صحفيات غزة.. حكايات موت مضاعف

لا تجربة أقسى من معايشة المدنيين لأهوال الحرب، فكيف لو كانت حرب إبادة شاملة يشنها من يملك القوة ويتسلح بالقدرة الغاشمة لاستخدامها على شعب يرزح تحت الاحتلال والحصار منذ عقود؟ وكيف لو استغرق فيها المحتل وقته مستغلا ما يتمتع به من حصانة ودعم من المجتمع الدولي، فامتدّ عمرها أشهرا طويلة ضمن بقعة ضيقة مغلق عليها بالكامل؟

هذا هو واقع الحال في غزة منذ أكتوبر الماضي، حين أصبح كل سكانها مجبرين على معاينة أشكال الألم كافة واختبار شتى صنوف الفزع والخذلان، في ظل احتمالات الموت المفتوحة وحالة العجز أمام اضطرار النزوح ونقص الملجأ والغذاء والدواء. إلا أن كثيرا من تفاصيل هذه المعاناة لم يكن ليصل إلى العالم لولا عدسة الكاميرا التي حملتها الصحفيات والصحفيون في غزة على الرغم من الظروف القاهرة والاستهداف المباشر. ومع احتفال العالم في الأيام الماضية باليوم العالمي للمرأة، أتيحت لنا فرصة الحديث مع عدد من الصحفيات الفلسطينيات في القطاع، لتوثيق طرف من أشكال المعاناة المضاعفة التي يتعرضن لها. 

 

الصحافة في غزة.. مهنة برسم الاستهداف الإسرائيلي

يُعدّ اختيار كثير من النساء الفلسطينيات مهنة الصحافة والإصرار على ممارستها رغم ما تمثّله من مخاطر في سياق الاحتلال، دليلا مهما على نضال المرأة الفلسطينية ودورها الجبار الذي كان له أكبر الأثر في المشهد الإعلامي الفلسطيني؛ فقد تمسكت الصحفيات الفلسطينيات بدور رائد في ميدان العمل الصحفي، ولا سيما خلال المواجهات مع الاحتلال على الأراضي الفلسطينية، سواء في تغطية الاقتحامات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى أو الاعتداءات على مخيم جنين ومدينة نابلس وغيرها من مدن الضفة الغربية، وصولا إلى الدور الفاعل في تغطية حرب الإبادة التي يمارسها المحتل على أهالي قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

يحصل هذا رغم الوعي بأن مهنة الصحافة في فلسطين غير محمية، وأنّه لا الدروع ولا الخوذ ولا القوانين التي تنص على حماية الصحفيين تكفل توفير أي حماية من جرائم الاحتلال أو تدفع إلى التورع عن الاستهداف المباشر لأي صحفي أو صحفية فلسطينية، بخلاف ما يتمتع به نسبيا صحفيون آخرون في أماكن نزاع مختلفة.  

فبحسب تقرير صدر عن لجنة حماية الصحفيين، فإن الحرب الجارية على غزة كانت هي "الأكثر دموية" على الإطلاق بالنسبة للصحفيين؛ إذ كانت السبب في مقتل أكبر عدد من العاملين في المؤسسات الإعلامية في مكان واحد وفي أثناء فترة وجيزة نسبيا خلال الشهرين الأخيرين من العام 2023، وهو ما تَواصَل على أشدّه خلال العام 2024 بحسب ما تبين اللجنة وغيرها من المؤسسات التي ترصد الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين.

 

الصحافة في غزة.. أعمال شاقة 

"أنا مش بس صحفية، أنا أم وزوجة وأخت، يعني قلبي مقسوم مليون شقفة خلال رحلة نزوحي واختياري الاستمرار في عملي الصحفي".

بهذه الكلمات وخلال حديثنا الخاص معها لخّصت الصحفية نور السويركي التي تعمل لصالح تلفزيون الشرق سوء الأوضاع التي تعيشها الصحفيات في قطاع غزة، مشيرة إلى صمودهن في الميدان رغم العراقيل التي تفرضها عليهن عمليات جيش الاحتلال والواقع الذي فرضه على الأرض.

وأشارت سويركي إلى سوء الحالة الصحية والمعيشية التي تعاني منها الصحفيات في القطاع، وهو ما يتفاقم أثره بالنظر إلى انعدام أي مساحة من الخصوصية التي تسمح بأي قدر من الراحة أو الاستشفاء؛ فالعديد من الصحفيات العاملات في الميدان اضطررن إلى المبيت في خيم مكشوفة على أرصفة الطريق من دون توفير أدنى مقومات الحماية والنظافة الشخصية، ووسط دوامة من الفوضى والذعر.

في السياق ذاته، سلطت نور الضوء على جانب من المشقّة النفسية الفظيعة التي تعيشها النساء في غزة، ومنهن الصحفيات في الميدان اللواتي يُحرمن من ممارسة أمومتهن كما ينبغي لأي أم وطفلها، وهو ما يترك أثرا نفسيا مدمرا عليهن. فقد أوضحت نور في حديثها أن هناك العديد من الصحفيات اللاتي لم يلتقين بأبنائهن طيلة الأشهر الثلاثة الأولى من الحرب على غزة؛ بسبب محاصرتهن لأسابيع في الميدان خلال تأدية العمل الصحفي، وتهجير عائلاتهن من مكان إلى آخر بسبب توغّل جيش الاحتلال في عملياته البرية واستهدافه حتى أماكن النزوح الآمنة.

من جانبها أكدت منى خضر، الصحفية في شبكة "نوى"، أن الظروف الصعبة التي تعيشها الصحفيات في قطاع غزة لا تنفصل عن حرب التجويع واستمرار الهجمات العشوائية التي تشنها إسرائيل على القطاع وسكانه، وهو ما أدى إلى عدم وجود أماكن ملائمة للعمل الصحفي الآمن، ولا سيما مع انقطاع التيار الكهربائي وشبكات الاتصال بشكل متواصل خلال أكثر من 160 يوما من الحرب. تقول خضر عن كارثة النزوح: "تنقلنا بين عدة مناطق في غزة، محاوَلَةً لإيجاد مكان آمن، ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل؛ ففي غزة لا يوجد مكان آمن على الإطلاق ولا يحميك درع الصحافة ولا خوذتها".

وأضافت خضر: "حالة عدم الاستقرار في العمل التي تعاني منها الصحفيات في غزة جاءت بسبب الاجتياحات المستمرة للأماكن الآمنة التي يوجد بها الصحفيون؛ كالمستشفيات وجمعيات الهلال الأحمر"، موضحة في حديثها أن هناك العديد من المؤسسات المحلية تحاول بشتى الطرق توفير ظروف عمل استثنائية نسبيا لتسهيل عمل الصحفيات، مثل مؤسسة "فلسطينيات" التي عملت على تجهيز خيم خاصة مزودة بالكهرباء والإنترنت لتسهيل عملهن داخل مخيمات النزوح.

في السياق ذاته، نوّهت خضر إلى تحديات مادية تجعل مواصلة العمل الصحفي مستحيلا، ولا سيما مع فقدان عدد من الصحفيّات المعدات الصحفية الأساسية خلال رحلات النزوح القسري من مكان إلى آخر، ما أدى إلى خسارة العديد منهن لأعمالهن، ولا سيما أولئك اللواتي يعملن مع المؤسسات المحلية.

 كما وصفت لنا خضر وجها آخر للمعاناة الرهيبة، إذ بينت حالة الصدمة التي تعيشها الصحفيات العاملات في الميدان؛ فقد حصل في عديد المرات عند وصول صحفية إلى المستشفى للتغطية أن تصيبها الصدمة عند رؤية أفراد من أسرتها بين الضحايا والمصابين، وهي حالة تكاد تكون غير مسبوقة في العمل الصحفي المهنيّ، ولا سيما مع تسجيل عدد كبير من مواقف مماثلة.

 

الصحفيات في غزة.. قسوة الحياة واستحالة العمل

" والله كتير هيك! 10 ساعات واقفة في طابور بس عشان أقدر أحصل على قزازة ميا؟"

بهذه الكلمات وصفت لنا الصحفية المستقلة من قطاع غزة آمنة مشتهى حجم المأساة التي تعاني منها على غرار كل من ظلوا محاصرين في شمال القطاع. تخبرنا الصحفية الشابة أنها تعيش في دوامة من الصراع بين ممارسة عملها الميداني ووقوفها في طوابير الانتظار لسد احتياجات أسرتها، وقد تضاعفت هذه الأعباء بخاصّة بعد استشهاد شقيقيها في استهداف إسرائيلي مباشر لمنزلهم في حي الشجاعية.

تقول مشتهى، التي انتهى بها الحال في خيمة قرب مجمع الشفاء الطبي: "لا يتوفر لنا أي نوع من الحماية بصفتنا صحفيين، كلنا في غزة بالنسبة للمحتل كوب دم دافئ".

وتكمل مشتهى سرد معاناتها، فتتحدث عن حجم المأساة التي تعاني منها النساء في شوارع غزة ومدارس الإيواء بعدما فقد معظم الناس بيوتهم. وبتنهيدة ثقيلة تخبرنا مختزلة معاناة كل الصحفيات بل ومعظم النساء النازحات في غزة: "أحلم بأن آكل وجبة آدمية واحدة أو أن أذهب إلى الحمام بمفردي من دون الوقوف على طابور انتظار منعدم الخصوصية".

وتضع آمنة مشتهى يدها على جرح النساء الحوامل في غزة، فتستذكر مشاهد ولادة ابنة عمها التي جاءها المخاض حينما اقتحم الجيش الإسرائيلي حي الرمال في مدينة غزة، فاضطرت إلى أن تمشي مسافات طويلة وهي تنزف على أمل أن تنجو وتضع جنينها الذي انتظرته طويلا، وانتهى بها الحال إلى فقده، في ظل غياب مطلق لأي دعم أو مساعدة. 

 

كاميرا ومايكروفون على خط النار

قتلت آلة الحرب الإسرائيلية 13 صحفية فلسطينية في غزة، جميعهنّ استشهدن في ظروف صعبة جدا، على غرار أقرانهن من الصحفيين الشهداء، الذين تجاوز عددهم 133 صحفيا، إضافة إلى المئات من الجرحى والمشرّدين من طواقم الأسرة الصحفية الفلسطينية الذين استُهدفوا وعائلاتهم بشكل مباشر منذ السابع من أكتوبر.

وقد أكّدت عدة جهات حقوقية دولية ومحلية، منها نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وجود استهداف متعمّد ومقصود من قوات الاحتلال للصحفيين في غزة ومنازلهم، ضمن سياسة التدمير وإبادة المجتمع المدني التي تتبعها إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني بالعموم. وقد سُجّلت عدة حالات استهداف مباشر لصحفيين خلال وجودهم في منازلهم وسط عائلاتهم، إضافة إلى التدمير الممنهج لأكثر من 50 مؤسسة صحفية وإعلامية في قطاع غزة، في تجاهل كامل للقوانين والأعراف الدولية كافة التي تقضي بضرورة حماية الصحفيين والعاملين مع وسائل الإعلام وكل الأفراد المرتبطين بهم. 

هكذا ترتسم في قطاع غزة في هذه الحرب ملامح جلية لعمليات إبادة شاملة يمعن فيها الاحتلال بتجفيف منابع الحياة المدنية كافة، ويشمل ذلك استهداف الصحفيات والصحفيين، ضمن أنشطة عسكرية وحشية ترتكبها دولة الاحتلال على مرأى ومسمع من العالم أجمع في حق شعب محاصر منذ زهاء عقدين. وفي إزاء تواصل هذه الجريمة، سيشهد العالم بشكل متسارع تقويض مختلف المبادئ التي جرى الترويج لها على أنها قيم إنسانية مشتركة، وعلى رأسها الحق في الحياة والحرية والأمان بحسب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، واجتثاث أي توافق على قيم العدالة والمساواة وحرية التعبير التي تتغنى بها دول غربية وهي تمارس نقائض عملية عليها عبر تقديمها الدعم المادي والمعنوي المطلق للاحتلال في حربه الحالية على غزة. أما الصحفيات الفلسطينيات في فلسطين، فلن يعبأن كثيرا هذا العام بالسؤال عن حقوق المرأة وهن يواجهن وقائع هذا الموت المضاعف، ولن يكون ليوم الثامن من آذار كثير معنى بالنسبة لهن ولأبنائهن وذويهن، وهنّ محاطات بمخاطر الإبادة والتهجير والخذلان. 

المزيد من المقالات

المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز بغزة

عن المحنة المزدوجة للصحفيين الفريلانسرز في غزة تروي الزميلة نور أبو ركبة قصة أربعة صحفيات وصحفيين مستقلين.

نور أبو ركبة نشرت في: 26 أغسطس, 2025
"لا أريدك صحفية يا ماما".. هل يملك صحفيو غزة ترف الغياب؟

هل يملك الصحفي الفلسطيني في غزة حرية "الغياب"؟ وكيف يوازن بين حياته المهنية والعائلية؟ وإلى أي مدى يمثل واجب التغطية مبررا لـ "التضحية" بالأسرة؟ هذه قصص ترويها الزميلة جنين الوادية عن تفاصيل إنسانية لا تظهر عادة على الشاشة.

جنين الوادية نشرت في: 24 أغسطس, 2025
اللغة تنحاز: كيف روت الصحافة السويدية حرب غزة؟

أظهرت نتائج تحقيق تحليلي أنجزته أنجزته صحيفة Dagens ETC على عينة ة من 7918 مادة خبرية منشورة في بعض المؤسسات الإعلامية السويدية انحيازا لغويا واصطلاحيا ممنهجا لصالح الروائية الإسرائيلية حول حرب الإبادة الجماعية المستمرة على غزة.

عبد اللطيف حاج محمد نشرت في: 19 أغسطس, 2025
الصحفي الفلسطيني كعدو "يجب قتله" في الإعلام الإسرائيلي

بعد اغتيال الصحفي أنس الشريف، ظهر الصحفي الفلسطيني في الإعلام الإسرائيلي كهدف عسكري مشروع ضمن إستراتيجية مصممة لإسكات شهود الحقيقة. يرصد هذا المقال جزءا من النقاشات في مؤسسات إعلامية عبرية تحرض وتبرر قتل الصحفيين في غزة.

Anas Abu Arqoub
أنس أبو عرقوب نشرت في: 14 أغسطس, 2025
تقاطعات الصحافة والعلوم الاجتماعية في الميدان

يمثل الميدان ذروة التقاطع بين الصحافة والعلوم الاجتماعية والإنسانية، ومع تعقد الظواهر، يرتدي الصحفي في الكثير من الأحيان عباءة السوسيولوجي دون أن يتخلى عن جوهر المهنة في المساءلة والبحث عن الحقائق المضادة لكل أشكال السلطة. إن هذا "اللجوء" لأدوات ومعارف العلوم الاجتماعية، يحسن جودة التغطية ويؤطر القصص بسياقاتها الأساسية.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 10 أغسطس, 2025
فيليب ماير وولادة "صحافة الدقّة".. قصّة كتاب غيّر الصحافة الأمريكية

شهدت الصحافة منذ ستينيات القرن الماضي تحولًا نوعيًا في أساليبها وأدواتها، كان من رواده الصحفي والأكاديمي الأمريكي فيليب ماير، فيما عُرف لاحقًا بـ"صحافة الدقة". في هذا المقال، نعود إلى كتاب ماير الموسوم بالعنوان ذاته، والذي قدّم فيه دعوة جريئة لتبني أدوات البحث العلمي في العمل الصحفي، خاصة تلك المشتقة من حقل العلوم الاجتماعية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 3 أغسطس, 2025
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

Al Jazeera Journalism Review
مجلة الصحافة نشرت في: 31 يوليو, 2025
واشنطن بوست أو حين تصبح اللغة غطاء للانحياز إلى إسرائيل

كيف اختلفت التغطية الصحفية لواشنطن بوست لقصف الاحتلال لمستشفيات غزة واستهداف إيران لمستشفى إٍسرائيلي؟ ولماذا تحاول تأطير الضحايا الفلسطينيين ضمن "سياق عملياتي معقد؟ ومتى تصبح اللغة أداة انحياز إلى السردية الإسرائيلية؟

Said Al-Azri
سعيد العزري نشرت في: 30 يوليو, 2025
القصة الإنسانية في غزة.. الحيرة القاتلة "عمن نحكي"!

في سياق تتسارع فيه وتيرة الإبادة الجماعية، هل يتجاوز "إيقاع" الموت بغزة قدرة الصحفيين على معالجة القصص الإنسانية؟ وكيف يطلب منهم التأني في كتابة القصص في ظروف الجوع والنزوح والموت؟ وإلى أي حد يمكن أن يشكل التوثيق اللاحق للحرب قيمة صحفية في حفظ الذاكرة الجماعية وملاحقة الجناة؟

Mirvat Ouf
ميرفت عوف نشرت في: 28 يوليو, 2025
معركة أن يبقى الصحفي حيا في غزة

صحفيون جوعى يغطون أخبار التجويع في غزة، يتناولون الملح للبقاء أحياء، يبيعون وسائل عملهم لتوفير "كيس دقيق" لأبنائهم"، يتحللون من "خجل" أن يطلبوا الغذاء علنا، يقاومون أقسى بيئة إعلامية للحفاظ على "التغطية المستمرة"..

Mona Khodor
منى خضر نشرت في: 24 يوليو, 2025
المجتمع العربي والصحافة الاستقصائية.. جدلية الثقافة والسلطة والمهنة

عندما تلقت صحيفة بوسطن غلوب الأمريكية أول بلاغ عن تعرض طفل لانتهاك جنسي داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية تجاهلت الصحيفة القصة في البداية، رغم تكرار البلاغات من ضحايا آخرين.

Musab Shawabkeh
مصعب الشوابكة نشرت في: 20 يوليو, 2025
الإعلام الرياضي في الجزائر.. هل أصبح منصة لنشر خطاب الكراهية؟

كيف انتقل خطاب الكراهية الرياضي في الجزائر من الشارع إلى مؤسسات الإعلام؟ وهل تكفي التشريعات القانونية للحد من تغذية الانقسام داخل المجتمع؟ وإلى أي مدى يمكن أن يلتزم الصحفيون بالموضوعية في ظل ضغوط شديدة من الجمهور؟ الصحفية فتيحة زماموش تحاور صحفيين رياضيين وأساتذة جامعيين، للبحث في جذور هذه الظاهرة.

فتيحة زماموش نشرت في: 15 يوليو, 2025
من "إعلان وفاة" إلى "مرثية".. "النعي" وقد أصبح نمطا صحفيا

أصبح النعي الإعلامي للشخصيات العامة المؤثرة نمطا/ جنسا صحفيا راسخا في الكثير من المؤسسات الإعلامية العالمية يتولاه كبار الصحفيين وأكثرهم خبرة ومعرفة. كيف تطورت هذه الممارسة وما أبرز سماتها المهنية؟ وإلى أي مدى يعتبر "تجهيز" النعي المسبق مقبولا من زاوية المعايير الأخلاقية؟

Mahfoud G. Fadili
المحفوظ فضيلي نشرت في: 13 يوليو, 2025
التحيّز بالحذف.. كيف تُفلتَر جرائم الاحتلال الإسرائيلي في وسائل إعلام غربية؟

لا تكتفي وسائل الإعلام الغربية في تغطيتها للحرب على غزة بالانحياز في اختيار ما تنشر، بل تمارس شكلاً أعمق من التحيز: التحيز عبر الحذف. الشهادات تُقصى، والمجازر تُهمش، وتُعاد صياغة الرواية لتخدم سردية واحدة. في هذا المقال، يتناول الزميل محمد زيدان عمل "حرّاس البوابة" في غرف التحرير الغربية، ومساهمتهم المباشرة في تغييب الصوت الفلسطيني، وتثبيت الرواية الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 7 يوليو, 2025
عبء ترامب.. كيف تغطي وسائل الإعلام تصريحات الزعماء الكاذبة؟

لماذا يطلق ترامب تصريحات غير دقيقة؟ وهل تعتبر المؤسسات الإعلامية شريكة في التضليل إذا لم تتحقق منها؟ وكيف تصدت وسائل الإعلام خاصة الأمريكية لهذا الموضوع؟ وما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها وسائل الإعلام في تغطيتها لتصريحات ترامب؟

Othman Kabashi
عثمان كباشي نشرت في: 5 يوليو, 2025
من رواند إلى فلسطين.. الإعلام شريكا في الإبادة الجماعية

يتزامن يوم 4 يوليو من كل سنة مع يوم التحرير في رواندا الذي يؤرخ لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد التوتسي. يشرح المقال أسباب التجاهل الإعلامي للإبادة الجماعية وكيف أخفقت الصحافة في المساهمة في منع الإبادة الجماعية، كما يقدم رؤية نقدية عن إعادة إنتاج نفس الممارسات في تغطيتها لحرب الإبادة الجماعية على فلسطين.

Mohammed Ahddad
محمد أحداد نشرت في: 4 يوليو, 2025
تدريس الصحافة والعلوم الاجتماعية.. خصومة راسخة؟

في شمال الضفة الغربية، عاش طلبة الصحافة تجربة مختلفة مع "بدو الأغوار" لمدة ثلاثة أيام، جربوا فيها الاشتباك بالميدان في سياق ممارسة "الصحافة بالمجاورة" تحت إشراف الدكتور منير فاشة. خارج قاعات الدرس اختبر الطلبة أدوات قادمة من العلوم الاجتماعية رغم أن دراسات موثقة تبرز الخصومة الراسخة بين تدريس الصحافة في تقاطعها مع العلوم الاجتماعية والإنسانية.

سعيد أبو معلا نشرت في: 29 يونيو, 2025
حسن إصليح.. "وكالة الأنباء" وصوت المهمشين الذي قتله الاحتلال

لا يمثل اغتيال الصحفي حسن إصليح من طرف الاحتلال الإسرائيلي حالة معزولة، بل نمطا ممنهجا يستهدف الصحفيين الفلسطينيين منذ بدء حرب الإبادة الجماعية. تقدم رشيدة الحلبي في هذا البروفيل ملامح من سيرة إصليح الصحفي والإنسان.

رشيدة الحلبي نشرت في: 25 يونيو, 2025
إجابات كبيرة في أماكن صغيرة أو نقد تاريخ السلطة!

هناك تاريخ السلطة، وهناك تاريخ المجتمع. بين هذين الحدين، بحث عمار الشقيري عن إجابات كبيرة في قرية صغيرة في الأردن هي "شطنا" متقصيا عن الأسباب السوسيولوجية لهجرة سكانها إلى المدن الكبرى. بعد فحص المصادر التاريخية وإجراء المقابلات، سرد قرنا كاملا من تاريخ القرية بمنظور "التاريخ المصغر".

عمار الشقيري نشرت في: 22 يونيو, 2025
كيف يصوغ الإعلام الغربي كارثة المجاعة في قطاع غزة؟

هل يمكن لوسائل الإعلام أن تخضع موضوع المجاعة في فلسطين للتوازن المهني حتى بعد إقرار المنظمات الأممية ومحكمة العدل الدولية بذلك؟ لماذا تفادت الكثير من وسائل الإعلام الغربية توصيفات قانونية وأخلاقية دقيقة، مثل "مجاعة" (famine) أو "تجويع " (starvation) ولجأت إلى تعابير فضفاضة مثل "نفاد الغذاء" أو "أزمة تغذية؟ ألا تنطوي هذه الممارسة على تحيز واضح لصالح الرواية الإسرائيلية وتبرير لسياسة "التجويع الممنهجة"؟

Fidaa Al-Qudra
فداء القدرة نشرت في: 18 يونيو, 2025
أن تحكي قصص الأطفال من غزة!

تبدو تجربة الصحفية الفلسطينية ريما القطاوي مختلفة تماما في الاشتغال على القصص الإنسانية. في معهد الأمل بغزة التقت أطفال يعيشون ظروفا قاسية بعد فقدان عائلاتهم، ولم تخل التجربة من تحديات مهنية وأخلاقية. أين ينتهي التعاطف وأين تبدأ المهنة؟ وكيف يمكن التعامل مع الأطفال، وهل مقبول من الناحية الأخلاقية إجراء المقابلات معهم؟

Rima Al-Qatawi
ريما القطاوي نشرت في: 16 يونيو, 2025
المغرب.. الصحافة والمرحلة الانتقالية و"جيوب المقاومة"

"لقد أُجهِض الانتقال الإعلامي حزبيا، وانتصرت رؤية السياسي الذي يفضل الترافع والمفاوضة والمناورة خلف الأبواب المغلقة، عوض تمكين الإعلاميين من طرح القضايا الكبرى في الفضاء العام". من داخل جريدة الاتحاد الاشتراكي، عاش عمر لبشيريت تجربة الانتقال الديمقراطي في المغرب، ليسرد لنا عن تشابك السلطة بالسياسة والإعلام.

عمر لبشيريت نشرت في: 10 يونيو, 2025
صحافة المواطن.. "الصوت الأخير" وسط الإبادة

كيف ساهم المواطنون الصحفيون بغزة في تغطية حرب الإبادة الجماعية؟ وما الذي دفعهم لدخول مجال الصحافة؟ وما هي التحديات المهنية التي يواجهونها؟ يقدم المقال قراءة في مسارات مواطنين صحفيين جاؤوا من مشارب أكاديمية مختلفة، وجدوا أنفسهم في مواجهة النسق الإبادي لـ "الجماعة الصحفية" في فلسطين.

فاطمة الزهراء زايدي نشرت في: 8 يونيو, 2025
من معسكرات البوسنة وشوراع كيغالي إلى مجازر غزة.. عن جدوى تغطية الصحفيين الأجانب للإبادات الجماعية

كيف غطّى الصحفيون الأجانب عمليات القتل في كل من البوسنة والهرسك ورواندا؟ هل ساهموا في إيصال الحقيقة وإحداث تأثير؟ هل كان دخول الصحفيين الأجانب إلى قطاع غزة سيغير من واقع الإبادة المستمرة؟ وهل كانت تغطياتهم للمجاعة والمجارز ستقدم إضافة للتغطية اليومية للصحفيين المحليين؟ لماذا يُنظر إلى تغطية الصحافة المحلية للحروب بأنها تغطية قاصرة مقارنة بالصحافة الغربية على الرغم من أنها تتكبد الخسائر والضحايا بشكل أكبر؟

Saber Halima
صابر حليمة نشرت في: 1 يونيو, 2025