كيف نؤسِّسُ موقعاً صحفياً ناجحاً؟

لا توجد وصفة سحرية جاهزة لتأسيس موقع صحفي ناجح. غير أن هذا لا يعني بتاتاً أن تحديد المواصفات التقنية والتحريرية الأفضل لمشروع من هذا القبيل غير ممكنة. 
فالتطورات العديدة في هذا القطاع، فضلاً عن المشاريع المتوالدة بصورة تكاد تكون يومية تتيح القول إن بالإمكان استخلاص دروس وأحكام أساسية تكسب الموقع الناشئ حديثاً ميزات تفاضلية في حال اعتمدها بالمقارنة مع المواقع التي لا تعتمدها.

يرى رئيس تحرير موقع "ناو" السابق مهنّد الحاج علي أن الموقع الصحفي الناجح يتضمن مستويات عدة، أهمها معرفة مؤسّسيه أن البنية القديمة السائدة في المطبوعات لم تعد صالحة لهذا العصر، كمسألة التبويب على سبيل المثال لا الحصر. فـ"التبويب القائم على أساس مسؤول عن صفحة أو قسم بات وراءنا، واليوم هناك نموذج يدمج بين العمل الصحفي والتقني والتصميمي. لم يعد الصحفي ما قبل العصر الإلكتروني كما هو بعده".

وفي رأي الحاج علي أن الصحافة مقبلة على عصر إذا كان الصحفي مجرّد صحفي فإنه لن يجد عملاً، حتى ولو أن هذه الصيغة غير سائدة بعد بمعناها المطلق. فالصحفي اليوم يجب أن يكون على دراية كبيرة بعالم الإنترنت، وعلى دراية أيضاً بالحد الأدنى من آليات البرمجة وتعديل المواقع.

ويشير إلى أن صورة الصحفي التقليدي كانت تظهر في مخيّلة القارئ بوصفه شخصاً ذا فطنة وذكاء كافيين. غير أنه اليوم بات قريب الشبه إلى حد كبير بالسكين السويسري (Swiss knife)، بوصفه متعدّد المهارات. ومرد ذلك إلى تحولات المهنة، ذاك أن الصحافة الإلكترونية صحافة حية، تبحث دوماً عن جواب لسؤال: ماذا يحصل الآن؟ 
ويلفت الحاج علي إلى وجود رابط مباشر بين التطورات التقنية وبين تطور الصحافة في عالم اليوم. فما أن أطلق موقع "فيسبوك" خدمتي فيسبوك مباشر (Facebook live) وفيسبوك 360 (Facebook 360)، حتى بدأت مواقع عديدة باستخدامهما.

ويقول إن التحرير في المواقع الإلكترونية اليوم يجب أن يفهم عملية المد والجزر في الإعلام الإلكتروني التي تحدّدها بصورة أساسية وسائل التواصل الاجتماعي. فما أن ينطلق وسمٌ ما (هاشتاغ) ويبدأ بالانتشار بقوّة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يغدو الموقع مضطراً إلى ركوب هذه الموجة وإلا سيفشل.

ويشير إلى أن العلاقة مع وسائل التواصل معقدة جداً، فمرّات يحدّد الموقع أجندتها، ومرّات تفرض هي على الموقع عمله. فالموضوع الاستقصائي قد يفرض نفسه على "السوشيال ميديا"، لكن الناشط الفيسبوكي أو المغرّد الموجود مكان انفجار ما قد يفرض على الموقع متابعته لاستقاء الأخبار منه.

التصميم مهم جداً أيضاً، وفق الحاج علي. ويجب أن يتبع اليوم التصميم السائد في الصحافة الغربية والمعروف بكونه الأبسط والأقل تعقيداً، ويستخدم لونين لا أكثر، بحيث يكون صريحاً وسهلاً بصرياً. هنا، يجب أن يخاطب التصميم حاجة القارئ إلى أن يكون المحتوى معروضاً بصورة جيدة ومحترفة، الأمر الذي يوصل الموقع للناس. 
ويرى الحاج علي أن إحدى المشاكل التي تواجهها صحافة اليوم تتمثل بتدني المستوى الكتابي واللغوي للمواقع الصحفية في مقابل تطورها في المجال التقني.

وفيما يشير إلى أن ركاكة المواقع اللغوية تنفّر القارئ، يؤكد أن عدد كلمات الموضوع يجب ألا يتجاوز الـ800 كلمة، إلا في حال كان مروياً بأسلوب قصصي جميل، وفي حال أيضاً كان الموقع يعتمد التقنيات الحديثة للمواضيع الطويلة كالـ"Bookmark" التي تتيح للقارئ قراءة الموضوع على دفعات. 
ويختم بالقول إنه من الضروري جداً إرجاء نشر المواضيع الطويلة حتى نهاية الأسبوع.

الصحفي لا يحدّد الصالح من الطالح

أمّا رئيس قسم إدارة المحتوى في صحيفة "السفير" اللبنانية إبراهيم شرارة فينطلق في كلامه من الإشارة إلى وجود تصور خاطئ لدى الساعين إلى تأسيس مواقع صحفية. ومردّ ذلك إلى اعتقادهم أن رأي الصحفي هو ما يحدّد ما هو مناسب أو غير مناسب للموقع، لا عادات القرّاء وسلوكياتهم في التنقل بين المواد والصفحات التي تحددها تجربة المستخدم (User experience). وهي أمور تتأثر بشكل كبير بطبيعة المكوّنات الثلاث الأساسية لأي موقع، أي التصميم (Layout) والواجهة الخلفية (Backend) وقاعدة البيانات (Data base).

ويضيف شرارة أن هناك أدوات تقنية غير مكلفة لدراسة سلوك القارئ، لكن المواقع العربية قلّما تستخدمها. ويسمح استخدام هذه الأدوات بتحديد أي نموذج من النماذج المعتمدة للموقع عينه يتفق مع حاجات القراء ويدفعهم إلى التفاعل أكثر. مثلاً، تصميم الموقع العمودي سببه بالدرجة الأولى عادات القراء المرتبطة باستخدام الهواتف الذكية، ممّا يدفع إلى تخفيف المواد في الأطراف، وزيادتها في الأسفل.

فالتحدي الأساسي أمام أي موقع صحفي -حسب شرارة- يكمن في زيادة عدد متصفّحي الصفحات (page viewers)، لا زيادة عدد الزوار عابري السبيل وحسب. بعبارة أدق، يجب جذب زوار أوفياء يقرؤون مقالات عدة، لأن هذا يؤثر على الإعلانات وعلى عملية بيع المحتوى، أي إنتاج مدخول ذاتي للموقع.

ويرى شرارة أن الاستجابة لهذا التحدي تكون عبر برنامج إحصائي دقيق للزوار يسمح بتعديل التصميم وبتوفير المحتوى الملائم لاهتمامات القارئ، وذلك بدلاً من الأسلوب المعتمد اليوم والذي يفرض على القارئ قائمة عناوين لا تمت بصلة لاهتماماته. ويضرب مثلاً على ذلك، قيام ميكروسوفت أخيراً بشراء موقع لينكدإن (Linkedin) بحثاً عن توسيع قاعدة البيانات (Data Base) التي لديه، ولدراسة سلوكيات الزوار والكشف عن عاداتهم من خلال أكبر قدر ممكن من المعلومات.

ويلفت شرارة إلى أن الموقع بات اليوم وبفضل "السوشيال ميديا" يتألف من منصات عدة، مرتبطة بمؤسسة واحدة. أولاً الموقع الرئيسي، وثانياً صفحة الفيسبوك أو التويتر أو الأنستغرام، وأخيراً التطبيقات. وتعد الأخيرة المقياس الأنجع لقياس عدد القراء الأوفياء.

وفي ما يخص "السوشيال ميديا" تحديداً، يشرح شرارة أنه بات واجباً على مسؤولي الموقع أن يواكبوا أحدث تطورات هذا العالم، فتبدل لوغاريتمات (logarithms) الفيسبوك ينعكس تبدلاً في آلية عرض الروابط الإلكترونية عبر منصّته، الأمر الذي ينعكس بدوره على عدد زوار الموقع.

ويوضح شرارة ضرورة التعاطي مع مواقع التواصل الاجتماعي كمنصات منفصلة أكان لناحية المقدّمات الجاذبة للقارئ أو لناحية الصور أيضاً. كما يمكن نشر محتوى غير موجود على الموقع من خلالها، كالأخبار العاجلة و"الستاتوسات" والإحصاءات والمشاركة بالتعليقات، إلخ.

فاليوم، يضيف شرارة، تجد المواقع الإلكترونية نفسها أمام تحدٍ جديد يفرضه عليها الفيسبوك عبر المقالة اللحظية (Instant article)، التي تفتح على صفحة الفسبوك مباشرة وبسرعة.

فـ"تطور من هذا القبيل يفرض التعامل معه عبر تحديد ما الموضوع الذي يستحق النشر عبر منصة الفيسبوك وما الموضوع الواجب نشره عبر منصة الموقع الرئيسي. كذا الأمر بالنسبة إلى الإعلانات، فتفاوت عدد الزوار بين منصة الموقع ومنصة الفيسبوك يفرض التعامل معهما بوصفهما منصتين منفصلتين للإعلان".

ويلفت شرارة الانتباه إلى أن كيفية توزيع المواد خلال النهار، خصوصاً نسبةً إلى حجمها، أمر مهم جداً لنجاح الموقع. فـ"الفترة التي يقضي خلالها المتصفح أطول وقت هي الفترة الأنسب لنشر المواضيع الطويلة".

ويختم بالقول إن نجاح أي موقع منوط باستخدام أحدث الأدوات التقنية المجانية أو الرخيصة من قبيل التايم لاين (Timeline) والمضمّنات (Embedded) والصور التوضيحية التفاعلية والإنفوغراف والفيديوهات، إلخ.

خصائص تقنية ضرورية لنجاح الموقع

"لتأسيس موقع صحفي ناجح يجب أن يكون لدى المؤسّس قسم للتخطيط الاستراتيجي يضم أشخاصاً ملمّين بالموضوع التقني، وأن ينطلق من الاعتراف بأن هذا الشق ليس بسيطاً وسخيفاً كما يروج له". من هذه النصيحة الدالّة يبدأ مطور المواقع الإلكترونية والمبرمج وليد الهادي كلامه.

ففي رأيه وظيفة الموقع الصحفي هي النشر بالدرجة الأولى. من هنا، كل معلومة مفتاحية كي تدخل إلى الموقع يجب أن تنظّم على أنها مفتاحية. كما يجب الفصل منذ البداية في قاعدة البيانات بين النص والدلالات كاسم الكاتب والقسم والتاريخ والعدد والكلمات المفتاحية (..)، كون إنجاز ذلك لاحقاً سيغدو متعذراً. هكذا يصير استخدام هذه الدلالات ذا فائدة للقارئ. 
ويشدّد الهادي على أن الموقع الصحفي الناجح يجب أن يعتمد ما يلي:

أولاً، فصل المحتوى الداخلي للموقع عن الوظيفة الشكلية، فاليوم نحن في عصر الـAPI الذي يوفر طريقة لتقديم المادة بصيغة تتلاءم مع مختلف حاجات المنصات. فالدمج بين API وصيغة Ninjs (news in Json) تسمح بالتعامل مع المحتوى نفسه من خلال المنصة التي أريد. بالنتيجة، يغدو بالإمكان تصميم الشكل بصورة منفصلة عن صيغة عرض المحتوى، أو بالأحرى تُحرَّر استخدامات المحتوى من برمجة الواجهة الخلفية (Backend).

ثانياً، إطالة وقت القراءة بالنسبة للمستخدم عبر تصميم فعّال يستفيد من أصغر التفاصيل الموجودة في الداتا، وذلك عبر تفعيل قدرة الموقع على قراءة سلوكيات الزوار، من خلال الخرائط الحرارية التي تدرس حركة نظرات المستخدم وآلية تفاعله مثلا.

ثالثاً، إشعار الزوار بالانتماء إلى الموقع عبر التعليق وأشياء أخرى كثيرة.
رابعاً، اعتماد الخبر العاجل بوصفه خدمة أساسية اليوم بالنسبة للقراء، وخصوصاً كأداة لزيادة التفاعل عبر الشبكات الاجتماعية.

خامساً، ضرورة جعل الهوية البصرية للموقع صالحة للبقاء لسنتين أو ثلاث سنوات، بحيث لا تدخل عليها سوى بعض التحسينات على الشكل التي تفرضها سلوكيات المستخدمين أو التطورات التقنية المستجدة. ويجب أن تتشكل الهوية البصرية من عناصر قابلة للتفكّك والتحوّل نحو استخدامات متعدّدة في الموقع، مثلما يجري التعامل مع اللوغو في عدد كبير من المواقع الإلكترونية.

سادساً، يجب أن يكون الشكل والمحتوى متلازمين تلازماً بنيوياً. فإذا شعر الزائر بأن أحدهما غير مريح لن يزور الموقع مجدداً. نظام الـAPI يسهل هذه العملية عبر إتاحته المجال لتعديلات في الشكل دون المساس بالبنية التقنية. مثلاً، يمكن تحويل شكل الموقع إلى سريع الاستجابة (responsive) من دون تعديل في البنية التقنية.

سابعاً، يشكل نظام البرمجة "Nodejs" ثورة جديدة في عالم خدمات شبكة الإنترنت، بحيث يغدو بمقدور المبرمج أن يحوّل البنية القديمة للموقع (http) إلى بنية حيّة تتجاوز محدودية التقنيات السابقة مثل "Ajax".

 

المزيد من المقالات

كيف تغطي الألعاب الأولمبية؟

تمنح تغطية الألعاب الأولمبية للإعلامي الشغوف فرصة لا تُضاهى كي يستعمل كل الأجناس/ الأنماط الصحفية التي درسها، ولا سيما الأجناس الكبرى منها، من ربورتاج، وحوار، و

يونس الخراشي نشرت في: 26 يوليو, 2024
نظرة على تقرير رويترز للأخبار الرقمية 2024

يتحدث التقرير عن استمرار الأزمة التي تعانيها الصحافة الرقمية عالميا، وهي تحاول التكيّف مع التغييرات المتواصلة التي تفرضها المنصات، وهي تغييرات تتقصد عموما تهميش الأخبار والمحتوى السياسي لصالح المحتوى الترفيهي، ومنح الأولوية في بنيتها الخوارزمية للمحتوى المرئي (الفيديو تحديدا) على حساب المحتوى المكتوب.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 21 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024