
في ظل "احتلال الإنترنت".. مبادرات إذاعية تهمس بالمعلومات لسكان قطاع غزة

في سياق الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقطع شبكات الاتصال والتضييق على المحتوى الفلسطيني، يضحي أثير الإذاعة، وبدرجة أقل التلفاز، وهما وسيلتا الإعلام التقليدي في عُرف الإعلاميين، قناتين لا غنى عنهما للوصول إلى الأخبار في القطاع.

نداء بسومي
نداء بسومي نشرت في: 3 مارس, 2024
خطاب الكراهية والعنصرية في الإعلام السوداني.. وقود "الفتنة"

تنامى خطاب الكراهية والعنصرية في السودان مع اندلاع حرب 15 أبريل/ نيسان، وانخراط صحفيين وإعلاميين ومؤسسات في التحشيد الإثني والقبلي والعنصري، بالتزامن مع تزايد موجات استنفار المدنيين للقتال إلى جانب القوات المسلحة من جهة والدعم السريع من جهة أخرى.

حسام الدين حيدر نشرت في: 2 مارس, 2024
منصات تدقيق المعلومات.. "القبة الحديدية" في مواجهة الدعاية العسكرية الإسرائيلية

يوم السابع من أكتوبر، سعت إسرائيل، كما تفعل دائما، إلى اختطاف الرواية الأولى بترويج سردية قطع الرؤوس وحرق الأطفال واغتصاب النساء قبل أن تكشف منصات التحقق زيفها. خلال الحرب المستمرة على فلسطين، واجه مدققو المعلومات دعاية جيش الاحتلال رغم الكثير من التحديات.

حسام الوكيل نشرت في: 28 فبراير, 2024
كيف نفهم تصاعد الانتقادات الصحفية لتغطية الإعلام الغربي للحرب على قطاع غزّة؟

تتزايد الانتقادات بين الصحفيين حول العالم لتحيّز وسائل الإعلام الغربية المكشوف ضد الفلسطينيين في سياق الحرب الجارية على قطاع غزّة وكتبوا أنّ غرف الأخبار "تتحمل وِزْر خطاب نزع الأنسنة الذي سوّغ التطهير العرقي بحق الفلسطينيين"

بيل دي يونغ نشرت في: 27 فبراير, 2024
حوار | في ضرورة النقد العلمي لتغطية الإعلام الغربي للحرب الإسرائيلية على غزة

نشر موقع ذا إنترسيبت الأمريكي، الذي يفرد مساحة واسعة للاستقصاء الصحفي والنقد السياسي، تحليلا بيانيا موسعا يبرهن على نمط التحيز في تغطية ثلاث وسائل إعلام أمريكية كبرى للحرب الإسرائيلية على غزّة. مجلة الصحافة أجرت حوارا معمقا خاصا مع آدم جونسون، أحد المشاركين في إعداد التقرير، ننقل هنا أبرز ما جاء فيه.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 25 فبراير, 2024
في فهم الفاعلية: الصحفيون وتوثيق الجرائم الدولية

إن توثيق الجرائم الدولية في النزاعات المسلحة يُعد أحد أهم الأدوات لضمان العدالة الجنائية لصالح المدنيين ضحايا الحروب، ومن أهم الوسائل في ملاحقة المجرمين وإثبات تورطهم الجُرمي في هذه الفظاعات.

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 24 فبراير, 2024
الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" في منتصف نيسان/أبريل 2023، يواجه الصحفيون في السودان –ولا سيما في مناطق النزاع– تحديات كبيرة خلال عملهم في رصد تطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد جراء الحرب.

معاذ إدريس نشرت في: 23 فبراير, 2024
محرمات الصحافة.. هشاشتها التي لا يجرؤ على فضحها أحد

هل من حق الصحفي أن ينتقد المؤسسة التي يعمل بها؟ لماذا يتحدث عن جميع مشاكل الكون دون أن ينبس بشيء عن هشاشة المهنة التي ينتمي إليها: ضعف الأجور، بيئة عمل تقتل قيم المهنة، ملاك يبحثون عن الربح لا عن الحقيقة؟ متى يدرك الصحفيون أن الحديث عن شؤون مهنتهم ضروري لإنقاذ الصحافة من الانقراض؟

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 20 فبراير, 2024
هل يفرض الحكي اليومي سردية عالمية بديلة للمعاناة الفلسطينية؟

بعيدا عن رواية الإعلام التقليدي الذي بدا جزء كبير منه منحازا لإسرائيل في حربها على غزة، فإن اليوميات غير الخاضعة للرقابة والمنفلتة من مقصلة الخوارزميات على منصات التواصل الاجتماعي قد تصنع سردية بديلة، ستشكل، لاحقا وثيقة تاريخية منصفة للأحداث.

سمية اليعقوبي نشرت في: 19 فبراير, 2024
شبكة قدس الإخبارية.. صحفيون في مواجهة الإبادة

في ذروة حرب الإبادة الجماعية التي تخوضها إسرائيل ضد غزة، كانت شبكة القدس الإخبارية تقاوم الحصار على المنصات الرقمية وتقدم صحفييها شهداء للحقيقة. تسرد هذه المقالة قصة منصة إخبارية دافعت عن قيم المهنة لنقل رواية فلسطين إلى العالم.

يوسف أبو وطفة نشرت في: 18 فبراير, 2024
آيات خضورة.. الاستشهاد عربونا وحيدا للاعتراف

في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استشهدت الصحفية آيات خضورة إثر قصف إسرائيلي لمنزلها في بيت لاهيا شمالي القطاع، بعد ساعات قليلة من توثيقها اللحظات الأخيرة التي عاشتها على وقع أصوات قنابل الفسفور الحارق والقصف العشوائي للأحياء المدنية. هذا بورتريه تكريما لسيرتها من إنجاز الزميل محمد زيدان.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 16 فبراير, 2024
"صحافة المواطن" بغزة.. "الجندي المجهول" في ساحة الحرب

في حرب الإبادة الجماعية في فلسطين وكما في مناطق حرب كثيرة، كان المواطنون الصحفيون ينقلون الرواية الأخرى لما جرى. "شرعية" الميدان في ظروف حرب استثنائية، لم تشفع لهم لنيل الاعتراف المهني. هذه قصص مواطنين صحفيين تحدوا آلة الحرب في فلسطين لنقل جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال.

منى خضر نشرت في: 14 فبراير, 2024
السقوط المهني المدوي للصحافة الغربية في تغطيتها للإبادة الجماعية في فلسطين

بعد سقوط جدار برلين بشّر المعسكر الرأسمالي المنتشي بانهيار الاتحاد السوفياتي، بالقيم الديمقراطية في مقدمتها الحرية التي ستسود العالم. مع توالي الأحداث، أفرغت هذه الشعارات من محتواها لتصل ذروتها في فلسطين، حيث سقطت هذه القيم، وسقط معها جزء كبير من الإعلام الغربي الذي تخلى عن دوره في الدفاع عن الضحايا.

عبير النجار نشرت في: 12 فبراير, 2024