الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

في ثنايا الصراع القائم في السودان، توقفت معظم الصحف الورقية منذ اليوم الأول من الحرب في السودان. وظلت الصحافة الرقمية تحاول اللحاق بالأحداث المتسارعة في أنحاء البلاد وردود الفعل الدولية والإقليمية عليها، وسط ركام من الدعاية الحربية المضللة.

خرجتُ من الخرطوم في اليوم الخامس والسبعين من اندلاع الحرب، تنقلت خلالها بين ثلاثة أحياء مختلفة في جنوب الخرطوم، وواجهت العديد من التحديات، وعملت في أوضاع صعبة. اضطررت في كثير من الأحيان إلى العمل عاري الصدر بسبب حرارة الجو خلال ساعات النهار أو الجلوس إلى شاشة الحاسوب ليلا في الظلام، ولا سيما مع الانقطاعات المتكررة والطويلة للكهرباء، فضلا عن العمل جالسا على أمشاط قدمي فوق أسطح البنايات وسط أزيز الطائرات الحربية وأصوات القذائف للحصول على اتصال شبه مستقر بالإنترنت.

 

صعوبات وتحديات

واجه الصحفيون في السودان خلال الحرب صعوبات كبيرة في الوصول إلى المعلومات وسط أكوام من الأخبار الزائفة والمضللة التي تضج بها وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن سيل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين المتحاربين.

وفي حين يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو عن أحداث مهمة خلال الحرب، نضطر إلى إرجاء النشر أحيانا ساعات عديدة في انتظار بيان رسمي أو تأكيد من مصادر مستقلة لتفادي الوقوع في فخ التضليل أو الترويج لرواية أحد طرفي النزاع.

 

المعايير المهنية

من أهم التحديات التي واجهت الصحفيين والإعلاميين في السودان -وما تزال تواجههم مع انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف- هو الالتزام بالنزاهة الصحفية وقواعد المهنة وأخلاقياتها، وتنحية مواقفهم الشخصية جانبا تجاه حرب هم أهمّ شهودها وأبرز ضحاياها.

حاولنا الالتزام بالمعايير المهنية في تناولنا الصحفي للأحداث اليومية خلال الحرب في السودان، وكنا من ضمن منصات قليلة في السودان لم تقع في شرك الانحياز السافر إلى هذا الطرف أو ذاك. لم نستخدم مثلا وصف "ميليشيا" مع "الدعم السريع" مثلما فعلت معظم المنصات الإخبارية المؤيدة للجيش، كما لم نتبنّ رواية "الدعم السريع" بشأن إحالة مسؤولية الحرب إلى "فلول النظام البائد". وفي المقابل، انصبّ اهتمامنا على معاناة المدنيين جراء الحرب، ورصد الانتهاكات الجسيمة في حقهم، بعيدا عن فخاخ الدعاية الحربية التي تتوسل بالمنصات الإعلامية ورغبتها في السبق الصحفي لخدمة أهدافها العسكرية والسياسية.

من أهم التحديات التي واجهت الصحفيين والإعلاميين في السودان -وما تزال تواجههم مع انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف- هو الالتزام بالنزاهة الصحفية وقواعد المهنة وأخلاقياتها، وتنحية مواقفهم الشخصية جانبا تجاه حرب هم أهمّ شهودها وأبرز ضحاياها.

نزوح داخلي

قضيت الشهر الأول من الحرب متنقلا بين شقتي ومنزل العائلة مسافة ثلث ساعة بالأرجل يوميا. أذهب إلى الشقة في الصباح أو بعد الظهر لأن حالة الشبكة فيها أفضل، وأعود إلى منزل العائلة في المساء للمبيت وإعادة شحن حاسوبي وهاتفي المحمولين عبر محول طاقة كنا ندّخره لمثل هذه الأيام، ولا سيما خلال الانقطاعات الطويلة للكهرباء. كنت أحرص على تحرير الأخبار باستعمال هاتفي المحمول لسهولة شحنه مقارنةً بالحاسوب الشخصي الذي لم أكن أفتحه إلا لنشر المواد الصحفية على الموقع الإلكتروني. انتقلت بعد ذلك إلى حي آخر أبعد نسبيا عن مناطق الاشتباكات، لكنها سرعان ما امتدت إليه؛ إذ شهد اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتياطي المركزي (قوة شرطية) وعناصر من "الدعم السريع"، قبل أن تسقط القذائف عشوائيا على الحي والأحياء المجاورة خلال محاولات "الدعم السريع" السيطرة على مقر رئاسة الاحتياطي المركزي جنوب الخرطوم. كنت في سطح المنزل أحرر خبرا لنشره على الموقع حين سقطت قذيفة على بعد بيتين فقط، محدثةً دويًّا عنيفا، بينما سقطت قذائف أخرى على مواقع أبعد. صورت أعمدة الدخان وهي تتصاعد من المنزل من موقعي ذاك، قبل أن أصل إلى مكان سقوط القذيفة للتحقق من الوضع ميدانيا، لكن –والحمد لله– لم تقع إصابات وسط السكان بالقذيفة التي صادف أنها سقطت على منزل غادره أهله هربا من جحيم الحرب.

لم نستخدم مثلا وصف "مليشيا" مع "الدعم السريع" مثلما فعلت معظم المنصات الإخبارية المؤيدة للجيش، كما لم نتبنّ رواية "الدعم السريع" بشأن إحالة مسؤولية الحرب إلى "فلول النظام البائد".

رحلة الخروج

بعد سقوط رئاسة الاحتياطي المركزي بالخرطوم في يد "الدعم السريع" في أواخر حزيران/يونيو 2023، انتشرت قواته بشكل كبير في الطريق الرئيس وبدأت في نهب فرعٍ لبنك الخرطوم حتى قبل سقوط "الاحتياطي" بساعات، قبل أن تبدأ في اقتحام البيوت المجاورة للطريق. كان البيت بعيدا نسبيا عن الطريق، وهو ما منحَنا بعض الوقت لترتيب أمورنا. وفي ظهر اليوم التالي لسقوط "الاحتياطي" حضرت قوة من "الدعم السريع" وطرقت باب بيتنا ضمن بيوت أخرى في الحي؛ كانوا أربعة أفراد أو خمسة، ثلاثة منهم بالزي الرسمي، على متن عربة "بوكس" تجر أخرى –كان من الواضح أنها منهوبة– بحبل، ويبحثون عن عربات أخرى. سألَنا أحدُهم عن أماكن العربات، وبيوت ضباط الجيش والشرطة و"كيزان" (عناصر النظام السابق) الحي، قبل أن يحضر آخر كان منشغلا بهاتفه وبدا عليه أنه قائدهم ويأمر أحدَنا بالتمدد على الأرض من دون أي سبب واضح. نلنا نصيبنا من التهديد والوعيد. كانت تلك أول دفعة من "الدعم السريع" تدخل إلى الحي، وقدّرنا أن الدفعات الأخرى قد تأتي بدوافع أخطر. وقررنا ألا نبقى لنعرف ما سيحدث، ولا سيما مع ازدياد حركة النازحين من الأحياء المجاورة عبر الشوارع الداخلية؛ إذ شكا أغلبهم من سوء المعاملة، وقال بعضهم إن عناصر من "الدعم السريع" طردتهم من منازلهم وحذرتهم من العودة إليها.

وصلنا إلى موقف لحافلات السفر يقع بين طريقين رئيسين في جنوب الخرطوم أحدهما تحت سيطرة الجيش والآخر تنتشر فيه عناصر "الدعم السريع". كان المكان يضج بالناس مع أن الوقت كان باكرا. لم نتمكن من السفر يومئذ واضطررنا إلى المبيت في الشارع. كنا نحو 40 رجلا، بيننا نساء وأطفال، ولم يتمكن معظمنا من النوم بسبب أصوات الرصاص التي لم تنقطع طوال الليل، ناهيك عن حركة الدراجات النارية وشجار السكارى والعصابات من حولنا. لم نتمكن من التحرك إلا بعد ظهر اليوم الثاني، سلَكت الحافلة طرقًا فرعيةً مهجورة غالبًا لتفادي الاشتباكات، وصادفنا في الطريق نقاط تفتيش عديدة تتبع للدعم السريع، وفُتشنا عشرات المرات، قبل أن نغادر الخرطوم. وطوال الرحلة وخلال الاستجوابات المتكررة في نقاط التفتيش تجنبت إبراز بطاقتي الصحفية، وكنت أعرّف نفسي –كلما سُئلت– بأني "مهندس"، وساعدني في هذا التمويه أن مهنتي على أوراقي الثبوتية، بما فيها بطاقتي الشخصية، ما تزال مكتوبة "مهندس" لحسن الحظ.

أعرف صحفيين سودانيين اضطروا إلى إخفاء هويتهم الصحفية في نقاط التفتيش تجنبا للمضايقات والاتهامات التي يمكن أن يتعرضوا لها حال اكتشاف أمرهم؛ فالصحافة في زمن الحرب جريمة في نظر المتحاربين.

طوال الرحلة وخلال الاستجوابات المتكررة في نقاط التفتيش تجنبت إبراز بطاقتي الصحفية، وكنت أعرّف نفسي –كلما سُئلت– بأني "مهندس"، وساعدني في هذا التمويه أن مهنتي على أوراقي الثبوتية، بما فيها بطاقتي الشخصية، ما تزال مكتوبة "مهندس" لحسن الحظ.

تعرض الصحفيون في السودان -ولا سيما في مناطق النزاع- لانتهاكات جسيمة زادت وتيرتها وتسارعت منذ بداية الحرب؛ إذ بلغت نحو 250 انتهاكا حتى أيلول/سبتمبر 2023 بحسب تقرير نقابة الصحفيين السودانيين، وتشمل الانتهاكات: المنع من النشر، والاعتقال، والاختفاء القسري، والتهديد، والضرب والتعذيب والإصابات الجسدية، وصولا إلى القتل. وتشير إحصاءات غير رسمية إلى تسجيل أكثر من 70 حالة اعتداء مباشر على منازل صحفيين وصحفيات خلال الحرب في السودان.

 

العمل من الأطراف

بعد وصولي إلى قرية صغيرة شمالي السودان، حيث يصعب الحصول على خدمة الإنترنت، اضطررت إلى ربط جهاز "الراوتر" على عصا بطول ستة أمتار وتثبيته على الجدار على نحو يكون معه الجهاز فوق السطح بثلاثة أمتار على الأقل؛ للحصول على خط واحد أو خطين فقط من الشبكة التي لم تكن تسعفني لمتابعة المستجدات الحربية والإنسانية على الأرض.

انتقلتُ بعد ذلك إلى شرقي السودان بحثا عن شبكة اتصالات أفضل، لكن انقطاعات الكهرباء المتكررة لم تكن تسهل مهمة الوصول إلى المعلومات اللازمة ولا نشرها. عملت من مواقع عدة خلال شهرين قضيتهما في الشرق؛ من غرفتي في الفندق، ومسكني الذي انتقلت إليه لاحقا، ومن مقاهٍ ومطاعم، وأحيانًا من الشارع.

ومع ارتفاع تكاليف المعيشة في الولايات وسوء خدمات الإنترنت والكهرباء، لم يجد كثير من الصحفيين بدًا من مغادرة البلاد للتمكن من متابعة أعمالهم والإيفاء بالتزاماتهم المهنية.

يكابد الصحفيون في السودان مخاطر كبيرة خلال الحرب، ويواجهون ضغوطا كبيرة للانحياز إلى أحد طرفي النزاع وتهما بالانحياز، دون أي اعتبار لحقوقهم بموجب قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي بعد نحو ستة أشهر من بدء الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع، غادرتُ السودان صوب دولة أفريقية. ومع توفر خدمات الإنترنت، إلا أنها لم تكن كافية للتواصل مع المصادر على الأرض، فاكتفينا في معظم الأحيان بالبيانات الرسمية والتصريحات الإعلامية للمسؤولين والفاعلين السياسيين، لتناول القضايا والأحداث المتعلقة بالحرب في السودان.

يكابد الصحفيون في السودان مخاطر كبيرة خلال الحرب، ويواجهون ضغوطا كبيرة للانحياز إلى أحد طرفي النزاع وتهما بالانحياز، دون أي اعتبار لحقوقهم بموجب قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وفي حين يعمل كثير منهم من الداخل وسط مخاوف من الاعتقال والتعذيب وحتى القتل أحيانا، خسِر آخرون وظائفهم مع إغلاق الصحف وتوقف القنوات والإذاعات المحلية. وفقَد 80‎ بالمئة من الزميلات الصحفيات وظائفهن جراء الحرب حسب تقديرات نقابة الصحفيين السودانيين. ومع ذلك، يواصل الصحفيون في السودان عملهم في بيئة خطرة ومعادية في معظم الأحيان، ليؤدوا رسالتهم تجاه الناس. ليس من السهل أن نغيّر الواقع، لكننا على الأقل نحاول أن نوصل صوت المستضعفين المنسيين إلى العالم، وفق ما تقول شهيدة الصحافة شيرين أبو عاقلة.

 

المزيد من المقالات

الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
حرية الصحافة في مواجهة مع الذكاء الاصطناعي

بعيدا عن المبالغات التي ترافق موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة، فإن سرعة تطوره تطرح مخاوف تتعلق بمدى تأثيره على حرية التعبير. تنبع هذه الهواجس من أن الذكاء الاصطناعي يطور في القطاع الخاص المحكوم بأهداف اقتصادية رأسمالية بالدرجة الأولى.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 7 يوليو, 2024
"الحرب الهجينة".. المعلومات سلاحا في يد الاحتلال

شكلت عملية "طوفان الأقصى" وما أعقبها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة مسرحا لإستراتيجيات متقدمة من التلاعب الجماعي بالمعلومات، وقدمت أمثلة وشواهد حية وافرة على حرب المعلومات التي باتت لازمة للحروب والصراعات والنزاعات في العصر الرقمي للاتصال، ضمن ما بات يعرف في أوساط الباحثين بـ "الحروب الهجينة".

بكر عبد الحق نشرت في: 3 يوليو, 2024
عندما نَحَرت إسرائيل حرية الصحافة على أعتاب غزة

بينما كانت تحتفل الأمم المتحدة يوم 3 مايو من كل سنة باليوم العالمي لحرية الصحافة، كان الاحتلال الإسرائيلي يقتل الصحفيين في فلسطين دون وجود آلية للمحاسبة ومنع الإفلات من العقاب. وأمام صمت الكثير من المنظمات الدولية وتعاملها بازدواجية معايير، انهارت قيمة حرية الصحافة في تغطية حرب الإبادة الجماعية.

وفاء أبو شقرا نشرت في: 30 يونيو, 2024
قصص صحفيين فلسطينيين من جحيم غزة

خائفون على مصير عائلاتهم، يواجهون خطر الاغتيال، ينامون بالخيام، يتنقلون على ظهور الدواب، يواجهون أسوأ بيئة لممارسة الصحافة في العالم.. إنها قصص صحفيين فلسطينيين في صراع مستمر بين الحفاظ على حياتهم وحياة أسرهم والحفاظ على قيمة الحقيقة في زمن الإبادة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 23 يونيو, 2024
حارس البوابة الجديد.. كيف قيدت الخوارزميات نشر أخبار الحرب على غزة؟

ازدادت وتيرة القيود التي تضعها وسائل التواصل الاجتماعي على المحتوى الفلسطيني منذ هجوم السابع من أكتوبر. الكثير من وسائل الإعلام باتت تشتكي من حذف محتواها أو تقييد الوصول إليه مما يؤثر بشكل مباشر على طبيعة التغطية.

عماد المدولي نشرت في: 18 يونيو, 2024
هروب الصحفيين من اليمن.. "الهجرة" كحل أخير

فروا من جحيم الحرب في اليمن بحثا عن موطن آمن للعيش، سلكوا طريقا مليئا بالمخاطر هروبا من القبضة الأمنية التي لم تترك للصحفيين فرصة لممارسة عملهم. وعلى مدار سنوات تعرضوا للقتل والخطف والتهديد، ما جعل بعضهم مضطرا إلى مغادرة الوطن، في هذا التقرير نرصد عددا من تجارب الصحفيين اليمنيين.

منار البحيري نشرت في: 14 يونيو, 2024
الاستشراق والإمبريالية وجذور التحيّز في التغطية الغربية لفلسطين

تقترن تحيزات وسائل الإعلام الغربية الكبرى ودفاعها عن السردية الإسرائيلية بالاستشراق والعنصرية والإمبريالية، بما يضمن مصالح النخب السياسية والاقتصادية الحاكمة في الغرب، بيد أنّها تواجه تحديًا من الحركات العالمية الساعية لإبراز حقائق الصراع، والإعراب عن التضامن مع الفلسطينيين.

جوزيف ضاهر نشرت في: 9 يونيو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
"صحافة الهجرة" في فرنسا: المهاجر بوصفه "مُشكِلًا"

كشفت المناقشات بشأن مشروع قانون الهجرة الجديد في فرنسا، عن الاستقطاب القوي حول قضايا الهجرة في البلاد، وهو جدل يمتد إلى بلدان أوروبية أخرى، ولا سيما أن القارة على أبواب الحملة الانتخابية الأوروبية بعد إقرار ميثاق الهجرة. يأتي ذلك في سياق تهيمن عليه الخطابات والمواقف المعادية للهجرة، في ظل صعود سياسي وشعبي أيديولوجي لليمين المتشدد في كل مكان تقريبا.

أحمد نظيف نشرت في: 5 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
كيف نفهم تصدّر موريتانيا ترتيب حريّات الصحافة عربياً وأفريقياً؟

تأرجحت موريتانيا على هذا المؤشر كثيرا، وخصوصا خلال العقدين الأخيرين، من التقدم للاقتراب من منافسة الدول ذات التصنيف الجيد، إلى ارتكاس إلى درك الدول الأدنى تصنيفاً على مؤشر الحريات، فكيف نفهم هذا الصعود اليوم؟

 أحمد محمد المصطفى ولد الندى
أحمد محمد المصطفى نشرت في: 8 مايو, 2024
"انتحال صفة صحفي".. فصل جديد من التضييق على الصحفيين بالأردن

المئات من الصحفيين المستقلين بالأردن على "أبواب السجن" بعد توصية صادرة عن نقابة الصحفيين بإحالة غير المنتسبين إليها للمدعي العام. ورغم تطمينات النقابة، فإن الصحفيين يرون في الإجراء فصلا جديدا من التضييق على حرية الصحافة وخرق الدستور وإسكاتا للأصوات المستقلة العاملة من خارج النقابة.

بديعة الصوان نشرت في: 28 أبريل, 2024
إسرائيل و"قانون الجزيرة".. "لا لكاتم الصوت"

قتلوا صحفييها وعائلاتهم، دمروا المقرات، خاضوا حملة منظمة لتشويه سمعة طاقمها.. قناة الجزيرة، التي ظلت تغطي حرب الإبادة الجماعية في زمن انحياز الإعلام الغربي، تواجه تشريعا جديدا للاحتلال الإسرائيلي يوصف بـ "قانون الجزيرة". ما دلالات هذا القانون؟ ولماذا تحاول "أكبر ديمقراطية بالشرق الأوسط" إسكات صوت الجزيرة؟

عمرو حبيب نشرت في: 22 أبريل, 2024
هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلق الصوتي في الإعلام؟

يضفي التعليق الصوتي مسحة خاصة على إنتاجات وسائل الإعلام، لكن تطور تطبيقات الذكاء الاصطناعي يطرح أسئلة كبرى من قبيل: هل يهدد الذكاء الاصطناعي مستقبل المعلقين الصوتيين؟ وما واقع استخدامنا لهذه التطبيقات في العالم العربي؟

فاطمة جوني نشرت في: 18 أبريل, 2024
تعذيب الصحفيين في اليمن.. "ولكن السجن أصبح بداخلي"

تعاني اليمن على مدى عشر سنوات واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إن لم تكن الأسوأ على الإطلاق. يعمل فيها الصحفي اليمني في بيئة معادية لمهنته، ليجد نفسه عُرضة لصنوف من المخاطر الجسيمة التي تتضمن القتل والخطف والاعتقال والتهديد وتقييد حرية النشر والحرمان من حق الوصول إلى المعلومات.

سارة الخباط نشرت في: 5 أبريل, 2024
صدى الأصوات في زمن الأزمات: قوة التدوين الصوتي في توثيق الحروب والنزاعات

في عالم تنتشر فيه المعلومات المضلِّلة والأخبار الزائفة والانحيازات السياسية، يصبح التدوين الصوتي سلاحا قويا في معركة الحقيقة، ما يعزز من قدرة المجتمعات على فهم الواقع من منظور شخصي ومباشر. إنه ليس مجرد وسيلة للتوثيق، بل هو أيضا طريقة لإعادة صياغة السرديات وتمكين الأفراد من إيصال أصواتهم، في أوقات يكون فيها الصمت أو التجاهل مؤلما بشكل خاص.

عبيدة فرج الله نشرت في: 31 مارس, 2024
عن دور المنصات الموجهة للاجئي المخيمات بلبنان في الدفاع عن السردية الفلسطينية

كيف تجاوزت منصات موجهة لمخيمات اللجوء الفلسطينية حالة الانقسام أو التجاهل في الإعلام اللبناني حول الحرب على غزة؟ وهل تشكل هذه المنصات بديلا للإعلام التقليدي في إبقاء القضية الفلسطينية حية لدى اللاجئين؟

أحمد الصباهي نشرت في: 26 مارس, 2024
العلوم الاجتماعيّة في كليّات الصحافة العربيّة.. هل يستفيد منها الطلبة؟

تدرس الكثير من كليات الصحافة بعض تخصصات العلوم الاجتماعية، بيد أن السؤال الذي تطرحه هذه الورقة/ الدراسة هو: هل يتناسب تدريسها مع حاجيات الطلبة لفهم مشاكل المجتمع المعقدة؟ أم أنها تزودهم بعدة نظرية لا تفيدهم في الميدان؟

وفاء أبو شقرا نشرت في: 18 مارس, 2024
عن إستراتيجية طمس السياق في تغطية الإعلام البريطاني السائد للحرب على غزّة

كشف تحليل بحثي صدر عن المركز البريطاني للرقابة على الإعلام (CfMM) عن أنماط من التحيز لصالح الرواية الإسرائيلية ترقى إلى حد التبني الأعمى لها، وهي نتيجة وصل إليها الباحث عبر النظر في عينة من أكثر من 25 ألف مقال وأكثر من 176 ألف مقطع مصور من 13 قناة تلفزيونية خلال الشهر الأول من الحرب فقط.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 13 مارس, 2024