صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

لا تجربة أقسى من معايشة المدنيين لأهوال الحرب، فكيف لو كانت حرب إبادة شاملة يشنها من يملك القوة ويتسلح بالقدرة الغاشمة لاستخدامها على شعب يرزح تحت الاحتلال والحصار منذ عقود؟ وكيف لو استغرق فيها المحتل وقته مستغلا ما يتمتع به من حصانة ودعم من المجتمع الدولي، فامتدّ عمرها أشهرا طويلة ضمن بقعة ضيقة مغلق عليها بالكامل؟

هذا هو واقع الحال في غزة منذ أكتوبر الماضي، حين أصبح كل سكانها مجبرين على معاينة أشكال الألم كافة واختبار شتى صنوف الفزع والخذلان، في ظل احتمالات الموت المفتوحة وحالة العجز أمام اضطرار النزوح ونقص الملجأ والغذاء والدواء. إلا أن كثيرا من تفاصيل هذه المعاناة لم يكن ليصل إلى العالم لولا عدسة الكاميرا التي حملتها الصحفيات والصحفيون في غزة على الرغم من الظروف القاهرة والاستهداف المباشر. ومع احتفال العالم في الأيام الماضية باليوم العالمي للمرأة، أتيحت لنا فرصة الحديث مع عدد من الصحفيات الفلسطينيات في القطاع، لتوثيق طرف من أشكال المعاناة المضاعفة التي يتعرضن لها. 

 

الصحافة في غزة.. مهنة برسم الاستهداف الإسرائيلي

يُعدّ اختيار كثير من النساء الفلسطينيات مهنة الصحافة والإصرار على ممارستها رغم ما تمثّله من مخاطر في سياق الاحتلال، دليلا مهما على نضال المرأة الفلسطينية ودورها الجبار الذي كان له أكبر الأثر في المشهد الإعلامي الفلسطيني؛ فقد تمسكت الصحفيات الفلسطينيات بدور رائد في ميدان العمل الصحفي، ولا سيما خلال المواجهات مع الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، سواء في تغطية الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى أو الاعتداءات على مخيم جنين ومدينة نابلس وغيرها من مدن الضفة الغربية، وصولا إلى الدور الفاعل في تغطية حرب الإبادة التي يمارسها المحتل على أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

يحصل هذا رغم الوعي بأن مهنة الصحافة في فلسطين غير محمية، وأنّه لا الدروع ولا الخوذ ولا القوانين التي تنص على حماية الصحفيين تكفل توفير أي حماية من جرائم الاحتلال أو تدفع إلى التورع عن الاستهداف المباشر لأي صحفي أو صحفية فلسطينية، بخلاف ما يتمتع به نسبيا صحفيون آخرون في أماكن نزاع مختلفة.  

فبحسب تقرير صدر عن لجنة حماية الصحفيين، فإن الحرب الجارية على غزة كانت هي "الأكثر دموية" على الإطلاق بالنسبة للصحفيين؛ إذ كانت السبب في مقتل أكبر عدد من العاملين في المؤسسات الإعلامية في مكان واحد وفي أثناء فترة وجيزة نسبيا خلال الشهرين الأخيرين من العام 2023، وهو ما تَواصَل على أشدّه خلال العام 2024 بحسب ما تبين اللجنة وغيرها من المؤسسات التي ترصد الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين.

 

الصحافة في غزة.. أعمال شاقة 

"أنا مش بس صحفية، أنا أم وزوجة وأخت، يعني قلبي مقسوم مليون شقفة خلال رحلة نزوحي واختياري الاستمرار في عملي الصحفي".

بهذه الكلمات وخلال حديثنا الخاص معها لخّصت الصحفية نور السويركي التي تعمل لصالح تلفزيون الشرق سوء الأوضاع التي تعيشها الصحفيات في قطاع غزة، مشيرة إلى صمودهن في الميدان رغم العراقيل التي تفرضها عليهن عمليات جيش الاحتلال والواقع الذي فرضه على الأرض.

وأشارت سويركي إلى سوء الحالة الصحية والمعيشية التي تعاني منها الصحفيات في القطاع، وهو ما يتفاقم أثره بالنظر إلى انعدام أي مساحة من الخصوصية التي تسمح بأي قدر من الراحة أو الاستشفاء؛ فالعديد من الصحفيات العاملات في الميدان اضطررن إلى المبيت في خيم مكشوفة على أرصفة الطريق من دون توفير أدنى مقومات الحماية والنظافة الشخصية، ووسط دوامة من الفوضى والذعر.

في السياق ذاته، سلطت نور الضوء على جانب من المشقّة النفسية الفظيعة التي تعيشها النساء في غزة، ومنهن الصحفيات في الميدان اللواتي يُحرمن من ممارسة أمومتهن كما ينبغي لأي أم وطفلها، وهو ما يترك أثرا نفسيا مدمرا عليهن. فقد أوضحت نور في حديثها أن هناك العديد من الصحفيات اللاتي لم يلتقين بأبنائهن طيلة الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب على غزة؛ بسبب محاصرتهن لأسابيع في الميدان خلال تأدية العمل الصحفي، وتهجير عائلاتهن من مكان إلى آخر بسبب توغّل جيش الاحتلال في عملياته البرية واستهدافه حتى أماكن النزوح الآمنة.

من جانبها أكدت منى خضر، الصحفية في شبكة "نوى"، أن الظروف الصعبة التي تعيشها الصحفيات في قطاع غزة لا تنفصل عن حرب التجويع واستمرار الهجمات العشوائية التي تشنها إسرائيل على القطاع وسكانه، وهو ما أدى إلى عدم وجود أماكن ملائمة للعمل الصحفي الآمن، ولا سيما مع انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصال بشكل متواصل خلال أكثر من 160 يوما من الحرب. تقول خضر عن كارثة النزوح: "تنقلنا بين عدة مناطق في غزة، محاوَلَةً لإيجاد مكان آمن، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل؛ ففي غزة لا يوجد مكان آمن على الإطلاق ولا يحميك درع الصحافة ولا خوذتها".

وأضافت خضر: "حالة عدم الاستقرار في العمل التي تعاني منها الصحفيات في غزة جاءت بسبب الاجتياحات المستمرة للأماكن الآمنة التي يوجد بها الصحفيون؛ كالمستشفيات وجمعيات الهلال الأحمر"، موضحة في حديثها أن هناك العديد من المؤسسات المحلية تحاول بشتى الطرق توفير ظروف عمل استثنائية نسبيا لتسهيل عمل الصحفيات، مثل مؤسسة "فلسطينيات" التي عملت على تجهيز خيم خاصة مزودة بالكهرباء والإنترنت لتسهيل عملهن داخل مخيمات النزوح.

في السياق ذاته، نوّهت خضر إلى تحديات مادية تجعل مواصلة العمل الصحفي مستحيلا، ولا سيما مع فقدان عدد من الصحفيّات المعدات الصحفية الأساسية خلال رحلات النزوح القسري من مكان إلى آخر، ما أدى إلى خسارة العديد منهن لأعمالهن، ولا سيما أولئك اللواتي يعملن مع المؤسسات المحلية.

 كما وصفت لنا خضر وجها آخر للمعاناة الرهيبة، إذ بينت حالة الصدمة التي تعيشها الصحفيات العاملات في الميدان؛ فقد حصل في عديد المرات عند وصول صحفية إلى المستشفى للتغطية أن تصيبها الصدمة عند رؤية أفراد من أسرتها بين الضحايا والمصابين، وهي حالة تكاد تكون غير مسبوقة في العمل الصحفي المهنيّ، ولا سيما مع تسجيل عدد كبير من مواقف مماثلة.

 

الصحفيات في غزة.. قسوة الحياة واستحالة العمل

" والله كتير هيك! 10 ساعات واقفة في طابور بس عشان أقدر أحصل على قزازة ميا؟"

بهذه الكلمات وصفت لنا الصحفية المستقلة من قطاع غزة آمنة مشتهى حجم المأساة التي تعاني منها على غرار كل من ظلوا محاصرين في شمال القطاع. تخبرنا الصحفية الشابة أنها تعيش في دوامة من الصراع بين ممارسة عملها الميداني ووقوفها في طوابير الانتظار لسد احتياجات أسرتها، وقد تضاعفت هذه الأعباء بخاصّة بعد استشهاد شقيقيها في استهداف إسرائيلي مباشر لمنزلهم في حي الشجاعية.

تقول مشتهى، التي انتهى بها الحال في خيمة قرب مجمع الشفاء الطبي: "لا يتوفر لنا أي نوع من الحماية بصفتنا صحفيين، كلنا في غزة بالنسبة للمحتل كوب دم دافئ".

وتكمل مشتهى سرد معاناتها، فتتحدث عن حجم المأساة التي تعاني منها النساء في شوارع غزة ومدارس الإيواء بعدما فقد معظم الناس بيوتهم. وبتنهيدة ثقيلة تخبرنا مختزلة معاناة كل الصحفيات بل ومعظم النساء النازحات في غزة: "أحلم بأن آكل وجبة آدمية واحدة أو أن أذهب إلى الحمام بمفردي من دون الوقوف على طابور انتظار منعدم الخصوصية".

وتضع آمنة مشتهى يدها على جرح النساء الحوامل في غزة، فتستذكر مشاهد ولادة ابنة عمها التي جاءها المخاض حينما اقتحم الجيش الإسرائيلي حي الرمال في مدينة غزة، فاضطرت إلى أن تمشي مسافات طويلة وهي تنزف على أمل أن تنجو وتضع جنينها الذي انتظرته طويلا، وانتهى بها الحال إلى فقده، في ظل غياب مطلق لأي دعم أو مساعدة. 

 

كاميرا ومايكروفون على خط النار

قتلت آلة الحرب الإسرائيلية 13 صحفية فلسطينية في غزة، جميعهنّ استشهدن في ظروف صعبة جدا، على غرار أقرانهن من الصحفيين الشهداء، الذين تجاوز عددهم 133 صحفيا، إضافة إلى المئات من الجرحى والمشرّدين من طواقم الأسرة الصحفية الفلسطينية الذين استُهدفوا وعائلاتهم بشكل مباشر منذ السابع من أكتوبر.

وقد أكّدت عدة جهات حقوقية دولية ومحلية، منها نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وجود استهداف متعمّد ومقصود من قوات الاحتلال للصحفيين في غزة ومنازلهم، ضمن سياسة التدمير وإبادة المجتمع المدني التي تتبعها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني بالعموم. وقد سُجّلت عدة حالات استهداف مباشر لصحفيين خلال وجودهم في منازلهم وسط عائلاتهم، إضافة إلى التدمير الممنهج لأكثر من 50 مؤسسة صحفية وإعلامية في قطاع غزة، في تجاهل كامل للقوانين والأعراف الدولية كافة التي تقضي بضرورة حماية الصحفيين والعاملين مع وسائل الإعلام وكل الأفراد المرتبطين بهم. 

هكذا ترتسم في قطاع غزة في هذه الحرب ملامح جلية لعمليات إبادة شاملة يمعن فيها الاحتلال بتجفيف منابع الحياة المدنية كافة، ويشمل ذلك استهداف الصحفيات والصحفيين، ضمن أنشطة عسكرية وحشية ترتكبها دولة الاحتلال على مرأى ومسمع من العالم أجمع في حق شعب محاصر منذ زهاء عقدين. وفي إزاء تواصل هذه الجريمة، سيشهد العالم بشكل متسارع تقويض مختلف المبادئ التي جرى الترويج لها على أنها قيم إنسانية مشتركة، وعلى رأسها الحق في الحياة والحرية والأمان بحسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واجتثاث أي توافق على قيم العدالة والمساواة وحرية التعبير التي تتغنى بها دول غربية وهي تمارس نقائض عملية عليها عبر تقديمها الدعم المادي والمعنوي المطلق للاحتلال في حربه الحالية على غزة. أما الصحفيات الفلسطينيات في فلسطين، فلن يعبأن كثيرا هذا العام بالسؤال عن حقوق المرأة وهن يواجهن وقائع هذا الموت المضاعف، ولن يكون ليوم الثامن من آذار كثير معنى بالنسبة لهن ولأبنائهن وذويهن، وهنّ محاطات بمخاطر الإبادة والتهجير والخذلان. 

المزيد من المقالات

التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. كيف يصبح الإعلام شريكا في الإبادة

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 27 مايو, 2025
كيف تتحرر الصحافة السورية من إرث الماضي؟

التركة التي خلفها نظام حزب البعث في سوريا مست كل هياكل الدولة في مقدمتها الصحافة التي كانت أداة مكينة في يد السلطة. سؤال الاستقلالية وبناء نموذج إعلامي في المرحلة الجديدة قائم على المساءلة، وينبغي أن يطرح بجرأة بحثية في هذا التوقيت الحساس.

Zainab Afifa
زينب عفيفة نشرت في: 20 مايو, 2025
عن أثر شيرين أبو عاقلة

قبل ثلاث سنوات من الآن، قتل الاحتلال الإسرائيلي الزميلة شيرين أبو عاقلة، صحفية قناة الجزيرة، لكن أثرها وثراء تجربتها المهنية والإنسانية جعل تأثيرها ممتدا في الزمن، يلاحق القتلة رغم أن العدالة ما تزال مفقودة.

حياة الحريري نشرت في: 11 مايو, 2025
الصحافة وسؤال المهنية في المراحل الانتقالية

هل تستطيع الصحافة أن تلعب دورًا فاعلًا في ترسيخ العدالة الانتقالية وسط هشاشة المؤسسات، وتضليل الروايات، وغياب التوافق المجتمعي؟ محمد زيدان، عضو هيئة تحرير مجلة الصحافة، يضيء على بعض التجارب الانتقالية وارتباطها بأدوار الصحافة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 9 مايو, 2025
هل تكفي شهادات الصحافة في العراق لدخول "سوق العمل"؟

المزيد من خريجي كليات الصحافة في العراق يعيشون البطالة، والمتهم الأول: المناهج الدراسية. تحاول هذه المقالة، بناء على رأي الفاعلين في عملية تدريس الصحافة سوق العمل، فهم الأسباب الحقيقية التي تجعل الفجوة تتسع بين الكلية والميدان.

Hassan Akram
حسن أكرم نشرت في: 6 مايو, 2025
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الانتخابات الأوروبية

ألغت المحكمة الدستورية في وقت سابق في رومانيا الانتخابات الرئاسية بسبب شبهات حول تأثير جهات أجنبية باستخدام منصات التواصل الاجتماعي. النقاش في أوروبا حول التدخل في الانتخابات وصل ذروته خاصة بعدما أعلن إيلون ماسك، مالك إكس، مساندته الصريحة لتيارات أقصى اليمين. هل أصبحت منصات التواصل الاجتماعي تهدد مستقبل الديمقراطية في العالم؟

عبد المجيد الفرجي نشرت في: 27 أبريل, 2025
في رواندا.. الإعلام شريكا في الإبادة وفي المصالحة

كان من النادر أن يحاكم صحفيون أمام قضاة المحكمة الجنائية الدولية بتهمة التحريض على الإبادة. في رواندا، ساهم الإعلام في تأجيج مشاعر الكراهية قبل أن يصبح فضاء للحوار والمصالحة في فترة ما بعد الانتقال رغم انتقادات واسعة لعدم استكمال مسار الانتقال. ما هي أسس هذا التحول؟ وكيف ساهمت الصحافة في تجاوز مرحلة حساسة من تاريخ البلد؟

جبرين أحمد عيسى نشرت في: 23 أبريل, 2025
"صحوة" الصحافة الإلكترونية في السودان وسؤال المهنية

أثر الصراع المسلح في السودان على الكثير من المؤسسات الإعلامية خاصة الورقية التي كانت إلى وقت قريب الأكثر تأثيرا. لجأ الصحفيون إلى إنشاء مواقع إلكترونية هربا من التعقيدات الإدارية والكلفة المادية المرتفعة، لكنها مغامرة لا تخلو من انتهاكات أخلاقية ومهنية تعزز في الكثير من الأحيان خطاب الكراهية.

أفراح تاج الختم نشرت في: 20 أبريل, 2025
"الانتقال الإعلامي" الموؤود في تونس

بشرت التجربة التونسية في الانتقال السياسي، بتحرير المجال الإعلامي من تركة الاستبداد السياسي المتوارثة من نظام بنعلي. في ظرف عشر سنوات فقط، وباستثناء تجارب قليلة، استحضرت أسس المرحلة الانتقالية، تحولت الكثير من وسائل الإعلام إلى واجهة للسلطة بينما غرق الإعلام الخاص فيما بات يسميه التونسيون بصحافة "بيع المستلزمات المنزلية".

عائشة غربي نشرت في: 9 أبريل, 2025
الصحافة المستقلة في سوريا والبحث عن ولادة جديدة

هل ستحرر المرحلة الجديدة في سوريات مساحات لحرية التعبير للصحفيين المستقلين؟ وما هي الضمانات المهنية التي يمكن أن تساعدهم في ممارسة أدوار الرقابة والمساءلة؟ وإلى أي مدى تشكل وسائل التواصل الاجتماعي فضاء حرا لممارسة الصحافة بعيدا عن قيود وسائل الإعلام الحكومية أو الممولة؟

رؤى الزين نشرت في: 5 أبريل, 2025
الإعلام المساند للثورة في سوريا.. سياقات النشأة وإكراهات الاستدامة

كيف نشأ الإعلام السوري المساند للثورة؟ وماهي مراحل تطوره ومصادر تمويله الأساسية؟ وهل استطاع الانتقال من النضال السياسي إلى ممارسة المهنة بمبادئها المؤسسة؟

ميس حمد نشرت في: 3 أبريل, 2025
هل تحتاج ليبيا إلى إعلام حكومي؟

في ليبيا تزداد مخاوف الصحفيين وشريحة كبيرة من الرأي العام من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لـ "إصلاح" الإعلام الحكومي. وبين التوجس من أن تصبح مؤسسات الإعلام تابعة لهيكل الدولة والآمال في مسايرة تطور المجتمع يطرح السؤال الكبير: هل تحتاج ليبيا ما بعد الثورة إعلاما حكوميا؟

عماد المدولي نشرت في: 27 مارس, 2025
لماذا الجزيرة 360؟

ما دوافع إطلاق منصة الجزيرة 360؟ وما الذي يميزها عن باقي المنصات الأخرى أو التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية؟ وما هي القيمة المضافة التي ستثري بها المحتوى العربي؟ وكيف استطاعت المنصة أن تصل إلى أكبر شريحة من الجمهور في وقت قصير؟

أفنان عوينات نشرت في: 6 مارس, 2025