الإساءة للنقاب في بريطانيا.. انتصار المهنية على الشعبوية

يعيش الإعلام الدولي، والغربي في القلب منه، على وقع مرحلة تأسيسية وانتقالية في التعامل، مع الأقليات، سواء أكانت أقليات دينية أو ثقافية أو إثنية، ومن بين المجموعات التي تعتبر أقلية في الغرب وأوروبا تحديدا، هم المسلمون، الذين باتوا يفرضون على الصحافة الأوروبية، تحديا لمدى احترام الأخيرة، لمعايير المهنية، والتنوع داخل المجتمعات، ولقيم التسامح. والحقيقة أن حصيلة الصحف في أوروبا في التعامل مع المسلمين، تختلف من بلد لآخر، ولو أنها باتت مؤخرا تتأثر بالنزوع السياسي، نحو الشعبوية، وميل المزاج الشعبي نسبيا نحو خطاب اليمين المتطرف، المهاجم للمسلمين.

 ولعل الأمثلة عديدة حول طريقة التعامل "غير المنصف" في الإعلام الأوروبي، مع قضايا المسلمين، خصوصا في فرنسا، (قضية توقيع مئات السياسيين والمثقفين لعريضة تطالب بحذف آيات من القرآن لأنها تحث –بحسبهم- على العنف)، حيث كانت الصحف هي قاعدة لنشر هذه العريضة، وفي ألمانيا كان استقبال البلاد لمئات الآلاف من اللاجئين، المحطة التي أربكت التعامل الإعلامي مع قضايا المسلمين، في بلد معروف بصرامته المهنية، حيث ظهرت العديد من الانزلاقات التي لم يكن مسموحا بها في السابق، وآخر هذه القضايا المتعلقة بتغطية الإعلام الغربي لقضايا تتعلق بالمسلمين في أوروبا، كانت في بريطانيا، بعد كتابة وزير الخارجية البريطاني، السابق بوريس جونسون، مقالا في صحيفة "ديلي تلغراف" ينتقد فيه البرقع أو النقاب، ويصفه "بالرداء السخيف والقمعي" وشبه النساء اللاتي يرتدين النقاب "بأكياس البريد أو لصوص البنوك".

 هذه اللهجة التي يستخدمها أهل اليمين المتطرف في أوروبا، كانت صادمة في بريطانيا، سواء شعبيا أو سياسيا، وهو ما دفع حزب المحافظين الذي ينتمي إليه جونسون للتحقيق معه على خلفية هذه التصريحات، لكن ما يهمنا في هذا المقام، هو تعامل الإعلام البريطاني مع هذه الواقعة، غير المألوفة في بلاد، لها نموذج مشهود في التعايش والتسامح بين الأديان.

 عندما يستغل السياسي الصحفي

 "بدون شخصيات ليس هناك قصة إعلامية"، هذه المقولة لمارك لتيس، العالم البلجيكي في التواصل والإعلام، تلخص، قضية بوريس جونسون مع النقاب، في بريطانيا، ولعل جونسون المعروف بدهائه، السياسي وقدرته على إثارة الجدل، كان يهدف أن يكون الشخصية الرئيسية من خلال إثارة زوبعة انتقاد النقاب، كطريقة للعودة إلى الأضواء بعد تقديم استقالته من وزارة الخارجية. وفي الحقيقة، نجح الرجل في جر بعض وسائل الإعلام لهذا المربع، بالتغاضي، عن القضية الرئيسية وهي التصريحات المسيئة ضد المنقبات، والتركيز على شخصية بوريس جونسون، وتتبع كل حركاته وسكناته، وهذا عز ما كان يطلبه الرجل، الذي ما زال يمني النفس في قيادة حزب المحافظين.

 وهكذا سنجد أن صحيفة "إندبندنت" كتبت مقالا تقول فيه إنه على الجميع تقبل فكرة أن بوريس جونسون يمكن أن يكون رئيس وزراء بريطانيا العام المقبل، رغم كل سلبياته، وتصريحاته المثيرة للجدل. وهذا يعتبر في الإعلام، جس نبض للرأي العام، أو تحضيره نفسيا لتقبل فكرة كانت مستبعدة.

 والحقيقة أن تعامل الإعلام البريطاني مع هذه القضية، لم يكن على قلب قلم واحد، بل انقسم إلى ثلاث معسكرات: الأول، انتصر لبوريس جونسون، ونفى عنه صفة العنصرية، بل اعتبر أن انتقاده أو التحقيق معه يعتبر ضربا لحرية التعبير، وفي مقدمتهم صحيفة "ديلي تلغراف" التي نشرت مقال جونسون حول النقاب. أما المعسكر الثاني، فاختلط عليه الأمر، ورأى في الموضوع "عنوانا مثيرا" سيرفع نسبة المقروئية، وهكذا عملت على إذكاء نار هذا التصريح. أما المعسكر الثالث، فهو من تعامل بمهنية مع الموضوع، وبين خطورة التصريح، بل وأحضر المعنيات بالأمر للدفاع عن أنفسهن، والقصد هنا المنقبات، للدفاع عن اختيارهن. ولعل المعسكر الأخير بصم على سابقة في أوروبا، خصوصا بالمقارنة مع الإعلام الفرنكفوني، عندما استقبل نساء منقبات، وجعلهن يتحدثن عن أوضاعهن، عوض الاكتفاء باجترار الصور النمطية عن المرأة المنقبة.

 حدود حرية التعبير والجدل القديم الجديد

 كما أشرنا في السابق، فقد اختارت بعض وسائل الإعلام البريطانية التخندق، مع بوريس جونسون، بل إدانة ما أسمته حملة تشهير يتعرض لها. ومبرر هذه الصحف في موقفها هذا، هو الوقوف مع حرية التعبير المكفولة للجميع، ما لم يحرض بوريس جونسون ضد النساء المنقبات، أو يشهِّر بهن. وفي ذلك عودة لنقاش قديم جديد حول حدود حرية التعبير في الإعلام، خصوصا فيما يتعلق بالرموز الدينية.. نقاش انطلق مع الرسوم المسيئة للنبي في الدنمارك، وبلغ مداه بعد الهجوم على مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية. خلال تلك الفترة أعادت الكثير من الصحف الفرنكفونية نشر رسوم المجلة المستهزئة بالإسلام وبرموزه، كنوع من التضامن مع المجلة. في المقابل رفضت القنوات والصحف الأميركية والبريطانية إعادة نشر تلك الرسوم.

وكان مبرر وسائل الإعلام الأنجلوساكسونية، أن دورها هو إيصال المعلومة للقراء، واحترام خصوصياتهم، وبأن إعادة رسوم أو تصريحات مسيئة لمجموعة بعينها، يعتبر إيذاء لها، وبمثابة استفزاز لمشاعرها، وهذه مهمة ليست مكفولة لوسائل الإعلام. وقد فُتح نقاش طويل، بين الصحف الأميركية والبريطانية من جهة والصحف الفرنسية من جهة أخرى حول حدود حرية التعبير، فكان جواب الإعلام الأميركي والإعلام البريطاني أن الصحافة تتمتع بحق التعبير لكنها أيضا تتحمل مسؤولية عدم نشر الكراهية أو الاستفزاز.

 هذه المرة وجد الإعلام البريطاني نفسه، معنيا بهذا النقاش من جديد، والسؤال المؤرق، هل يحق للصحفيين السخرية من أي شيء ولو كان يحمل رمزية دينية، والجميع يعلم أن ما يرتبط بالدين يصبح مقدسا عند أتباعه، والسؤال الآخر، هو لماذا لم تتعفف هذه الصحف المساندة لجونسون، من نشر تصريحاته المسيئة والساخرة من المنقبات، كما فعلت مع الرسوم المسيئة لرموز الإسلام؟ الجواب قد يكمن في التغيرات التي تعرفها أوروبا بصفة عامة، والتي تشهد صعودا لخطاب اليمين المتطرف، وإقبالا على كل ما ينتقد الإسلام والمسلمين، حتى تحول هؤلاء لمادة دسمة في الانتخابات، ينتقدها كل راغب في الرفع من شعبيته، إضافة للتساهل أكثر من خطاب اليمين المتطرف، بعد الحوادث الإرهابية التي ضربت العديد من الدول الأوروبية، وانتشار الشعبوية، السياسية وحتى الإعلامية.

 كلها عوامل، جعلت ما كان في السابق ممنوعات، يتحول إلى مباح في الوقت الحالي، ولعل هذا الأمر يستدعي فتح نقاش جديد في الغرب، لتقييم المرحلة، حول انتشار خطاب الكراهية وانسياق وسائل الإعلام وراء الشعبوية السياسية.

 الحديث معهن وليس عليهن

 كما سبق وذكرنا فقد قامت بعض وسائل الإعلام وخصوصا القنوات، بخطوة اعتبرها كثيرون جريئة، باستقبال نساء منقبات، لتقديم وجهات نظرهن حول تصريحات بوريس جونسون، والتعبير عن مشاعرهن من هذه السخرية الثقيلة، لشخص من المفترض أنه كان رئيس دبلوماسية بلاده، ويزن كل كلمة يقولها أو يخطها قلمه. وهكذا استقبلت قناة "بي بي سي" نساء بالنقاب في أكثر برامجها متابعة للحديث عن الموضوع، كذلك فعلت قناة "أي تي في". قد يقول قائل إن الأمر عادي، فهذه القنوات محكومة بميثاق يجبرها على تمثيل كل مكونات المجتمع البريطاني، والرد على هذه الفكرة أن هذه القنوات كان من الممكن أن تستقبل مسلمات محجبات بدون نقاب للحديث عن القضية، أما استقبال نساء بنقابهن فهو مشهد غير مألوف في القنوات الغربية، ولعل من محاسنه أنه على الأقل يكسر ذلك الجدار النفسي، المضروب على المرأة المنقبة، ويطبع معها، عوض الصور النمطية الكثيرة حولها.

 ولم تكتف هذه القنوات، بالسماح للنسوة المنقبات بإسماع صوتهن، في احترام تام، للرأي والرأي الآخر، بل إنها وضعت النقاش في مساره الصحيح، بعيدا عن الجدال العقيم، ببثها لفقرات، ونشرها مقالات على موقعها، تعرف بالنقاب، وأصله، والأهم من هذا هو عدم تهويل قضية النساء المنقبات في بريطانيا، بالكشف عن كون عددهن لا يتعدى أربعة آلاف، وهو ما يشكل واحدا في المائة فقط من النساء المسلمات في بريطانيا، والغرض من هذه الحقائق هو سحب البساط من تحت من يحاول تضخيم هذا الواقع، ورفع شعار "لا لأسلمة أوروبا" وهو شعار شعبوي، بات يلقي رواجا في القارة العجوز.

 كما تنبهت بعض الصحف البريطانية، إلى خطورة هوس بعض الصحفيين، بشخصية بوريس جونسون، وتحويلها إلى الموضوع الرئيسي عوض تحليل تصريحاته، وهل تشكل خطورة على السلم الاجتماعي في بريطانيا. وهكذا سنجد أن صحيفة الغارديان، كتبت افتتاحية تنتقد فيها بعض الصحفيين، أثناء ظهورهم أمام منزل بوريس جونسون، وهم يمازحونه بعد أن خرج إليهم بأكواب الشاي.. الصحيفة قالت إن هذا المشهد وتساهل الصحفيين معه، يحقق ما يريده جونسون، من تسليط الضوء عليه، والتعامل معه كسياسي مثير للجدل، عوض سؤاله وبحزم عن تصريحاته المسيئة للنقاب. ولعل غضب الغارديان له ما يبرره؛ فتحوير النقاش للحديث عن جونسون، سيخدم مصالح هذا الأخير، ويترك جرحا نازفا لم يعالج بالطريقة الصحيحة، وربما يتفاقم إذا ما دخلت البلاد أي استحقاق انتخابي مقبل، لأن جونسون سيبدو بمظهر المنتصر، ويستميل أصوات اليمين واليمين المتطرف، وما كان انتقادا للنقاب فقط، قد ينسحب غدا على كل ما هو متعلق بالإسلام، ولهذا نبهت الغارديان الصحفيين، ودعتهم لعدم استسهال الأمر.

 ويبدو أن المرحلة المقبلة، ستعقد من مهمة وسائل الإعلام الحريصة على المهنية، وعلى الخوض في عمق المشاكل الحقيقة، عوض الاكتفاء بإثارة جدالات ضررها أكثر من نفعها، فالتيار الشعبوي، ينتشر في كل أوروبا، ووسائل الإعلام باتت مهووسة بكل المواضيع التي تجلب القارئ وترفع من عدد النقرات، ليس هناك أفضل من قضايا المسلمين والمهاجرين واللاجئين لإثارة واستشارة القارئ الغربي، أو على الأقل القارئ الشعبوي، وبالتالي فهي معركة بين الشعبوية والمهنية، على الأقل هذه المرة انتصرت المهنية في قضية بوريس جونسون، الذي لم يجد لدعوته أي مريدين وحتى الأصوات المساندة خفتت بسرعة.

المزيد من المقالات

في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024
فلسطين وأثر الجزيرة

قرر الاحتلال الإسرائيلي إغلاق مكتب الجزيرة في القدس لإسكات "الرواية الأخرى"، لكن اسم القناة أصبح مرادفا للبحث عن الحقيقة في زمن الانحياز الكامل لإسرائيل. تشرح الباحثة حياة الحريري في هذا المقال، "أثر" الجزيرة والتوازن الذي أحدثته أثناء الحرب المستمرة على فلسطين.

حياة الحريري نشرت في: 29 مايو, 2024
"إننا نطرق جدار الخزان"

تجربة سمية أبو عيطة في تغطية حرب الإبادة الجماعية في غزة فريدة ومختلفة. يوم السابع من أكتوبر ستطلب من إدارة مؤسستها بإسطنبول الالتحاق بغزة. حدس الصحفية وزاد التجارب السابقة، قاداها إلى معبر رفح ثم إلى غزة لتجد نفسها مع مئات الصحفيين الفلسطينيين "يدقون جدار الخزان".

سمية أبو عيطة نشرت في: 26 مايو, 2024
في تغطية الحرب على غزة.. صحفية وأُمًّا ونازحة

كيف يمكن أن تكوني أما وصحفية ونازحة وزوجة لصحفي في نفس الوقت؟ ما الذي يهم أكثر: توفير الغذاء للولد الجائع أم توفير تغطية مهنية عن حرب الإبادة الجماعية؟ الصحفية مرح الوادية تروي قصتها مع الطفل، النزوح، الهواجس النفسية، والصراع المستمر لإيجاد مكان آمن في قطاع غير آمن.

مرح الوادية نشرت في: 20 مايو, 2024
كيف أصبحت "خبرا" في سجون الاحتلال؟

عادة ما يحذر الصحفيون الذين يغطون الحروب والصراعات من أن يصبحوا هم "الخبر"، لكن في فلسطين انهارت كل إجراءات السلامة، ليجد الصحفي ضياء كحلوت نفسه معتقلا في سجون الاحتلال يواجه التعذيب بتهمة واضحة: ممارسة الصحافة.

ضياء الكحلوت نشرت في: 15 مايو, 2024
"ما زلنا على قيد التغطية"

أصبحت فكرة استهداف الصحفيين من طرف الاحتلال متجاوزة، لينتقل إلى مرحلة قتل عائلاتهم وتخويفها. هشام زقوت، مراسل الجزيرة بغزة، يحكي عن تجربته في تغطية حرب الإبادة الجماعية والبحث عن التوازن الصعب بين حق العائلة وواجب المهنة.

هشام زقوت نشرت في: 12 مايو, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023