الصحافة في زمن الحرب: مذكرات صحفي سوداني

في ثنايا الصراع القائم في السودان، توقفت معظم الصحف الورقية منذ اليوم الأول من الحرب في السودان. وظلت الصحافة الرقمية تحاول اللحاق بالأحداث المتسارعة في أنحاء البلاد وردود الفعل الدولية والإقليمية عليها، وسط ركام من الدعاية الحربية المضللة.

خرجتُ من الخرطوم في اليوم الخامس والسبعين من اندلاع الحرب، تنقلت خلالها بين ثلاثة أحياء مختلفة في جنوب الخرطوم، وواجهت العديد من التحديات، وعملت في أوضاع صعبة. اضطررت في كثير من الأحيان إلى العمل عاري الصدر بسبب حرارة الجو خلال ساعات النهار أو الجلوس إلى شاشة الحاسوب ليلا في الظلام، ولا سيما مع الانقطاعات المتكررة والطويلة للكهرباء، فضلا عن العمل جالسا على أمشاط قدمي فوق أسطح البنايات وسط أزيز الطائرات الحربية وأصوات القذائف للحصول على اتصال شبه مستقر بالإنترنت.

 

صعوبات وتحديات

واجه الصحفيون في السودان خلال الحرب صعوبات كبيرة في الوصول إلى المعلومات وسط أكوام من الأخبار الزائفة والمضللة التي تضج بها وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن سيل الاتهامات المتبادلة بين الطرفين المتحاربين.

وفي حين يتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو عن أحداث مهمة خلال الحرب، نضطر إلى إرجاء النشر أحيانا ساعات عديدة في انتظار بيان رسمي أو تأكيد من مصادر مستقلة لتفادي الوقوع في فخ التضليل أو الترويج لرواية أحد طرفي النزاع.

 

المعايير المهنية

من أهم التحديات التي واجهت الصحفيين والإعلاميين في السودان -وما تزال تواجههم مع انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف- هو الالتزام بالنزاهة الصحفية وقواعد المهنة وأخلاقياتها، وتنحية مواقفهم الشخصية جانبا تجاه حرب هم أهمّ شهودها وأبرز ضحاياها.

حاولنا الالتزام بالمعايير المهنية في تناولنا الصحفي للأحداث اليومية خلال الحرب في السودان، وكنا من ضمن منصات قليلة في السودان لم تقع في شرك الانحياز السافر إلى هذا الطرف أو ذاك. لم نستخدم مثلا وصف "ميليشيا" مع "الدعم السريع" مثلما فعلت معظم المنصات الإخبارية المؤيدة للجيش، كما لم نتبنّ رواية "الدعم السريع" بشأن إحالة مسؤولية الحرب إلى "فلول النظام البائد". وفي المقابل، انصبّ اهتمامنا على معاناة المدنيين جراء الحرب، ورصد الانتهاكات الجسيمة في حقهم، بعيدا عن فخاخ الدعاية الحربية التي تتوسل بالمنصات الإعلامية ورغبتها في السبق الصحفي لخدمة أهدافها العسكرية والسياسية.

من أهم التحديات التي واجهت الصحفيين والإعلاميين في السودان -وما تزال تواجههم مع انتشار خطاب الكراهية والتحريض على العنف- هو الالتزام بالنزاهة الصحفية وقواعد المهنة وأخلاقياتها، وتنحية مواقفهم الشخصية جانبا تجاه حرب هم أهمّ شهودها وأبرز ضحاياها.

نزوح داخلي

قضيت الشهر الأول من الحرب متنقلا بين شقتي ومنزل العائلة مسافة ثلث ساعة بالأرجل يوميا. أذهب إلى الشقة في الصباح أو بعد الظهر لأن حالة الشبكة فيها أفضل، وأعود إلى منزل العائلة في المساء للمبيت وإعادة شحن حاسوبي وهاتفي المحمولين عبر محول طاقة كنا ندّخره لمثل هذه الأيام، ولا سيما خلال الانقطاعات الطويلة للكهرباء. كنت أحرص على تحرير الأخبار باستعمال هاتفي المحمول لسهولة شحنه مقارنةً بالحاسوب الشخصي الذي لم أكن أفتحه إلا لنشر المواد الصحفية على الموقع الإلكتروني. انتقلت بعد ذلك إلى حي آخر أبعد نسبيا عن مناطق الاشتباكات، لكنها سرعان ما امتدت إليه؛ إذ شهد اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتياطي المركزي (قوة شرطية) وعناصر من "الدعم السريع"، قبل أن تسقط القذائف عشوائيا على الحي والأحياء المجاورة خلال محاولات "الدعم السريع" السيطرة على مقر رئاسة الاحتياطي المركزي جنوب الخرطوم. كنت في سطح المنزل أحرر خبرا لنشره على الموقع حين سقطت قذيفة على بعد بيتين فقط، محدثةً دويًّا عنيفا، بينما سقطت قذائف أخرى على مواقع أبعد. صورت أعمدة الدخان وهي تتصاعد من المنزل من موقعي ذاك، قبل أن أصل إلى مكان سقوط القذيفة للتحقق من الوضع ميدانيا، لكن –والحمد لله– لم تقع إصابات وسط السكان بالقذيفة التي صادف أنها سقطت على منزل غادره أهله هربا من جحيم الحرب.

لم نستخدم مثلا وصف "مليشيا" مع "الدعم السريع" مثلما فعلت معظم المنصات الإخبارية المؤيدة للجيش، كما لم نتبنّ رواية "الدعم السريع" بشأن إحالة مسؤولية الحرب إلى "فلول النظام البائد".

رحلة الخروج

بعد سقوط رئاسة الاحتياطي المركزي بالخرطوم في يد "الدعم السريع" في أواخر حزيران/يونيو 2023، انتشرت قواته بشكل كبير في الطريق الرئيس وبدأت في نهب فرعٍ لبنك الخرطوم حتى قبل سقوط "الاحتياطي" بساعات، قبل أن تبدأ في اقتحام البيوت المجاورة للطريق. كان البيت بعيدا نسبيا عن الطريق، وهو ما منحَنا بعض الوقت لترتيب أمورنا. وفي ظهر اليوم التالي لسقوط "الاحتياطي" حضرت قوة من "الدعم السريع" وطرقت باب بيتنا ضمن بيوت أخرى في الحي؛ كانوا أربعة أفراد أو خمسة، ثلاثة منهم بالزي الرسمي، على متن عربة "بوكس" تجر أخرى –كان من الواضح أنها منهوبة– بحبل، ويبحثون عن عربات أخرى. سألَنا أحدُهم عن أماكن العربات، وبيوت ضباط الجيش والشرطة و"كيزان" (عناصر النظام السابق) الحي، قبل أن يحضر آخر كان منشغلا بهاتفه وبدا عليه أنه قائدهم ويأمر أحدَنا بالتمدد على الأرض من دون أي سبب واضح. نلنا نصيبنا من التهديد والوعيد. كانت تلك أول دفعة من "الدعم السريع" تدخل إلى الحي، وقدّرنا أن الدفعات الأخرى قد تأتي بدوافع أخطر. وقررنا ألا نبقى لنعرف ما سيحدث، ولا سيما مع ازدياد حركة النازحين من الأحياء المجاورة عبر الشوارع الداخلية؛ إذ شكا أغلبهم من سوء المعاملة، وقال بعضهم إن عناصر من "الدعم السريع" طردتهم من منازلهم وحذرتهم من العودة إليها.

وصلنا إلى موقف لحافلات السفر يقع بين طريقين رئيسين في جنوب الخرطوم أحدهما تحت سيطرة الجيش والآخر تنتشر فيه عناصر "الدعم السريع". كان المكان يضج بالناس مع أن الوقت كان باكرا. لم نتمكن من السفر يومئذ واضطررنا إلى المبيت في الشارع. كنا نحو 40 رجلا، بيننا نساء وأطفال، ولم يتمكن معظمنا من النوم بسبب أصوات الرصاص التي لم تنقطع طوال الليل، ناهيك عن حركة الدراجات النارية وشجار السكارى والعصابات من حولنا. لم نتمكن من التحرك إلا بعد ظهر اليوم الثاني، سلَكت الحافلة طرقًا فرعيةً مهجورة غالبًا لتفادي الاشتباكات، وصادفنا في الطريق نقاط تفتيش عديدة تتبع للدعم السريع، وفُتشنا عشرات المرات، قبل أن نغادر الخرطوم. وطوال الرحلة وخلال الاستجوابات المتكررة في نقاط التفتيش تجنبت إبراز بطاقتي الصحفية، وكنت أعرّف نفسي –كلما سُئلت– بأني "مهندس"، وساعدني في هذا التمويه أن مهنتي على أوراقي الثبوتية، بما فيها بطاقتي الشخصية، ما تزال مكتوبة "مهندس" لحسن الحظ.

أعرف صحفيين سودانيين اضطروا إلى إخفاء هويتهم الصحفية في نقاط التفتيش تجنبا للمضايقات والاتهامات التي يمكن أن يتعرضوا لها حال اكتشاف أمرهم؛ فالصحافة في زمن الحرب جريمة في نظر المتحاربين.

طوال الرحلة وخلال الاستجوابات المتكررة في نقاط التفتيش تجنبت إبراز بطاقتي الصحفية، وكنت أعرّف نفسي –كلما سُئلت– بأني "مهندس"، وساعدني في هذا التمويه أن مهنتي على أوراقي الثبوتية، بما فيها بطاقتي الشخصية، ما تزال مكتوبة "مهندس" لحسن الحظ.

تعرض الصحفيون في السودان -ولا سيما في مناطق النزاع- لانتهاكات جسيمة زادت وتيرتها وتسارعت منذ بداية الحرب؛ إذ بلغت نحو 250 انتهاكا حتى أيلول/سبتمبر 2023 بحسب تقرير نقابة الصحفيين السودانيين، وتشمل الانتهاكات: المنع من النشر، والاعتقال، والاختفاء القسري، والتهديد، والضرب والتعذيب والإصابات الجسدية، وصولا إلى القتل. وتشير إحصاءات غير رسمية إلى تسجيل أكثر من 70 حالة اعتداء مباشر على منازل صحفيين وصحفيات خلال الحرب في السودان.

 

العمل من الأطراف

بعد وصولي إلى قرية صغيرة شمالي السودان، حيث يصعب الحصول على خدمة الإنترنت، اضطررت إلى ربط جهاز "الراوتر" على عصا بطول ستة أمتار وتثبيته على الجدار على نحو يكون معه الجهاز فوق السطح بثلاثة أمتار على الأقل؛ للحصول على خط واحد أو خطين فقط من الشبكة التي لم تكن تسعفني لمتابعة المستجدات الحربية والإنسانية على الأرض.

انتقلتُ بعد ذلك إلى شرقي السودان بحثا عن شبكة اتصالات أفضل، لكن انقطاعات الكهرباء المتكررة لم تكن تسهل مهمة الوصول إلى المعلومات اللازمة ولا نشرها. عملت من مواقع عدة خلال شهرين قضيتهما في الشرق؛ من غرفتي في الفندق، ومسكني الذي انتقلت إليه لاحقا، ومن مقاهٍ ومطاعم، وأحيانًا من الشارع.

ومع ارتفاع تكاليف المعيشة في الولايات وسوء خدمات الإنترنت والكهرباء، لم يجد كثير من الصحفيين بدًا من مغادرة البلاد للتمكن من متابعة أعمالهم والإيفاء بالتزاماتهم المهنية.

يكابد الصحفيون في السودان مخاطر كبيرة خلال الحرب، ويواجهون ضغوطا كبيرة للانحياز إلى أحد طرفي النزاع وتهما بالانحياز، دون أي اعتبار لحقوقهم بموجب قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.

في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أي بعد نحو ستة أشهر من بدء الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع، غادرتُ السودان صوب دولة أفريقية. ومع توفر خدمات الإنترنت، إلا أنها لم تكن كافية للتواصل مع المصادر على الأرض، فاكتفينا في معظم الأحيان بالبيانات الرسمية والتصريحات الإعلامية للمسؤولين والفاعلين السياسيين، لتناول القضايا والأحداث المتعلقة بالحرب في السودان.

يكابد الصحفيون في السودان مخاطر كبيرة خلال الحرب، ويواجهون ضغوطا كبيرة للانحياز إلى أحد طرفي النزاع وتهما بالانحياز، دون أي اعتبار لحقوقهم بموجب قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي. وفي حين يعمل كثير منهم من الداخل وسط مخاوف من الاعتقال والتعذيب وحتى القتل أحيانا، خسِر آخرون وظائفهم مع إغلاق الصحف وتوقف القنوات والإذاعات المحلية. وفقَد 80‎ بالمئة من الزميلات الصحفيات وظائفهن جراء الحرب حسب تقديرات نقابة الصحفيين السودانيين. ومع ذلك، يواصل الصحفيون في السودان عملهم في بيئة خطرة ومعادية في معظم الأحيان، ليؤدوا رسالتهم تجاه الناس. ليس من السهل أن نغيّر الواقع، لكننا على الأقل نحاول أن نوصل صوت المستضعفين المنسيين إلى العالم، وفق ما تقول شهيدة الصحافة شيرين أبو عاقلة.

 

المزيد من المقالات

كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025
شيرين أبو عاقلة.. الحضور والغياب

اغتال الاحتلال الإسرائيلي الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة كما اغتال مئات الصحفيين في غزة، لكنها لا تزال مؤثرة في المشهد الصحفي الفلسطيني والعالمي، ولا تزال تغطياتها الميدانية على مدار سنوات، تشكل درسا مهنيا للصحفيين، ووثيقة تدين الاحتلال إلى الأبد.

Linda Shalash
لندا شلش نشرت في: 23 فبراير, 2025
الوقفة أمام الكاميرا.. هوية المراسل وبصمته

ماهي أنواع الوقفات أمام الكاميرا؟ وما وظائفها في القصة التلفزيونية؟ وكيف يمكن للصحفي استخدامها لخدمة زوايا المعالجة؟ الزميل أنس بنصالح، الصحفي بقناة الجزيرة، راكم تجربة ميدانية في إنتاج القصص التلفزيونية، يسرد في هذا المقال لماذا تشكل الوقفة أمام الكاميرا جزءا أصيلا من التقارير الإخبارية والإنسانية.

أنس بن صالح نشرت في: 18 فبراير, 2025
قتل واستهداف الصحفيين.. لماذا تفلت إسرائيل من العقاب؟

لماذا تفلت إسرائيل من العقاب بعد قتلها أكثر من 200 صحفي؟ هل بسبب بطء مساطر وإجراءات المحاكم الدولية أم بسبب فشل العدالة في محاسبة الجناة؟ ألا يشجع هذا الإفلات على استهداف مزيد من الصحفيين وعائلاتهم ومقراتهم؟

ناصر عدنان ثابت نشرت في: 16 فبراير, 2025
الصحفيون الفريلانسرز.. تجارب عربية في مواجهة "الحرس القديم"

في الأردن كما في لبنان ما يزال الصحفيون الفريلانسرز يبحثون عن الاعترافيْن النقابي والقانوني. جيل جديد من الصحفيين إما متحررين من رقابة مؤسسات وسائل الإعلام أو اضطرتهم الظروف للعمل كمستقلين يجدون أنفسهم في مواجهة "حرس قديم" يريد تأميم المهنة.

بديعة الصوان, عماد المدولي نشرت في: 12 فبراير, 2025
العنف الرقمي ضد الصحفيات في لبنان

تواجه الصحفيات اللبنانيات أشكالا مختلفة من العنف الرقمي يصل حد التحرش الجنسي والملاحقات القضائية و"المحاكمات الأخلاقية" على وسائل التواصل الاجتماعي. تحكي الزميلة فاطمة جوني قصص صحفيات وجدن أنفسهن مجردات من حماية المنظمات المهنية.

فاطمة جوني نشرت في: 9 فبراير, 2025
الصحافة والجنوب العالمي و"انتفاضة" مختار امبو

قبل أسابيع، توفي في العاصمة السنغالية داكار أحمد مختار امبو، الذي كان أول أفريقي أسود يتولى رئاسة منظمة دولية كبر

أحمد نظيف نشرت في: 3 فبراير, 2025