كيف يتراجع نمو اقتصاد المستقلين في المؤسسات الإعلامية العربية؟

استمع إلى المقالة

 

تبددت أحلام الكثير من الصحفيين في الحصول على وظائف مناسبة في بلدانهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة أحاطت بمعظم بلدان المنطقة العربية بعد الربيع العربي كما اتضح أن هروب الكوادر العاملة في مجال الإعلام إلى العمل الحر والمستقل كان علامة واضحة على عمق الأزمات الاقتصادية وصعوبة إيجاد مخارج لحل البطالة المؤرق للحكومات والأفراد. ولهروب هذه الكوادر نحو العمل المستقل ما يبرره؛ فالرواتب في كبرى المؤسسات الصحفية تتراجع بشكل مستمر كما أن بيئة الأعمال المؤسساتية ظلت محدودة ولا تستقبل إلا نوعية محددة من ذوي الكفاءات التقنية التي تقدم خدمات التصميم والفنون الرقمية المختلفة.

يمكن فهم قوة العامل الاقتصادي وأثره في سوق العمل الإعلامي حتى عند دراسة سلوك خريجي المؤسسات التعليمية والأكاديمية؛ فقد وجدت دراسة ميدانية على مجموعة من خريجي التخصصات الإعلامية العاملين في وظائف خارج نطاق اختصاصاتهم في العاصمة السعودية الرياض؛ أن توجه بعض خريجي أقسام الإعلام للعمل بوظائف غير إعلامية مبني على إيمانهم أن الوظائف الإعلامية المؤسساتية تمنح رواتب ضعيفة جدا مقارنة بما يمكن تحقيقه في وظائف أخرى غير إعلامية وأن القدرة الاستيعابية لتوظيف الخريجين في المؤسسات الإعلامية باتت متدنية لأقصى حد بسبب عوامل اقتصادية وسياسية مختلفة(1). ولكن بالنسبة للكثير من الصحفيين فإن الاندفاع لبيئة أعمال حرة غالبا ما يرتبط بالحصول على دخل إضافي. هذا ما يشير إليه مسح إحصائي نشره موقع بيت كوم(2) المتخصص في ريادة العمل والتوظيف حيث وجدت إحصائية لعام 2022 شملت 18 دولة في العالم العربي وشمال أفريقيا وآسيا أن 55% من الأفراد يعتبرون أن العمل الحر والمستقل يعد أساسًا لكسب دخل إضافي وأن حوالي 9 من كل 10 مهنيين ينوون التوجه للقطاع الخاص.

استجابت المؤسسات الصحفية الكبرى والوكالات العالمية للاتجاه العالمي نحو العمل الحر والمستقل، وأصبحت أيضا بوابة ضخمة لاستقبال المئات من الفريلانسرز بشكل سنوي، ما يعكس استفادتها غير المسبوقة من أنظمة العمل الحرة مقارنة بالتوظيف المباشر أو القائم على عقود عمل كاملة.

دعوة عالمية لاستقطاب الفريلانسرز  

استجابت المؤسسات الصحفية الكبرى والوكالات العالمية للاتجاه العالمي نحو العمل الحر والمستقل، وأصبحت أيضا بوابة ضخمة لاستقبال المئات من الفريلانسرز بشكل سنوي، ما يعكس استفادتها غير المسبوقة من أنظمة العمل الحرة مقارنة بالتوظيف المباشر أو القائم على عقود عمل كاملة.

في مؤسسات كبرى تجد أرضيتها وانتشارها في العالم العربي مثل وكالات الأخبار والصور والخدمات الإخبارية ومؤسسات الإعلام التلفزيوني والرقمي نجحت الإدارات ووكلاء العمل في جذب مجموعة ضخمة من الفريلانسرز في قلب مؤسسات إعلامية كبرى لاسيما تلك التي استفادت من جائحة كوفيد-19، واستطاعت استحداث أنظمة العمل عن بعد وأنظمة العمل بالعقود القصيرة. وفق بحث سريع بين معلومات وبيانات المؤسسات الصحفية الكبرى في المنطقة العربية والمؤسسات الأخرى الفاعلة في صناعة المحتوى فإن جميع هذه المؤسسات لا توضح أرقامًا أو مؤشرات حول أعداد المتعاقدين معها بنظام العمل الدائم سواء بصورة مستمرة أو مؤقتة، لكن حسابات عدة لصحفيين عرب وصانعي محتوى وتقنيين وضعوا ما يشير إلى تعاونهم مع كبرى المؤسسات الصحفية والإعلامية يدلل على تعمق هذه الظاهرة عربيًا.

في سعيها لإيجاد حلول وظيفية وتقنية ومعالجتها لأزمات التوظيف ومطباته المتكررة، تتعامل المؤسسات الصحفية والإعلامية مع عقود عمل المستقلين على أنها نتاج طبيعي لحاجتهم للانخراط في المؤسسات والحصول على عمل فيها بصرف النظر عن التزام صاحب العمل المهني والوظيفي. غالبًا، لا يتم دمج المستقلين في بيئة العمل الصحفي ليسمح لهم بالتطور المهني، حيث لا يشكلون علاقات وظيفية، ولا يُعرض عليهم التوظيف لاحقا مهما بدت أعمالهم ثرية ومبتكرة. ومن الواضح أن هناك مؤسسات صحفية تستنزف المستقلين في عقود عمل حرة تستمر لسنوات طويلة لتلبي احتياجاتها الوظيفية دون أي التزامات أو حقوق وظيفية لما بعد التقاعد كتلك التي تلتزم بها لموظفيها. ومن البديهي القول إن جائحة كوفيد 19 قد عززت من الخلل الحاصل في عقود عمل المستقلين حيث أضافت سياسات الحجر الصحي للمؤسسات قيمة العمل عن بعد وساهمت في دمج منظومة العمل بمجموعة هائلة من التطبيقات والبرامج الافتراضية التي تسهل العمل من أي منطقة في العالم ما يجعل الالتزام الوظيفي للمؤسسة تجاه المستقلين أكثر سهولة وممتدا لأي بقعة في العالم. 

 

غالبًا، لا يتم دمج المستقلين في بيئة العمل الصحفي ليسمح لهم بالتطور المهني، حيث لا يشكلون علاقات وظيفية، ولا يُعرض عليهم التوظيف لاحقا مهما بدت أعمالهم ثرية ومبتكرة.

أين المستقلون في منظومة الاقتصاد الإعلامي؟

 يبدو الحديث عن القضية الاقتصادية للأفراد المستقلين في ظل منظومة الاقتصاد الإعلامي أمرًا بالغ الصعوبة لسببين أساسيين: الأول غياب اقتصاد المستقلين في المنظومة الوطنية الاقتصادية وبالتالي صعوبة إدخال ذلك بالناتج الإجمالي المحلي. أما المبرر الثاني فهو تغييب الإفصاح عن حالة أنظمة التعاقد التي تتم بين المؤسسات والمستقلين بسبب عدم إلزامية ذلك لدى أي طرف من الأطراف حتى للجهات العمالية أو الحقوقية التي تحدد معايير بيئة العمل وقانونيته. وغالبًا ما يتم التعامل مع حالات الانتهاك والمخالفات على أنها حالات فردية تجري معالجتها في جهات القضاء المختصة بالأفراد.

وفي هذا السياق ينبغي فهم أنه لطالما أحاطت المؤسسات الإعلامية والصحفية الكبرى في المنطقة العربية نفسها بسمعة جيدة تفضي إلى صعوبة تخيل انتهاكها للمعايير القيمية والوظيفية كما يستبعد تورطها في استنزاف ممنهج للشباب من الكفاءات والمهنيين الذين قادتهم الحالة الاقتصادية المتعثرة لعقود عمل حرة ومستقلة، بيد إنه من المنطقي معرفة كيف يدفع هؤلاء المستقلون ببيئة العمل لتكون أكثر تنوعًا في الأفكار والمشاريع رغم غياب النمو المتوقع في ميزاتهم واستحقاقاتهم الوظيفية.

لابد أن يفصح المستقلون عن الممارسات الخاطئة الممنهجة بينها التأخير في سداد الأموال المستحقة أو إضافة المزيد من الأعمال دون زيادة الأجر المقدم أو عدم السماح بتحقيق التطور المهني في منظومة الأعمال الحرة والمستقلة وغيرها من التجاوزات التي ترتكبها المؤسسات دون رادع.

إن الكثير من المستقلين في المجال الصحفي لا ينتمون لعقد مرن ينسجم مع التطور في الأعمال المقدمة كتلك التي يتحصل عليها الموظفون الدائمون في المؤسسة. عند بحثي بين مجموعة من الإعلاميين المستقلين وجدت أن توقف أعمالهم وعقودهم مع المؤسسات كانت بسبب رفض الطرف الآخر من عملائهم وأصحاب الأعمال تحسين أجورهم المالية أمام متطلبات تجاوزت نظام التعاقد المبرم سابقًا.  هناك جانبان أساسيان لهذه القضية وفق ما تشير الكاتبة نتاليا كامبانا في مقالة(3) حول تحديات الفريلانسرز. الأمر الأول يتمثل في الخوف من خسارة العقود وصعوبة أن يقول المستقلون "لا" لمجموعة من التغيرات التي تفرضها المؤسسات وأصحاب الأعمال على طبيعة العمل بسبب ديناميكية العمل الصحفي والإعلامي مقابل الأجور التي تم الاتفاق عليها من البداية. الأمر الآخر - وفق الكاتبة - ناتج عن الوفرة في سوق شديد المنافسة؛ ما يدفع بالمستقلين في الأعمال لتخفيض أسعارهم والاستهانة بمهاراتهم لأجل الحصول على عقود عمل سريعة وعاجلة.

كانت لدي فرصة للتحدث مع الصحفية المستقلة هناء بوحجي(4) التي عملت بنظام فريلانسر لسنوات طويلة كصحفية استقصائية في قضايا العمالة في المنطقة الخليجية، حيث أشارت إلى تراجع دور منصات النشر في تقديم مبالغ جيدة للصحفيين لكنها وجهت الاهتمام إلى نظام المنح الصحفية والمقدم من قبل الجهات الدولية والمنظمات لأنها تقدم ضمانات مالية أهم من تلك التي تقدمها المؤسسات الصحفية.

 

التسعير وبناء العقود

كانت الفرصة سانحة للكثير من التطبيقات والبرامج العربية والأجنبية للدخول لعالم جذب الفريلانسرز وتصميم خدمات العمل بطريقة تجارية محكمة تخدم مصالح هذه التطبيقات والشركات. تعمل عشرات المواقع الأجنبية والعربية على تقديم خدمات التعاقد بين الوسائل الإعلامية ووكلاء العمل وبين مجموعة كبيرة من المتخصصين والمهنيين الراغبين في مزاولة العمل الحر والمستقل. مع ذلك فإن طبيعة التسعير للخدمات غالبًا ما ترضخ لرغبة وكلاء العمل أو المؤسسات الصحفية بسبب الوفرة الكبيرة من الفريلانسرز التي تجعل هذه الخدمات مقدمة بأسعار أقل من المتوقع. تمارس بعض تطبيقات العمل الحر والمستقل  دورها في إدارة عمليات تسليم الأموال وإتمام العقود لكنها تترك للمؤسسات حرية التلاعب بأنظمة التسعير للخدمات الإعلامية. لقد كان غريبا بعض الشيء عند وصولي الخدمات المعروضة في بعض المنصات مثل طلب مؤسسة إعلامية عقدًا لإدارة وكتابة محتوى بمبلغ يقل عن 10 دولارات للأسبوع الواحد، الأمر الذي يدفع للشك بشأن مقدار التفاوض والآليات التي يجري من خلالها تصميم هذه العقود وبناء منظومة التسعير.

لقد كان غريبا بعض الشيء عند وصولي للخدمات المعروضة في بعض المنصات مثل طلب مؤسسة إعلامية عقدًا لإدارة وكتابة محتوى بمبلغ يقل عن 10 دولار للأسبوع الواحد، الأمر الذي يدفع للشك بشأن مقدار التفاوض والآليات التي يجري من خلالها تصميم هذه العقود وبناء منظومة التسعير.

الأخذ بيد المستقلين!

في الحالة الراهنة التي يشق فيها اقتصاد المستقلين المجالات المهنية المختلفة بينها قطاعات الصحافة والإعلام والتسويق، من الصعب مطالبة الحكومات والجهات التشريعية والرقابية بتقديم معالجة سريعة وآنية لحالة التخبط والعشوائية التي تحيط بهذا الشكل من اقتصاد المستقلين عوضًا عمّا يعرف باقتصاد الأفراد أصلًا. إن الحل رهن المؤسسات الصحفية والإعلامية وما يتمركز خلف ممارساتها من جهات المجتمع المدني والمهني الرقابية لأجل تطبيع ثقافة العمل المستقل من جهة والحديث عن ظواهره الاقتصادية في الفضاءات المهنية من جهة أخرى. على هذه الأطراف تحمل مسؤولية معالجة التحديات الاقتصادية المحيطة بعقود عمل المستقلين وتوفير الأدوات اللازمة بشأن تسعير المنتجات الإعلامية وتصميم عقود العمل كما الأدوات المعرفية المشاعة عبر مختلف المنصات. يستدعي ذلك النظر لبنود العقود الوظيفية التي تجريها المؤسسات ومدى إمكانية التمييز بين صلاحية العقد للعمل الحر أو الدوام الكامل لمنع الاستنزاف الممنهج للكوادر البشرية الإعلامية تحت ذريعة العمل الحر والمستقل.

 

لابد أن يفصح المستقلون عن الممارسات الخاطئة الممنهجة التي تتم خلف هذه العقود بينها التأخير في سداد الأموال المستحقة أو إضافة المزيد من الأعمال دون زيادة الأجر المقدم أو عدم السماح بتحقيق التطور المهني في منظومة الأعمال الحرة والمستقلة وغيرها من التجاوزات التي ترتكبها المؤسسات دون رادع. أن يرى المستقلون في بيئة الأعمال الإعلامية أنفسهم ومهاراتهم على أنها ذات ثمن وأهمية تسمح لهم بوقف الممارسات المرتكبة ضد حقوقهم أمر أساسي فلا يمكن إدارة قضايا المستقلين الاقتصادية في ظل انتشار الصمت والخوف من تبدد المصالح. 

 

 


المراجع

1) السويد، محمد علي: عوامل توجه بعض خريجي أقسام الإعلام إلى العمل في وظائف غير إعلامية، دراسة ميدانية على عينة من خريجي التخصصات الإعلامية العاملين في وظائف خارج نطاق اختصاصاتهم في مدينة الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، متوفرة على الرابط: https://search.mandumah.com/Record/689385
 
2) 170 منصة "فريلانس": دليل العمل الحر للصحفيين وصناع المحتوى. شبكة الصحفيين الدوليين. (2022, November 8): 
https://tinyurl.com/evxvnhnx
 
3) مقابلة مع هناء بوحجي "صحفية بحرينية" بتاريخ 19 يوليو 2023م.
 
4) Hansen, M. (2023, January 6). Who benefits from the gig economy? James Madison Institute. https://jamesmadison.org/who-benefits-from-the-gig-economy/
 
5) Campana, N., & Campana, N. (2023, May 26). Freelance challenges: Major Problems & How to deal with them. Freelancer Blog.
 
6) Elaiwa, H. (2021, April 26). Bayt.com infographic: Freelancing in the MENA- bayt.com blog. Bayt.com. https://www.bayt.com/en/blog/29086/bayt-com-infographic-freelancing-in-…
 
7) The rise of the freelance economy around the world. freelance.peopleperhour.com. (n.d.). https://freelance.peopleperhour.com/

 

المزيد من المقالات

الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024