ذا بوست.. مسودةٌ أولى للتاريخ

كنّا مجموعة مبتعثة من الطلاب الأردنيين، ندرس اللغة الفرنسية في مدينة ليون الفرنسية، حين زارنا والد إحدى زميلاتنا. كان أستاذا جامعيا قرّر البقاء في السكن نفسه الذي كنّا فيه.. بقي أسبوعا واحدا وتعرّف إلى حياتنا الطلابية، وقبل مغادرته، سألنا: لماذا لا أرى معكم صحفا ورقية عربية؟ لماذا لم يسألني أحد منكم إن كان معي صحيفة؟ تحوّلت زيارتنا الأخيرة له لمحاضرة عن الفرق في الأجيال، فحين كان وزملاؤه طلّابا في الخارج، كانوا يوصون القادمين بجلب صحف ورقية عربية معهم، للاطلاع على أخبار العالم العربي.. كان ذلك اللقاء في العام 2002، وتحجّجنا بأن الإنترنت توفّر الأخبار، رغم أن الكثير من الصحف العربية لم يكن لها نسخٌ رقمية.

تذكّرتُ ذلك وأنا أشاهد فيلم "ذا بوست" الهوليوودي، من بطولة ميريل ستريب في دور كاثرين غراهام مالكة صحيفة "الواشنطن بوست"، وتوم هانكس بدور رئيس تحرير الصحيفة، ومن إخراج ستيفن سبيلرج.

فمشاهد الحبر وحروف الطباعة وآليتها وتوزيع الصحف، ثم دور الصحيفة نفسها في هزّ أعلى سلطة في البلاد، تستثير حنينا و"نوستالجيا" نحو الصحف المطبوعة، التي تراجعت مؤخرا.. هو فيلم "تحفيزي" بوصف الصحفي عنان العجاوي، الذي رأى في مشاهد الطباعة نفسها وخروج الصحيفة الورقية بعناوين مؤثرة، تشجيعا على العمل.

يبدأ الفيلم الذي دارت أحداثه الواقعية عام 1971 (1) بمشاهد الحرب في فيتنام (2)، والتي استمرت ما يقارب من عشرين عاما ووضعت أوزارها عام 1975. بيد أن الحرب الحقيقة التي عالجها الفيلم، هي تلك الدائرة ما بين البيت الأبيض برئاسة ريتشارد نيكسون والصحف الأميركية وعلى رأسها "واشنطن بوست" و"نيويورك تايمز".

ستصل وثائق مسرّبة من موظّفٍ في وزارة الدفاع الأميركية لصحيفة النيويورك تايمز، وبالتحديد لمراسل في الصحيفة مختص بالحرب الفيتنامية هو "نيل شيهان". تحمل الوثائق دراسة عن جدوى الحرب تشير إلى أن كفّة الحرب لا ترجح لصالح الولايات المتحدة، وهو عكس ما تروجّه الحكومة الأميركية، ما يعني أنها تضلل شعبها وترسل أبناءه لحربٍ تعرف سلفا أنها خاسرة فيها.

لا تكفي الوثائق لإثبات ذلك، بل العمل عليها، وهو عمود هام من أركان الصحافة الاستقصائية، إذ يدور حديث في أروقة الواشنطن بوست، الصحيفة المنافسة، عما يفعله الكاتب المختص بالحرب الفيتنامية في التايمز، فيأتي الرد أنه لم ينشر شيئا منذ 3 أشهر. أمرٌ ينبّه بن برادلي رئيس تحرير الواشنطن بوست، بأن شيهان لديه أمر خطير يبحث فيه، فالصحفي الاستقصائي لن ينشر موضوعا كل يوم، بل يتطلّب عمله وقتا. إزاء ذلك، يتحرك برادلي لمعرفة ما وصلت إليه النيويورك تايمز التي ستنشر الوثائق وتتعرض للمساءلة القانونية لمساسها بـ"الأمن الوطني".

تتحرك الواشنطون بوست بواسطة فريق عمل مختص بالحرب الفيتنامية منذ 10 سنوات للوصول إلى المصدر ومعرفته ودراسة الوثائق، وتتجلى لحظة التوتر في الوقت الذي يتردد فيه المستشارون القانونيون لنشرها أم لا، حتى تقرر مالكة الصحيفة كاثرين غراهام ذلك، فتنشر المقالات المعتمدة على الدراسة، وتتعرض الصحيفة للمساءلة القانونية، لكن مساندة الصحف الأخرى بنشر الدراسة في صفحاتها ودعم الرأي العام يجنبها التوقيف إلى جانب النيويورك تايمز.

دروس في المهنة..

يطرح الفيلم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أكثر درس متعلق بالمهنة، مثل علاقة الصحافة برأس المال، وأثر ذلك على قرارات النشر؛ إذ نرى كاثرين متوترة بشأن تمويل الصحيفة التي ورثتها عن والدها، وقبل أن يكون قرارها صارما بشأن نشر الدراسة، فقد نبّهها مستشاروها لإمكانية سحب المستثمرين أسهما من صحيفتها إذا ما أوقفها القضاء. كما يطرح الفيلم العلاقة بين الربح والجودة والتي أصرت كاثرين على أن الاستثمار الحقيقي يكون بتوظيف صحفيين كفؤين أكثر من أي أمر آخر، قد يسبب ربحا سريعا لكن غير مستمر، وقد أثبتت نظريتها صحتها بتفوق الواشنطن بوست حتى اليوم.

عرض الفيلم أيضا علاقة الصحافة بالسلطة؛ فالوزير الذي أنجز الدراسة هو صديق شخصي لكاثرين، وكان على المحرر برادلي أن يناقش معها تلك العلاقة وأبعادها وكيف يستغل أصحاب المناصب الصحفيين، ما يؤثر سلبا على عملية النشر.

أما الدرس الأهم فهو ما كرّره برادلي أكثر من مرة في أن "الطريقة الوحيدة لحماية حقوق النشر، هي النشر".

هناك درس أخلاقي آخر يعطيه المراسل الذي تواصل مع المصدر، إذ رفض كشف المصدر، مع هذا لم يكذب في شأن احتمالية أن يكون هو نفس مصدر النيويورك تايمز.

وفي نهاية الفيلم، تبدو كاثرين أقل توترا وحيرة، خصوصا وهي تقف وسط صحيفتها وتستذكر ما كان يقول زوجها الذي سلّمها زمام الأمور بوفاته: "الأخبار هي أول مسودة تاريخية"، إذ أن تزوير الصحفي للخبر أو المساهمة في ذلك بعدم نقل الصورة الصحيحة، هو خيانة للتاريخ.

كل رجال الصحيفة..

دعاية لا بأس بها سبقت الفيلم، تتحدث عنه في سياق مواجهة الكثير من فناني هوليوود للرئيس الأميركي دونالد ترامب، جعلتني لا أتوتّر كثيرا خلال مشاهدته لتوقّعي الأحداث، وإن حدث توتّرٌ طفيف خلال مشهد محاولات إقناع كاثرين غراهام بالنشر أو عدمه، إضافة للمشهد الأخير الذي سيشكّل قضية أخرى هي فضيحة ووتر غيت، التي ستحمل نيكسون على الاستقالة بفضل صحفيَّين مجتهدين من الصحيفة اللدودة ذاتها الـواشنطن بوست، وقد تناول فيلم "كل رجال الرئيس" تفاصيل تلك الفضيحة وعمل الصحفيَّين (2). أما المقارنة بين الفيلمين، فلن تصب في صالح "ذا بوست"، فقد ذهب "كل رجال الرئيس" أكثر في تفاصيل العمل الصحفي، متتبعا خطوات الصحفيَّين وجهدهما أكثر من جهد المدراء أنفسهم.

وعلى ذكر "الرجال"، فلا يمكن إغفال تركيز الفيلم، بشكل مباشر على الأرجح، على عمل المرأة، إذ يتحدث عن أول امرأة تدير صحيفة أميركية، هي كاثرين غراهام، وأنها لم تصل لذلك إلا بعد وفاة زوجها. فرغم أن والدها هو مالك الصحيفة فقد سلّم إدارتها لزوجها بينما كانت هي ربّة منزل لم تتخيّل أن تتولّى يوما تلك المهمة الصعبة. مع هذا، نراها حازمة في قرارها، عقلانية، تلقّن ناصحيها درسا في ماهيّة الصحافة وتذكّرهم أنها أولى منهم بالحرص على صحيفتها.

في مشاهد كثيرة، تظهر كاثرين وسط حشد من الرجال، ليقول الفيلم إنها أثبتت مهنيّتها بينهم، وحين تمرّ بحشد من النساء، فإنهن ينظرن إليها بأعين الإعجاب والتمجيد، ربّما بطريقة مبالغ بها!

زوايا أخرى..

الصحفي عنان العجاوي

"عالج الفيلم موضوع النشر من منطلق المصلحة.. كان لدى نيويورك تايمز مبدأ في معارضة حرب فيتنام،

ولكن بن برادلي "توم هانكس"، رئيس تحرير الواشنطن بوست، فكان مبدأه في البداية هو شهرة صحيفته ومنافسة النيويورك تايمز.. تفكير أصحاب الصحف أيضا تفكير رأسمالي، ففي البداية أرادت مالكة الصحيفة كاثرين غراهام "ميريل ستريب"، توسيع النشاط التجاري لصحيفتها وعرضت الأسهم للبيع.. برادلي فكر بالطريقة نفسها عندما خاطر بنشر الوثائق، كي يُعلي من شأن الصحيفة. وفي الحالتين، الاقتصادية والمهنية، كان النضال من أجل الصحيفة، والدليل هو المضاربة بين الصحيفتين، لاسيما إرسال برادلي أحد الصحفيين المتدرِّبين للتلصص على نيويورك تايمز. الفيلم أيضا يوجه رسالة مباشرة لترامب تقول "تستطيع الصحافة إسقاطك كما فعلت بنيكسون". وقد صرّح هانكس للبي بي سي بأن فيلمه يحمل رسالة".

الناقد خليل حنون

"الفيلم يتقاطع مع موضوعين هامين يحتلان العناوين في الولايات المتحدة: الأول، ترامب وصراعه مع الصحافة، وقضية تمكين المرأة ودعم حقوقها وخاصة في هوليوود. ميريل ستريب جسدت باقتدار شخصية كاثرين غراهام، مالكة صحيفة واشنطن بوست والتي كانت الناشرة الأنثى الوحيدة يومها ويركز الفيلم على محاولتها إثبات نفسها في غابة من رجال الصحافة والسياسة والمال. بدأت شخصية مهمشة في منصبها المهم، بصوت خافت في الاجتماعات وصعوبة في إسماع وإيصال صوتها وترك المهمة لمستشارها، إلى صمتها أمام الكلام الذي تسمعه هنا وهناك والمشكك بقدرتها وقيادتها. لكنها تصل في نهاية الفيلم وهي مصممة على نفض كل هذه العوائق والتخلص منها وإثبات نفسها والثقة بصوتها وبأنه سيكون مسموعا. أما توم هانكس، فلعب دور بن برادلي رئيس تحرير الصحيفة والذي واجه بحسه الصحفي الرئيس نيكسون في ضوء نظريته التي تقول بأن محاربة منع النشر هي بالنشر وعدم الخوف، لأن الرضوخ مرة واحدة للقمع سيقضي على الحريات، وهو بهذا يبرز القوة الحقيقية للصحافة. عندما علم المخرج ستيفن سبيلبرغ بسيناريو الفيلم، ترك كل شيء بين يديه واهتم به ونفَّذه سريعاً؛ فهو يعكس المرحلة الحالية وجانباً من صراع أهل الصحافة والإعلام وهوليوود مع الرئيس ترامب. كان واضحاً التركيز على الجوانب التي يلتقي فيها عهد الرئيس نيكسون مع عهد ترامب الذي أصدر أمرا قانونيا يمنع صحيفتي نيويورك تايمز والواشنطن بوست من نشر وثائق تبرز تقاعس الحكومة الأميركية في إنهاء حرب فيتنام وترك أمدها يطول ويطول. يعرف سبيلبرغ كيف يتعامل مع هكذا مواضيع بأسلوب يعطي كل مشهد إيقاعه في التصوير والتقطيع بحسب الحالة، مع اهتمام قوي بعنصري التشويق والإثارة إضافة لفريق تمثيل قوي ليكونا النسيج الذي يشد المشاهد أمام قصة أحداثها معروفة، وليس هناك من كشف لأي شيء جديد أو مفاجئ. فيلم "ذا بوست" ليس فيلما تاريخيا دراميا يستعيد مرحلة تاريخية فقط، وإنما هو عمل يعكس الحالة الأميركية الحالية لأنه يمثل جوانب عديدة منها بامتياز وهو بذلك يجعل التاريخ صوتاً لأصداء اليوم".

من اليسار لليمين: ميريل ستريب، المخرج ستيفن سبيلبرغ، توم هانكس ومشارك في نقاش حول فيلم "ذا بوست" قبل عرضه في 14 ديسمير/كانون الثاني 2017. غيتي
من اليسار لليمين: ميريل ستريب، المخرج ستيفن سبيلبرغ، توم هانكس ومشارك في نقاش حول فيلم "ذا بوست" قبل عرضه في 14 ديسمير/كانون الثاني 2017. غيتي

هوامش:

(1)https://ara.reuters.com/article/entertainmentNews/idARAKBN1EA04J?sp=true

(2)http://www.aljazeera.net/specialfiles/pages/5e657dea-6641-4aa9-9f19-f980f446cc4c

(3)http://institute.aljazeera.net/ar/ajr/article/صحفيّان-يوقعان-بـ”كل-رجال-الرئيس“

(4)صورة الغلاف مأخوذة من صفحة الفيسبوك الرسمية للفيلم (https://www.facebook.com/ThePostOfficial/photos/a.527322427628060.1073741828.499736137053356/539202969773339/?type=3&theater).

 

المزيد من المقالات

رصد وتفنيد التغطيات الصحفية المخالفة للمعايير المهنية في الحرب الحالية على غزة

في هذه الصفحة، سيعمد فريق تحرير مجلة الصحافة على جمع الأخبار التي تنشرها المؤسسات الصحفية حول الحرب الحالية على غزة التي تنطوي على تضليل أو تحيز أو مخالفة للمعايير التحريرية ومواثيق الشرف المهنية.

مجلة الصحافة نشرت في: 26 مارس, 2024
آليات الإعلام البريطاني السائد في تأطير الحرب الإسرائيلية على غزّة

كيف استخدم الإعلام البريطاني السائد إستراتيجيات التأطير لتكوين الرأي العام بشأن مجريات الحرب على غزّة وما الذي يكشفه تقرير مركز الرقابة على الإعلام عن تبعات ذلك وتأثيره على شكل الرواية؟

مجلة الصحافة نشرت في: 19 مارس, 2024
دعم الحقيقة أو محاباة الإدارة.. الصحفيون العرب في الغرب والحرب على غزة

يعيش الصحفيون العرب الذين يعملون في غرف الأخبار الغربية "تناقضات" فرضتها حرب الاحتلال على غزة. اختار جزء منهم الانحياز إلى الحقيقة مهما كانت الضريبة ولو وصلت إلى الطرد، بينما اختار آخرون الانصهار مع "السردية الإسرائيلية" خوفا من الإدارة.

مجلة الصحافة نشرت في: 29 فبراير, 2024
يوميات صحفي فلسطيني تحت النار

فيم يفكر صحفي فلسطيني ينجو يوميا من غارات الاحتلال: في إيصال الصورة إلى العالم أم في مصير عائلته؟ وماذا حين يفقد أفراد عائلته: هل يواصل التغطية أم يتوقف؟ وكيف يشتغل في ظل انقطاع وسائل الاتصال واستحالة الوصول إلى المصادر؟

محمد أبو قمر  نشرت في: 3 ديسمبر, 2023
كيف يمكن لتدقيق المعلومات أن يكون سلاحًا ضد الرواية الإسرائيلية؟

في السابق كان من السهل على الاحتلال الإسرائيلي "اختطاف الرواية الأولى" وتصديرها إلى وسائل الإعلام العالمية المنحازة، لكن حرب غزة بينت أهمية عمل مدققي المعلومات الذين كشفوا زيف سردية قتل الأطفال وذبح المدنيين. في عصر مدققي المعلومات، هل انتهت صلاحية "الأكاذيب السياسية الكبرى"؟

حسام الوكيل نشرت في: 17 نوفمبر, 2023
انحياز صارخ لإسرائيل.. إعلام ألمانيا يسقط في امتحان المهنية مجدداً

بينما تعيش وسائل الإعلام الألمانية الداعمة تقليدياً لإسرائيل حالة من الهستيريا، ومنها صحيفة "بيلد" التي بلغت بها درجة التضليل على المتظاهرين الداعمين لفلسطين، واتهامهم برفع شعار "اقصفوا إسرائيل"، بينما كان الشعار الأصلي هو "ألمانيا تمول.. وإسرائيل تقصف". وتصف الصحيفة شعارات عادية كـ "فلسطين حرة" بشعارات الكراهية.

مجلة الصحافة نشرت في: 15 نوفمبر, 2023
استخدام الأرقام في تغطية الحروب.. الإنسان أولاً

كيف نستعرض أرقام الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي دون طمس هوياتهم وقصصهم؟ هل إحصاء الضحايا في التغطية الإعلامية يمكن أن يؤدي إلى "السأم من التعاطف"؟ وكيف نستخدم الأرقام والبيانات لإبقاء الجمهور مرتبطا بالتغطية الإعلامية لجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟

أروى الكعلي نشرت في: 14 نوفمبر, 2023
الصحافة ومعركة القانون الدولي لمواجهة انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

من وظائف الصحافة رصد الانتهاكات أثناء الأزمات والحروب، والمساهمة في فضح المتورطين في جرائم الحرب والإبادات الجماعية، ولأن الجرائم في القانون الدولي لا تتقادم، فإن وسائل الإعلام، وهي تغطي حرب إسرائيل على فلسطين، ينبغي أن توظف أدوات القانون الدولي لتقويض الرواية الإسرائيلية القائمة على "الدفاع عن النفس".

نهلا المومني نشرت في: 8 نوفمبر, 2023
هل يحمي القانون الدولي الصحفيين الفلسطينيين؟

لم يقتصر الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الصحفيين، بل تجاوزه إلى استهداف عائلاتهم كما فعل مع أبناء وزوجة الزميل وائل الدحدوح، مراسل الجزيرة بفلسطين. كيف ينتهك الاحتلال قواعد القانون الدولي؟ وهل ترتقي هذه الانتهاكات إلى مرتبة "جريمة حرب"؟

بديعة الصوان نشرت في: 26 أكتوبر, 2023
منصات التواصل الاجتماعي.. مساحة فلسطين المصادرة

لم تكتف منصات التواصل الاجتماعي بمحاصرة المحتوى الفلسطيني بل إنها طورت برمجيات ترسخ الانحياز للرواية الإسرائيلية. منذ بداية الحرب على غزة، حجبت صفحات وحسابات، وتعاملت بازدواجية معايير مع خطابات الكراهية الصادرة عن الاحتلال.

إياد الرفاعي نشرت في: 21 أكتوبر, 2023
كيف يساعد التحقق من الأخبار في نسف رواية "الاحتلال" الإسرائيلي؟

كشفت عملية التحقق من الصور والفيديوهات زيف رواية الاحتلال الإسرائيلي الذي حاول أن يسوق للعالم أن حركة حماس أعدمت وذبحت أطفالا وأسرى. في هذا المقال تبرز شيماء العيسائي أهمية التحقق من الأخبار لوسائل الإعلام وللمواطنين الصحفيين وأثرها في الحفاظ على قيمة الحقيقة.

شيماء العيسائي نشرت في: 18 أكتوبر, 2023
"لسعات الصيف".. حينما يهدد عنوان صحفي حياة القرّاء

انتشر "خبر" تخدير نساء والاعتداء عليهن جنسيا في إسبانيا بشكل كبير، على وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تتلقفه وسائل الإعلام، ليتبين أن الخبر مجرد إشاعة. تورطت الصحافة من باب الدفاع عن حقوق النساء في إثارة الذعر في المجتمع دون التأكد من الحقائق والشهادات.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 30 يوليو, 2023
كيف نستخدم البيانات في رواية قصص الحرائق؟

كلما اشتد فصل الصيف تشتعل الحرائق في أماكن مختلفة من العالم مخلفة كلفة بشرية ومادية كبيرة. يحتاج الصحفيون، بالإضافة إلى المعرفة المرتبطة بالتغير المناخي، إلى توظيف البيانات لإنتاج قصص شريطة أن يكون محورها الإنسان.

أروى الكعلي نشرت في: 25 يوليو, 2023
انتفاضة الهامش على الشاشات: كيف تغطي وسائل الإعلام الفرنسية أزمة الضواحي؟

اندلعت احتجاجات واسعة في فرنسا بعد مقتل الشاب نائل مرزوق من أصول مغاربية على يدي الشرطة. اختارت الكثير من وسائل الإعلام أن تروج لأطروحة اليمين المتشدد وتبني رواية الشرطة دون التمحيص فيها مستخدمة الإثارة والتلاعب بالمصادر.

أحمد نظيف نشرت في: 16 يوليو, 2023
كيف حققت في قصة اغتيال والدي؟ 

لكل قصة صحفية منظورها الخاص، ولكل منها موضوعها الذي يقتفيه الصحفي ثم يرويه بعد البحث والتقصّي فيه، لكن كيف يكون الحال حين يصبح الصحفي نفسه ضحية لحادثة فظيعة كاغتيال والده مثلا؟ هل بإمكانه البحث والتقصّي ثم رواية قصته وتقديمها كمادة صحفية؟ وأي معايير تفرضها أخلاقيات الصحافة في ذلك كله؟ الصحفية الكولومبية ديانا لوبيز زويلتا تسرد قصة تحقيقها في مقتل والدها.

ديانا لوبيز زويلتا نشرت في: 11 يونيو, 2023
عن أخلاقيات استخدام صور الأطفال مرة أخرى

في زمن الكوارث والأزمات، ماهي المعايير الأخلاقية التي تؤطر نشر صور الأطفال واستعمالها في غرف الأخبار؟ هل ثمة مرجعية تحريرية ثابتة يمكن الاحتكام عليها أم أن الأمر يخضع للنقاش التحريري؟

مجلة الصحافة نشرت في: 9 فبراير, 2023
حذار من الصحفيين الناشطين!

تقود الحماسة الصحفية في بعض الأحيان أثناء الحروب والأزمات إلى تبني ثنائية: الأشرار والأخيار رغم ما تنطوي عليه من مخاطر مهنية. إرضاء المتابعين لم يكن يوما معيارا لصحافة جيدة.

Ilya U. Topper
إيليا توبر Ilya U. Topper نشرت في: 7 أغسطس, 2022
الحياة مقابل الحقيقة.. ضريبة الصحافة في فلسطين

يشبه الصحفيون الفلسطينيون المشتغلون بالميدان أبطال رواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، فهم معرضون لـ "الاختناق" و"القتل البطيء والسريع" والملاحقات والتهديد المعنوي، فقط لأنهم ينقلون للعالم حقيقة محتل عنصري يحاول أن يبني شرعيته بالقوة والسلاح. هذه قصة صحفيين فلسطينيين دفعوا حياتهم دفاعا عن الحقيقة.

هدى أبو هاشم نشرت في: 5 يونيو, 2022
الحسابات الإخبارية على المنصات الرقمية بعمان.. هل هي مهنية؟

القضايا الحقيقية للمواطنين في عمان لا تناقشها وسائل الإعلام التقليدية، بل الحسابات الإخبارية على وسائل التواصل الاجتماعي. في ظرف سنوات قليلة، بنت هذه الحسابات جمهورها، وامتلكت القدرة على التأثير وسط انتقادات حادة توجه إليها بانتهاك المعايير الأخلاقية والمهنية.

سمية اليعقوبي نشرت في: 6 مارس, 2022
يوميات الصحفي الفلسطيني على خط النار

بعضهم قصفت مقراتهم، والبعض الآخر تركوا عائلاتهم ليدحضوا السردية الإسرائيلية، أما البعض الآخر فقد اختاروا أن يشتغلوا على القصص الإنسانية كي لا يتحول الضحايا إلى مجرد أرقام.... هي قصص صحفيين فلسطينيين يشتغلون تحت النار.

ميرفت عوف نشرت في: 20 مايو, 2021
الرواية الفلسطينية في بث حي على إنستغرام

بينما كانت بعض القنوات التلفزيونية تساوي بين الضحية والجلاد في أحداث القدس، كان مؤثرون ونشطاء صحفيون يقدمون الرواية الفلسطينية للعالم. لقد تحولت المنصات الرقمية، رغم كل التضييق، إلى موجه للقرارات التحريرية، وإلى مصدر رئيسي للتحقق مما يجري على الأرض.

مجلة الصحافة نشرت في: 9 مايو, 2021
حينما تتعالى الصِّحافةُ السودانية على آلام المستضعَفين

بينما الشّارعُ السّودانيُّ يغلي بسبب انتشار الفقر، وبينما تتّسعُ دائرةُ التّهميش، تُصِرُّ الصِّحافةُ السّودانيّةُ على التَّشاغُل بتغطية شؤون "النُّخبة"؛ بعيدًا عن قصص الفقر في المدن والأرياف.

سيف الدين البشير أحمد نشرت في: 31 مارس, 2021
التسريبات في تونس.. الصحافة تدخل "الغرف المظلمة"

تحول جزء من الصحافة التونسية إلى فضاء للتسريبات والتسريبات المضادة، لكن نادرا ما طرح السؤال عن المعايير الأخلاقية والمهنية في التحقق منها، ومدى ملاءمتها للمصلحة العامة..

أمين بن مسعود نشرت في: 28 مارس, 2021
أطفال مخيم الهول في عين الحدث.. شيطنة الضحايا

في مخيم الهول، ظهرت صحفية تطارد أطفالا وتنعتهم بتسميات وصفها بعض الأكاديميين أنها منافية لأخلاقيات المهنة. كيف يتعامل الصحفيون مع الأطفال؟ ولماذا يجب أن يحافظوا على مبادئ الإنصاف واحترام خصوصيات الأفراد والحق في الصورة؟ وماهو الحد بين السعي لإثبات قصة وبين السقوط في الانتهاكات المهنية؟

أحمد أبو حمد نشرت في: 25 مارس, 2021