الإعلام وصناعة الموقف من الآخر

لم يجانب مدير شبكة الصحافة الأخلاقية إيدان وايت الصواب عندما قال "إن الصحافة يمكنها أن تعكس أحكام القيمة المنتشرة بالمجتمع"، مما يفرض على العاملين في القطاع الوعيَ بالصور النمطية التي توجد في غرف الأخبار وأثرها، إلا أنه قليلا ما يحمل الصحفيون والناشرون هذا الهم، بل إن "قلة فهمهم لخطر الصور النمطية وتأثيرها على الثقافة الشعبية، تعني بكل بساطة أن الإعلام يزيد الأمور سوءًا".

آيدن وايت. المصدر: موقع الصحافة الأخلاقية.
آيدن وايت. المصدر: موقع الصحافة الأخلاقية.

المرأة والصورة النمطية

وقع لي نقاش مع زميلين من الشرق الأوسط حول تحقيق مشترك أرادا إنجازه عن المغرب، وتحديداً عما اعتبراه شبكات الدعارة التي ترسل بعض بنات البلد إلى قطر عربي آخر. اتخذت موقفاً سلبياً من هذا المشروع وأعربت عن رفضي المطلق له، وكانت حججي تتمحور حول سؤال واحد: بما أن هذا هو التحقيق الأوّل لكما عن المغرب، فلماذا اختيار موضوع الدعارة؟ كان تساؤلي نابعاً من كمّ المواضيع التي كُتبت عن الدعارة في بلد ليس جنة جنسية كما يتخيله البعض، فهذه الظاهرة ليست علامة مسجلة باسم المغرب.

أعترف الآن أن حديثي حينها كان عاطفياً نوعاً ما وفيه انحياز إلى بلدي، لكن قناعتي لم تتغير، فهذا التمثُّل الذي يحمله الكثيرون عن انتشار الدعارة في المغرب، وأن هذا الأخير يمثل "كباريه" المنطقة؛ لم يكن ليأتي لولا التركيز الإعلامي الكبير على هذا الموضوع.

لا أريد هنا أن أناقش موضوع الدعارة، ولا أن أمارس التعتيم على واقع يوجد بالمغرب كما يوجد في غيره من البلدان، لكن أحاول هنا أن أُبيِّن الفرق بين تغطية إعلامية تبحث في كل الظواهر التي يعرفها المجتمع، وتغطية انتقائية تركز على موضوع واحد وحيدلا يمكن اعتباره بالمطلق ظاهرةً أساسية يُمكِن وضعها في قائمة الأكثر شيوعاً في البلد.

بالعودة إلى عام 2010، نجد أن المسلسل الكرتوني "أبو قتادة وأبو نبيل"الذي أنتجته قناة كويتية؛ سبّب سخطاً واسعا في المغرب بسبب حلقتين أظهرتا بطلي السلسلة في مدينة أكادير، وتحديداً في صالون منزل بعد تعرفهما على فتاتين من المدينة، وهما بصدد شرب كأسي قهوة وضعت فيهما والدة إحدى الفتاتين سائلاً بغرض السحر والشعوذة حتى يتم الزواج. كما خلّف هذا المسلسل تنديداً رسمياً من الحكومة المغربية وتأسفاً من نظيرتها الكويتية. وفي العام ذاته، ظهرت ممثلة مغربية في مسلسل "العار" المصري وهي تؤدي دور فتاة ليل وتعلن عن جنسيتها في أحد المشاهد.

الشعوذة والدعارة ثُنائية استمرت في تنميط المرأة المغربية، وهذا ما تتحمله البرامج الكوميدية والدرامية. وتبقى هذه القضية محلّ نقاش إن تعلّق الأمر بأعمال تخيُّلية-ترفيهية، فالمسؤولية تبدو واضحة بشكل جليّ عندما تعمد إعلامية في أحد برامج "التوك شو" المصرية إلى الحديث عن أن اقتصاد المغرب قائم على الدعارة وأن نِسب الإيدز بين سكانه مُرتفعة. ورغم اعتذار الإعلامية في وقت لاحق بعد استنكار مغربي ومصري، فإن ما صرّحت به على الهواء مباشرة -بعفوية- يؤكد أن الفكرة السائدة بين بعض الإعلاميين العرب حول المرأة المغربية ليست وردية أبدا.

ترىالناشطة الإعلامية والحقوقية فتيحة أعرور أن الصورة النمطية للمرأة المغربية في الإعلام الشرقي تتمحور حول شكلَين، الأول: فتاة ليل، والثاني: مشعوذة، وهذه الطروحات ليست وليدة اليوم، بل هي رهينة بنظرة نمطية ضاربة في التاريخ، "فحتى القائدة الأمازيغية ديهيا وُصفت بالكاهنة إبان اكتساح شمال أفريقيا على عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان. فقوة ديهيا وشخصيتها الكاريزمية جعلت قادة جيوش بني أمية يشككون في قوتها ويرجعون ذلك إلى السحر والشعوذة".

وتتابع فتيحة أن التنميط المغلوط للمرأة المغربية لا يغفل أن واقع الفقر المزري يجعل عدداً من الفقيرات يمتهنَّ بيع الجسد سواء في الوطن أو بالهجرة إلى دول الشرق، كل هذا بتشجيع ضمني من الدولة في كثير من الأحيان، لكن مشكلة الصحافة في الشرق هي الارتكان إلى عقلية بائدة لم تتطوّر، والاحتكام إلى منطق السوق القائم على تسليع المرأة، إضافة إلى غياب ثقافة حقوق الإنسان وعدم الالتزام بأخلاقيات مهنة الصحافة.

المرأة في المغرب أسيرة صورة نمطية في الصحافة العربية إما كفتاة ليل أو مشعوذة. تصوير: فاليري شريفولين - غيتي.
المرأة في المغرب أسيرة صورة نمطية في الصحافة العربية إما كفتاة ليل أو مشعوذة. تصوير: فاليري شريفولين - غيتي.

التنميط يستمر

قبل ثماني سنوات، وفي حمى تصفيات مونديال كرة القدم عام 2010، وقعت مصر والجزائر في مجموعة واحدة، وكان واضحا منذ البداية أن المنافسة على بطاقة التأهل ستنحصر بينهما. لكن ما وقع قبل وأثناء المباراة الأخيرة، تجاوز كثيرا الجِلد المدوّر ووصل حد اجترار الكثير من الصور النمطية عن البلدين، في مهزلة حقيقية كان الإعلام حطبها الرئيسي.

ومع انتشار الشبكات الاجتماعية التي باتت تخلق نوعاً من الإعلام غير القابل للضبط واستيعاب أخلاقيات الصحافة وقواعدها، صارت الصور النمطية تترسخ أكثر، ومن ذلك انتشار وسم "أعيدوا السوريين إلى وطنهم" في تركيا بسبب تركيز بعض الصحف المحلية على جرائم ومخالفات يرتكبها سوريون، وكذلك ما قيل عن تضرر الاقتصاد المحلي بسبب وجودهم. وقد ساهمت هذه الحملة بشكل ما في جريمة قتل راحت ضحيتها سيدة سورية وطفلها صيف عام 2017، كما خلقت توتراً إعلامياً دفع بوزارة الداخلية التركية إلى التدخل والتأكيد أن هناك تضخيماً كبيراً يطال موضوع السوريين وأن نسبة تورطهم في المشاكل تبقى متدنية جدا.

صورة المهاجر

وبالاتصال بموضوع المهاجرين، فمن خلال بحث صغير في جلّ المواقع الإخبارية، نتبين أن أغلب الأخبار التي تخصّ المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، تتعلّق فقط بغير النظاميين أو الشرعيين منهم رغم وجود عدد كبير ممّن حصلوا على أوراق الإقامة، حيث تهيمن فيها أخبار الاقتحام والتسلّل والغرق وإلقاء القبض والجرائم، بينما تقل كثيراً النماذج الإيجابية لهؤلاء المهاجرين رغم تعددها. فبقصد أو بدونه، يكرّس الإعلام صوراً سلبية عن هؤلاء المهاجرين، ممّا يساهم في خلق رأي عام ينظر إليهم على كونهم عبئاً.

وعلاقة بهذا الأمر، يتحدث هشام رشيدي من جمعية "غادم" (GADEM) التي ترافق المهاجرين بالمغرب، أن الإعلام استُعمل على الدوام لتبرير سياسات أمنية تسعى للحد من الهجرة غير المنظمة. وفي الحالة المغربية تغيّرت الأمور نحو الأفضل بدءًا من عام 2013 في أعقاب استراتيجية أعلن عنها الملك لتسوية أوضاع المهاجرين، إذ ظهر تعامل إيجابي من جانب عدد من الصحفيين مع صورة المهاجر.

بيدَ أن العام 2017 شهد ردة ملحوظة في التعامل الإعلامي المغربي مع قضايا الهجرة إثر عودة المقاربة الأمنية، يقول هشام رشيدي لمجلة "الصحافة"، إذ صدرت تغطيات صحفية معادية للأجانب ذوي البشرة السوداء من جرائد ومواقع معروفة بارتباطاتها مع جزء من الأجهزة الأمنية، وطبعا هذه التغطيات تغذي بشكل مباشر مشاعر العداء للمهاجرين.

وأحيانا يقوم الإعلام حتى داخل البلد ذاته بتكريس صور نمطية عن فئات مجتمعية، وتحضرني في هذا السياق صورة الشاب أو المراهق في مجموعة من المسلسلات والأفلام التلفزيونية بالمغرب، فالمراهق في السلسلة الهزلية "دار سي مربوح" التي كانت تعرف نسب مشاهدة مرتفعة جدا بين الأسر المغربية؛ فاشل في دراسته وفي أيّ عمل يقوم به، ممّا يجعل أسرته تتبرّم منه على الدوام، بينما تظهر شقيقته التي هي في مثل سنه ناجحة في دراستها وتحظى بعطف وتشجيع والديها. ويستمر هذا المشهد طوال السلسلة التي تتجاوز 60 حلقة تلفزيونية.

ثنائيات نمطية

قبل أسابيع قليلة، خرجت المجلة الفرنسية "جون أفريك" بغلاف يحمل عنواناً بارزاً "الإرهاب وُلد بالمغرب"، وفي خلفية الغلاف يظهر العلم المغربي وصور المشتبه في تورّطهم بالهجوم الإرهابي في برشلونة. وقد حاولت المجلة تخفيف وقع العنوان بالإشارة في جملة صغيرة داخل الغلاف إلى أن المعنيين بالأمر وُلدوا بالمغرب، وتطرّفوا في أوروبا، حيث انضموا إلى داعش، لكن ذلك لم يمنع اندلاع موجة انتقادات واسعة وصلت حدّ تنديد الحكومة المغربية بالعنوان.

وكان مُثيراً للنقاش كيف أن المجلة رفضت التراجع عن هذا العنوان أو الاعتذار عنه، علمًا بأنه يحمل تعميماً خاطئاً عندما يربط ولادة الإرهاب ببلد معين، فالإرهاب ليس كائناً يعود أصله إلى بلد ما، بل هو ظاهرة معقدة يرتبط فيها المقدس بالظروف الاجتماعية والنفسية وبالعوامل السياسية، وإلا فما القول عندما نتحدث عن جهاديين نشؤوا في أسر مسيحية غربية وتحوّلوا إلى التطرّف كمغني الراب الألماني ديزو دوغ الذي يُعتقد أنه لا يزال يحارب في سوريا تحت اسم "أبو طلحة الألماني".

وبالحديث عن ثنائية "الإرهاب والإسلام"، تؤكد الأستاذة المساعدة لمادة التواصل في جامعة ميشيغان الأميركية منيبة سليم أنها توصّلت إلى أنه من شأن الطريقة التي تُقدم بها وسائل الإعلام الأميركية المسلمين؛ أن تغذي السلوكيات والسياسات المعادية لهم في الولايات المتحدة، فعدد من هذه الوسائل تصوّرهم أحياناً كإرهابيين. وبما أن الكثير من الأميركيين لا يعرفون المسلمين شخصياً، فما قد ينتج عن ذلك هو الاعتقاد بأن كل المسلمين إرهابيون.

الأستاذة التي استشهدت بغلاف شهير لجريدة "نيويورك بوست" يُظهر شخصاً طريح الأرض وتحته عبارة "القتلة المسلمون"، أحالت إلى دراسة أجرتها رفقة باحثين آخرين، تمحورت حول اختيار عيّنة من الأميركيين من غير المسلمين، وبعد ذلك جعلهم يشاهدون تصويراً سلبياً للمسلمين في وسائل الإعلام، ومن ثمَّ فتح المجال أمامهم لمُناقشة إحباط عملية إرهابية عام 2007 يُشتبه في أن وراءها مسلمين. وقد عبّر من خضعوا لهذه التجربة في نهايتها عن ظنهم بأن جميع المسلمين عنيفون، كما طالبوا بوضع قيود جديدة على المسلمين الأميركيين ومنعهم من بعض الحقوق كالتصويت، بل إنهم دعموا أيّ عمل عسكري تقوم به بلادهم ضد بلدان إسلامية لأجل تقليل تأثير الإسلام حتى لو كان هذا العمل سيَضع حياة المدنيين في خطر!

في دراسة أخرى أنجزها الباحث محمد الشرقاوي على موقع مركز الجزيرة للدراسات، حلل من خلالها تغطية ثلاث مؤسسات إعلامية أميركية لما يتعلّق بالمسلمين، خلُص في نتائجها إلى أن القنوات المحسوبة على اليمين المحافظ التي تعتمد على صحافة الرأي؛ باتت أكثر قدرة على التأثير في الرأي العام من المؤسسات الإعلامية التي تتمسك بالمهنية. وتُعدّ قناة "فوكس نيوز" أكبر أمثلة الإعلام اليميني الذي يكرّس نظرة نمطية تجاه المسلمين، ومن ذلك تعزيز عملية استبعادهم باعتبارهم غير مرغوب فيهم حتى لو كانوا أميركيين، وتغييبهم تماماً عن المشهد تمهيداً لشيطنتهم، والسماح بالنيل من سمعتهم تحت ذريعة حرية التعبير.

النجاة من الفخ

تَظهر العودة إلى المواثيق الأخلاقية أمراً ضرورياً ليس لمجرّد قراءتها بل للتشبع بها وتطبيقها على الميدان، فالميثاق الأخلاقي لجمعية الصحفيين المحترفين في أميركا -وهو واحد من أقدم النصوص الأخلاقية في القطاع- يؤكد على ضرورة الابتعاد عن التنميط القائم على العرق والجنس والسن والدين والقومية والعامل الجغرافي والتوجه الجنسي والإعاقة والمظهر الجسدي والحالة الأسرية. وينص التعديل الجديد في الميثاق على ضرورة أن يراجع الصحفيون السبل التي تؤثر فيها قيمهم على التغطية الإخبارية.

في ذات السياق يضع المركز الأوروبي للصحافة عدة إرشادات لتجاوز إمكانية الوقوع في ترسيخ الصور النمطية بالنسبة للأقليات، منها احترام الآخرين فيما يتعلّق بجنسهم وعرقهم وسنهم ودينهم وغير ذلك من الاختلافات، وعدم الحديث عن هذه الاختلافات في الإعلام إلا إذا كان للموضوع علاقة بذلك، والتعرّف على الصور النمطية التي يحملها الصحفي عن الآخرين حتى يبعدها عن عمله، وعدم سماح الصحفي لتجاربه الخاصة بالتأثير على التغطية، وإعطاء الأهمية ذاتها لكل الأطراف في القصة حتى لا يظهر أن هناك اختلالا للتوازن عندما يتعلّق الأمر بأطراف مختلفة التوجهات.

ويؤكد أستاذ الصحافة عبد الوهاب الرامي في حديث لمجلة "الصحافة" أن على الصحفيين إعمال بند "الحق في الاختلاف" المبني على أسس الديمقراطية في تعريفها الكوني الحقوقي، وأن تعمل المؤسسات الصحفية على تبني ميثاق لما يسمى "التنوع الإعلامي" الذي يتيح تغطية متوازنة لجميع فئات المجتمع، وأن يجعل الصحفي من "التحري" مرافقا له في عمله اليومي، ليس في جنس التحقيق فقط، بل في كل الأجناس الصحفية.

يمكن القول إن التشبع بالثقافة الكونية لحقوق الإنسان، والإيمان بأن دور الصحافة يتعدى أن تكون مجرّد قناة جوفاء تختص بإيصال الخبر إلى أداة لنشر القيم الديمقراطية والتربية على الحقوق والواجبات، سيتيحان للصحفيين المساهمة في تكسير الكثير من هذه الصور النمطية. قطعاً لن يكون الأمر مربحًا بمنطق السوق، لكنه سيكون مربحا كثيرًا للمهنة التي باتت محتاجة اليوم -وأكثر من أي وقت مضى- إلى جرعات من المسؤولية الأخلاقية، بدل اللهاث المستمر وراء "ما يطلبه المشاهدون".

 

 

المصادر:

(1) http://www.alwatan.com.sa/Nation/News_Detail.aspx?ArticleID=18555

(2) https://arabic.cnn.com/world/2017/08/29/jeune-afrique-morocco-cover

(3) https://theconversation.com/why-bad-news-for-one-muslim-american-is-bad-news-for-all-muslims-61358

(4) http://journals.sagepub.com/doi/abs/10.1177/0093650215619214

(5) http://studies.aljazeera.net/ar/mediastudies/2016/02/201622294251579654.html

المزيد من المقالات

طلبة الصحافة في غزة.. ساحات الحرب كميدان للاختبار

مثل جميع طلاب غزة، وجد طلاب الإعلام أنفسهم يخوضون اختبارا لمعارفهم في ميادين الحرب بدلا من قاعات الدراسة. ورغم الجهود التي يبذلها الكادر التعليمي ونقابة الصحفيين لاستكمال الفصول الدراسية عن بعد، يواجه الطلاب خطر "الفراغ التعليمي" نتيجة تدمير الاحتلال للبنية التحتية.

أحمد الأغا نشرت في: 26 ديسمبر, 2024
الضربات الإسرائيلية على سوريا.. الإعلام الغربي بين التحيز والتجاهل

مرة أخرى أطر الإعلام الغربي المدنيين ضمن "الأضرار الجانبية" في سياق تغطية الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا. غابت لغة القانون الدولي وحُجبت بالكامل مأساة المدنيين المتضررين من الضربات العسكرية، بينما طغت لغة التبرير وتوفير غطاء للاحتلال تحت يافطة "الحفاظ على الأمن القومي".

زينب عفيفة نشرت في: 25 ديسمبر, 2024
صحافة المواطن في غزة.. "الشاهد الأخير"

بكاميرا هاتف، يطل عبود بطاح كل يوم من شمال غزة موثقا جرائم الاحتلال بلغة لا تخلو من عفوية عرضته للاعتقال. حينما أغلق الاحتلال الإسرائيلي غزة على الصحافة الدولية وقتل الصحفيين واستهدف مقراتهم ظل صوت المواطن الصحفي شاهدا على القتل وحرب الإبادة الجماعية.

Razan Al-Hajj
رزان الحاج نشرت في: 22 ديسمبر, 2024
مقابلة الناجين ليست سبقا صحفيا

هل تجيز المواثيق الأخلاقية والمهنية استجواب ناجين يعيشون حالة صدمة؟ كيف ينبغي أن يتعامل الصحفي مع الضحايا بعيدا عن الإثارة والسعي إلى السبق على حساب كرامتهم وحقهم في الصمت؟

Lama Rajeh
لمى راجح نشرت في: 19 ديسمبر, 2024
جلسة خاطفة في "فرع" كفرسوسة

طيلة أكثر من عقد من الثورة السورية، جرب النظام السابق مختلف أنواع الترهيب ضد الصحفيين. قتل وتحقيق وتهجير، من أجل هدف واحد: إسكات صوت الصحفيين. مودة بحاح، تخفت وراء أسماء مستعارة، واتجهت إلى المواضيع البيئية بعد "جلسة خاطفة" في فرع كفرسوسة.

مودة بحاح نشرت في: 17 ديسمبر, 2024
الصحافة السورية المستقلة.. من الثورة إلى سقوط الأسد

خلال 13 سنة من عمر الثورة السورية، ساهمت المنصات الصحفية المستقلة في كشف الانتهاكات الممنهجة للنظام السابق. الزميل أحمد حاج حمدو، يقدم قراءة في أدوار الإعلام البديل من لحظة الثورة إلى لحظة هروب بشار الأسد

Ahmad Haj Hamdo
أحمد حاج حمدو نشرت في: 13 ديسمبر, 2024
صحفيو شمال غزة يكسرون عاما من العزلة

رغم الحصار والقتل والاستهداف المباشر للصحفيين الفلسطينيين في شمال غزة، يواصل "الشهود" توثيق جرائم الاحتلال في بيئة تكاد فيها ممارسة الصحافة مستحيلة.

محمد أبو قمر  نشرت في: 17 نوفمبر, 2024
جيريمي سكاهيل: الحرب على غزّة وضرورة العودة إلى "صحافة المواجهة"

يدعو الصحفي الاستقصائي الشهير جيريمي سكاهيل إلى إحياء ما أسماه "صحافة المواجهة" للتصدي لحالة التفريط بالقيم المهنية والإنسانية الأساسية في وسائل إعلام غربية مهيمنة، وخاصة في سياق تغطية الإبادة في قطاع غزة.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 6 نوفمبر, 2024
في السنغال.. "صحافة بلا صحافة"

شاشات سوداء، وإذاعات تكتم صوتها وصحف تحتجب عن الصدور في السنغال احتجاجا على إجراءات ضريبية أقرتها الحكومة. في البلد الذي يوصف بـ "واحة" الديمقراطية في غرب أفريقيا تواجه المؤسسات الإعلامية - خاصة الصغيرة - ضغوطا مالية متزايدة في مقابل تغول الرأسمال المتحكم في الأجندة التحريرية.

عبد الأحد الرشيد نشرت في: 5 نوفمبر, 2024
تهمة أن تكون صحفيا في السودان

بين متاريس الأطراف المتصارعة، نازحة تارة، ومتخفية من الرصاص تارة أخرى، عاشت الصحفية إيمان كمال الدين تجربة الصراع المسلح في السودان ونقلت لمجلة الصحافة هواجس وتحديات التغطية الميدانية في زمن التضليل واستهداف الصحفيين.

إيمان كمال الدين نشرت في: 28 أكتوبر, 2024
الأثر النفسي لحرب الإبادة على الصحفيين

ما هي الآثار النفسية لتغطية حرب الإبادة على الصحفيين؟ وهل يؤثر انغماسهم في القضية على توازنهم ومهنيتهم؟ وماذا يقول الطب النفسي؟

أحمد الصباهي نشرت في: 18 أكتوبر, 2024
"أن تعيش لتروي قصتي"

في قصيدته الأخيرة، كتب الدكتور الشهيد رفعت العرعير قائلا "إذا كان لا بد أن أموت فلا بد أن تعيش لتروي قصتي".

لينا شنّك نشرت في: 15 أكتوبر, 2024
عامٌ على حرب الإبادة في فلسطين.. الإعلام الغربي وهو يساوي بين الجاني والضحيّة

ما تزال وسائل إعلام غربية كبرى تثبت أنّها طرفٌ في حـرب الرواية، ولصالح الاحتلال الاسرائيلي.. في هذا المقال، يوضّح الزميل محمد زيدان كيف أن وسائل إعلام غربية كبرى ما تزال تطوّر من تقنيات تحيّزها لصالح الاحتلال، رغم انقضاء عام كامل على حرب الإبـادة في فلسطين.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 8 أكتوبر, 2024
حسابات وهمية بأقنعة عربية.. "جيش إلكتروني منظم"

أُغرقت منصات التواصل الاجتماعي بآلاف الحسابات الوهمية التي تزعم أنها تنتمي إلى بلدان العربية: تثير النعرات، وتلعب على وتر الصراعات، وتؤسس لحوارات وهمية حول قضايا جدلية. الزميلة لندا، تتبعت عشرات الحسابات، لتكشف عن نمط متكرر غايته خلق رأي عام وهمي بشأن دعم فئات من العرب لإسرائيل.

لندا شلش نشرت في: 6 أكتوبر, 2024
رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 23 سبتمبر, 2024
"مأساة" الصحفي النازح في غزة

بينما تقترب حرب الإبادة الجماعية في فلسطين من سنتها الأولى، ما يزال الصحفيون في غزة يبحثون عن ملاذ آمن يحميهم ويحمي عائلاتهم. يوثق الصحفي أحمد الأغا في هذا التقرير رحلة النزوح/ الموت التي يواجهها الصحفيون منذ بداية الحرب.

أحمد الأغا نشرت في: 22 سبتمبر, 2024
من الصحافة إلى الفلاحة أو "البطالة القسرية" للصحفيين السودانيين

كيف دفعت الحرب الدائرة في السودان العشرات من الصحفيين إلى تغيير مهنهم بحثا عن حياة كريمة؟ الزميل محمد شعراوي يسرد في هذا المقال رحلة صحفيين اضطرتهم ظروف الحرب إلى العمل في الفلاحة وبيع الخضروات ومهن أخرى.

شعراوي محمد نشرت في: 15 سبتمبر, 2024
المصادر المجهّلة في نيويورك تايمز.. تغطية الحرب بعين واحدة

ينظر إلى توظيف المصادر المجهلة ضمن المعايير المهنية والأخلاقية بأنها "الخيار الأخير" للصحفيين، لكن تحليل بيانات لصحيفة نيويورك تايمز يظهر نمطا ثابتا يوظف "التجهيل" لخدمة سرديات معينة خاصة الإسرائيلية.

Mohammad Zeidan
محمد زيدان نشرت في: 5 سبتمبر, 2024
عمر الحاج.. "التحول" الصعب من العطلة إلى بؤرة الزلزال

قبل أن يضرب زلزال عنيف مناطق واسعة من المغرب، كان عمر الحاج مستمتعا بعطلته، ليجد نفسه فجأة متأرجحا بين واجبين: واجب العائلة وواجب المهنة، فاختار المهنة. في تغطيته لتداعيات الكارثة الطبيعية، التي خلفت آلاف القتلى والجرحى، خرج بدروس كثيرة يختصرها في هذه اليوميات.

عمر الحاج نشرت في: 17 أغسطس, 2024
رفاق المهنة يروون اللحظات الأخيرة لاغتيال إسماعيل الغول

كانت الساعة تشير إلى الرابعة عصرا أمس (31 يوليو/ تموز)، مراسل الجزيرة في مدينة غزة إسماعيل الغول، والمصور رامي الريفي، وصحفيون آخرو

Mohammad Abu Don
محمد أبو دون نشرت في: 1 أغسطس, 2024
في الحرب على غزة.. كيف تحكي قصة إنسانية؟

بعد تسعة أشهر من حرب الإبادة الجماعية على فلسطين، كيف يمكن أن يحكي الصحفيون القصص الإنسانية؟ وما القصص التي ينبغي التركيز عليها؟ وهل تؤدي التغطية اليومية والمستمرة لتطورات الحرب إلى "التطبيع مع الموت"؟

يوسف فارس نشرت في: 17 يوليو, 2024
الأمهات الصحفيات في غزة.. أن تعيش المحنة مرتين

أن تكون صحفيا، وصحفية على وجه التحديد تغطي حرب الإبادة الجماعية في فلسطين ومجردة من كل أشكال الحماية، يجعل ممارسة الصحافة أقرب إلى الاستحالة، وحين تكون الصحفية أُمًّا مسكونة بالخوف من فقدان الأبناء، يصير العمل من الميدان تضحية كبرى.

Amani Shninu
أماني شنينو نشرت في: 14 يوليو, 2024
بعد عام من الحرب.. عن محنة الصحفيات السودانيات

دخلت الحرب الداخلية في السودان عامها الثاني، بينما يواجه الصحفيون، والصحفيات خاصّةً، تحديات غير مسبوقة، تتمثل في التضييق والتهديد المستمر، وفرض طوق على تغطية الانتهاكات ضد النساء.

أميرة صالح نشرت في: 6 يونيو, 2024
الصحفي الغزي وصراع "القلب والعقل"

يعيش في جوف الصحفي الفلسطيني الذي يعيش في غزة شخصان: الأول إنسان يريد أن يحافظ على حياته وحياة أسرته، والثاني صحفي يريد أن يحافظ على حياة السكان متمسكا بالحقيقة والميدان. بين هذين الحدين، أو ما تصفه الصحفية مرام حميد، بصراع القلب والعقل، يواصل الصحفي الفلسطيني تصدير رواية أراد لها الاحتلال أن تبقى بعيدة "عن الكاميرا".

Maram
مرام حميد نشرت في: 2 يونيو, 2024